المحرر موضوع: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح  (زيارة 32756 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

حياك الله يا أخت (ماما هادية) .

جواباً عن سؤالك أقول باختصار أنني لست من المهتمين بالمنتديات والمشاركة فيها ، وإن حصل ، فإن ذلك لا يكون إلا في باب المواضيع الشرعية .

بالنسبة لتسجيلي في منتداكم ، فقد دعاني أحد أعضاء منتداكم (وأتحفظ على ذكر اسمه) للنظر في هذا الموضوع وإبداء رأيي فيه ، بعد أن ألزمته الحجّة (بحسب نظري) في بعض مسائل الصفات .. فأراد مني أن أتابع هذا الموضوع بإنصاف ، وأطرح ما عندي (وليس عندي الكثير) عليك ، باعتباره يثق فيك وفي عقلك ، ويريد بذلك أن يستظهر الحق الذي قد لُبّس عليه .

إن كان هذا الداعي للتسجيل والمشاركة غير صالح ، فأعتذر إليكم من سوء أدبي ، ويمكنكم حذف عضويتي عن رضى وطيب خاطر مني .

وجزاكم الله خيراً

جزاك الله خيرا أخي الكريم على صراحتك ووضوحك

وأهلا ومرحبا بك في المنتدى وفي الموضوع

أتمنى أن نستفيد جميعا من مشاركاتك هنا، وأرجو منك أن تقبل الشروط التي وضعناها في بداية النقاش، والتي تتلخص في التركيز على نقطة واحدة وعدم التشعب او الانتقال الى غيرها حتى نشعر اننا استوفيناها

ونحن الآن كما ترى في نقطة صفات المولى عز وجل التي توهم التشبيه بالخلق، بين إثبات معنى وتفويض كيفية لدى السلفيين، وبين إثبات صفة وتفويض معنى لدى المفوضين، وبين تأويل تلك الصفات وحملها على المجاز وفق ما تتيحه قواعد اللغة العربية والبيان العربي...

وأنا قلت أن هذه المسالك الثلاثة مقبولة عندنا (أعني عموم أهل السنة والجماعة من غير السلفيين، وهذا ما درسناه في كتبنا وعلى شيوخنا) وتعتبر كلها ضمن دائرة أهل السنة والجماعة
وقلت أن السلفية يختلفون معنا في ذلك، حيث يرون مسلكهم فقط هو مسلك أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، ويتهمون المسلكين الآخرين بالحيدة عن نهج الصحابة والسلف الصالح

