أيامنا الحلوة

الساحة العامة => :: كشكول الأيام :: => الموضوع حرر بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-09, 12:18:44

العنوان: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-09, 12:18:44
بسم الله الرحمن الرحيم

سأحاول تخصيص هذا الموضوع لما يعرض لي من أسئلة وتساؤلات واستفسارات في مواضيع شتى ..
وكذلك أتمنى أن تضعوا إخوتي ما يعرض لكم منها فيه ...
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-09, 13:42:11
سأبدأ بسؤالي واستيضاحي الأول بإذن الله  emo (30):

وأنا مع حديث صحيح في "مسلم" ترويه عائشة رضي الله عنها .. وفيه إجابات لها على أسئلة من سعد بن هشام رضي الله عنه عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن وتره ...

وما سأضع تحته خطا هو موضوع سؤالي خاصة

نص الحديث :

عن سعد بن هشام قال: انطلقتُ إلى عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ . فسألتُه عن الوترِ . فقال: ألا أَدُلُّكَ على أعلمِ أهلِ الأرضِ بوترِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال : من ؟ قال : عائشةُ . فأْتِها فاسأَلْها . ثم ائْتني فأَخْبِرني بردِّها عليك . فانطلقتُ إليها . فأتيتُ على حكيمِ بنِ أفلحَ . فاستلحقتُه إليها . فقال : ما أنا بقاربِها . لأني نهيتُها أن تقول في هاتين الشِّيعتَينِ شيئًا فأبَتْ فيهما إلا مُضِيًّا . قال فأقسمتُ عليه . فجاء . فانطلقْنا إلى عائشةَ، فاستأذنَّا عليها . فأذِنتْ لنا . فدخلْنا عليها . فقالت : أحكيمٌ ؟ ( فعرفته ) فقال : نعم . فقالت : من معك ؟ قال : سعدُ بنُ هشامٍ . قالت : من هشامُ ؟ قال : ابنُ عامرٍ . فترحَّمَتْ عليه . وقالت خيرًا . ( قال قتادةُ وكان أُصيبَ يومَ أُحُدٍ ) فقلتُ : يا أمَّ المؤمنِين ! أنبِئيني عن خُلقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . قالت : ألستَ تقرأ القرآنَ ؟ قلتُ : بلى . قالت : فإنَّ خُلُقَ نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان القرآنَ ،قال فهممتُ أن أقومَ ، ولا أسأل أحدًا عن شيءٍ حتى أموتَ . ثم بدا لي فقلتُ : أَنْبِئيني عن قيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقالت : ألستَ تقرأُ : يا أيها المزمِّلُ ؟ قلتُ : بلى . قالت : فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ افترض قيامَ الليلِ في أولِ هذه السورةِ . فقام نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه حَولًا . وأمسك اللهُ خاتمتَها اثني عشرَ شهرًا في السماءِ . حتى أنزل اللهُ  في آخر هذه السورةِ  التَّخفيفَ، فصار قيامُ الليلِ تطوُّعًا بعد فريضةٍ . قال : قلتُ : يا أمَّ المؤمنين ! أَنْبِئيني عن وترِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقالت : كنا نعُدُّ له سواكَه وطهورَه . فيبعثه اللهُ ما شاء أن يبعثَه من الليلِ . فيتسوَّك ويتوضَّأُ ويصلِّي تسعَ ركعاتٍ . لا يجلس فيها إلا في الثامنةِ . فيذكر اللهَ ويحمدُه ويدعوه . ثم ينهض ولا يسلِّمُ . ثم يقوم فيصلي التاسعةَ . ثم يقعد فيذكر اللهَ ويحمدُه ويدعوه . ثم يسلِّم تسليمًا يسمِعُنا . ثم يصلِّي ركعتَين بعد ما يسلِّمُ وهو قاعدٌ. فتلك إحدى عشرةَ ركعةً ، يا بنيَّ . فلما أَسَنَّ نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، وأخذه اللحمُ ، أوتَر بسبعٍ . وصنع في الركعتَين مثلَ صُنعِه الأولِ . فتلك تسعٌ ، يا بنيَّ . وكان نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا صلَّى صلاةً أحبَّ أن يُداوِمَ عليها . وكان إذا غلبه نومٌ أو وجَعٌ عن قيامِ الليلِ صلَّى من النهارِ ثِنتي عشرةَ ركعةً. ولا أعلم نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قرأ القرآنَ كلَّه في ليلةٍ . ولا صلَّى ليلةً إلى الصبحِ . ولا صام شهرًا كاملًا غيرَ رمضانَ . قال فانطلقتُ إلى ابنِ عباسٍ فحدّثْتُه بحديثِها . فقال : صدَقَتْ . لو كنتُ أقربُها أو أدخلُ عليها لأتيتُها حتى تشافِهَني - به . قال قلتُ : لو علمتُ أنك لا تدخلُ عليها ما حدَّثتُك حديثَها . وفي رواية : أنه طلَّق امرأتَه . ثم انطلق إلى المدينةِ ليبيعَ عَقارَه . فذكر نحوه .

الراوي : عائشة . صحيح مسلم.

--------------------------------------

أولا : الشيعتان اللتان يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه نهاها عن القول فيهما، لم أجد ما يشفي وأنا أقرأ الشروح، والحقيقة أن الشروح التي أقرأها كثيرا ما لا أجد فيها تبحرا في معاني الحديث ومراميه بقدر ما أجد فيها من التبحر اللغوي ... !!

أيعني بهما قضية الخلاف الذي كان بين فئتي الصحابة ؟؟ وإن كان كذلك، فما الذي مضت فيه عائشة رضي الله عنها من القول فيهما وأنا أعلم ما صحّ عنها أنها بقيت تبكي خروجها إلى الكوفة في وقعة الجمل حتى توفيت.. ؟

ثانيا: ثم هنا نرى كيف أن من الصحابة من كان يقول أنه لا يقرب عائشة رضي الله عنها غضبا منها، من مثل حكيم بن أفلح، ثم عبد الله بن عباس كذلك ... فهل وصل بينهم الخلاف إلى هذا الحد وهي من هي تعليما ونصحا وإرشادا للمؤمنين ؟؟
نعم من ناحية نلاحظ تواضع ابن عباس وإشارته على سعد بن هشام بعائشة رضي الله عنهم جميعا، ومن ناحية أخرى هو لا يقربها ...!

ثالثا (السؤال الأهم) : ما الفرق بين صلاة القيام وصلاة الوتر؟؟ بمعنى هل هذا الوتر الذي تصفه عائشة هو نفسه صلاة القيام أم أن القيام هو عدد من الركعات تُردف بهذا الوتر ؟؟

وجزاكم الله خيرا .  emo (30):

 

العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-10, 07:06:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
افضل شرح لاحاديث الامام مسلم تجدينه في كتاب المنهاج للامام النووي
ثانيا- الوتر يعني الفرد، وعليه فأي صلاة عدد ركعاتها فردي تسمى وترا، واي صلاة نافلة بعد العشاء تسمى قيام ليل، فان كانت في الثلث الاخير من الليل كانت تهجدا
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي القيام والوتر على صور متعددة، منها هذه الصورة المذكورة في الحديث، وآكدها ما جاء في قوله" صلاة الليل مثنى مثنى، فإن خفت الفجر فأوتر بواحدة"
والاحاديث تبين الصور المختلفة لصلاته صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي دور الفقهاء في النظر لهذه النصوص والترجيح بينها واستنباط الصور الآكد والصور الاقل تأكيدا
والله اعلم
ثالثا- الصحابة رضوان الله عليهم يشر، يعتريهم ما يعتري البشر من غضب ورضا وخصام ووئام، لكنهم كانوا وقافين عند حدود الله، لا يتجاوزون في رضاهم او غضبهم شرع الله فلا يفجرون في الخصومة ولا يظلمون.
ان وعينا هذا، وعرفنا انهم ليسوا ملائكة ولا انبياء، استطعنا ان نفهم سيرتهم وهديهم ونجلهم ونوقرهمربل ونكبرهم حين نرى كيف انهم رغم الغضب والخلاف لا يظلمون ولا يغمطون الحقوق
فمنذا يصل الى ما وصلوا اليه من التقى ومغالبة الهوى؟
 
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-10, 07:35:26
طالعت الان موقع الدرر ووجدت تعليقا في النسائي على هذا الحديث يستشكل فيه موضع ركعة الوتر ويقول: لا ادري ممن الخطأ في موضع وتره عليه السلام.
ورواية اخرى للحديث في النسائي جاء فيها: لا يجلس فيهن الا عند الثامنة، يجلس فيذكر الله عز وجل ويدعو ثم يسلم تسليما يُسمعنا،رثم يصلي ركعتين وهو جالس بعدما يسلم، ثم يصلي ركعة،رفتلكرإحدى عشرة ركعة ... الخ
 وهذه الرواية هي المعتمدة عند الفقهاء
لهذا ذكرت آنفا انه لا بد للرجوع في كيفية العبادات لاقوال الفقهاء وترجيحاتهم وعدم اخذها مباشرة من الاحاديث لعدم علمنا بالعلل والترجيحات
والله اعلم
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-10, 10:18:54
جزاك الله كل خير يا هادية 

فعلا كنت قد بحثت وقرأت في كيفيات القيام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع عدد من الأحاديث الصحيحة في ذلك ... ولكن هذه الرواية الأخيرة التي ذكرتها لم أرَها ...

شكرا هادية بارك الله فيك  :rose:::

سؤال الشيعتين وقولها فيهما إن كان عندك عنه شيء لو سمحت .
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-10, 10:44:10
لديّ سؤال جديد  emo (8):

وأنا مع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحديدا مع زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم حبيبة بنت أبي سفيان..

عادة أتحرى الصحيح من السيرة كما أتحرى الصحيح من الحديث، إذ أن عددا من الأخبار في السيرة وقفت على ضعفها فألغي تقديمها.. وتعودت البحث عن صحة الخبر في السيرة قبل أن أعتمده لتقديمه ...

هناك حديث صحيح في "مسلم" ورد فيه أن أبا سفيان هو الذي عرض تزويج ابنته أم حبيبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو التالي :
---------------------------------
كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيانَ ولا يُقاعدونه . فقال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : يا نبيَّ اللهِ ! ثلاثٌ أعطنِيهنَّ . قال " نعم " قال : عندي أحسنُ العربِ وأجملُه ، أمُّ حبيبةَ بنتُ أبي سفيانَ ، أُزوِّجُكَها . قال " نعم " قال : ومعاويةُ ، تجعلُه كاتبًا بين يدَيك . قال " نعم " . قال : وتؤَمِّرُني حتى أقاتلَ الكفارَ ، كما كنتُ أُقاتلُ المسلمين . قال " نعم " . قال أبو زميلٍ : ولولا أنه طلب ذلك من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ما أعطاه ذلك . لأنه لم يكن يُسئلُ شيئًا إلا قال " نعم " .
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 2501 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث

----------------------------------

وهو في الصحيح، وهذا ينفي خبر تزويج النجاشي لها بابتعاث رسول الله صلى الله عليه وسلم لرسوله إليه يطلب ذلك منه . وقد وجدت أن هذا الخبر الصحيح في مسلم هو الذي به الوهم .

فما حقيقة الأمر ؟ ثم أريد أن أستوضح عما روي عن تزويج النجاشي لها، وكما نعلم هو يخفي إسلامه، فكيف كان ذلك منه حسب الرواية التالية:
---------------------------------
لما مات عُبيدُ اللهِ بنُ جحشٍ رأيتُ في النومِ كأنّ أبي يقولُ لي يا أمَّ المُؤمنين ففزِعتُ وأوَّلتُها أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتزوَّجُني قالت فما هو إلا أن انقضتْ عِدَّتي فما شعرتُ إلا برسولِ النجاشيِّ جاريةً يقالُ لها أبرهةُ كانت تقومُ على بناتِه دخلت عليَّ فقالت إنَّ الملِكَ يقولُ لكِ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كتب إليَّ أن أُزوِّجَكِ منه فقلتُ بشَّركِ اللهُ بالخيرِ ثم قامتْ فدفعتْ لها سِوارينِ من فضةٍ وخواتيمَ من فضةٍ كانت في أصابعِ رجلَيها سُرورًا بما بشَّرتْها وأرسلتْ إلى خالدِ بنِ سعيدِ بنِ العاصِ فوكَّلتْه فلما كان العشاءُ أمر النجاشيُّ جعفرَ بنَ أبي طالبٍ ومَن هناك من المسلمين فحضَروا فخطب النجاشيُ فقال الحمدُ للهِ الملكِ القدُّوسِ السلامِ المؤمنِ المهيمنِ العزيزِ الجبارِ بحقِّ حمدِه وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه وأنه الذي بشَّر به عيسى بنَ مريمَ أما بعدُ فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كتب إليَّ أن أُزوِّجَه أمَّ حبيبةَ بنتَ أبي سُفيانَ وقد أجبتُه إلى ما دعا وقد أصدقتُها عنه أربعمئةِ دينارٍ ثم سكب الدنانيرَ فتكلَّم خالدُ بنُ سعيدٍ فقال الحمد للهِ أحمدُه وأستعينُه وأستنصِرهُ وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه أرسله بالهدى ودينِ الحقِّ لِيُظهرهُ على الدينِ كلِّه ولو كره المشركون أما بعدُ فقد أجبتُ إلى ما دعا إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وزوَّجتُه أمَّ حبيبةَ بنتَ أبي سفيانَ فبارَك اللهُ لرسولِه ثم قبض الدنانيرَ ودعا النجاشيُّ بطعامٍ فأكلوا ثم تفرَّقوا فلما وصل الذهبُ أمَّ حبيبةَ أرسلَتْ به إلى أبرهةَ خمسين دينارًا التي بشرتْها فردَّتْها وردَّتْ جميعَ ما أخذتْ منها وقالت قد عزم عليَّ الملِكُ ألا أرزأَكِ شيئًا وقد أسلمتُ للهِ واتَّبعتُ رسولَه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فإذا وصلتِ إليه فأَقرِئيهِ مِنّي السلامَ وأعلِميه أني قد اتَّبعتُ دينَه وقد أمر الملِكُ نساءَه أن يبعثْنَ إليك بكلِّ ما عندهنَّ من العِطرِ قالت فلما كان الغدُ جاءتني بعودٍ وورْسٍ وعنبرٍ وزبادٍ كثيرٍ وكانت هي التي جهَّزتهنَّ فلما قدِمتْ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أخبرتْه الخبرَ وما فعل النجاشيُّ وما فعلتْ أبرهةُ معي وأقرأَتْه منها السلامَ فقال وعليها السلامُ ورحمةُ اللهِ
الراوي : رملة بنت صخر بن حرب | المحدث : الزيلعي | المصدر : تخريج الكشاف

الصفحة أو الرقم: 3/455 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] الواقدي

العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-22, 08:53:28
استيضاح  emo (30):


الحديث التالي :

أنَّ أباه كتَب إلى عُمرَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الأرقَمِ الزُّهريِّ : يأمُرُه أن يدخُلَ على سُبَيعَةَ بنتِ الحارثِ الأسلَميَّةِ، فيسألهَا عن حديثِها، وعما قال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين استَفتَته . فكتَب عُمَرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الأرقَمِ إلى عبدِ اللهِ بنِ عُتبَةَ يُخبِرُه : أن سُبِيعَةَ بنتَ الحارثِ أخبَرَتْه : أنها كانتْ تحتَ سعدِ بنِ خَوْلَةَ، وهو من بني عامرِ بنِ لُؤَيٍّ، وكان ممن شَهِدَ بدرًا، فتُوفِّيَ عنها في حَجَّةِ الوَداعِ وهي حاملٌ، فلم تَنشَبْ أن وضَعَتْ حملَها بعدَ وفاتِه، فلمَّا تَعَلَّتْ من نِفاسِها تجمَّلَتْ للخُطَّابِ، فدخَل عليها أبو السنابِلِ ابنُ بَعكَكٍ، رجلٌ من بني عبدِ الدارِ، فقال لها : ما لي أراكِ تجمَّلْتِ للخُطَّابِ، تُرَجِّينَ النِّكاحَ، فإنكِ واللهِ ما أنتِ بناكحٍ حتى تمرَّ عليكِ أربعةُ أشهرٍ وعشرٌ . قالتْ سُبَيعَةُ : فلما قال لي ذلك جمَعْتُ عليَّ ثِيابي حين أمسَيْتُ، وأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسألتُه عن ذلك، فأفتاني بأني قد حَلَلْتُ حين وضعْتُ حَملي، وأمَرَني بالتَّزَوُّجِ إن بَدا لي . تابعه أصبغ عن ابن وهب عن يونس. وقال الليث: حدثني يونس عن ابن شهاب وسألناه فقال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مولى بني عامر بن لؤي أن محمد بن إياس بن البكير - وكان أبوه شهد بدراً - أخبره.

الراوي : سبيعة بنت الحارث الأسلمية | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

-----------------------------


استشكل عليّ الأمر في دخول أبي السنابل على سُبيعة وهي متزينة، كيف كان ذلك  وهو غريب عنها  ؟؟ وما معنى تزيّنها حتى فهم أنها تريد الخطاب، ونحن نعلم أن الحجاب مفروض؟؟
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-22, 15:01:18
يجب تفسير ذلك في ضوء ما نعرفه من أحكام فيزول الإشكال
فالأحكام الفقهية لا تؤخذ من حديث واحد، بل من مجموع الاحاديث في الموضوع الواحد
المرأة المتوفى عنها زوجها مأمورة بالإحداد، والأحداد يعني ألا تلبس الملون ولا المزركش من الثياب ولا تكتحل ولا تتخضب بالحناء ولا تمس طيبا، ولا تستقبل الخطاب.
أبو السنابل كما قال شراح الحديث كان من أقاربها، ودخوله عليها لا يقتضي انه دخل عليها في خلوة، وإن لم يذكر الحديث ذلك، لأن هذا ليس موضوع الخبر، فالمخبرون يركزون على موضوعهم، ولا يرسمون لك الصورة كاملة، فدخوله قد يكون بحضرة محارمها أو نسوة اخريات من اهل بيتها وغير ذلك... فرآها لا ترتدي ملابس الحداد، أي ترتدي ثيابا ملونة او مزركشة، ولكنها بالطبع سابغة ومستوفية لشروط الحجاب الشرعي، ولعله رأى الحناء في يديها أو الكحل في عينيها، وقد علمنا ان هذا النوع من الزينة لثباته، ولكونه لايزول بسهولة، فلا يمكن للمرأة ان تكتحل وتختضب مساءً ثم تزيله صباحا، لذا قال بعض العلماء انه مما عفي عنه من الزينة الظاهرة (على خلاف بينهم)
وربما كان القصد فقط لبس المزركش والملون من الثياب، وترك ثياب الحداد، فالحديث لا يصرح بنوع الزينة التي رآها واستنكرها..
وربما هو لم ير زينة أصلا، وإنما علم أنها تجملت لاستقبال الخطاب (الذين يرسلون عادة أمهاتهم أو أخواتهم للخطبة) فقال مالي أراك تجملت للخطا، اي علمت من اخبارك، لا أنه رآها رأي العين.. فاستغرب استعجالها لأنه كان ينوي خطبتها لنفسه، فلما علم أنها حلت للأزواج تزوج بها
والله أعلم
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-22, 15:02:11
سؤالك عن سيدتنا ام حبيبة يحتاج لبحث، وهو جديد علي
فنسأل الله تعالى ان يعلمنا ما جهلنا وينفعنا ما علمنا
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-24, 11:21:04
جزاك الله خيرا هادية .  ::roses2::بانتظار الجواب الآخر متى تيسر لك .

العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-24, 12:07:55
جاءتني الرسالة التالية من اخت كريمة وطلبت مني التعليق

لكن أحمد أقدر مني على التعليق العلمي المتوازن الدقيق على هذا الأمر
فأرجو ان يتكرم بذلك لأرسل لها رده
وجزاه الله خيرا
———————-

كتب الدكتور حسان عوض

بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله تعالى
ليست من عادتي التهجم على أحد وأحترم دائما" آراء الجميع حتى لو خالفتهم ولكنني بعد أن تجاوزت كثيرا" عن هذه القضية التي ازدادت انتشارا" بشكل كبير وجدت أنه من الامانه أن أتكلم عنها لأنها بلغت حدا" خطيرا" جدا" ..
إنها عبارة ( صححه أو ضعفه الألباني )
وقد وصل الأمر إلى اعتقاد البعض أن الشيخ الألباني هو من ضمن الائمة التسعة !!!! مع انه توفي  في عام 1999 م ..
ونعود الى النقطة الاساسية للمنشور :
فكثيرًا ما نقرأ في الإنترنت عبارة (صحَّحه الألبانيّ) علمًا أن الألبانيَّ  لم يكن مُحدِّثًا بل ولم يكن يحفظ روايةً واحدةً بإسنادها إلى رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام. وحتّى لو كان محدِّثًا فليس له أن يصحِّح وأن يضعِّف لأنَّ التَّصحيح والتَّضعيف ليست للمحدث وإنَّما للحافظ، والحافظ أعلى من المحدِّث في الرُّتبة العلمية. المحدث يحفظ الرِّوايات بأسانيدها والحافظ يزيد عليه بمعرفة أحوال الرِّجال في كلِّ طبقات الرواية. فالألبانيُّ قام بالتَّصحيح  والتَّضعيف ولأنَّه لم يكن أهلاً لذلك فقد صحَّح الضَّعيف مرَّات وضعَّف الصَّحيح مرَّات ومرات. بالنسبة لي؛ كلَّما قرأت (صحَّحه الألبانيّ) أتوقف وأقول كيف يصحح حديثا" على حافظ من الحفاظ الكبار كالحافظ الإمام الترمذي وغيره ؟؟!!!!
وسأضرب مثالا" لتقريب الفكرة من واقعنا المعاصر :
لو قام أحد البروفسورات في الطب بفحص مريض ووجد ان فيه مرضا" خطيرا" ويجب المسارعة باجراء عملية له ... فرد عليه طالب يدرس الطب ونقد كلام البروفسور وقال كلامه غير صحيح فهل من الممكن ان نجعل كلام الطالب
أعلى وأكثر ثقة من كلام البروفسور ؟؟!!!! طبعا" لا وهذا ما يحصل الآن بالنسبة لعلم الحديث الشريف بل أكثر من ذلك فقد بلغ الأمر حدا خطيرا" جعل موقع الدرر السنية يحذف اسم مخرج الحديث من الحفاظ الكبار في بعض الاحاديث ويضع اسم الالباني مكانه !!!!!
ولو سأل أحدهم ما تقول في مسألة ( صححه الألباني ) ؟ لكان الجواب :
لا يجوز ان نقول هذه العبارة إلا في حالة واحدة وهي :
ان يؤلف الألباني كتابا جامعا لللأحاديث ويسند أحاديثه بأسانيده المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير الأسانيد التي رواها أصحاب الصحاح والسنن ثم يصحح ويضعف ما بكتابه.
أما أن يأتي إلى كتب أئمة التصحيح والتضعيف ويشاغب على أحكام أصحابها ، فهذا باب من العبث في تعاطي علم الرواية والاسانيد .
فليست الغاية من المنشور الطعن بالالباني ولكن إظهار الحقيقة وما آلت اليه الامور فهذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذوا عنهم دينكم وخاصة بعد ان كثر في مواقع التواصل الاجتماعي والواتس آب الصور والمنشورات التي لا يخلو منها حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام إلا وتم ذكر الالباني صححه او ضعفه ...
والذي دعاني للإسراع بهذا المنشور هو رؤيتي لمنشور على صفحة أحد الإخوة يضع صورة فيها حديثا عن النبي ويقول صححه الالباني ويطلب من الناس العمل بهذه السنة وهي ان يقوم من السجود كهيئة العاجن ويترك أقوال الائمة الكبار في الحديث عدا عن أداء المسلمين جميعا لفعل الصلاة ويجعل صلاتنا جميعنا مخالفة للسنة وحسبنا الله ونعم الوكيل ...
فالشيخ الالباني رحمه الله له أوهام لا تُعد ولا تُحصى ! ، وهو بتضعيفه وتصحيحه لبعض الاحاديث قد ابتدع بدعة شنيعة ! ، وزاد عليها جهل بما قاله وفعله الاوائل ! من الائمة النقاد ، وكما قيل قديما : ( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ) ..
فانتبهوا يا إخوتي في الله تعالى واذا وجدتم المنشور مهم وصحيح فقوموا بتعديله وحذف اسم الالباني ووضع اسم الحافظ والمحدث الاساسي الذي أخرج الحديث لاننا لو ظللنا على هذه الحال ستندثر أسماء الحفاظ الكبار كالامام البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وغيرهم ... والذين ظل العلماء والمسلمين طيلة القرون الماضية الطويلة يذكرونهم ولا يتجاوزوهم ..
وكذلك أود التنبيه الى الصور الكثيرة التي فيها أحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام والتي ينشرونها بكثرة وفيها صححه او ضعفه الالباني ...
اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علما" وعملا" وفقها" في الدين ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: أحمـد في 2018-01-24, 15:36:50
طيب هو الكلام عاطفي شوية ومش علمي
يعني لو قصرنا التصحيح والتضعيف على الحفاظ المسندين لأبطلنا عمل الحفاظ المتأخرين بدءا من عبد الحق الإشبيلي مرورا بالنووي وابن الملقن والزيلعي والعراقي وابن حجر ونحوهم في تخريج أحاديث كتب الأحكام والتفسير والتزكية.
فقد كانوا يأتون على أحاديث الكتاب فيدرسون أسانيدها ويصححونها أو يضعفونها، وليسوا بمسندين لها كمخرجيها الأوائل.
الجواب الصحيح والله أعلم في مسألة تصحيحات الشيخ الألباني وتضعيفاته كالآتي:
أولا: طبقة المتقدمين من مصنفي المسانيد والسنن والأجزاء كمالك بن أنس وأبي بوسف ومحمد صاحبي أبي حنيفة، وابن المبارك وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي ... ونحوهم انتهاء بالبيهقي رحمهم الله.
هذه الطبقة عايشت عصر الرواية وسبرت أحوال شيوخها ومن فوقهم، وعلت أسانيدهم، واختص أوائلهم بمزيد من الفقه ومعرفة عرف المسلمين في العهد الأول ، حتى صار المتقدم منهم أعلى كعبا من المتأخر وإن قلت تصانيفه ورواياته.
وهم متفاوتون في أمرين: في معيار حكمهم على الحديث أصلا، وفي سعة علم كل منهم.
فقد يعرف الحديث عراقي ومدني فيقبله أحدهما ويرده الآخر، وقد يقصر أحدهما عما علمه الآخر فليس مسلم كالبخاري مثلا!
فكلامهم في العلل ودرجات الحديث أقوى ممن لحقهم بكثير، وإن كان اصطلاحهم ليس على نمط واحد.
ثم طبقة المتأخرين الذين حفظوا الكتب وجمعوا أخبار الرجال كالضياء المقدسي والمزي والذهبي وابن التركماني والزيلعي والسبكي وابن حجر والسيوطي ... وهؤلاء يتفاوتون في سعة اطلاعهم وضبطهم لتطبيق قواعد الحديث على ما يتناولونه باليحث فكثير منهم كان واسع الاطلاع غير أنه إذا كتب كتابا تساهل فيه، أو رد رأيا ضعف حديثه مع أن اطلاعه وعلمه ينفيان ذلك.
وبين منهج المتقدمين والمتأخرين خلاف مشهور انتهى لاعتماد أكثر الناس منهج المتأخرين لأنه منضبط بقواعد واضحة بخلاف المتقدمين فقد بدا منهجهم معتمدا أكثر على الحافظة والخبرة.
الفكرة هنا أن حكم المتقدم أولى وزيادة المتأخر عليه معتبرة.
ثم نأتي للمعاصرين الذين لم ينالوا غالبا ممارسة المتقدمين ولا المتأخرين، لكنهم يجتهدون في تطبيق القواعد ما وسعهم ذلك، وهناك دراسات حديثية معاصرة تبدو عليها أمارات الجهد في الاطلاع والبحث والاجتهاد في تطبيق القواعد ما أمكن فهي جيدة مقبولة إن شاء الله مالم تغير عرفا قديما.
يعني حديث يحسنه الترمذي، ويرويه أبو داود ويسكت عليه، ويعمل به مذهب أو اثنان في الفقه،  يحسنه النووي مثلا .. فلا ينبغي القول بتضعيفه وجها واحدا.
والعكس .. حديث لم يعرف العمل به، ولا أشار لتصحيحه أحد فلا يمكن القول بتصحيحه وجها واحدا.
إنما تاتي فائدة الدراسات الحديثة فيما لم تتناوله جهود السابقين أصلا للاستشهاد به لا لإنشاء حكم جديد فكما قيل: مالم يكن يومئذ دينا فليس بدين اليوم! .. وتأتي لجمع جهود القدامى في كتاب واحد .. وهكذا.
هذا بشكل عام
أما الشيخ نفسه رحمه الله فكان موسوعيا في استخراجالحديث من مظانه رغم عدم حفظه وعدم توفر بيئة الكترونية كاليوم
لكنه لم يكن ضابطا في كثير من الأحيان لتطبيقات قوااعد التصحيح والتضعيف .. مما جعله يخالف كثيرا حتى نفسه.
والله المستعان
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: أحمد عبد ربه في 2018-01-24, 16:39:18
يعني أفهم من كده ان أي حد يمكن يصحح ويضعف ؟؟!
مش لازم يكون فيه شروط تحكم الموضوع ده يا أستاذ احمد ؟؟
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: أحمـد في 2018-01-24, 19:57:09
يعني أفهم من كده ان أي حد يمكن يصحح ويضعف ؟؟!
مش لازم يكون فيه شروط تحكم الموضوع ده يا أستاذ احمد ؟؟

أنا قلت كده يا أستاذ أحمد بردو؟!
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-25, 07:19:41
جزاك  الله خيرا كثيرا
ارسلت ردك للاخت
اذن يمكن ان نقول ان الشيخ الالباني له جهود مشكورة لا يمكن ان ننكرها
لكن لا يؤخذ بحكمه في الحديث الا اذا لم نجد حكما للسابقين
اما ان وجدنا فحكمهم مقدم
وبالنسبة للمعاصرين فالالباني رحمه الله اكثرهم جهدا واوسعهم تأليفا، لكنه ليس افضلهم حكما، فمثلا يقدم حكم احمد شاكر وشعيب ارناؤوط عليه.
وهكذا
اليس كذلك؟
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: أحمـد في 2018-01-25, 10:32:30
جزاك  الله خيرا كثيرا
ارسلت ردك للاخت
اذن يمكن ان نقول ان الشيخ الالباني له جهود مشكورة لا يمكن ان ننكرها
لكن لا يؤخذ بحكمه في الحديث الا اذا لم نجد حكما للسابقين
اما ان وجدنا فحكمهم مقدم
وبالنسبة للمعاصرين فالالباني رحمه الله اكثرهم جهدا واوسعهم تأليفا، لكنه ليس افضلهم حكما، فمثلا يقدم حكم احمد شاكر وشعيب ارناؤوط عليه.
وهكذا
اليس كذلك؟

جميل :)

وسبحان الله .. يؤثر عن العرب قولهم:
وكم في العُرس أبهى من عروس، ولكن للعروس الدهر ساعد :D
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-01-25, 10:47:40
 ::)smile:

طيب هل لديك علم عن سؤال أسماء عن سيدتنا أم حبيبة رضي الله عنها؟
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: أحمـد في 2018-01-25, 18:49:00
لا والله لكن ابحث باذن الله
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: أحمـد في 2018-01-26, 00:00:33
جاء في شرح النووي على مسلم (16/ 63):
وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الحديث من الاحاديث المشهورة بالاشكال وَوَجْهُ الْإِشْكَالِ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ إِنَّمَا أَسْلَمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَهَذَا مَشْهُورٌ لَا خِلَافَ فِيهِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ قَبْلَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ طَوِيلٍ قَالَ أَبُو عبيدة وخليفة بن خياط وبن الْبَرْقِيِّ وَالْجُمْهُورُ تَزَوَّجَهَا سَنَةَ سِتٍّ وَقِيلَ سَنَةَ سَبْعٍ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَاخْتَلَفُوا أَيْنَ تَزَوَّجَهَا فَقِيلَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ قُدُومِهَا مِنَ الْحَبَشَةِ وَقَالَ الْجُمْهُورُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ قَالَ وَاخْتَلَفُوا فِيمَنْ عَقَدَ لَهُ عَلَيْهَا هُنَاكَ فَقِيلَ عُثْمَانُ وَقِيلَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِي بِإِذْنِهَا وَقِيلَ النَّجَاشِيُّ لِأَنَّهُ كَانَ أَمِيرَ الْمَوْضِعِ وَسُلْطَانِهِ قَالَ الْقَاضِي وَاَلَّذِي فِي مُسْلِمٍ هُنَا أَنَّهُ زَوَّجَهَا أَبُو سُفْيَانَ غَرِيبٌ جِدًّا وَخَبَرُهَا مَعَ أَبِي سُفْيَانَ حِينَ وَرَدَ الْمَدِينَةَ فِي حَالِ كُفْرِهِ مَشْهُورٌ ولم يزد القاضي على هذا وقال بن حَزْمٍ هَذَا الْحَدِيثُ وَهْمٌ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ لِأَنَّهُ لَا خِلَافَ بَيْنَ النَّاسِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ قَبْلَ الْفَتْحِ بِدَهْرٍ وَهِيَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَبُوهَا كافر وفي رواية عن بن حَزْمٍ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ مَوْضُوعٌ قَالَ وَالْآفَةُ فِيهِ مِنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ الرَّاوِي عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ وَأَنْكَرَ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرِو بْنُ الصَّلَاحِ رَحِمَهُ اللَّهُ هذا على بن حَزْمٍ وَبَالَغَ فِي الشَّنَاعَةِ عَلَيْهِ قَالَ وَهَذَا الْقَوْلُ مِنْ جَسَارَتِهِ فَإِنَّهُ كَانَ هَجُومًا عَلَى تَخْطِئَةِ الْأَئِمَّةِ الْكِبَارِ وَإِطْلَاقِ اللِّسَانِ فِيهِمْ قَالَ وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ نَسَبَ عِكْرِمَةَ بْنَ عَمَّارٍ إِلَى وَضْعِ الْحَدِيثِ وَقَدْ وَثَّقَهُ وَكِيعٌ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُمَا وَكَانَ مستجاب الدعوة قال وما توهمه بن حَزْمٍ مِنْ مُنَافَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ لِتَقَدُّمِ زَوَاجِهَا غَلَطٌ مِنْهُ وَغَفْلَةٌ لِأَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنَّهُ سَأَلَهُ تَجْدِيدَ عَقْدِ النِّكَاحِ تَطْيِيبًا لِقَلْبِهِ لِأَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا يَرَى عَلَيْهَا غَضَاضَةً مِنْ رِيَاسَتِهِ وَنَسَبِهِ أن تزوج بنته بِغَيْرِ رِضَاهُ أَوْ أَنَّهُ ظَنَّ أَنَّ إِسْلَامَ الْأَبِ فِي مِثْلِ هَذَا يَقْتَضِي تَجْدِيدَ الْعَقْدِ وَقَدْ خَفِيَ أَوْضَحُ مِنْ هَذَا عَلَى أَكْبَرِ مَرْتَبَةً مِنْ أَبِي سُفْيَانَ مِمَّنْ كَثُرَ عِلْمُهُ وَطَالَتْ صُحْبَتُهُ هَذَا كَلَامُ أَبِي عَمْرٍو رَحِمَهُ اللَّهُ وَلَيْسَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَدَّدَ الْعَقْدَ وَلَا قَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ إِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى تَجْدِيدِهِ فَلَعَلَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ نَعَمْ أَنَّ مَقْصُودَكَ يَحْصُلُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِحَقِيقَةِ عَقْدٍ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-26, 08:24:57
جزاك الله خيرا كثيرا يا أحمد وبارك فيك . استفدت أيضا من جوابك عن الشيخ الألباني.

قضية تجديد العقد أوردوها، وكذلك هناك أمر آخر، فقد وجدت في معرض بحثي أنّ أم حبيبة رضي الله عنها عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج أختها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نبهها إلى حُرمة الجمع بينهما . كما قرأت أن أبا سفيان إنما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه بالزواج من "أم حبيبة" وهو يعني أختها لأنها كذلك كانت تُكنّى بأم حبيبة، ومع حداثة عهده بالإسلام لم يكن يعلم أيضا بحرمة الأمر .. ثم يعرضون لقضية جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم ب: "نعم" بشيء من التفسير من بينه أنه لم يكن يُسأل عن شيء قط ويجيب عنه ب : لا

وهذا حديث عرضها عليه الزواج من أختها :

قلتُ: يا رسولَ اللهِ ، انْكِحْ أُختي بنتَ أبي سفيانَ، قال: وتُحِّبين. قلتُ:نعم ،لستُ لك بمُخْليةٍ، وأحَبُّ من شارَكَني في خيرٍ أختي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إن ذلك لا يحلُ لي.قلتُ: يا رسولَ اللهِ، فوالله إنَّا لنتحدثُ أنك تريدُ أن تَنكِحَ دُرَّةَ بنتَ أبي سلَمةَ، قال:بنتَ أمِّ سلمةَ.فقلتُ: نعم، قال: فوالله لو لم تكن في حَجْري ما حلَّتْ لي، أنها لابنةُ أخي من الرضاعةِ،أرضعتني وأبا سلمةَ ثُويْبَةُ، فلا تعرضن عليَّ بناتَكُن ولا أخواتَكُن.
الراوي : أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 5107 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 4221

----------

وأظن والله تعالى أعلم أنّ القول بوهم الراوي وهو يذكر اسم أم حبيبة بدل اسم أختها "عزة" أقرب إلى الصواب من هذه التفسيرات المتشابكة، والله تعالى أعلم .


هنا الرابط الذي وجدت عليه توضيحات حول الأمر :

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=720174&postcount=1
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: أحمـد في 2018-01-26, 11:44:20
جزاك الله خيرا كثيرا يا أحمد وبارك فيك . استفدت أيضا من جوابك عن الشيخ الألباني.

قضية تجديد العقد أوردوها، وكذلك هناك أمر آخر، فقد وجدت في معرض بحثي أنّ أم حبيبة رضي الله عنها عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج أختها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نبهها إلى حُرمة الجمع بينهما . كما قرأت أن أبا سفيان إنما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه بالزواج من "أم حبيبة" وهو يعني أختها لأنها كذلك كانت تُكنّى بأم حبيبة، ومع حداثة عهده بالإسلام لم يكن يعلم أيضا بحرمة الأمر .. ثم يعرضون لقضية جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم ب: "نعم" بشيء من التفسير من بينه أنه لم يكن يُسأل عن شيء قط ويجيب عنه ب : لا

وهذا حديث عرضها عليه الزواج من أختها :

قلتُ: يا رسولَ اللهِ ، انْكِحْ أُختي بنتَ أبي سفيانَ، قال: وتُحِّبين. قلتُ:نعم ،لستُ لك بمُخْليةٍ، وأحَبُّ من شارَكَني في خيرٍ أختي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إن ذلك لا يحلُ لي.قلتُ: يا رسولَ اللهِ، فوالله إنَّا لنتحدثُ أنك تريدُ أن تَنكِحَ دُرَّةَ بنتَ أبي سلَمةَ، قال:بنتَ أمِّ سلمةَ.فقلتُ: نعم، قال: فوالله لو لم تكن في حَجْري ما حلَّتْ لي، أنها لابنةُ أخي من الرضاعةِ،أرضعتني وأبا سلمةَ ثُويْبَةُ، فلا تعرضن عليَّ بناتَكُن ولا أخواتَكُن.
الراوي : أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 5107 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 4221

----------

وأظن والله تعالى أعلم أنّ القول بوهم الراوي وهو يذكر اسم أم حبيبة بدل اسم أختها "عزة" أقرب إلى الصواب من هذه التفسيرات المتشابكة، والله تعالى أعلم .


هنا الرابط الذي وجدت عليه توضيحات حول الأمر :

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=720174&postcount=1


جميل جدا جزاك الله خيرا
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-28, 12:12:33
هادية أو أحمد لو سمحتما  :blush::
لدي سؤال حول هذا المقطع من كتاب محمد عبد الله دراز "دستور الأخلاق في القرآن" . ماذا يعني تحديدا ؟

يقول دراز:

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6812.0;attach=12295;image)
وجزاكم الله خيرا.
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: أحمـد في 2018-01-29, 14:14:19
هادية أو أحمد لو سمحتما  :blush::
لدي سؤال حول هذا المقطع من كتاب محمد عبد الله دراز "دستور الأخلاق في القرآن" . ماذا يعني تحديدا ؟

يقول دراز:

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6812.0;attach=12295;image)
وجزاكم الله خيرا.

لا أعلم والله، كلامه عن الإجماع جديد علي، ولم أفهمه، ما أعرفه أن القياس يكشف عن الحكم نعم، والإجماع يقطع بالحكم.
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-01-29, 20:12:25
هادية أو أحمد لو سمحتما  :blush::
لدي سؤال حول هذا المقطع من كتاب محمد عبد الله دراز "دستور الأخلاق في القرآن" . ماذا يعني تحديدا ؟

يقول دراز:

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6812.0;attach=12295;image)
وجزاكم الله خيرا.

لا أعلم والله، كلامه عن الإجماع جديد علي، ولم أفهمه، ما أعرفه أن القياس يكشف عن الحكم نعم، والإجماع يقطع بالحكم.

جزاك الله خيرا وبارك فيك.
أظن أن الخلل في الترجمة، إذ أن الكتاب أصله باللغة الفرنسية ومعرّبه هو د.عبد الصبور شاهين، ربما الترجمة لم تنقل المعنى على وجه الدقة.
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-05, 10:32:19
حديث اعتزال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجاته شهرا .. في الحقيقة الروايات كثيرة في ذلك، ولكن السبب هو الذي لم أجده واحدا ولا مَن يؤكد أنه السبب.
يعني من يقول أنه لاجتماعهن حوله وطلبهن زيادة النفقة، وفي ذلك رواية صريحة فيها دخول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما عليه وهن ملتفات حوله، وغضب كل منهما من ابنته... وربما والله أعلم الأرجح هو هذا السبب لأن الرواية تنتهي بنزول آية تخيير نسائه على رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) " -الأحزاب-

روايات أخرى فيها أن عمر رضي الله عنه دخل عليه مشربته وهو معتزل لهنّ، دون ذكر آية التخيير  التي عرضها صلى الله عليه وسلم على عائشة، فأجد الشراح يذكرون أكثر من سبب، مثل قضية أكله العسل ووطئه لمارية رضي الله عنها.
أيضا أكله العسل في رواية أنه أكله عند حفصة، وفي أخرى أنه أكله عند زينب رضي الله عنهما.

في رواية في البخاري عن ابن عباس أنه سأل عمر بعد عام كامل امتنع فيه عن سؤاله لهيبته له، عن اللتَين تظاهرتا، فأخبره أنهما حفصة وعائشة. والتظاهر كان سببه ما كان بينه صلى الله عليه وسلم وبين مارية في بيت حفصة أم قضية العسل؟ وهل كان تظاهرهما سبب الاعتزال ؟؟

وجزاكم الله خيرا .  emo (30):
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-06, 06:04:21
الذي أذكره يا أسماء ان قضية التخيير المذكورة في سورة الأحزاب مختلفة عن قضية التحريم المذكورة في سورة التحريم
في الأولى غضب الرسول صلى الله عليه وسلم من طلبهن التوسعة في النفقة، ثم خير نساءه فاخترنه
وفي الثانية حرم على نفسه شيئا حلالا واعتزلهن شهرا ونزلت آيات سورة التحريم
والسبب الراجح هنا هو قصة العسل، واما قصة وطئه ماريا في بيت السيدة حفصة رضي الله عنها اذكر انها ضعيفة، والصواب الأولى
والله أعلم

لعل أحمد يفيدنا بما لديه
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-06, 13:29:31
هادية هذه الرواية التي فيها طلبهن النفقة ثم اعتزاله لهن على إثر ذلك... وكنت قد قدمته للأخوات منذ أشهر :

---------------------

دخل أبو بكرٍ يستأذنُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فوجد الناسَ جلوسًا ببابِه . لم يؤذن لأحدٍ منهم . قال : فأذِنَ لأبي بكرٍ . فدخل . ثم أقبل عمرُ فاستأذن فأذِنَ لهُ . فوجد النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جالسًا ، حولَه نساؤُه . واجمًا ساكتًا . قال فقال : لأقولنَّ شيئًا أُضحكُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فقال : يا رسولَ اللهِ ! لو رأيتَ بنتَ خارجةٍ ! سألتني النفقةَ فقمتُ إليها فوجأتُ عنقها فضحك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقال : " هنَّ حولي كما ترى . يسألنَنِي النفقةَ . فقام أبو بكرٍ إلى عائشةَ يجُأُّ عنقها . فقام عمرُ إلى حفصةَ يجُأُّ عنقَها . كلاهما يقول : تسألْنَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ما ليس عندَه . فقلن : واللهِ ! لا نسألُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شيئًا أبدًا ليس عندَه . ثم اعتزلهُنَّ شهرًا أو تسعًا وعشرين . ثم نزلت عليهِ هذه الآيةَ : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ ، حتى بلغ ، لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا . قال : فبدأ بعائشةَ . فقال : " يا عائشةُ ! إني أريدُ أن أعرضَ عليكِ أمرًا أُحبُّ أن لا تَعجلي فيهِ حتى تستشيري أبويْكِ " . قالت : وما هو ؟ يا رسولَ اللهِ ! فتلا عليها الآيةَ . قالت : أفيكَ ، يا رسولَ اللهِ ! استشيرُ أبوى ؟ بل أختارُ اللهَ ورسولَه والدارَ الآخرةَ . وأسألك أن لا تُخْبِرَ امرأةً من نساءِك بالذي قلتَ . قال : " لا تسألْنِي امرأةٌ منهنَّ إلا أخبرتُها . إنَّ اللهَ لم يبعثني معنِّتًا ولا متعنِّتًا . ولكن بعثني معلِّمًا ميسِّرًا " .
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
----------------------

لذلك التبس علي كيف يكون الاعتزال إثر التظاهر عليه كما وجدت الشراح يقولون به هو أيضا كسبب للاعتزال .


مثلا في رواية ابن عباس (وهي موضوع الحديث الجديد الذي سأقدمه بإذن الله) التي يذكر فيها إعراضه عن سؤال عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن المرأتين اللتين ذكرتا بالآية هيبة له، والذي أجابه فيه أنهما عائشة وحفصة...
في آخر شرحه من على صفحة الدرر السنية يُذكر أن سبب الاعتزال غير واحد، والحقيقة اعترضني تعديد أسباب الاعتزال عند باقي الشراح أيضا ... النص هو التالي :

قيل في بعضِ الرِّواياتِ: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اعتزَلَ نِساءَهُ من أَجْلِ ما كان يشرَبُهُ من عَسَلٍ عِند زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، تقولُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "فَتَوَاصَيْتُ أنا وحَفْصَةُ: أنَّ أَيَّتَنا دخَلَ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَلْتَقُلْ: إنِّي أَجِدُ مِنكَ ريحَ مَغافيرَ، أَكَلْتَ مَغافيرَ- والمَغافيرُ: صَمْغٌ حُلْوٌ له رائحةٌ كريهةٌ-، فدخَلَ على إِحْداهُمَا، فقالَتْ له ذلك، فقال: لا، بَلْ شرِبْتُ عسلًا عِند زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، ولَنْ أَعودَ له، فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1] إلى {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} [التحريم: 4] لعائشةَ وحَفْصَةَ، {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ} [التحريم: 3]؛ لقوله: بل شرِبْتُ عسلًا"، وقيل: السَّبَبُ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد وَطِئَ جارِيَتَهُ مارِيَةَ في بيتِ حَفصةَ، فعَرَفَتْ حفصةُ، فشَرَطَ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ألَّا تُخْبِرَ عائشةَ، فأَفْشَتْ حَفصةُ سِرَّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لعائشةَ، وقيل السَّبَبُ: مجموعُ ما كان مِنْهُنَّ من إغْضابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وليس حَدَثًا بِعَيْنِهِ.
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-07, 06:25:14
لكن يا أسماء كل الأحاديث المتعلقة بوطئ ماريا في بيت حفصة رضي الله عنهن ضعيفة وواهية
وشان المفسرين الأقدمين كان دائما إيراد جميع الروايات الصحيحة والضعيفة وإثباتها بأسانيدها، ثم تكون المسؤولية على طالب العلم في اختيار الصحيح منها
وفائدة إثبات الضعيف أنهم يحتاطون إذ قد ترد الرواية الضعيفة بإسناد آخر، فيقوي بعضها بعضا

لكن الآن، وبما أنه ثبت ضعف تلك القصة، فنقتصر على الصحيحة، وخاصة أنها هي الأليق بلطف النبي صلى الله عليه وسلم وبمقام النبوة
والله أعلم

أما تعارض قصة التحريم مع قصة النفقة، فلعل الاعتزال تكرر منه صلى الله عليه وسلم مرتين لهذين السببين المختلفين
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-07, 08:53:41
هادية ... بالنسبة لقضية مارية رضي الله عنها، جزاك الله خيرا فهمت منك ضعفها فنبعدها، ما يعنيني تحديدا قضية الاعتزال، وفعلا هذا ما يبدو، أنه كان مرتين ... بارك الله بك.
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-25, 06:27:22

ما قولكم في ما يلي، وهو لشريف محمد جابر :
----------------------

خطاب غير المسلمين بالقرآن ممارسة ضرورية جدّا، بل لا أبالغ إنْ قلت إنها من أسس الدعوة إلى الله ومن أوجب واجبات العصر.. فكيف نبتت بيننا نابتة تقول: لا يمكن مخاطبة غير المسلمين بالقرآن لأنهم لا يؤمنون به؟!
لقد غفل هؤلاء عن كون القرآن يضمّ الحجج العقلية البرهانية إلى جانب الحجج الرسالية التكليفية.
ومن جميل حوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه في القرآن أنّه احتجّ عليه في نبذ الشرك بالحجّة العقلية، واحتجّ عليه باتّباع الدين الحقّ بالحجّة الرسالية.
قال تعالى في سورة مريم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا}، فهذه الحجّة العقلية. ثم قال: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا}، فهذه الحجّة الرسالية؛ لأنّه من علم الوحي الذي لم يأتِ أباه ولا يمكنه تحصيله بالفطرة أو بالعقل.
ومن جنس الحجج العقلية في القرآن قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا}.
والواقع أننا كثيرا ما نخطئ في تعاملنا مع القرآن ونعتبر أدلّته "تكليفيّة" تفيد المسلمين فقط، ولذا يُفضّل بعضنا مخاطبة غير المسلمين والملاحدة بغير القرآن. وهؤلاء يفوّتون على أنفسهم فرصة كبيرة، وهي فرصة اعتماد أفضل الحجج وأحكمها لمخاطبة البشر، كل البشر؛ لأنّها حجج الله خالق الإنسان. قال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}. والملاحَظ في الآية أمور:
- أنّها تدلّ على شمول القرآن لكل الحجج التي يحتاجها الإنسان للاهتداء إلى الحقّ.
- أنّ هذه الحجج موجّهة "للناس"، وليس للمسلمين فحسب. أي أن القرآن في الأساس خطاب للناس، ثم نجد اليوم من يقول لنا: "لا يمكن مخاطبة غير المسلمين بالقرآن"!
القرآن هو رسالة الله الأخيرة للبشرية، وقد تضمّن كل ما يلزم البشر للاهتداء إلى طريق الله. ولهذا يكون الاعتماد على حججه والبناء عليها في مخاطبة فطرة الإنسان من أوجب الواجبات على الدعاة إلى الله.
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-26, 05:47:44
كلامه منطقي
ولا اعلم ان هناك من يقول " لا يمكننا مخاطبة غير المسلمين بالقرآن"
لكن هناك من يقول " لا يمكننا ان نحتج على غير المسلمين بالقرآن"
والفرق واضح بين القولين
وهناك من يقول " لا يصح او لا يجوز الاحتجاج على غير المسلمين بالحجج والبراهين العقلية وهي بدعه ولا بد من الاقتصار على القرآن" وقولهم هذا -في رأيي- بدعة وخطأ.

والله أعلم

وليتنا نسمع رأي أحمد هنا
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 07:54:28
كلامه منطقي
ولا اعلم ان هناك من يقول " لا يمكننا مخاطبة غير المسلمين بالقرآن"
لكن هناك من يقول " لا يمكننا ان نحتج على غير المسلمين بالقرآن"
والفرق واضح بين القولين
وهناك من يقول " لا يصح او لا يجوز الاحتجاج على غير المسلمين بالحجج والبراهين العقلية وهي بدعه ولا بد من الاقتصار على القرآن" وقولهم هذا -في رأيي- بدعة وخطأ.

والله أعلم

وليتنا نسمع رأي أحمد هنا



شكرا جزيلا هادية .. بالنسبة لي، ربما نسبيا ، ولكن لا ننسى أن المشركين وقد كانوا من لغته لم ينصتوا له...
غير المسلمين الذين يعنيهم على وجه التحديد هم الملحدون، وهؤلاء أمرهم صعب جدا، ولديهم الكثير من المقابلات بإزاء ما يعرفون أصلا من القرآن ... هؤلاء منهم من أصحاب باع طويل مع العلم، وهو متوَجَّهُهم وحجتهم، لذلك رأيت في كلامه تعميما أو لأقل بوضوح أكبر لو أنه ذكر مثلا ما يستطيع أن يواجه به ملحدي اليوم من القرآن لنفهم أكثر ... والله أعلم
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-02-26, 11:19:51
هناك فرق يا أسماء بين من ألحد ضلالا ومن ألحد عنادا وتحديا
فممن ألحدوا ضلالا ذلك البروفيسور جيفري لانج، الذي اهتدى للإسلام بسبب قراءته للقرآن
فهذا ينطبق عليه كلام شريف محمد جابر

وأما الذين ألحدوا عنادا وكانوا مسلمين ويقرؤون القرآن، فهؤلاء قد تجدي معهم البراهين العقلية والعلمية، والأغلب أنها تلجمهم، لكنها لا تهديهم، لأن على قلوبهم أقفالها

وهناك نوع ثالث ألحد ضعفا وانكسارا بسبب هزائم المسلمين وانبهاره بقوة الغرب وعلمه، فهذا قد تجدي معه أيضا البراهين العلمية والعقلية وقد تقشع عن عينيه غشاوة الانبهار وتعيده لحظيرة الإيمان

والمتأمل في السيرة النبوية يجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان اعتماده الأساسي على القرآن في مخاطبة الناس، إلا أنه صلى الله عليه وسلم كان ينوع في الأساليب بحسب من أمامه
وغبراهيم عليه السلام استعمل الحجاج العقلي في اقناع عبدة الكواكب
ونحن أمرنا أن نجادل أهل الكتاب بالتي هي أحسن، لا أن نقرأ عليهم القرآن وحسب
 
والله أعلم
وهو الهادي إلى سواء السبيل 
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-02-26, 20:28:04
هناك فرق يا أسماء بين من ألحد ضلالا ومن ألحد عنادا وتحديا
فممن ألحدوا ضلالا ذلك البروفيسور جيفري لانج، الذي اهتدى للإسلام بسبب قراءته للقرآن
فهذا ينطبق عليه كلام شريف محمد جابر

وأما الذين ألحدوا عنادا وكانوا مسلمين ويقرؤون القرآن، فهؤلاء قد تجدي معهم البراهين العقلية والعلمية، والأغلب أنها تلجمهم، لكنها لا تهديهم، لأن على قلوبهم أقفالها

وهناك نوع ثالث ألحد ضعفا وانكسارا بسبب هزائم المسلمين وانبهاره بقوة الغرب وعلمه، فهذا قد تجدي معه أيضا البراهين العلمية والعقلية وقد تقشع عن عينيه غشاوة الانبهار وتعيده لحظيرة الإيمان

والمتأمل في السيرة النبوية يجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان اعتماده الأساسي على القرآن في مخاطبة الناس، إلا أنه صلى الله عليه وسلم كان ينوع في الأساليب بحسب من أمامه
وغبراهيم عليه السلام استعمل الحجاج العقلي في اقناع عبدة الكواكب
ونحن أمرنا أن نجادل أهل الكتاب بالتي هي أحسن، لا أن نقرأ عليهم القرآن وحسب
 
والله أعلم
وهو الهادي إلى سواء السبيل 

تماااام ...  وخاصة عينة مثل جفري لانج الذي تدبر القرآن وتفكر في أبعاده كأحسن ما يتدبره المؤمن حتى وصل ..

وكما قلت، وهذا أيضا مما استحضرته، رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحيان كثيرة كان يستخدم المحاججة العقلية بعيدا عن الاستشهاد بالقرآن ..
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-03-05, 10:08:43
في هذا الحديث الذي في مسلم :
----------------------------
 سمعتُ عائشةَ تُحدِّثُ فقالت : ألا أُحدِّثُكم عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعني ! قلنا : بلى . ح وحدَّثني من سمع حجَّاجًا الأعورَ ( واللفظ له ) قال : حدثنا حجاجُ بنُ محمدٍ . حدثنا ابنُ جريجٍ . أخبرني عبدُ اللهِ ( رجلٌ من قريشٍ ) عن محمدِ بنِ قيسِ بنِ مَخرمةَ بنِ المطلبِ ؛ أنه قال يومًا : ألا أُحدِّثكم عني وعن أمي ! قال ، فظننا أنه يريد أمَّه التي ولدتْه . قال : قالت عائشةُ : ألا أُحدِّثُكم عني وعن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ! قلنا : بلى . قال : قالت : لما كانت ليلتي التي كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيها عندي ، انقلب فوضع رداءَه ، وخلع نعلَيه ، فوضعهما عند رجلَيه ، وبسط طرفَ إزارِه على فراشِه ، فاضطجع . فلم يلبثْ إلا ريثما ظنَّ أن قد رقدتُ فأخذ رداءَه رويدًا ، وانتعل رُويدًا ، وفتح البابَ فخرج . ثم أجافَه رويدًا . فجعلتُ دِرعي في رأسي ، واختمرتُ ، وتقنَّعتُ إزاري . ثم انطلقت على إثرِه . حتى جاء البقيعَ فقام . فأطال القيامَ . ثم رفع يدَيه ثلاثَ مراتٍ . ثم انحرف فانحرفتُ . فأسرع فأسرعتُ . فهرول فهرولتُ . فأحضَر فأحضرتُ . فسبقتُه فدخلتُ . فليس إلا أن اضطجعتُ فدخل . فقال " ما لك ؟ يا عائشُ ! حَشْيا رابيةٍ ! " قالت : قلتُ : لا شيء . قال " لَتُخبِريني أو ليُخبرنِّي اللطيفُ الخبيرُ " قالت : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! بأبي أنت وأمي ! فأخبرتُه . قال " فأنتِ السوادُ الذي رأيتُ أمامي ؟ " قلتُ : نعم . فلهَدني في صدري لهدةً أوجعَتْني . ثم قال " أظَنَنْتِ أن يحيفَ اللهُ عليكِ ورسولُه ؟ " قالت : مهما يكتمِ الناسُ يعلمْه اللهُ . نعم . قال " فإنَّ جبريلَ أتاني حين رأيتِ . فناداني . فأخفاه منك . فأجبتُه . فأخفيتُه منك . ولم يكن يدخل عليكِ وقد وضعتِ ثيابَك . وظننتُ أن قد رَقدتِ . فكرهتُ أن أُوقظَكِ . وخشيتُ أن تستَوْحِشي . فقال : إنَّ ربَّك يأمرُك أن تأتيَ أهلَ البقيعِ فتستغفرَ لهم " . قالت : قلتُ : كيف أقول لهم ؟ يا رسولَ اللهِ ! قال " قولي : السلامُ على أهلِ الدِّيارِ من المؤمنين والمسلمين ويرحم اللهُ المستقدمين منا والمُستأخِرين . وإنا ، إن شاء اللهُ ، بكم لَلاحقونَ " .

في جواب عائشة رضي الله عنها والذي سطرته ولونته أعلاه ... حسب ما وجدت في الشروح، فهم يقولون أن "نعم" كانت تتمة من عائشة تؤكد بها على علمها أن مهما يكتم الناس يعلمه الله، كقولنا : "هذا ما يجب أن يكون، نعم" ...

ولكن وقع في فهمي قبل أن أقرأ الشروح، أن عائشة رضي الله عنها عنتْ بجوابها، أنها ظنت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيحيف عليها، بمعنى أنه سيظلمها في ليلتها تك بدهابه عند امرأة أخرى من نسائه، وظنها الخاطئ ذاك كان بدافع من غيرتها القوية عليه صلى الله عليه وسلم ... ولم أرَ ما يعيبها حتى في ظنها هذا وهي تعترف بخطئها، وخطئ ظنها ... ومن تمام حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفهمه لغيرتها، عَدَل عن اللوم والتقريع إلى التربية بالتعليم في هدوء ورصانة وعلم يعطيه لعائشة رضي الله عنها ... انقلب المعلم الهادئ، وانقلبت في لحظات إلى المتعلمة الهادئة التي ذهب عنها ما كان في نفسها ... هكذا بطريقة غير مباشرة، كفاها أن لهدها في صدرها، وكفاها تساؤله المستنكر، ولم يرَ في ظنها بدافع غيرتها جُرما ... ثم انقلب المعلم المحتوي لها، المهدئ من روعها .

فما قولكم جزاكم الله خيرا.
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-03-06, 07:31:11
ما هي الشروح التي بحثت فيها؟
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-03-07, 07:46:02
ما هي الشروح التي بحثت فيها؟

هذا مثلا من شرح النووي على مسلم :

قَوْلُهُ : ( قَالَتْ : مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ نَعَمْ ) هَكَذَا هُوَ فِي الْأُصُولِ ، وَهُوَ صَحِيحٌ ، وَكَأَنَّهَا لَمَّا قَالَتْ : مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ صَدَّقَتْ نَفْسَهَا فَقَالَتْ : نَعَمْ .

وهذا من فتح المنعم :

( مهما يكتم الناس يعلمه الله.
نعم) صدقت نفسها وأكدت قولها: مهما يكتم الناس يعلمه الله، كأنها بعد ما قالته قالت: هذا حق.

وهذا من شرح موقع الدرر السنية نفسه :

فقلتُ: مهما يكتُمِ النَّاسُ يعلَمْه اللهُ، وكأنَّها لَمَّا قالت: مهما يكتُمِ النَّاسُ يعلَمْه اللهُ، صدَّقَتْ نفسَها فقالت: نَعم، نَعم،

العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-03-08, 07:57:58
المشكلة في شرحك أنت يا أسماء، أن الرسول صلى الله عليه وسلم سألها هكذا: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟
فإن أجابت (نعم) فقد شهدت على نفسها أنها ظنت أن يحيف عليها الله تعالى، وهذا لا يجوز على المؤمنين.

وشرح الإمام النووي هو الأفضل بالنسبة لصحيح مسلم
والله اعلم
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-03-08, 10:26:16
سأقول ما عندي يا هادية، وأرجو ألا تريه تحذلقا أو تمسكا برأي أراه، بل هو مما لا أستطيع إخفاءه أو ادعاء ما لا أجده في نفسي ..  emo (30):

أليس خروجها في عقبه وهي بخلفية ظنها أنه ذاهب إلى واحدة أخرى من نسائه في ليلتها ظنّ حَيف عليها ؟ وهو هنا بدافع الغيرة، وليس بدافع غيره... ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتُه وهو يسألها مستنكرا لاحظي كيف لم يوضح لها تماما أن السبب غيرتها وظنها ذهابه إلى غيرها، بل عبر عنه بـ : "يحيف الله عليك ورسوله" وكأنه هنا ذهب بها إلى معنى ظنها به ذلك لا إلى ظنها، يعني أن تظني به ذلك معناه ظن الحيف من الله ورسوله عليك ... وهي إذ أجابته، أجابته عن ظنها لا عن معناه الذي أعطاها إياه ... وكأني به صلى الله عليه وسلم يعلمها أن ظنها ذاك معناه ظنّ الظلم يقع عليها من الله ورسوله، وهي قد تعلمت ذلك حينما استنكر ... فردّت أنها ظنّت ذلك فعلا، أي ظنت أن يتركها ويذهب إلى غيرها ...  والله أعلم     
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-03-08, 11:16:19
نعم كلامك منطقي
وهو ما تبادر لذهني أول وهلة
لكن أظن امتناع الشراح عن ذكره للسبب الذي قلته
أو لكون لفظ (نعم) أتى في نهاية جملتها لا بدايتها
والله أعلم

هل لديك يا أحمد زيادة أو توضيحا؟
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-03-24, 10:17:49
هذا جزء من صفحة صورتها، وهي من كتاب "المعين في الوعظ والإرشاد" لحسناء صلاحي الأصبحي .. هو الذي أرسلتِه لي يوما هادية إن كنت تذكرين  emo (30):

ما القول في هذا المنقول عن الإمام الغزالي رحمه الله ؟! ماذا يُعتَبر هذا الهاتف ؟؟ أليس من المبالغات المتناقلة ؟ وجزاكم الله خيرا .

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6812.0;attach=12507;image)

العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2018-04-04, 11:16:24
هذا جزء من صفحة صورتها، وهي من كتاب "المعين في الوعظ والإرشاد" لحسناء صلاحي الأصبحي .. هو الذي أرسلتِه لي يوما هادية إن كنت تذكرين  emo (30):

ما القول في هذا المنقول عن الإمام الغزالي رحمه الله ؟! ماذا يُعتَبر هذا الهاتف ؟؟ أليس من المبالغات المتناقلة ؟ وجزاكم الله خيرا .

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6812.0;attach=12507;image)
هل ذكروا مصدر هذا الكلام؟
أظنه من كتاب الغزالي: المنقذ من الضلال
وإن كان الغزالي ذكره فقد صدق، فليس إمام مثله بمتهم، ولا حاجة به لأن يدعي ما لم يحصل له لأنه كان قد فاق جميع علماء عصره علما ورياسة قبل أن ينقطع إلى خلوته، مضطرا كما ذكر هو لأن الله تعالى ذهب بصوته.
 

على أية حال هذه (المبالغات) هي من الممكنات عقلا، فإن حصلت لمن نحسبهم من أهل الصلاح فهي كرامة لهم، وإن حصلت ممن ظاهرهم المعاصي أو الجهل شككنا فيها وحكمنا عليها بأنها خرافة
وقد رأيت بعيني رأسي بعض (المبالغات) لبعض من التقيت بهم من أهل الصلاح، بحيث لم يعد يسعني الإنكار، رغم ما اشتهرت به من العقلانية الشديدة  emo (30):

والله أعلم
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-04-05, 09:40:22
جزاك الله خيرا يا هادية  emo (30):
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2018-05-04, 09:30:33
كان لي هذا السؤال على هذا الموضوع، وهو حول تجمل النساء للخطاب:

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=6812.msg115670#msg115670

وقد وقعت اليوم على جواب أحاط بالحيثيات من على موقع إسلام واب، أضعه هنا :

------------------------------------------------------------

السؤال : هناك من احتج بحديث سبيعة رضي الله عنها المخرج في كتاب البخاري : حدثني عبيدالله أن أباه كتب إلى عمر بن عبدالله يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحارث الأسلمية فيسألها عن حديثها ، وعما قال لها رسول الله حين استفتته ، فكتب عمر بن عبدالله إلى عبدالله بن عقبة يخبره أن سبيعة أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة ـ وهو في بني عامر بن لؤي ، وكان ممن شهد بدراً ـ ، وتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل ، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته ، فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب ، فدخل عليها أبو السنابل ، وقال لها : مالي أراك تتجملين ؟ لعلك ترجين النكاح ، إنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشرا ، قالت سبيعَة : فلما قال لي ذلك : جمعت علي ثيابي حين أمسيت ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك ، فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي ، وأمرني بالتزوج إن بدى لي ... الحديث ، بتحليل كشف الوجة مع المكياج ، أريد شرحاً للحديث ، ورداً على هذا التأويل .

تم النشر بتاريخ: 2017-08-27
الجواب :

الحمد لله

الحديث الذي أورده السائل الكريم متفق عليه ، أخرجه البخاري (3991) ، ومسلم (1484) من حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أَنَّ أَبَاهُ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ الزُّهْرِيِّ: يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الحَارِثِ الأَسْلَمِيَّةِ ، فَيَسْأَلَهَا عَنْ حَدِيثِهَا ، وَعَنْ مَا قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اسْتَفْتَتْهُ. فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ ، إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، يُخْبِرُهُ أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ ابْنِ خَوْلَةَ ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا ، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ وَهِيَ حَامِلٌ ، فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ ، فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا ، تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ ، فَقَالَ لَهَا: مَا لِي أَرَاكِ تَجَمَّلْتِ لِلْخُطَّابِ ، تُرَجِّينَ النِّكَاحَ؟ فَإِنَّكِ وَاللَّهِ مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى تَمُرَّ عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ ، قَالَتْ سُبَيْعَةُ: فَلَمَّا قَالَ لِي ذَلِكَ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أَمْسَيْتُ ، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ « فَأَفْتَانِي بِأَنِّي قَدْ حَلَلْتُ حِينَ وَضَعْتُ حَمْلِي ، وَأَمَرَنِي بِالتَّزَوُّجِ إِنْ بَدَا لِي » .

وفي لفظ عند أحمد في المسند (26715) وصححه الشيخ الألباني في "التعليقات الحسان" (4283) :" وَلَدَتْ سُبَيْعَةُ الْأَسْلَمِيَّةُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِنِصْفِ شَهْرٍ ، فَخَطَبَهَا رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا شَابٌّ ، وَالْآخَرُ كَهْلٌ ، فَحَطَّتْ إِلَى الشَّابِّ ، فَقَالَ الْكَهْلُ: لَمْ تَحْلُلْ ، وَكَانَ أَهْلُهَا غَيْبًا ، وَرَجَا إِذَا جَاءَ أَهْلُهَا أَنْ يُؤْثِرُوهُ بِهَا ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ: «قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ ".

ومعنى الحديث إجمالا : أن سُبيعة بنت الحارث الأسلمية تُوفي عنها زوجها وهي حامل ، فما هي إلا أيام ووضعت حملها ، فرأت أن العدة قد انتهت ، وأرادت أن تتزوج ، فتجملت للخطاب ، واكتحلت ، فخطبها اثنان : أحدهما أبو السنابل وكان كهلا ، وآخر شاب ، فرغبت في الشاب ، ولم ترغب في أبي السنابل ، فلما علم بذلك أبو السنابل ، أفتاها أن عدتها لم تنته بعد ، وأنه لا يحل لها الزواج الآن ، وكان أهلها غائبين ، فرجا أبو السنابل أن يعودوا فيوافقوا على زواجه ، فلما سمعت سُبيعة فتوى أبي السنابل لها ، ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستفتيه ، فأخبرها أن عدتها انتهت بوضع حملها ، وأن لها أن تتزوج إن أرادت.

أما ما جاء في السؤال ، من أن البعض يستدل بحديث سُبيعة هذا على جواز أن تخرج المرأة إلى الشوارع سافرة الوجه ، واضعة على وجهها المساحيق: فهذا الاستدلال فاسد ولا يصح، وبيان ذلك كما يلي:

أولا : أنه لم يرد قط في أي رواية للقصة أن سُبيعة خرجت إلى الشارع سافرة ، أو أن أبا السنابل رآها في الشارع سافرة ، بل لفظ الرواية :" فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ ".

ثانيا : أنه لم يرد قط في الرواية أنها كشفت وجهها في بيتها أمام أبي السنابل، بل الذي ورد ما يلي:

 في رواية البخاري ومسلم " تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ " في رواية عبد الرزاق في المصنف (11723) :" وَقَدِ اكْتَحَلَتْ وَلَبِسَتْ "  في رواية ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3277) " وَقَدْ تَهَيَّأْتُ لِلنِّكَاحِ وَتَخَضَّبْتُ ".  قال ابن حجر في "الفتح" (9/475) :"وفِي رِوَايَة الْأَسْوَدَ فَتَطَيَّبَتْ وَتَصَنَّعَتْ ". انتهى ، ولم أقف عليها مسندة .
فمما سبق تنحصر الروايات في كونها اكتحلت وتخضبت ولبست ، ومعلوم أنها كانت معتدة ، فرأت أن عدتها قد انقضت بوضعها جنينها ، فقامت فلبست ثوب زينة ، وتكحلت في عينها ، وخضبت كفيها ، فتركت حال المعتدة ، والمحادَّة ، وعادت إلى شأن المرأة ، وما تعتاده من زينة بيتها .

وغاية ما هنالك أن يكون أبو السنابل رآى عينيها مكتحلة وكفيها مخضبة ، وعليها ثوب غير ثياب العدة ، وليس في أي رواية أنه رأى وجهها .

ثالثا : أن أبا السنابل إنما كان من الخطاب الذين أرادوا خطبتها ، ويدل على ذلك رواية البخاري (5318) من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ ، أَخْبَرَتْهُ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهَا سُبَيْعَةُ ، كَانَتْ تَحْتَ زَوْجِهَا ، تُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ حُبْلَى ، فَخَطَبَهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ ، فَأَبَتْ أَنْ تَنْكِحَهُ ، فَقَالَ:" وَاللَّهِ مَا يَصْلُحُ أَنْ تَنْكِحِيهِ حَتَّى تَعْتَدِّي آخِرَ الأَجَلَيْنِ " .

وهنا ذكر أنه خطبها فأبت أن تتزوجه ، وبذلك يتبين أنها عندما اكتحلت وخضبت كفيها ، ولبست ثيابا غير ثياب الإحداد : كان ذلك منها إعلاما للخطاب أنها انتهت عدتها ، وأنها لا مانع يمنعها من الزواج . ومن هؤلاء الذين رغبوا بها فدخل عليها خاطبا أبو السنابل .

ولذا قال ابن العطار في "العدة في شرح العمدة" (3/1337) :" وفي الحديث أحكام: .... ومنها: جواز تجمل المرأة للخطاب ، بشرط ألَّا يكون فيه زور في ملبس أو خَلْق ؛ من تفليج سن ، أو وصل شعر ، أو تحمير وجنة ، أو كثرة مال ، أو غير ذلك مما يُرَغِّب في نكاحها عادة ؛ فإنه كذب وغش، والله أعلم ". انتهى .
وقال ابن حجر في "الفتح" (9/475) :" وفِيهِ جَوَازُ تَجَمُّلِ الْمَرْأَةِ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا لِمَنْ يَخْطُبُهَا ، لِأَنَّ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ الَّتِي فِي الْمَغَازِي : فَقَالَ مَالِي أَرَاك تجملت للخطاب . وَفِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ : فَتَهَيَّأَتْ لِلنِّكَاحِ وَاخْتَضَبَتْ . وَفِي رِوَايَةِ مُعَمِّرٍ عَنِ الزُّهْرِي عِنْدَ أَحْمَدَ : فَلَقِيَهَا أَبُو السَّنَابِلِ وَقد اكتحلت". انتهى .

فإذا ثبت أن أبا السنابل جاء يخطبها ، وأنها تجملت للخطاب ، وهو منهم ، فحتى لو ثبت أنها كشفت وجهها أمامه ، مكتحلة ، وقد خضبت كفيها : فهذا لا مانع من إظهاره للخاطب .

رابعا : مما يؤكد على كون ذلك التجمل كان في بيتها للخطاب : أنها عندما أرادت الذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لسؤاله واستفساره ، تهيأت لحال الخروج من البيت ؛ فجمعت عليها ثيابها وذهبت ليلا ، فقد جاء في رواية البخاري :" قَالَتْ سُبَيْعَةُ: فَلَمَّا قَالَ لِي ذَلِكَ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أَمْسَيْتُ ، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ".

قال ابن حجر في "الفتح" (9/475) :" وفيه الرجوع في الوقائع إلى الأعلم ، ومباشرة المرأة السؤال عما ينزل بها ولو كان مما يستحي النساء من مثله . لكن خروجها من منزلها ليلا ، يكون أستر لها، كما فعلت سُبيعة ". انتهى

والله أعلم .

الرابط : https://islamqa.info/ar/266483
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2018-05-21, 15:07:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان كريم عليكم جميعا يا إخوتي
بما أنكم فتحتم موضوع الخطاب إلخ فقد بدر لي سؤال حيرني وهو آية: (  ....لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا...)
هل نفهم من هذه الآية بأن المواعدة سرا جائزة؟ بشرط قول المعروف؟؟؟؟
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: أحمـد في 2018-06-05, 21:43:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان كريم عليكم جميعا يا إخوتي
بما أنكم فتحتم موضوع الخطاب إلخ فقد بدر لي سؤال حيرني وهو آية: (  ....لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا...)
هل نفهم من هذه الآية بأن المواعدة سرا جائزة؟ بشرط قول المعروف؟؟؟؟

هذا مبني على تفسير "ولكن لا تواعدوهن سرا" فإما يكون معنى الآية النهي عن المواعدة بالفحشاء، وكنى عنها بالسر لأن الأشهر في مواعدة الرجل امرأة أجنبية عنه في السر أن تكون في فحشاء والعياذ بالله، أو يكون النهي عن المواعدة المؤكدة الصريحة بالزواج، وكنى عنها بالسر لأن الرجل يرغب في المرأة ولا يقدر على الإعلان بخطبتها وهي محتدة فيسر إليها بذلك ويؤكد لها أنه يتزوجها فور انتهاء عدتها ويأخذ عليها الميثاق بذلك..
فلو قلنا إن المقصود هو المعنى الأول: الفاحشة.. يكون الاستثناء في قول الله عز وجل "إلا أن تقولوا قولا معروفا" من باب الاستثناء المنقطع وهو ما لا يكون المستثنى من جنس المستثنى منه، كقول الله عز وجل: فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس.. وفي آية أخرى يقول الحق: إلا إبليس كان من الجن.
وتكون إلا في هذه الحال قريبة من معنى "لكن" أو "بل".
فالمعنى في الآية والله أعلم: لا تواعدوهن فاحشة، بل واعدوهن زواجا (قولا معروفا) في تلميح وتعريض لا تصريح ..
لكن الاستثناء المنقطع قد نفاه جماعة من النحاة.

ولو قلنا إن المقصود: لا توادعون سرا أي عهدا وثيقا أكيدا بالزواج، فيكون الاستثناء متصلا .. بمعنى: يستثنى من المنع أن تقولوا قولا معروفا يؤكد رغبتكم بالنكاح غير مصرحين بذلك، ومنه قال كثير من السلف بجواز أن يهديها ويبر بها ويقول لها خيرا .. دون تصريح.

والله أعلم.
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2018-06-07, 13:13:22
جزاكم الله خيرا
لم أفهم المعنى الثاني:
(
ولو قلنا إن المقصود: لا توادعون سرا أي عهدا وثيقا أكيدا بالزواج، فيكون الاستثناء متصلا)
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: أحمـد في 2018-06-07, 17:31:43
جزاكم الله خيرا
لم أفهم المعنى الثاني:
(
ولو قلنا إن المقصود: لا توادعون سرا أي عهدا وثيقا أكيدا بالزواج، فيكون الاستثناء متصلا)

وإياكم
يعني يكون قول الله عز وجل "لا تواعدوهن سرا" بمعنى لا تعدوهن بالزواج، ويستثنى منه الوعد غير القاطع وذلك بنحو البر والصلة والتلميح بالزواج.. والمنهي عنه هو الوعد القاطع والميثاق المؤكد على ذلك.
العنوان: رد: أسئلة واستيضاحات
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2018-06-21, 19:10:40
جزاكم الله خيرًا الآن فهمت
لم يقنعني المعنى الثاني لأني لم أقتنع بتفسير (القول المعروف) بأنه زواج في تلميح
لا أرى وجه الصلة بين الاثنين

أما المعنى الأول بأن المواعدة سرا هي الفاحشة يبدو منطقيا، لكن مشكلته هي وجود الاستثناء المنقطع