المحرر موضوع: احلام امراه  (زيارة 4666 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ali whdan

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 185
احلام امراه
« في: 2008-12-02, 23:22:44 »

اتمنى ان تحوذ هذه القصه اعجاب جميع الاعضاء :


تبدا احداث قصتنا هناك و منذ زمن بعيد فى تلك العائله متوسطة الحال التى سيطر الفقر عليهم و لكنهم لم يكلوا يوما او يتعبوا من قدر

الله بل كانوا دائما قانعين راضيين بما قسمه الله لهم حتى اتى ذلك اليوم التى ولدت فيه تلك الطفله البريئه اتت الى الدنيا فى ليلة قارصة البروده يعلوا

صراخها اهات امها لم تكن تعلم ماذا يخبىء القدر لها اتت وسط حزن غير ظاهر من الجميع حيث انه كان من المتوقع ان يكون هذا المولود ذكرا يرفع عن

 كاهلهم فى المستقبل بعض الاعباء التى قد اثقلتهم لكنهم كانوا دائما قانعين بان ما قسمه الله لهم هو الخير الشديد .

ولدت الطفله و سموها ذلك الاسم الذين كانوا دائما ما يؤمنون به لقد سموها امال و عاشت الاسره فى نفس الحال على مدى اعوام و اعوام حتى

اصبحت امال فى السنة الاخيره من الاعداديه كانت من البنات المتفوقات جدا فى دراستهم كان كل مدرسيها يشهدون بان تلك الفتاه التى طالما ما

كانت تحصل على اعلى الدراجات على مدى عمرها سوف يكون لها شان كبير فى يوم ما .

لكنه القدر فبعد ان حصلت على مجموع كبير يؤهلها ان تكمل الثانوية العامه رفض والديها لقلة المال و قصر اليد .

و اضطرت الطفله وسط زهول اهل القريه ان تذهب الى الدبلوم لتقضى هناك ما تبقى من تعليمها .

كانت امال شعلة من النشاط و الحيوية منذ صغرها كانت توفق جيدا بين مذاكرتها و بين عمل البيت كانت تتمنى ان تحل محل ذلك الولد الذى تمناه

والديها فكانت لا تكل ولا تمل من طلباتهم بل كانت تتمنى ان تقدم المزيد و المزيد لهم .

هناك و فى السنة النهائيه فى الدبلوم كانت تلاحظ يوما وراء يوم ذلك الرجل الذى يرقبها و لا تعلم من هو كان اكثر ما يميزه تلك السياره الحمراء من احدث

 موديل على الرغم من انه كان يراقبها الا انها كانت دوما تتجاهل النظر اليه خشية ان يكون احد ممن يعرفون والدها خاصة ان والدها حاد الطباع يعاملها

 معاملة قاسيه و دائما ما يهين والدتها امامها فكانت تخشى دائما ان تجرح تلك الام التى طالما كانت الصدر الدافىء التى تلجا اليه وقت الشده

و فى احد الايام و بعد عودتها من مدرستها وجدت ذلك الرجل فى بيتهم فارتعد قلبها و خافت ان يكون فى الامر شر ما .

اسرعت الى امها تسالها ما الامر و اخبرتها ما كان من امر ذلك الرجل طمانتها الام و اخبرتها انه جاء لخطبتها و انه رجل ميسور الحال و سوف يلبى لها

رغباتها و يسعدها ما تبقى لها من حياتها و يرفع عنهم بعد الفقر الذى يعيشون فيه .

لم يخطر ببال تلك الفتاة يوما ان يكون من قسمه الله لها بهذا القدر من الغنى على الرغم من انه يكبرها بخمس عشرة عاما الا انها قد عقلتها بعقلها لا براسها فقد فضلت ان يرفع الفقر عن اهلها فى مقابل ان تتزوج ذلك الرجل و اقنعت نفسها انه غنى و سوف يسعدها و انها سوف تعتاد حياته.

لم تكن تدرى فى تلك اللحظة بالذات ما يخبئه لها القدر و تم ما اراد الله ان يكون و كان الزواج باسرع مما يتخيل الجميع حيث ان العريس الجديد كان جاهزا و لم يكلفهم دينارا او درهما .

انتقلت الى المعيشة معه فى المدينة حيث يسكن كانت فى اول ايامها سعيدة مبسوطة مبسوطه بما اراده الله من حال يسير و زوج يراعى الله فيها .

