المحرر موضوع: حكايات من واقع الحياة ....  (زيارة 11755 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: حكايات من واقع الحياة ....
« رد #20 في: 2013-10-28, 13:01:36 »
ررررااااائعة يا اسماك
وأسلوبك القصصي راائع
بارك الله فيك وفي ام مريم

مين أسماك؟؟ :emoti_138:

عذرًا أعتقد كنت على الجوال :blush::

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حكايات من واقع الحياة ....
« رد #21 في: 2013-12-21, 10:04:41 »
سياحة هي، وأعظم سياحة، تجوال، وترحال، وتنسّم عبير، وترويح،وجمال وبهاء، وراحة وسكينة، وطمأنينة، وسلام ....
سياحة هي تأخذك إلى عالم الأقدار...
إلى عالم الأسباب تتحرك على الأرض بفعل مسببها الخبير العليم الرحيم ... مجيب دعوة الداعي إذا دعاه .... الحنان المنان على عباده....

هي هناك في مدينة من مدن الضباب... وراء البحار، في فرنسا... هي وزوجها، تقول فيما تقول أنّهما الغريبان، وإن كان كل منهما يؤنس الآخر في وحدته ويشدّ من أزره، ويواسيه، ولكنّ الغربة غربة ... والوطن هو الوطن، والأهل هم الأهل بعيدون، والأحباب هم الأحباب بعيدون ....

حملت، فكانت فترة الوَحَم،وكان اشتياقها لرائحة الأهل، وما تصنعه يد الأحبة...
لم يعد كل ما أمامها وما بين يديها يضاهي كسرة خبز من يد أمي، أو رشفة قهوة بين جدران بيتنا الصغير هو القصر المنيف لا برج "إيفَل"، وبين جنبات حينا الشعبي لا اكتظاظ "الشانزيليزيه" بالسيارات الفاخرة..والبنايات الفارهة !

حاولت جهدها أن تخفي ما بها، ولكنها تبوح في ساعات البَوح ...
ويلفح أحبابَها سُعارُ الشفقة والحزن لحالها، وأنه لو كانت أمواج البحر تحمل إليها كسرة خبز من رائحة الوطن لحمّلوهَهَا .... ولكن هيهات هيهات ....

وأتعاب الحمل ينوء بها جسمها الهزيل .... ويزيد في اللأواء بُعد الأحبة وأحضان الوالدَين الحانيَيْن وطلّة كطلة القمر من وجه أحدهما عليها تُذهب كل آلامها وأتعابها ...

ولكنّ عينا هي تلك التي لا تنام، ولا تأخذها السِّنة ترعاها، وتعلم ضعفها، وعسر حالها...لا تسمع منها الصوت، ولا تحسّ منها التَّرْبيتَ على الكتف... عين الرقيب العليم الخبير الحنان .... لا تكِلُها ....
فتحرك الأسباب على أرض الأسباب ....

سبحانه، ما أجمل السياحة في عالم أقداره ....
ما أبْهاه من خَضار، وما أروع شدو مياهه الرقراقات، وما أجمل شموخ جباله، ونديّ وديانه .....

إنه عالم الأقدار، وأنت تنتقل مع القدر ورحمة الله خطوة خطوة إلى حيث مشيئته سبحانه أن يستقر وينتهي...

لقد جاء....
جاء كأي أحد يجيئ، رجل من رجال البلدة يشاء الله أن يلتقيه خالها وهو في عطلة لأيام بين أهله، إنه من ذلك المكان، تحديدا من تلك المدينة التي تقطنها صاحبتنا .... وسلام وأحضان، وسؤال عن الأحوال، ومشيئة الله وأقداره أن يأتي في ذلك الزمان تحديدا، زمن لأْيِها وتعبها...في تلك الأيام تحديدا التي لا تجد المنْدوحة فيها إلا أن تبوح عبر الهاتف لأمها وأهلها بشيء من لأوائها ....
التقى الخال بصديقه المغترب، الذي سيعود إلى غربته بعد أيام قليلة ....

آه ...!! يالمشيئة الأقدار... إنه من مدينتها تحديدا، رغم أن تلك المدينة جامعية لا يقطنها الكثير من أهل الجزائر كما يتواجدون في غيرها من مدن فرنسا ....!

ولكنّ مشيئة الأقدار أقوى من أي حال ....
دخل مكتبة لم يدخلها من قبل يوما، مكتبة الخالة ليصور أوراقا يحتاجها، وتشاء الأقدار أن يدخل الخال من باب المكتبة الخلفي، في تلك اللحظة التي دخل فيها هو، وطلب صورا لأوراقه ....
وتشاء الأقدار أن يكون الرجل صديقه الذي يراه بين زمن وزمن وهو المغترب هناك في تلك المدينة من مدن فرنسا....
وتشاء الأقدار أن يتذكر الخال حال ابنة أخته، واشتياقها لرائحة الأهل والوطن ....
وأن يسأله إن كان يقبل أن يبلّغها شيئا من تلك الرائحة، وهي في حالها من الوَحَم ....