فما تعقيبكم على ما ذكر

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعود لمسألة الصفات السبع بعد أن أشكر لماما هادية حوارها الهادئ الجميل وأشكر لأبي شعيب مشاركته الطيبة في المسألة...ولا أنبه إلا على أننا ما انحرف بنا الحوار إلى هذا المزلق إلا عن تعدد في وجهات النظر نريد أن نصل بها إلى الحق..وأننا هنا أسرة واحدة تربطها علاقات أسرية قوية من الحب والتعاون والإخاء والمودة ورغبة الخير لبعضنا بعضا، وما يشغلني عن هؤلاء الأحبة إلا دراسة في بحثي للماجستير أو عمل أرتزق منه أو حياة اجتماعية..
فأنا في هذا الموضوع أرى أن الخلاف في مسألة من مسائل العقيدة..وعلى درجة من الأهمية عظيمة، يهمني فيها أن أطلع على منهج الصحابة والتابعين وأن أنتهج نهجهم وأقتدي بقولهم في كل مسائل الاعتقاد..ثم بعد ذلك أنظر لمن خالف ذلك، فمن أراد أن يجعل هذه المخالفة مجرد اجتهاد، حاولوا منه تنزيه الله تعالى واجتهدوا في ذلك فأولوا أو فوضوا، وأنهم أخطئوا أو أصابوا في اجتهادهم هذا.. وخالفوا منهج الصحابة..فهذه نقطة تالية قد أقتنع بها..وإن اقتنعت بها فسأعتذر لهم ولكن لن أسمح أن أدور في فلكهم..ومن الأولى لمن علم ذلك أن يعود لما كان عليه الصحابة والتابعون ولا يظل يجادل عن مجرد اجتهادات أخطأت أو أصابت.........
وقد ذكرت ـ غير مفترـ أن الأشاعرة في منهجهم يثبتون لله سبع صفات فقط..(على إجمال المذهب)، وهذه هي الصفات السبع التي يثبتونها لله تعالى ثبوتا واجبا، ويسمونها الصفات المعنوية، ويرجعون الصفات السلبية والنفسية إليها، ثم إنهم يثبتون أسماء الله الحسني كلها ويقولون بتوقيفها ويشرحون معانيها ويبينون صفاتها ولكنهم يرجعونها للصفات السابقة، يؤولون كثيرا منها.....
وقلت إن المسألة فيها تفصيل كبير، لأن من أئمة الأشاعرة من أثبت لله الوجه واليدين ومنهم من أثبت الاستواء ومنهم من يفوض ومنهم من يؤول كل الصفات الخبرية..فكان اتفاق المذهب أوله وآخره على هذه الصفات السبع وكان اختلافهم في بقيتها...ولذلك كانت العبارة على إجمال المذهب كما ذكرت........
هل تقولنا على الأشاعرة ذلك....أبدا والله...
فلنرجع معا...إلى إمام من أئمتهم من متأخريهم ومن نقل المذهب عنهم..وهو عضد الدين الإيجي في كتابه: المواقف في علم الكلام.....يقول بعد أن يذكر الصفات السبع ومتعلقاتها في مقاصده السبعة:
"المقصد الثامن في صفات اختلف فيها، وفيه مقدمة ومسائل إحدى عشرة...
 فالمقدمة: هي أنه هل لله تعالى صفة وجودية زائدة على ذاته غير ما ذكرناه من الصفات السبع التي هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام فمنعه بعض أصحابنا مقتصرا في نفيها على أنه لا دليل عليه أي على ثبوت صفة أخرى فيجب نفيه
 ولا يخفى ضعفه لما مر من أن عدم الدليل عندك لا يفيد
 وعدمه في نفس الأمر ممنوع
 وإن سلم لم يفد أيضا لأن انتفاء الملزوم لا يستلزم انتفاء لازمه ومنهم من زاد على ذلك فاستدل على نفيها بأن قال نحن مكلفون بكمال المعرفة وإنما يحصل بمعرفة جميع صفاته
 فلو كان له صفة غيرها لعرفناها لكنا لا نعرفها
 بل لا طريق لنا إلى معرفة الصفات سوى الاستدلال بالأفعال والتنزيه عن النقائص
 ولا يدل شيء منهما على صفة زائدة على ما ذكر
 والجواب منع التكليف بكمال معرفته
 إذ هو أي التكليف بقدر وسعنا فنحن مكلفون بأن نعرف من صفاته ما يتوقف تصديق النبي العلم به لا بمعرفة صفات أخرى أو بأن نقول سلمنا تكليفنا بكمال معرفته
 لكن لا يلزم من التكليف به حصوله من جميع المكلفين بل ربما يعرفه معرفة كاملة بعض منهم كالأنبياء والكاملين من أتباعهم دون بعض وهو من عداهم
 وهؤلاء وإن كانوا هم الأكثرين ولكن لا يمتنع كثرة الهالكين بسبب ترك ما كلفوا به من كمال معرفته وأثبت بعض من المتكلمين صفات أخر بيانها تلك المسائل الإحدى عشرة
 الأولى البقاء اتفقوا على أنه تعالى باق لكن اختلفوا في كونه صفة ثبوتية زائدة كما أشار إليه بقوله أثبته الشيخ أبو الحسن وأتباعه وجمهور معتزلة بغداد صفة وجودية زائدة على الوجود إذ الوجود متحقق دونه أي دون البقاء كما في أول الحدوث بل يتجدد بعده صفة هي البقاء وأجيب عنه بأنه منقوض بالحدوث