و بعد مرور شهر من الزواج كان هذا الزوج قلما تراه فقد كان يخرج نهارا و يعود ليلا و احيانا قد تظل بالايام لا تراه و لا تعلم عنه شيئا لكنها كانت راضية

بحالها و بما كان يرسله لاهلها شهريا من معونة على الحياه و هذا ما كان يجعلها ترضى بما فيه

مرت الشهور و انجبت امال اول مولود لها و سمته باسم سيد الخلق اجمعين لقد سمته محمد

كان كل وقتها لابنها حيث انها كانت قلما ترى ذلك الزوج الذى كانت تعتبره دوما مجرد ضيف على حياتها و على الرغم من ذلك رزقها الله بابنة بجوار ولدها

و اسمتها  ندى فكان محمد و ندى هما كل حياتها . و هكذا سارت الحياة معها الى جاءت الرياح بما لاتشتهى السفن .

ففى ليلة و بعد عودة زوجها من الخارج اخبرها بتلك المفاجاة القاسيه بانه متزوج من زوجة اخرى و انه كان مضطر الى ذلك حيث ان هذا كان من اجل عمله كانت المفاجاة شديده فانهارت و اغشى عليها .

فى الليلة التاليه جمعت ملابسها و ذهبت لبيت ابيها لكى تحكى ما حدث و كانت المفاجاة الثانيه التى كانت اشد صدمة مما قبلها فقد اعترض والديها على ما حدث منها و ان من حق الرجل ان يتزوج اربعة و هذا هو الشرع .

كانت فى قمة ذهولها و لكنها كانت تعطى لهم العذر فى قولهم و لكنها و كاى زوجة لا تقبل ان يكون لها شريك فى زوجها .

عاندت امال فيما كان و لكنه القدر فرضيت بالواقع و عادت اليه .

مرت الايام و الشهور و السنين و لكنها كانت ايام عذاب لا يوصف فقد كان زوجها دائما ما يوبخها بدون مبرر و احيانا ما كان يتعدى عليها بالضرب لقد رات اياما مريره و لكنها كانت ترضى من اجل ولديها  الذى كانوا كل حياتها .

اتى اليوم الذى توفى فيه والدها و كانت يوما عسيرا عليها فقد احست انها اصبحت وحيدة فى تلك الدنيا الا من امها و ولديها.

بعد مرور عدة اشهر ساءة معاملة الزوج لها فكان دائما ما يهينها و يضربها حتى اتى اليوم التى لم تتحمل فيه صفاقته و سوء اخلاقه فذهبت الى امها

تشكى لها و ما كان من الام الا ان قالت لها ان هذا بيت والدها و بيتها تاتى فيه متى شاءت و اعانت ابنتها و شدت من ازرها و لم تمض ايام قليله حتى

اتى الزوج اليها لكى ياخذها فرفضت و طلبت الطلاق و ظهرت خسته و دنائته فى ذلك الموقف حيث اخبرها انه لن يتخلى عنها و عن ولديه حتى تتنازل له

عن كل حقوقها و لما كانت المعيشة محالة بينهما وافقت و هى مغصوبة كى ترفع الذل عن نفسها و تعيد الحياة الى حياتها .

قسمت امال فى ذلك اليوم ان تعيش حياتها مكرسة لولديها حتى يصبحا يوما ما ما  كانت تتمنى ان تكون .

كبر الابن و اصبح فى الاعداديه و ندى فى الابتدائيه لم تبخل عليهما الام كانت تعمل لا تكل و لا تمل تسهر من اجل راحتهم توفر لهم النقود لم تكن تعيب

على نفسها ان تعمل خادمة من اجل ان يكون فلذة كبدها سعيدا مرتاحا .

كانت تعمل ليل نهار تذاكر لولديها تدفعهم الى الامام لم تكن تعلمهم بحالها كان كل ما يطلبون يجدون كانت تقتل نفسها عملا حتى تحصل على النقود

التى يشترون بها الكتب و الاسلحه و بصدق لم يكن ابدا هؤلاء الابناءيهدرون عملها فقد كانوا دائما متقدمون فى دراستهم انهىمحمد الاعداديه محتفظا

بالمركز الاول فى دراسته و هكذا اخته ندى و لما استشارت امها اخبرته ان يكون ما كان من حالها و تدخله احدى المدارس الصناعيه و لكنها لم تقبل او

ترضى فانها لن تكرر ما حدث ما كان من قبل فى حقها فلو اضطرت ان تشحذ النقود من اجل ان يكون ابنها دائما متقدما فى تعليمه فلن تتوانى عن ذلك لحظة واحده .