وتشاء الأقدار أن يكون الصديق طيبا عارفا بمعنى الثواب الذي يلحق من عمل كذلك العمل ....

وتشاء الأقدار أن تكون أم صاحبتنا وأختها في تلك الأيام ذاتها ببيت الجد في مدينة الجد لا في مدينتها...

وتُشد الهمم، ويُحَضَّر لصاحبتنا مما اشتهت وأعربت أنها تشتهي...
وتشاء الأقدار أن يُقتنى لها من فاكهة الصيف التي لوَّعها شوق الوَحَم إلى مذاقها ونحن في عزّ الشتاء ....وفرنسا خلت منها من بعد تنقيب الزوج عنها في كل أسواق تلك المدينة الفرنسية...

وتُخطّ الخطة، ويُخفى عنها ما يُخطّط لها ...
وتجري المفاوضات، وتحضّر المشتَهَيات مع تلك الفاكهة الصيفية المُشْتهاة شتاء !
ويحملها الرجل الصديق مع ما يحمل فرِحا مسرورا أنه سيبلّغها حاملا في فترة الوَحَم ....

ويسافر من مدينة إلى مدينة، سفرا متقطعا، والأمانة معه....يوم هنا، ويوم هناك، حتى جاء اليوم الثالث الذي كان فيه هناك حيث صاحبتنا ....
ويصل الرجل إلى زوجها، ويلتقيه، ويسلّمه الأمانة .... تلك التي قطعت البحار، وسافرت في عَرَض السحاب، وانتقلت من بلد إلى بلد حتى وصلتها بمشيئة الله تعالى الذي أراد وكان ما أراد، أراد أن يبلّغها من رائحة الأهل والأحباب.....! أراد أن يُؤكِلها مما اشتهت....

ويدخل الزوج عليها بما سُلِّم ....
فتنفجر باكية وهي ترى أمام عينيها ما كانت تظنّ أنه البعيد عنها والذي لا يمكن أن يقطع البحار إليها ...!! وتبكي أول ما تبكي أحبة اشتاقت إليهم، وبلغتْها منهم رائحة ....

هل أجمل من هذه السياحة سياحة ؟!!
هل أجمل من مشيئة الله وقدره عالَما يدعوك أن تتأمله، وتتأمّل مجرياته حتى منتهاها ؟!
سبحانك جلّت قدرتك، وتباركت، وتقدّس اسمك....
سبحانك يا مَن لا تنسى عبادك...
يا مَن تسبّب الأسباب حركة على الأرض لتقدّر الرحمة بحرا من وراء بحر.... سبحانك ما أجمل عالَم مقاديرك وما أروع السياحة فيه ....
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل سلمى أمين

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2671
  • الجنس: أنثى
  • و مالنا ألّا نتوكل على الله، وقد هدانا سُبلَنا ..
رد: حكايات من واقع الحياة ....
« رد #22 في: 2013-12-21, 11:43:37 »
ابتسامة هادئة ..
أتعلمين ما هو الوطن يا صفيّة ؟

- الوطن هو ألّا يكون هذا كلَّه .. [/

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حكايات من واقع الحياة ....
« رد #24 في: 2014-08-24, 08:54:45 »
في فرنسا حيث إقامتها هي وزوجها وأولادها الخمسة...اجتمع في شأنها العدد من الأطباء يقررون تسريحها من المستشفى وحالها لم يعد يحتمل العلاج...

إنه ذلك المرض الخبيث بلغ من جسدها كل مبلغ، وفي عرفهم لا يطلقون المريض المشرف على الموت إلا بعد أن يأتوه بطبيب نفساني يهيئه لتقبل الموت...
جاءها ذلك الطبيب وبدأ بكلماته الدقيقة... وما لبثت أن قاطعته قائلة : معذرة، فأنا مسلمة ولا أحتاج لأي كلام يهيؤني للموت، هذه الحقيقة نتقبلها، ونؤمن بها ونتهيأ لها...

فولى الطبيب حيرانا كما لم يعرف الحيرة في حياته من كلمات تلك المؤمنة القوية...لم يعتد على هذه القوة أمام الموت، لم يعتد إلا على منهارين يزيدهم القرب من الموت قربا من الموت
انبهر كل من بالمستشفى من تصرفات أبنائها وزوجها وإيمانهم العالي ولجوئهم لله داعين لأمهم متضرعين لله، صابرين محتسبين...
عرفوا في أرجاء المستشفى كله بالأسرة المسلمة المبهرة...!

