أيامنا الحلوة

الساحة الإسلامية => :: ساعة حلوة لقلبك :: => الموضوع حرر بواسطة: ماما هادية في 2011-07-04, 11:21:52

العنوان: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-04, 11:21:52
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي الكرام
وضع الاخ النووي موضوعا عن تطور التيار السلفي في مصر وتطور نشاطه المفرح والمثلج للصدور، وتتبع فيه تصرفات السلفيين منذ بداية الثورة وحتى الآن، وعلق على ذلك بقوله هل يكون أردوغان مصر سلفيا
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=5326.0 (http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=5326.0)

ورددت عليه بالمداخلة التالية:

اقتباس
جزاك الله خيرا على هذا التتبع والتحليل

شيء مفرح هذا التطور في التفكير السلفي ومشاركتهم في الحياة السياسية

ونتمنى لهم مزيدا من التوفيق

وصدقت.. لن تلتف الشعوب الا حول من يشعر بها ويلبي طلباتها واحتياجاتها الاساسية ... ولكم قال لنا مربونا ان خدمة الناس وقضاء حوائجهم من ارقى انواع العبادات، ولكنها بكل اسف من اكثرها اهمالا من الناس

واتمنى ان يكون للسلفيين دور كبير في المشاركة السياسية والحكم في مصر، لكني لا اتمنى ان يكون منهم رئيس الجمهورية بل ان يكون من الاسلاميين الاكثر اعتدالا وأقرب للكتاب والسنة وروحها منهم  emo (30):
 

فاستثارت إجابتي الأخ فارس الشرق، ودار بيننا نقاش، أبدى فيه اعتراضه على كلامي، وعرج على القول بأن الأشاعرة والماتريدية ليسوا من أهل السنة والجماعة، بل هم من الفرق المنحرفة، ولكنها أقرب الفرق لأهل السنة والجماعة... وأن أهل السنة والجماعة هم فقط أتباع المنهج السلفي
ولما كان الأمر تحول من نقاش سياسي الى نقاش شرعي، رأينا ان نفصل تلك المداخلات ونحولها الى موضوع منفصل ، وننقله للساحة الشرعية، لنناقش فيها معنى السلفية والاشعرية والماتريدية وأيها يمثل أهل السنة والجماعة ..

فلمن يهمه هذا الأمر أرجو متابعة الموضوع، وقراءة المشاركات التالية، علما أن بداية النقاش الجديد والمنظم سيكون انطلاقا من المشاركة التالية بإذن الله:
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=5337.msg87453#msg87453 (http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=5337.msg87453#msg87453)

العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-04, 14:01:58
قرأت كثيرا من كلامك يا نووي...كالعادة كلام يدل على نظرة عميقة للموضوع وتتبع الأحداث واستقصاء النظرة والمنهجية في التحليل....شغلني منذ زمن بعيد الخلاف الطاحن بين الجماعات الإسلامية في مصر..خاصة عندما سكنت المدينة الجامعية في القاهرة. فمنهم: سلف..تبليغ ودعوة..أهل سنة ..إخوان..صوفية..أزهرية..أشعرية..وطائفة لا اتجاه لها..فضلا عن العلمانين ودعاة الحرية.......كانت اتجاهات وآراء ومجادلات ..ربما لا يتبين فيها الحق من الباطل إلا لصاحب العلم والهدى والكتاب المنير......كنت أبحث دائما عن نقطة للم الشمل والتوحد بين هذه الجماعات..ولكن كنت دائما أقف على أن الخلاف سنة كونية ومراد لهذه الأمة أيضا....تتبعت هذه الجماعات ..وفي الحقيقة لم يرتح قلبي منها إلا للسلفية...منهجا وطريقا وعلما وسلوكا وأخلاقا وفكرا....وعلمت أن في طريقهم الحق وفي كل كلمة لهم قال الله تعالى وقال الرسول صلى الله عليه وسلم، ويلزمون أنفسهم بالكتاب والسنة، ولا يجبرون أحدا أيضا على معتقده ويدعون الناس إلى الله والحق....ورأيت وراء ذلك أن كل ما يؤخذ عليهم يمكن ضبطه وإصلاحه..وقد كان كثير من ظروف المجتمع تجعلهم بعيدين عن الفكر السياسي...ولا لوم عليهم في ذلك.............................
من غير أن أطيل كلامك رائع جدا يا نووي، ويحمل نظرة موضوعية، ولا خلاف فيه عليك إلا بمدى التماس العذر في بعض المواقف التطبيقية.....
ربما تخلصت مشاركتك من التعميم العقيم والحكم الشامل الذي يأخذ الجميع بجريرة بعضهم.......... ثم تأتي ماما هادية بكل اجتراء لتنسب لهذه الجماعة أنهم بعيدون عن روح الإسلام وروح الكتاب والسنة وأقل اعتدالا من غيرهم.......من قال لك هذا يا سيدة المنتدى؟؟ أم أنه رجم بالغيب....والله ما تابعت أحدا من أئمتهم في مصر.. قاهرة أو أسكندرية..إلا وعلمته لا يحيد عن الكتاب والسنة قيد أنملة..ويرعى لكل شيء حرمته ويقف عند حدود الشرع، ويفهم روح الكتاب والسنة..وقال صلى الله عليه وسلم: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا..كتاب الله وسنتي" أو في معناه......ما شذ أحد أعلامهم عن هذه الروح..وقد أثبتوا ذلك مؤخرا للعالم أجمع..لم يتملق أحد  السياسة ولا قفز على سلطان الحكم يحمل المداراة والمهادنة بعيدا عن منهجه..ومن خرج منهم يحمل دعوة سلفية ..كان منهجه واضحا ودعوة ثابتة بينة....................
كل ما أريد قوله إننا يجب علينا أن نبرأ إلى الله من هذه الأحكام العامة القاتلة وأن نتسم بالموضوعية قليلا في نظراتنا وأقوالنا ....وكفى تشتيتا للأمة تحت مسمى الجماعات....
العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-04, 16:16:09
 emo (30):

بكل اجتراء؟ شكرا للطفك يا فارس

في الحقيقة هذا الاتجاه سببه أنني تتلمذت على يد شيوخ ودكاترة الدعوة السلفية (تتلمذا عليما لا تربويا، نظرا إلى ان دراساتي الاسلامية في المملكة العربية السعودية) ، وكنت في نفس الوقت أقارن بينها وبين غيرها من الدعوات، تلمسا لنقاط الوفاق كما ذكرت
ووجدت شعارها الرائع (الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح) ليس مطبقا على وجه صحيح.. وإنما الحقيقة انه (الكتاب والسنة بفهم مدرسة ابن تيمية تحديدا وحصرا) مع استبعاد كل علماء المسلمين الآخرين في أي نقطة تختلف مع فكر ابن تيمية ومدرسته مهما علا كعب اولئك العلماء، فالجميع يوضع على هذا الميزان (ابن تيمية) ويحكم بناء عليه على اقترابه وابتعاده من الكتاب والسنة وفق هذا الميزان... وهذا ينطبق على الإمام الشاطبي والنووي و ابن حجر وابن عبد السلام والكمال ابن الهمام وابن عابدين وابن عاشور ووووو وجميع علماء المذاهب ...
وهذا ما كان يسبب صدمة علمية لطلاب العلم الشرعي عندنا... حين يشعرون بالتناقض الشديد، ففي الاصول نتعلم من كتب الغزالي والشيرازي والرازي ، وفي العقيدة نتهمهم بمخالفة السلف الصالح
وفي المقاصد نتعلم على الشاطبي وابن عبد السلام وغيرهما، وفي العقيدة نتهمهم بأنهم اشاعرة .. يعني (وفق الفكر السلفي) مبتدعين وليسوا على منهج السلف الصالح
وفي الفقه نتعلم مذاهب المالكية والشافعية والحنفية وبعض فقهاء الحنابلة من الرعيل الأول، ثم نجد أنهم يصنفون في العقيدة انهم ليسوا على مذهب اهل السنة والجماعة ... إلخ...
وكل هذا لأن فهم السلف الصالح عند السلفية تعريفه أنه فهم ابن تيمية واختياراته من أقوال السلف الصالح حصرا وقصرا ودون غيرها...

وهذا الخلل العلمي الاساسي لديهم ينعكس خللا في سلوك المنتسبين اليهم وتعاملهم مع الجماعات الاسلامية الاخرى.. وهو السبب في نظرتهم الضيقة وعدم قبولهم للمخالف الذي يصنف دوما انه من الفرق غير الناجية...

وأما مسألة كثرى استشهادهم بالكتاب والسنة واستدلالهم بهما فهل هذا قصر على دعاة السلفية؟ اليس كل الدعاة من الاخوان والتبليغ والصوفية المعتدلة ( دعك من المنحرفة والجاهلة) كلهم هكذا؟
أنا أشهد أنهم كلهم هكذا.. كلهم مرجعيتهم الكتاب والسنة، ولا يخطون سطرا او ينطقون بحكم الا ويؤصلونه من الكتاب والسنة وفعل الصحابة.. ولا ادري لماذا يحتكر البعض هذا الفضل ويقصره على السلفية فقط دون اي وجه حق

وهذا لا يعني انني ضد السلفيين او لا احبهم او لا اتعاون معهم او لا اتمنى انتصارهم وظهورهم وانتشارهم وتطورهم... فمهما يكن هم من صالحي المسلمين... لكنهم ليسوا الأصلح من وجهة نظري
والعبرة ليست بالشعار ولكن بالتطبيق

والله أعلم
العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-05, 00:43:53
تعودين بمشاركة هي أبشع من أختها، وترددين في لهج قول أقل الناس علما وأكثرهم تحاملا على الدعوة السلفية، وتقصرين هذا الجبل الأشم على أحد أعلامه وهو من جاء في القرن الثامن الهجري...أين كان السلف من قبله؟؟ السلفية يا أهل الكون منهج، بدأه النبي صلى الله عليه وسلم وتبعه الصحابة وحمله التابعون وتابعوهم ليوم الدين، ألم يكن الإمام البخاري والإمام مسلم وأحمد بن حنبل وكثير ممن جاءوا قبل ابن تيمية من أئمة منهج السلف، هل تنكرين على هذا المنهج أنه يحق الحق ويبطل الباطل.....نعم لقد كان لابن تيمية فضل كبير جدا في التصدي لحملات عاتية من الجهل والخرافات والكفر، وثبت على الحق ووقف موقف السلف من قبله في كل مسائل الاعتقاد ودافع عن العقيدة الربانية الحقة..وكل مؤلفاته لا غلو فيها ولا تطرف، نعم هو إمام من أئمة السلفية، ومرجع كبير من مراجعهم، ولكنه ليس المنهج حتى ننسبه إليه، هو أحد أفراد المنهج وشيوخه وأعلامه، بل هو أيضا محكوم عليه بالمنهج، ولو خالف الكتاب والسنة قيد أنملة لما تركه أحد....نحن يا خلق الله لا نعرف الحق بالرجال وإنما نعرف الرجال بالحق،
إن الذي ذكرتيه مأخذا على هذا المنهج هو نفسه حجة لصالحهم، إنهم أنكروا على المخالفين مخالفاتهم وبينوا زللهم كما أثبتوا مواطن علمهم وما لهم الحق فيه، وذلك ليس على هوى ابن تيمية ورغبته...أجل لقد كان الغزالي والجويني والرازي والباقلاني والآمدي وغيرهم من أئمة الأشاعرة وعلم الكلام وزلوا في المعتقد، ألا تريدين أن ينكر أحد عليهم فساد معتقدهم؟؟ وماذا لو ألفوا في الفقه والأصول والحديث وغيره من علوم الشريعة..هل نرد ذلك لأننا بينا فساد معتقدهم أم ماذا؟؟؟ وهل لأنهم أجادوا في علوم الشريعة ألا ننكر عليهم شيئا؟؟؟   ما هذا ؟؟ ما لكم كيف تحكمون؟؟
هل أنكر على ابن رشد كتابه بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه لأنه دافع عن الفلاسفة في تهافت التهافت وقال بكثير من آرائهم؟؟
هل رفض السلفية كتب السنن لأن أصحابها أو معظم أصحابها من الشيعة..هل رفض السلفية شرح ابن حجر على البخاري والنووي على صحيح مسلم وهما أشعريان؟؟؟
أجل لقد اعتبر السلفية لهم مجموعة من الأئمة واهتدوا بهداهم ولا اعتراض عليهم في ذلك، ولكن أن يتهموا بأنهم نسب لرجل من أئمتهم لهو قول يفتقد لكل عقل رشيد، ويفتقد كثيرا من الموضوعية في الحكم....أجل ربما كانت السلفية السعودية في تطبيقها تقيم فكرها على مؤلفات ابن تيمية وابن القيم والطحاوي وابن عبد الوهاب وابن باز وابن العثيمين وغيرهم، ولكن هذا لا يعني بحال من الأحوال أن يقال إن السلفية ما هم إلا جماعة منسوبة لابن تيمية..أو التيميين...هذا حكم صبياني ترفضه أوليات العقل البشري،
السلفية ليست منطقة ولا فترة زمنية..السلفية منهج قائم على اتباع الكتاب والسنة وينكر على المخالفين لهذين الأصلين مخالفته، ويبين الحق والضلال فيهما...ولم يحمل أحدا على معتقده ولم يجبر أحدا على فكره...فشيء من الموضوعية يرحمكم الله...........  

 
العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: elnawawi في 2011-07-05, 01:23:56
هناك فجوة كبيرة بين من يعايش من في السعودية وبين من يعايش من في مصر .. ولا يصح الحكم على أحدهم بفعل أو قول الآخر مهما كانوا شيوخ بعضهم البعض وتلامذتهم ..

في السعودية حرموا وجرموا المظاهرات السلمية وفي القاهرة كان الشيخ محمد حسان في التحرير .. والشيخ حافظ سلامة على رأس المتظاهرين في السويس ..
في السعودية أرسلوا الطائرات تقصف المدنيين والسكان في صعدة وكرموا هؤلاء الطيارين ووصفوهم بأنهم "أسود وحماة السنة" ثم ارسلوا بعدها جنودا ومدرعات للبحرين .. وفي مصر يدعمون ثوار ليبيا بالمساعدات الإنسانية على الأقل ..

هناك اجتهادات مختلفة تنتج آراء ومواقف مختلفة شئنا أو أبينا .. والانتصار لن يكون أبدا أبدا بتوحيد كل الآراء والمواقف لأن هذا عمليا ومنطقيا مستحيل تماما .. بل الانتصار الحقيقي هو إيجاد مناخ مناسب يسمح بحدوث هذا الاختلاف والتنوع واستيعابه بدون تخوين ودخول في النوايا والحكم على الناس بالخروج من الفرقة الناجية .. هذا القبول لبعضنا البعض يعتبر انتصارا حقيقيا على كل من تعمد زرع الخلافات والفتن بيننا ..

لا يهمني أن يغير السلفي قناعاته بأن اللحية فرض على كل مسلم ولكن يهمني أن يتقبل وجود رأي آخر صادر عن علماء وليس عن أهواء يعتبرها سنة نبوية ومستحب ولا يأثم حالقها .. والأهم من ذلك ألا ندخل في قلوب الناس ونحكم على من يتبنى هذا الرأي بأنه ضال ومضل وفاسق ولا يجوز ائتمانه على شيء فضلا عن الدعوة ..

ولا يهمني أن يغير الإخواني أي من قناعاته أو محبته أو طاعته للجماعة .. ولكن يهمني أن يتقبل أن وجود دعاة وعلماء آخرين خارج الجماعة لا يقلل من شأنهم .. وأن وجود سياسيين إسلاميين غير إخوانيين لا يعني أنهم علمانيين متخفيين أو مقنعين .. وأن وجود أساليب تربوية إسلامية خارج الجماعة لا يقلل من شأنها .. وان وجود أحزاب غير "الحرية والعدالة" لا يعني أنهم أسوأ أو أقل درجة من الإخوان ..

وكما يهمني أن أنصح العاصي وانهاه عن المنكر فيهمني أيضا أن نظل نحترمه ولا نخرجه من الإسلام بسبب معصيته ولا ننظر له نظرة فوقية ونتعبر أنفسنا أفضل منه بسبب طاعتنا .. فكلنا كلنا كلنا لا نخلو من معاصي والله وحده أعلم من منا أفضل من الآخر عنده .. والقلوب لا يطلع عليها أحد سوى الله عز وجل ..

والحمد لله نحن نرى تحسنا تدريجيا بمرور الوقت واتجاه من الجميع نحو الوسطية أكثر وأكثر والبعد عن التطرف في أي من الاتجاهات .. ولكن بفضل الله عز وجل بعد الثورة هذا التطور أصبح ملحوظا جدا وملفتا للأنظار في التيار السلفي مما زادني فرحا وطربا ببركات هذه الثورة المجيدة .. حتى أنني أحيانا أقول أنه لو لم يكن لهذه الثورة أي بركات أخرى (وفي الواقع هي لها آلاف البركات التي لا تحصلى) غير هذه البركة في تطور الإخوة السلفيين الأحباء وقربهم أكثر من الناس واعتدال دعوتهم لكفاها هذا فخرا وفضلا .. وتكاد دموعي تقفز فرحا وأنا أسمع الشيوخ الأفاضل على المنابر يدعون إلى التوحد ونبذ الاختلاف والتعاون فيما اتفقنا عليه وعذر بعضنا فيما اختلفنا عليه .. وإلى العطف والود مع الإخوة (في الوطن) المسيحيين (غير المحاربين بالتأكيد على عكس نجيب ساويرس مثلا) .. يكاد قلبي يطير من الفرح وشيوخنا الأفاضل يقول قاطعوا نجيب ساويرس ولا تقاطعوا النصارى .. وأرغب في اختراق شاشة التلفاز وتقبيل أيدي وأقدام شيوخنا وهم يقولون أننا سنعمل مع الإخوان وننسق معهم في الانتخابات القادمة .. كذلك وأنا أرى حزب النور ينضم لـ "التحالف من أجل مصر" الذي يضم الإخوان والقوميين والليبراليين وغيرهم الذين يرغبون في العمل المشترك من أجل مصلحة مصر أولا فوق المصالح الشخصية ..

كل هذا يجعلني استبشر خيرا كثيرا وتغمرني السعادة ويخفف عني الحزن الشديد الذي يغمرني عند متابعة أخبار بقية الثورات التي لم تنتصر بعد وكل هذه الدماء التي تسيل .. يجعلني أوقن أن هذه الدماء لن تسيل هدرا وأن كل هذا ستكون نتيجيته الحتمية الانتصار للإسلام وللأوطان ولإرادة الشعوب الحرة في النهاية .. وأن هذه الثورات ستكون مدخلا عظيما لأبواب خير لا تعد ولا تحصى .. وإن شاء بداية عودة العملاق الإسلامي الذي يؤيده الحق سبحانه وتعالى من جديد إلى الساحة العالمية مهما كان الطريق طويلا ومكبدا بالصعاب والمشاق والأشواك ..

سنستعين بالله عز وجل .. وسنضع أيدينا في أيدي بعض .. وسنتعاون فيما اتفقنا عليه ونعذر بعضنا فيما اختلفنا عليه .. وسنبني دولة ديموقراطية حقيقية وسندعو الشعب للاختيار بإرادته الحرة وتحمل تبعات اختياراته وسنعاونه وندعمه في هذه الاختيارات .. وسنحرص على أن نبين للجميع ما هي مقاصد الشريعة الإسلامية ونحرص على تطبيقها .. وسنعمل على تحقيق المادة الثانية المعطلة كثيرا من الدستور وهي أن "الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع واللغة العربية لغة الدولة الرسمية " .. وسنبني ونصلح كل مؤسسات الدولة وننطلق منها مع إخواننا وأشقائنا في العالم الإسلامي أجمع نحوبناء الوطن الإسلامي السليم والعصري والمتناسب مع الزمن والمحافظ على دينه في نفس الوقت .. ستضوب الخلافات بيننا تدريجيا وسنتوحد من أجل الخير لكل الناس ولكل البشرية .. وسيسود الإسلام على الأرض .. هذا وعد الله الذي لا محالة دون تحقيقه .. ولكن السؤال الحقيقي .. هل نكون نحن من يستحق تحقيق هذا الوعد ؟! وهل نكون نحن من يتحمل هذه المسئولية ؟! وهل نكون نحن من نحظى بهذا الفضل العظيم ؟! دعونا نعمل بكل طاقتنا وقدراتنا من أجل هذا .. فإن وفقنا الله فهذا فضل من عنده نسأله ألا يحرمنا منه .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..


تنبيه - بينما أنت تكتب تم إضافة رد جديد.
لم أقرأ ردك الأخير بعد يا أخ فارس ..
العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: elnawawi في 2011-07-05, 02:28:41
أخي الحبيب فارس الشرق .. قرأت مداخلتك الأخيرة عدة مرات كي أتأكد أنني لم أسئ فهمها وفهم مقاصدك منها ..

والحقيقة أخي أعجبني غيرتك على منهج السلف ودفاعك عنه .. وهذه فضيلة رائعة محمودة ..

ولكن يا أخي - اعذرني - أحسب أن توجيه هذا الدفاع لم يكن في الاتجاه الأمثل .. لأن كلامك يا يا أخي يوحي أنك افترضت أن ماما هادية تعادي "المنهج" وتتهمه وتنفر منه .. وارجو ألا يكون مؤدى كلامك يفترض هذا فعلا .. لأن هذا الافتراض يحمل في طياته بعضا من سوء الظن غير المنهي عنه .. وشخصيا لا أجرؤ أبدا أبدا أبدا على اتهام أحد أنه يعادي منهج السلف الصالح .. هل اتهمه بمعاداة الإسلام ؟! ومن أنا كي أتهمه بهذه التهمة العظيمة ؟!

لذا يا أخي هذا الدفاع المحمود والجهد العظيم فيه لا يوجه إلى أهل هذا المنتدى لأن اتباع منهج السلف والحرص على تطبيقه هو أصل ما جمعنا في هذا المنتدى أصلا .. وما محبتنا لبعضنا البعض إلا من محبة في الله وفي سبيل الله مهما اختلفنا .. ولو عدت لصفحات الذاكرة في هذا المنتدى فستجد اختلافا كبيرا حول كثير من المسائل .. ولكن دوما نعذر بعضنا البعض وتستمر محبتنا لبعضنا .. ومثال ذلك موضوع "مقتل" الشهيد أسامة بن لادن على سبيل المثال .. البعض اعتبره شهيدا واعتبر قتله عملا إجراميا والبعض اعتبره أحد من كانوا يشوهون صورة الإسلام .. وكان خلافا كبيرا إلا أنه لم يخرج من إطار المحبة والتواد وعذر بعضنا البعض وتفسير الخلاف بأنه اختلاف في الفهم والإدراك وتحليل المعطيات ومصداقية المعطيات نفسها .. وكما يقول شيخ الإسلام "ابن تيمية" بكلمات تكتب بماء الذهب (بل بما هو أثمن وأنفس) في "الصواعق المرسلة" :

"ووقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت إرادتهم وأفهامهم وقوى إدراكهم ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه وإلا فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب وكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله لم يضر ذلك الاختلاف فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية ولكن إذا كان الأصل واحدا والغاية المطلوبة واحدة والطريق المسلوكة واحدة لم يكد يقع اختلاف وإن وقع كان اختلافا لا يضر كما تقدم من اختلاف الصحابة فإن الأصل الذي بنوا عليه واحد وهو كتاب الله وسنة رسوله والقصد واحد وهو طاعة الله ورسوله والطريق واحد وهو النظر في أدلة القرآن والسنة وتقديمها على كل قول ورأي وقياس وذوق وسياسة"

طيب الله ثرى الإمام وجزاه عنا كل خير ..
هذا الاختلاف الذي لا يضر الذي وقع بين الصحابة والذي يصفه شيخ الإسلام وصل لدرجة نشوب الحرب بينهم ووقوع ضحايا .. ولكنه كما قال رحمه الله " فإن الأصل الذي بنوا عليه واحد وهو كتاب الله وسنة رسوله والقصد واحد وهو طاعة الله ورسوله والطريق واحد " .. فهذا يا أخي أدعى لنا جميعا إلى الالتزام بقبول بعضنا البعض في الاختلاف مهما اتسع .. فهو في النهاية خلاف تحت مظلة " المنهج " وليس خارجها .. ولا يجب لأحد منا أن يتهم الآخر بأنه خارج "المنهج" ولا يجوز لأحد حق احتكار "المنهج" تعصبا لمذهبه .. وكما قال الشيخ محدث القرن الشيخ الألباني رحمه الله وطيب ثراه في رسالته "الحديث حجة بنفسه" تحت عنوان " مخالفة المذهبيين لأئمتهم في التعصب لهم وفرض تقليدهم " :

" فهم بمثل هذه القواعد التي ابتدعوها على خلاف ما أوصاهم به أئمتهم قد مكنوا للتقليد في صدورهم وصدور طلبة العلم كلهم وصدورهم بذلك عن التفقه بالكتاب والسنة وصار الفقه في عرفهم هو فهم أقوال العلماء الواردة في كتبهم ثم لم يقنعوا بهذا كله بل دعوا إلى التعصب للمذهب بمثل قول بعضهم : " إذا سئلنا عن مذهبنا ومذهب مخالفنا ؟ قلنا وجوبا : مذهبنا صواب يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ يحتمل الصواب وإذا سئلنا عن معتقدنا ومعتقد خصومنا قلنا وجوبا : الحق ما نحن عليه والباطل ما عليه خصومنا " ( تاريخ التشريع الإسلامي للعلامة الخضري  ( ص 332 ) . ومع أن هذه الأقوال ونحوها مما لم نذكره لم يقل بها أحد من الأئمة المتبوعين بل هم أعلم وأتقى لله تعالى من أن يتفوهوا بها فهي ظاهرة البطلان من وجهين :
 الأول : أنها مخالفة للكتاب والسنة في نصوصهما الكثيرة التي تأمر بأن لا يقول الإنسان إلا بعلم كقوله تعالى : [ ولا تقف ما ليس لك به علم ] وقد علمت أن العلم الحق إنما هو ما جاء في القرآن والسنة فأين فيهما ما يدل على ما ذكروه ؟
والآخر : أنهم يدعون التقليد والمقلد حجته قول إمامه كما هو معروف من كتبهم فأين ذلك في كلام إمامهم ؟ وحاشاهم من ذلك "

ومثل هذا قال الإمام "الجويني" إمام الحرمين :
" ليس للمجتهد أن يعترض بالردع والزجر على مجتهد آخر في موقع الخلاف إذ كل مجتهد في الفروع مصيب عندنا ومن قال إن المصيب واحد فهو غير متعين عنده فيمتنع زجر أحد المجتهدين الآخر "

أتمنى أن أكون قد وضحت وجهة نظري ..
العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-05, 12:36:35

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك يا نووي على هذا الرد المتوازن، وجميل هذا التفاؤل، وأتمنى مثلك ان نرى قريبا يوما يتوحد فيه المسلمون بكل جماعاتهم وأفرادهم تحت راية الكتاب والسنة

أخي فارس الشرق: كلامك مليء بالمغالطات ولولا ضيق وقتي، وان المنتدى غير متخصص، لكنت أسهبت في بيان ذلك وتوضيحه، ولكنني أكتفي بالتعليق على قولك التالي:

اقتباس
أين كان السلف من قبله؟؟ السلفية يا أهل الكون منهج، بدأه النبي صلى الله عليه وسلم وتبعه الصحابة وحمله التابعون وتابعوهم ليوم الدين، ألم يكن الإمام البخاري والإمام مسلم وأحمد بن حنبل وكثير ممن جاءوا قبل ابن تيمية من أئمة منهج السلف، هل تنكرين على هذا المنهج أنه يحق الحق ويبطل الباطل

فها أنتم ترون يا إخوتي أن السلفية يعتقدون أن منهجهم يمثل الوريث الشرعي والوحيد لمنهج الكتاب والسنة والصحابة... فأين بقية المسلمين؟
الإخوان وغيرا الاخوان والحنفية والمالكية والشافعية وسائر المسلمين من غير المنتسبين لهذه الدعوة السلفية ماذا يتبعون؟
هل يتبعون الإنجيل ام التوراة أم الفلاسفة ام ماذا؟
وهل أتباع الدعوة السلفية هم وحدهم من يحق الحق ويبطل الباطل حتى نحسدهم على هذه النعمة وننكرها عليهم؟ فنحن كمسلمين من غير اتباع الدعوة السلفية ماذا نفعل؟ نبطل الحق ونحق الباطل ؟؟

إخوتي الكرام
علينا أن نميز تماما بين (السلف الصالح) وهم جيل الصحابة والتابعين وتابعيهم، من القرون الثلاثة الأولى التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية، وهم حملة الدين وموصلوه لكل الأجيال التالية، وسنتهم ومنهجهم نبراس لكل أهل السنة والجماعة
وبين أتباع الدعوة السلفية، وهم جماعة متميزة (لا يمكن ان ينكر احد تميزها من بين بقية المسلمين)، وهي ايضا تتبع الكتاب والسنة ومنهج الصحابة، ولكن ما يميزها هو اقتصارها على اختيارات ابن تيمية -ومن وافقه- والذي تعتبره شيخ الإسلام، وتقصر هذا اللقب عليه، مع انه كان لقبا يطلق على كثير من أئمة المسلمين..
وهي لا تقتصر على اختياراته يا نووي من الناحية الفقهية، (فلا يقتصر الامر على اختلاف حول اللحية او النقاب او غيرها من امور الفقه) ، بل في الفروع العقائدية أيضا، وهذا هو الاهم والمفصلي في الموضوع، ولهذا تسمع من أتباع هذا المنهج أن كبار أئمة المسلمين لهم اخطاء في العقيدة وانهم زلوا في مسائل العقيدة، وما هذا الا لأنهم خالفوا اختيارات ابن تيمية او هو خالفهم فيها
لاحظ قول فارس:

اقتباس
هل رفض السلفية شرح ابن حجر على البخاري والنووي على صحيح مسلم وهما أشعريان؟؟؟

اقتباس
أجل لقد كان الغزالي والجويني والرازي والباقلاني والآمدي وغيرهم من أئمة الأشاعرة وعلم الكلام وزلوا في المعتقد، ألا تريدين أن ينكر أحد عليهم فساد معتقدهم؟؟

أرأيت؟؟.. فساد معتقدهم.. هكذا!!!!!!!!!!


