المحرر موضوع: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟  (زيارة 31137 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #40 في: 2016-05-26, 18:54:46 »
اما استنكارك ان يوجد جيل كامل ضلبطا فما محله من الاعراب؟ وهل كل الصحابة رووا الاحاديث جميعا؟ اذن لتراكمت عندنا مجلدات لا حصر لها من الروايات
وانما كان كل منهم يروي ما حصل معه وما حفظه وضبطه من حادثة عاشها او نصيحة اثرت فيه فحفظها، او حكم سال عنه واستفتى فحفظ الفتوى
وغير ذلك كانوا يستعظمون جدا ان يرووا مالم يحفظوا، ولهذا تجدين كثيرا جدا من الصحابة لم يرو عنهم الا حديث او حديثان..
ولهذا فالمكثرين من الرواية كانوا عددا قليلا من الحفاظ كالسيده عائشة وابي هريرة وانس بن مالك وابن عمر وابن عمرو وابن مسعود ومن كان في مستواهم رضي الله عنهم اجمعين.
ولهذا فهذه الاسماء النابغة هي الغرض الذي تستهدفه سهام اعداء الدين في تشويه سيرتهم والتشكيك في رواياتهم.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #41 في: 2016-05-26, 19:38:44 »
لم أعلم بوجود ردود لهادية وبهي إلا عند إرسالي ولم أقرأها بعد

طيب يا نور، سأحاول الرد عليك  خطوة بخطوة بعون الله تعالى

تبدئين بذكر الآيات القادحة بالمنافقين...

فتذكرين هذه الآية :
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ  وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)[سورة نفال 60]

وطبعا لا خلاف أنك تركزين فيها على قول الله تعالى : "وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ "

أعطيني دليلا يا نور أنّ هذا القول من الله تعالى يعني به المنافقين ... السورة سورة الأنفال، وسورة الأنفال نعلم أنها النازلة بعد غزوة بدر، وغزوة بدر كانت ضد المشركين...
وتُعرف سورة الأنفال بأن فيها كثيرا من إرشادات إلهية للمؤمنين بكيفيات القتال، وهذه واحدة منها، وتخصّ الإعداد اللازم للتصدي للعدو...

"وآخرين من دونهم" تعني كل عدو سيُقبل عليه المسلمون ممن لا يعلمهم الرسول صلى الله عليه وسلم بعد، كل عدو ما يزال في علم الغيب عنهم، أما عدو الله وعدوّكم فهم كفار قريش، المشركون، وأما "آخرين من دونهم" فهُم إما اليهود الذين ستأتي اللقاءات بينهم وبين المسلمين، أو الروم ، أو الفرس وهم ما يزالون بعد لا يعلمونهم ...

وحتى وإن عُني بهم المنافقون، فهم الآن لا يعلمونهم، لأنها غزوة بدر الت لم يكن فيها من منافق واحد، بل كانوا جميعا مشركين ضد أوائل المهاجرين والأنصار (314) في العام الثاني للهجرة، مباشرة بعد نزول الأمر بالقتال، ولم يظهر النفاق بعد، لأن تاريخ ظهوره بعد غزوة بدر، وسيبدأ انكشافهم للمسلمين من غزوة أحد تحديدا (الثالث للهجرة)وبالتالي فالله يحذّر منهم، وهم الآن لا يعلمونهم، وسيعلمونهم بما يظهرون بقوة في الغزوات خاصة ... بل إنه لم تكد غزوة أحد تبدأ حتى انحسر عبد الله بن أبي بن سلول عن المسلمين بجماعته من المنافقين ...وعندها علموهم ...

بالنسبة لآيات التوبة:

"وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَوَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ  مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ  سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ * وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ  إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"


تقولين :

اقتباس
والله لم يقل "لن تعلمهم، نحن نعلمهم" بل قال لا تعلمهم، ولكن هل الآيات قالت : ستعلمهم؟؟!! إذا على اي أسسا نجزم أن الرسول سيعرفهم كلهم؟!  هو قال سبحانه : لا تعلمهم، وربما لأنه إن قال لن تعلمهم فهذا يقتضي أنه لن ينكشف له أمر أحد منهم، بينما قضية عدالة الشخص هي قضية قد تكشفها التجارب وقد تكشفها المواقف، وقد ينكشف البعض منهم ويبقى الآخر مخفيا.

نعم، تحدثنا من قبل بشأن هذه الآية، وقلنا أن الله تعالى لم يقل "لن تعلمهم"... وأنه صلى الله عليه وسلم قد علمهم بعدها، بل الله تعالى أعلم نبيه بهم، في سياق السورة ذاتها، التي تحكي عن قصة آخر غزوة غزوة تبوك، التي خرج فيها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد عن ثلاثين ألف مقاتل...

ودعينا يا نور لا نجتزئ من السورة ومن سياقها، فنأخذ ما يدعم رأيا، ونترك ما يزيد الأمر بيانا، وتوضيحا
لماذا تغفلين في عرض السورة عن قوله تعالى :

 "لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ(44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ(45)وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ(46) لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ(47) لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ(48) وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ(49) "

هذا حديث عن حال المنافقين إزاء الخروج لغزوة تبوك، انظري:
** ثبطهم الله
** أقعدهم عن الخروج
** ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله

ثم انظري إلى "لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ"
وهذه واحدة من علامات تبينهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحادثة ذاتها، في غزوة تبوك... والسورة نزلت على مراحل بين الاستعداد للغزوة، وخلالها، وبعدها ...

إذن قلنا عن تخلّفهم في غزوة تبوك التي خرج فيها ثلاثون ألف مقاتل، هؤلاء جميعا نزلت فيهم آية تبين نقاءهم التام، وتوبة الله عليهم في قوله تعالى : "لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ(117)"

هؤلاء جميعهم مبرؤون من ذرة النفاق...