ادخلته الثانوية العامه و قضى سنته الاولى فيها و فى نهايتها حدثت الفاجعه فقد توفيت امها و تركتها وحيدة فى تلك الدنيا تواجه ماسى الحياة وحدها

تعيش فقط هى و ولديها كم حزنت على فراق والدها لكنه كان بسيط بجوار حزنها على تلك الام التى كانت دوما السند الوحيد لها و معينتها على ماسى الحياه .

على الرغم من ذلك لم تنسى ولديها لقد ظلت معهم تشجعهم تعمل و تجلب النقود لهم عملت فى اكثر من عمل لم تكن يوما تتعب او تريد ان ترتاح كانت

دوما ما ترى فى حلمها ذهؤلاء الابناء يلتف الناس من حولهم الكل يحيهم و يحترمهم فكانت تتمنى فى يوم من الايام ان ترى هذا الحلم .

مرت الايام و دخل محمد سنته الثانيه فى الثانوية العامه و تبعته ندى فى اخر سنة فى الاعداديه و كانت المفاجاة الكبرى لقد حصل على المركز الاول

فى سنته الثانيه التى تعتبر نصف مصيريه و حصلت ندى على المركز الاول ايضا فى سنتها الاخيرة بالاعداديه كان محمد دائما ما يذاكر لاخته لانشغال

والدته بالعمل لكسب الرزق و لكنه لم يكن ابدا ينسى مذاكرته فكانا دائما ما يتباريان فيمن يكون الاول فى دراسته .

كانت فرحة الام غامره حيث احست انها قد فعلت جزء بسيط مما كانت تحلم به لترى اول خطوة لابنائها على الطريق .

ظلت الام صامدة و اقسمت ان تكمل طريقها حتى لو كان الثمن حياتها فدخلت ندى سنتها الاولى فى الثانوية العامه و انطلق محمد الى السنة الاخيره

يريد ان يثبت قدمه فى مركزه المعهود و يحث اخته ندى على ما يريده لنفسه حتى اصبح شعارهم اوائل دائما .

مرت الايام و الام صحتها تضعف يوما بعد يوم و لكن حلمها كان يبعث شعلة النشاط فى جسدها فتعمل و تعمل من هؤلاء الابناء من اجل ان ترى فيهم

ثمرة عملها من اجل ان تعطيهم الفرصه التى سلبت منها فى ماضيها بسبب الفقر على الرغم من المعيشة كانت صعبه الا ان الابناء لم يغضبوا يوما او

يتذمروا من اكل او شرب او مصروف فكان الكل يتحمل المسئوليه لتتلاقى القلوب فتوصف بالاحساس ان الكل راض و فرحان .

دخل محمد الامتحانات و هكذا ندى ايضا و بعد شهر واحد جاءت النتيجه التى جعلت الام تسقط من فرحتها و يغمى عليها هناك فى قلب تلك المدرسه عندما علمت ما حصل عليه ابنها .

لقد حصل محمد على نسبة جعلته الاول على الجمهوريه ليحصد بذلك و تحصد معه امه ثمار تعب الليالى و سهرها فلم تكن الفرحة تسع الام فقد عاشت

 لترى نصف الحلم يتحقق و ان كان النصف الاخر مرا حيث ان هذا المجموع يؤهله ان يدرس بكلية الطب لكنها لم تياس و دعت الله ان يعينها على ماكان

 من امر ابنائها و كانت المفاجاه حيث اعطته الدولة منحة الدراسه فى كلية الطب على نفقتها الخاصة مراعاة لظروف عائلته الماديه .

فرحت الام و بات الكل ليلته فى فرح شديد فقد حققت ندى درجات عاليه لتستمر فى تقدمها فى دراستها و تتاهل للسنة الثانيه فى الثانوية العامه .

ذهب الدكتور محمد الى كليته و مع هذا النجاح لم يتغير الحال بل زاد رضاه التام عن حالة الفقر و ان كان مبتهجا لان الله قد اعانه ليصل ما وصل اليه و يرفع عن امه تكاليف دراسته فى الكليه.