ولو كانت السلفية هي فقط اتباع الكتاب والسنةبفهم السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة، لكنا جميعا سلفيين، كما قال الضابط المصري...
لكن السلفية المعاصرة تميز نفسها عنا بالتزامها حصريا باختيارات ابن تيمية ومن وافقه في فروع العقيدة تحديدا ، وفي الاختيارات الفقهية غالبا .. فهي بهذا دعوة متميزة لها منهج خاص متميز، قد نتفق معه في امور نختلف معه في امور اخرى
لهذا.. فنحن جميعا تظلنا مظلة أهل السنة والجماعة (الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح)
وتحت هذه المظلة هناك اخوان مسلمون يتبعون منهج الامام البنا، وسلفيون يتبعون منهج ابن تيمية،ومسلمون من مذاهب اخرى لا جماعات ولا تيارات..  وغيرهم وغيرهم....

وهذه الاختلافات، نحن أهل السنة والجماعة نراها بسيطة، وتسعنا جميعا.. في حين يرى أتباع المنهج السلفي انها محورية ولا يمكن التساهل فيها..
بمعنى آخر: نحن نرى أن أتباع المنهج السلفي من أهل السنة والجماعة
وهم يرون أنهم وحدهم أهل السنة والجماعة، ومن خالفهم خارج عن أهل السنة والجماعة،
لأنهم يظنون –كما اتضح جليا من كلام الاخ فارس الشرق، وهو ليس بدعا منهم- أنهم وحدهم يتبعون الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، وغيرهم ليس كذلك، ويرفضون ان يعترفوا اصلا انهم جماعة او اتجاه، بل هم الاسلام، وغيرهم منحرف انحرافا كبيرا او بسيطا عن الجادة

وهذه النقطة التي آخذها عليهم ليست مقتصرة على سلفية السعودية أبدا يا نووي، بل هي قاسم مشترك وجذر أصيل في المنهج السلفي لدى كل اتباعه في مشارق الارض ومغاربها، من اقصى المغرب الى باكستان والهند، مرورا بمصر والشام والخليج العربي..

ومع احترامي العميق لشيوخهم وعلمائهم وأفرادهم، وتقديري لتقواهم وصلاحهم ودعوتهم وخدمتهم للإسلام، إلا أنني أعتقد (وعودة لأصل موضوعنا عن أردوغان) أنهم ليسوا الأصلح لقيادة المسلمين، بل للانضواء تحت لواء اسلامي جامع، يكونون من ضمن جنوده المخلصين المتفانين.

هذا رأيي والله أعلم

اللهم أرنا الحق حقا ورازقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وأعز الإسلام والمسلمين ومنهج الحق القويم، وارزقنا حسن الخلق وجمال الأدب يارب العالمين



العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-05, 16:39:57
أحب أن أنبه قبل أن أخط هذا التعليق أنني لا علاقة لي هنا بالأشخاص واتجاهاتهم وأفكارهم..حتى ولو كان من أتحدث إليه الآن من كبار الفكر السلفي..كل ما يعنيني هنا في هذا الحديث أن أعلق على المشاركات بما أراه فيها صوابا أو خطأ.. ولن أقبل بحال من الأحوال أن يقال إن الدعوة السلفية ما هي إلا تمخض هزيل لفكر ابن تيمية.....
رحماك ربي، لا زلت على قناعتك الشخصية بأن السلفية ما هم إلا شرذمة قليلون من أتباع ابن تيمية وهو منْ وضَعَ منهجهم وهم يمشون وراءه في كل صغير وكبير...........سبحان الله..ألا يمكن أن تناقشي الأمور بعيدا عن هذه المسألة الخائرة التي لا تقوم على قدم,,,,,,,,,,
المسألة الأولى في كلامك عن المصطلح...أجل ليست السلفية هي الوريث الوحيد للكتاب والسنة...ولا مشاحة في الاصطلاح، ولكن من الممكن تحرير النسبة..لقد وقع الخلاف دون شك في الأمة وما عاد من الممكن تحرير مسمى المسلمين دون تفصيل وتفرقة بين أتباع الحق وأتباع الباطل ....فقد ظهر النواصب والشيعة والخوارج والجهمية ثم المعتزلة والمرجئة والنفاة والجبرية والقدرية...وطوائف شتى تحت راية الإسلام...فكان لابد من التفريق..
فقد ظل المسلمون جميعا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم تحت مسمى واحد وكذلك على عهد الصحابة رغم وجود بعض الخلافات ولكنها لم تؤثر على مسمى المسلمين، وفي عصر التابعين وتابعي التابعين ٬ أخذ علماؤهم بعلم الصحابة ودونت السنة ٬ وأصبح العلم عند المسلمين مرتبطا بأهل الحديث والأثر العالمين العاملين بهدي الصحابة رضي الله عنهم ٬ وظلت الأمة علي حالها: أن مجموع الأمة كانوا علي الفطرة وعلي دين الصحابة ، قال الإمام الأوزاعي رحمه الله :"عَلَيْكَ بآثارِ مَنْ سَلف وإِنْ رَفَضَكَ الناس"
وقال :"...واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم"
ولما ظهرت المعتزلة الذين أخطئوا في حق الله تعالى  وفي أسمائه وصفاته٬ وزاد نفوذهم علي رأس الـسنة 200هـ خاصة في خلافة المأمون العباسي٬ فكان لابد وأن يتميز أهل الحق الذين ساروا علي ما كان عليه رسول الله وصحابته بلقب يظهرون به ٬ فصار لقب (السني) يطلق في مقابل (المعتزلي) . وصار المتمسك بمذهب أهل الحديث في مقابلة المتبع لعلماء الكلام ٬ وكانوا (أي أهل الحديث) هم التابعون لتابعي التابعين ... يعني أخذوا عنهم منهج التابعين والصحابة ٬ في إثبات الأسماء الحسني والصفات العليا لله عز وجل ٬ وفي تنزيهه عن كل عيب ونقص ٬ تبارك وتعالي، قال سفيان الثوري رحمه الله :" إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة بالمشرق وآخر بالمغرب ؛ فابعث إليهما بالسلام وادع لهما ... ما أقل أهل السنة والجماعة !"
وظهرت جماعة أهل السنة والجماعة كفارق مميز لهم عن بقية الطوائف الخارجة عن الكتاب والسنة...وتحمل أئمة أهل السنة والجماعة طائلة الرد على هؤلاء المخالفين..وثبت الإمام أحمد ابن حنبل..إمام أهل السنة والجماعة.. في وجه الفتنة وثبت على الحق، فلما استفحل أمر المعتزلة حتي صار علماء أهل الحديث يُمتحنون علي عقيدتهم ويُعذبون لتمسكهم بها ٬ تصدي لهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله(ت241هـ) بعقيدة أهل السنة (عقيدة الصحابة ) في قضية خلق القرآن ٬ حتي صار علما ً لأهل السنة ٬ واشتـُهر بعد المحنة بإمام أهل السنة ٬٬ وحتي كان يقال للرجل السني (حنبلي) ! ، قال قتيبة بن سعيد رحمه الله :" إذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنة وجماعة"
ثم ظهرت الأشاعرة ٬ الذين قدموا العقل علي النقل ٬ وقالوا "نحن الخلف ننصر عقائد السلف بمنهج المتكلمين" ٬ فرفضهم أهل السنة والجماعة ٬ متمسكين بنصرة عقائد الإسلام بمنهج السلف ذاته (الذي هو تقديم القرآن والسنة علي العقل البشري ) ٬ وظهر وصار اسم (السلف) يقابل اسم (الخلف) ٬ ومن ثَم أصبح يُسمي من سار علي عقيدة السلف وأهل السنة ومنهجهم يُلقب (بالسلفي) . وذلك منذ القرن (القرن الرابع)
هذا كله قبل أن نرى ابن تيمية بثلاثة قرون على الأقل....
وبعد هذه الفترة ٬ زادت الفرق وانتشرت انتشارا واسعا (من أواخر القرن الرابع إلي أواخر القرن السابع وأول الثامن ) حين برز شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله(تـ728هـ) في العصر المملوكي والذي شهد إحياءً للسنة بفضل الله أولا ثم بجهوده وبجهود تلاميذه ٬ ومَـيَّـز منهج أهل السنة عن الفرق الكلامية والمناهج المنحرفة عنه ٬ وبين ضلال كل ٍمنهم ٬ ومدي انحرافه وبُعده عن مُعتقد وعمل السلف ٬ وازدهر المنهج السلفي القويم على يديه في مقابلة كل الفرق والأهواء. فامتاز ذلك العصر بظهور عقائد الإسلام الصحيحة النقية من كل شائبة ٬ إذ تمتد جذورها إلي السلف بعامة و الصحابة بخاصة ، قال شيخ الإسلام رحمه الله :" صار المتمسكون بالإسلام المحض هم أهل السنة والجماعة"، وقال :" لا عيب علي من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزي إليه ، بل يجب قبول ذلك منه فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا "، وقال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالي :"ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ..." :" فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا، ليس هذا موضع بسطها، وإنما يُسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي، والثوري...الخ"

وفي أواخر هذه الصحوة الإيمانية ٬ بدأت تدب الخرافات والشركيات في هذا الجسد مرة أخري ٬ وزادت الانحرافات العقدية والسلوكية ٬ في عصور التشرذم والتفرق ٬ التي انتابت الدولة العثمانية في أواخر عهدها وعمرها ٬ فقيض الله للأمة إماما يُحيي لها عقائدها السليمة وسلوكياتها القويمة ٬ بدعوة سلفية إصلاحية خالصة ٬ فكان شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله(ت 1206هـ) (1791م) ٬ فأحيا كما قلنا منهج السلف_أهل الحديث_أهل السنة والجماعة_أهل الأثر ٬أحيا التوحيد الصافي لله والاتباع الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم٬ فكان امتدادا لما كان عليه ذلك الجيل العظيم ٬٬٬٬ قال رحمه الله :" وأما ما ذكرتم من حقيقة الاجتهاد فنحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة، وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة...الخ"
.................................................................................
هذه الدعوة السلفية في بيان نشأتها لا تقف عند عالم بعينه ولا تنسب إلى رجل بمفرده، هي دعوة طريقها الكتاب والسنة وبهما يُحكم على الجميع كما يُحكم بهما عليها..
هذه عقيدتنا، وبها نرد على كل مخالف..وهي عقيدة كل المسلمين التابعين للكتاب والسنة بفهم السلف الصالح والمنتهجين نهجهم..هذا أصلنا وكل من تبعه داخل فيه..سم نفسك ما شئت، ولكن هذا منهجنا ومن خالفه لابد أن نبين مخالفته...وليحكم علينا من يحكم بالكتاب والسنة...
ولكن الإجحاف في الحكم هو أن نرد جماعة هي في منهجها وأصلها جماعة المسلمين وأصحاب المنهج الحق إلى فرد من شيوخها...
ألم يكن منهج ابن تيمية هو منهج الصحابة والتابعين من قبله..ألم يكن منهج البخاري وأحمد بن حنبل وابن عيينة وابن راهوية والشافعي ومالك وأبي حنيفة وكل علماء أهل السنة من قبله...ألم يقف هؤلاء جميعا في وجه البدع والضلالات وبينوا فساد معتقد المعتزلة والخوارج والنواصب والشيعة وغيرهم..ألم يرجع الإمام أبو الحسن الأشعري نفسه عن عقيدته ويعود لعقيدة أهل السنة؟؟؟
ألم يكن هذا هو منهج الأئمة الأعلام من لدن الصحابة في إثبات صفات الله عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل ولا تكييف ولا تجسيم....
لقد بين علماء السلف هذا المعتقد خير بيان وبينوا المخالف له، ولم يكفروا أحدا من أهل القبلة، وثبتوا على الحق بفضل الله.......أبعد كل هذا يؤخذ عليهم أنهم حفظوا العقيدة طاهرة نقية وحموها من كل بدعة أو تضليل....
...............................................................................
هذا هو معتقد السلفية وكل تابع له هو منهم وإن سمى نفسه ما شاء الله له أن يسمي..الإخوان وغيرهم وكل الجماعات الإسلامية داخلة تحت هذا المنهج ويُحكم على الجميع به، ومن خالف الكتاب والسنة فهو مخالف لمنهج الصحابة والتابعين وتابعيهم...........نحن لا نرفض أحدا أبدا ولا نبدع الناس بأهوائنا ولكن نحكم على الجميع بميزان واحد، ونحكم على شيوخ السلفية أنفسهم بالكتاب والسنة....وكفى نيلا من بعضنا بعضا........

العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: جواد في 2011-07-05, 17:53:53

ثم ظهرت الأشاعرة ٬ الذين قدموا العقل علي النقل ٬ وقالوا "نحن الخلف ننصر عقائد السلف بمنهج المتكلمين" ٬ فرفضهم أهل السنة والجماعة ٬ متمسكين بنصرة عقائد الإسلام بمنهج السلف ذاته (الذي هو تقديم القرآن والسنة علي العقل البشري ) ٬ وظهر وصار اسم (السلف) يقابل اسم (الخلف) ٬ ومن ثَم أصبح يُسمي من سار علي عقيدة السلف وأهل السنة ومنهجهم يُلقب (بالسلفي) . وذلك منذ القرن (القرن الرابع)



الأخ الكريم،
أود أن أسألك من أين لك بهذا الكلام ؟

الكلام الذي تقوله أنت خطير للغاية، لأنه ببساطة يتهم عقيدة من تعلمنا من علمهم وتربينا على كتبهم،

معنى كلامك هذا يا أخي أن الإمام النووي وابن حجر والعز بن عبد السلام وغيرهم الكثير جدا ليسوا من أهل السنة والجماعة فهم أشاعره !

ومعنى كلامك هذا أيضا أن غالبية جامعات المسلمين في الشريعة خارجة عن أهل السنة والجماعة، فالأزهر على سبيل المثال أشعري !

الحقيقة كلامك غير مقبول على الإطلاق، فأنت تتحدث عن مشكلات عقائدية عند من عرفوا بأعلام المسلمين، سواء في العلم أو التقوى أو الجهاد،
وأرجوا الا تقل لي أنك تقبل منهم العلم ثم توضح انحرافهم في العقيدة، فنحن لا نتحدث عن فقه يحتمل الخلاف وانما العقيدة، وأنت تعلم الفرق جيدا ..

ثم كيف تقبل العلم من منحرفي العقيدة إذن ؟ انك تناقض نفسك وبشدة،

بصراحة شديدة يمكنني أن أتقبل من يتعصب لفكره فهذا داء الجماعات عامة،
 لكن أن يصل بك الأمر الى اتهام علماء أجلاء حملوا راية الدين والدفاع عنه بأنهم منحرفي العقيدة أو خارج أهل السنة والجماعة فهذا لا يقبل مطلقا.

وأقولها بصراحة شديدة لو أن هذا الذي تقول منهج الفكر السلفي فأدعوا الله الا يصلوا أبدا الى حكم أو ولاية وإلا خرجوا علينا بإقصاء غالب المسلمين من أهل السنة والجماعة.
العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-05, 20:08:29

وأقولها بصراحة شديدة لو أن هذا الذي تقول منهج الفكر السلفي فأدعوا الله الا يصلوا أبدا الى حكم أو ولاية وإلا خرجوا علينا بإقصاء غالب المسلمين من أهل السنة والجماعة.

ما شاء الله....أنت بحاجة كبيرة أيضا إلى أن تقرأ المداخلة مرات عديدة ...قبل أن أجيبك عنها...
أولا: هل تعرف العقيدة الأشعرية؟؟ وفي أي شيء خالفت أهل السنة؟؟
وهل تراها عقيدة الصحابة والتابعين؟؟ أو على الأقل موافقة لها؟
أما مسألة أنه كان هناك من كبار علماء الإسلام على العقيدة الأشعرية..وأن صلاح الدين الأيوبي كان أشعري المذهب..وأنه حول الأزهر من عقيدة الشيعة إلى اعتقاد الاشاعرة..وأن الأزهر حتى وقتنا هذا ينضوي على كثير من الفكر الأشعري...وأن العقيدة الأشعرية تخالف في أصولها عقيدة أهل السنة..فهذه حقيقة تنطق بها كتبهم ومناهجهم..ولم نتقول عليهم..وقد رد عليهم هذا كل علماء أهل السنة .....وليس معنى أنهم كانوا على اعتقاد الأشاعرة أنهم خرجوا من الدين الإسلامي..لم يقل أحد هذا، بل هم من علماء الإسلام ومن كبار أئمته، ولهم في الدين قدم صدق، ولكنهم مع ذلك قالوا في العقيدة بمذهب الأشعري وخالفوا عقيدة أهل السنة، .......
العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-05, 20:51:10
يكفي هذا اخي فارس الشرق
من الواضح انك من الشباب المضلَّلين الذين يصدقون الترهات التي تنشر عن ان الاشاعرة  مخالفين لأهل السنة والجماعة
لعلمك الاشاعرة والماتريدية هم كبار علماء اهل السنة والجماعة
وان سائر علماء الشافعية والمالكية اشاعرة
وسائر الحنفية ماتريدية
وأما الحنابلة فمنهم من يوافق الاشاعرة والماتريدية، ومنهم من خالفهم وعلى رأسهم ابن تيمية الذي صار يعتبر مجدد المذهب ومحرره، مع انه خالف أصل المذهب في كثير جدا من المسائل
وكم كنت ارى الدهشة على وجوه زميلاتي وهن يدرسن معي اصل المذهب الحنبلي ويدركن البون الشاسع بينه وبين ما تعلمنه من شيوخ السلفية

وصار أتباع ابن تيمية يسمون أنفسهم الأثريين او السلفيين ..
وهم يدعون ان اسمهم اهل الحديث ليحوزوا هذا الشرف ويستأثروا به، وليس لهم ذلك ولا نسلمه لهم، لان معظم علماء الحديث عبر الدهور كانوا من الاشاعرة او الماتريدية، وعلى رأسهم الامام العسقلاني والنووي والزيلعي وابن الهمام وكثير غيرهم
وعقيدتهم هي العقيدة الصحيحة البريئة من التعطيل والتجسيم

وحتى في عصرنا الحاضر، هناك علماء اكابر من علماء الحديث من الاشاعرة والماتريدية، ولكن لا توجد حكومات تدعمهم وتنشر كتبهم، لهذا لا يعرفهم الا طلاب العلم الشرعي كأبي غدة والكوثري وغيرهما

ومداخلتك مليئية بالمغالطات
وقد مللت من مناقشة امثال هذه الأفكار وبيان خطئها في كثير من المنتديات، حتى كتبت فيها رسالة شاملة

وأنصحك بان تحرر فكرك قليلا وتحاول البحث في تراث الأئمة الاربعة مباشرة قبل ابن تيمية وقبل كل هذه المحن والفرق، لتعرف اين الحق ومن هو اقرب اليه
وتوقف عن تلقف علوم السلف بفهم ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب وهذه المدرسة الضيقة
والضيقة جدا جدا

وأقترح التوقف عند هذا الحد.. فهذه ساحة سياسية وليست ساحة شرعية



العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-05, 22:09:42
أجزل الله إليك العطاء يا ماما هادية...وجزاك الله خيرا على قولك الحسن...لأكن كما ذكرت شابا غرا مضلالا وملبسا علي في أمور العقيدة ولا أفهم معنى أشعرية وماتوريدية ولا حتى أهل سنة ولا درست أصولهم ولا وقفت على مؤلفاتهم في العقيدة والأصول والفروع...اجعليني حاطب ليل أو أعشى يخبط أو مهلوسا يهرف بما لا يعرف...وتعالي معي إلى كلمة سواء...وأنا معك مهما كان الحق..وسأذعن لقولك ما دام الحق معك... وما دمت في وجهة نظرك ضالا لا هداية لي، فسأنتظر هديك وبيان الحق لأتبعه...وما دامت الساحة هنا سياسية فلننقل الموضوع لساحة شرعية ونعلم أمر عقيدتنا ومفهوم المخالفة، وكيف ندرك الخلاف في العقيدة وكيف وقع في الأمة...فلقد ذكرت أن الأشاعرة والماتوريدية هم أهل السنة والجماعة، وأنا أقول إنهم أقرب الفرق لأهل السنة والجماعة وأصولهم مشتركة في كثير جدا، وقلت إنهم نزهوا الله عن التجسيم والتعطيل، وأنا أقول إنهم فعلوا ذلك حقا، ولكنهم أولوا في صفات الله، وربما أنت أعلم مني بذلك..فقد أثبتوا لله سبع صفات فقط وأولوا الباقي..والتأويل مخالف لأهل السنة في مسألة الصفات.....أجل لننحي ذلك كله جانبا..ولنبدأ موضوعا جديدا نصل فيه إلى الاعتقاد الصحيح بعيدا عن الأهواء والخلافات..ولنحكم على ابن تيمية نفسه هل وافق الكتاب والسنة أم خالفهما.....ما رأيك؟ وأوعدك وعد الجازم لو وقفت على الحق عندك لسلمت لك به وانقدت ذليلا له......
العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2011-07-05, 22:24:02
أما الآن فسأرد emo (30):

بارك الله فيك يا فارس الشرق، هكذا دعوت الله بظهر الغيب أن يجعلك من الذين يؤثرون التعلم على التعصب

وبصراحة أحب جدا تعلم هذه الأمور من أصحابها، وتمنيت حقا أن يفتح موضوع كهذا ولكن بشرط أن يكون تعليميا يزينه النقاش الراقي والأدب في الحوار والتزام الاحترام،  ولا يكون فيه التهجم السافر الذي لا معنى له، والذي يوحي بأن المناقش يهجم على شخص الآخر ويتعصب لرأيه لا غير، تمنيته ولكن خشيت الجدال والعراك والثورة emo (30):، ومادمت قد أبديت بوادر الهدوء والبحث عن الحقيقة لإحقاق الحق لا لإشباع الهوى، فحبذا لو يكون هذا الموضوع، ونكون فيه من المتابعين بإذن الله
العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: elnawawi في 2011-07-06, 04:54:02
أجزل الله إليك العطاء يا ماما هادية...وجزاك الله خيرا على قولك الحسن...لأكن كما ذكرت شابا غرا مضلالا وملبسا علي في أمور العقيدة ولا أفهم معنى أشعرية وماتوريدية ولا حتى أهل سنة ولا درست أصولهم ولا وقفت على مؤلفاتهم في العقيدة والأصول والفروع...اجعليني حاطب ليل أو أعشى يخبط أو مهلوسا يهرف بما لا يعرف...وتعالي معي إلى كلمة سواء...وأنا معك مهما كان الحق..وسأذعن لقولك ما دام الحق معك... وما دمت في وجهة نظرك ضالا لا هداية لي، فسأنتظر هديك وبيان الحق لأتبعه...وما دامت الساحة هنا سياسية فلننقل الموضوع لساحة شرعية ونعلم أمر عقيدتنا ومفهوم المخالفة، وكيف ندرك الخلاف في العقيدة وكيف وقع في الأمة...فلقد ذكرت أن الأشاعرة والماتوريدية هم أهل السنة والجماعة، وأنا أقول إنهم أقرب الفرق لأهل السنة والجماعة وأصولهم مشتركة في كثير جدا، وقلت إنهم نزهوا الله عن التجسيم والتعطيل، وأنا أقول إنهم فعلوا ذلك حقا، ولكنهم أولوا في صفات الله، وربما أنت أعلم مني بذلك..فقد أثبتوا لله سبع صفات فقط وأولوا الباقي..والتأويل مخالف لأهل السنة في مسألة الصفات.....أجل لننحي ذلك كله جانبا..ولنبدأ موضوعا جديدا نصل فيه إلى الاعتقاد الصحيح بعيدا عن الأهواء والخلافات..ولنحكم على ابن تيمية نفسه هل وافق الكتاب والسنة أم خالفهما.....ما رأيك؟ وأوعدك وعد الجازم لو وقفت على الحق عندك لسلمت لك به وانقدت ذليلا له......