ثم بعد عودتهم، يأتي المنافقون للمسلمين  معتذرين، بعد العودة، ركزي جيدا، يعني بعدما قال له سبحانه "لا تعلمهم"، لتأتيه أخبارهم بعد ذلك، في حينها، بعلاماتهم التي يبينها الله تعالى :

يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(94)


انظري إلى تعليم الله تعالى المؤمنين كيف يردون عليهم، يعني أنهم يعلمونهم، وسيحدثونهم، وسيعرفون أنهم المنافقون، وسيردون عليهم بهذه الطريقة التي عُلّموها... وسيرى الله عملكم ورسولُه... ركزي في هذه أيضا

أنغفل كل هذه الآيات يا نور؟ والصحابة من قبل يعرفونهم، ويعرفون علاماتهم الكثيرة التي بينها القرآن الكريم، وقد ذكر الله تكاسلهم على الصلوات، وكان الصحابة يعرفون فيهم مثلا تثاقلهم عن صلاتي العشاء والفجر، وهذا في حديث صحيح...

وها هو الله تعالى إلى آخر عهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالحياة، ما زال يحذّر المؤمنين منهم، ويبين لهم صفاتهم ...

الآن يا نور :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ  تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ * فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ * ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىوَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ  وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا  وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)[سورة المائدة 106 - 108]


تقولين في هذه الآيات، ما ليس من معناها يا نور، تقولين :

اقتباس
لآيات تطلب من المسلمين شاهدين : اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ
ثم تقول الآيات : فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ *

رغم أنهم اثنان ذوا عدل بمنظورنا نحن البشري، ولكن العجيب أنه : فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا !
كيف؟؟ أليسا ذوا عدل؟؟ كيف تغيرت بسبب التجربة نظرتنا إليهم ووجدناهما أنهما ليسا ذوا عدل؟؟
وفي هذا والله تعالى أعلم دليل واضح جليّ أن الأمر يخضع للتجربة البشرية، والقرآن يؤكد ذلك فيقول : ( ولتعرفنهم في لحن القول) وآيات أخريات تؤكد أن معرفتهم من خلال الحذر من صفاتهم الظاهرية المكشوفة لنا كبشر.

ركزي معي:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ "

يعني الله تعالى يعلم المسلمين كيف يوصون وهم في حال سفر، إذا ما رأوا من أنفسهم إشرافا على الموت، فذلك أن يستأمن على وصيته اثنين من المؤمنين، فإن لم يكن في سفره من مؤمن، فليكن من غير المؤمنين، أي نصراني، كافر ....آخران، المستحسن أن يكونا اثنين أيضا من هؤلاء غير المؤمنين...

"فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا " أي فإن وقع المسلمون على ما يبين إثم هذين غير المؤمنين، فعندها تحلّ شهادة غيرهما من أهل الميت... يعني هنا، ليس تغير العدالة، هو للمؤمنَين المنصوح أن يكونا ناقلَيْن لوصية الميت، وإنما عُني بذلك غير الاثنين من غير المؤمنين الذين يضطر المؤمن أن يستأمنهما على وصيته ليبلغاها لأهله في حال عدم وجود مؤمنين معه في السفر ...

وحادثة نزول هذه الآية واردة في صحيح البخاري، وكان الاثنان نصرانيَّين، وانظري إلى عدم قدرتنا على الاستغناء عن الحديث، وهو يلعب دورا كبيرا في التفسير الصحيح للقرآن، يعني هل نفسر بأهوائنا، وبظننا، ونترك الوارد في الصحيح في تفسير هذه الآية وتوضيح سبب نزولها ؟؟ هل نرتضي هذا ؟؟!!

وهنا تقولين :

اقتباس
ثم إن سمات المنافقين قد يكون فيها شيء من المطاطية فمثلا قد نجد شخص مسلم يتراخى عن الصلاة وينقض العهود لكنه مسلم، ولكنه يحمل صفات المنافقين،مما يعطي مطاطية تجعلنا لا نستطيع تمييز المنافق عن المسلم المتراخي. وحتى التخلف بالحرب كمثال فقد تخلف ثلاثة من المسلمين الخُلّص الذين تاب الله عليهم ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا) الخ الآية. وهؤلاء عرفوا من الوحي ولكن من دون الوحي كيف سيتميزوا؟؟؟ كيف سيتميز من تخلف عن المعركة زللا وكسلا عن من تخلف نفاقا؟؟

هناك نفاق عقيدة، ونفاق عمل، نفاق العقيدة هو الذي يبطن صاحبه الكفر ويظهر الإيمان، ونفاق عمل، هو الذي يكون من بعض صفات النفاق في المسلم، وهذا طبعا أمره أهون من الأول...

التخلّف في الحرب، تتحدثين عن الثلاثة الذين تخلّفوا، أولئك يا نور، لم يأتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم واعتذروا له بأعذار كاذبة، بينما المنافقون كانت سمتهم التي بينها الله في القرآن أن يأتوا ليعتذروا قبل الغزوة، أما كعب بن مالك وصاحباه فلم يفعلا ذلك، والقصة واردة في الصحيحين...

يقول كعب بن مالك بعدما عاد المسلمون من الغزوة، وذهب كعب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :

((قلت يا رسول الله إنى لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر. والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم بحديث كاذب ترضى به عنى، ليوشكن الله أن يسخطك على. ولئن حدثتك بصدق تغضب على فيه، إنى لأرجو عقبى ذلك من الله- تعالى- والله ما كان لي من عذر.
قال صلى الله عليه وسلم أما هذا فقد صدق. فقم حتى يقضى الله فيك. وكان هناك رجلان قد قالا مثل ما قلت هما مرارة بن الربيع، وهلال بن أمية.
))

فكان الصادق الذي لم يكذب، وإنما بين سبب تأخره بقوله أنه تكاسل عن التجهّز، ولما تجهز كانوا قد سبقوه وخرجوا، فحوسب على تكاسله أشد الحساب، ونعرف قصة اعتزال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين له خمسين يوما، حتى نزلت التوبة عليهم ...

انظري وأنت لا تعتمدين على الحديث الصحيح في تفسير القرآن، كيف يحدث عندك الخلط بين خطأ مؤمن وزلّته، وهو صادق لا يكذب، وبين تعمّد منافق كاذب، كافر بالله ... فكيف تكون السمات مطاطية ولا يقع التمييز فيها بين خطأ مؤمن وتعمّد منافق، والله تعالى بيّن صفات المنافقين...

آتي الآن إلى :

وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ  إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ


تقولين :

اقتباس
طيب أليس هؤلاء من مجتمع الجيل الأول؟؟؟ ، هؤلاء مسلمووون عصاااااة من الجيل الأول وبالتأكيد ثبتت لهم فضيلة الرؤية لكن مع هذا هم : عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِم. لا نكاد نتأكد أنهم من أهل الجنة، بل: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِم.
لكن بتعريف الصحابة فهؤلاء فوق الجرح والتعديل وثبتت لهم فضيلة الرؤية، ثم بعدها قال الله:

نعم مجتمع الجيل الأول، وهل العدالة منعت الذنب عنهم؟؟ هل جعلتهم ملائكة؟؟
هل بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجتمع من البشر أم من الملائكة؟؟
تصفين خلطهم لعمل صالح بسيئ ب "عصاة"... وتشددين عليها، هكذا يا نور، ألا تراعين للصحابة قدرا مميزا ؟ أنرى أنفسنا خيرا منهم؟ أو حتى نرى أنفسنا نضاهيهم؟؟ لن أستدرّ عاطفة .... فهم ليسوا بحاجة لأن أستدرّ عاطفة عليهم، ولكن أنا أحدّث مسلمة تعرف قدرهم، وتعرف ما أبولوا، وتعرف كيف قدّرهم الله تعالى قبل أن نقدّرهم نحن ....

إنهم اعترفوا بذنوبهم ......... اعترفوا بها ....

هل جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجد ملائكة يمشون على الأرض؟؟
جيل الصحابة كان بينهم تفاضل، فليس أبو بكر كمن آمن بعد سنوات طويلة مثلا، وليس السابق كمن لم يسبق، ولكنهم جميعا يشتركون في أنهم اتبعوا لارسول صلى الله عليه وسلم، وصدقوا... وقدموا للإسلام وتسابقوا، وسارعوا في الخيرات ....

وإلى هنا وأتوقف، إلى مرة قادمة بإذن الله تعالى، فأنت تعلمين طول ما كتبت
« آخر تحرير: 2016-05-26, 19:42:54 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #42 في: 2016-05-27, 08:00:57 »
جزاكما الله خيرا ماما هادية و أسماء..ربما كان ردي متزامنا مع رد ماما هاديةو لم اقرؤه إلا الآن  :)

أسماء الحمد لله انك وفرت علي الكتابة عند الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك.  :)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل نور عبد الرحمن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 38
  • الجنس: أنثى
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #43 في: 2016-05-27, 10:31:30 »
شكرا للرد 😁 اليوم مشغولة قرأت كلامكم بس مشغولة، لو خلصت اكتب الرد ان شاء الله لو ما خلصت معلش ططلوا بالكم علي شويتين تلات أربع خمسة  :emoti_143:  :::happy2::

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #44 في: 2016-05-27, 11:05:05 »
و انا لم انهي كلامي بعد..خذي راحتك  ؛)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #45 في: 2016-05-28, 09:50:38 »

أعود يا نور لبعض النقاط الأخرى معك  emo (30):

اقتباس
( الروايات تذكر أنهم ذاتهم الثلاثة الذين خلفوا لكن الآية لم توضح ذلك بوضوح )

هنا أسألك، هل تظنين أن القرآن يُفهم دون اللجوء للأحاديث المفسّرة له، بأسباب النزول الواردة في الصحيح مثلا، وبتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدد منها في الصحيح من الحديث، هل تظنين أن اعتمادنا فقط على القرآن سيوصلنا للمُراد الحقيقي من الآية ؟ إذن لو كان الأمر كذلك ما الحاجة أصلا لنزول القرآن منجّما على ثلاث وعشرين سنة كاملة، إذن لنزل جملة واحدة، مرة واحدة...
كان ينزل حسب الأحداث... وهذه الأحداث، من كان لينقلها لنا، لولا الحديث ؟

وبهذا هل ترين الاستغناء عن الحديث ممكنا ؟؟

سأضرب لك مثالا، مراحل تحريم الخمر في القرآن، من أين لك أن تعرفي الحكم الأخير، كيف لا يلتبس عليك الأمر، فيُعمَل مثلا ب : "لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى" بدل "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون"

أما عن أخطاء الصحابة، وما فعلوا بأحد، أتعلمين يا نور  emo (30):

من أجمل وأروع ما يستوقفني في السيرة، هذه البشرية في الصحابة، وتعامل الرسول صلى الله عليه وسلم معها، أتعلمين أن نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهم ميزاتها بل من أهم دلائلها تعاملها مع هذه البشرية ؟ إن هذا الخطأ، وهذا الزلل، وهذه المعصية بشرية...
لو لم يكن هذا الجمال في التعاطي مع البشرية لما كان هناك من دور في السيرة للإسقاط على الواقع،  للاعتبار بدروس السيرة، للاعتبار من مواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة وبشريتهم، كلها دروس للداعية للتعامل مع البشرية في الناس، لا التعامل على أساس من الملائكية...

سألتُ صديقات لي مرة: ما الفرق عندكنّ بين السيرة والقرآن؟ فأجبْنني إجابات من استشعر الفرق ولمسه عن قرب، وهنّ بالموازاة يتغذّين بالقرآن تدبرا، ويداوِمْن على السيرة، إحداهنّ قالت لي سأمثل القرآن -ولله وللقرآن المثل الأعلى-  سأمثله ببيت، له صاحب، وسأمثل السيرة بالحركة الحاصلة في ذلك البيت، حركة أهله داخله، وحياتهم، وانفعالاتهم، وتعاملاتهم، وتعاطياتهم... تقول القرآن يشعرني بالجلال، وأنني أتعامل مع الله سبحانه، والسيرة تيسّر عليّ التعامل معه، أقرأ الآية فأعرف تطبيق رسول الله صلى الله عليه وسلم لها مع صحابته، وأعرف تطبيق الصحابة لها، فأفهم، وأتقرّب ...

