(http://www.freewebs.com/fileshere/photos/Second-story/Selma%204%20-%20Copy-1.jpg)
حين عاد والدها من العمل كانت سمر تجلس القرفصاء على عتبة الباب وقد احتضنت دميتها في حنان، وكانت ذراعها مربوطة بقطعة قماش إلى بقية جسمها.
وقفت لتعانقه في حب ثم عادت لتجلس في حزن
ـ ماذا في يدك يا سمر؟
ـ إنها سالي يا أبي، فقدت ذراعها فأعادتها أمي وربطتها بالقماش...
ابتسم الأب وهو يجلس إلى جانب ابنته :
ـ مسكينة، يجب أن نجري لها عملية جراحية!
ـ لا يا أبي، ألا تعلم أن الأطباء لا يداوون إلا المرضى من البشر؟ لم يتخصص أحدهم في أمراض الدمى بعد. لكنني سأفعل حين أكبر...
انفجر الأب ضاحكا و قبل ابنته البريئة و هو يقول :
ـ قبل أن تفكري في التخصص في أمراض الدمى تعالي سأريك شيئا
(http://www.freewebs.com/fileshere/photos/Second-story/Selma%205holame.jpg)
أمسك بيدها الصغيرة في كفه ودخلا قاعة الجلوس. فتح الأب التلفاز، واتخذت سمر مجلسها قريبا منه، تتابع حركاته في اهتمام. كانت نشرة الأخبار تنقل صور الجرحى إثر الاعتداء الأمريكي على العراق، والجثث المتناثرة هنا وهناك مع نقص الأطباء والدواء الأماكن المحدودة في المستشفيات.
نظرت سمر الصغيرة إلى الشاشة في فزع، فلم تكن في سنها تتابع الأخبار أو تهتم بها :
ـ ما الذي يحصل هناك يا أبي؟
ـ أرأيت يا بنيتي؟ هؤلاء بشر مثلنا، ليسوا دمى ولا ألعابا ولكنهم لا يجدون من يداويهم. مهددون بالموت يوميا. قد يفقدون ساقا أو ذراعا و لا يجدون حتى كيف يربطونها بخرقة بالية مثل سالي. سالي محظوظة يا ابنتي لأنها وجدتك ولأنك مهتمة بها. بعض البشر في العالم لا يجد اهتماما من أحد.
أطرقت سمر في حيرة :
ـ ولكن أطباء البشر كثر، في حينا أكثر من ثلاث عيادات... فكيف لا يجدون من يهتم بهم؟
ربت الأب على رأس ابنته و قال :
ـ نحمد الله لأننا في نعمة، الطبيب قريب والصيدلي الذي نجد عنده الدواء في نهاية الشارع، كل المرافق الضرورية متوفرة لدينا. لكن إخواننا في أماكن أخرى من العالم العربي و المسلم يعانون من نقص الغذاء فما بالك بالدواء. بعضهم لا يجد قوت يومه و يبات بمعدة خاوية
تناول الأب الجريدة التي وضعها على الطاولة وبحث فيها لبرهة قبل أن يتوقف عند صورة مؤثرة لطفل رضيع لا يتجاوز عمره بضعة أشهر تحمله والدته بين ذراعيها بصعوبة نظرا لدقة عظامه وضعف بنيته. و قال معلقا :
ـ الآلاف يموتون في النيجر بسبب نقص المياه والطعام. المساعدات التي تقدم لهم غير كافية بالمرة، والأمراض تنتشر بسرعة شديدة... وعدد الأطباء هناك ليس كافيا
بدا الاهتمام على الفتاة التي لم يتجاوز سنها السبع سنوات :
ـ ألا يمكننا مساعدتهم يا أبي؟
ـ بالطبع يمكننا المساعدة، بتقديم التبرعات وإرسال الغذاء والدواء. كما أن بعض الأطباء يسافرون إلى هناك لتقديم العون ومعالجة الجرحى. ونملك أيضا أن ندعو لهم أن يرحمهم و يعينهم على مصيبتهم.
(http://memberfiles.freewebs.com/40/20/57352040/photos/Second-story/doneholame6.jpg)
رفعت سمر كيفيها الصغيرتين في دعاء بريء :
ـ يا رب لماذا يتعذب أهل النيجر والعراق؟ يا رب ارحمهم و أعنهم... يا رب أرسل لهم من يحمل الماء و الطعام, يا رب أرسل لهم الأطباء والممرضين... يا رب تقبل مني...
أنهت سمر الصغيرة دعاءها ثم وقفت وفي عينيها نظرة حماس وتحد :
ـ حين أكبر سأصبح طبيبة للبشر و سأسافر إلى العراق لأساعدهم
ابتسم الأب في تفاؤل وهو يقول :
ـ نأمل أن لا تنتظرك الحرب!
ـ سأسافر إلى النيجر أيضا... بل إلى كل مكان يحتاجون فيه إلى الأطباء
توقفت للحظات متفكرة :
ـ ولكنني لن أكون قادرة على مداواتهم جميعا بمفردي... يجب أن يكون هناك عدد كبير من الأطباء معي...
نظر إليها والدها مبتسما :
ـ نعم بالطبع، إن شاء الله سيكون هناك الكثيرون من أبناء جيلك محبون لغيرهم، ويفعلون ما بوسعهم لتقديم العون لإخوانهم.
أخذت سمر دميتها ودخلت إلى غرفتها. وضعتها على الفراش وغطتها جيدا ثم خرجت راكضة إلى أمها
ـ أمي أمي...
ـ نعم سمر أنا هنا، ما الأمر؟
(http://memberfiles.freewebs.com/40/20/57352040/photos/Second-story/done.jpg)
وصلت سمر وهي تقفز منفعلة :
ـ لا أريد أن تشتري لي دمية جديدة، أريد شيئا آخر... في الغد أريد أن نذهب إلى المحل الذي اشترينا منه سالي... وتشترين لي علبة التمريض الكاملة. رأيتها عنده في المرة الماضية!
نظرت إليها والدتها في إشفاق :
ـ هل ستمرضينها إلى أن تشفى؟
هزت سمر رأسها نفيا :
ـ لا يا أمي، غيرت رأيي... لكنني سأتدرب على التمريض من الآن... لأنني حين أكبر سأصبح طبيبة ماهرة وأسافر إلى العراق أو إلى أي مكان آخر يحتاجون فيه إلى الأطباء لأعالج الناس مجانا...
سكتت للحظات، ثم أضافت وعلى شفتيها ابتسماتها العذبة :
ـ ثم بعد أن يشفى جميع البشر، سأفكر في الدمى!
نظرت الأم إلى طفلتها في فخر :
ـ نعم يا ابنتي طبعا، لك ذلك... غدا بإذن الله نشتري العلبة
قفزت سمر من الفرح وركضت لتبشر والدها...
بقلم: خولة
رسم: سفينة
تلوين: زينب
يا سلاااااااام
لقد أعجبتني القصة كثيراً
يالها من متعة كبيرة
مثل متعتي عندما ماما هادية تحكي لي قصة من قصص الأنبياء في وقت النوم
وعن الرسم: الرسم أعجبني كثييييييراً
كأنه رسم فنان
good::)(
الأحمر هو لوني المفضل
sm::))(
سعيدة أنها أعجبتكِ
(http://www.anikaos.com/0005-pinky/kaos-pinky02.gif)(http://www.anikaos.com/0005-pinky/kaos-pinky02.gif)