أخي الحبيب بارك الله بك .. لماذا دوما نفترض رؤية أنه هناك رأي واحد هو الحق فقط ولا غيره ؟! ولماذا يجب أن يكون الحق معك أو مع ماما هادية ويجب أن يكون الباطل مع الآخر ؟! من قال أن الإسلام لا يتسع للآراء المختلفة ويقبل بها جميعا ؟! ولماذا يجب أن تكون ضالا ينتظر هدايتها لك أو هي ضالة تنتظر هدايتك لها ؟! لماذا هذه النظرة الأحادية ؟! ألم تحفل السنة النبوية المشرفة والسيرة بمواقف اختلف فيها الصحابة رضوان الله عليهم اختلافا كبيرا بسبب اجتهاداتهم المختلفة ؟! لماذا لم يخرجوا ليخونوا بعضهم البعض ويتهموا بعضهم في دينهم ؟!

لماذا المفهوم الأحادي للحق ولماذا الإنكار دوما على ما خالف ما وصل إليه اجتهادنا ؟! لماذا لم يصلِ كل المسلمين في بنى قريظة ؟! هل يجوز أن يكون في هذا الموقف الحق مع أحد الفريقين والباطل مع الفريق الآخر ؟! لماذا وصف الرسول عليه الصلاة والسلام الطائفتين اللتين أصلح سيدنا الحسن رضي الله عنه بينهما بأنهما " من المؤمنين " على الرغم من أنه حدثت حرب واضحة صريحة قتل فيها هؤلاء "المؤمنين" بعضهم البعض ؟!

أخي الكريم ليس الحق حكرا على أحد .. والحق هو الله عز وجل .. وفي طريقنا للوصول للحق (في المسائل المختلفة) نجتهد ونختلف ونتفق ولكن لابد لابد لابد أن يبقى في أذهاننا أن نتيجة هذا الاجتهاد والبحث والتمحيص هي في النهاية نتاج جهد بشري يحتمل الخطأ والسهو والنسيان وعدم الوقوف على كل الأدلة أو الاختلاف في فهمها أو اختلاف في القواعد والأدوات التي تستخدم في الاجتهاد .. كل هذا الجهد البشري مهما بدا أقرب للحق فهو ليس مقدسا وقدا يحتمل المخالفة بطريقة أو بأخرى مادام العالم المجتهد المخالف انطبقت عليه شروط الاجتهاد وتوافرت له أدواته .. والحديث حول الأخذ من العالم الفلاني الفروع وترك الأخذ منه في الأصول لأنه "مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة" لا يستقيم .. فكيف نأخذ ديننا ممن يخالفنا في العقيدة أصلا ؟!

العنوان: رد: هل يكون أردوغان المصري سلفيا ؟!
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2011-07-06, 08:44:36
نعم لم يعد يدرك الإنسان إلى أي وقت سيطول به العمر، ولا بد من أن يعتبر ويتعلم ولا يكرر أخطاء وقع بها سالفا، ويكفينا تهجما على بعضنا البعض، ولنركز في توخي الحكمة والسداد والرشاد في القول والرأي والفعل، وأكاد أجزم أن كل العلماء الذين ذكرتموهم بمختلف طرقهم وآرائهم وباختلافاتهم هم أهل لأن لو كان أحدهم حيا لقبل النقد في نفسه ولما رفضه، ولكان غضبه لله لا لرأيه، ولاستمع للآخر ولرضي أن يقول فيه الآخر برأي مخالف لرأيه، أكاد أجزم أن أخلاقهم قد بلغت بهم هذا المبلغ من التواضع ومن دوام حب التعلم وإن كانوا علماء، ومن أنهم لا يتعصبون لرأيهم وما بعده الطوفان ..... ابن تيمية لو كان حيا لقبل أن نناقشه ونحاججه ونسأله ونستفهم منه، والنووي والبخاري والشاطبي ووووو كل هؤلاء الفطاحلة الجهابذة، فما بالنا نحن نغضب لأول كلمة مخالفة تصدر من أحدنا ؟؟؟

العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-06, 20:27:35
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي الكرام
قمت بفصل المداخلات التي تناقشنا فيها حول السلفية والأشاعرة ونقلتها إلى الساحة الدينية لنتابع النقاش هنا
علما أن سياستنا في الساحة الدينية كانت الابتعاد عن المواضيع الخلافية، والاقتصار على الرقائق ومواضيع الأخلاق والتزكية وما شابهها
لكن استجابة لطلب الإخوة الأعضاء، سنبدأ النقاش هنا

ولا أخفيكم سرا لقد عزمت أكثر من مرة أن أمارس صلاحياتي كمشرفة وأغلق الموضوع والنقاش فيه وأحذفه كاملا بمشاركاتي ومشاركات الأخ فارس، حفاظا على توجه المنتدى الذي قررنا منذ تأسيسه ان نبتعد فيه عن اي جدال او مواضيع خلافية او تثير الشقاق والنزاع، وقررنا انه منتدى غير متخصص في العلوم الشرعية، وأننا لن نخوض في أمور دقيقة فيه، لأن لهذه المواضيع منتديات متخصصة، وقراء معينن، ولأن لنا خبرات سابقة في هذه المواضيع، وما وجدناها تثير الا الشقاق والنزاع، ولم يغير يوما اي من المتحاورين موقفه بسبب هذه النقاشات ولا لان في خلافه ولا تقاربت وجهات النظر، بل زاد التنافر
وعلى مدى سبع سنوات من التعامل مع المنتديات المختلفة وخوض مثل هذه المناقشات مع فئات مختلفة، لم أقابل الا أخا واحدا سلفيا مصريا مقيما في السعودية، (هو الاخ أحمد رضوان، وقد شارك قديما في أيامنا الحلوة باسم رصاصة طائشة) فقط هذا الأخ تقاربت وجهات نظرنا وكان لديه من سعة الأفق وتحرر الفكر ما جعله يطلب الحق في النقاش لا مجرد الانتصار في الرأي، وغيّر كثيرا من آرائه
لم يترك توجهه السلفي أبدا.. لكنه اقتنع أن الآخرين من الأشاعرة والماتريدية هم أيضا من أهل السنة والجماعة، وليسوا منحرفين عقائديا، وان الاختلافات ليست في الاصول بل فقط في الفروع التي يسع المسلمين الاختلاف حولها.

فيما عدا هذا الشخص الواحد، لم أجد ابدا من يغير قناعاته او حتى يلين في موقفه
بل كل من يدخل هذه الحوارات يدخل اصم الاذنين اعمى البصر، لا يبحث عن الحق، بل يبحث عن مواضع الضعف في مشاركة الاخر لكي يهاجمه من خلالها.. ومعظمهم يقتبسون من منتديات اخرى ويلصقون جرائد طويلة قد يكونون قرؤوها او لم يقرؤوها اصلا
لا احد ابدا يقرأ ما يكتبه له الآخر ويتفكر فيه ويحاول ان يوازن بينه وبين ما عنده مسبقا

لهذا اتخذت قراري باعتزال كل هذه الجدالات وللأبد

ولهذا هممت بإغلاق الموضوع والاعتذار بسياسة المنتدى (وهو عذر حق) .. ولكنني تذكرت ما حدث لي سابقا حين اشتركت في منتدى سلفي، وحاولت ان اناقش وان ادحض الاتهامات والافتراءات التي كانوا ينشرونها عن الأشاعرة، فحاول مدير المنتدى ان يفحمني، فلما وجد أنه لا يستطيع أوقف عضويتي وحذف جميع مواضيعي ومشاركاتي من منتداه، وابقى ردوده عليّ وهجومه ضدي
ورغم اني كنت سأحذف مشاركاتي ومشاركات فارس الشرق في آن واحد ولا احذف فقط ردوده كما فعل معي ذلك المدير، الا انني ايضا خشيت ان يكون هذا تصرفا ديكتاتوريا واستقواء بصلاحيات المشرف ولهذا توقفت

واستجابة الان لطلب الاعضاء سأبدأ بالنقاش، ولكنني أتمنى أن نلتزم بشروط معينة، سأوردها في مداخلة تالية إن شاء الله
ونسأل الله ان يشرح صدورنا للحق ويرزقنا اتباعه ويبعدنا عن الضلال ويرزقنا اجتنابه
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-06, 20:45:21
سأضع مقدمة الآن مقتبسة من كتاب للشيخ يوسف القرضاوي يقول فيها:

(....فالأمة الإسلامية في معظمها أشاعرة أو ماتريدية، فالمالكية والشافعية أشاعرة، والحنفية ماتريدية.
والجامعات الدينية في العالم الإسلامي أشعرية أو ماتريدية: الأزهر في مصر، والزيتونة في تونس، والقرويين في المغرب، وديوبند في الهند، وغيرها من المدارس والجامعات الدينية.
فلو قلنا إن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة، لحكمنا بالضلال على الأمة كلها أو جلها، ووقعنا فيما تقع فيه الفرق التي نتهمها بالانحراف.
ومن ذا الذي حمل لواء الدفاع عن السنة ومقاومة خصومها طوال العصور الماضية غير الأشاعرة والماتريدية؟
إمام الحرمين الجويني، أبو حامد الغزالي، الفخر الرازي، البيضاوي، الآمدي، الشهرستاني، البغدادي، ابن عبد السلام، ابن دقيق العيد، ابن سيد الناس، البلقيني، العراقي، النووي، الرافعي، ابن حجر العسقلاني، السيوطي، ومن المغرب: الطرطوشي والمازري والباجي وابن رشد(الجد) وابن العربي والقاضي عياض والقرطبي والقرافي والشاطبي وغيرهم.

ومن الحنفية : الكرخي والجصاص والدبوسي والسرخسي والسمرقندي والكاساني وابن الهمام وابن نجيم والتفتازاني والبزدوي وغيرهم.

والإخوة السلفيون الذين يذمون الأشاعرة بالإطلاق، مخطئون متجاوزون، فالأشاعرة فئة من أهل السنة والجماعة، ارتضتهم الأمة، لأنهم ارتضوا الكتاب والسنة مصدراً لهم، ولا يضيرهم أن يخطئوا في بعض المسائل، أو يختاروا الرأي المرجوح أو حتى الخطأ، فهم بشر مجتهدون غير معصومين، ولا توجد فئة سلمت من الزلل فيما اجتهدت فيه، سواء في مسائل الفروع أم في مسائل الأصول، وكل واحد يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم .)
انتهى
 (من:الإخوان المسلمون- 70 عاما في الدعوة والتربية والجهاد/ للدكتور يوسف القرضاوي).


==================

وبعد هذه المقدمة، أرجو أن نسير في الموضوع على نظام معين
أنا لن أوجه أي اتهامات للاتجاه السلفي، لأن تهمتي الوحيدة لهم هو ما ذكرته في مداخلاتي السابقة، من أنهم اختاروا اجتهادات معينة في الفروع العقائدية والفقهية، وهذه االاختيارات مقبولة عند اهل السنة بعامتهم، وإن خالفوها، ولكن المشكلة انهم اعتبروا هذه الاختيارات هي وحدها منهج أهل السنة والجماعة، وما خالفها هو خارج منهج أهل السنة والجماعة
وهذه التهمة أقر بها الأخ فارس الشرق ولم ينفها ،  أعني نفاها كتهمة، ولكنه بخطابه وموقفه أثبت انها حقيقة وأنهم فعلا يرون المخالفين لهم على غير منهج أهل السنة والجماعة
وإذن من جهتي لن يكون هناك مزيد من الاتهامات يحتاج الأخ فارس الشرق لتفنيدها
وسيكون الوضع معكوسا.. هو سيوجه الاتهامات للأشاعرة والماتريدية والمخالفين للدعوة السلفية عموما، وأنا سأرد وأبين له إن كانت هذه التهمة باطلة أو ظالمة أو لا..

ولهذا فأنا أرجو منه أن يوجه تهمة واحدة فقط في كل مداخلة، أي فكرة واحدة فقط، يعرضها في سطرين او ثلاثة، ويدع لي فرصة مناقشتها، ثم يرد على مناقشتي بشرط التقيد بحدود هذه النقطة فقط

فإذا انتهينا منها، سواء باقتناع احد الطرفين برأي الاخر، او اقتناعنا اننا أشبعنا النقطة بحثا ولم يعد هناك المزيد، وليبق كل شخص على رأيه.. عندها ننتقل لنقطة أخرى

وهذه ليست مناظرة... ولهذا فالإخوة مدعوون للمشاركة في النقاش، لكن بهدوء، ودون قص ولصق (وهذا قانون عام وقطعي في منتدانا) وبشرط التقيد بحدود النقطة المطروحة دون تشتيت

وأقترح أن المشاركات التي تشتت الموضوع، تفصل عنه وتحول الى ساحة خاصة وتعاد للموضوع عندما يحين دورها ..

ما رأيكم في هذا الترتيب؟
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: أم يوسـف في 2011-07-07, 07:28:31
Fair enough  emo (30):

جزاك الله خير يا أم عبد الهادي وبارك الله في وقتك

أتابع في صمت كالعادة ربما للمرة الثانية أو الثالثة
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: حلم في 2011-07-07, 07:39:09
للمتابعة  emo (30):
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: أبو الوليد في 2011-07-07, 11:13:16
السلام عليكم
متابع معكم
أرجو وضع مقدمة للموضوع
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: محمد عيد في 2011-07-07, 16:43:07


الله ، جميل ياما هادية ، بارك الله فيكي .
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2011-07-07, 18:41:31
أما أنا فأتمنى أن أتعلم، وليس بالضرورة أن ننتظر الأخ فارس الشرق أو أيا كان لننتظر التهم ثم ردها لنفهم، وإنما  أظن أنها غالبا اتهامات معروفة فلمَ لا توضع ثم نعرف الرد عليها، ولو أنني صراحة أتمنى لو أعرف الكثير من الأساس، من مثل تعريفات مختصرة جدا ومبسطة لكل فرقة ومرحلتها ومعتقدها (ماتردية، أشاعرة .......إلخ)

بصراحة أكبر ليت أهل الاختصاص يبسطون لنا ما يجب أن يُعلم عن تاريخ هذه الفرق وعن سبب الاختلاف بينها يعني ليشكل عندنا نواة معرفية ثقافية

جزاك الله خيرا ماما هادية
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-07, 21:24:43
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته..
يسعدني جدا أن يفسح في هذا المنتدى مجالا للحديث عن مسائل العقيدة وأصول الإيمان، واتباع الحق والمنهج القويم فيها.. وبيان الخلاف الواقع في الأمة حول هذه المسائل؛ إذ إن مسائل العقيدة هو أولى العلوم بالتعلم والمعرفة وهي أولى الواجبات على المكلفين....
وأشهد الله تعالى أن أدخل إلى هذا الموضوع متجردا لا أبغي من وراءه إلا الحق والعلم، وقولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم...
وكم كنت أود لو دخلنا إلى هذا الموضوع سلفا على غير جدال أو مشادة بيني وبين ماما هادية... فالله يعلم أن سلوكي الشخصي في مسائل العقيدة خاصة التوخي والحذر وعدم الإسراع إلى التخطئة والتماس العذر والأخذ بمحاسن المقاصد، ومحاولة الوقوف على الحق البين الموافق للكتاب والسنة وعمل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ولكني رأيت منها تحاملا على العقيدة السلفية..ووقوفها بها عند مدرسة ابن تيمية وقصر مفهوم المنهج السلفي عليها..رغم أن ابن تيمية من وجهة نظري ما هو إلا علم من أعلامها وإئمام من أئمتها وقد سبقه على المنهج السلفي كثير من الأئمة الأعلام وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل... كان قولها هذا في وجهة نظري إجحافا للفكر السلفي.. ولا غرو في أن السلفية من بعده تعود لأقواله وآرائه في العقيدة ويردون بها على المخالفين إذ لم يخالف الرجل أصول الصحابة والتابعين في مسائل العقيدة، ورد على كل المخالفين فيها.. وكان منهجه في كل ذلك وسطيا معتدلا يحق الحق ويبطل الباطل ويقيم الأدلة على كلامه...
كما أنني لا أدخل إلى هذا الموضوع فرحا بتخطئة هذا وتبديع هذا وتفسيق هذا والتحامل على ذاك..بل إن أشد ما يقع على نفسي وقوع الخلاف في هذه الأمة وتفرقتها..خاصة في مسائل العقيدة التي كلفت الأمة كثيرا من الآلام والأعباء والتناحرات ..وفي كل موطن خلاف كنت آسى على وقوعه ..ولكنها إرادة الله..فقد روى الشيخان عن عامر بن سعد عن أبيه أنه أقبل مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} في طائفة من أصحابه من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلاً ثم انصرف إلينا فقال سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة....وبين أن الفرقة الناجية هي ما كانت على هدي النبي وصحابته...

لا أريد أن أدخل إلى هذا الموضوع بهذه الصورة من عرض التهم والخلافات والجدال حولها...وإنما أود أن نبين عقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين ونقف خاصة عند الأشاعرة والماتريدية والسلفية....وسأقف أنا بالسلفية قبل ظهور ابن تيمية..ولنسميها كما كان الشائع عنها أهل الحديث أو الأثر..
كما أحب أن أبين الفرق بين المذهب الفقهي والمذهب العقدي، فليس كل شافعي أشعري بالضرورة فكثير من أئمة الشافعية سلفية المعتقد وكذلك المالكية والحنفية ليست بالضرورة ماتريدية فمنهم كثير من أئمة السلفية، كما أبين أن انتشار مذهب من المذاهب ليس شرطا في الحكم على صلاحه فقد كان للمعتزلة انتشار كبير في الأمة وكذلك الشيعة كان لها انتشار عظيم في دولة الإسلام شرقا وغربا ولا يمنع ذلك من فساد عقيدتهم، وقد انتشر المذهب الأشعري أيضا بوجود الدولة الأيوبية والنورية والسلجوقية وانتشار المدارس النظامية ..وأطلق مسمى أهل السنة والجماعة على كل من الأشعرية والماتريدية والسلفية...وذلك في مواجهة المذهب الشيعي..وبهذا كان للمذهب الأشعري أئمته وشيوخه الكبار وقاموا بنشر المذهب والدفاع عنه، وكذلك كان للسلفية أئمتها وشيوخها وقاموا بالدفاع عن عقيدة السلف وواجهوا بها كل مخالف..ولست في حاجة هنا أن أعدد أئمة السلفية الكبار من أمثال الأئمة الأربعة والبخاري ومسلم وعبد الله بن مسلم بن قتيبة وعثمان بن سعيد الدارمي وابن أبي عاصم والأوزاعي والطبري زابن خزيمة والطحاوي والأشعري بعد رجوعه إلى مذهب السلف وابن أبي حاتم والبربهري والدارقطني والبغوي وابن منده وابن أبي زمنين واللالكائي وابن كثير والحافظ المزي وابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم وغيرهم كثير.....كل هؤلاء على اعتقاد السلفية وليسوا أشاعرة....


والذي يهمني في هذه الموضوع أن أحرر عقيدة السلفية والأشعرية والماتريدية، وأبين مواطن خلاف عقيدة الأشعرية عن عقيدة السلفية وأيهما أكثر موافقة للكتاب والسنة والسلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم ... والله الموفق والمعين



العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: أبو الوليد في 2011-07-07, 21:44:31
بارك الله فيك أخي فارس الشرق وأنا آذاني صاغية لما تتفضل به أنت والإخوة الأكارم لنصل إلى نقطة في النهاية أننا كلنا مسلمون مؤمنون بالله  عز وجل
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2011-07-07, 22:29:44
أما أنا فأتمنى أن أتعلم، وليس بالضرورة أن ننتظر الأخ فارس الشرق أو أيا كان لننتظر التهم ثم ردها لنفهم، وإنما  أظن أنها غالبا اتهامات معروفة فلمَ لا توضع ثم نعرف الرد عليها، ولو أنني صراحة أتمنى لو أعرف الكثير من الأساس، من مثل تعريفات مختصرة جدا ومبسطة لكل فرقة ومرحلتها ومعتقدها (ماتردية، أشاعرة .......إلخ)

بصراحة أكبر ليت أهل الاختصاص يبسطون لنا ما يجب أن يُعلم عن تاريخ هذه الفرق وعن سبب الاختلاف بينها يعني ليشكل عندنا نواة معرفية ثقافية

جزاك الله خيرا ماما هادية

أضم صوتي لصوتكِ أختي العزيزة ..

الهدف في الأول والأخير أن نخرج مستفيدين في النهاية .. وأن نتعلم شيئا عن ديننا ..
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-07, 23:06:49
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم
لا يستقيم عرضك هذا ومنهجية الحوار أبدا وسيشتتنا الى افكار ومعطيات كثيرة
فكثير ممن ذكرتهم هم من السلف الصالح وليسوا من السلفية (بحسب فكرها المعاصر) أبدا
فالأئمة الاربعة هم دون شك من السلف الصالح المتبع، وليسوا من منهج السلفية..
وبعض من ذكرت أشاعرة وبعضهم ماتريدية
ولن ندخل في تفاصيل الأسماء وتواريخها وإلا تشتتنا
لكنني أذكرك وأذكر القراء أن السلف الصالح بقرونه الثلاثة الأولى وهذا يشمل أئمة الحديث الأوائل والأئمة الاربعة والصحابة والتابعين، هم سلف صالح لكل أهل السنة والجماعة، وادعاء السلفيين أنهم الورثة الوحيدون لمذهبهم دعوى لا بينة عليها ولا نقبلها أبدا
فلا تجعل دعواك هي برهانك

وأرجو أن تسمح لي أنا بإدارة الحوار حفاظا على المنهجية

ليس الموضوع هنا لعرض العقيدة الإسلامية... فلا اظن أننا نكون مسلمين إذا لم نكن نعرف بعد عقيدتنا
فإن كنت تقر بأننا مسلمين ومن أهل السنة والجماعة فلندخل مباشرة إلى النقاط التي تأخذها على الأشاعرة وتعتقد بموجبها انهم ليسوا على منهج السلف الصالح
وإن كنت تعتقد أننا لسنا من أهل السنة والجماعة أو تشك في هذا بالنسبة لبعضنا، فضع لنا تعريفا موجزا منضبطا لأهل السنة والجماعة

---------------------

إخوتي الكرام بالنسبة للتعريف بتاريخ تلك الفرق ونشأتها وأئمتها فهذا امر يطول شرحه، وسأؤجله الى ما بعد فراغنا من النقاش حول مآخذ السلفيين على الأشاعرة
وجزاكم الله خيرا
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-08, 13:48:07
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم
لا يستقيم عرضك هذا ومنهجية الحوار أبدا وسيشتتنا الى افكار ومعطيات كثيرة
فكثير ممن ذكرتهم هم من السلف الصالح وليسوا من السلفية (بحسب فكرها المعاصر) أبدا
فالأئمة الاربعة هم دون شك من السلف الصالح المتبع، وليسوا من منهج السلفية..
وبعض من ذكرت أشاعرة وبعضهم ماتريدية
ولن ندخل في تفاصيل الأسماء وتواريخها وإلا تشتتنا
لكنني أذكرك وأذكر القراء أن السلف الصالح بقرونه الثلاثة الأولى وهذا يشمل أئمة الحديث الأوائل والأئمة الاربعة والصحابة والتابعين، هم سلف صالح لكل أهل السنة والجماعة، وادعاء السلفيين أنهم الورثة الوحيدون لمذهبهم دعوى لا بينة عليها ولا نقبلها أبدا
فلا تجعل دعواك هي برهانك

وأرجو أن تسمح لي أنا بإدارة الحوار حفاظا على المنهجية


أين الكلام الذي يخالف منهجية الحوار هذا...أنا لم أبدأ الحوار بعد، فقط وضعت مقدمة للحديث عن الخلاف بين السلفية والأشعرية...أما عن مسألة الأسماء التي ذكرتها على أنها أئمة السلفية..فيمكننا أن نقول إنهم هم السلف الصالح وإنما السلفية أتباع لهم لو كان هذا سيطيب خاطرك..وبالمرة فإن السلفية من أتباع ابن تيمية يعتبرون السلف الصالح من أئمتهم وهم يتبعون منهجهم ويهتدون بهديهم..وهذا أصل منهجهم: الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة..وهم لا يقصرون الصحابة والتابعين على أنفسهم، وإنما يتبعون منهجهم ويردون به على المخالفين..........
أبدأ كلامي هنا للخلاف بين عقيدة السلفية والأشعرية بنص لابن تيمية عن الأشاعرة يقول فيه:
" وإن كان في كلامهم من الأدلة الصحيحة وموافقة السنة ما لا يوجد في كلام عامة الطوائف، فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهو يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم "
كما يشيد شيخ الإسلام بجهود العلماء - ومنهم علماء الأشاعرة - في فضحهم للباطنية وكشف أسرارهم، يقول: "وقد صنف المسلمون في كشف أسرارهم، وهتك أستارهم كتباً كباراً وصغاراً، وجاهدوهم باللسان واليد، إذ كانوا أحق بذلك من اليهود والنصارى، ولو لم يكن إلا كتاب " كشف الأسرار وهتك الأستار" للقاضي أبي بكر محمد بن الطيب، وكتاب عبد الجبار بن أحمد، وكتاب أبي حامد الغزالي، وكلام أبي إسحاق، وكلام ابن فورك، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، والشهرستاني، وغير هؤلاء مما يطول وصفه "
.............................
لا شك أنني سأعطيك دفة قيادة الموضوع ليس فقط للحفاظ على المنهجية بل لأنك أكبر مني مقاما وأولى بالإرشاد والتوجيه....... (يعني كفاية كلمة ماما)
طيب يا ماما هادية

إن المسألة الرأس التي يأخذها أصحاب الفكر السلفي على الأشاعرة هي مسألة الإيمان بصفات الله عز وجل
حيث يرون أن منهج الصحابة والتابعين فيها هي: الإثبات لكل ما ذكره الله تعالى لنفسه من صفات وما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم له عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل ولا تكييف ولا تجسيم ولا تفويض.....فنثبت كل صفات الله تعالى على الوجه الذي يليق به ضمن قاعدة ليس كمثله شيء وهو السميع البصير..فالله استوى على عرشه استواء يليق بجلال وجه وعظيم سلطانه..فالاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعه.........
أما المنهج الأشعري..فقد أثبت لله تعالى سبع صفات فقط وهي:  الحياة ، والكلام ، والبصر ، والسمع ، والإرادة ، والعلم ، والقدرة ، ويؤولون الباقي...
وإنما أثبتوا وأولوا عن طريق دلالة العقل وقدموا العقل على النقل وأغرقوا في طرائق المتكلمين التي كرهها السلف الصالح..وكان الإمام مالك يقول: أمروها كما جاءت..رحمه الله تعالى....
....................


العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: أحمـد في 2011-07-08, 16:52:04
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم فارس الشرق
ماما هادية

أحيا الله قلوبنا جميعا بجميل محبته، وصادق الإيمان به ..!

...لقد أحببت المشاركة معكم في حواركم على علمي بانشغالي وعدم امتلاكي حاليا لجهاز كمبيوتر وعدم قدرتي على تسجيل دخول معرفي الجديد عبر الموبايل نظرا لوجود ـ إضافية فيه لا يستطيع هاتفي كتابتها!
فما أدخل إلا في سويعة أختلسها كل حين

لكنني أحببت المشاركة في هذا الموضوع دون بقية الموضوعات الجديدة؛ ربما: تحدثا بنعمة الله، أو استغفارا عما اقترف العبد قبلا من آثام يرجو لو جاء بعين ما يخالفها عسى الله يغفر له :)

لقد فتح الله علي باب علم الكلام ست سنوات درست فيه المختصر والمطول من كتبه، ولازمت فيه كبار الشيوخ، وقرأت الحواشي، ودارست الأقران،.. حتى كان فيه ما كان!

وأعني بعلم الكلام.. كل ما قيل أنه حجاج تبين عقيدة المسلمين وترد الشبه عنها .. سواء مما كتبه فلاسفة المشرق والمغرب الإشراقيين والمشائين والصوفية أو كتبه معتزلة بغداد والبصرة وما وراء النهر، أو كتبه الأشاعرة أو الماتريدية أو أهل الحديث أو الشيخ ابن تيمية وابن القيم ومن جاء بعدهم ممن وافقهم أو خالفهم!

لا أبالغ أخي الكريم، ولعل ماما هادية على علم بذلك أو بشيء منه!

ولن أتحدث هنا عما تحمله كل هذه الكتب والمباحثات والمدارسات (بلا استثناء أبدا لأي شيء منها مهما يكن) من بعد عن حقيقة الإيمان الذي أحيا قلبا كقلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه من حال يئد فيها ابنته حية وهي ترفع التراب عن لحيته ويأكل وثنه الذي يعبده إلى حال يكون فيها الفاروق عمر الذي لو كان في أمة الحبيب محدثون فهو عمر!

عن أي شيء نتحدث؟ وفيم نتباحث؟ وإلام وحتام وعلام ...إلخ؟

إن إيمانا بالله عز وجل أخرج أمة من قاع الجهل وحطيط التخلف إلى قمم العلم ومفاوز النور في سنوات معدودات .. إيمانا كانت بذرته وماؤه ومقوياته وشمسه التي تشرق عليه كل صباح .. هو القرآن الكريم .. هذا الإيمان لا يعرف مسألة واحدة من مسائل تلك الكتب!

وما إخالنا إلا بحاجة إلى هذا الإيمان دون أي شيء آخر، فأمسكوا ألسنتكم رحمكم الله .. وانشغلوا بما يبني أمتنا، ورحم الله كل من مات على لا إله إلا الله!
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-08, 22:47:33
شكرا لك يا أحمد وجميلة هذه السياسة الجديدة التي اتبعتها .. عساك تنتفع بها، وعسانا نلمس لها أثرا ملموسا في سلوكك وحياتك
ولا بأس أن تمسك لسانك عن نقاشنا

أخي الكريم فارس الشرق شكرا لمداخلتك، واسمح لي أن أقول لك إنك قد جمعت عدة تهم في تهمة واحدة ، وهي كالتالي:
1- أما المنهج الأشعري..فقد أثبت لله تعالى سبع صفات فقط وهي:  الحياة ، والكلام ، والبصر ، والسمع ، والإرادة ، والعلم ، والقدرة ، ويؤولون الباقي...
2- وإنما أثبتوا وأولوا عن طريق دلالة العقل
3-  وقدموا العقل على النقل
4- وأغرقوا في طرائق المتكلمين التي كرهها السلف الصالح

فهذه أربع تهم كاملة.. وسيأتي الرد عليها تباعا إن شاء الله، ولكن واحدة واحدة ليتمكن القراء من المتابعة

العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-08, 23:54:24
أحب قبل أن أبدأ أن أضع تعريفا جامعا لأهل السنة والجماعة كنت قد كتبته في موضوع سابق، وأرجو أن يكون متفقا مع رؤية الاخ فارس الشرق:
اقتباس

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة. قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كانت على مثل ما أنا عليه وأصحابي"

فالفرقة الناجية هي كل من يتبع كلام الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإن غمضت عليه السنة في أمر من الأمور (وهذا لا يكون إلا في أمور فرعية وجزئية) فإنه يجتهد قدر المستطاع في اتباعها فإن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر.
مع التنبيه على أن من أخطأ في الاجتهاد إذ تبين له الخطأ أن يرجع عنه إلى الحق............

وأما الفرق الضالة الـ(72) فهي الفرق التي لا تستند إلى كتاب الله، أو تخالف سنة رسول الله، أو سنة أصحابه رضوان الله عليهم، تخالفها عمداً وعن قصد، وتجانبها كراهية لها، لا تخالفها عن خطأ في الاجتهاد، فاعلموا هذا، ولا تخلطوا الأمور.

طبعا سنة الصحابة المقصودة ما اجمعوا عليه، وأما إن اختلفوا، فالعلماء في سعة من اتباع بعضهم دون بعض .. وللامر تفاصيل مبسوطة في أصول الفقه
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-09, 00:01:15
التهمة الأولى: الصفات السبعة

نبدأ بالشبهة الأولى والأقوى والمهمة، فإذا زالت إن شاء الله، فما بعدها أهون بكثير..
وهي الأسماء والصفات..

يزعم بعض الكتاب السلفيين، وبعض من نقل عنهم من العوام أن الأشاعرة لا يثبتون لله تعالى إلا سبع صفات فقط...
فما هو الحق في هذه المسألة؟

الحق ببساطة أن هذا افتراء كاذب لا برهان عليه، ومن يكلف نفسه فتح أي كتاب عقيدة للأشاعرة ويطالعه بتروٍ، سيعجب من هذه الكذبة والفرية ، وسيكتشف بنفسه أن  الأشاعرة يصنفون في بعض كتبهم  صفات المولى جل وعلا إلى أبواب، لتسهيل الدراسة على الطالب، وتحت كل باب يندرج ما يتعلق به من أسماء وصفات، فيقسمون صفات المولى جل وعلا إلى صفة نفسية وهي الوجود، ثم الصفات السلبية ويندرج تحتها عدة صفات كالصمدية، والوحدانية، والبقاء ومخالفة الحوادث، وصفات المعاني أو المعنوية، وهي تشمل سبع صفات رئيسية، ويندرج تحتها بقية الصفات الرباينة..

ولا تجد عالماً من علماء الأشاعرة إلا وله مؤلف مستقل في أسماء الله الحسنى  وأثر الإيمان بها على المؤمنين، ككتاب (المقصد الأسنى للأسماء الحسنى لحجة الإسلام الغزالي)
ولعل أشهر مرجع لعقيدة الأشاعرة في عصرنا الحاضر هو "شرح جوهرة التوحيد" للإمام الباجوري، ومتن الجوهرة للإمام اللقاني، يقول فيه:
وعندنا أسماؤه العظيمه................................... كــذا صـفـات ذاتـه قـديـمـه
واختير أن اسماه توقيفيه.................................. كذا الصفات، فاحفظ السمعيه

والشرح لهذا باختصار من كلام الشيخ الباجوري:
"وعندنا –معاشر أهل الحق- أسماؤه العظيمة قديمة، خلافا للمعتزلة، فالله تعالى لم يزل مسمى بأسمائه قبل وجود الخلق، وعند وجودهم وبعد فنائهم، لأنه لا تأثير لهم في أسمائه، وكذلك صفات ذاته قديمة، فهي ليست من وضع خلقه، ولا هي حادثة..
واختير: أي اختار جمهور أهل السنة أن أسماءه تعالى توقيفية وكذلك صفاته، فلا نثبت لله اسماً ولا صفة إلا إذا ورد بذلك توقيف من الشارع، (أي نص صحيح ثابت قطعي) وهذا قول الجمهور
فاحفظ السمعيه: أي فاحفظ الأسماء والصفات الواردة عن طريق السمع، أي في الكتاب أو السنة الثابتة بالإجماع". انتهى

وهذا مثال على تصنيف الأشاعرة للصفات الربانية:

"صفة نفسية: الوجود، ويندرج تحتها صفات: الحق والنور والظاهر والباطن
وصفات سلبية: الوحدانية، القِدم، البقاء، القيام بالذات، مخالفة الحوادث، والتي يندرج تحتها: الصمدية، السلام، القدوس، الغني، الأول، الآخر، الباقي
صفات المعاني:
-القدرة: ويندرج تحتها: القوي، المتين، القادر، المقتدر، الواجد، العزيز، المقيت، مالك الملك، الملك، الوارث
-الإرادة
-العلم: ويندرج تحتها: العليم، اللطيف، الخبير، الشهيد، الحسيب، المحصي، الواجد، السميع، البصير، الرقيب، الميهمن، الواسع، المؤمن
-الحياة
- الكلام
صفات الأفعال:
- باب الخلق والإيجاد والتكوين العام: الحكيم، الرشيد، الخالق، البارئ، البديع، المصور، الهادي، المبدئ، المعيد، الباعث، المحيي، المميت، الجبار، القهار، القيوم، الحفيظ، المؤمن، المهيمن
- باب رزق المخلوقات: الرزاق، المقيت، المغني، القابض، الباسط
- باب الهبة والعطاء: الوهاب، البر، الكريم، الواسع
-باب الرأفة والرحمة: الرحمن، الرحيم، الرؤوف، الودود، اللطيف
- باب الولاية والنصر:الوالي، الولي، الحسيب، الصمد، الفتاح، المجيب
- باب علاقة الملكفين بخالقهم: الملك، الهادي، الحكم، العدل، المقسط، الحميد، الشكور، التواب، الغفور، الغفار، العفو، الحليم، الصبور، المنتقم
-باب أن كل ما يجري في الكون من متناقضات من أفعال الله سبحانه: الخافض، الرافع، المعز، المذل، المقدم، المؤخر، الجامع، المانع، الضار، النافع
- صفات الحمد والتمجيد: الكبير، المتكبر، العلي، المتعالي، الجليل، العظيم، الكريم، الماجد، المجيد، الحسيب، ذو الجلال والإكرام، الصمد، الحميد".
 
ولعل معترضاً يعترض فيقول هذه أسماء الله الحسنى وليست صفاته فنقول:
أي قارئ مبتدئ في علم التوحيد يعرف أن كل اسم لله تعالى يستتبع صفة له جل جلاله، إلا اسم الذات (الله)..
ولكن لا تستتبع كل صفة اسماً... لذلك باب الصفات أوسع من باب الأسماء...

فمن يثبت أسماء الله الحسنى فهو يثبت لله تعالى كل الصفات التي تستلزمها...
اسم الله الرحيم تثبت به صفة الرحمة
اسم الله القهار، تثبت به صفة القهر
اسم الله المهيمن: تثبت منه صفة الهيمنة
اسم الله الحكيم: تثبت منه صفة الحكمة
اسم الله الأول: تثبت منه صفة أن ليس قبله شيء
اسم الله الآخر: صفة أن ليس بعده شيء
اسم الله الظاهر: صفة أن ليس فوقه شيء
اسم الله الباطن: صفة أن ليس دونه شيء

إلخ...
وإذن.... كل اسم يثبت به صفة، وليست كل صفة تثبت اسماً...




وبهذا نكون قد بينا أن اتهام الأشاعرة بأنهم لا يثبتون لله تعالى إلا سبع صفات، هو محض وهم، وندعو من يقول بذلك دعوة صادقة، أن يتناول بعض كتب عقيدة الأشاعرة بالدراسة الموضوعية، دون أن يكتفي بقراءة اقتباسات منها متضمَّنة في كتب شيوخه، فهذا هو منهج الباحث عن الحق..


هدانا الله جميعا لما يحبه ويرضاه..
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: elnawawi في 2011-07-09, 01:17:05
متابع
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: أبو الوليد في 2011-07-09, 09:02:06
اقتباس
وصفات سلبية: الوحدانية، القِدم، البقاء، القيام بالذات، مخالفة الحوادث، والتي يندرج تحتها: الصمدية، السلام، القدوس، الغني، الأول، الآخر، الباقي

جزاك الله خيراً أختي الكريمة

أريد أن أسأل ما المقصود بالصفات السلبية هنا
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-09, 10:07:13
الصفات السلبية أخي الكريم تعني الصفات التي مدلولها عدم أمر لا يليق بالله سبحانه وتعالى
فالوحدانية تعني عدم التعدد والشركاء، والقدم تعني عدم وجود أول له سبحانه وتعالى، والبقاء يعني عدم لحوق العدم بذاته سبحانه ، والقيام بالذات أي أنه سبحانه غير مفقتر إلى موجد يوجده ولا محل يقوم به، فالله تعالى كان قبل وجود الزمان والمكان وهو سبحانه خالق الزمان والمكان وهكذا

----------------

إن رأيتم أننا انتهينا من مناقشة تهمة أن الأشاعرة لا يثبتون لله تعالى إلا سبع صفات وأثبتنا بطلانها فننتقل إلى التهمة التالية وهي مشكلة تأويل صفات الله تبارك وتعالى
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-09, 14:13:02
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
أولا: أخي الكريم أحمد بارك الله فيكم ونفع بكم...أعلم أن كثيرا من علم الكلام لا يدخل على الإنسان إلا الحيرة والشكوك والوساوس..وأن الإيمان بالله جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية سهلا ميسورا لا تعقيد فيه ودخل على يد المتكلمين في محارات العقل وغموض الفكر.....
قال الإمام الفخر الرازي
 العلم للرحمن جل جلاله ... وسواه في جهلاته يتغمغم
 ما للتراب وللعلوم وإنما ... يسعى ليعلم أنه لا يعلم
 وقال الإمام الشهرستاني
 قد طفت في تلك المعاهد كلها ... وسيرت طرفي بين تلك المعالم
 فلم أر إلا واضعا كف حائر ... على ذقن أو قارعا سن نادم
 ولكن لن نخوض كثيرا في أسباب نشأة علم الكلام وظروف نشأته ثم الدور العظيم الذي قام به في مواجهة العقائد المنحرفة ثم جموده على يد المتأخرين ووقوفه عند الحواشي وشرح الحواشي والحواشي على الحواشي........الخ
ولكن أحب أن أوضح لك هنا أننا لم ندخل إلى هذا الموضوع من أجل الجدال والمخاصمة كما يحدث غالبا في أي نقاش كلامي عقدي بين الفرق...أنا والله لا أريد إلا أن أصل إلى الصواب والحق..وأي الفريقين أولى بالاتباع...ويعلم الله كم أكن لماما هادية من الإجلال والتقدير والاحترام وكلما كنت أقف على مشاركة لها أعلم فضلها ومقامها..وليس معنى أننى سلفي المعتقد وأرى في هذا المنهج الحق والتزام منهج الصحابة والتابعين أن أصم أذناي عن كل داع للنقاش والتقريب........
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 أما عن تعريفك يا ماما هادية لأهل السنة والجماعة فأنا أسلم لك ذلك..مع التنبيه على أن من أخطأ في الاجتهاد إذ تبين له الخطأ أن يرجع عنه إلى الحق............
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما عن تعليقي على جوابكم عن الصفات السبع عند الأشاعرة...........
فأقول: إنه من المعلوم  أن العلماء قسموا صفات الله تعالى أقساما عدة، فمنها صفات ذات وصفات أفعال أو صفات خبرية وغيرها من تقسيمات العلماء .....هذا أمر درج عليه العلماء وطلاب العلم....
ومن الأمور المسملة لدى الأشاعرة أن أقوال الأشاعرة تعددت واختلفت في مسائل عديدة من مسائل العقيدة، وكل علم من أعلامهم حوت مؤلفاته ورسائله آراء توصل إليها إما باجتهاده أو تقليدا لأحد أعلام عصره أو مدرسته ممن تلقى على يديه العلوم والمعارف، فأصبح ذا منهج مستقل، ثم قد يرجع عن بعض أقواله في مؤلف أومؤلفات أخرى فتكثر الأقوال وتتعدد المناهج.
ويعتبر الأشاعرة مثل هذا الاختلاف أو التعدد في الأقوال اجتهادا داخل المذهب لا يؤثر عليه، ويجدون التفسير المناسب لمثل ذلك، فيقولون مثلا في بعض الصفات الخبرية، قال قدماء أصحابنا أو شيوخنا بإثباتها مع التفويض ونفي التشبيه، ثم يذكرون القول الثاني بالتأويل تنزيها لله عن مشابهة المخلوقات، والقولان - عندهم - صحيحان ولا تعارض بينهما، والعجيب أن يتلقى الأشاعرة بعضهم عن بعض مثل هذا، لا يتوقفون عنده، ولا يثيرهم ما فيه من تناقض.
لهذا كان المجمل في موقفهم من الصفات إثبات بعض هذه الصفات الذاتية وصفات الأفعال وتأويل الصفات المتبقية مثل: العلو واليدين والوجه والقدم....الخ
وتأويل بعض الصفات الفعلية مثل: الاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا ، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة والرضا والغضب والمحبة....الخ
لذلك كان من الواضح أنهم في صفات الذات والأفعال يثبتون هذه الصفات فقط ويؤولون باقيها.....
كما أنهم أثبتوا صفة القٍدَم لله عز وجل وهذه لم ترد في كتابه عز وجل ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم......
.........................................................................
والقضية الأصل هنا هي قضية التأويل لبعض الصفات وإثبات بعضها...فعلى أي أساس أولوا وعلى أي أساس أثبتوا.....
والتأويل أشهر من أن يذكر في المذهب الأشعري..

يقول اللقانى ناظم جوهرة التوحيد:
وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوض ورم تنزيها
ويقول البيجورى شارحا:
" وقوله : ( أوله ) أى احمله على خلاف ظاهره مع بيان المعنى المراد، فالمراد أوله تأويلا تفصيليا يكون فيه بيان المعنى المراد كما هو مذهب الخلف، وهم من كانوا بعد الخمسمائة، وقيل: من بعد القرون الثلاثة، وقوله: (أو فوض) أى بعد التأويل الاجمالى الذى هو صرف اللفظ عن ظاهره فبعد هذا التأويل فوض المراد من النص الموهم إليه - تعالى - على طريقة السلف، وهم من كانوا قبل الخمسمائة، وقيل: القرون الثلاثة، الصحابة والتابعون وأتباع التابعين.
وطريقة الخلف أعلم وأحكم لما فيها من مزيد من الإيضاح والرد على الخصوم وهى الأرجح. ولذا قدمها المصنف، وطريقة السلف أسلم لما فيها من تعين معنى قد يكون غير مراد له تعالى"

وأنا أشهد الله أن طريقة السلف أعلم وأحكم وأسلم، وأن السلف لم يفوضوا في الصفات بل يُثبتون لله ما أثبته لِنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير جُحود ولا تفويض ولا تأويل.
قال ابن القيم رحمه الله :
وكذا تلقينا نصوص نبينا ....... بقبولها بالحق والإذعان
من غير تحريف ولا جحد ...... ولا تفويض ذي جهل بلا عرفان
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-09, 21:05:29

ولكن أحب أن أوضح لك هنا أننا لم ندخل إلى هذا الموضوع من أجل الجدال والمخاصمة كما يحدث غالبا في أي نقاش كلامي عقدي بين الفرق...أنا والله لا أريد إلا أن أصل إلى الصواب والحق..وأي الفريقين أولى بالاتباع...ويعلم الله كم أكن لماما هادية من الإجلال والتقدير والاحترام وكلما كنت أقف على مشاركة لها أعلم فضلها ومقامها..وليس معنى أننى سلفي المعتقد وأرى في هذا المنهج الحق والتزام منهج الصحابة والتابعين أن أصم أذناي عن كل داع للنقاش والتقريب........


جزاك الله خيرا كثيرا.. وهذه الروح التي أحب أن ندخل بها النقاشات دوما ... ونحن في هذا الموقف متقاربان إن شاء الله.. ففي النهاية كلنا آتيه فردا


 أما عن تعريفك يا ماما هادية لأهل السنة والجماعة فأنا أسلم لك ذلك..مع التنبيه على أن من أخطأ في الاجتهاد إذ تبين له الخطأ أن يرجع عنه إلى الحق............
 


استدراك ممتاز.. وقد أضفته إلى تلك المداخلة ... فجزاك الله خيرا


أما عن تعليقي على جوابكم عن الصفات السبع عند الأشاعرة...........
فأقول: إنه من المعلوم  أن العلماء قسموا صفات الله تعالى أقساما عدة، فمنها صفات ذات وصفات أفعال أو صفات خبرية وغيرها من تقسيمات العلماء .....هذا أمر درج عليه العلماء وطلاب العلم....
ومن الأمور المسملة لدى الأشاعرة أن أقوال الأشاعرة تعددت واختلفت في مسائل عديدة من مسائل العقيدة، وكل علم من أعلامهم حوت مؤلفاته ورسائله آراء توصل إليها إما باجتهاده أو تقليدا لأحد أعلام عصره أو مدرسته ممن تلقى على يديه العلوم والمعارف، فأصبح ذا منهج مستقل، ثم قد يرجع عن بعض أقواله في مؤلف أومؤلفات أخرى فتكثر الأقوال وتتعدد المناهج.
ويعتبر الأشاعرة مثل هذا الاختلاف أو التعدد في الأقوال اجتهادا داخل المذهب لا يؤثر عليه، ويجدون التفسير المناسب لمثل ذلك، فيقولون مثلا في بعض الصفات الخبرية، قال قدماء أصحابنا أو شيوخنا بإثباتها مع التفويض ونفي التشبيه، ثم يذكرون القول الثاني بالتأويل تنزيها لله عن مشابهة المخلوقات، والقولان - عندهم - صحيحان ولا تعارض بينهما، والعجيب أن يتلقى الأشاعرة بعضهم عن بعض مثل هذا، لا يتوقفون عنده، ولا يثيرهم ما فيه من تناقض.
لهذا كان المجمل في موقفهم من الصفات إثبات بعض هذه الصفات الذاتية وصفات الأفعال وتأويل الصفات المتبقية مثل: العلو واليدين والوجه والقدم....الخ
وتأويل بعض الصفات الفعلية مثل: الاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا ، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة والرضا والغضب والمحبة....الخ
لذلك كان من الواضح أنهم في صفات الذات والأفعال يثبتون هذه الصفات فقط ويؤولون باقيها.....
كما أنهم أثبتوا صفة القٍدَم لله عز وجل وهذه لم ترد في كتابه عز وجل ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم......
.


قبل ان نتحول لمسألة التفويض والتأويل والإثبات ... وأيها أقرب لمسلك السلف الصالح...
اسمح لي ان أتوقف عند هذه النقطة التي تزعجني كثيرا .. وأرجو ألا يحزنك قولي ، ولكنها تشككني في مصداقية أتباع المنهج السلفي...
وهي أنك رأيت أن الأشاعرة يثبتون لله تعالى ما هو أكثر بكثير من الصفات السبع التي ذكرتها ... ومع ذلك لم تقل أنك أخطأت في نسبة تلك التهمة لهم.. ولم أر علماء السلفية يتراجعون عن هذه التهمة في كتبهم او مقالاتهم مهما تبين لهم خطؤها...
وبغض النظر عن الصفات المختلف فيها (وبعضها يثبته الاشاعرة ولا يثبته السلفية كالقدم ومخالفة الحوادث) وبعضها يثبته السلفية ويفوضه او يؤوله الاشاعرة (كالساق والوجه والعين) لكن الصفات التي يثبتها الاشاعرة والمتفق عليها بينهم وبين السلفية اكثر بكثير من السبع التي ذكرتها أنت
فهل لي بتوضيح يشفي القلب  قبل ان ننتقل لمسألة التأويل؟
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-13, 10:08:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يبدو أن الأخ فارس الشرق قد انشغل فلم يرد على سؤالي.. ولأنني أتوقع ان أنشغل في الأيام القليلة المقبلة فسأضع الآن مناقشة تهمة (تأويل الصفات) خاصة أن المناقشة طويلة نوعاً ما، لأنني حاولت أن أكون فيها موضوعية وأبين وجهة نظر كل طائفة سواء المفوضة أو المؤولة أو المثبتة (السلفيين) وأسأل الله تعالى ان يكون فيما أكتبه فائدة ومنفعة للجميع.. ونجاة لي يوم القيامة

ومازلت أرجو الأخ فارس الشرق ان يجيب على سؤالي الوارد في المداخلة السابقة حالما يتوفر له الوقت ويعود للمشاركة

وجزاكم الله خيرا
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-13, 10:58:54
البحث ملحق في المرفقات منسقا وملوناً... فأرجو تحميله وقراءته

وسأنقله هنا في المداخلات ولكن دون تنسيق وتلوين لصعوبة ذلك وضيق الوقت

وجزاكم الله خيرا
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-13, 11:03:10
التهمة الثانية: تأويل الصفات

المبحث الأهم في موضوع الأسماء والصفات هو اتهام السلفية للأشاعرة أنهم يؤولون الأسماء والصفات، وأن تأويلهم هذا هو تحريف للكلم عن مواضعه، وتقوّل على الله بغير الحق، واتباع للظن في مجال العقائد..
وأما من يفوض من الأشاعرة فيتهمونه كذلك بأنه يعطل الصفات، لأنه يثبت ألفاظاً لا معاني لها..
فما الذي يريده الإخوة السلفيون؟؟

يقولون: نريد منكم أن تثبتوا لله تعالى ما أثبته لنفسه، وما أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف  ولا تمثيل

والتحريف: هو حرف الصفة عن معناها إلى معنى آخر مع عدم الموجب له
والتعطيل: هو نفي الصفات كلها أو بعضها عن الله تعالى
والتكييف: هو الإخبار عن حال الشيء وكيفيته، وصفات الله لا يعلم كيفيتها إلا هو سبحانه وتعالى
والتمثيل: هو إثبات مثل للشيء، كأن يقال: إن صفات الله تعالى مثل صفات المخلوقين.(1 )

فهل ما يظنه السلفيون بالأشاعرة صحيح؟ وما حقيقة الأمر؟

أولا- ما هي الصفات محل الخلاف؟ هل الاختلاف حول جميع صفات الله عز وجل أم بعضها فقط؟؟


اسمحوا لي هنا أن أنقل لكم من كتاب شيخنا الفاضل علي الطنطاوي رحمه الله، من كتابه القيم "تعريف عام بدين الإسلام":





آيات الصفات

«لقد اجتنبت في هذا الكتاب الخوض في المسائل الكلامية، وأعرضت عن سرد اختلافات المتكلمين، ولكن مسألة (آيات الصفات) قد طال فيها المقال وكثر فيها الجدال، ولابد من بعض البسط في الكلام فيها، ولقد وصف ربنا نفسه في القرآن بألفاظ موضوعة في الأصل للدلالة على معان أرضية، ومقاصد بشرية، مع أن الله ليس كمثله شيء، وهو الرب الخالق، تعالى على أن يشبه المخلوقين، ولا يمكن أن تفهم هذه الألفاظ حين إطلاقها على الله، بالمعنى نفسه الذي تفهم به حين إطلاقها على المخلوق.
 
فنحن نقول: فلان عليم، وفلان بصير، ونقول: إن الله عليم بصير، ولكن الكيفية التي يعلم بها العبد ويبصر، ليست هي التي يعلم بها ربنا ويبصر. وعلم العبد وبصره ليس كعلم الله وبصره، كذلك نقول: استوى المعلم على منبر الفصل، ونقول: استوى الله على العرش، نحن نعرف معنى الاستواء (القاموسي) ونطبقه على المعلم، ولكن هذا المعنى لا يمكن أن يكون هو بذاته المقصود حين نقرأ: {الرحمن على العرش استوى} (آية 5 طه).
 
هذا كله متفق عليه بين العلماء، فهم جميعا مقرّون بأن آيات الصفات هي كلام الله. فإذا قال الله: {ثم استوى على العرش} لم يستطع أحد أن يقول: ما استوى. وهم جميعا معترفون بأن المعنى (القاموسي) البشري لكلمة (استوى) ليس هو المراد من قوله استوى على العرش، ولكنهم مع ذلك اختلفوا اختلافا كبيرا في المراد المقصود بعد اتفاقهم على ترك التعطيل والتشبيه، تساءلوا: هل هذه الآيات حقيقة أم مجاز؟ ؟؟؟ وهل تؤول أم لا تؤول؟؟؟
 
 
أما الذين أوَّلوا فقالوا بأن الحقيقة هي استعمال اللفظ بالمعنى الذي وضع له، وهذا هو تعريف الحقيقة عند عامة علماء البلاغة ، ولا شك أن اللسان العربي الذي نزل به القرآن، وضعت فيه هذه الألفاظ  قبل نزول القرآن ، ووضعت لمعان أرضية مادية، حتى إنها لتعجز عن التعبير عن العواطف والمشاعر البشرية فضلا عن التعبير عن صفات الله خالق البشر، فإن مظاهر الجمال وأشكاله لا حد لها، وما عندنا لها كلها إلا كلمة (جميل)، وأين جمال المنظر الطبيعي من جمال القصيدة الشعرية، من جمال العمارة المزخرفة، من جمال الغادة الحسناء؟ وفي النساء ألف لون من ألوان الجمال، وما عندنا لها كلها إلا هذا اللفظ الواحد، فاللغات تعجز عن وصف الشعور بالجمال. وكذلك القول في الحب، في تعداد أنواعه واختلاف مشاعره، وضيق ألفاظ اللغة عن وصف هذه الأنواع، ونعت هذه المشاعر، فكيف تحيط بصفات الله وتشرح كيفياتها؟؟؟
وإذا كانت الحقيقة هي (استعمال اللفظ فيما وضع له) ، وكانت ألفاظ: ( استوى- وجاء – وخادع- ويمكر- ونسيهم) إنما وضعت للمعاني الأرضية البشرية المادية، وكان استعمالها في القرآن في قوله: {ثم استوى على العرش} ، {وجاء ربك} ، {وهو خادعهم} ، { ويمكر الله } ، وقوله: {فنسيهم} في غير هذا المعنى المادي الأرضي البشري الذي وضعت له، لم تكن إذاً: حقيقة بمقتضى تعريفهم هذا للحقيقة.
 
 
ومن ينكر أنها مجاز، ومنهم ابن تيمية، يعرف (الحقيقة) تعريفاً آخر خاصاً به، غير التعريف الذي جرى عليه البلاغيون، ويقول ما معناه: إن تأويل هذه الألفاظ، أي: تفسيرها تفسيراً مجازياً، والجزم بأنه هو المراد مردود، لأن المعاني المجازية هي أيضاً معان بشرية.
 
ولقد نظرت فوجدت أن هذه الآيات على ثلاثة أشكال:
 
_____________________________
( 1)     يلاحظ أن السلفية ينفون التمثيل عن صفات الخالق تبارك وتعالى، أما بقية أهل السنة والجماعة فينفون عنها التمثيل والتشبيه ، وأنا أرى أن السلفية أخطؤوا في هذه النقطة خطأ بينا وحادوا عن منهج السلف الصالح فيها. وهذا الاختلاف بين الطائفتين تنبني عليه أمور خلافية أخرى، ولكنني سأعرض عن ذكرها رغبة في البحث عن نقاط الاتفاق، لا نقاط الاختلاف، والتركيز عليها ، فهذا هو الأولى، والله أعلم.
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-13, 11:06:22
ولقد نظرت فوجدت أن هذه الآيات على ثلاثة أشكال:
 


1-   آيات وردت على سبيل الإخبار من الله تعالى:


كقوله: {الرحمن على العرش استوى} فنحن لا نقول : إنه ما استوى، فنكون قد نفينا ما أثبته الله، ولا نقول إنه استوى على العرش كما يستوي القاعد على الكرسي، فنكون قد شبهنا الخالق بالمخلوق، ولكن نؤمن بأن هذا هو كلام الله، وأن لله مراداً منه لم نفهم حقيقته وتفصيله، لأنه لم يبين لنا مفصلاً، ولأن العقل البشري –كما قدمنا- يعجز عن الوصول إلى ذلك بنفسه.

2-   آيات وردت على الأسلوب المعروف عند علماء البلاغة بالمشاكلة:

 والمشاكلة هي كقول القائل:
(قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه.................. قلت اطبخوا لي جبة وقميصا)
وقول أبي تمام في وقعة عمورية، يرد على المنجمين الذين زعموا أن النصر لا يجيء إلا عند نضج التين والعنب:
  ( تسعون ألفاً كآساد الشرى نضجت............. جلودهم قبل نضج التين والعنب) والآيات الواردة على هذا الأسلوب كثيرة، كقوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم}. فكلمة (نسوا)  جاءت على المعنى (القاموسي) للنسيان، وهو غياب المعلومات عن الذاكرة، ولكن كلمة (فنسيهم) جاءت مشاكلة لها، ولا يراد منها ذلك المعنى، لأن الله لا ينسى{وما كان ربك نسيا}. ونقول بعبارة أخرى: إن كلمة (نسوا) استعملت بالمعنى الذي وضعت له، وكلمة (فنسيهم) استعملت بغير هذا المعنى. ومثلها قول: {وهو معكم أينما كنتم}، اتفق الجميع على أنها مَعِيَّـةُ علم، لا مَعِيَّـةُ ذات، لأن صدر الآية ينص على أن الله استوى على العرش. ومثلها قوله: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} ، وقوله: {ومكروا ومكر الله} ، وقوله: {يخادعون الله وهو خادعهم}. كل هذه الآيات لا يجوز فهمها بالمعنى القاموسي، المادي، بل بمعنى يليق به جل وعلا.


3-   آيات دلت على المراد منها آيات أخرى، كقوله تعالى:

{ وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} ، تدل على المراد منها آية: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط} .  ويُفهم أن بسط اليد يراد به الكرم والجود، ولا يستلزم ذلك (بل يستحيل) أن يكون لله تعالى  يدان كأيدي الناس والحيوان، تعالى الله عن ذلك.  وقد جاء في القرآن قوله: {بين يدي رحمته} ، و {بين يدي عذاب شديد} ، والقرآن {لا يأتيه الباطل من بين يديه} . وليس للرحمة ولا للعذاب ولا للقرآن يدان حقيقيتان.

المحكم والمتشابه:

بين الله في القرآن، أن فيه آيات محكمات، واضحة المعنى، صريحة اللفظ، وآيات وردت متشابهات، وهي التي لايَضِحُ (أي يتضح) المعنى المراد منها تماما، بل تكثر أفهام الناس لها، وتتشابه تفسيراتها حتى يتعسر معرفة المراد منها، وآيات الصفات منها، وأن على المؤمن ألا يطيل الغوص في معناها، ولا يتتبعها فيجمعها، ليفتن الناس بالبحث فيها.

موقف المسلمين منها وكيف فهموها:

المسلمون الأولون، وهم سلف هذه الأمة، وخيرها وأفضلها، لم يتكلموا فيها، ولم يقولوا إنها حقيقيقة، ولم يقولوا إنها مجاز، ولم يخوضوا في شرحها، بل آمنوا بها كما جاءت من عند الله على مراد الله. فلما انتشر علم الكلام، وأوردت الشبه على عقائد الإسلام، وظهرت طبقة جديدة من العلماء انبرت لرد هذه الشبه، تكلم هؤلاء العلماء في آيات الصفات، وفهموها على طريقة العرب، في مجاوزة المعنى الأصلي للكلمة -إذا لم يمكن فهمها به- إلى معنى آخر، وهذا ما يسمى: (المجاز)  أو (التأويل)  وهو موضوع نزاع بين العلماء طويل.
والحق أن هذه الآيات نزلت من عند الله، من أنكر شيئاً منها كفر، وأن من عطلها تماما، فجعلها لفظاً بلا معنى كفر، ومن فهمها بالمعنى البشري، وطبقه على الله، فجعل الخالق كالمخلوق كفر. والمسلك خطر، والمفازة مهلكة، والنجاة منها باجتناب الخوض فيها، واتباع سنن السلف، والوقوف عند حد النص، وهذا ما أدين الله به، وما أعتقده.» انتهى

وأنا كذلك هذا ما أدين به لله تعالى وما أعتقده.
ولولا كثرة الخائضين فيه، وتجرؤهم على تكفير غيرهم واتهامه بمخالفة أهل السنة والجماعة، ما كنا خضنا مع الخائضين..
ولكنها فتنة ابتلينا بها في عصرنا، فصار إخوة  لنا يجمعون أحاديث الصفات المتشابهة في نسق واحد ويمتحنوننا بها، كما امتُحن الإمام أحمد بخلق القرآن، وإلى الله المشتكى.

العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-13, 14:34:06
وقد عرفنا من كلام شيخنا الطنطاوي أن الصفات محل الخلاف بين إخوتنا السلفيين وبين سائر أهل السنة والجماعة من مفوضين ومؤولين هي صفات الله تعالى التي قد توهم التشبيه.

فربنا سبحانه وتعالى أضاف إلى نفسه في كتابه الحكيم ألفاظاً هي في لغتنا العربية جوارح وأعضاء للمخلوقات (كاليد والوجه والعين)
وربنا تبارك وتعالى منزه عن أن يكون له جارحة أو يكون له أبعاض أو أعضاء
لأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
وهذا بإجماع المسلمين
وربنا سبحانه وتعالى وصف نفسه أو  وصفه نبيه في أحاديث صحيحة بألفاظ تفيد عند البشر الحركة والانتقال (كالاستواء والنزول والمجيء)
والله سبحانه وتعالى منزه عن الحركة والانتقال، لأن الحركة تعني الانتقال من مكان لمكان، وربنا تبارك وتعالى منزه عن أن يحويه مكان أو يجري عليه زمان، لأنه خالق المكان والزمان، لأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

وهذا أيضا بإجماع المسلمين (دعكم من الجهال وأهل البدع والقائلين بحلول الله في الأماكن، سبحانه وتعالى)

وربنا سبحانه وتعالى وصف نفسه ووصفه نبيه بأفعال هي عند البشر انفعالات عاطفية نفسية: كالرضا والغضب والضحك والفرح
والله تعالى منزه عن الانفعالات النفسية التي تطرأ على المخلوقين، فهو سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
فكيف التعامل مع هذه النصوص والصفات؟
هذا هو مربط الفرس

 :rose::: :rose::: :rose::: :rose:::

المفوض قال:
 أثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من وجه ويد وعين واستواء ونزول وغيرها، ولكنني أنظر في معانيها اللغوية التي تواضع عليها البشر فأجدها لا تليق بجلال الله تعالى، فأنفيها عنه، وأفوض أمرها لله...

السلفي ( ولا نعني به السلف الصالح كما اوضحت في البداية ، بل أتباع الحركة او الدعوة السلفية ) قال:

إن هذه الصفات تلقي في نفسك معان معينة، وأنت تفهم هذه المعاني، لذلك عليك أن تقول أنا أثبت المعنى، فهي ليست كلمات غير مفهومة وخالية من المعنى، وإنما أفوض كيفيتها لله تعالى وليس معناها، فلها كيفية تليق بجلال الله...
فيقولون: أنا سميع والله سميع، وليس سمعي كسمع الله
وأنا لي يد والله له يد، وليست يدي كيد الله

المؤولة مختلفون قليلا، فهم يثبتون لله تعالى سائر صفاته إلا الصفات التي توهم التجسيم أو التشبيه (اليد والعين والوجه، والنزول والاستواء والمجيء، والرضا والغضب والضحك والفرح) فقط هذه الصفات، لكن لا يجادلون في صفات العزيز والعليم والخبير والقدير والسميع والبصير والحكيم والقوي والعلي واللطيف ووووو وسائر الصفات المنبثقة من الأسماء الحسنى..

ولا ينكرون نصوص الكتاب والسنة بل يقولون نؤمن بها... ولكن هذه الألفاظ نراها لا معنى لها في اللغة إلا معان تجسيمية بشرية لا تجوز لله تعالى الذي ليس كمثله شيء، فلذلك نحن ننظر في المجاز فنؤولها إلى معنى مجازي يظهر لنا من سياق النص الذي وردت فيه..
فإذا قال الله تعالى: "يد الله فوق أيديهم"، فهذا يعني استيثاقاً للبيعة، كقوله: "من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً"، وليس الله بحاجة لقرض منا، وإذا قال الله تعالى: "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك"، فالمقصود بالوجه الذات، "ولتصنع على عيني"، أي برعايتي وعنايتي.. وهكذا


فما حجة كل فريق، وما اعتراض كل فريق على الآخر..


العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-13, 14:37:18
فما حجة كل فريق، وما اعتراض كل فريق على الآخر..

المؤولة قالوا: إنكم إذا أثبتم المعاني البشرية تكونون كاليهود والنصارى من المشبهة الذين يشبهون الخالق بالمخلوقين، وتنقضون القاعدة الكلية التي قررها ربنا تبارك وتعالى في الآية المحكمة الفيصل {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
وإن فوضتم المعنى، وقلتم لا ندري ما هو، جعلتم كأن الله ورسوله خاطبونا بما لا نفهم ولا نعي معناه... فإذا كان لا يجوز لنا أن ننفي المعاني، ولا يجوز لنا أن أن نثبت المعاني اللغوية الحقيقية لأنها تشبه الخالق بالمخلوقين، لزم لنا البحث عن معنى مجازي مناسب لسياق الآية والحديث وتأدية معناهما، كالأمثلة التي ذكرناها، والقرآن العربي نزل بلسان عربي مبين والمجاز أمر معروف في لغة العرب ( هذه حقيقة ثابتة وإن أنكرها بعضهم، لكن إنكاره لا يصمد أمام أبسط  نقاش)..

المفوضة قالوا: ليس لكم أن تؤولوا النصوص إلى معان مجازية، لأن هذا التأويل لا دليل عليه، وبالتالي لا يمكننا أن نجزم بشيء منه، ولم يردنا من النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا تابعيهم، فلا يجوز أن نحكم بالظن على آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم..
لذلك نحن نقول لكم نفوض معناها لله عز وجل..
وليس معنى هذا أننا ننكر هذه الصفات أو الآيات، بل نؤمن بها ونثبتها كما قالها ربنا، ولكننا لا نخوض في معانيها ونمسك عن ذلك، كما أمسك سلفنا الصالح، ولو كان في بيان معانيها خيراً لنا لبينوه..

السلفية (أتباع ابن تيمية) اعترضوا وقالوا:
لا...
ليس لكم أن تؤولوا النصوص إلى معان مجازية، لأن هذا التأويل لا دليل عليه، وبالتالي لا يمكننا أن نجزم بشيء منه، ولم يردنا من النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ولا تابعيهم، فلا يجوز أن نحكم بالظن على آيات القرآن وأحاديث النبي.. ولو سمحنا لكم بالتأويل فلربما أولتم كل صفات الله كالمعتزلة، ولربما أولتم أيضا أحكام القرآن وجعلتموها كلها لها حقيقة ومجاز، أو ظاهر وباطن، فصرفتموها عن الأحكام الظاهرة إلى تأويلات مختلفة كالفرق الباطنية، فتضيع العقيدة وتضيع الشريعة.

كذلك لا نوافق على كلامكم أيها المفوضة فإن فوضتم المعنى، وقلتم لا ندري ما هو، جعلتم كأن الله ورسوله خاطبونا بما لا نفهم ولا نعي معناه...ففيم كانت الرسالة إذن؟ وكيف قال تعالى { تبيانا لكل شيء}

وإنما نحن نقول: أثبت الصفة ومعناها، وفوض كيفيتها لله، فنقول لله يد، ومعنى اليد معروف في اللغة، لكننا لا نعرف كيف تكون يده، فنفوض كيفيتها. 

رد عليهم المفوضة وقالوا:
ما دمتم تقولون نثبت المعنى، ولا يجوز تفويضه، فقولوا لنا ما معنى يد؟ ما معنى وجه؟ ما معنى ضحك؟ ما معنى نزول؟
لأننا لا نجد لها إلا معان بشرية هي الموجودة في المعاجم اللغوية، وهذه المعاني نحن وأنتم متفقون أنها لا تجوز لله
فإذن ما هي المعاني التي تريدون أن نثبتها، هاتوها لنثبتها..

يرد السلفيون: هل عندما نقول لكم "رضي الله عنهم"، تفهمون من كلمة (رضي) أنها حروف لا معنى لها مثل (ألم  أو كهيعص؟) أم تستشعرون لها معنى في ذهنكم؟
قالوا: بل نستشعر لها معنى، لكننا لا نستطيع أن نفكر فيه ولا أن نحدده، ولا نفسره ونوضحه بألفاظ محددة.. لهذا نفوض.
يقول السلفيون: فهذا المعنى هو الذي نريد منكم أن تثبتوه
أثبتوا أن الله يضحك ضحكاً يليق بجلاله، وأن لله يداً تليق بجلاله، ولله نزول يليق بجلاله... إلخ...
فيقول لهم المفوضة: فأين المعاني التي أثبتموها، أنتم فسرتم الماء بالماء.. ما قلتموه ليس معان، وإنما أنتم مثلنا مفوضة ولكنكم لا تقرون بذلك..
فيرد السلفيون: لا... بل أنتم تفوضون المعاني فتعطلون دلالات النصوص
يرد المفوضة: بل نحن لا نعطل دلالات النصوص، لأن جميع هذه الصفات التي اختلفنا حولها لم ترد هكذا مسرودة مجردة كما هو الحال في أسماء الله الحسنى...
فلا تجد آية تذكر أن لله وجها ويداً وعينا ورضى وغضب هكذا فقط..
بل كل صفة من هذه الصفات جاءت ضمن نص يفيد معنى عاماً، ولو كانت مجردة من النص لما فهمنا منها إلا المعنى البشري اللغوي للمخلوقات... لذا لا يمكن اقتطاعها من سياق الآيات والأحاديث منفردة... وهي في السياق ستكتسب معنى منه، وبالتالي لن نقول أن الله تعالى أو رسوله خاطبنا بما لا نفهم... فنحن فهمنا معنى النص العام والغرض منه.
بخلاف أسماء الله الحسنى التي وردت متتالية مجردة عن الجمل، في مثل قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ  هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ  هُوَ اللَّهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ  }

قال السلفيون هل تعنون أنكم تتورعون عن أن تصفوا الله تعالى بما وصفه به نبيه؟ فهل أنتم أكثر تنزيهاً لله من نبيه صلى الله عليه وسلم..
قال الآخرون بل نحن نصف الله تعالى بما وصف به نفسه، ولكننا نعترض على فهمكم أنتم لهذه النصوص والصفات..
-
-
-
-
-

وهكذا لا ينتهي الجدال... وسودت به آلاف المؤلفات، ثم آلاف المقالات، ثم آلاف صفحات المنتديات...

طيب ما هو الفيصل؟

قال السلفيون الفيصل بيننا وبينكم هو فهم السلف الصالح لهذه النصوص

قال الآخرون: السلف الصالح هم القرون الخيرية الثلاثة الأولى التي شهد لها رسول الله، والتي تلقت الوحي والسنة غضة طرية، من صحابة وتابعين وتابعي تابعين...
فهؤلاء الذين فهمهم حجة لنا أو لكم أو للمؤولة...


اتفقنا؟
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-13, 14:39:21
أدلة المؤولة:



قال المؤولة: إليكم أدلتنا على أن السلف الصالح أوّلوا النصوص التي توحي بمشابهة الله لمخلوقاته، وصرفوها لمعان أخرى تجيزها اللغة العربية، لتتأكدوا أننا نحن أهل السنة والجماعة، وأننا نحن على منهج السلف الصالح: 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله عز وجل يقول ، يوم القيامة : يا ابن آدم ! مرضت فلم تعدني . قال : يا رب ! كيف أعودك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده . أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ يا ابن آدم ! استطعمتك فلم تطعمني . قال : يا رب ! وكيف أطعمك ؟ وأنت رب العالمين . قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ يا ابن آدم ! استسقيتك فلم تسقني . قال : يا رب ! كيف أسقيك ؟ وأنت رب العالمين . قال : استسقاك عبدي فلان فلم تسقه . أما أنك لو سقيته وجدت ذلك عندي (صحيح مسلم)

فهذا حديث قدسي يعلمنا فيه نبينا صلى الله عليه وسلم بنفسه التأويل، فالله تعالى عن أن يجوع أو يعطش أو يمرض، والعبد عرف فوراً أن هذه أمور غير جائزة على الله، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء، فقال مندهشا كيف أطعمك؟ كيف أسقيك؟ كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ فعلمه ربنا تبارك وتعالى التأويل، وصرف اللفظ عن ظاهره المستحيل على الله تعالى إلى المجاز...

وإليكم أيضا هذه النقول:

تأويل ابن عباس رضى الله عنهما:
1- أوّل ابن عباس قوله تعالى {يوم يُكشف عن ساق} (سورة القلم: 42)
فقال يكشف عن شِدَّة .. فأَوَّلَ الساق وفسرها بالشدة
ذكر ذلك عنه الحافظ ابن حجر العسقلانى في فتح الباري بشرح صحيح البخاري (13/428)
والحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره (29/38) حيث قال في صدر كلامه على هذه الآية
"قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل : "يبدو عن أمر شديد".

2- أوّل النسيان الوارد في قوله تعالى {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} (سورة الأعراف: 51) بأنه التَّرْك ..
كما قال الطبري "أي ففي هذا اليوم وذلك يوم القيامة ننساهم - يقول نتركهم في العذاب"
وهو تأويل صريح من ابن جرير للنسيان بأنه الترك.. وهو صرف لمعنى هذا اللفظ عن ظاهره إلى معنى مجازى
ونقل ابن جرير هذا التأويل الصارف عن الظاهر ورواه بأسانيده عن ابن عباس ومجاهد وغيرهم .
تفسير الطبري  (8/201)

3- أوّل قوله تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } (سورة الذاريات : 47)
قال ابن عباس بنيناها بقوة .. كما في تفسير الطبري (27/7)
كما نقل ابن جرير أيضا في تفسيره تأويل لفظة "أيد" عن جماعة من أئمة السلف منهم: مجاهد وقتادة ومنصور وابن زيد وسفيان

تأويل الإمام أحمد بن حنبل:
1- روى الحافظ البيهقي في كتابه مناقب أحمد وهو كتاب مخطوط  نقل عنه ابن كثير في البداية والنهاية
فقال: " روى البيهقى عن الحاكم عن أبى عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوَّل قول الله تعالى (وجاء ربك) أنه : جاء ثوابه .. ثم قال البيهقى وهذا إسناد لا غبار عليه "
انتهى كلام ابن كثير من غير انتقاد للرواية . نقله في البداية والنهاية (10/327)
2- قال الحافظ ابن كثير أيضا في البداية والنهاية (10/327)
" ومن طريق أبي الحسن الميموني عن أحمد بن حنبل أنه أجاب الجهمية حين احتجوا عليه بقوله تعالى {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} قال: يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدَث .. وعن حنبل عن أحمد أنه قال : يحتمل أن يكون ذكر آخر غير القرآن" .
وجه التأويل هنا أن ظاهر اللفظ  يفيد أن القرآن مخلوق حيث عبر عن الذكر بأنه محدث، فصرف الإمام اللفظ عن الظاهر بقرينة عقلية هي التنزيه ونفى التشبيه .. حيث أن القرآن كلام الله وكلام الله ليس بمخلوق لأن كلامه لا يشبه كلام خلقه.
 
تأويل الإمام سفيان الثوري:

ذكر الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة سيد الحفاظ في زمانه الإمام سفيان الثوري (7/274)
أن معداناً سأله عن قوله تعالى { وهو معكم أينما كنتم} فقال : علمه معكم

تأويل الإمام عبد الله بن المبارك:
قال الإمام البخاري : حدثنا محمد عن عبد الله عن محمد بن بشار عن قتادة عن صفوان بن محرز عن ابن عمر قال : بينما أنا أمشى معه إذ جاء رجل فقال يا ابن عمر .. كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر في النجوى ؟ - قال سمعته يقول : يدنو من ربه حتى يضع عليه كنفه ........ثم قال البخاري قال ابن المبارك: (كنفه يعنى ستره) (باب خلق أفعال العباد ص 61)
وأيَّد كلامه الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرح هذا الحديث

العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-13, 14:45:38
أدلة المفوضة:



قال المفوضة ، بل نحن المتبعون للسلف الصالح، فانظروا إليهم كيف كانوا يفوضون، ويقولون لا نفسر ولا نتكلم في المعاني:

جاء في شرح جوهرة التوحيد للباجوري: 
- سئل الإمام الأوزاعي عن تفسير قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}
فقال: الرحمن على العرش استوى كما قال، وإني لأراك ضالاً. وقد عقب ابن الصلاح على هذا بقوله: على هذه الطريقة مضى صدر هذه الأمة وساداتها، وإياها اختار الأئمة الفقهاء وقادتها، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه، ولا أحد من المتكلمين من أصحابنا يصدف عنها ويأباها.
- وقد سئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن الاستواء، فقال: استوى كما أخبر، لا كما يخطر للبشر.
- ولما سئل الشافعي قال: آمنت بلا تشبيه، وصدقت بلا تمثيل، واتهمت نفسي عن الإدراك، وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك.
- وقال الترمذي عند حديث (إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه): وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه: يؤمن به ولا يتوهم، ولا يقال كيف؟ هكذا روي عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. (الترمذي 3/24)
- ونقل الشهرستاني أن الأئمة: مالكاً والشافعي وأحمد لم يتعرضوا للتأويل واحترزوا عن التشبيه أيما احتراز، حتى قالوا: من حرك يده عند قراءة قوله تعالى: {لما خلقت بيدي}، أو أشار بإصبعه عند رواية: (قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن) وجب قطع إصبعه. (الملل والنحل 1/172)
- وقد قال الإمام النووي بعد أن ذكر حديث النزول.... وفي هذا الحديث وشبهه من أحاديث الصفات وآياتها مذهبان، أحدهما: تأويله على ما يليق بصفات الله تعالى، وتنزيهه عن الانتقال وسائر صفات المحدث، وهذا هو الأشهر عن المتكلمين. وثانيهما: الإمساك عن تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله سبحانه عن صفات المحدث لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وهذا هو مذهب السلف وجماعة من المتكلمين، وحاصله أن يقال: لا نعلم المراد بهذا، ولكن نؤمن به مع اعتقاد أن ظاهره غير مراد، وله معنى يليق بالله تعالى. (شرح صحيح مسلم 6/29)


وفي لمع الاعتقاد لابن قدامة المقدسي:
- قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه: (آمنت بالله وبما جاء عن الله ، على مراد الله ، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله).

- قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم:  (إن الله ينزل الى سماء الدنيا) و (إن الله يُرى في القيامة) وما أشبه هذه الأحاديث: (نؤمن بها ، ونصدق بها ، لا كيف ، ولا معنى ، ولا نرد شيئا منها ، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه ، بلا حد ولا غاية {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ، ونقول كما قال ، ونصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك ، ولا يبلغه وصف الواصفين، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القرآن).

أدلة أخرى:
- قال سيدنا علي بن أبي طالب: كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان" (الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي ص 333)

- يقول الامام الترمذي في سننه ( 4 / 692 ) : " والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الاشياء ثم قالوا: تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ، ولا يقال كيف ، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه ".



- يقول الإمام الذهبي في السير(8/163):

(قَدْ صَنَّفَ أَبُو عُبَيْدٍ -يقصد القاسم بن سلام- كِتَابَ (غَرِيْبِ الحَدِيْثِ)، وَمَا تَعرَّضَ لأَخْبَارِ الصِّفَاتِ الإِلَهِيَّةِ بِتَأْوِيلٍ أَبَداً، وَلاَ فَسَّرَ مِنْهَا شَيْئاً. وَقَدْ أَخَبَرَ بِأَنَّهُ مَا لَحِقَ أَحَداً يُفَسِّرُهَا، فَلَو كَانَ -وَاللهِ- تَفْسِيْرُهَا سَائِغاً، أَوْ حَتماً، لأَوْشَكَ أَنْ يَكُوْنَ اهْتِمَامُهُم بِذَلِكَ فَوْقَ اهْتِمَامِهِم بِأَحَادِيْثِ الفُرُوْعِ وَالآدَابِ، فَلَمَّا لَمْ يَتعَرَّضُوا لَهَا بِتَأْوِيلٍ، وَأَقَرُّوهَا عَلَى مَا وَرَدَتْ عَلَيْهِ، عُلِمَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الحَقُّ الَّذِي لاَ حَيْدَةَ عَنْهُ).



 -وروى أبو القاسم الأصبهاني بسنده عن أشهب بن عبد العزيز قال : (سمعت مالك بن أنس يقول : إياكم والبدع . فقيل : يا أبا عبد الله ، وما البدع ؟ قال : أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان ) الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (1/104)

 - وقال سفيان بن عيينة : " كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه".

 - جاء عن ابن رجب الحنبلي في فضل علم السلف على الخلف ص 30: والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها . . ولا يصح منهم خلاف ذلك البتة خصوصا الإمام أحمد ولا خوض في معانيها .


- قال الإمام أحمد في كتاب الورع ص199:
ومن وصف الله تعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار ازدجر واعلم أن الله تعالى بصفاته ليس كالبشر، والرؤية حق لأهل الجنة من غير إحاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعلمه وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو كما قال ومعناه على ما أراد الله ولا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا فإنه ما سلم في دينه إلا من سلّم لله عز وجل ولرسوله عليه الصلاة والسلام ورد ما اشتبه عليه إلى عالمه ولا يثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم ومن رام ما حظر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه، حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الإيمان فيتذبذب بين الكفر والإيمان والتصديق والتكذيب والإنكار موسوسا تائها شاكا زائغا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا .أ.هـ.
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-13, 14:46:44
أدلة السلفيين:

قال السلفيون من أتباع ابن تيمية:
بل نحن متبعو السلف الصالح، وانظروا إلى أدلتكم يا مفوضة، إن السلف يثبتون المعنى ويفوضون الكيفية، فالصفة لها معنى نعرفه، ولكن كيف تكون بالنسبة لله لا نعرف ونفوض:

قالوا أدلتنا:
وقال الترمذي عند حديث (إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه): وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه: يؤمن به ولا يتوهم، ولا يقال كيف؟هكذا روي عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. (الترمذي 3/24)


وهكذا راجعوا نفس الأدلة السابقة، فالمفوضة يركزون على قول السلف (لا نفسر، لا معنى) ليفوضوا المعنى، والسلفية يركزون على قول السلف (بلا كيف، لا يقال كيف.. إلخ..)
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-13, 15:02:38
وهكذا
ترون أن الجدال لفظي بحت، أو هو اختلاف في فهم النصوص الظنية، التي لم يفسرها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا صحابته،  ولولا التعصب لانتهى، ولما زاد عن الخلافات الفقهية بشيء، وقد تفطن لهذا المصلحون الأعلام البريئون من التعصب في كل زمان، المذبوحة قلوبهم على ما وصلت له أمتنا من شتات وتفريق، فانظروا إلى كلام عالم جليل من علماء السلفية المعاصرة، ينقله لنا الدكتور القرضاوي في كتابه: "الإخوان المسلمون، 70 عاما في الدعوة والتربية والجهاد"

(( نقرأ للمصلح السلفي العلامة جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) في تفسيره المعروف "محاسن التأويل"  قوله:
"قال ابن كثير في قوله تعالى في سورة الفجر {وجاء ربك والملك صفاً صفاً} أي وجاء الرب تبارك وتعالى، لفصل القضاء، كما يشاء، والملائكة بين يديه صفوفاً صفوفاً.
وسبقه ابن جرير إلى ذلك، وعضده بآثار عن ابن عباس وأبي هريرة والضحاك في نزوله تعالى من السماء يومئذ في ظلل من الغمام، والملائكة بين يديه، وإشراق الأرض بنور ربها.
ومذهب الخلف في ذلك معروف من جعل الكلام على حذف مضاف، للتهويل، أي جاء أمره وقضاؤه، أو استعارة تمثيلية لظهور آيات اقتداره وتبين آثار قهره وسلطانه.
قال الزمخشري: مثلت حاله في ذلك، بحال الملك إذا حضر بنفسه، ظهر بحضوره من آثار الهيبة والسياسة ما لا يظهر بحضور عساكره كلها ووزرائه وخواصه عن بكرة أبيهم. "انتهى.

قال العلامة القاسمي معلقا: "وكأن الخلاف بين المذهبين لفظي، إذ مبنى مذهب الخلف على أن الظاهر غير مراد.
ويعنون بالظاهر: ما للخلق مما يستحيل على الخالق فوجب تأويله. وأما  السلف فينكرون أن معنى الظاهر منها ما للخلق. بل هو ما يتبادر إلى فهم المؤمن الذي يعلم أن ذاته تعالى، كما أنها لا تشبه الذوات، فكذلك صفاته لا تشبه الصفات، لأنها لا تكيف ولا تعلم بوجه ما، فهي حقيقية بالنسبة إليه سبحانه، على ما يليق به، كالعلم والقدرة، لا تمثيل ولا تعطيل.

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "واعلم أن من المتأخرين من يقول:  إن مذهب السلف إقرارها على ما جاءت به، مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد، وهذا لفظ مجمل. فإن قوله (ظاهرها غير مراد) يحتمل أنه أراد بالظاهر نعوت المخلوقين وصفات المحدثين، مثل أن يراد بكون الله قبل وجه المصلي، أنه مستقر في الحائط الذي يصلي إليه، و (إن الله معنا) ظاهره أنه إلى جانبنا، ونحو ذلك، فلا شك أن هذا غير مراد، ومن قال إن مذهب السلف أن هذا غير مراد، فقد أصاب في المعنى، لكن أخطأ في إطلاق القول بأن هذا ظاهر الآيات والأحاديث، فإن هذا المحال، ليس هو الظاهر، على ما قد بيناه في غير هذا الموضع، اللهم إلا أن يكون هذا المعنى الممتنع صار يظهر لبعض الناس، فيكون القائل لذلك مصيباً بهذا الاعتبار، معذوراً في هذا الإطلاق. فإن الظهور والبطون قد يختلف باختلاف أحوال الناس، وهو من الأمور النسبية." انتهى.

وقد بسط رحمه الله الكلام على ذلك في (الرسالة المدنية) وأوضح أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، يحتذى حذوه ويتبع فيه مثاله. فإذا كان إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات إثبات وجود لا إثبات كيفية.

وقال رحمه الله في بعض فتاويه: نحن نقول بالمجاز الذي قام دليله. وبالتأويل الجاري على نهج السبيل. ولم يوجد في شيء من كلامنا وكلام أحد منا، أنا لا نقول بالمجاز والتأويل. والله عند لسان كل قائل. ولكن ننكر من ذلك ما خالف الحق والصواب، وما فتح به الباب، إلى هدم السنة والكتاب، واللحاق بمحرفة أهل الكتاب. والمنصوص عن الإمام أحمد وجمهور أصحابه: أن القرآن مشتمل على المجاز، ولم يعرف عن غيره من الأئمة نص في هذه المسألة. وقد ذهب طائفة من العلماء من أصحابه وغيرهم، كأبي بكر بن أبي داود، وأبي الحسن الخزري، وأبي الفضل التيمي، وابن حامد فيما أظن، وغيرهم، إلى إنكار أن يكون في القرآن مجاز، وإنما دعاهم إلى ذلك ما رأوه من تحريف المحرفين للقرآن بدعوى المجاز، فقابلوا الضلال والفساد، بحسم المراد، وخيار الأمور التوسط والاقتصاد. انتهى.))

نقله الشيخ القرضاوي عن محاسن التأويل للقاسمي ج17/151، 152

وهكذا ترى
أن المعنى والعقيدة المغروسة في قلبي وقلبك وقلبه وضميري وضميرك وضميره واحدة...
فالجميع متفق على التالي:

- إثبات النصوص عن الله تعالى أو رسوله
- صرف المعاني البشرية والتي لا تليق بجلال الله
- التأكيد على استفادة معان من هذه النصوص
- الاقتداء بفهم السلف الصالح، والاستدلال بأقوالهم

والخلاف حول هذه المعاني: المفوضة يقولون: لا نخوض فيها بكلامنا ونفوضها لله، المؤولة يقولون: نبحث عن معان مجازية في اللغة يقبلها سياق النص، والسلفية يقولون: نثبت معان تليق بجلال الله.

والله العظيم لا أرى الخطب يحتمل كل هذه الخلافات والشقاقات والتكفيرات والحروب التي يشنها أتباع كل مذهب على الآخر، وما يورثه ذلك بينهم من أحقاد وضغائن، تفرقهم وتذهب ريحهم وتشمت أعداء الله بهم..
وهذا ما عناه الإمام البنا رحمه الله تعالى حينما قال: فلنتعاون فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه..
أليس ذلك ممكناً؟



العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: elnawawi في 2011-07-13, 20:06:31
ممكنا يا ماما هادية ولكن لكي نتقبل بعضنا وخلافاتنا يجب أن يكون التقبل من جميع الاطراف وليس أن يظل أحد الأطراف ينظر من علياء للآخر ويتحدث وكأنه سيتنازل لكي يقبل هذا الخلاف ويرى الآخر مخطئا مفسدا مثيرا للفتن .. وهذا من الجانبين وليس من جانب واحد ..

كل الشرح والتوضيح حميل جدا ولكن بمنطق الإنسان المسلم العادي جدا فسيكون اختصار هذا هو قوله "لا أعلم" .. لذا عندما يرى هذه الخلافات الشديدة والجدل الرهيب من ورائها ويكتشف أنها في النهاية خلافات قد تكون لفظية أو تكون حسب فهمنا فستنقص مصداقية المتجادلين عنده .. ويرى أن هؤلاء لو يحرصون على مصلحة الإسلام فعلا لتجاوزوا هذه الخلافات بالاتفاق أو بالتماس الأعذار أو  بأي طريقة أخرى ..
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-13, 23:01:25
في الحقيقة يا نووي ان ما وجدته بالبحث أن العلماء الذين يتمتعون بفكر وسطي، او الذين كانوا يملكون مشروعا اسلاميا اصلاحيا شاملا كانوا يبحثون دوما عن نقط الالتقاء ويهونون من نقاط الاختلاف... ومن هؤلاء الإمام حسن البنا في رسالته في العقائد، وسلوكه ومنهجه بشكل عام، والشيخ الطنطاوي والقرضاوي كما رأيت في الاقتباسات وآخرون
لكن هناك من يرى الأمور مفصلية محورية لكونها تمس العقيدة، فيضخم جدا من نقاط الاختلاف، ويغرس هذا في تلاميذه ومدعويه.. فتنشأ هذه الصراعات
والله أعلم
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: أحمد سامي في 2011-07-14, 00:21:21
اعتقد ان هذا هو اهم موضوع في المنتدى منذ نشأته فعلا .

طريقة النقاش هذه في هذا الموضوع بالذات لم اجدها في اي منتدى اخر.

فلتكملوا بنفس الطريقة بالله عليكم لأنه فعلا سيكون اهم موضوع بالمنتدى و انا اتجهز لطباعة الافكار و الردود كاملة بعد انتهائه و لو بعد شهور .

العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-14, 01:02:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أعتذر لكم عن عدم قدرتي لمتابعة الموضوع في الأيام السابقة نظرا لأعبائي وأعمالي من دراسة وعمل وشئون الحياة
ثانيا: أشكر لماما هادية صنيعها وبحثها الجاد حول هذا الموضوع وهذه المشاركة العظيمة في الوقوف على مختلف الآراء في هذه المسألة، ومحاولة الوقوف على مدى الخلاف في المسألة ومساعيها الجادة في إثبات أنه مجرد خلاف لفظي لا يقوم عليه عمل ولا يؤثر في اعتقاد، ولا يلزم عنه فرقة ومخاصمة....الخ
وسأضع في المشاركات القادمة تعليقاتي على هذا البحث وبيان موقفي من بعض النقاط فيه

وفي البداية أقف مع السؤال الأول........


اسمح لي ان أتوقف عند هذه النقطة التي تزعجني كثيرا .. وأرجو ألا يحزنك قولي ، ولكنها تشككني في مصداقية أتباع المنهج السلفي...
وهي أنك رأيت أن الأشاعرة يثبتون لله تعالى ما هو أكثر بكثير من الصفات السبع التي ذكرتها ... ومع ذلك لم تقل أنك أخطأت في نسبة تلك التهمة لهم.. ولم أر علماء السلفية يتراجعون عن هذه التهمة في كتبهم او مقالاتهم مهما تبين لهم خطؤها...
وبغض النظر عن الصفات المختلف فيها (وبعضها يثبته الاشاعرة ولا يثبته السلفية كالقدم ومخالفة الحوادث) وبعضها يثبته السلفية ويفوضه او يؤوله الاشاعرة (كالساق والوجه والعين) لكن الصفات التي يثبتها الاشاعرة والمتفق عليها بينهم وبين السلفية اكثر بكثير من السبع التي ذكرتها أنت
فهل لي بتوضيح يشفي القلب  قبل ان ننتقل لمسألة التأويل؟
[/color]

أقول: إن كثيرا من علماء السلفية يطلقون هذا القول على عمومه في اعتقاد المذهب الأشعري، وهو مجمل اعتقادهم في مسألة الصفات..حيث إنهم يثبتون هذه الصفات ويسمونها صفات المعاني وهي الصفات الأساسية عندهم ويردون إليها الصفات السلبية وصفات المعنى...وهذا مشهور في المذهب الأشعري وخاصة عند المتأخرين..ويدرسونه في جامعاتهم...
فأنهم يثبتون لله صفات المعاني وهي عندهم تلك الصفات السبع، وهي الصفات الأساسية عندهم ويؤولون الباقي..... فلقد سلك الأشاعرة منهجاً يقضي بإثبات بعض الصفات الإلهية وتأويل بعض، فأثبتوا سبع صفات فقط، وسموها "صفات المعاني" ثم اشتقوا منها سبعاً أخرى سموها "صفات معنوية" أي منسوبة إلى السبع السابقة، وهي: كونه تعالى قادراً، مريداً، عالماً، حياً، سميعاً بصيراً، متكلماً. كما ذكروا ست صفات أخرى سموها "صفات سلبية" لأن إثباتها ينفي أضدادها وهي: الوجود، القدم، البقاء، مخالفة الحوادث، القيام بالنفس، الوحدانية . فبلغت الصفات عندهم عشرين صفة، إلا أنهم يرجعونها إلى السبع المسمى صفات المعاني.....
وهذه الصفات الأساسية هي ما نظمها صاحب الجوهرة وشرحها علماؤهم... ولم يتقول عليهم هذا أحد من علماء السلفية..وقالوا ذلك على مجمل اعتقادهم..
فيقول اللقاني:

23- فَوَاجبٌ لهُ: الْوُجُودُ وَالْقِـدَمْ  كَـذَا بَقَـاءٌ لاَ يُشَـابُ بِالْـعَـدَمْ

24- وَأَنَّـهُ لِمَـا يَنَـالُ الْـعَـدَمُ  مُخَالـفٌ بُرْهَـانُ هــذَا الْـقِـدَمُ

25- قِيَامُـهُ بِالنَّفـس وَحْدَانيَّـةْ  مُنَـزَّهًـا أَوْصَـافُـهُ سَـنِـيَّـةْ

26- عَنْ ضِدٍّ أَوْ شِبْهٍ شَرِيكٍ مُطْلَقَا  وَوَالَـدٍ كَـذَا الْوَلَـدْ وَاْلأَصْـدِقَـا

27- وَقُــدْرَةٌ إِرَادَةٌ وَغَـايَـرَتْ  أَمْرًا وَعِلْمًا وَالرِّضَـا كمـا ثَبَـتْ

28- وَعِلْمُهُ وَلاَ يُقَـالُ مُكْتَسَـبْ  فَاتْبَعْ سِبِيلَ الحَقِّ وَاطـرَحِ الرِّيَـبْ

29- حَيَاتُهُ كَـذَا الْكَـلاَمُ السَّمْـعُ  ثُمَّ الْبَصَـرْ بَـذِي أَتَانَـا السَّمْـعُ

30- فَهَلْ لَـهُ إِدْرَاكٌ أًوْ لاَ خُلْـفُ  وَعِنْـدَ قَـوْمٍ صَـحَّ فِيـهِ الْوَقْـفُ

31 - حَـيٌّ عَلِيـمٌ قـادِرٌ مُرِيـدُ  سَمِـعْ بَصِيـرٌ مَـا يَشَـا يُرِيـدُ

32- مُتْكَلِّمٌ ثُـمَّ صِفَـاتُ الـذَّاتِ  لَيْسَـتْ بِغَيْـرٍ أَوْ بِعَيْـنِ الــذَّاتِ

33- فَقُـدْرةٌ بِمُمْـكِـنٍ تَعَلَّـقَـتْ  بِـلاَ تَنَاهِـي مَـا بِـهِ تَعَلَّـقَـتْ

34- وَوَحْدَةً أَوْحِتْ لَهَا وَمِثْـلُ ذِي  إِرَادَةٌ وَالْعِلْـمُ لـكِـنْ عَــمَّ ذِى

35- وَعَمَّ أَيْضًا وَاجِبًا وَالمُمْتَنِـعْ  وَمِـثـلُ ذَا كَـلاَمُـهُ فَلْنَـتَّـبِـعْ

36- وَكُلُّ مَوْجُودٍ أَنِطْ لِلسَّمْعِ بِـهْ  كَذَا الْبَصَـرْ إِدْرَاكُـهُ إِنْ قِيـلَ بِـهْ

37- وَغَيْرُ عِلْمٍ هـذِهِ كمـا ثَبَـتْ  ثُـمَّ الحَيَـاةُ مَـا بشَـيْ تَعَلَّقَـتْ
.....................................
ومن تعليق الشيخ إبراهيم الباجوري..قوله:
"فواجب له الوجود: تنقسم الصفات الواجبة إلى قسمين، ثبوتية وسلبية، فالثبوتية قسمان. منها ما يدل على نفس الذات، دون معنى زائدة عليها، وهي الوجود. ومنها ما يدل على معنى زائد على الذات وهي صفات المعاني والمعنوية إلا أن هذا المعنى الزائد وجودي في المعاني، وثبوتي في المعنوية، وكلاهما أربع عشرة صفة: القدرة والإرادة، والعلم والحياة، والسمع، والبصر، والكلام. وكونه تعالى: قديراً، مريداً، عليماً، حياً، بصيراً، سميعاً، بصيراً، متكلماً. فصفات المعاني دلت على معنى زائد على الذات، وكذلك المعنوية، إذ هي عبارة عن قيام المعاني بالذات.
والسلبية خمس صفات، وهي القدم، والبقاء، والقيام بالنفس، والمخالفة للحوادث، والوحدانية".

ويقول فيها أيضا: "وقدرة: لما تكلم على الصفة النفسية، والصفات السلبية شرع يتكلم على صفات المعاني مقدماً لها على الصفات المعنوية، لكونها كالأصل لها، إذ أن المعنوية عبارة عن قيام المعاني بالذات. والمعاني جمع معنى، وهو كل صفة قائمة بموصوف موجبة له حكماً، كقيام القدرة بالذات، فإنه يوجب كونه قادراً".

ثم يقول أيضا:
"-31  حَيٌ عَليمٌ قادرٌ مُريدُ *** سَمِعٌ بَصيرٌ ما يَشَا يُريدُ
حي: هذا شروع فيما هو كالنتيجة لما قبله، وهو الصفات المعنوية وهي سبع: وقيل لها: المعنوية نسبة للسبع المعاني، لأن الاتصاف بها كالفرع للاتصاف بالمعاني، باعتبار التعقل، لا باعتبار التأخر في الزمان. وإن اتصاف محل من المحالِ بكونه عالماً أو قادراً - مثلاً - لا يصح إلا إذا قام به العلم أو القدرة. وإن عد هذه السبع في الصفات هو على سبيل الحقيقة، إن قلنا بصفات الأحوال، وهي صفات ثبوتية، ليست بموجودة ولا بمعدومة، قائمة بموجود، فهذه الصفات ثابتة قائمة بذاته تعالى. وأما إن قلنا بنفي الأحوال، وأنه واسطة بين الوجود والعدم - كما عليه الأشعري وهو المعتمد - فالثابت من الصفات التي تقوم بالذات إنما هو السبع الأوَلُ، أي صفات المعاني. أما هذه فهي عبارة عن قيام تلك بالذات، لا أنها لها ثبوتاً بالخارج عن الذهن بحيث يقال فيها: إنها قائمة بالذات، وهذا لا ينافي أنها أمر اعتباري ثابت في نفسه بقطع النظر عن اعتبار المعتبر فالأحوال صفات قارة في الذات بخلاف الاعتبار الثابت في نفس الأمر فإنه غير قار فيها. وحيث وجبت له الحياة فهو سبحانه حي كما علم من الدين ضرورة، وثبت من الكتاب والسنة بحيث لا يمكن إنكاره ولا تأويله. قال الله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وقال: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} والقيوم: القائم بتدبير خلقه، والسَّنةُ: النعاس: وحقيقة الحي هو الذي تكون حياته لذاته، وليس ذلك لأحد من الخلق. والكون حياً عبارة عن قيام الحياة بالذات، وهو أمر اعتباري.
لذلك تُعَرَّفُ الصفات المعنوية بأنها صفات ثبوتية، أي ثابتة للذات، وهي كل صفة ثابتة لا توصف بالوجود - كالمعاني - ولا بالعدم - كالسلبيات - ملازمة للسبع الأوَلُ.

والفرق بين المعاني والمعنوية أن المعاني صفات وجودية والمعنوية ثبوتية بمعنى أنها عبارة عن قيام المعاني بالذات، وهذا هو المعتمد. وأن المعاني ملزومة للمعنوية عقلاً والمعنوية لازمة للمعاني، بمعنى أنه يلزم من كونه قادراً أنه موصوف بالقدرة، كما يلزم من اتصافه بالقدرة كونه قادراً، وأن الصفات المعنوية واجبة له تعالى إجماعاً"
فهل تقوَّل عليهم علماء السلفية ذلك أم أن هذا ما أثبتوه في كتبهم وشروحهم، واعتبروه في اعتقادهم...
........
وجزاكم الله خيرا كثيرا على هذا البحث المستفيض وبإذن الله على انشغالي أشارككم فيه التعليقات والاستفسارات....
........................
ثم إني أسألك يا ماما هادية سؤالا في ختام بحثك هذا.....والذي توصلت فيه إلى نتيجة جيدة تقتضي بأن الجدال في هذه المسألة جدال لفظي بحت ولا يترتب عليه عمل....
ولكن هل توصلت من خلال بحثك إلى أي الفريقين أقرب لروح الصحابة والتابعين في مسألة الصفات واعتقادهم فيها، وأيهم سلك نهجهم واتبع هديهم فيها، وأيهم أولى بالاتباع؟؟؟؟؟
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-14, 10:08:27
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على ردك أخي فارس.. وأقدر ظروفك.. فأنا أيضا أمر بظروف صعبة وقد أنقطع عن المنتدى... خاصة مع ظروف سوريا التي تزداد ألما ... وإلى الله المشتكى..

أود بداية أن أعلق على ردك على سؤالي إن سمحت لي..


فيقول اللقاني:

23- فَوَاجبٌ لهُ: الْوُجُودُ وَالْقِـدَمْ  كَـذَا بَقَـاءٌ لاَ يُشَـابُ بِالْـعَـدَمْ
--------------------------
ومن تعليق الشيخ إبراهيم الباجوري..قوله:
"فواجب له الوجود: تنقسم الصفات الواجبة إلى قسمين، ثبوتية وسلبية،
-----------------------

فهل تقوَّل عليهم علماء السلفية ذلك أم أن هذا ما أثبتوه في كتبهم وشروحهم، واعتبروه في اعتقادهم...


اخي الكريم
كما ترى فإن الأشعرية يقسمون صفات الله عز وجل إلى واجبة وخبرية
فالواجبة هي التي يتوصل لها الإنسان بعقله وفطرته حتى لو لم تبلغه آيات الله تبارك وتعالى، فالإنسان يبحث بفطرته عن إله قادر مريد سميع بصير عليم حي باق.. وأي صفة تنتقص من هذه الصفات تخل بمعنى الألوهية والربوبية، وهذا ما نحاجج به أتباع الديانات الاخرى حين نناقشهم أن كيف تؤمنون برب لا يسمع، او برب يموت ويزول، او رب عاجز ... إلخ... فيشعرون تلقائيا بالنقص وبسخف العقيدة.. كما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام:

- {قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوَهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلايَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } (سورة الأنبياء)

- {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الآفِلِينَ } (سورة الأنعام)


أما بقية صفات المولى عز وجل، والتي يثبتها الأشاعرة أيضا (وهذا ما ينكره السلفية، وما واصلت انت إنكاره) فهي الصفات الخبرية أو السمعية، وهي التي وردتنا عن طريق الوحي، وقد وضعتُ بيان ذلك من نفس جوهرة التوحيد وشرحها... وأعيد لك اقتباسه


اقتباس
وعندنا أسماؤه العظيمه................................... كــذا صـفـات ذاتـه قـديـمـه
واختير أن اسماه توقيفيه.................................. كذا الصفات، فاحفظ السمعيه

والشرح لهذا باختصار من كلام الشيخ الباجوري:
"وعندنا –معاشر أهل الحق- أسماؤه العظيمة قديمة، خلافا للمعتزلة، فالله تعالى لم يزل مسمى بأسمائه قبل وجود الخلق، وعند وجودهم وبعد فنائهم، لأنه لا تأثير لهم في أسمائه، وكذلك صفات ذاته قديمة، فهي ليست من وضع خلقه، ولا هي حادثة..
واختير: أي اختار جمهور أهل السنة أن أسماءه تعالى توقيفية وكذلك صفاته، فلا نثبت لله اسماً ولا صفة إلا إذا ورد بذلك توقيف من الشارع، (أي نص صحيح ثابت قطعي) وهذا قول الجمهور
فاحفظ السمعيه: أي فاحفظ الأسماء والصفات الواردة عن طريق السمع، أي في الكتاب أو السنة الثابتة بالإجماع". انتهى


إذن المسألة مسألة تصنيف.. بين صفات واجبة يثبتها العقل والفطرة السليمة، حتى لو لم يبلغه بها نص او وحي، وصفات خبرية سمعية، لم نعرفها إلا من خلال الوحي، كالرحمن الرحيم الحليم الغفور المنتقم ذي العرش ... وبقية صفات المولى تبارك وتعالى

وبغض النظر عن اتفاقك او ختلافك مع هذا التصنيف والتقسيم، كليا أو جزئيا.. لكن يتضح لك بما لا لبس فيه أنهم يثبتون للمولى تبارك وتعالى سائر الصفات (عدا المختلف فيها التي يفوضونها او يؤولونها) ولا يثبتون فقط الصفات السبع الواجبة ...

فهل تتراجع الآن عن رأيك؟ أن تصر على أن تنسب لهم هذه التهمة؟

العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-15, 14:42:32
لم أختلف معك على هذا الكلام
وقلت لك إن القول بأن الأشاعرة يتبتون لله سبع صفات فقط ويؤولون الباقي قول على إجمال المذهب
فقد اتفق الأولون والآخرون منهم على إثبات هذه الصفات السبع في ذات الله تعالى وسموها الصفات المعنوية وجعلوها الصفات الأساسية واستدلوا عليها بالعقل..ثم أولوا بقية صفات الذات من الرضا والغضب والفرحوالحب والكره والضحك والوجه واليدين والساق والعينين والقدم .....
كما أنهم أولوا صفات الأفعال..من النزول المجيء والاستواء .....الخ
أو أنهم أولوا الصفات الاختيارة باتفاق..
فكان مجمل عقيدة الأشاعرة أنهم يثبتون هذه الصفات السبع في ذات الله وأفعاله..ويؤولون الباقي..
ومن المسلمات عندهم  أن الأسماء والصفات توقيفية وأنهم يثبتون الأسماء كلها لله تعالى ويشرحون معانيها وما دلت عليه من صفات رغم تأويل بعضهم لصفات الأسماء وفقا لمعتقدهم فيها مثل: العلي، والنور والصمد..الخ
فإثباتهم لهذه الصفات أمر معلوم ولكنهم يرجعونها إلى الصفات السبع الأساسية ....ولذلك كانت هذه العبارة مجملة عن الأشاعرة في إثباتهم للصفات السبع....
.............................................
ولكن هل توصلت من خلال بحثك إلى أي المناهج أقرب لمعتقد الصحابة والتابعين في مسألة الصفات؟؟

العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2011-07-15, 15:36:30
أمهلانا لنقرأ :emoti_351: ..... لستما وحيدَين على الحلبة، أنسيتما حظ المتابعين ؟؟ :emoti_144:
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-15, 22:39:45


إن المسألة الرأس التي يأخذها أصحاب الفكر السلفي على الأشاعرة هي مسألة الإيمان بصفات الله عز وجل
-
-
-
أما المنهج الأشعري..فقد أثبت لله تعالى سبع صفات فقط وهي:  الحياة ، والكلام ، والبصر ، والسمع ، والإرادة ، والعلم ، والقدرة ، ويؤولون الباقي...

....................




ومن المسلمات عندهم  أن الأسماء والصفات توقيفية وأنهم يثبتون الأسماء كلها لله تعالى ويشرحون معانيها وما دلت عليه من صفات رغم تأويل بعضهم لصفات الأسماء وفقا لمعتقدهم فيها مثل: العلي، والنور والصمد..الخ
فإثباتهم لهذه الصفات أمر معلوم ولكنهم يرجعونها إلى الصفات السبع الأساسية ....ولذلك كانت هذه العبارة مجملة عن الأشاعرة في إثباتهم للصفات السبع....



الاقتباس الأول يخالف الثاني
وفي الامر تدليس واضح وتشويه لصورة الأشاعرة ومنهجهم في أذهان العامة
وهو تشويه متعمد، تتواصون به، ولا تتراجعون عنه بكل أسف ولا تعتذرون

فهل هذا شأن أتباع السلف الصالح؟ أن يتهموا الناس بما ليس فيهم، فإذا ما ثبتت براءة الناس من تلك التهمة قالوا لم نكن نعني هذا بل كنا نعني ذاك؟ ثم يمضون أمام أناس آخرين لم يشهدوا هذا الدفاع ليعيدوا نفس التهمة ويصدوا عن منهج الاشاعرة بنفس المنوال!!!

أرجو ان تعذروني إن عبرت عن استيائي الشديد هنا...


ولكن هل توصلت من خلال بحثك إلى أي المناهج أقرب لمعتقد الصحابة والتابعين في مسألة الصفات؟؟



بالطبع توصلت.. وبتوفيق الله تعالى وحده وهدايته.... ففيم كان بحثي إذن؟
هل تحسبني خضت غمار رحلة البحث هذه عبر سنوات من أجل المناظرات والمجادلات، او الدفاع عن عقائد موروثة؟
لا ... بفضل الله
بل خضت رحلة البحث التماساً لنهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، لاتباع أقرب المسالك لمسلكهم، ابتغاء النجاة يوم الحساب والسعادة في الدارين..
وقد آليت على نفسي أن أتبع الحق حيثما ظهر لي.. فإن أصبت فبتوفيق الله، وإن أخطأت فمن نفسي، وأرجو من الله تعالى العفو والغفران

وقد بينت في مداخلاتي السابقة ما وجدته الحق أو بعبارة أدق أقرب المسالك للحق ولمنهج السلف الصالح ...
ولكنني أتقبل مع ذلك أن يختلف معي آخرون، وأعي تماما ان هذا الخلاف موجود، ولكل رأي أئمته وأدلته.. وأعي أن الجميع في دائرة السنة والجماعة لم يخرجوا منها


العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-15, 23:41:58
هدئي من روعك يا ماما هادية
قد بينت القول واضحا واستدللت عليه من قول شراحهم
وهذه المسألة خاصة أشهر من أن يدلل عليها عند الأشاعرة
ونظرا لاختلاف الآراء داخل المذهب فهذا القول على الإجمال عندهم وقد ذكرت ذلك أكثر من مرة....وإلا في المسألة تفصيل أكثر مما هو مذكور الآن.....وأنا لم أنتظر أن تخبريني أن الأشاعرة يثبتون أسماء الله ويقولون بتوقيفها وبتوقيف الصفات...الخ، بل يمكنني أن أسرد لك اختلافات أئمة المذهب في هذه المسألة منذ أبي الحسن الأشعري.....
فعلى رسلك قليلا......
وقد قلت لك إن المسألة الأصل في التأويل.................وهذا ما سأجيبك عنه قادما...
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-16, 11:46:40
حسنا يا أسماء

أتمهل قليلا حتى تستطيعوا المتابعة إن شاء الله... فالمهم أن تتحقق الفائدة

والله الموفق لكل خير
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2011-07-16, 17:58:28
حسنا يا أسماء

أتمهل قليلا حتى تستطيعوا المتابعة إن شاء الله... فالمهم أن تتحقق الفائدة

والله الموفق لكل خير

شكرا لكِ ماما هادية  ::ok:: .. كنت أريد أن أطلب منك هذا لكن استحيت ..  :blush::

باركَ الله فيكِ وفي مجهودكِ ونفعنا الله بكِ ..
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: أبو شعيب في 2011-07-17, 14:15:51
جزاكم الله خيراً على هذا الحوار الراقي ، استفدت منه .

اسمحوا لي بتعقيب بسيط .

الأخ (فارس الشرق) .. إن الأخت (ماما هادية) تأخذ عليك أنك في أولى مشاركاتك حصرت الصفات التي يثبتها الأشاعرة في سبع فقط  .. (( انبته لكلمة فقط )) .. وهذا ما درج عليه علماء السلفية ، وعلّمونا إياه (وأنا سلفي وما زلت - والحمد لله -) ، حتى نشأ طلبة العلم من السلفية على الاعتقاد أن الأشاعرة يعطلون جميع الصفات إلا هذه الصفات .. وهذا ما تقصده (ماما هادية) .

وعن نفسي أتكلم - وأنا سلفي - ، أنه قد ساد عندي هذا الاعتقاد في مرحلة الطلب (وما زلت فيها) .. وأظن أن مشايخنا الكرام أخطأوا في اتهام الأشاعرة بذلك .. أو بالأحرى : في إيهام ذلك في نفوس أتباعهم ، وإن لم يقصدوه .

لذلك ، أنا أرى أن كلام (ماما هادية) صواب .. وأننا لا يجدر بنا أن نقول إنهم يقتصرون في الإثبات على سبع فقط  ..

يمكننا القول كما قال الأخ (فارس الشرق) في مشاركته الأخيرة .. وهي : سبع أساسية تتفرع عنها سائر الصفات .. وبذلك لا ننفي عن الأشاعرة إثباتهم لما سوى السبعة .

وأنا عن نفسي أرى أن مواصلة الحوار في هذه المسألة بات عديم الفائدة ، خاصة بعد إثبات الأخ (فارس الشرق) أن الأشاعرة يثبتون ما سوى الصفات السبع ، وإن بالتبعية .. وأظننا يجب أن ننتهي عند هذا الحد حتى لا تضيع الجهود هباء .


------------

الأخت (ماما هادية) ؛

هل تسمحين لي بدخول هذا الحوار والتباحث معك في بعض ما طرحته ؟ أم أنه لا يحق لأحد ذلك إلا  للأخ (فارس الشرق) ؟
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-17, 21:50:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم ابا شعيب
أهلا ومرحبا بك في منتدانا الصغير

 قبل ان تتفضل بمشاركتنا في هذا الحوار ، هل لك أن تخبرني على الباعث لك على التسجيل في منتدانا، وعلى اختيار هذا الموضوع بالذات لتكون اولى مشاركاتك فيه؟
ذلك أن منتدانا ليس متخصصا في حوارات من هذا النوع، وهذا الموضوع جاء عرضا وقدرا اثناء حوار في الساحة السياسية عن احوال مصر.. فالطبيعي ان تشد العضو الجديد المواضيع الساخنة والطاغية بطبيعتها على ساحات المنتدى، أو أن يتلمس منتديات متخصصة ان كانت امثال موضوعنا هذا بغيته..

وبصراحة لي خبرة سيئة في منتديات سابقة، حيث كان كثير من الاعضاء يسجلون خصيصا للمشاركة في هذه الحوارات مما يرفع حدتها ويزيد سخونتها ويضيع فائدتها، ويحولها لمباراة يبحث فيها كل فريق عن تسديد اهداف في مرمى الاخر، بدل ان تكون حوارا فكريا راقيا تسوده تقوى الله عز وجل، ويتحرى فيه الفريقان الصدق والعدل وقول الحق..

لهذا أحب أن أطمئن من هذه الناحية بداية.. وشكرا لحسن تفهمك

العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: أبو شعيب في 2011-07-18, 05:52:22
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

حياك الله يا أخت (ماما هادية) .

جواباً عن سؤالك أقول باختصار أنني لست من المهتمين بالمنتديات والمشاركة فيها ، وإن حصل ، فإن ذلك لا يكون إلا في باب المواضيع الشرعية .

بالنسبة لتسجيلي في منتداكم ، فقد دعاني أحد أعضاء منتداكم (وأتحفظ على ذكر اسمه) للنظر في هذا الموضوع وإبداء رأيي فيه ، بعد أن ألزمته الحجّة (بحسب نظري) في بعض مسائل الصفات .. فأراد مني أن أتابع هذا الموضوع بإنصاف ، وأطرح ما عندي (وليس عندي الكثير) عليك ، باعتباره يثق فيك وفي عقلك ، ويريد بذلك أن يستظهر الحق الذي قد لُبّس عليه .

إن كان هذا الداعي للتسجيل والمشاركة غير صالح ، فأعتذر إليكم من سوء أدبي ، ويمكنكم حذف عضويتي عن رضى وطيب خاطر مني .

وجزاكم الله خيراً
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-18, 23:47:54
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

حياك الله يا أخت (ماما هادية) .

جواباً عن سؤالك أقول باختصار أنني لست من المهتمين بالمنتديات والمشاركة فيها ، وإن حصل ، فإن ذلك لا يكون إلا في باب المواضيع الشرعية .

بالنسبة لتسجيلي في منتداكم ، فقد دعاني أحد أعضاء منتداكم (وأتحفظ على ذكر اسمه) للنظر في هذا الموضوع وإبداء رأيي فيه ، بعد أن ألزمته الحجّة (بحسب نظري) في بعض مسائل الصفات .. فأراد مني أن أتابع هذا الموضوع بإنصاف ، وأطرح ما عندي (وليس عندي الكثير) عليك ، باعتباره يثق فيك وفي عقلك ، ويريد بذلك أن يستظهر الحق الذي قد لُبّس عليه .

إن كان هذا الداعي للتسجيل والمشاركة غير صالح ، فأعتذر إليكم من سوء أدبي ، ويمكنكم حذف عضويتي عن رضى وطيب خاطر مني .

وجزاكم الله خيراً

جزاك الله خيرا أخي الكريم على صراحتك ووضوحك

وأهلا ومرحبا بك في المنتدى وفي الموضوع

أتمنى أن نستفيد جميعا من مشاركاتك هنا، وأرجو منك أن تقبل الشروط التي وضعناها في بداية النقاش، والتي تتلخص في التركيز على نقطة واحدة وعدم التشعب او الانتقال الى غيرها حتى نشعر اننا استوفيناها

ونحن الآن كما ترى في نقطة صفات المولى عز وجل التي توهم التشبيه بالخلق، بين إثبات معنى وتفويض كيفية لدى السلفيين، وبين إثبات صفة وتفويض معنى لدى المفوضين، وبين تأويل تلك الصفات وحملها على المجاز وفق ما تتيحه قواعد اللغة العربية والبيان العربي...

وأنا قلت أن هذه المسالك الثلاثة مقبولة عندنا (أعني عموم أهل السنة والجماعة من غير السلفيين، وهذا ما درسناه في كتبنا وعلى شيوخنا) وتعتبر كلها ضمن دائرة أهل السنة والجماعة
وقلت أن السلفية يختلفون معنا في ذلك، حيث يرون مسلكهم فقط هو مسلك أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، ويتهمون المسلكين الآخرين بالحيدة عن نهج الصحابة والسلف الصالح

فما تعقيبكم على ما ذكر

العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-19, 16:59:24
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعود لمسألة الصفات السبع بعد أن أشكر لماما هادية حوارها الهادئ الجميل وأشكر لأبي شعيب مشاركته الطيبة في المسألة...ولا أنبه إلا على أننا ما انحرف بنا الحوار إلى هذا المزلق إلا عن تعدد في وجهات النظر نريد أن نصل بها إلى الحق..وأننا هنا أسرة واحدة تربطها علاقات أسرية قوية من الحب والتعاون والإخاء والمودة ورغبة الخير لبعضنا بعضا، وما يشغلني عن هؤلاء الأحبة إلا دراسة في بحثي للماجستير أو عمل أرتزق منه أو حياة اجتماعية..
فأنا في هذا الموضوع أرى أن الخلاف في مسألة من مسائل العقيدة..وعلى درجة من الأهمية عظيمة، يهمني فيها أن أطلع على منهج الصحابة والتابعين وأن أنتهج نهجهم وأقتدي بقولهم في كل مسائل الاعتقاد..ثم بعد ذلك أنظر لمن خالف ذلك، فمن أراد أن يجعل هذه المخالفة مجرد اجتهاد، حاولوا منه تنزيه الله تعالى واجتهدوا في ذلك فأولوا أو فوضوا، وأنهم أخطئوا أو أصابوا في اجتهادهم هذا.. وخالفوا منهج الصحابة..فهذه نقطة تالية قد أقتنع بها..وإن اقتنعت بها فسأعتذر لهم ولكن لن أسمح أن أدور في فلكهم..ومن الأولى لمن علم ذلك أن يعود لما كان عليه الصحابة والتابعون ولا يظل يجادل عن مجرد اجتهادات أخطأت أو أصابت.........
وقد ذكرت ـ غير مفترـ أن الأشاعرة في منهجهم يثبتون لله سبع صفات فقط..(على إجمال المذهب)، وهذه هي الصفات السبع التي يثبتونها لله تعالى ثبوتا واجبا، ويسمونها الصفات المعنوية، ويرجعون الصفات السلبية والنفسية إليها، ثم إنهم يثبتون أسماء الله الحسني كلها ويقولون بتوقيفها ويشرحون معانيها ويبينون صفاتها ولكنهم يرجعونها للصفات السابقة، يؤولون كثيرا منها.....
وقلت إن المسألة فيها تفصيل كبير، لأن من أئمة الأشاعرة من أثبت لله الوجه واليدين ومنهم من أثبت الاستواء ومنهم من يفوض ومنهم من يؤول كل الصفات الخبرية..فكان اتفاق المذهب أوله وآخره على هذه الصفات السبع وكان اختلافهم في بقيتها...ولذلك كانت العبارة على إجمال المذهب كما ذكرت........
هل تقولنا على الأشاعرة ذلك....أبدا والله...
فلنرجع معا...إلى إمام من أئمتهم من متأخريهم ومن نقل المذهب عنهم..وهو عضد الدين الإيجي في كتابه: المواقف في علم الكلام.....يقول بعد أن يذكر الصفات السبع ومتعلقاتها في مقاصده السبعة:
"المقصد الثامن في صفات اختلف فيها، وفيه مقدمة ومسائل إحدى عشرة...
 فالمقدمة: هي أنه هل لله تعالى صفة وجودية زائدة على ذاته غير ما ذكرناه من الصفات السبع التي هي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام فمنعه بعض أصحابنا مقتصرا في نفيها على أنه لا دليل عليه أي على ثبوت صفة أخرى فيجب نفيه
 ولا يخفى ضعفه لما مر من أن عدم الدليل عندك لا يفيد
 وعدمه في نفس الأمر ممنوع
 وإن سلم لم يفد أيضا لأن انتفاء الملزوم لا يستلزم انتفاء لازمه ومنهم من زاد على ذلك فاستدل على نفيها بأن قال نحن مكلفون بكمال المعرفة وإنما يحصل بمعرفة جميع صفاته
 فلو كان له صفة غيرها لعرفناها لكنا لا نعرفها
 بل لا طريق لنا إلى معرفة الصفات سوى الاستدلال بالأفعال والتنزيه عن النقائص
 ولا يدل شيء منهما على صفة زائدة على ما ذكر
 والجواب منع التكليف بكمال معرفته
 إذ هو أي التكليف بقدر وسعنا فنحن مكلفون بأن نعرف من صفاته ما يتوقف تصديق النبي العلم به لا بمعرفة صفات أخرى أو بأن نقول سلمنا تكليفنا بكمال معرفته
 لكن لا يلزم من التكليف به حصوله من جميع المكلفين بل ربما يعرفه معرفة كاملة بعض منهم كالأنبياء والكاملين من أتباعهم دون بعض وهو من عداهم
 وهؤلاء وإن كانوا هم الأكثرين ولكن لا يمتنع كثرة الهالكين بسبب ترك ما كلفوا به من كمال معرفته وأثبت بعض من المتكلمين صفات أخر بيانها تلك المسائل الإحدى عشرة
 الأولى البقاء اتفقوا على أنه تعالى باق لكن اختلفوا في كونه صفة ثبوتية زائدة كما أشار إليه بقوله أثبته الشيخ أبو الحسن وأتباعه وجمهور معتزلة بغداد صفة وجودية زائدة على الوجود إذ الوجود متحقق دونه أي دون البقاء كما في أول الحدوث بل يتجدد بعده صفة هي البقاء وأجيب عنه بأنه منقوض بالحدوث
 فإنه غير الوجود لتحقق الوجود بعد الحدوث يعني أن البقاء حصل بعد ما لم يكن والحدوث زال بعد أن كان لأنه الخروج من العدم إلى الوجود عند الشيخ لا مسبوقية الوجود به فلو دل ذلك الذي ذكرتموه في البقاء على كونه وجوديا زائدا لكان الحدوث أيضا وجوديا زائد لما ذكرناه لأن العدم بعد الحصول كالحصول بعد العدم في الدلالة على الوجود في الجملة إذ حاصلهما الانتقال الواقع بين العدم وما يقابله
 أعني الوجود ولزم التسلسل في الحدوثات الوجودية ضرورة أن الحدوث لا بد أن يكون حادثا
 مع أن الشيخ معترف بأن الحدوث ليس أمرا زائدا وحله بعد نقضه أن تجدد الاتصاف بصفة لا تقتضي كونها وجودية كتجدد معية الباري تعالى مع الحادث وكذا زواله أيضا لا يقتضيه
 وذلك كله لجواز اتصافه بالعدميات وزوال ذلك الاتصاف ونفاه أي نفى كون البقاء صفة موجودة زائدة القاضي أبو بكر والإمامان إمام الحرمين والإمام الرازي وجمهور معتزلة البصرة وقالوا البقاء هو نفس الوجود في الزمان الثاني لا أمر زائد عليه لوجهين
 الأول لو كان البقاء زائدا لكان له بقاء إذ لو لم يكن البقاء باقيا لم يكن الوجود باقيا لأن كونه باقيا إنما هو بواسطة البقاء المفروض زواله وحينئذ تتسلسل البقاءات المترتبة الموجودة معا
 والجواب إن بقاء البقاء نفس البقاء كما قيل في وجود الوجود ووجوب الوجوب وإمكان الإمكان فلا تسلسل أصلا
 ويرد على هذا الجواب أن ما تكرر نوعه اعتباريا كما مر
 الثاني لو احتاج البقاء على تقدير كونه وجوديا إلى الذات لزم الدور لأن الذات محتاج إلى البقاء أيضا
 فإن وجوده في الزمان الثاني معلل به
 وإلا أي وإن لم يحتج البقاء إلى الذات لكان الذات محتاجا إليه  وكان مستغنيا عن الذات مع استغنائه عن غيره أيضا فكان البقاء هو الواجب الوجود لأنه الغني المطلق دون الذات
 والجواب منع احتياج الذات إليه وما قيل من أن وجوده في الزمن الثاني معلل به ممنوع
 غاية ما في الباب أن وجوده فيه لا يكون إلا مع البقاء
 وذلك لا يوجب أن يكون البقاء علة لوجوده فيه إذ يجوز أن يكون تحققهما على سبيل الاتفاق
 وإليه الإشارة بقوله وإن اتفق تحققهما معا
 تنبيه إثبات البقاء قد يفسر بأن الوجود في الزمان الثاني أمر زائد على الذات يريد أن المثبتين للبقاء يفسرونه تارة باستمرار الوجود ويدعون أن الوجود في الزمان الثاني زائد على الذات وأخرى بأنه معنى يعلل به الوجود في الزمان الثاني
 وأول الوجهين للنافين ينفي المعنى الأول من معنى البقاء لأن الاستمرار إذا لم يكن باقيا لم يكن الوجود مستمرا
 ولا ينفي الثاني لأن البقاء إذا كان أمرا يعلل به الوجود في الزمان الثاني لا يلزم أن يكون له بقاء آخر والوجه الثاني ينفي المعنى الثاني دون الأول إذ لا يلزم من استمرار الوجود وكونه زائدا على الذات احتياج الذات في وجوده إلى البقاء الذي هو الاستمرار
 فلا يلزم الدور
 الصفة الثانية القدم
 وأحاله الجمهور متفقين على أنه قديم بنفسه لا بقدم وجودي زائد على ذاته وأثبته ابن سعيد من الأشاعرة ودليله على كونه صفة موجودة زائدة ما مر في البقاء وتصويره ههنا أن يقال القديم قد يطلق على المتقدم بالوجود إذا تطاول عليه الأمد
 ومنه قوله تعالى كالعرجون القديم
 والجسم لا يوصف بهذا القدم في أول زمان حدوثه بل بعده فقد
تجدد له القدم بعد ما لم يكن فيكون موجودا زائدا على الذات
 فكذا القدم الذي هو التقدم بلا نهاية لا بمجرد مدة متطاولة بإبطاله أي ما مر مع إبطاله
 فلا حاجة إلى إعادة شيء منهما وحمل ما مر على الوجهين السابقين مما لا وجه لصحته والذي يخصصه أي يختص بإبطاله أنه إن أراد به أي بالقدم أنه لا أول له فسلبي فلا يتصور كونه وجوديا أو أنه صفة لأجلها لا يختص الباري سبحانه وتعالى بحيز كما فسره أي كما فسر كلام ابن سعيد بذلك الشيخ أبو إسحاق الإسفرايني فإنه قال معنى كلامه أنه تعالى مختص بمعنى لأجله ثبت وجوده لا في حيز كما أن المتحيز يختص بمعنى لأجله كان متحيزا
 ولا يخفى عليك أن هذا التفسير بعيد جدا عن دلالة زيادة القدم عليه فكذلك يكون القدم أمرا سلبيا إذ مرجعه حينئذ إلى وجوده لا في حيز
 فإن قلت هذا السلبي معلل بالقدم لا نفسه
 قلت إن الصفات السلبية لا تعلل بخلاف الثبوتية أو غيرهما من المعاني فالتصوير أي فعليه تصوير ذلك المعنى المراد أولا ثم التقرير والتحقيق بإقامة الدليل عليه ثانيا
 هذا الذي أوردناه ههنا في إبطاله منضم إلى ما سبق في مباحث الأمور العامة من أنه أي القدم أمر اعتباري لا وجود له في الخارج
 فإنه يدل على بطلان مذهبه ودليله أيضا
 الصفة الثالثة الاستواء
 لما وصف تعالى بالاستواء في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى اختلف الأصحاب فيه
 فقال الأكثرون هو الاستيلاء
 ويعود الاستواء حينئذ إلى صفة القدرة
 قال الشاعر
 قد استوى عمرو على العراق ... من غير سيف ودم مهراق أي استوى
 وقال الآخر
فلما علونا واستوينا عليهم ... تركناهم صرعى لنسر وطائر أي استولينا
 لا يقال الاستواء بمعنى الاستيلاء يشعر بالاضطراب والمقاومة والمغالبة أي يشعر بسبق هذه الأمور التي تستحيل في حقه تعالى
 وأيضا لا فائدة لتخصيص العرش لأن استيلاءه يعم الكل لأنا نجيب عن الأول بمنع الإشعار ألا ترى أن الغالب لا يشعر به كما في قوله تعالى والله غالب على أمره
 نعم ربما يفهم سبق تلك الأمور من خصوصية من أسند إليه الاستيلاء في أمر مخصوص
 وعن الثاني بأن الفائدة هي الإشعار بالأعلى على الأدنى
 إذ مقرر في الأوهام أن العرش أعظم الخلق
 فإن استولى عليه كان مستوليا على غيره قطعا
 وهذا عكس ما هو المشهور من التنبيه بالأدنى على الأعلى
 وكلاهما صواب
 فإنه كما يفهم من حكم الأدنى حكم الأعلى إذا كان به أولى كذلك يفهم عكسه إذا كان الأدنى بالحكم أولى
 وقيل هو أي الاستواء ههنا القصد فيعود إلى صفة الإرادة نحو قوله تعالى ثم استوى إلى السماء
 أي قصد إليها وهو بعيد
 إذ ذلك تعدى ب إلى كالقصد دون على كاستيلاء
 وذهب الشيخ في أحد قوليه إلى أنه أي الاستواء صفة زائدة ليست عائدة إلى الصفات السابقة وإن لم نعلمها بعينها ولم يقم دليل عليه
 ولا يجوز التعويل في إثباته على الظواهر من الآيات والأحاديث مع قيام الاحتمال المذكور
 وهو أن يراد به الاستيلاء أو القصد على ضعف
 فالحق التوقف مع القطع بأنه ليس كاستواء الأجسام
 الصفة الرابعة الوجه
 قال تعالى ويبقى وجه ربك
 كل  شيء هالك إلا وجهه أثبته الشيخ في أحد قوليه وأبو إسحاق الإسفرايني والسلف صفة ثبوتية زائدة على ما مر من الصفات
 وقال في قول آخر ووافقه القاضي إنه الوجود وهو كما قبله أعني الاستواء في عدم القاطع وعدم جواز التعويل على الظواهر مع قيام الاحتمال
 تنبيه الوجه وضع في اللغة للجارحة المخصوصة حقيقة
 ولا يجوز إرادتها في حقه تعالى ولم يوضع لصفة أخرى مجهولة لنا بل لا يجوز وضعه لما لا يعقله المخاطب إذ المقصود من الأوضاع تفهيم المعاني فتعين المجاز والتجور به عما يعقل وثبت بالدليل متعين وهو أن يتجوز به عن الذات وجميع الصفات
 فإن الباقي هو ذاته تعالى مع مجموع صفاته وما سواه هالك غير باق
 الصفة الخامسة اليد قال الله تعالى يد الله فوق أيديهم ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي فأثبت الشيخ صفتين ثبوتيتين زائدتين على الذات وسائر الصفات
 لكن لا بمعنى الجارحتين وعليه السلف
 وإليه ميل القاضي في بعض كتبه
 وقال الأكثر إنهما مجاز عن القدرة فإنه شائع وخلقته بيدي أي بقدرة كاملة ولم يرد بقدرتين وتخصيص خلق آدم بذلك مع أن الكل مخلوق بقدرته تعالى تشريف وتكريم له كما أضاف الكعبة إلى نفسه في قوله أن طهرا بيتي للتشريف مع أنه مالك للمخلوقات كلها
 وكما خصص المؤمنين بالعبودية لذلك في قوله إن عبادي ليس لك عليهم سلطان
 وقالت المعتزلة بأن اليد مجاز عن القادرية بناء على أصلهم الذي
هو نفي الصفات وإثبات الأحوال
 وقال بعضهم مجاز عن النعمة وهو في غاية الضعف إذ لا يلائم نسبة الخلق إلى اليد
 وقيل صفة زائدة وهذا تكرار لما تقدم من مذهب الشيخ والسلف
 وقد يوجد في بعض النسخ يد له
 وقيل صلة
 أي لفظة بيدي زائدة كما في قوله
 دعوت لما نابني مسورا ... فلبا فلبى يدي مسور وهو في غاية الركاكة
 وتحقيقه كما في الأول أي كالتحقيق الذي ذكرناه في الوجه من أنه موضوع للجارحة
 وقد تعذرت فيجب الحمل على التجوز عن معنى معقول هو القدرة
 الصفة السادسة العينان
 قال تعالى تجري بأعيننا ولتصنع على عيني وقال الشيخ تارة إنه صفة زائدة على سائر الصفات وتارة إنه البصر والكلام فيه ما مر آنفا فإن إثبات الجارحة ممتنع
 والحمل على التجوز عن صفة لا نعرفها يوجب الإجمال فوجب أن يجعل مجازا عن البصر أو عن الحفظ والكلاءة وصيغة الجمع للتعظيم
 الصفة السابعة الجنب
 قال تعالى أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله
 وقيل صفة زائدة
 وقيل المراد في أمر الله
 كما قال الشاعر
أما تتقين الله في جنب عاشق ... له كبد حرى وعين ترقرق أي تلمع وتتحرك
 ورقراق الشراب ما تلألأ منه
 أي جاء وذهب
 وكذلك الدمع إذا دار في الحملاق أو أراد الجانب
 يقال لاذ بجنبه أي بجنابه وحرمه
 الصفة الثامنة القدم
 قال أثناء حديث مطول فيضع الجبار قدمه في النار فتقول قط قط
 أي حسبي حسبي
 وفي رواية أخرى حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط بعزتك وكرمك
 وفي أخرى يقال لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد حتى يضع الرب قدمه عليها فتقول قط قط
 وتأويل الجبار بمالك خازن النار أو بمن يرفع نفسه عن امتثال التكاليف مما لا يلتفت إليه كيف وقد ورد في رواية أنس في أثناء حديث وأما النار فلا تمتلى حتى يضع الله رجله فيها
 الصفة التاسعة الإصبع
 قال إن قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن
 وفي رواية إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء
 ولا يمكن إثبات الجارحة
 وأما وجه التأويل فكما في اليدين
الصفة العاشرة اليمين
 قال تعالى والسموات مطويات بيمينه
 وتأويلها بالقدرة التامة ظاهرة
 الصفة الحادية عشرة التكوين
 أثبته الحنفية صفة زائدة على السبع المشهورة أخذا من قوله تعالى كن فيكون فقد جعل قوله كن متقدما على كون الحادثات
 أعني وجودها
 والمراد به التكوين والإيجاد والتخليق
 قالوا وإنه غير القدرة لأن القدرة أثرها الصحة
 والصحة لا تستلزم الكون فلا يكون الكون أثرا للقدرة
 وأثر التكوين هو الكون
 الجواب إن الصحة هي الإمكان
 وإنه للممكن ذاتي فلا يصلح أثرا للقدرة لأن ما بالذات لا يعلل بالغير بل به أي بإمكان الشيء في نفسه تعلل المقدورية فيقال هذا مقدور لأنه ممكن
 وذلك غير مقدور لأنه واجب أو ممتنع
 فإذن أثر القدرة هو الكون أي كون المقدور وجوده لا صحته وإمكانه
 فاستغنى عن إثبات صفة أخرى كذلك أي يكون أثرها الكون
 فإن قيل المراد بالصحة التي جعلناها أثرا للقدرة هو صحة الفعل بمعنى التأثير والإيجاد من الفاعل لا صحة المفعول في نفسه وهذه الصحة هي إمكانه الذاتي الذي لا يمكن تعليله بغيره
 وأما الصحة الأولى فهي بالقياس إلى الفاعل ومعللة بالقدرة فإن القدرة هي الصفة التي باعتبارها يصح من الفاعل طرفا الفعل والترك على سواء من الشيء المقدور له فلا يحصل بها منه أحدهما بعينه بل لا بد في حصوله من صفة أخرى متعلقة به
 أي بذلك الطرف وحده
 فتلك الصفة هي التكوين
 قلنا كل منهما أي من ذينك الطرفين يصلح أثرا لها أي للقدرة
وإنما يحتاج صدور أحدهما بعينه عنها إلى مخصص بعينه وهو الإرادة المتعلقة بذلك الطرف وحينئذ لا حاجة إلى مبدأ للكون غير القدرة المؤثرة فيه بواسطة الإرادة المتعلقة به
 وقد ورد في حديث ليلة المعراج وضع كفه بين كتفي فوجدت بردها في كبدي
 ولا يجوز إثبات الجارحة كما ذهبت إليه المشبهة
 فقيل هو موصوف بكف لا كالكفوف
 وقيل مؤول بالتدبير
 يقال فلان في كف فلان: أي في تدبيره
 فالمقصود من الحديث بيان ألطافه في تدبيره له وبيان أنه وجد روح ألطافه
 لأن البرد يطلق على كل روح وراحة وطمأنينة
 وقد ورد في الأحاديث أنه تعالى ضحك حتى بدت نواجذه
 ويمتنع حمله على حقيقته
 فقيل هو ضحك لا كضحكنا
 وقيل مؤول بظهور تباشير الخير والنجح في كل أمر
 ومنه ضحكت الرياض إذا بدت أزهارها
 فمعنى ضحك ظهر تباشير الصبح، والنجح منه، وبدو النواجذ عبارة عن ظهور كنه ما كان متوقعا منه.
 ومن كان له رسوخ قدم في علم البيان حمل أكثر ما ذكر من الآيات والأحاديث المتشابهة على التمثيل والتصوير وبعضها على الكناية
 وبعضها على المجاز مراعيا لجزالة المعنى وفخامته ومجانبا عما يوجب ركاكته فعليك بالتأمل فيها وحملها على ما يليق بها
 والله المستعان وعليه التكلان"...انتهى من المواقف ص147: 156
 
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-19, 17:09:41
ثم قال في أسماء الله الحسنى وشرح معانيها وذكر صفاتها ما يأتي:
"تسميته تعالى بالأسماء توقيفية
 أي يتوقف إطلاقها على الإذن فيه
 وذلك للاحتياط احترازا عما يوهم باطلا لعظم الخطر في ذلك
 والذي ورد به التوقيف في المشهور تسعة وتسعون اسما فلنحصها إحصاء
 الله اسم خاص بذاته لا يوصف به غيره
 فقيل علم جامد
 وقيل مشتق وأصله الإله
 حذفت الهمزة لثقلها وأدغم اللام
 وهو من إله إذا تعبد
 وقيل من الوله وهو الحيرة
 ومرجعهما صفة إضافية
 وقيل هو القادر على الخلق
 وقيل من لا يصح التكليف إلا منه
 فمرجعه صفة سلبية
 الرحمن
 الرحيم أي مريد الإنعام على الخلق
 فمرجعهما صفة الإرادة
 الملك أي يعز ويذل
 ولا يذل
 فمرجعه صفة فعلية وسلبية
 وقيل التام القدرة
 فصفة القدرة
 القدوس المبرأ على المعايب
 وقيل الذي لا يدركه الأوهام والأبصار
 فصفة سلبية
 السلام ذو السلامة عن النقائص
 فصفة سلبية
 وقيل منه وبه السلامة
 ففعلية
 وقيل يسلم على خلقه
 قال تعالى سلام قولا من رب رحيم
 فصفة كلامية
 المؤمن المصدق لنفسه ورسله
 إما بالقول فصفة كلامية أو بخلق المعجز ففعلية
 وقيل المؤمن لعباده من الفزع الأكبر إما بفعله الأمن أو بأخباره
 المهيمن الشاهد
 وفسر بالعلم وبالتصديق بالقول
 وقيل الأمين أي الصادق في قوله
 العزيز قيل لا أب له ولا أم
 وقيل لا يحط عن منزلته
 وقيل لا مثل له
 وقيل يعذب من أراد
 وقيل عليه ثواب العاملين
 وقيل القادر والعزة القدرة
 ومنه المثل من عزيز
 الجبار قيل من الجبر بمعنى الإصلاح
 ومنه جبر العظم
 وقيل بمعنى الإكراه
 أي يجبر خلقه على ما يريده
 وقيل منيع لا ينال
 ومنه نخلة جبارة
 وقيل لا يبالي بما كان وبما لم يكن
 وقيل العظيم
 أي انتفت عنه صفات النقص
 وقيل وحصل له جميع الكمال
 المتكبر قيل في معناه ما قيل في العظيم
 الخالق البارىء معناهما واحد
 المختص باختراع الأشياء
 المصور المختص بإحداث الصور والتراكيب
 الغفار المريد لإزالة العقوبة عن مستحقها
 القهار غالب لا يغلب
 الوهاب كثير العطاء
 الرزاق يرزق من يشاء
 الفتاح ميسر العسير
 وقيل خالق الفتح
 أي النصر
 وقيل الحاكم
 وهو إما بالإخبار أو بالقضاء
 ومنه قوله تعالى ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق أي احكم
 وقيل الحاكم المانع
 ومنه حكمة اللجام
 العليم العالم بجميع المعلومات
 القابض المختص بالسلب
 الباسط المختص بالتوسعة
 الخافض من الخفض
 وهو الحط والوضع
 الرافع المعطي للنازل
 المعز معطي العزة
 المذل الموجب لحط المنزلة
 السميع
 البصير ظاهر
 الحكم الحاكم وقيل هو الصحيح علمه وقوله وفعله
 العدل لا يقبح منه ما يفعل
 اللطيف خالق اللطف
 وقيل العالم بالخفيات
 الخبير العليم
 وقيل المخبر
 الحليم لا يعجل العقاب
 العظيم قد مر
 الغفور كالغفار
 الشكور المجازي على الشكر
 وقيل يثيب على القليل الكثير
 وقيل المثني على من أطاعه
 العلي
 الكبير كالمتكبر
 الحفيظ العليم
 وقيل لا يشغله شيء عن شيء
 وقيل يبقي صور الأشياء
 المقيت خالق الأقوات
 وقيل المقدر
 وقيل الشهيد وهو العالم بالغائب والحاضر
 الحسيب الكافي يخلق ما يكفي العباد
 وقيل المحاسب بإخباره المكلفين بما فعلوا
 الجليل كالمتكبر
 الكريم ذو الجود
 وقيل المقتدر على الجود
 وقيل العلي الرتبة
 ومنه كرائم المواشي
 وقيل يغفر الذنوب
 الرقيب كالحفيظ
 المجيب يجيب الأدعية
 الواسع
 الحكيم
 الودود المودود كالحلوب والركوب
 وقيل الواد
 أي يود ثناءه على المطيع وثوابه له
 المجيد الجميل أفعاله
 وقيل الكثير أفضاله
 وقيل لا يشارك فيما له من أوصاف المدح
 الباعث المعيد للخلائق
 الشهيد العالم بالغائب والحاضر
 الحق العدل
 وقيل الواجب لذاته
 وقيل المحق أي الصادق
 وقيل مظهر الحق
 الوكيل المتكفل بأمور الخلق
 وقيل الموكول إليه ذلك
 القوي القادر على كل أمر
 المتين هي النهاية في القدرة
 الولي الحافظ للولاية
 الحميد المحمود
 المحصي العالم
 وقيل المنبىء عن عدد كل معدود
 وقيل القادر
 ومنه علم أن لن تحصوه أي لن تطيقوه
 المبدىء المتفضل بابتداء النعم
 المعيد يعيد الخلق
 المحيي خالق الحياة
 المميت خالق الموت
 الحي ظاهر
 القيوم الباقي الدائم
 وقيل المدبر
 الواجد الغني
 وقيل العالم
 الماجد العالي
 وقيل من له من الولاية والتولية
 الأحد قد مر تفسيره
 الصمد السيد
 وقيل الحليم
 وقيل العالي الدرجة
 وقيل المدعو المسؤول
 وقيل الصمد ما لا جوف له
 القادر المقتدر ظاهر
 المقدم
 المؤخر يقدم من يشاء ويؤخر من يشاء
 الأول
 الآخر لم يزل ولا يزال
 الظاهر المعلوم بالأدلة القاطعة
 وقيل الغالب
 الباطن المحتجب عن الحواس
 وقيل العالم بالخفيات
 الوالي المالك
 المتعالي كالعلي
 البر فاعل البر
 التواب يرجع لفضله على عباده إذا تابوا إليه
 المنتقم المعاقب لمن عصاه
 العفو الماحي
 الرؤوف المريد للتخفيف
 مالك الملك يتصرف فيه
 ذو الجلال والإكرام كالجليل
 المقسط العادل
 الجامع أي للخصوم يوم القضاء
 الغني لا يفتقر إلى شيء
 المغني المحسن لأحوال الخلق
 المانع لما يشاء من المنافع
 الضار
 النافع منه الضرر والنفع
 النور
 الهادي يخلق الهدى
 البديع أي المبدع
 الباقي لا آخر له
 الوارث الباقي بعد فناء الخلق
 الرشيد العدل
 وقيل المرشد
 الصبور الحليم
 وقد مر
 فهذه هي الأسماء الحسنى نسأل الله ببركتها أن يفتح علينا أبواب الخير ويغفر لنا ويرحمنا إنه هو الغفور الرحيم"
انتهى من المواقف ص306: 312
 
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-07-19, 23:21:20
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ الكريم فارس الشرق
إخوتي الكرام
أستميحكم عذرا في التغيب قليلا عن المنتدى، حيث ننتقل غدا -بفضل الله تعالى- الى مسكننا الجديد

وليس في بيتنا الجديد انترنت بعد.. وإن شاء الله لا يطول بنا الامر هكذا...
وقد أستطيع الاطلال على المنتدى من بيت بعض الاقارب، لكنني سأستغل عندها الفرصة لمتابعة اخبار سوريا والثورات عموما
أما هذا الموضوع فيحتاج طبعا لهدوء وتركيز.. لهذا سأؤجل المشاركة فيه إلى ان يتوفر لي انترنت في البيت بإذن الله

آمل ألا يزعجكم هذا التأخير في المتابعة.. وعساه خيرا ان شاء الله

العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: محمد عيد في 2011-07-19, 23:54:44
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننتقل غدا -بفضل الله تعالى- الى مسكننا الجديد




      وعلـــيـــــكــــم الـــــــســــــلام ورحـــــــــمــــــــــــة الـــلــــه وبــــــركــــاتــــه

ألف مبروك ياماما هادية  
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: محمد عيد في 2011-07-20, 00:01:29


إ ن شــــــــــــــــــــــــــــــاء الــــــــــــــلـــــــــــــــــه تــــــــــــــــــــــاجــــــــــــي بالـــــــــســـــلامة
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: أبو شعيب في 2011-07-20, 06:05:51
أخي الكريم (فارس الشرق) ؛

مع احترامي الكبير لك ، وأرجو أن تعذرني فيما سأقوله ، فإن ما تجادل فيه قليل الفائدة جداً ، ومضيعة للوقت والجهد .

يكفي أن يقال لك إن بعض الأشاعرة ليسوا حجة على بعض .. وأن الاجتهادات لا تلزم إلا أصحابها .. كما قد قيل كثيراً في مثل هذه الحوارات .

أنت الآن تتحاور مع الأخت (ماما هادية) في معتقدها هي في هذه المسألة .. أو بالأحرى : في المدرسة الأشعرية التي تنهج نهجها في الاعتقاد .. فلا يلزمها الرد على أكثر ما أوردته لها .

وأرى أن الحوار يجب أن يتوقف عند هذا الحد للنتقل إلى استظهار الحق في مسألة الصفات ، وهل الأولى اتباع المدرسة السلفية أم الأشعرية .

هذا رأيي المجرد ، ولا ألزمك به .. ولك مني كل مودة وتقدير .

-------------------------

الأخت (ماما هادية) ؛

رافقتك السلامة في حلك وترحالك .. ننتظر عودتك ، وسأدرج مشاركتي في التعقيب على كلامك الأخير الموجه لي عندما تعودين ، إن شاء الله .
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: فارس الشرق في 2011-07-20, 21:31:45
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ الكريم فارس الشرق
إخوتي الكرام
أستميحكم عذرا في التغيب قليلا عن المنتدى، حيث ننتقل غدا -بفضل الله تعالى- الى مسكننا الجديد



تصحبكم السلامة يا ماما هادية، وتصلون بالخير والعافية، وبارك الله في مسكنكم الجديد وأدام الله عليكم الخير والإنعام....
سنفتقدكم  ::cry:: :emoti_209: emo (30):   
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-08-25, 22:00:10
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير
جعلنا الله وإياكم من عتقاء شهر رمضان، وبارك لنا فيما بقي منه، وبلغنا العيد وأمتنا الإسلامية بأحسن حال

أحببت أن أبلغكم اعتذاري عن طول غيابي، واعتذار خاص لفارس الشرق والاخ ابي شعيب، ويبدو أن غيابي سيطول أكثر، ولله الأمر من قبل ومن بعد، فحتى الان لم يتوفر لنا انترنت في منزلنا الجديد، والدقائق التي ادخل منها من بيوت بعض الاقارب تكفي بالكاد لمتابعة بريدي الخاص

أرجو ألا تنسونا واهل الشام من دعاءكم الصالح في هذه الايام المباركة

وكل عام وأنتم بخير وأمن وإيمان، ومحبة من الرحمن
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-10-10, 12:21:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي الكرام
استقرت أموري واشتركنا في انترنت بفضل الله
ويمكنني الان مواصلة الموضوع ان احببتم
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2018-04-11, 00:13:09
السلام عليكم
حوار شيق ومفيد، ليته استكمل
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: فاطمة عبد الرحمن في 2018-04-14, 19:54:30
السلام عليكم
وأنا كنت تمنيت وأنا أقرأ لو أن النقاش اكتمل، تفضلوا هذا النص للمسيري وكلامه رائع:

قال الدكتور المسيري رحمه الله:
---------------------------------

فإن التفويض تسليم ، فالمسألة أعظم من العقل وأعظم من أن نحكم فيها بيقين كامل ، بل هو ترجيح وكفى .
وإن التأويل تنزيه ، وليس تعطيلا كما يزعم البعض ، فالمؤولة يعرفون جلال الله وكماله حق المعرفة ، ولا ينازع في هذا إلا مكابر .

وإن الإثبات بضوابطه هو لون من التأويل ، فإنهم عندما يقولون : نثبت ما أثبته الله لنفسه بلا تشبيه ، فقد قالوا بالمجاز ، فإن صرف اللفظ عن ظاهره في الوضع العربي هو مجاز وتأويل ، فإن اللغة لا تعرف يدا حقيقية إلا اليد البشرية بلحمها وشحمها وعظمها ، ومتى أثبتوا لله تعالى يدا لا كالأيدي فقد لزمهم المجاز.

ومن هنا فنحن نخفف الوطء وندعو إلى التقارب بين هذه المذاهب ، ونرجو عدم التصايح بعبارات التفسيق والتبديع تجاه هؤلاء الفرقاء ، فلم تكن المسألة في يوم ما عهد النبوة الأولى موضع أخذ ورد ، ولا تساؤل واستفهام وتركت المسألة للفهم الصافي الذي درج عليه العربي الفصيح .

إن الذين يخوضون في الصفات الخبرية ويجمعونها ويجادلون حولها ، ويجعلونها محور العقيدة وأساس الدين – هؤلاء يفقدون الحس اللغوي البليغ وتنقصهم الخشية من الله تعالى … فإن آيات ما يسمى بالصفات الخبرية لم ترد لإثبات أجزاء للذات الإلهية ولا لتحديد أعضاء لها !!

إنها آيات ذات دلالة حكيمة لها صلة موضوعية بالسياق الذي وردت فيه ...فقوله تعالى " يد الله فوق أيديهم "لم يرد في القرآن المجيد لإثبات اليد ، ولا للحديث عن أوصاف الإله ، وإنما جاء لتأكيد بيعة المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحثهم على الوفاء لها والالتزام بها والحرص عليها.

نقرأ : “ إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما "

وقوله جل شأنه : “ فإنك بأعيننا " لم يأت لإثبات العين لله تعالى ولا علاقة له بهذا الجانب مطلقا، ولقد جاء التعبير الكريم دعوة للصبر ، وتثبيتا لقلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعما له في موقفه أمام أعدائه ، وبيانا لفضل الله عليه ورعايته له .
ولنقرأ : “ واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم * ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم "
وقوله سبحانه : “ الرحمن على العرش استوى " ماجاء لإثبات صفة ذات لله تعالى ، وإنما لتأكيد صفة فعل للواحد القهار.

إن السياق القرءاني لهذه التعبير في سابقه ولاحقه يجلي آثار الإبداع والقدرة والهيمنة الإلهية .
ولنقرأ : “ تنزيلا ممن خلق الأرض والسموت العلى * الرحمن على العرش استوى * له ما في السموت والأرض وما بينهما وما تحت الثرى “

ولنقرأ أيضا : “ الله الذي رفع السموت بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون "
ولو أخذنا مثالا من الحديث النبوي الشريف لوجدنا أن الأمر لا يختلف عما قلناه من أن السياق اللغوي هو الذي يحدد المعنى المراد .

ففي صحيح الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ، ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح "

فبالله عليك ماذا يفهم الإنسان السوي من هذا الحديث الشريف ؟!

هل المسألة المطروحة هنا هي إثبات الفرح صفة لله تعالى ؟!

لقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يفتح باب الأمل أمام الإنسان ، وينتشله من وهدة ذنوبه ومعاصيه ، ويرتفع به إلى سمو الطهارة الروحية والأخلاقية … وهذا هو محور الحديث ومقصده .

إن هؤلاء الذين يتخذون من تلك النصوص الكريمة دلائل لما يسمى الصفات الخبرية يفقدون الحس اللغوي البليغ !!

وقد أتى بعضهم بأمر عجب جمع ما تفرق من النصوص الشرعية وألف كتبا تحمسوا لها وساقوا ما يلي :
باب ما جاء في إثبات العين ، واليدين ، واليمين ، والكف ، والأصابع ، والساعد ، والذراع ، والساق ، والقدم ، والرجل ، والتقرب ، والإتيان ، والهرولة ، والضحك ، والفرح ، والنظر ، والغيرة ، والملال ، والتردد ، والصبر .
إن هذا الموقف تنقصه الخشية من الله عز وجل .

ولم يكن أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن اليمين والأصابع ، ولم يتوقف إيمان أحد منهم على إثبات صفة الضحك والفرح ، وأدركوا بحسهم الفطري المعاني العظيمة للغة القرءان المجيد الذي نزل بلسان عربي مبين يعرف الحقيقة والمجاز في التعبير ، وأنه إذا خلا الكلام عن المجاز خلا عن الحسن !!
إن هذه النصوص الشرعية لا تقدم صفة من صفات الذات الإلهية ، ولا تأمر بعقيدة يرتبط بها الإيمان "
.--------------------------
أ.هـ كلام الدكتور المسيري .
العنوان: رد: الفرق بين مصطلحي السلفية والسلف الصالح
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-04-16, 07:36:08
جزاك الله خيرا يا فاطمة
مداخلة ممتازة

شكرا لمتابعتك يا زينب