مرت السنين سريعه و محمد يحصل على اعلى الدرجات فى كليته و ندى قد دخلت كلية الصيدله و الام ما زالت تكمل رسالتها تعمل بلا عناء او تعب

تحاول الوصول الى الهدف المنشود حتى اتى ذلك اليوم الذى تخرج فيه الاثنين معا ندى من كلية الصيدله و محمد من كلية الطب

ذلك اليوم الذى كان اسعد ايام تلك الام حيث قامت كلية الصيدله بعمل حفل تكريم لابنتها بسبب التقدير الذى حصلت عليه امتياز مع مرتبة الشرف و ايضا

 قامت كلية الطب بعمل حفل تكريم لابنها امتياز مع مرتبة الشرف و كان لابد من حضور الحفلين فى يوم واحد .

كم كان صعبا عليها فقد كبرت و اصبح من الصعب عليها ان تعمل و لكنها لم تكن تبخل على ولديها على الرغم من تعبها الشديد و حالة الاعياء التى كانت تصيبها على فترات .

صممت ان تذهب مع ولديها الى ذلك الحفل و ذهبوا جميعا اولا الى كلية الطب حيث كان الحفل فى الساعة الثانية عشر ظهرا

و سلمه عميد الكليه وسام الشرف تقديرا لجهوده فى دراسته و هنا استدعوه لكى يلقى كلمته على زملائه .

وقف محمد و قبل ان ينطق انهمرت الدموع من عينيه و اخذ يقول اننى لن انسى فضل تلك الام التى سهرت و عانت و تعبت من اجلنا اننى لن انسى يوما

 ما انها كانت تنتزع اللقمة من فمها و تعطيها لنا لن انسى يوما ما ان كانت لا تاكل من اجل نشبع لن انسى يوما ما انها كانت تسهر من اجل الا نقلق و

كانت تعمل من اجل الا نحس بالنقص عن غيرنا من زملائنا وفرت النقود عاشت حياتها لنا فاشهدوا جميعا اننى اهدى تفوقى هذا الى امى التى كانت و

 ما زالت و ستظل هى دائما دافعى الوحيد فى تقدمى و اقول لها لولاكى انتى يا امى ما كنت قد وصلت الى ما وصلت اليه و اقسم لكى ان اهبكى ما كان باقيا من عمرى .

و اندفع سريعه و سط صمت مهيب يقبل يد تلك الام التى لم تحتمل كلمات ابنها و لم تحتمل الام جسدها فبكت و سقطت من شدة التعب و الارهاق و نقلوها الى البيت .

و هناك و فى ذلك البيت رقدت الام  تحكى لهم عن ايام طفولتها و عن حياتها بعد طول عناء و مشقة مع الزمن هناك اخذت تتامل تخبرهم عن ايام طفولتهم تحكى لهم كيف انهم كانوا كل حياتها

تخبرهم انها كانت متفوقه لكنها لم تاخذ فرصتها مثلهم تخبرهم قصة حياتها تخبرهم انها الان سعيدة راضية مرتاحه لانها قد اوصلتهم الى ما كانت تحلم به . انها قد حققت ما عاشت من اجله .
 
كان لاعياء يشتد عليها و انفاسها تتلاحق لكنها لم تتوقف اخبرتهم انها راضية عنهم انها وضعتهم على اول الطريق اخبرتهم ان يكملوا ان يستمروا فى

تقدمهم ان يكونوا اناسا ناجحين فى حياتهم نافعين لوطنهم و ابناء مجتمعهم .

و هنا تركت الام راسها لتسقط معلنة عودة الروح الى خالقها و معلنة معها اتمام تلك الرساله و ذلك المشوار الطويل بعد كل ما عانته مع الزمن من اجل

 ان تخرج للمجتمع رجال قادرين على تحدى الصعاب من اجل ان تحقق ذلك الحلم الذى كان يراودها ليكون حقيقة و تكون فى النهاية احلام تحققت

فكانت                                                                   ( احلام امراه  )

اعذرونى للاطاله فى القصه .

مع تحياتى :
 
                                                                    ali whdan

امينة

  • زائر
رد: احلام امراه
« رد #1 في: 2008-12-10, 22:44:09 »
جزاك الله خيرا اخي علي

بالفعل دائما الام هي مثال للتضحيات  و العطاء

اللهم احفظ لنا امهاتنا يا رب