لقد مثلوا الإسلام أحسن تمثيل.....
ولأنها تكمل ما بقي لها من أيام قليلة، عاد بها زوجهاإلى أرض الوطن لتموت بين إخوتها وأهلها...
وفي اللحظات الأخيرة، على سرير الروح التي تتهيا للرحيل، والجسد الذي يتهيأ للفظها... إنه زوجها المؤمن القوي يجعل آخر عهد ليده برأسها آي القرآن يقرأها عليها، لساعات طويلة من ساعات يومها الأخير قارب فيها على ختم القرآن كله قراءة، ويده عليها....
تخنقه العبرة حينا وهو يعلم أنه بين يدي ساعة أخيرة يودع فيها وجهها الحبيب في هذه الدنيا إلى الأبد، ويدفعه إيمانه حينا آخر، وحبه لزوجه المؤمنة الغالية التي كانت نعم السند له في طريق الدعوة لله في بلاد الغرب، تمر بعينه صورها وهي أسعد أهل الأرض قاطبة بين أعمال خير في رمضان الخير ومساعي بر في سائر أيام العام... بين فرنسي ينطق الشهادتين على يد زوجها أو فرنسية تعتنق الإسلام على يديها....وبين غدواتها وروحاتها على أبنائها تعلمهم الاعتزاز بالإسلام وحب الإسلام، وتمثيل الإسلام أحسن تمثيل...

وبين بناتها اللاتي لا يخلعن عنهن خمرهن في أي مكان غير بيتهم الذي يؤويهن ووالديهن وأخويهن.... حتى أنهن الأكثر التزاما من بنات عمومتهن في بلاد الإسلام ..!

وبينما زوجها يقرأ عليها كتاب الله آخر عهد لها بالدنيا، وروحها تتقدم نحو مولاها خطوة خطوة.... يأتي ابنها الأصغر يومئ لأخيه الأكبر أن يقيما أباهما ليصلوا المغرب لئلا يفوتهم وقت الصلاة.... ويستجيب الأخ، ويستجيب الأب، ويتقدمون جماعة للصلاة.... والدعاء لها بعد الصلاة....

وتصعد الروح لبارئها... وتغادر الجسد المسجى ... وتنبئ بفراق "حياة" لهذه الحياة.....
أبناؤها وهم بين أعمامهم وأخوالهم المنفطرين بكاء وحزنا على فراق الأخت الحبيبة يسارعون للدمعة المنساحة على خدودهم يقطعون عليها دربها، وهم يقولون: لا تبكوا امي... فأمي في الجنة تتنعم...لا تبكوها...فأمي في عرض الجنان ترتع.....

هكذا عاشت "حياة" تحيي من معها بالإسلام، وماتت وهم من خلفها بالإسلام أحياء يحيون به من خلفهم.........!!
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
رد: حكايات من واقع الحياة ....
« رد #25 في: 2016-04-25, 10:04:05 »
رحمها الله ..

نريد حكاية أخرى  :)



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حكايات من واقع الحياة ....
« رد #26 في: 2016-04-25, 10:44:57 »
رحمها الله ..

نريد حكاية أخرى  :)





والله هي كثيرة تعترضنا في هذه الحياة، ولكنّ المواظبة على كتابتها لم تحصل... ربما أضع أخرى إن يسّر الله تعالى .
بالمناسبة أم مريم، أصبحت صديقتي، بل ومن أحب صديقاتي، ياااه على تبدّل حالها، وعلى تأملاتها الرائعة في القرآن وفي سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وياه على اعتبارها وتعلمها، وتطبيقها، وتبدّلها، وياه على محاسبتها لنفسها....

ومريم في تطور عقلي مفرح بفضل الله تعالى ...
ومؤخرا ابتليت أم مريم باحتمال كبير لمرض خبيث في رحمها، وعرفتُ منها إيمانا، وثباتا، عافاها الله وشفاها
« آخر تحرير: 2016-04-25, 10:51:19 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
رد: حكايات من واقع الحياة ....
« رد #27 في: 2016-04-25, 11:52:09 »
آمين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل Asma

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 139
  • الجنس: أنثى
  • قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
رد: حكايات من واقع الحياة ....
« رد #28 في: 2016-04-27, 14:37:03 »
سلام عليكم
سلامي لمريم أم مريم يا استاذتي أسماء بليغيهم التحية، لم أكن أعرف القصة حتى قرأتها هنا
اللهم ما بثتها و فرج عنها ما هي فيه
الهجرة هجرة القلوب الى الله فاسالك ربي هجرة اليك

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حكايات من واقع الحياة ....
« رد #29 في: 2016-04-27, 21:23:10 »
سلام عليكم
سلامي لمريم أم مريم يا استاذتي أسماء بليغيهم التحية، لم أكن أعرف القصة حتى قرأتها هنا
اللهم ما بثتها و فرج عنها ما هي فيه

سلمك الله يا أسماء... آمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب