المحرر موضوع: حياتي كلها وقف لله  (زيارة 8071 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

زينب الباحثة

  • زائر
حياتي كلها وقف لله
« في: 2009-03-08, 01:20:08 »

 
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 
 
هناك قاعدة فقهية تقول :
 
عادة + نية = عبادة
 
و هي تشمل كل عادات الإنسان ..
 
من نوم و أكل وشرب .. إلى عمل و دراسة .. إلى تجمل و لبس .. إلخ ..
 
نعم يمكنك أن تحول كل خطوة تخطوها في حياتك و كل عادة تعملها >> إلى عبادة و طاعة تضيفها في ميزان حسناتك ..
 
 
فتصبح حياتك بجلها وقــــــــــــــف لله ..
 
 
هل يوجد أحلى من هذا ؟ ..
 
 
بنية بسيطة تكسب الآلاف و الآلاف من الحسنات ..
 
 
 
 

 
 
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه البخاري و مسلم في صحيحهما .

 
طبعا جميعنا متفقون على أن الهجرة عبادة ..

 
و لكن مع ذلك هناك شرط مهم يحدد هذه العبادة وهو النية ..

 
فعلى حسب هذه النية يتحدد إن كنت ستؤجر على هجرتك أم لا ..

 
فإن هاجرت لله .. تأخذ الأجر ..

و إن هاجرت لأي سبب آخر دنيوي .. لم تأخذ أي أجر .. بل على العكس ممكن تأخذ إثم ..

مثلا .. لو صليت صلاتك بنية أن يشاهدك الناس و أنت تصلي فيمدحوك .. تأثم لأنك مرائي .. و هكذا في كل العبادات ..

 
النية هي التي تحدد ..

 
إذن النية أمر خطير يجب أن ننتبه له .. فهي من ممكن أن تجعل أعمالك في ميزان الحسنات أو السيئات أو لا واحد منهما .. فيذهب تعبك هباء ..
 
 
 
« آخر تحرير: 2009-09-07, 01:03:40 بواسطة زينب الباحثة عن النجاح »

زينب الباحثة

  • زائر
نعود للقاعدة :

عادة + نية = عبادة

مثلا : جميعنا نمشط شعرنا كل يوم .. و لكن لماذا نفعل ذلك ؟

تخيل لو أنك قبل أن تمشط شعرك تضع نصب عينيك الحديث (إن الله جميل يحب الجمال) ..

و تقول سأمشط شعري لأن الله يحب الجمال فأريد أن أكون كما يحب ربي .. و تمشطه على هذه النية .. تخيل كم من الحسنات تأخذ على عادة يومية بسيطة ..

طبعا قد يكون هناك أكثر من نية لعمل واحد و بالتالي تأخذ أكثر من أجر ..

ممكن أمشط شعري .. لكي يأخذ الناس صورة جميلة عن الملتزمين ..

ممكن أمشط شعري .. تجملا لزوجتي .. و هكذا ..

 

زينب الباحثة

  • زائر
أنام باكرا

لكي أستيقظ لصلاة الفجر ..

لكي أقوم الليل ..

لكي أقوم باكرا و أذهب لعملي و أنا نشيط فأتقنه ..

 

 
أستحم يوميا ..

لأن النظافة من الإيمان ..

لكي لا أوذي المسلمين برائحتي ..

لكي أصلي لله و أنا نظيف .. تأدبا مع الله ..

 

 
آكل الغذاء الصحي ..

لأن لجسدي علي حقا ..

لكي لا ألقي بنفسي إلى التهلكة ..

لكي أحافظ على النعمة التي أعطاني إياها الله و هي جسدي ..

لكي أتقوى على العبادة فأعملها بنشاط ..

 

 
أدرس ..

لأن طلب العلم فريضة ..

لكي أتعلم علم نافع أفيد به المسلمين ..

حتى أستخدم نعمة العقل التي وهبني إياها الله ..

 

 
أعمل عملي بإتقان ..

حتى أساهم في نهضة الأمة ..

لأن الغش حرام ..

لكي يكون راتبي حلال علي و ليس حراما ..

لأن الله يحب العمل المتقن ..

لكي أخدم المسلمين و ألبي احتياجاتهم ..

 

 
أبتسم في وجه الناس ..

لأن ابتسامتك في وجه أخيك صدقة ..

لأن هذا الفعل يؤلف بين قلوب المسلمين ..

حتى يحبني الناس كملتزم و لا ينفروا مني و من الإلتزام ..

 

 
و هكذا قبل أن تعمل أي عمل اسئل نفسك (لماذا سأفعله؟)

 
حتى الترفيه عن النفس ممكن يكون بأجر لو أضفت إليه نية جميلة كـ أرفه على نفسي كي لاتمل و بالتالي أقبل على الطاعة/الدرلسة/العمل بهمة و نشاط ..

 
 
و هكذا إلى أن تصبح حياتك كلها وقــــــــــــــف لله ..

 
 
 
و من عنده أي أفكار جديدة لنيات جديدة فليفدنا بها ..

 
 

زينب الباحثة

  • زائر
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه البخاري و مسلم في صحيحهما .
 
الشرح
 
لقد نال هذا الحديث النصيب الأوفر من اهتمام علماء الحديث ؛ وذلك لاشتماله على قواعد عظيمةٍ من قواعد الدين .
 
والنيّة في اللغة : هي القصد والإرادةفيتبيّن من ذلك أن النيّة من أعمال القلوب ، فلا يُشرع النطق بها ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتلفظ بالنية في العبادة ، أما قول الحاج : " لبيك اللهم حجاً " فليس نطقاً بالنية ، لكنه إشعارٌ بالدخول في النسك ، بمعنى أن التلبية في الحج بمنـزلة التكبير في الصلاة ، ومما يدل على ذلك أنه لو حج ولم يتلفّظ بذلك صح حجه عند جمهور أهل العلم .
 
وللنية فائدتان :
 
أولاً : تمييز العبادات عن بعضها ، وذلك كتمييز الصدقة عن قضاء الدين ، وصيام النافلة عن صيام الفريضة ،
 
ثانياً : تمييز العبادات عن العادات ، فمثلاً : قد يغتسل الرجل ويقصد به غسل الجنابة ، فيكون هذا الغسل عبادةً يُثاب عليها العبد ، أما إذا اغتسل وأراد به التبرد من الحرّ ، فهنا يكون الغسل عادة ، فلا يُثاب عليه ، ولذلك استنبط العلماء من هذا الحديث قاعدة مهمة وهي قولهم : " الأمور بمقاصدها " ، وهذه القاعدة تدخل في جميع أبواب الفقه .
 
وفي صدر هذا الحديث ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنما الأعمال بالنيات ) ، أي : أنه ما من عمل إلا وله نية ، فالإنسان المكلف لا يمكنه أن يعمل عملاً باختياره ، ويكون هذا العمل من غير نيّة ، ومن خلال ما سبق يمكننا أن نرد على أولئك الذين ابتلاهم الله بالوسواس فيكررون العمل عدة مرات ويوهمهم الشيطان أنهم لم ينووا شيئا ، فنطمئنهم أنه لا يمكن أن يقع منهم عمل باختيارهم من غير نيّة ، ما داموا مكلفين غير مجبرين على فعلهم .
 
ويستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإنما لكل امريء ما نوى ) وجوب الإخلاص لله تعالى في جميع الأعمال ؛ لأنه أخبر أنه لا يخلُصُ للعبد من عمله إلا ما نوى ، فإن نوى في عمله اللهَ والدار الآخرة ، كتب الله له ثواب عمله ، وأجزل له العطاء ، وإن أراد به السمعة والرياء ، فقد حبط عمله ، وكتب عليه وزره ، كما يقول الله عزوجل في محكم كتابه : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } ( الكهف : 110 ) .
 
وبذلك يتبين أنه يجب على الإنسان العاقل أن يجعل همّه الآخرةَ في الأمور كلها ، ويتعهّد قلبه ويحذر من الرياء أو الشرك الأصغر ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى ذلك : ( من كانت الدنيا همّه ، فرّق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له ، ومن كانت الآخرة نيّته ، جمع الله له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه ابن ماجة .
 
ومن عظيم أمر النيّة أنه قد يبلغ العبد منازل الأبرار ، ويكتب له ثواب أعمال عظيمة لم يعملها ، وذلك بالنيّة ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما رجع من غزوة تبوك : ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً ، إلا كانوا معكم ، قالوا يا رسول الله : وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة ، حبسهم العذر ) رواه البخاري .
 
و لما كان قبول الأعمال مرتبطاً بقضية الإخلاص ، ساق النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً ليوضح الصورة أكثر ، فقال : ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ، وأصل الهجرة : الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام ، أو من دار المعصية إلى دار الصلاح ، وهذه الهجرة لا تنقطع أبداً ما بقيت التوبة ؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه الإمام أحمد في مسنده و أبوداود و النسائي في السنن ، وقد يستشكل البعض ما ورد في الحديث السابق ؛ حيث يظنّ أن هناك تعارضاً بين هذا الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا هجرة بعد الفتح ) كما في " الصحيحين " ، والجواب عن ذلك : أن المراد بالهجرة في الحديث الأخير معنىً مخصوص ؛ وهو : انقطاع الهجرة من مكة ، فقد أصبحت دار الإسلام ، فلا هجرة منها .
 
على أن إطلاق الهجرة في الشرع يراد به أحد أمور ثلاثة : هجر المكان ، وهجر العمل ، وهجر العامل ، أما هجر المكان : فهو الانتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان ، وأما هجر العمل : فمعناه أن يهجر المسلم كل أنواع الشرك والمعاصي ، كما جاء في الحديث النبوي : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) متفق عليه ، والمقصود من هجر العامل : هجران أهل البدع والمعاصي ، وذلك مشروط بأن تتحقق المصلحة من هجرهم ، فيتركوا ما كانوا عليه من الذنوب والمعاصي ، أما إن كان الهجر لا ينفع ، ولم تتحقق المصلحة المرجوّة منه ، فإنه يكون محرماً .
 
 
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ، والحمد لله رب العالمين.
 
 
المصدر:
 
 
[URL="http://www.islam***.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=54364"]http://www.islam***.net/ver2/archive[/FONT][/B]/readArt.php?lang=A&id=54364[/URL]
 
 
 
 

زينب الباحثة

  • زائر
أتعبني العنوان لا أدري لم يظهر هكذا ..

كنت أريده "حيـــــــــــــــــاتي كلــــها وقـــــــــــــــــف لله"  sad:(

« آخر تحرير: 2009-03-08, 01:35:36 بواسطة زينب الباحثة »

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: حياتي كلها وقف لله
« رد #5 في: 2009-03-08, 16:50:30 »
جزاكِ الله خيرا يا زينب

كلام جميل و يستحق التوقف emo (30):
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حياتي كلها وقف لله
« رد #6 في: 2009-03-08, 20:36:58 »
جزاك الله خيرا يا زينب

موضوع جميل

أحب ان أشير انه لا بد لتحول العادة لعبادة، بالإضافة إلى النية الصالحة، ان يكون العمل اصلا مباحا
اما العادات المحرمة فمهما اقترنت بالنوايا الحسنة، فلا تتحول إلى أعمال حسنة وتبقى على حرمتها

هذا ولا خلاف بين العلماء على ان محل النية القلب... ولكنهم اختلفوا حول مشروعية نطقها باللسان، فبعضهم كالشافعية يرى في ذلك سنة، وبعضهم يراه لا بأس به، وبعضهم يشدد في عدم التلفظ بالنية


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

زينب الباحثة

  • زائر
رد: حياتي كلها وقف لله
« رد #7 في: 2009-03-10, 16:22:06 »
جزاكِ الله خيرا يا زينب

كلام جميل و يستحق التوقف emo (30):


السلام عليكم ورحمة الله

وإياكِ جازا الله أختي ريحان

ومرورك هو الأجمل :)

زينب الباحثة

  • زائر
رد: حياتي كلها وقف لله
« رد #8 في: 2009-03-10, 16:25:50 »
جزاك الله خيرا يا زينب

موضوع جميل

أحب ان أشير انه لا بد لتحول العادة لعبادة، بالإضافة إلى النية الصالحة، ان يكون العمل اصلا مباحا
اما العادات المحرمة فمهما اقترنت بالنوايا الحسنة، فلا تتحول إلى أعمال حسنة وتبقى على حرمتها

هذا ولا خلاف بين العلماء على ان محل النية القلب... ولكنهم اختلفوا حول مشروعية نطقها باللسان، فبعضهم كالشافعية يرى في ذلك سنة، وبعضهم يراه لا بأس به، وبعضهم يشدد في عدم التلفظ بالنية




لفتة طيبة لم أنتبه لكي أضعها .. سأضيفها إن شاء الله ..

بالنسبة لأقوال العلماء فالحمد لله أن في الأمر سعة مثلما يقولون  ..  :emoti_26:

جزاكِ الله كل خير .. وأسعدني مرورك خالة هادية ..

زينب الباحثة

  • زائر
رد: حياتي كلها وقف لله
« رد #9 في: 2009-03-10, 16:27:31 »
و هي تشمل كل عادات الإنسان (مادامت هذه العادات في نطاق المباح وغير محرمة شرعا) ..

غير متصل علومجى

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 260
رد: حياتي كلها وقف لله
« رد #10 في: 2009-03-11, 22:52:36 »
جزاك الله خيراً أختنا .
اللهم أصلح فساد نياتنا.

زينب الباحثة

  • زائر
رد: حياتي كلها وقف لله
« رد #11 في: 2009-03-14, 14:09:17 »
آميـــن يارب

جزاكم الله كل خير

زينب الباحثة

  • زائر
رد: حياتي كلها وقف لله
« رد #12 في: 2009-09-07, 01:04:24 »
شكرا للأخت فتاة مسلمة لتدقيقها الموضوع ..

وفقها الله لكل ما فيه الخير