 فإنه غير الوجود لتحقق الوجود بعد الحدوث يعني أن البقاء حصل بعد ما لم يكن والحدوث زال بعد أن كان لأنه الخروج من العدم إلى الوجود عند الشيخ لا مسبوقية الوجود به فلو دل ذلك الذي ذكرتموه في البقاء على كونه وجوديا زائدا لكان الحدوث أيضا وجوديا زائد لما ذكرناه لأن العدم بعد الحصول كالحصول بعد العدم في الدلالة على الوجود في الجملة إذ حاصلهما الانتقال الواقع بين العدم وما يقابله
 أعني الوجود ولزم التسلسل في الحدوثات الوجودية ضرورة أن الحدوث لا بد أن يكون حادثا
 مع أن الشيخ معترف بأن الحدوث ليس أمرا زائدا وحله بعد نقضه أن تجدد الاتصاف بصفة لا تقتضي كونها وجودية كتجدد معية الباري تعالى مع الحادث وكذا زواله أيضا لا يقتضيه
 وذلك كله لجواز اتصافه بالعدميات وزوال ذلك الاتصاف ونفاه أي نفى كون البقاء صفة موجودة زائدة القاضي أبو بكر والإمامان إمام الحرمين والإمام الرازي وجمهور معتزلة البصرة وقالوا البقاء هو نفس الوجود في الزمان الثاني لا أمر زائد عليه لوجهين
 الأول لو كان البقاء زائدا لكان له بقاء إذ لو لم يكن البقاء باقيا لم يكن الوجود باقيا لأن كونه باقيا إنما هو بواسطة البقاء المفروض زواله وحينئذ تتسلسل البقاءات المترتبة الموجودة معا
 والجواب إن بقاء البقاء نفس البقاء كما قيل في وجود الوجود ووجوب الوجوب وإمكان الإمكان فلا تسلسل أصلا
 ويرد على هذا الجواب أن ما تكرر نوعه اعتباريا كما مر
 الثاني لو احتاج البقاء على تقدير كونه وجوديا إلى الذات لزم الدور لأن الذات محتاج إلى البقاء أيضا
 فإن وجوده في الزمان الثاني معلل به
 وإلا أي وإن لم يحتج البقاء إلى الذات لكان الذات محتاجا إليه  وكان مستغنيا عن الذات مع استغنائه عن غيره أيضا فكان البقاء هو الواجب الوجود لأنه الغني المطلق دون الذات
 والجواب منع احتياج الذات إليه وما قيل من أن وجوده في الزمن الثاني معلل به ممنوع
 غاية ما في الباب أن وجوده فيه لا يكون إلا مع البقاء
 وذلك لا يوجب أن يكون البقاء علة لوجوده فيه إذ يجوز أن يكون تحققهما على سبيل الاتفاق
 وإليه الإشارة بقوله وإن اتفق تحققهما معا
 تنبيه إثبات البقاء قد يفسر بأن الوجود في الزمان الثاني أمر زائد على الذات يريد أن المثبتين للبقاء يفسرونه تارة باستمرار الوجود ويدعون أن الوجود في الزمان الثاني زائد على الذات وأخرى بأنه معنى يعلل به الوجود في الزمان الثاني
 وأول الوجهين للنافين ينفي المعنى الأول من معنى البقاء لأن الاستمرار إذا لم يكن باقيا لم يكن الوجود مستمرا
 ولا ينفي الثاني لأن البقاء إذا كان أمرا يعلل به الوجود في الزمان الثاني لا يلزم أن يكون له بقاء آخر والوجه الثاني ينفي المعنى الثاني دون الأول إذ لا يلزم من استمرار الوجود وكونه زائدا على الذات احتياج الذات في وجوده إلى البقاء الذي هو الاستمرار
 فلا يلزم الدور
 الصفة الثانية القدم
 وأحاله الجمهور متفقين على أنه قديم بنفسه لا بقدم وجودي زائد على ذاته وأثبته ابن سعيد من الأشاعرة ودليله على كونه صفة موجودة زائدة ما مر في البقاء وتصويره ههنا أن يقال القديم قد يطلق على المتقدم بالوجود إذا تطاول عليه الأمد
 ومنه قوله تعالى كالعرجون القديم
 والجسم لا يوصف بهذا القدم في أول زمان حدوثه بل بعده فقد
تجدد له القدم بعد ما لم يكن فيكون موجودا زائدا على الذات
 فكذا القدم الذي هو التقدم بلا نهاية لا بمجرد مدة متطاولة بإبطاله أي ما مر مع إبطاله
 فلا حاجة إلى إعادة شيء منهما وحمل ما مر على الوجهين السابقين مما لا وجه لصحته والذي يخصصه أي يختص بإبطاله أنه إن أراد به أي بالقدم أنه لا أول له فسلبي فلا يتصور كونه وجوديا أو أنه صفة لأجلها لا يختص الباري سبحانه وتعالى بحيز كما فسره أي كما فسر كلام ابن سعيد بذلك الشيخ أبو إسحاق الإسفرايني فإنه قال معنى كلامه أنه تعالى مختص بمعنى لأجله ثبت وجوده لا في حيز كما أن المتحيز يختص بمعنى لأجله كان متحيزا
 ولا يخفى عليك أن هذا التفسير بعيد جدا عن دلالة زيادة القدم عليه فكذلك يكون القدم أمرا سلبيا إذ مرجعه حينئذ إلى وجوده لا في حيز
 فإن قلت هذا السلبي معلل بالقدم لا نفسه
 قلت إن الصفات السلبية لا تعلل بخلاف الثبوتية أو غيرهما من المعاني فالتصوير أي فعليه تصوير ذلك المعنى المراد أولا ثم التقرير والتحقيق بإقامة الدليل عليه ثانيا
 هذا الذي أوردناه ههنا في إبطاله منضم إلى ما سبق في مباحث الأمور العامة من أنه أي القدم أمر اعتباري لا وجود له في الخارج
 فإنه يدل على بطلان مذهبه ودليله أيضا
 الصفة الثالثة الاستواء
 لما وصف تعالى بالاستواء في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى اختلف الأصحاب فيه
 فقال الأكثرون هو الاستيلاء
 ويعود الاستواء حينئذ إلى صفة القدرة
 قال الشاعر
 قد استوى عمرو على العراق ... من غير سيف ودم مهراق أي استوى
 وقال الآخر
فلما علونا واستوينا عليهم ... تركناهم صرعى لنسر وطائر أي استولينا
 لا يقال الاستواء بمعنى الاستيلاء يشعر بالاضطراب والمقاومة والمغالبة أي يشعر بسبق هذه الأمور التي تستحيل في حقه تعالى
 وأيضا لا فائدة لتخصيص العرش لأن استيلاءه يعم الكل لأنا نجيب عن الأول بمنع الإشعار ألا ترى أن الغالب لا يشعر به كما في قوله تعالى والله غالب على أمره
 نعم ربما يفهم سبق تلك الأمور من خصوصية من أسند إليه الاستيلاء في أمر مخصوص
 وعن الثاني بأن الفائدة هي الإشعار بالأعلى على الأدنى
 إذ مقرر في الأوهام أن العرش أعظم الخلق
 فإن استولى عليه كان مستوليا على غيره قطعا
 وهذا عكس ما هو المشهور من التنبيه بالأدنى على الأعلى
 وكلاهما صواب
 فإنه كما يفهم من حكم الأدنى حكم الأعلى إذا كان به أولى كذلك يفهم عكسه إذا كان الأدنى بالحكم أولى
 وقيل هو أي الاستواء ههنا القصد فيعود إلى صفة الإرادة نحو قوله تعالى ثم استوى إلى السماء
 أي قصد إليها وهو بعيد
 إذ ذلك تعدى ب إلى كالقصد دون على كاستيلاء
 وذهب الشيخ في أحد قوليه إلى أنه أي الاستواء صفة زائدة ليست عائدة إلى الصفات السابقة وإن لم نعلمها بعينها ولم يقم دليل عليه
 ولا يجوز التعويل في إثباته على الظواهر من الآيات والأحاديث مع قيام الاحتمال المذكور
 وهو أن يراد به الاستيلاء أو القصد على ضعف
 فالحق التوقف مع القطع بأنه ليس كاستواء الأجسام
 الصفة الرابعة الوجه
 قال تعالى ويبقى وجه ربك
 كل  شيء هالك إلا وجهه أثبته الشيخ في أحد قوليه وأبو إسحاق الإسفرايني والسلف صفة ثبوتية زائدة على ما مر من الصفات
 وقال في قول آخر ووافقه القاضي إنه الوجود وهو كما قبله أعني الاستواء في عدم القاطع وعدم جواز التعويل على الظواهر مع قيام الاحتمال
 تنبيه الوجه وضع في اللغة للجارحة المخصوصة حقيقة
 ولا يجوز إرادتها في حقه تعالى ولم يوضع لصفة أخرى مجهولة لنا بل لا يجوز وضعه لما لا يعقله المخاطب إذ المقصود من الأوضاع تفهيم المعاني فتعين المجاز والتجور به عما يعقل وثبت بالدليل متعين وهو أن يتجوز به عن الذات وجميع الصفات
 فإن الباقي هو ذاته تعالى مع مجموع صفاته وما سواه هالك غير باق
 الصفة الخامسة اليد قال الله تعالى يد الله فوق أيديهم ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي فأثبت الشيخ صفتين ثبوتيتين زائدتين على الذات وسائر الصفات
 لكن لا بمعنى الجارحتين وعليه السلف
 وإليه ميل القاضي في بعض كتبه
 وقال الأكثر إنهما مجاز عن القدرة فإنه شائع وخلقته بيدي أي بقدرة كاملة ولم يرد بقدرتين وتخصيص خلق آدم بذلك مع أن الكل مخلوق بقدرته تعالى تشريف وتكريم له كما أضاف الكعبة إلى نفسه في قوله أن طهرا بيتي للتشريف مع أنه مالك للمخلوقات كلها
 وكما خصص المؤمنين بالعبودية لذلك في قوله إن عبادي ليس لك عليهم سلطان
 وقالت المعتزلة بأن اليد مجاز عن القادرية بناء على أصلهم الذي
هو نفي الصفات وإثبات الأحوال
 وقال بعضهم مجاز عن النعمة وهو في غاية الضعف إذ لا يلائم نسبة الخلق إلى اليد
 وقيل صفة زائدة وهذا تكرار لما تقدم من مذهب الشيخ والسلف
 وقد يوجد في بعض النسخ يد له
 وقيل صلة
 أي لفظة بيدي زائدة كما في قوله
 دعوت لما نابني مسورا ... فلبا فلبى يدي مسور وهو في غاية الركاكة
 وتحقيقه كما في الأول أي كالتحقيق الذي ذكرناه في الوجه من أنه موضوع للجارحة
 وقد تعذرت فيجب الحمل على التجوز عن معنى معقول هو القدرة
 الصفة السادسة العينان
 قال تعالى تجري بأعيننا ولتصنع على عيني وقال الشيخ تارة إنه صفة زائدة على سائر الصفات وتارة إنه البصر والكلام فيه ما مر آنفا فإن إثبات الجارحة ممتنع
 والحمل على التجوز عن صفة لا نعرفها يوجب الإجمال فوجب أن يجعل مجازا عن البصر أو عن الحفظ والكلاءة وصيغة الجمع للتعظيم
 الصفة السابعة الجنب
 قال تعالى أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله
 وقيل صفة زائدة
 وقيل المراد في أمر الله
 كما قال الشاعر
أما تتقين الله في جنب عاشق ... له كبد حرى وعين ترقرق أي تلمع وتتحرك
 ورقراق الشراب ما تلألأ منه
 أي جاء وذهب
 وكذلك الدمع إذا دار في الحملاق أو أراد الجانب
 يقال لاذ بجنبه أي بجنابه وحرمه
 الصفة الثامنة القدم
 قال أثناء حديث مطول فيضع الجبار قدمه في النار فتقول قط قط
 أي حسبي حسبي
 وفي رواية أخرى حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط بعزتك وكرمك
 وفي أخرى يقال لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد حتى يضع الرب قدمه عليها فتقول قط قط
 وتأويل الجبار بمالك خازن النار أو بمن يرفع نفسه عن امتثال التكاليف مما لا يلتفت إليه كيف وقد ورد في رواية أنس في أثناء حديث وأما النار فلا تمتلى حتى يضع الله رجله فيها
 الصفة التاسعة الإصبع
 قال إن قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن
 وفي رواية إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء
 ولا يمكن إثبات الجارحة
 وأما وجه التأويل فكما في اليدين
الصفة العاشرة اليمين
 قال تعالى والسموات مطويات بيمينه
 وتأويلها بالقدرة التامة ظاهرة
 الصفة الحادية عشرة التكوين
 أثبته الحنفية صفة زائدة على السبع المشهورة أخذا من قوله تعالى كن فيكون فقد جعل قوله كن متقدما على كون الحادثات
 أعني وجودها
 والمراد به التكوين والإيجاد والتخليق
 قالوا وإنه غير القدرة لأن القدرة أثرها الصحة
 والصحة لا تستلزم الكون فلا يكون الكون أثرا للقدرة
 وأثر التكوين هو الكون
 الجواب إن الصحة هي الإمكان
 وإنه للممكن ذاتي فلا يصلح أثرا للقدرة لأن ما بالذات لا يعلل بالغير بل به أي بإمكان الشيء في نفسه تعلل المقدورية فيقال هذا مقدور لأنه ممكن
 وذلك غير مقدور لأنه واجب أو ممتنع
 فإذن أثر القدرة هو الكون أي كون المقدور وجوده لا صحته وإمكانه
 فاستغنى عن إثبات صفة أخرى كذلك أي يكون أثرها الكون
 فإن قيل المراد بالصحة التي جعلناها أثرا للقدرة هو صحة الفعل بمعنى التأثير والإيجاد من الفاعل لا صحة المفعول في نفسه وهذه الصحة هي إمكانه الذاتي الذي لا يمكن تعليله بغيره
 وأما الصحة الأولى فهي بالقياس إلى الفاعل ومعللة بالقدرة فإن القدرة هي الصفة التي باعتبارها يصح من الفاعل طرفا الفعل والترك على سواء من الشيء المقدور له فلا يحصل بها منه أحدهما بعينه بل لا بد في حصوله من صفة أخرى متعلقة به
 أي بذلك الطرف وحده
 فتلك الصفة هي التكوين
 قلنا كل منهما أي من ذينك الطرفين يصلح أثرا لها أي للقدرة
وإنما يحتاج صدور أحدهما بعينه عنها إلى مخصص بعينه وهو الإرادة المتعلقة بذلك الطرف وحينئذ لا حاجة إلى مبدأ للكون غير القدرة المؤثرة فيه بواسطة الإرادة المتعلقة به
 وقد ورد في حديث ليلة المعراج وضع كفه بين كتفي فوجدت بردها في كبدي
 ولا يجوز إثبات الجارحة كما ذهبت إليه المشبهة
 فقيل هو موصوف بكف لا كالكفوف
 وقيل مؤول بالتدبير
 يقال فلان في كف فلان: أي في تدبيره
 فالمقصود من الحديث بيان ألطافه في تدبيره له وبيان أنه وجد روح ألطافه
 لأن البرد يطلق على كل روح وراحة وطمأنينة
 وقد ورد في الأحاديث أنه تعالى ضحك حتى بدت نواجذه
 ويمتنع حمله على حقيقته
 فقيل هو ضحك لا كضحكنا
 وقيل مؤول بظهور تباشير الخير والنجح في كل أمر
 ومنه ضحكت الرياض إذا بدت أزهارها
 فمعنى ضحك ظهر تباشير الصبح، والنجح منه، وبدو النواجذ عبارة عن ظهور كنه ما كان متوقعا منه.
 ومن كان له رسوخ قدم في علم البيان حمل أكثر ما ذكر من الآيات والأحاديث المتشابهة على التمثيل والتصوير وبعضها على الكناية
 وبعضها على المجاز مراعيا لجزالة المعنى وفخامته ومجانبا عما يوجب ركاكته فعليك بالتأمل فيها وحملها على ما يليق بها
 والله المستعان وعليه التكلان"...انتهى من المواقف ص147: 156
 
« آخر تحرير: 2011-07-19, 19:53:10 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
ثم قال في أسماء الله الحسنى وشرح معانيها وذكر صفاتها ما يأتي:
"تسميته تعالى بالأسماء توقيفية
 أي يتوقف إطلاقها على الإذن فيه
 وذلك للاحتياط احترازا عما يوهم باطلا لعظم الخطر في ذلك
 والذي ورد به التوقيف في المشهور تسعة وتسعون اسما فلنحصها إحصاء
 الله اسم خاص بذاته لا يوصف به غيره
 فقيل علم جامد
 وقيل مشتق وأصله الإله
 حذفت الهمزة لثقلها وأدغم اللام
 وهو من إله إذا تعبد
 وقيل من الوله وهو الحيرة
 ومرجعهما صفة إضافية
 وقيل هو القادر على الخلق
 وقيل من لا يصح التكليف إلا منه
 فمرجعه صفة سلبية
 الرحمن
 الرحيم أي مريد الإنعام على الخلق
 فمرجعهما صفة الإرادة
 الملك أي يعز ويذل
 ولا يذل
 فمرجعه صفة فعلية وسلبية
 وقيل التام القدرة
 فصفة القدرة
 القدوس المبرأ على المعايب
 وقيل الذي لا يدركه الأوهام والأبصار
 فصفة سلبية
 السلام ذو السلامة عن النقائص
 فصفة سلبية
 وقيل منه وبه السلامة
 ففعلية
 وقيل يسلم على خلقه
 قال تعالى سلام قولا من رب رحيم
 فصفة كلامية
 المؤمن المصدق لنفسه ورسله
 إما بالقول فصفة كلامية أو بخلق المعجز ففعلية
 وقيل المؤمن لعباده من الفزع الأكبر إما بفعله الأمن أو بأخباره
 المهيمن الشاهد
 وفسر بالعلم وبالتصديق بالقول
 وقيل الأمين أي الصادق في قوله
 العزيز قيل لا أب له ولا أم
 وقيل لا يحط عن منزلته
 وقيل لا مثل له
 وقيل يعذب من أراد
 وقيل عليه ثواب العاملين
 وقيل القادر والعزة القدرة
 ومنه المثل من عزيز
 الجبار قيل من الجبر بمعنى الإصلاح
 ومنه جبر العظم
 وقيل بمعنى الإكراه
 أي يجبر خلقه على ما يريده
 وقيل منيع لا ينال
 ومنه نخلة جبارة
 وقيل لا يبالي بما كان وبما لم يكن
 وقيل العظيم
 أي انتفت عنه صفات النقص
 وقيل وحصل له جميع الكمال
 المتكبر قيل في معناه ما قيل في العظيم
 الخالق البارىء معناهما واحد
 المختص باختراع الأشياء
 المصور المختص بإحداث الصور والتراكيب
 الغفار المريد لإزالة العقوبة عن مستحقها
 القهار غالب لا يغلب
 الوهاب كثير العطاء
 الرزاق يرزق من يشاء
 الفتاح ميسر العسير
 وقيل خالق الفتح
 أي النصر
 وقيل الحاكم
 وهو إما بالإخبار أو بالقضاء
 ومنه قوله تعالى ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق أي احكم
 وقيل الحاكم المانع
 ومنه حكمة اللجام
 العليم العالم بجميع المعلومات
 القابض المختص بالسلب
 الباسط المختص بالتوسعة
 الخافض من الخفض
 وهو الحط والوضع
 الرافع المعطي للنازل
 المعز معطي العزة
 المذل الموجب لحط المنزلة
 السميع
 البصير ظاهر
 الحكم الحاكم وقيل هو الصحيح علمه وقوله وفعله
 العدل لا يقبح منه ما يفعل
 اللطيف خالق اللطف
 وقيل العالم بالخفيات
 الخبير العليم
 وقيل المخبر
 الحليم لا يعجل العقاب
 العظيم قد مر
 الغفور كالغفار
 الشكور المجازي على الشكر
 وقيل يثيب على القليل الكثير
 وقيل المثني على من أطاعه
 العلي
 الكبير كالمتكبر
 الحفيظ العليم
 وقيل لا يشغله شيء عن شيء
 وقيل يبقي صور الأشياء
 المقيت خالق الأقوات
 وقيل المقدر
 وقيل الشهيد وهو العالم بالغائب والحاضر
 الحسيب الكافي يخلق ما يكفي العباد
 وقيل المحاسب بإخباره المكلفين بما فعلوا
 الجليل كالمتكبر
 الكريم ذو الجود
 وقيل المقتدر على الجود
 وقيل العلي الرتبة
 ومنه كرائم المواشي
 وقيل يغفر الذنوب
 الرقيب كالحفيظ
 المجيب يجيب الأدعية
 الواسع
 الحكيم
 الودود المودود كالحلوب والركوب
 وقيل الواد
 أي يود ثناءه على المطيع وثوابه له
 المجيد الجميل أفعاله
 وقيل الكثير أفضاله
 وقيل لا يشارك فيما له من أوصاف المدح
 الباعث المعيد للخلائق
 الشهيد العالم بالغائب والحاضر
 الحق العدل
 وقيل الواجب لذاته
 وقيل المحق أي الصادق
 وقيل مظهر الحق
 الوكيل المتكفل بأمور الخلق
 وقيل الموكول إليه ذلك
 القوي القادر على كل أمر
 المتين هي النهاية في القدرة
 الولي الحافظ للولاية
 الحميد المحمود
 المحصي العالم
 وقيل المنبىء عن عدد كل معدود
 وقيل القادر
 ومنه علم أن لن تحصوه أي لن تطيقوه
 المبدىء المتفضل بابتداء النعم
 المعيد يعيد الخلق
 المحيي خالق الحياة
 المميت خالق الموت
 الحي ظاهر
 القيوم الباقي الدائم
 وقيل المدبر
 الواجد الغني
 وقيل العالم
 الماجد العالي
 وقيل من له من الولاية والتولية
 الأحد قد مر تفسيره
 الصمد السيد
 وقيل الحليم
 وقيل العالي الدرجة
 وقيل المدعو المسؤول
 وقيل الصمد ما لا جوف له
 القادر المقتدر ظاهر
 المقدم
 المؤخر يقدم من يشاء ويؤخر من يشاء
 الأول
 الآخر لم يزل ولا يزال
 الظاهر المعلوم بالأدلة القاطعة
 وقيل الغالب
 الباطن المحتجب عن الحواس
 وقيل العالم بالخفيات
 الوالي المالك
 المتعالي كالعلي
 البر فاعل البر
 التواب يرجع لفضله على عباده إذا تابوا إليه
 المنتقم المعاقب لمن عصاه
 العفو الماحي
 الرؤوف المريد للتخفيف
 مالك الملك يتصرف فيه
 ذو الجلال والإكرام كالجليل
 المقسط العادل
 الجامع أي للخصوم يوم القضاء
 الغني لا يفتقر إلى شيء
 المغني المحسن لأحوال الخلق
 المانع لما يشاء من المنافع
 الضار
 النافع منه الضرر والنفع
 النور
 الهادي يخلق الهدى
 البديع أي المبدع
 الباقي لا آخر له
 الوارث الباقي بعد فناء الخلق
 الرشيد العدل
 وقيل المرشد
 الصبور الحليم
 وقد مر
 فهذه هي الأسماء الحسنى نسأل الله ببركتها أن يفتح علينا أبواب الخير ويغفر لنا ويرحمنا إنه هو الغفور الرحيم"
انتهى من المواقف ص306: 312
 
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ الكريم فارس الشرق
إخوتي الكرام
أستميحكم عذرا في التغيب قليلا عن المنتدى، حيث ننتقل غدا -بفضل الله تعالى- الى مسكننا الجديد

وليس في بيتنا الجديد انترنت بعد.. وإن شاء الله لا يطول بنا الامر هكذا...
وقد أستطيع الاطلال على المنتدى من بيت بعض الاقارب، لكنني سأستغل عندها الفرصة لمتابعة اخبار سوريا والثورات عموما
أما هذا الموضوع فيحتاج طبعا لهدوء وتركيز.. لهذا سأؤجل المشاركة فيه إلى ان يتوفر لي انترنت في البيت بإذن الله

آمل ألا يزعجكم هذا التأخير في المتابعة.. وعساه خيرا ان شاء الله

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل محمد عيد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 896
  • الجنس: ذكر
  • ابن الأزهرالحاني
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننتقل غدا -بفضل الله تعالى- الى مسكننا الجديد




      وعلـــيـــــكــــم الـــــــســــــلام ورحـــــــــمــــــــــــة الـــلــــه وبــــــركــــاتــــه

ألف مبروك ياماما هادية
« آخر تحرير: 2011-07-19, 23:59:02 بواسطة محمد عيد »
" ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله، وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين "!!


لا أحد.

غير متصل محمد عيد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 896
  • الجنس: ذكر
  • ابن الأزهرالحاني


إ ن شــــــــــــــــــــــــــــــاء الــــــــــــــلـــــــــــــــــه تــــــــــــــــــــــاجــــــــــــي بالـــــــــســـــلامة
" ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله، وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين "!!


لا أحد.

غير متصل أبو شعيب

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 14
أخي الكريم (فارس الشرق) ؛

مع احترامي الكبير لك ، وأرجو أن تعذرني فيما سأقوله ، فإن ما تجادل فيه قليل الفائدة جداً ، ومضيعة للوقت والجهد .

يكفي أن يقال لك إن بعض الأشاعرة ليسوا حجة على بعض .. وأن الاجتهادات لا تلزم إلا أصحابها .. كما قد قيل كثيراً في مثل هذه الحوارات .

أنت الآن تتحاور مع الأخت (ماما هادية) في معتقدها هي في هذه المسألة .. أو بالأحرى : في المدرسة الأشعرية التي تنهج نهجها في الاعتقاد .. فلا يلزمها الرد على أكثر ما أوردته لها .

وأرى أن الحوار يجب أن يتوقف عند هذا الحد للنتقل إلى استظهار الحق في مسألة الصفات ، وهل الأولى اتباع المدرسة السلفية أم الأشعرية .

هذا رأيي المجرد ، ولا ألزمك به .. ولك مني كل مودة وتقدير .

-------------------------

الأخت (ماما هادية) ؛

رافقتك السلامة في حلك وترحالك .. ننتظر عودتك ، وسأدرج مشاركتي في التعقيب على كلامك الأخير الموجه لي عندما تعودين ، إن شاء الله .
« آخر تحرير: 2011-07-20, 06:07:28 بواسطة أبو شعيب »

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ الكريم فارس الشرق
إخوتي الكرام
أستميحكم عذرا في التغيب قليلا عن المنتدى، حيث ننتقل غدا -بفضل الله تعالى- الى مسكننا الجديد



تصحبكم السلامة يا ماما هادية، وتصلون بالخير والعافية، وبارك الله في مسكنكم الجديد وأدام الله عليكم الخير والإنعام....
سنفتقدكم  ::cry:: :emoti_209: emo (30): 
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير
جعلنا الله وإياكم من عتقاء شهر رمضان، وبارك لنا فيما بقي منه، وبلغنا العيد وأمتنا الإسلامية بأحسن حال

أحببت أن أبلغكم اعتذاري عن طول غيابي، واعتذار خاص لفارس الشرق والاخ ابي شعيب، ويبدو أن غيابي سيطول أكثر، ولله الأمر من قبل ومن بعد، فحتى الان لم يتوفر لنا انترنت في منزلنا الجديد، والدقائق التي ادخل منها من بيوت بعض الاقارب تكفي بالكاد لمتابعة بريدي الخاص

أرجو ألا تنسونا واهل الشام من دعاءكم الصالح في هذه الايام المباركة

وكل عام وأنتم بخير وأمن وإيمان، ومحبة من الرحمن
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي الكرام
استقرت أموري واشتركنا في انترنت بفضل الله
ويمكنني الان مواصلة الموضوع ان احببتم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
السلام عليكم
حوار شيق ومفيد، ليته استكمل

غير متصل فاطمة عبد الرحمن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 2
السلام عليكم
وأنا كنت تمنيت وأنا أقرأ لو أن النقاش اكتمل، تفضلوا هذا النص للمسيري وكلامه رائع:

قال الدكتور المسيري رحمه الله:
---------------------------------

فإن التفويض تسليم ، فالمسألة أعظم من العقل وأعظم من أن نحكم فيها بيقين كامل ، بل هو ترجيح وكفى .
وإن التأويل تنزيه ، وليس تعطيلا كما يزعم البعض ، فالمؤولة يعرفون جلال الله وكماله حق المعرفة ، ولا ينازع في هذا إلا مكابر .

وإن الإثبات بضوابطه هو لون من التأويل ، فإنهم عندما يقولون : نثبت ما أثبته الله لنفسه بلا تشبيه ، فقد قالوا بالمجاز ، فإن صرف اللفظ عن ظاهره في الوضع العربي هو مجاز وتأويل ، فإن اللغة لا تعرف يدا حقيقية إلا اليد البشرية بلحمها وشحمها وعظمها ، ومتى أثبتوا لله تعالى يدا لا كالأيدي فقد لزمهم المجاز.

ومن هنا فنحن نخفف الوطء وندعو إلى التقارب بين هذه المذاهب ، ونرجو عدم التصايح بعبارات التفسيق والتبديع تجاه هؤلاء الفرقاء ، فلم تكن المسألة في يوم ما عهد النبوة الأولى موضع أخذ ورد ، ولا تساؤل واستفهام وتركت المسألة للفهم الصافي الذي درج عليه العربي الفصيح .

إن الذين يخوضون في الصفات الخبرية ويجمعونها ويجادلون حولها ، ويجعلونها محور العقيدة وأساس الدين – هؤلاء يفقدون الحس اللغوي البليغ وتنقصهم الخشية من الله تعالى … فإن آيات ما يسمى بالصفات الخبرية لم ترد لإثبات أجزاء للذات الإلهية ولا لتحديد أعضاء لها !!

إنها آيات ذات دلالة حكيمة لها صلة موضوعية بالسياق الذي وردت فيه ...فقوله تعالى " يد الله فوق أيديهم "لم يرد في القرآن المجيد لإثبات اليد ، ولا للحديث عن أوصاف الإله ، وإنما جاء لتأكيد بيعة المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحثهم على الوفاء لها والالتزام بها والحرص عليها.

نقرأ : “ إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما "

وقوله جل شأنه : “ فإنك بأعيننا " لم يأت لإثبات العين لله تعالى ولا علاقة له بهذا الجانب مطلقا، ولقد جاء التعبير الكريم دعوة للصبر ، وتثبيتا لقلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعما له في موقفه أمام أعدائه ، وبيانا لفضل الله عليه ورعايته له .
ولنقرأ : “ واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم * ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم "
وقوله سبحانه : “ الرحمن على العرش استوى " ماجاء لإثبات صفة ذات لله تعالى ، وإنما لتأكيد صفة فعل للواحد القهار.

إن السياق القرءاني لهذه التعبير في سابقه ولاحقه يجلي آثار الإبداع والقدرة والهيمنة الإلهية .
ولنقرأ : “ تنزيلا ممن خلق الأرض والسموت العلى * الرحمن على العرش استوى * له ما في السموت والأرض وما بينهما وما تحت الثرى “

ولنقرأ أيضا : “ الله الذي رفع السموت بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون "
ولو أخذنا مثالا من الحديث النبوي الشريف لوجدنا أن الأمر لا يختلف عما قلناه من أن السياق اللغوي هو الذي يحدد المعنى المراد .

ففي صحيح الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ، ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح "

فبالله عليك ماذا يفهم الإنسان السوي من هذا الحديث الشريف ؟!

هل المسألة المطروحة هنا هي إثبات الفرح صفة لله تعالى ؟!

لقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يفتح باب الأمل أمام الإنسان ، وينتشله من وهدة ذنوبه ومعاصيه ، ويرتفع به إلى سمو الطهارة الروحية والأخلاقية … وهذا هو محور الحديث ومقصده .

إن هؤلاء الذين يتخذون من تلك النصوص الكريمة دلائل لما يسمى الصفات الخبرية يفقدون الحس اللغوي البليغ !!

وقد أتى بعضهم بأمر عجب جمع ما تفرق من النصوص الشرعية وألف كتبا تحمسوا لها وساقوا ما يلي :
باب ما جاء في إثبات العين ، واليدين ، واليمين ، والكف ، والأصابع ، والساعد ، والذراع ، والساق ، والقدم ، والرجل ، والتقرب ، والإتيان ، والهرولة ، والضحك ، والفرح ، والنظر ، والغيرة ، والملال ، والتردد ، والصبر .
إن هذا الموقف تنقصه الخشية من الله عز وجل .

ولم يكن أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن اليمين والأصابع ، ولم يتوقف إيمان أحد منهم على إثبات صفة الضحك والفرح ، وأدركوا بحسهم الفطري المعاني العظيمة للغة القرءان المجيد الذي نزل بلسان عربي مبين يعرف الحقيقة والمجاز في التعبير ، وأنه إذا خلا الكلام عن المجاز خلا عن الحسن !!
إن هذه النصوص الشرعية لا تقدم صفة من صفات الذات الإلهية ، ولا تأمر بعقيدة يرتبط بها الإيمان "
.--------------------------
أ.هـ كلام الدكتور المسيري .

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
جزاك الله خيرا يا فاطمة
مداخلة ممتازة

شكرا لمتابعتك يا زينب
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*