ذكرني هذا العنوان بواقعة حقيقية حدثت في الجامعة لأحد الإخوة شديدي الاجتهاد في طلب العلم والدعوة إلى الله على مستوى الجامعة وعلى مستوى المدينة التي يسكنها
وهذه الواقعة أرويها عن أحد شهودها بلا واسطة
فقد انشغل هذا الأخ قبل امتحان أحد المواد بقضية دعوية مهمة جدا استغرقت وقته كله ونسى المذاكرة حتى دهمه الامتحان ولم يكن قد قرأ في مادة الامتحان صفحة ، فما كان منه إلا ترك ورقة الامتحان بيضاء
ويوم النتيجة كانت المفاجأة أنه حصل على الدرجة النهائية في هذه المادة
فظن أن هناك خطأ ، خصوصاً أن أستاذ هذه المادة تحديداً من أشد الناس فس مسألة الدرجات ، ويستحيل يعطي الدرجة النهائية لأي طالب ؛ حيث لو استحق الطالب الدرجة النهائية فإنه يخصم منه درجة على نظافة الورقة أو جودة الخط أو أي شيء ، المهم ألا يعطي طالباً الدرجة النهائية مطلقاً
فذهب صاحبنا إلى أستاذ المادة وأخبره بالأمر
فتهلل الرجل ، وقال له : ((هو أنت ؟! مفيش غلط ولا حاجة ؛ فعلاً في ورقة بيضة أخدت الدرجة النهائية .. كل الحكاية إن أيام ما كنت باصحح الامتحان جه لزوجتي طلق الولادة وتعسرت ولادتها جدا ، فنذرت لله إن سهل ولادة زوجتي : أول ورقة هاتقع في ايدي هتاخد الدرجة النهائية ، وجت ورقتك فاضطريت اوفي معاها بالنذر))
طبعا القصة ليست دعوة للتواكل ؛ فقد كان هذا الأخ يجتهد في مذاكرته في سائر أيامه ، لكنه قدم خدمة الدين على دراسته عندما أحس أن الحاجة إليه في خدمة الدين في هذا الوقت أشد ، فأجزل الله له العطاء وعوضه خيرا