والصحابة أيضا اختلفوا في تقسيم غنائم بدر مثلا، ونزلت في الأنفال معاتبتهم، وسرعاااان ما يمتثلون، ويعودون ويستجيبون لتربية القرآن، فما الذي يجعلك تتعجبين من خطأ الصحابة، ومن بشريتهم، بينما أكثر ما يجعلني أزداد يقينا من صلاحية هذه الرسالة للبشرية، وللنفس البشرية هو هذا الذي حدث، في جيل عظيم، لم تكن عظمته حائلا دون أن يكونوا بشرا، بل إن العظمة في تربية البشر، وفي بيان خطأ البشر، وفي أن كان ذلك الجيل مثالا مجسدا لتلك التربية، يُسقط منه ويُعتَبَر منه ...


اقتباس
ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِنْكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ

هذه الآية في المنافقين وليست في المؤمنين... ومعناها فيهم واضح، وقد قال ذلك تحديدا عبد الله بن أبي بن سلول حينما أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبقى ويقاتل داخل المدينة، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم وافق على رأي الصحابة بالخروج...

والقرآن وحده يبين أنها عنهم، فهل أيضا تصرين على الاستغناء عن الحديث الصحيح الذي ترد فيه الأسباب، هنا أقف معك دائما وقفة، لأسألك، إذ ستجدين نفسك في كل مرة، بحاجة لتجلية، ولتوضيح، من مصدر موثوق، السبب، الذي لو لم يكن له من داع، ولا لمعرفته من داع، لما نزل القرآن منجما أصلا كما أسلفت ...

وستنحَين بنفسك إلى التفسير بالرأي، وإلى التفسير بالهوى، وهنا يقع المحظور...

لي عودة بإذن الله تعالى لأستكمل معك بعض النقاط، فاصبري يا نور  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #46 في: 2016-05-28, 13:26:06 »
نور خطر في بالي ان اكتب لك شيئا
ارجو ان تقبليه برحابة صدر
ليس شرطا ان تردي على كل ما نكتبه، اعني هي ليست مباراة بيننا يفوز فيها من يكتب اكثر ومن يكون له الرد الاخير
اسالي نفسك وسائليها بصدق، (بل الانسان على نفسه بصيرة)، هل تقرأين ما نكتب بعين المحب الذي يبحث عن الحق ليتبعه، ام بعين المجادل الذي يظل يطيل الجدال واذا فرغنا من مناقشة ما عنده عاد من البداية وكتب نفس الاشياء باسلوب مختلف ليظهر انه الاقوى حجة والاصمد في المناظرة
هل تتمنين ان تصلي للحق؟ ام تتمنين الفوز في الجدال؟ ونحن ايضا، ما هدفنا ونيتنا من النقاش؟

فقط اذكرك واذكر نفسي والاخوات بهذا، لنصحح نياتنا، وليحصل لنا النفع من هذا الحوار بإذن الله.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل نور عبد الرحمن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 38
  • الجنس: أنثى
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #47 في: 2016-05-28, 14:51:29 »
ردي على أم عبد الهادي وليس على النقاش
خالتو :) جزاك الله خيرا كثيرا.
الله يعلم يا خالة اني أذهب واصلي لله قبل أن ارد واماطل بالرد خشية أن أكون ارد لهوى بنفسي لأني أعرف أن النقاش يبتدي لله ثم يصبح كل منا يريد أن يثبت صحة رأيه.
اني ضالة الا من هداية ربي وانكم لكذلك مثلي ضالون الا من هدايته، واذكركم بما ذكرتني به وأسأل الله القبول لنا ولكم.
واهلا بنصيحتك مجددا

غير متصل نور عبد الرحمن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 38
  • الجنس: أنثى
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #48 في: 2016-05-29, 12:04:53 »
سلامٌ لكم :)
أنا كاتبة ردي لكن لا أنزله حتى تنتهوا،أسماء بقي عندك كلام أليس كذلك؟؟  بهية أعندك إضافة صح؟؟ أنتظركما :)
لكن أرجو أن تكون الإضافات بموضوع عدالة الصحابة فقط، وبعدكم أنزل ردي ان شاء الله

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #49 في: 2016-05-29, 14:26:30 »
جزاك الله كل خير هادية... ننتظرك يا هادية، فأنا أعلم أننا لم نتبيّن ما بجعبتك بعد  emo (30):

--------------
نور، أحببت أن أقول شيئا حول استشهادك بالآية من سورة الفتح :

(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا  سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ  وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ  وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[سورة الفتح 29]

العلّة إذن في "منهم" ... فما القول إذن في قوله تعالى:  "فاجتنبوا الرجس من الأوثان" انظري إلى "من" هنا كيف هي ليست للتبعيض... واللغة العربية دائما أدواتها عديدة الاستعمالات ...

"منهم" هنا للبيان، بمعنى أن دورها جاء لزيادة البيان والتأكيد، وليس للتبعيض، والدليل على أنه ليست للتبعيض، هو ما ابتدئت به الآية : "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ  وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ...."
فهنا ف يالبداية لم يأتِ ذكر "والذين آمنوا معه".... فجاءت في آخر الآية لزيادة البيان أنهم هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات ...

وحتى على فرض فهمها للتبعيض، فإنما عُني كل من شملهم وعد الله بالمغفرة مع ملاحظة اقتران "آمنوا" مع "عملوا الصالحات"، ولم تأتِ "وعد الله الذين آمنوا منهم" وحدها، لنستدل بها على أن منهم من لم يكن مؤمنا مثلا...

