أبدأ بهذه الإجابة التي كتبتها على عجل ردا على أخ كريم جمعنا دهرا من الزمان عملُ خير، ثم فرقت بيننا صروف الحياة، فأرسل لي أبيات الشاعر الغزي هارون هاشم:
سنرجع يوماً إلى حينا
ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان
وتنأى المسافات ما بيننا
فيا قلب مهلاً ولا ترتمي
على درب عودتنا موهنا
يعز علينا غداً أن تعو
د رفوف الطيور ونحن هنا.
هنالك عند التلال تلال
تنام وتصحو على عهدنا
وناس هم الحب أيامهم
هدوء انتظار شجي الغنا.
ربوع مدى العين صفصافها
على كل ماء وها فانحنى
تعب الزهيرات في ظله
عبير الهدوء وصفو الهنا.
سنرجع خبرني العندليب
غداة التقينا على منحنى
بأن البلابل لما تزل
هناك تعيش بأشعارنا
وما زال بين تلال الحنين
وناس الحنين, مكان لنا
فيا قلب كم شردتنا الرياح
تعال سنرجع هيا بنا
سنرجع يوماً إلى حينا...
فهيجني الكلام لهذا الكلام:
صَدِيقِيَ أَتعَبتَ قَلبًا شَجِيًّا
وأثقلت ظهرا حناه الضنى
وأنطقت شعرا طواه الزمان
وأيقظت حلما بعيد المنى
أخي، إنني بعدُ لا أستطيع
تجاهل ما قلت لي ههنا
ولكنني أسِفٌ كاسفٌ
قليل الرجاء كثير العنا
على العمر يمضي ولم ننتفع
وصاحبَنا البؤس ما ملَّنا
سرينا نسابق نجم السماء
فعاد المسير قليل الغَنا
ولم يبق في العمر دهر طويل
نعاود سيرا ضعيف الجنى!
فهل ثم سعي حثيث بنا
لنرجع منه ببعض الهنا
أخي هاج شعري وما سرني
به أن أحوز كنوز الدنا
وهيجتني لعروض "القراب"
فعولن فعولن نبا وانثنى
وكان "البسيط" بشعري كثيرا
وأكثر منه "طويلٌ" دنا
وكنت عن "النون" أبغي فراقا
بحرف القوافيَ ما أمكنا
فما اسطعت ألا أخون عهودا
أقمت عليها كعود القنا
إذا ما أتتني رسالةُ خِلٍّ
تنادي علي بـ هيا بنا
فهِجت كأُسْد رأت ظبية
وكانت على الجوع تشكو الفنا
أخيَّ أطلت عليك الحديث
ولستُ أداريك ما ضرنا
أثمة من يقرؤون القوافي
وثمة من يدري ما ههنا؟!