أيضا بالنسبة للآيتين :

مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ  تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ  وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[سورة الأنفال 67 - 68]

(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ  إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ)[سورة التوبة 25]

وما المشكلة في المذكور عنهم، تعلمين قصة الآية الأولى؟ وهي عن أخذهم للأسرى، بينما كان الأولى أن يثخنوا في القتال، واستمع رسول الله صلى الله عليه وسلم لرأي كل من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، في الأسرى، أيقتلونهم أم يفادوهم بمال، فكان لكل منهما رأيه، عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بقتلهم، والصديق رضي الله عنه قال بإبقائهم، فهل لك أن تقولي في الصديق شيئا، وهو الذي قال بإبقائهم ؟  emo (30):

وفي آية حُنَين أيضا، ما المشكلة ؟ وهي مشابهة لخطأ الصحابة مثلا في غزوة أُحُد، وقد أسلفنا الحديث عن بشرية الصحابة، والتي سبحان الله كلما تأملت إبرازها بالقرآن وبالحديث، ازدادت معرفتي بمواءمة هذه الرسالة للبشرية، وبعلاجها لأدواء "البشرية" في البشر...


بالنسبة لي انتهيت، وهذا ما عندي حتى الساعة، وبالمناسبة يا نور، قلت أن تكون الإجابات عن العدالة، وأنت قد وضعت كل هذه الآات التي علقت على ما قلتِ فيها، وكلها وضعتها شاهدا على عدم تعميم العدالة

تفضلي يا نور، إن لم تكن للأخوات مما يردن الإدلاء به ... ونسأل الله الهداية والثبات على الحق لنا جميعا
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #50 في: 2016-05-29, 15:02:47 »
انا ارى ان ما كتبناه يانور قد رد بشكل كاف على كل ما طرحته
فان كان لديك جديد فهاته
وان كانت هناك اي شبهة قد اعجبك ردنا عليها واقنعك فارجو ان تذكريها، لنشعر ان هذا الحوار بناء
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #51 في: 2016-05-29, 16:12:17 »
ردي خفيف ظريف نور  :)
بخصوص كل ما ذكر عن عدالة الصحابه... أريدك أن تعملي بحثا على النت... عن من يطعنون بعدالة الصحابة  و يفندون الآيات  و الأحاديث بما يناسب  طعنهم . ستجدين النصيب الأكبر من هذه المواضيع في مواقع الشيعة..و يرجعون كل أسباب افتراء أهل السنة باعتبار الصحابة عدول من أجل أهداف سياسية فقط...
لنأتي على  من يطعنون بالصحابة من أهل السنة  و ممن يسمون أنفسهم بالقرآنيين ...
ستجدينهم يلوون تفسيرات القرآن بتفسيرات عجيبة تتلاءم مع اهوائهم ..
و أتمنى لو يتسنى لك مراقبة حياة هؤلاء الناس لنتبين مدى تطبيقهم للقرآن و لأحكامه !!!.. ركزي على الشخصيات المشهورة بهذه الدعاوي و تابعي مقولاتهم  و تصرفاتهم...ليثبت لك انهم من أهل الأهواء... راقبي من يدافع عن السنة  وعن الصحابة  و قارني....
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل نور عبد الرحمن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 38
  • الجنس: أنثى
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #52 في: 2016-05-30, 02:45:05 »
شكرا لمجهوداتكم بداية وجزاكم الله خيرا كثيرا.
أم عبد الهادي بما أنك سألت سأجيبك صراحة : أجوبة أسماء هي الأكثر إقناعا وصلابة، مثال : جوابها بـ ( قد نبأنا الله من أخباركم ) هذا جواب ممتاز مبني على دليل حقيقي وليس مجرد اندفاع عاطفي للدفاع فقط . لكن للأسف سأتجاوز الرد عليها لأجل الاختصار ( أغلب الردود متعلقة بتفسير الآيات وقد قرأت تفاسيرها مسبقا وأصلا هناك أكثر من تفسير فمثلا هذه الآية كلمة "من" فيها من معانيها التبعيض كما ذكر ابن عاشور، وكل واحد فينا سيأتي بالتفسير الذي يناسبه لذا تجنبا للإطالة سأختصر، ) أساسا حاولت اختصار ردي بقدر ما أستطيع وحتى هناك نقاط لدي بها كلام وردود لكن لم أكتبها، سأحاول جهدي الاختصار :

نقطة بشرية الصحابة، حتما فهمتموني بما لا أقصد، الأنبياء يخطئون لأنهم بشر فكيف بالصحابة؟ أكيد أكيد لست أتكلم معتقدة ان الصحابة معصومون و منزهون عن الخطأ!!!!
لكن الآيات واضحة  وصريحة بوجود أناس عاديون جدا جدا : خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا. وأناس آخرون أقل من العادي : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[سورة التوبة 106]

وانظروا كيف قدم الله أمر عذاب هؤلاء على التوبة عنهم : إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ. سبق العذاب التوبة ههنا.
__
منافقو تبوك بتخلفهم فضحهم الله معلوم ( قد نبأنا الله من أخباركم ) كما قلت أسماء.
لكن ماذا عن منافق من الذين تخلفوا وعندهم عذر من مرض وضعف أو لفقر.. الخ؟؟
ماذا عن المنافقين خارج المدينة ممن لم يخرجوا أساسا مع المسلمين؟؟
هل لا يوجد أحد أعلن إسلامه بعد غزوة تبوك؟؟ مما يعني أنه لو نافق فتبوك ما فضحته.
هل نستطيع أن نؤكد أن الآية تشمل المنافقين كلهم؟
__

أسماء :) لستُ أملك من العربية سوى ما كان على فتات موائدكم لكن دعيني أحاول :

( مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ )[سورة التوبة 101]
(قلتم الآية لا تفيد أن الرسول لا يعلمهم لأن الله قال : لا تعلمهم ولم يقل لن تعلمهم)
حسنا، قال الله:
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً) [سورة البقرة 26]
قال "لا يستحيي" ولم يقل "لن يستحيي" هل تفيد الآية أن الله جل في علاه سيستحيي مستقبلا لأنه لم يقل  "لن يستحيي" ؟؟؟
أراه احتجاجا خاطئا، لا النافية جاء بعدها الفعل مضارعا وهو يفيد الاستمرارية، ومثلها: لَا تَعْلَمُهُم ... لَا يَسْتَحْيِي.
إذن لا تعلمهم تعني لا تعلمهم وهذه بعض النماذج المماثلة ( لا نافية يتبعها فعل مضارع) وهي تستحق التأمل فلنتأمل:
( قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ َ)[سورة اﻷعراف 28]
( لم يقل لن يأمر بالفحشاء فهل يعني أنه قد يأمر به لاحقا؟؟؟ )
( وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ )[سورة الحجرات 14]
( ما قال لن يلتكم، هل يعني أن الله جل في علاه سيلتنا من أعمالنا مستقبلا؟؟ )
 وكذلك : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)[سورة البقرة 190]
وكذلك : ( ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)[سورة البقرة 124]

نعود للآية : مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ.
معناها واضح ومثلها مثل باقي الآيات : لا نافية يتبعها فعل مضارع يفيد الاستمرار.
هذا إن صح فهمنا البشري والله تعالى أعلم.

__
حتى أختصر، أريد إجابات لهذه الأسئلة ورجاء التركيز عليها :
*ما الدليل الصريح الواضح من القرآن أو حتى السنة أن الصحابة كلللهم عدول؟؟ عدالة الجميييع اجتهادات أم نص؟؟
*ما الدليل الصريح الواضح من القرآن أو حتى السنة أن المنافقين جميييعهم قد عُـلم أمرهم؟؟

*ما هو تعريف الصحابي أساسا في القرآن والسنة؟؟ ومن ومن؟؟
*تعريف الصحابي الموجود حاليا هل هو اجتهادات أم نص؟؟

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #53 في: 2016-05-30, 21:49:59 »
نور لأنني أعلم عودة هادية من سفرها، آثرتُ أن أترك لها المجال أولا... emo (30):

وإن عندي جوابا على ما أوردت بخصوص "لا تعلمهم" والأمثلة التي أوردت، ولكن أؤجله لحين جواب هادية بإذن الله  emo (30):..

« آخر تحرير: 2016-05-30, 22:58:06 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #54 في: 2016-05-31, 08:14:28 »
بسم الله..
... عندما اختلف سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوا لي صاحبي... وكررها، حتى كان سيدنا أبو بكروهو الذي يتهم نفسه خشية غضب النبي من سيدنا عمر!!
وعندما اختلف سيدنا عبد الرحمن بن عوف وسيدنا خالد، وسبه سيدنا خالد، قال النبي: لا تسبوا أصحابي فلو أنفق لأحدكم ملء الأرض ما بلغ مد أحدهم...
... المقصود من مثل هذه الأحاديث والآيات التي تقسم الصحابة أنهم ليسوا جميعا على درجة واحدة، فهناك المهاجرون ثم الأنصار، وهناك من حضر بدرا وهناك من حضر بيعة الرضوان، وهناك من أسلم قبل الفتح ومن تأخر، ومن أبلى بلاء حسنا ومن فاتته المشاهد... وهناك أبو بكر رضي الله عنه، وهناك مسلمو بني هاشم الذين حصروا في الشعب.. وهكذا!!
... إطلاق علماء الحديث القول بعدالة الصحابة جميعا مع تعريفهم الصحابي أنه من لقيه صلى الله عليه وسلم ولو مرة ومات على الإسلام وإن سبقت منه ردة..! .. أمر قد يكون محل نظر معتبر جدا .. فجميع من لقيه ومات على الإسلام وإن سبقت منه ردة.. ليس لدينا دليل واضح على تعديلهم وتوثيقهم فردا فردا... ولكن هذا لا يعنينا.
إن ما نحتاجه للوثوق في الحديث للأخذ به يختلف باختلاف مأخذ الحديث نفسه أولا..
بمعنى إذا كان المستفاد من الحديث أمرا أصليا لا يثبت أصلا إلا بهذا الحديث فيلزم علينا شدة الاحتياط .. بأن نفتش في عدالة الرواة والتأكد من سلامتهم من أسباب الفسق وخوارم المروءة وضبطهم واتصال السند بينهم وتضافر الرواة في كل جيل على ذلك.. فإن كان المستفاد أمرا فرعيا مبنيا على أمر أصلي آخر ثابت بدليل آخر تخففنا في تلك الشروط .. إلى أن قالوا: ثلاث أحاديث لا أصل لها المغازي والسير والتفسير... بمعنى لا تفتش كثيرا في أسانيدها لأن غايتها أن تصف تفاصيل حدث يرويه العامة قبل الخاصة أو تبين معنى كلمة يعرفه الأعرابي قبل الثقات....
... الخلاصة لو تهنا ندور حول أنفسنا في البحث عما يعدل من رأوه صلى الله عليه وسلم كافة وماتوا على الإسلام فإننا نرهق أنفسنا بلا جدوى... والله أعلم، وهل دارت بخلد الحافظ ابن حجر وهو يلخص ما انتهوا إليه من هذا الرأي كل هذه الأدلة والاعتراضات والإيرادات؟!!!
الله أعلم.
... ولو ثبتت عدالتهم جميعا ... فهل ثبت لهم تمام الضبط كذلك؟!! كيف وقد اختلفوا وخطأ بعضهم بعضا؟!!
... فالصحيح والله أعلم أن السابقين الأولين من المهاجرين ومن تبعهم من الأنصار ومن شهد بدرا وبيعة الرضوان .. ومن حضروا تبوك ... وكل من عدلهم الله في كتابه او شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم .. هم عدول.. فالعدالة تعني التدين الذي يمنعهم من الكذب والافتراء واتباع الهوى في التقول على الله ورسوله.. ويبقى احتمال الخطأ واردا عليهم جميعا..
... أما من رآه مرة ومات على ذلك ولو تخلله ردة.. فقد يصدق عليه مصطلح صحابي من باب الإطلاق اللغوي ومطاولة هذا الشرف .. لكن هل يصدق عليه ما قيل في الصحابة من فضل؟ كيف هذا؟!!
 
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #55 في: 2016-05-31, 13:33:53 »
أعوذ بالله أن أقصد بكلامي الطعن في عدالة الصحابة أو التشكيك فيها .. وأبرأ من أن يفهم هذا منه..
كل ما قصدته ألا نتحمل ما لا يلزمنا تحمله .. فنخوض في جدالات لا تنتهي .. وقد نجد أنفسنا ندافع عن قواعد وضعها بعض العلماء لم تكن محلا للاتفاق قبلهم أصلا، ولسنا ندافع عن الحق ..
... لقد توسع الحافظ ابن حجر رحمه الله ومن تبعه في تعريف الصحابي، ثم جعلوا الحكم عليهم جميعا واحدا .. وهذا سبب الإشكال والله أعلم. (وللدقة العلمية لا أعلم إن كان الحافظ أول من اعتمد هذا التعريف وهذا التعميم أم هو مسبوق فيه).
... لكن هل هذا الانتقاد يغير شيئا في التطبيق العملي؟!!
الستة المكثرون من الرواية هل في أحد منهم طعن في عدالته؟!! .. حاشا وكلا.. فلا يخلو واحد منهم من آية أو حديث يخصه بفضل .. بالإضافة لدخولهم في عموم الثناء والتعديل من رب العالمين .. في جملة الآيات العامة التي وردت في صحابته صلى الله عليه وسلم.
.. مرة أخرى: المقصود بالعدالة هي الديانة.. بمعنى أن العدل هو المسلم الملتزم أمر الله ونهيه التقي الذي يخاف الله .. فهذا شخص تأمن له وتطمئن إليه.
وهي تختلف عن الضبط.. فكثير من العدول خولفوا في الضبط. وقد خطأت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سيدنا عمر!!
وعند دراسة السنة ينبغي أن نعقل ما نستفيد من الحديث ... لنطلب له ما يقتضيه هذا المستفاد من شروط التوثيق..
.. الشاطبي يقول إن أصول الأحكام مبينة في القرآن، والسنة شارحة وموضحة ومبينة ومفصلة... حتى إنه أجاب عما قاله بعض الشافعية أن الحديث يثبت أحكاما أصلية واستدلوا بتحريم الحمر الأهلية...
المهم  .. ما جاءت السنة بتفصيله من الأحكام العامة والأصلية يُطلب التدقيق الشديد في إسناده..
وما جاء بمزيد من التفصيل .. كالقصص والأخبار الذي تبين سبب النزول ومزيد من الوعد والوعيد .. فلا بأس من بعض التساهل فيه...
وما جاء شارحا لكلمة أو قاصا نبأ أمر مشتهر للعظة والعبرة .. فيتساهل فيه أكثر .. وهكذا.
وقد رد عمر بن الخطاب حديث فاطمة بنت قيس وهي صحابية .. وردت عائشة أكثر من ثماني عشر حديث رواها صحابة آخرون.. وهكذا.. فالعبرة بالمستفاد إن كان جليلا لا يخفى ومؤثرا في أمر العمل احتيط له، ويقل الاحتياط بقلة التأثير..
دون دخول في إطلاقات عامة قالها فلان أو علان حاسما بها خلافا لم يُحسَم أصلا..
... والأولى والله أعلم أن نتوجه بالحديث مباشرة عمن نتشكك في عدالته من الصحابة .. أو عما نتشكك في صحته من الأحاديث .. بدلا من أن نستهلك في الدفاع عن نظريات علمية. والله المستعان.
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #56 في: 2016-06-01, 06:25:54 »
جزاك الله خيرا يا احمد
كنتُ اتطلع لمشاركتك، وارجو ان تستمر في المتابعة معنا
نور ، ارى ان مشاركتي أحمد قد أجابتا على اسئلتك وزادتك شرحا ارجو ان يزيل الاشكال لديك.

اسماء ارجو ان تضعي ما عندك ولا تنتظريني، فرغم عودتي من السفر الا انني منشغلة جدا بما تراكم علي من مسؤوليات اثناء سفري، فاعتذر منكم عن التاخير وقلة التواجد في هذين اليومين
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل نور عبد الرحمن

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 38
  • الجنس: أنثى
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #57 في: 2016-06-01, 13:23:44 »
ما شاء الله أعجبتني منطقية الرد.
سؤال أخ أحمد : هل قرأت المقال والنقاش كله؟؟؟
_
ما بين القوسين كلام الأخ أحمد ثم ما يتبعه فهو ردي :

((((( إطلاق علماء الحديث القول بعدالة الصحابة جميعا مع تعريفهم الصحابي أنه من لقيه صلى الله عليه وسلم ولو مرة ومات على الإسلام وإن سبقت منه ردة..! .. أمر قد يكون محل نظر معتبر جدا .. فجميع من لقيه ومات على الإسلام وإن سبقت منه ردة.. ليس لدينا دليل واضح على تعديلهم وتوثيقهم فردا فردا... ولكن هذا لا يعنينا.
أما من رآه مرة ومات على ذلك ولو تخلله ردة.. فقد يصدق عليه مصطلح صحابي من باب الإطلاق اللغوي ومطاولة هذا الشرف .. لكن هل يصدق عليه ما قيل في الصحابة من فضل؟ كيف هذا؟!!))))))

كلام جيد جداً لكن تعليق على قولك : ( ليس لدينا دليل واضح على تعديلهم وتوثيقهم فردا فردا... ولكن هذا لا يعنينا.)
بل يعنينا جدا جدا وهو صلب المشكلة لأن القاعدة بمصطلح علم الحديث أنك لا تلتفت مطلقا ولا تبحث بعدالة الصحابي ولا حتى ضبطه ولا شيء لمجرد انه صحابي والمشكله هي أن الأحاديث تم تصحيحها بناء على هذا الأساس.
لا يفيدنا مطلقا أن نطعن بأحد من الصحابة وكلهم على الرأس والعين ولكن تعديلهم جميعا بلا أدنى نظر مشكلة بتصحيح وتضعيف الحديث.


قولك :  (((( ولو ثبتت عدالتهم جميعا ... فهل ثبت لهم تمام الضبط كذلك؟!! كيف وقد اختلفوا وخطأ بعضهم بعضا؟!!

وهي تختلف عن الضبط.. فكثير من العدول خولفوا في الضبط. وقد خطأت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سيدنا عمر!!
وقد رد عمر بن الخطاب حديث فاطمة بنت قيس وهي صحابية .. وردت عائشة أكثر من ثماني عشر حديث رواها صحابة آخرون.. وهكذا.. فالعبرة بالمستفاد إن كان جليلا لا يخفى ومؤثرا في أمر العمل احتيط له، ويقل الاحتياط بقلة التأثير..))))

كلام أيضا ممتاز، على افتراض أن جميع الصحابة فوق الجرح وعدول فالضبط ملكة تتفاوت بين البشر، وحتى أن هناك أناس يخالطهم الوهم كثيراً وقد يروون نفس الرواية بموقفين مختلفين فنجد أن الرواية اختلفت قليلا  بمضمونها في كل مرة يرويها وهو نفس الشخص ولا يقصد الكذب البتة لكن هذه ذاكرته. لكن مع هذا لا يُنظر بضبط الصحابي على الإطلاق بحجة العدالة لهم جميعا.

((( نجد أنفسنا ندافع عن قواعد وضعها بعض العلماء لم تكن محلا للاتفاق قبلهم أصلا، ولسنا ندافع عن الحق .. )))
كلام وجيه فعلم مصطلح الحديث ليس وحيا ولا تم إنشاؤه بعصر الرسول ولا الصحابة فلماذا نحمله محمل الوحي، أتقديسا لشخوصهم وجهودهم؟؟؟

ليس الهدف هدم جهود البخاري ومسلم، ولا هدم السنة لكن حملها على أنها ظنية الثبوت وهذا يعني أننا لن نفرضها على عقولنا فرضا في حال تعارضت مع الآيات القطعية الثبوت المحكمة  أو صريح العقل أو ما ثبت علميا بشكل قاطع، أو حتى مثلا الأحاديث التي بها نبوءات تاريخية والتاريخ أثبت كذبها.
وهذه الشروط موجودة لقبول المتن وقد أوردها مصطفى السباعي_ إن شئتم أضعها هنا_ ، شروط رائعة تنطبق على المتن، لكن المشكلة أنهم يريدون فرض الحديث الظني علينا إذا ورد بالبخاري مهما تناقض ومهما كان مغلوطا والحجة الدائمة أن الغلط بعقولنا وإدراكنا للحديث لأن الله أنزل الفهم على البخاري ولا يمكن أن يخلط بأية حديث أو يضع حديثا مغلوطا.
جزاكم الله خيرا

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #58 في: 2016-06-01, 13:56:57 »
لو المشكلة في ظنية وقطعية أحاديث الآحاد بما فيها الصحيحين .. فالجمهور على ظنيتها وهذا هو الصحيح والله أعلم.
وهل تثبت بالظن أحكام؟ نعم، فاتباع النسبة الغالبة فعل العقلاء.
وعلى كل حال فعمل الفقهاء غير عمل المحدثين .. بمعنى أن صحة الحديث عامل من عوامل العمل به وليست وحدها، وكذلك ضعفه عامل من عوامل تركه .. وليست وحدها، وإلا فقد يعمل بالضعيف ويترك الصحيح لعوامل أخرى... ولو قال أحد بأن أحاديث البخاري كلها صحيحة فلا يعني أن كلها معمول بها ... هذا غير ما انتقد عليهما من أحاديث من جهة الصحة أصلا .. أجيب عن بعضها وقبل النقد في الباقي .. فهل يعني هذا ترك الصحيحين بالجملة؟ هذا قول لا يقل خطأ عمن يقبلهما بالجملة .. بالعكس الصحيحان أصح مجموعة أحاديث اجتمعت في كتاب .. فهما إلى الثقة والقبول أقرب حتى يظهر العكس.. وهذا لا يمنع من ظهور العكس فعلا .. وقديما انتقد ابن حجر حديثا في البخاري ولم يرد النقد بل أقره وحديثا انتقد الألباني حديثا في مسلم وغيره في البخاري .. ولما يزالوا على هذل عهدهم ..
.. نحن لا يعنينا أن نجادل في العموميات ..
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: هل أحاديث الآحاد مُلزمة؟؟؟
« رد #59 في: 2016-06-01, 14:17:43 »
عمل المحدثين في محاولة توثيق السنة حتى اليوم ليس معصوما ولا يؤدي الى نتائج قطعية غالبا .. بل يحتمل الخطأ في الإجمال، وبه أخطاء وقصور معروفة تفصيلا  .. لكنه عمل رائع ومهم ويؤدي الى الوثوق الاجمالي في جودة عملهم ودقته وأن الحديث الذي يقال عنه صحيح من قبلهم فهو غالبا كذلك.. وتتفاوت هذه النسبة علوا ونزولا .. كل حسب حالته.
الكفة في الإجمال راجحة نحو الثقة بتوثيق السنة.. وبالتفصيل لكل حديث حديث .. يعني من تشكك في حديق فليبحث فيه حتى يشفي غلته .. لا عيب ولا حرام .. المهم الإنصاف والتحري ... والله المستعان.
... نحن في الحياة نتعامل بالظن والغالب والاجتهاد في التثبت وحسب .. في اختيار الزوج، في شراء ما نحتاج، في اختيار مدرسة الاولادفي التعامل مع الطبيب .الخ
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير