المحرر موضوع: التربية بالقرآن  (زيارة 17347 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: التربية بالقرآن
« رد #20 في: 2018-01-14, 13:33:42 »
اهلا وسهلا بك يا أحمد
أسعدتني أسعد الله قلبك
وسلامي لعمر وأم عمر
يعني كلاكما انت واسلام تكنيتما بأبي عمر؟
--------------

بالنسبة لسردكما للتجربة، هل يمكن ان تتركوا للقارئ الحكم والتقييم، وتتفضلا بسرد التجربة كما هي او شرح كيفية اعطاء الدورة كما تلقيتموها؟

مثلا:
- المدة الزمنية
- عدد الدروس
- موضوع كل درس
- المادة العلمية ( كتاب معين/ مراجع معينة/ تدبر سور معينة او نصوص معينة)
- التطبيقات
- اسلوب الشرح او التدريس
- الوسائل والوسائط التعليمية
- اسلوب التقييم وقياس الثمار
- الفئات المستهدفة
- شروط الاشتراك
- الاهداف او الثمار المرجوة

اذكر انه كان هناك دورات للشباب واخرى للناشئة والفتيان، فماذا كان الفرق بينهما


بعد ذلك نستفيد من انطباعاتكم وانتقاداتكم وملاحظاتكم على هذه الدورة
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: التربية بالقرآن
« رد #21 في: 2018-01-14, 16:28:21 »
اهلا وسهلا بك يا أحمد
أسعدتني أسعد الله قلبك
وسلامي لعمر وأم عمر
يعني كلاكما انت واسلام تكنيتما بأبي عمر؟
--------------

بالنسبة لسردكما للتجربة، هل يمكن ان تتركوا للقارئ الحكم والتقييم، وتتفضلا بسرد التجربة كما هي او شرح كيفية اعطاء الدورة كما تلقيتموها؟

مثلا:
- المدة الزمنية
- عدد الدروس
- موضوع كل درس
- المادة العلمية ( كتاب معين/ مراجع معينة/ تدبر سور معينة او نصوص معينة)
- التطبيقات
- اسلوب الشرح او التدريس
- الوسائل والوسائط التعليمية
- اسلوب التقييم وقياس الثمار
- الفئات المستهدفة
- شروط الاشتراك
- الاهداف او الثمار المرجوة

اذكر انه كان هناك دورات للشباب واخرى للناشئة والفتيان، فماذا كان الفرق بينهما


بعد ذلك نستفيد من انطباعاتكم وانتقاداتكم وملاحظاتكم على هذه الدورة

اللهم آمين، وإياكم :)

---

كان العمل على ثلاثة أقسام:
1- قسم للأطفال والنشء:
6 - 8 سنوات (الأول والثاني والثالث الابتدائي)
9- 11 سنة (من الرابع للسادس)
12 - 16 سنة (الإعدادي والثانوي)

كانوا يحضرون يوما واحدا في الأسبوع أثناء الدراسة وثلاثة أيام في الإجازات ويتوقفون وقت الامتحانات.
كان الأولاد مقسمين بحسب أعمارهم .. يعني أبناء الست سنوات معا، والسبع معا، وهكذا .. ربما يتجاوز قليلا في الأعمار الكبيرة فيكون كل طلاب الثانوي معا (15 - 16 عاما) .. في الحقيقة كانت الأعداد في الفترة الأخيرة قد زادت بشكل ملاحظ مما وفر إمكانية تقسيم الأولاد بأريحية حسب أعمارهم بل حسب المناطق التي جاؤوا منها أيضا ليكون الأصحاب أو أبناء المعارف معا في مجموعات واحدة فييسر على ذويهم نقلهم من وإلى المكان.
اليوم أثناء الدراسة حوالي 3 ساعات منهم ساعة على الأقل نشاط ترفيهي في المكان (ألعاب بنج بونج وبلياردو واير هوكي ومراجيح للأطفال ....).
أيام الأجازة منهم يوم كامل خارج المكان (حديقة أو مسبح أو ملاعب كرة ... كانوا عادة يتعاقدون مع مكان مجهز به كل هذه الأشياء معا) ويومين داخل المكان يشبه اليوم أثناء الدراسة.

كان الأولاد يخرجون في مخيم عدة أيام مرة في إجازة الصيف ومرة في الشتاء (وأحيانا مرتين في الصيف).

كان المنهج عبارة عن وحدات تربوية، تم إعداد ستة منها بالفعل هي كالتالي:
1- وحدة الهداية ( 4 - 6 لقاءات): تتناول معنى الهداية، وحاجة الإنسان للهداية (قصة خلق الإنسان ونزوله الأرض ووعد الله له بالرسل والكتب وعداوة الشيطان)، وأن القرآن هو هداية الله لنا (توضيح جوانب الهداية العشرة للطلاب الكبار - إعدادي وثانوي)، وكيف نتعامل مع القرآن بهذا الاعتبار؟ (توقيره ومحبته والحرص على تلاوته وتعلمه).
2- وحدة الربوبية (25 - 30 لقاء) تتناول معنى الربوبية وتطبيقاته في القرآن، وأهمية الإيمان بالربوبية وأنها دعوة الرسل جميعا، وثمار الربانية "الإيمان بالربوبية"، ومظاهر الربوبية في الكون كما عرضها القرآن (الليل والنهار والشمس والقمر، والظل، وتحريك الرياح وإنشاء السحاب ونزول المطر، وإنبات النبات، والكائنات الحية، وخلق الإنسان، وأحداث الحياة (قصص في الربوبية من الواقع القديم والحديث)، وتوحيد الربوبية (دلائل وحدانية الله الرب في الكون كما عرضها القرآن: التوجه بالفطرة لله الواحد، وانتظام الكون، وانتفاء الدعوى "أروني ماذا خلقوا؟"، وقهر الله لمن ادعى مشاركته، وخذلانه لمن أشرك به)، توحيد الله هو الإيمان بوحدانية الفاعلية ومن والإجابة عن سؤال: أين دور الإنسان والأسباب؟ (حل مشكلة الأسباب وتوضيح معنى العزم والتوكل)، وأين نحن من الربانية؟ (مظاهر ضعف الربانية: العجب والغرور)، الصورة الصحيحة للإيمان بالله ربا: الاستعانة والتوكل (معناها، قصص في الاستعانة والتوكل من الواقع القديم والحديث، ونماذج الربانيين من الأنبياء)، تطبيقات عملية على الاستعانة والتوكل (الدعاء - البسملة - الاستعاذة)، مدارسة سور الفاتحة، والناس والفلق والإخلاص في ضوء الكلام السابق (يتم تناول المعنى العام للسورة ومعاني المفردات وفضل السورة والمعنى الخاص بالاستعانة والتوكل في كل سورة).. ففي سورة الفاتحة يكون الكلام عن الاستعانة بالله على طلب الهداية والعبادة، وفي سورة الناس يكون الكلام عن الاستعاذة بالله من شيطان الإنس والجن، وفي سورة الفلق أنواع الشرور التي نتعرض لها ومنها الحسد والسحر والتأكيد على أنه لا ينفع ولا يضر شيء إلا بإذن الله، وفي سورة الإخلاص نناقش قول النصارى في حق الله وما هي أدلة بطلانة؟
3- وحدة اختبار العبودية ( 12 لقاء تقريبا) تتناول قصة خلق الإنسان وامتحانه بعبادة الله، وأن مواد الامتحان ثلاثة "العطاء، والمنع، وافعل ولا تفعل" وأن النجاح في الامتحان يكون بالشكر والصبر والامتثال، ونماذج على الناجحين والراسبين في كل مادة، وتعلم سور المسد والنصر والكافرون بنفس الطريقة السابقة، ففي سورة المسد من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه، وفي سورة النصر النبي صلى الله عليه وسلم خير العابدين وبهذا نال السيادة على العالمين وكيف أنه استمر على عبادته لله حتى بعد النصر، وفي سورة الكافرون المفارقة والمفاصلة بين منهاج العبودية لله والكفر بالله.
4- وحدة الشكر (12 لقاء تقريبا) تتناول معنى الشكر في اللغة واستحالة الوفاء لله بحق الشكر بهذا المعنى، وأنه رضي منا بعض الأعمال (الثناء والحمد، والاجتهاد في العبادة، والبذل لعباده، وشكر ذوي الفضل) بشرط أن يكون كل ذلك مع الاعتراف بالتقصير عن الشكر بالمعنى الحقيقي، ونماذج الشاكرين والجاحدين، ومدارسة سور الكوثر، والماعون وقريش والفيل، ففي سورة الكوثر النبي صلى الله عليه وسلم خير الشاكرين ونماذج من شكره، والماعون من أخلاق الجاحدين وعقوباتهم، وقريش والفيل قصة الفيل ومنة الله على قريش بهذا الحدث وبالبيت الحرام وبمكة والتجارة والأمن والرزق وأن واجب هذا العبادة شكرا لله، وأن السابقين من المهاجرين لهم أعظم الفضل لذلك وأن من مات من مشركي قريش على شركه فهو ذو ذنب عظيم.
5- وحدة الحياة الدنيا (10 لقاءات تقريبا) تتناول قصة الوجود وأن الإنسان في الدنيا في دار اختبار وعبور إلى الآخرة يجازى فيها بما عمل في الدنيا، وأن من أهم مواد الدنيا  الوقت، والصحة، والأهل، والمال، وكيف يستفيد الإنسان من الدنيا للفوز في الآخرة وكيف يمكن أن يخسر؟ ومدارسة سور الهمزة والعصر والتكاثر.
6- وحدة اليوم الآخر (30 لقاء تقريبا) تتناول المحطتين الأخريين في قصة الوجود (البرزخ ويوم القيامة) بالترتيب بدءا من الموت مرورا بالقبر والبعث والنشور والحشر والحساب والجزاء، ومدارسة سور: القارعة والعاديات والزلزلة من ناحية المواقف التربوية التي تذكرها كل سورة في هذه القصة (ففي سورة القارعة مسألة الميزان ونطرق فيها على معنى أن العبرة بالوزن يوم القيامة وأن أوزان الناس اليوم لا قيمة لها...، وفي العاديات أن الله سبحانه مطلع على السرائر ويوم القيامة تبدو هذه السرائر، وفي سورة الزلزلة شهادة الأرض على الناس!

طبعا الوصول لهذه المسودة التفصيلية كان بعد عدة جولات في التعديلات، فقد كانت وحدتا الشكر والدنيا (باستثناء سورة التكاثر) من قبل وحدة أخرى بعنوان من أنت أيها الإنسان، تتناول جوانب شخصية الإنسان الأربعة القلب والعقل والنفس والبدن وكيف يتعامل مع كل منها، وكان في البداية المعنى العام للوحدة يتناول بالتوازي مع مدارسة السور ثم انتهى الأمر إلى تعليم المعنى أولا ثم تعليم السور بعدها، وهكذا..
ولا شك أن طرح المعاني يتفاوت حسب سن الأولاد..
وكانت الدروس مدعومة بفيديوهات وصوتيات مساعدة ما أمكن، مع وجود مسرحيات يتم تمثيلها في الأيام الترفيهية أو الحفلات أو المخيمات لتأكيد المعنى.

أكثر مجموعة استمرت في المنهج لم تتجاوز سورة الزلزلة إذ بدأ النشاط في شهر سبتمبر 2011 وكانت آخر مرة يوم 26/6/2013 يعني أقل من سنتين.

في البداية أيضا (صيف  2011) كان البرنامج للأولاد يقتصر على السن من 10 - 16 سنة، وفيها أخذ أولاد الإعدادي والثانوي  الدورة الإيمانية كالكبار، ومن سن 10 - 12 سنة دورة في محبة الله من خلال سورة الرحمن (لا أعلم تفاصيلها وليس لدي عنها أي أوراق للأسف).

لم تكن هناك شروط معينة لقبول الأولاد، لكن أغلب الأولاد كانوا أبناء الملتزمين من معارف القائمين على المشروع أو من حولهم، كما كان يتم الإعلان عن العمل في جريدة الحرية والعدالة (الإخوان) فكان من يتابعها هو من يعلم بالأمر من خارج المعارف.
ظهرت بلا شك مشكلات أخلاقية لدى البعض، وكان هناك بعض الأهالي غير ملتزمين أبدا، وبعض الأهالي ملتزمون لكنهم لا يعبأون لأولادهم، وأكثر الأهالي يريدون للأم أن تتواصل مع المشرف الذي يكون عادة دون الثلاثين والأم عادة قريبة من هذا السن! وكانت هناك محاولات لعلاج هذه الأمور ... وهكذا.
كانت هناك في كل وحدة درس مراجعة بعد بضعة دروس يستمعون فيه للأولاد - خصوصا الصغار - من خلال مسابقات وألعاب.
كانت الثمار في الصغار واضحة فكانوا يدعون الله كثيرا ويذكرون أهليهم بذلك، أما الكبار فكان المرجو فقط ظهور حبهم للالتزام وحرصهم على الحضور، مع انتظامهم ولو قليلا على ورد القرآن، والرجاء في التأثير على المدى البعيد.

كان هناك اشتراك رمزي لا يغطي المصروفات المدفوعة نظير تقديم الخدمة لمراعاة ضيق الحال مع فتح باب التبرع لمن شاء (كان الاشتراك في الصيف لا يتجاوز 250 جنيها للشهر رغم اشتماله على أربع رحلات)

2- قسم الكبار:
طلاب الجامعة والخريجون أيا كانت أعمارهم.
كانوا يحضرون ثلاث دورات:
1- الإيمانية (حوالي 20 لقاء): مفهوم التوازن التربوي وأهميته وبماذا ينبغي أن نبدأ (يتم التوجيه للبدء بالقلب)، تهيئة إيمانية تستهدف اليقظة (ذكر الموت والدار الآخرة والتحفيز لأخذ العزم)، وتبيين حقيقة الإيمان وكيفية إنشاء القاعدة الإيمانية من خلال القرآن، والتحفيز للقرآن (مدارسة أول 5 أبواب من كتاب تحقيق الوصال)، ثم تبيين خطورة الوضع الحالي مع القرآن (مدارسة غربة القرآن)، ثم مدارسة وسائل التحفيز الإيماني (الترغيب والترهيب والقصص وضرب المثل...إلخ. من كتاب نظرات في التربية الإيمانية)، ثم مدارسة معنى المحبة.
2- التربية النفسية (حوالي 10لقاءات): حقيقة العبودية، ثم مدارسة مرض العجب والغرور في كتاب حطم صنمك.
3- التربية الفكرية (حوالي 5 لقاءات) عن حقيقة الإسلام وأنه المهيمن على غيره من الشرائع وأنه جاء ليظهر على الدين كله ووجوب السعي في ذلك، وأن أول الطريق لذلك هو تربية المسلمين على الدين وبعض الكلام عن مهارات العمل (وفق الطريقة السابقة).

ثم يحضرون دورة طويلة في التزكية يتدارسون فيها بعض المعاني الواسعة عن أمراض القلوب (العجب والغرور والكبر والرياء وحب الدنيا وكفران النعم واتباع الهوى) جمعها الدكتور مجدي بعد ذلك في كتاب سماه تزكية النفس التربية المنسية وضعه في نحو ألف صفحة ثم زاد فيه حتى تجاوز الألفين وستمائة صفحة!!
جعل الكتاب في نسخته الأخيرة في خمسة مجلدات:
المجلد الأول أربعة أبواب: مدخل للتزكية وكونها التربية المنسية، ثم الخوف من الله وقود التزكية، ثم الوسائل العامة للتزكية (القران والانفاق والنصح....الخ) ثم فقه التعامل مع النفس.
المجلد الثاني: تبنى فيه الدكتور فكرة أنه لا سبيل للتزكية الحقيقية إلا بعد أن يحدث للعبد "زلزلة" تنكسر فيها نفسه، ويتزلزل فيها إيمانه بها، حتى يصبح كالإناء المرضوض (على حد تعبير ابن القيم ونقله الدكتور) وأن هذه الزلزلة لها علامات واسباب وخطوات .. فصلها تفصيلا في هذا المجلد الذي يتجاوز ال 650 صفحة تقريبا.
المجلد الثالث: حب الدنيا والرياء.
الرابع: الكفران والعجب والكبر.
الخامس: الغرور واتباع الهوى (ذنوب الجوارح).
وختم الكتاب بخاتمة في سعة رحمة الله وقبوله لعبده التائب.

(ولا أعلم أحدا انتهى من مدارسة الكتاب مع الدكتور وهو دائم التعديل فيه منذ بدأ فيه عقيب الانقلاب).

لم يكن هناك معيار محدد لقبول الحضور سوى الرغبة وطبعا لا يسمح بالتدخين في المكان (ولا يسأل أحد إن كان يدخن أو لا) ثم المتابعة بعد ذلك في الورد لفترة، وامتحانات تتخلل الدورة وفي نهايتها، والنجاح فيها مع عدم الانقطاع في الحضور هو شرط الاستكمال لما بعدها (امتحانات نظرية تقليدية جدا).

كان هناك اشتراك رمزي أيضا (100 جنيه للدورة كلها لغير الطلبة و 50 للطلبة) مع فتح باب التبرع أيضا وإعفاء غير القادر تماما.

3- قسم المتفرغين:
 عادة تكون أعمارهم من 23 - 30 سنة.
يحضرون كل يوم دواما كاملا (8 ساعات تقريبا)
نفذت سنابل ثلاث دفعات للمتفرغين
كانت الأولى سنة كاملة، ثم الثانية عشرة أشهر تقريبا، ثم الثالثة سبعة أشهر تقريبا، وكانوا يخططون لعقد دفعة أربعين يوما مخيما مغلقا للطلاب في صيف 2013 لكن سبق القدر.
تعطى في هذه الدورة نفس ما يعطى للكبار لكن بتفصيل وإسهاب ومناقشات وتدريب على الإلقاء، وامتحانات وهكذا.. ويكون هناك مقابل مادي رمزي أثناء الحضور.
كانت الدفعة الأولى غير متفرغة تماما في البداية مما ساهم في إبطاء العمل معها إلى سنة، ثم في الدفعتين الأخريين تفرغوا تماما من البداية وكان هناك برنامج تشغيلي لهم مما ساهم في إنجازهم في وقت أقل.

كانت تجرى لكل المتقدمين في هذا النوع مقابلات شخصية ويطلب منهم ملء بطاقة تعارف كاملة وكان الشرط الأساسي أن يكونوا من الإخوان أو مرشحين من قبلهم.
وكان يقال في كل مرة سيتم عمل ترشيحات بحيث يقبل البعض ويرفض البعض لكن المتقدمين لهذه الدورات بخلاف الأخرى كانوا دائما أقل من المطلوب فكان يقبل جميع المتقدمين غالبا.

كان الأضبط في أداء المطلوب والمنفذ للتعليمات بدقة والمنتظم بجندية مطلقة هو الأسبق والأفضل...
وكانت هناك دائما لهذا الفريق ملاحظة للأفعال العفوية وتقييمات للتصرفات .. هذا يتكلم يكثر من قول انا فهو معجب، او هذا لا يستشير فهو ينفذ المطلوب بغرور، أو هذا يتكلم عن اهله او دراسته فهو فيه كبر، او هذا يشتري ثيابا كثيرة فهو محب للدنيا.. أو هذا دائما يقدم المشيئة او يكثر من والله اعلم او ينظر في الارض او يترك شعره بدون تجميل او... فهو  وهكذا يتم التقييم ومن ثم التقديم والتأخير.
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: التربية بالقرآن
« رد #22 في: 2018-01-14, 16:55:29 »
جزاك الله خيرا كثيرا يا أحمد وبارك فيك، ولا أعتقد أن لدي ما أضيفه هنا بعد هذا التفصيل، فلم أكن أعرف أغلبه أصلا!

جيت في وقتك :)

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: التربية بالقرآن
« رد #23 في: 2018-01-14, 20:06:12 »
جزاك الله خيرا كثيرا يا أحمد
مشاركة ثرية جدا
قرأتها، وأحتاج أن اعيد قراءتها، وأتفكر فيها، ثم أطرح عليك بعض الاستفسارات من فضلك

أرجو أن تكمل يا إسلام في سرد تجربتك الشخصية وملاحظاتك ولا تتوانى
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: التربية بالقرآن
« رد #24 في: 2018-01-15, 07:22:31 »
طيب بالنسبة لدورات الصغار
فهمت من كلامك ان الأستاذ يشرح معاني الدرس بطريقة الإلقاء، ثم تأتي السور تفسيرها وحفظها لتثبيت تلك المعاني كتطبيق
كأن دور الصغار شبيه بدورهم في المدارس: التلقي والإصغاء ثم الحفظ
صحيح؟

وقلت:

اقتباس
وكانت الدروس مدعومة بفيديوهات وصوتيات مساعدة ما أمكن، مع وجود مسرحيات يتم تمثيلها في الأيام الترفيهية أو الحفلات أو المخيمات لتأكيد المعنى.

ما هي هذه الفيديوهات والصوتيات؟


اقتباس
أكثر مجموعة استمرت في المنهج لم تتجاوز سورة الزلزلة إذ بدأ النشاط في شهر سبتمبر 2011 وكانت آخر مرة يوم 26/6/2013 يعني أقل من سنتين.

أليست سورة الزلزلة هي الدرس الأخير في الدورة؟

طيب أين تقع موضوعات:
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- الجهاد في سبيل الله بأنواعه
- إقامة منهج الله في أرضه
- طلب العلم والسعي في مناكبها؟
- علاقة المؤمن بالمؤمن، وبالكافر، وبالمنافق، وبأهل الكتاب
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: التربية بالقرآن
« رد #25 في: 2018-01-15, 07:38:20 »
بالنسبة لدورات الكبار فقد ذكرت فيها كتابين لم أقرأهما: تحقيق الوصال/ نظرات في التربية الإيمانية
فهل تتكرم بوضع روابط التحميل ان وجدت

وسؤال: أين يقع التعريف بالعلوم الشرعية ودورها ومتى ينبغي الرجوع لأهل العلم ونحو ذلك من مباحث تحتاج إلى ضبط وتتعرض لمعاول الهدم من كل جانب
أم أن الدورة لم تكن تبتغي الشمول بل فقط إحياء جانب التزكية والتربية الأخلاقية؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: التربية بالقرآن
« رد #26 في: 2018-01-15, 12:10:09 »
طيب بالنسبة لدورات الصغار
فهمت من كلامك ان الأستاذ يشرح معاني الدرس بطريقة الإلقاء، ثم تأتي السور تفسيرها وحفظها لتثبيت تلك المعاني كتطبيق
كأن دور الصغار شبيه بدورهم في المدارس: التلقي والإصغاء ثم الحفظ
صحيح؟


بالنسبة لطريقة التعليم للصغار كانت خاضعة لعاملين: الأول محتوى "سكربت" الدرس الذي يتم الاتفاق عليه بين مجموعة العمل الخاصة بالمرحلة السنية التي فيها الطفل، وراجعه الدكتور مجدي في أكثر الأحوال، بما في هذا المحتوى من وسائل تعليمية .. والعامل الآخر هو مهارة المعلم في التعامل مع الأولاد في هذه المرحلة. (وقد ساعد عليها أن فريق العمل كان كبيرا نسبيا فكانت هناك مهارات متنوعة، مع بعض الدورات التي تلقيناها في الألعاب التربوية والتعامل التربوي مع النشء على يد بعض المتخصصين).

فمثلا كان هناك أحد المعلمين لديه مهارات صوتية متميزة جدا في الحكايات وفي تقليد الأصوات وفيه كتابة الأناشيد والتمثيل المسرحي .. وكان هناك غير واحد لديهم موهبة التمثيل بالعرائس، وكان هناك أحد المعلمين ماشاء الله يجلس مع الأولاد الصغار فيشد انتبهاههم جدا من أول اللقاء لآخره ويحبونه جدا. هذا بالنسبة للصغار
الكبار قليلا والإعدادي والثانوي .. كان هناك بعض المعلمين الرياضيين، وبعض المثقفين وبعض من تتوفر فيهم صفة الحسم والجدية .. فكانت الأمور إلى حد كبير لا بأس بها أو جيدة في المجمل بفضل الله .. هذا من ناحية .. ومن ناحية كان إعداد محتوى الدرس يأخذ وقتا كبيرا في الغالب مع إعداد الوسائل ..
طبعا هذا الواقع الجميل تناسب عكسيا مع حجم العمل .. ففي البداية كان عدد الفريق كبيرا والأولاد قليلا فكانت الأمور رائعة إلى حد كبير في الإعداد والأداء، ولكن بعد ذلك انعكست الأمور فقل عدد المعلمين وزاد الطلاب جدا، فضعف الأداء بلا شك .. يعني المجهود المبذول والثمرة الناتجة في وحدتي الهداية والربوبية أضعاف نظيرها في وحدة اليوم الآخر مثلا.. وكذلك فإن الدفعات التالية من المشرفين المتفرغين لم تحظ بالدورات التدريبية الخاصة بالالعاب التربوية والتعامل التربوي مع النشء .. بل كانوا يتعاملون بخبراتهم العادية في الحياة وسؤال من سبقهم.


وقلت:

اقتباس
وكانت الدروس مدعومة بفيديوهات وصوتيات مساعدة ما أمكن، مع وجود مسرحيات يتم تمثيلها في الأيام الترفيهية أو الحفلات أو المخيمات لتأكيد المعنى.

ما هي هذه الفيديوهات والصوتيات؟



هذه الوسائل قد تكون قصة، وقد تكون فيديو أو مقطع صوتي أو مناقشة لاستخراج معاني من الآيات مثلا، أو لعبة تربوية ..

مثلا في وحدة القران طريق الهداية .. تم تشغيل لعبة تربوية مع طلاب الاعدادي والثانوي عبارة عن خريطة تفصيلية لمكان اللعب (مبنى كبير - حديقة واسعة) وملحق بهذه الخريطة مجموعة اوامر، ويتم التنبيه على الفريق أن من بينهم لاعب يريد تضليلهم ليخسروا، وأن عليهم تنفيذ تعليمات الخريطة والملحق بدقة، وبالفعل تبدأ التعليمات ويقوم الأولاد بالتنفيذ .. وهناك مجموعة أمور مشكلة .. مثلا يقال لهم ابحثوا عن كرات البلياردوا في غرفة كذا، واستبدل ما وجدته من الكانتين فيجتهد الأولاد في البحث ويجدون كرات البنج بونج متوفرة بكثرة بينما البلياردو نادرة، فيقول لهم احد زملائهم (المتفق معه على تضليل الأولاد) ما الفارق بينهم؟ ويحمل كرات بنج ويستبدلها فيقبلها منه بائع الكانتين ويعطيه شيئا مقابلها، فيفتن به بعض الأولاد ويفعلون مثله بينما يصر الباقون على البحث عن البلياردو لتسليمها فيأخذون بديلا مختلفا، ثم يطلب منهم تسليم البديل لمكان آخر فيأخذون مثلا أكياس مياه .. صاحب البديل عن كرات البلياردو يأخذ كيسا سليما وصاحب بديل البديل عن كرات البنج يأخذ أكياسا مثقوبة تبلل ملابسه، .. ثم يطلب منهم الوصول لمكان اخر وتنفيذ مهمة أخرى وهكذا...
وفي نهاية اللعبة يتم توضيح جوانب الهداية في القرآن من خلال لعبة المحاكاة هذه ..
بينما مع الصغار تغمى اعينهم ويطلب منهم السير في مسار محدد فيصطدمون لولا تنبيهات المشرف الذي يأمرهم بالتحرك خطوة خطوة فلا يصطدمون..

أيضا كانت هناك فيديوهات كثيرة من مجموعة فيديوهات "هارون يحيى" أو planet earth أو غيرها من الفيديوهاتا التي تصور الطبيعة .. وإما يكون التعليق صحيحا أو يتم كتم الصوت والتعليق الشفوي من المشرف.

كان هناك أيضا فيلم آخر أيام الأرض، وفيلم برصيصا العابد (صوتيان) وفيلم عزازيل فيديو ...

أيضا تم تمثيل مسرحية حديث الرجل الذي فقد ناقته فنام فاستيقظ فوجدها .. للدلالة على محبة الله لعباده (ومن العجائب هنا أن هذه المسرحية أديت في أرض مخيم يملكه النصارى في الأصل وقد عرض الرجل الجمال أن يشارك بإضافة من عنده في المسرحية لأنه يعرفها جيدا فالنصارى هنا يمثلونها دائما مع أطفالهم).

اقتباس
أكثر مجموعة استمرت في المنهج لم تتجاوز سورة الزلزلة إذ بدأ النشاط في شهر سبتمبر 2011 وكانت آخر مرة يوم 26/6/2013 يعني أقل من سنتين.

أليست سورة الزلزلة هي الدرس الأخير في الدورة؟

طيب أين تقع موضوعات:
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- الجهاد في سبيل الله بأنواعه
- إقامة منهج الله في أرضه
- طلب العلم والسعي في مناكبها؟
- علاقة المؤمن بالمؤمن، وبالكافر، وبالمنافق، وبأهل الكتاب


بالنسبة لدورات الصغار لم تكن دورات كانت وحدات تربوية متتابعة يعني التصور النظري للموضوع أن يتم تعليم جزء عم كاملا، وكان هناك مشروع لعمل فهرس الوحدات التربوية الخاصة بالجزء كله، لكن المشروع لم يكتمل حتى الآن للأسف.

فكان المتوقع مثلا بعد وحدة اليوم الآخر أن تكون سورة البينة والقدر عن القرآن، وسورة العلق والتين عن تزكية النفس، والشرح والضحى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا.. ثم قد تتكرر الموضوعات من زوايا جديدة ..
وبالتالي فهذه الموضوعات التي ذكرت إما أن تغطى في الوحدات المقبلة أو تؤجل لحين بلوغهم الجامعة فيدرسونها في الدورة الفكرية ..
أما مسألة طلب العلم والسعي في مناكبها فسأؤجل الكلام عنها للسؤال التالي إن شاء الله.

بالنسبة لدورات الكبار فقد ذكرت فيها كتابين لم أقرأهما: تحقيق الوصال/ نظرات في التربية الإيمانية
فهل تتكرم بوضع روابط التحميل ان وجدت

وسؤال: أين يقع التعريف بالعلوم الشرعية ودورها ومتى ينبغي الرجوع لأهل العلم ونحو ذلك من مباحث تحتاج إلى ضبط وتتعرض لمعاول الهدم من كل جانب
أم أن الدورة لم تكن تبتغي الشمول بل فقط إحياء جانب التزكية والتربية الأخلاقية؟


كل كتب الدكتور القديمة (يعني ما عدا كتابه الاخير في التزكية وما كتبه بعده من كتب) على موقع الإيمان أولا
هذا كتاب تحقيق الوصال: https://goo.gl/nfcqWq
وهذا كتاب النظرات: https://goo.gl/4Q1Th5

أما مسألة العلوم الشرعية ومتى ينبغي الرجوع لأهل العلم ونحو ذلك .. ففي الحقيقة الدورات والوحدات التربوية وغيرها لم تقصد لهذا، ويقال بوضوح هذا ليس درس علم شرعي، بل هو إيمان وتزكية وتصحيح الفكر فقط.
وكانت الأمور في البداية عادية، فكان يقال لابد لطالب العلم الشرعي أن يهتم بتحصيل الايمان وتزكية نفسه اولا قبل طلب العلم لكي ينتفع بما يدرس بعد ذلك، لكن الأمور بعد ذلك تطورت عند التطبيق لمشكلة حقيقية .. جوهرها أن الدكتور مجدي في العلوم الشرعية أقرب لكونه مثقفا منه لطالب أو دارس دراسة معتبرة، وهذه الثقافة للأسف مستقاة مما كان شائعا في الثمانينيات في مصر من انتشار منهج الشيخ الألباني في الحديث وفقه السنة وهذا النحو ... وما بدت لي خطورة هذه المناهج مثلما بدت لي عندما رأيتها في هذا الموضع ..
وقد جرت مناقشات كثيرة بيني وبينه في أمور فرعية في هذه الأمور، حاول الرجل خلالها أن يستمع ويسأل - جزاه الله خيرا - لكن الطبع غلاب، كانت النتيجة دائما تؤول للصفر أو تقترب منه، وفيه هذا تفاصيل عجيبة!

وقد تطور الأمر عندما زادت الكتابة في التزكية وتوسعت بشكل لم أسمع به من قبل في التاريخ الإسلامي من أشد المهتمين بالتزكية سواء من الصوفية المدرسة التي أخذت على عاتقها هذا الأمر منذ بدايتها أو من المربين من أهل الحديث كابن الجوزي ونحوه رحمهم الله جميعا.

والله المستعان
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: التربية بالقرآن
« رد #27 في: 2018-01-16, 08:55:35 »
المنهج رائع حقيقة، ويمثل قفزة نوعية
ولا شك أن اي انتقاد او تحسين او تكميل لهذا المنهج سيبقى عالة على مؤسسه الأول جزاه الله خيرا

وجزاك الله خيرا يا أحمد على هذه الجولة التلخيصية التي استفدت منها كثيرا

استشفيت من تعليقك الأخير، انك مثلي قلقت على مسألة غياب بيان أهمية العلم الشرعي!

انا لا ادعو الى تحويل الدورات التربوية او دورات التزكية الى دورات للعلوم الشرعية
لكن انتشار الشبهات والافكار الضالة وتقبل المسلمين بل وأحيانا المشتغلين بالدعوة والمتربين في بيئات ملتزمة لهذه الوافدات المنحرفة لا يمكن مواجهته بالتزكية فحسب، بل لا بد من علم شرعي، وانضباط بالشرع والتزام لهدي العلماء المخلصين. لا بد من تعليم الناس ضرورة اما طلب العلم الشرعي من مظانه، او التزام جمهور العلماء وعدم مفارقتهم..

وقد شجع انحراف أو انكشاف انحراف كثير من العلماء والدعاة في عصرنا دعاة الضلالة على حفر هوة واسعة بين الأجيال وبين العلوم الشرعية والعلماء، مما زاد الأجيال ضياعا وتيها

وبكل أسف، كتابا (غربة القرآن) و (حطم صنمك) لا يشجعان  على طلب العلوم الشرعية او ضرورة الالتزام بأقوال العلماء وعدم الاجتهاد الفردي،  إن لم يشجعا على العكس أحيانا

والتوازن دوما مطلوب بين العلم والتزكية
ورحم الله من قال:
من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق
ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق
 على اعتبار التصوف هنا منهجا للتزكية

-------------------

أنا في أشد الشوق الآن لسماع تحليلك للتجربة، وتحليل وتعايش اسلام معها
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: التربية بالقرآن
« رد #28 في: 2018-01-16, 16:44:52 »
متابعة .. وباهتمام .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: التربية بالقرآن
« رد #29 في: 2018-01-20, 12:04:27 »
هيا يا أحمد
لا تبخل علينا بتقييمك للتجربة
وهاهو إسلام يتابع على مدونته

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: التربية بالقرآن
« رد #30 في: 2018-01-20, 20:22:37 »
هادية هل اطلعت على كتاب "دستور الأخلاق في القرآن" ؟ للدكتور محمد عبد الله دراز ؟ تذكرينه ؟ الذي تشاركنا قىاءة كتابه الرائع  "النبأ العظيم" .

كتاب يحدَّث أنه رائع .. كما يوصف دراز بأنه رائد علم الأخلاق القرآنية . أبرمج لقراءته بإذن الله.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: التربية بالقرآن
« رد #31 في: 2018-01-21, 06:48:55 »
هادية هل اطلعت على كتاب "دستور الأخلاق في القرآن" ؟ للدكتور محمد عبد الله دراز ؟ تذكرينه ؟ الذي تشاركنا قىاءة كتابه الرائع  "النبأ العظيم" .

كتاب يحدَّث أنه رائع .. كما يوصف دراز بأنه رائد علم الأخلاق القرآنية . أبرمج لقراءته بإذن الله.
لا والله لم أطالعه
هل له رابط على النت؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: التربية بالقرآن
« رد #32 في: 2018-01-21, 08:23:44 »
نعم الحمد لله وقعت على رابط للكتاب .  وهو التالي:

https://ia802708.us.archive.org/0/items/FPdstoorak/dstoorak.pdf

وهذا فيديو أحببت في بداياته التعريف بمحمد عبد الله دراز وجهوده، ولم أكمل جزء الحديث عن كتابه هذا لأنني أحببت قراءته أولا ..

https://www.youtube.com/watch?v=64kYjSUUoeA&list=PLmGTYKuhKtk-i7eFL8Wb0I6qg9wqG2w2D&index=30
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: التربية بالقرآن
« رد #33 في: 2018-01-21, 21:44:53 »
والله مش بخل بس الموضوع متعدد الجوانب جدا ومش عايز اقول كلام ملوش لزمة

لو في اسئلة ياريت

استفيد بها في تحديد نقاط الكلام زي تفصيل الموضوع نفسه كده
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: التربية بالقرآن
« رد #34 في: 2018-01-22, 10:05:15 »
والله مش بخل بس الموضوع متعدد الجوانب جدا ومش عايز اقول كلام ملوش لزمة

لو في اسئلة ياريت

استفيد بها في تحديد نقاط الكلام زي تفصيل الموضوع نفسه كده

طيب بارك الله بك
فلنبدأ من هنا، فهو أكثر ما أثار اهتمامي


اقتباس
أما مسألة العلوم الشرعية ومتى ينبغي الرجوع لأهل العلم ونحو ذلك .. ففي الحقيقة الدورات والوحدات التربوية وغيرها لم تقصد لهذا، ويقال بوضوح هذا ليس درس علم شرعي، بل هو إيمان وتزكية وتصحيح الفكر فقط.
وكانت الأمور في البداية عادية، فكان يقال لابد لطالب العلم الشرعي أن يهتم بتحصيل الايمان وتزكية نفسه اولا قبل طلب العلم لكي ينتفع بما يدرس بعد ذلك، لكن الأمور بعد ذلك تطورت عند التطبيق لمشكلة حقيقية .. جوهرها أن الدكتور مجدي في العلوم الشرعية أقرب لكونه مثقفا منه لطالب أو دارس دراسة معتبرة، وهذه الثقافة للأسف مستقاة مما كان شائعا في الثمانينيات في مصر من انتشار منهج الشيخ الألباني في الحديث وفقه السنة وهذا النحو ... وما بدت لي خطورة هذه المناهج مثلما بدت لي عندما رأيتها في هذا الموضع ..
وقد جرت مناقشات كثيرة بيني وبينه في أمور فرعية في هذه الأمور، حاول الرجل خلالها أن يستمع ويسأل - جزاه الله خيرا - لكن الطبع غلاب، كانت النتيجة دائما تؤول للصفر أو تقترب منه، وفيه هذا تفاصيل عجيبة!

وقد تطور الأمر عندما زادت الكتابة في التزكية وتوسعت بشكل لم أسمع به من قبل في التاريخ الإسلامي من أشد المهتمين بالتزكية سواء من الصوفية المدرسة التي أخذت على عاتقها هذا الأمر منذ بدايتها أو من المربين من أهل الحديث كابن الجوزي ونحوه رحمهم الله جميعا.

1- اشرح لنا المشكلة الحقيقية التي تطورت عند التطبيق
2- ما علاقة هذا بمنهج السلفيين (الشيخ الالباني)؟
3- ما مشكلة التوسع في الكتابة في التزكية؟
4- الحلول من وجهة نظرك؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: التربية بالقرآن
« رد #35 في: 2018-01-22, 15:06:00 »
جزاك الله خيرا يا أحمد،
أنا عندي سؤال بعد اذنك،

ما هو رأي الدكتور فيمن يقول في القرآن برأيه؟ وما رأيك أنت؟
« آخر تحرير: 2018-01-22, 15:40:36 بواسطة جواد »

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: التربية بالقرآن
« رد #36 في: 2018-01-23, 11:55:38 »
والله مش بخل بس الموضوع متعدد الجوانب جدا ومش عايز اقول كلام ملوش لزمة

لو في اسئلة ياريت

استفيد بها في تحديد نقاط الكلام زي تفصيل الموضوع نفسه كده

طيب بارك الله بك
فلنبدأ من هنا، فهو أكثر ما أثار اهتمامي


اقتباس
أما مسألة العلوم الشرعية ومتى ينبغي الرجوع لأهل العلم ونحو ذلك .. ففي الحقيقة الدورات والوحدات التربوية وغيرها لم تقصد لهذا، ويقال بوضوح هذا ليس درس علم شرعي، بل هو إيمان وتزكية وتصحيح الفكر فقط.
وكانت الأمور في البداية عادية، فكان يقال لابد لطالب العلم الشرعي أن يهتم بتحصيل الايمان وتزكية نفسه اولا قبل طلب العلم لكي ينتفع بما يدرس بعد ذلك، لكن الأمور بعد ذلك تطورت عند التطبيق لمشكلة حقيقية .. جوهرها أن الدكتور مجدي في العلوم الشرعية أقرب لكونه مثقفا منه لطالب أو دارس دراسة معتبرة، وهذه الثقافة للأسف مستقاة مما كان شائعا في الثمانينيات في مصر من انتشار منهج الشيخ الألباني في الحديث وفقه السنة وهذا النحو ... وما بدت لي خطورة هذه المناهج مثلما بدت لي عندما رأيتها في هذا الموضع ..
وقد جرت مناقشات كثيرة بيني وبينه في أمور فرعية في هذه الأمور، حاول الرجل خلالها أن يستمع ويسأل - جزاه الله خيرا - لكن الطبع غلاب، كانت النتيجة دائما تؤول للصفر أو تقترب منه، وفيه هذا تفاصيل عجيبة!

وقد تطور الأمر عندما زادت الكتابة في التزكية وتوسعت بشكل لم أسمع به من قبل في التاريخ الإسلامي من أشد المهتمين بالتزكية سواء من الصوفية المدرسة التي أخذت على عاتقها هذا الأمر منذ بدايتها أو من المربين من أهل الحديث كابن الجوزي ونحوه رحمهم الله جميعا.

1- اشرح لنا المشكلة الحقيقية التي تطورت عند التطبيق
2- ما علاقة هذا بمنهج السلفيين (الشيخ الالباني)؟


في البداية تكلم الدكتور عن ضرورة التزكية قبل طلب العلم، واستشهد بآيات سورة البقرة وآل عمران والجمعة، وأن آية سورة البقرة الأولى كانت دعاء من سيدنا إبراهيم وأن الله عز وجل صحح الترتيب في الآيات التالية، وأذكر أنه في أول مرة تكلم فيها معنا في هذا الموضوع شدد كثيرا على هذا الأمر وذكر من مساوئ أخلاق الأزهريين وطلاب العلم من السلفيين وكيف أنهم يتكبرون على الناس... الخ، وكان أكثر الحضور أزهريين فثار بعضهم وتدافعوا الحديث، حتى قال له أحدهم: يعني نجيب بتاع كفتة يفتي للناس؟ قال: بتاع كفتة متواضع خير من شيخ متكبر!
المهم نظريا هذا الحديث لم يكن فيه مشكلة، خاصة اني سألته على انفراد يومها: بتاع الكفتة لا يعلم المسائل، فمهما كان متواضعا فهو لا يعلم، وهذا المتكبر يعرف المسائل، فما العمل؟ قال: أنا أتكلم معهم على سبيل المبالغة، ولا شك أننا نحتاج لمن يعلمون المسائل لكن العبرة بالتزكية أولا، والعالم غير المزكى قنبلة موقوتة...
كانت بداية ظهور المشكلة بالنسبة لي لما اشتغلت في تخريج أحاديث كتب الدكتور، فلم تكن تقابلني مشكلة حقيقية مع أن الدكتور يضع يده على صدره في الصلاة، ويرفع ثوبه للصلاة، ويمسح على الجورب الرقيق، ونحو ذلك مما أثاره الشيخ الألباني تحديدا من آراء؛ لم تكن عندي مشكلة فيه لأنه أولا لم يدع أحدا إليه، ولم يختلف مع أحد فيه... فكان الأمر لا يعدو أمرا شخصيا، لكن لما بدأت في تخريج الأحاديث كنت أكتفي بذكر التخريج دون التحقيق، يعني رواه فلان وفلان وحسب، دون ذكر من صححه أو ضعفه، إلا أنه طلب وضع التصحيحات ليطمئن الناس للكتاب، فتشاورت كثيرا في هذا الأمر مع الأخ هاني السقا واتفقنا على أن أولى الناس بذكر قولهم أصحاب المصنفات كالترمذي، ثم المتأخرون كالزيلعي وابن حجر، ثم المعاصرون إذا تعذر المتأخرون، وأن أخبار الصحابة رضي الله عنهم التي لا تأخذ حكم الرفع وما دونها من رتب الأخبار يكتفى لها بالتخريج دون التحقيق، خاصة أنها لا تكون من صلب الاستدلال في الكتاب.
سرنا على هذا في كتاب غربة القرآن الطبعة الأولى والثانية، وكان الدكتور قد عرض الكتاب على أخ يعرفه يعمل أستاذا جامعيا في اللغة العربية، وطلب مني وقتها التواصل معه على الخاص لآخذ رأيه بعيدا عن الحرج أو المجاملة لشخص دكتور مجدي، فجرت بيننا محادثة هاتفية طويلة أرشدني الرجل فيها إلى مهمات في تخريج الحديث، والتزام العزو الدقيق والتفريق بين الروايات، إلخ الفوائد التي قالها جزاه الله خيرا، وأكد على أن التخريج من المصادر المعتبرة قد يغني عن ذكر التحقيق، فليس علينا بعد أن نقول رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، أن نذكر قول آخر في تصحيح الحديث أو تضعيفه، لكن بعد نشر الكتاب جاءت تعليقات بعض القراء على موقع goodreads بأن الكتاب مليء بالأحاديث الضعيفة (كان في رأيي أن مشكلة القراء مع هذا الكتاب راجعة لمحتواه لا لأحاديثه، فكل كتب الدكتور مليئة بالأحاديث الضعيفة أكثر من هذا، بل إن كتابا ككتاب الإيمان أولا مثلا صُدِّر بحديث ضعيف جدا، ولم يعلق أحد، لكن موضوع الكتاب كان تصادميا وجديدا على الناس فلما رأوا في التخريج مقالا تكلموا!) المهم أن الدكتور لم يكن يعجبه التخريج، وذكر لي بعد ذلك أنه يشعر أنني وهاني السقا أرغمناه أو حملناه عليه!
ثم أعطاني كتاب الإيمان لأخرجه، فسرت فيه على نهج ما فعلنا في الغربة، فلما سلمته له وقد جاءت أحاديث كثيرة فيه حكم عليها المتقدمون بالإنكار أو الغرابة، أو حكم عليها المتأخرون بالضعف، ولم تكن لدي مشكلة، فمعلوم أن تضعيف الحديث أو الإنكار على أحد رواته أو غرابة مخرجه لا يعني بالضرورة رد العمل به، كما أنه لا يلزم بالضرورة قبول العمل بالحديث لمجرد صحة إسناده! قابلني بعدها مستنكرا جدا، وقال: أنا مجبتش الأحاديث دي من عندي انا جايبها كلها من صحيح الجامع الصغير للالباني فتأتي وتضعفها؟! قلت له لم نضعفها هذه احكام أئمة الشأن، ولا يلزم من تضعيف الحديث رده، وليس الصواب لإقناع القارئ بالكتاب المبالغة في التصحيح ولو على خلاف القواعد، يكفي تنبيه القارئ لهذه القاعدة، ونقلتها له من تعليق المنذري رحمه الله في الترغيب والترهيب على حديث "ازهد في الدنيا يحبك الله" ومن كتابات الحافظ ابن رجب رحمه الله جميعا حيث شرح وأصل وبين قواعد من أحاديث حكم عليها بالضعف أول الشرح!
وحاولت تذكيره بكلام دكتور اللغة العربية أننا نقدم الكتاب لعامة الناس، فلا بأس علينا إن اكتفينا بالتخريج دون التحقيق، فنذكر المصدر المعتبر وحسب، وحاولت أن أيسر له الأمر، فقلت له: أحاديث الشيخين متفق عليها، وأحاديث مسند أحمد وإن وقع فيها الضعيف غير أنه ليس فيها الموضوع، وقد كتب الحافظ ابن حجر كتابا كبيرا في هذا اسمه القول المسدد، ومثل ذلك فعله السيوطي في السنن الأربعة في كتابه المفقود القول الحسن في الذب عن السنن، فهذه الكتب وإن جاء في بعض أسانيد أحاديثها متهمون بالكذب لها روايات أخرى ترفع عنها تهمة الوضع، فلا بأس إن عزونا لهذه الكتب السبعة واكتفينا بالعزو، وأعلى منها كتب ابن خزيمة وابن حبان والحاكم بتعليقات الذهبي، فما خرج من الأحاديث عن هذه الكتب يكفينا فيه مثل تحقيقات الهيثمي في مجمع الزوائد، خاصة مع كثرة استشهاد الدكتور بأحاديث الطبراني.
ولأزيده قناعة بالأمر كتبت ورقة عن هذا المعنى (أن أحاديث الكتاب عن التزكية وليست عن الأحكام، وأن ليس كل حديث ضعيف مردود...ألخ) فلم تعجبه الورقة وقال انها هجومية جدا ولا تصلح خطابا للمدعوين.
ولم يعجبه كذلك الاكتفاء بالعزو للمصادر المعتبرة، وأبى إلا أن نذكر تصحيحات الألباني، وقال لي أنا أقلد الشيخ محمد عبد المقصود وهو يكثر من ذكر أحكام الألباني، المهم تناقشنا كثيرا في الأمر ووصلنا لاتفاق أن نضع رأي الألباني مع رأي السابقين، فجاءت النتيجة عكسية، حيث ضعف الشيخ أحاديث صححها السابقون، كحديث الكيس من دان نفسه، وهو من عمدة كتاب التزكية! فطلب إزالة رأي الألباني إذا ضعف!
فتناقشنا طويلا في هذا، ثم اتفقنا اتفاقا جديدا هو أن نضع أقوال المصححين فقط ولا يلزمنا ذكر راي المضعفين متى وجد مصحح أيا كان! فجاءت المشكلة في الأحاديث التي اتفقوا على تضعيفها، أو تصحيحها لا وجه له البتة كحديث ازهد في الدنيا حيث صححه الألباني تصحيحا عجيبا قال بعدما ساق اسانيده الضعيفة: ظفرت له بإسناد عند ابي نعيم... وساق اسناد الحلية، وصححه به، فلما عدت للحلية وجدت ابا نعيم يذكر هذا الاسناد ثم يعقب عليه بانه وهم ويبين علته!
فقال: علينا إذن أن نقلل من الاحاديث التي اتفقوا على ضعفها ونحذف التحقيق لما سنتركه منها!
قلت له كما تحب لكن ليس هذا بمنهج ولا موافق لعمل أحد ممن كتبوا في التزكية أو الأحكام ويوقعنا في مشاكل ومؤاخذات لا حصر لها، فلا نحن اعتمدنا منهج الألباني وضعفنا ما ضعف وصححنا ما صحح، ولا نحن التزمنا منهجا أصلا، نحن فقط نذكر أقوال المصححين متى وجدت ونحذف أقوال المضعفين، ونذكر التحقيقات إن كانت في صالحنا ونحذفها متى كانت علينا!
فطلب عرض الكتاب على حد كبير ذي خبرة، فوصل إلى أخ كبير عمل بالتدقيق اللغوي والبحث الشرعي لأكثر من ثلاثين سنة، وأرسل له الكتاب (التزكية)، فكان إنكار الرجل على المنهج المعمول به في الأحاديث شديدا، وغضب من ذكر تحقيقات الشيخ الألباني أصلا، وهاجمه بقسوة، فكنت أدافع وأقول إن الرجل قوي في التخريج دون التحقيق، والدكتور يريد إقناع العامة برأيه، فلم يعجبه، وقال إن العمل ينبغي أن يكون مقتصرا على المصادر، ولا يذكر رأي  المتأخرين إلا في القليل النادر جدا حيث يكون الحديث عمدة الباب مثلا ولا يبدو من تخريجه قوته.
نقلت رأيه وتصحيحاته في الكتاب للدكتور فقال افعل ما قال سوى حذف قول الألباني أبقه على حاله!
وبقي الكتاب على هذا..! فكان آخر تصحيح للكتاب: يحذف منه تصحيح أو تضعيف أمثال الزيلعي وابن الملقن ويبقى فيه تصحيح الألباني!، بل قد يصرح الترمذي بغرابته وضعفه فيحذف هذا ويثبت تصحيح الألباني، وقد يتفقون على صحته فيضعفه الرجل، فإما أن يحذف الكل أو يثبت تصحيح بعضهم وكفى!
ثم يقول لي الدكتور: أنتم الأزهريين لديكم مشكلة نفسية مع الرجل لأنه ليس أزهريا مثلكم!
في خضم هذه الأحداث فتحت في جلسة الأخوات مسألة مس المصحف للحائض، وكنت قد أخبرت زوجتي من قبل برأي المالكية في جواز قراءة القرآن من غير مس للمصحف للحائض، فقالت لهم هذا الرأي، فخالفت زوجة الدكتور مجدي جدا وبالغت في التسفيه من هذا الرأي، وأرسلت للأخوات فتاوى من اسلام ويب تقول نفس ما قالته زوجتي لكنها تصدره لهم بان مس المصحف جائز، ولا أحد يقرأ نص الفتوى طبعا.. مادام خالتو قالت كذا!
فراجعت الدكتور فأنكر قول زوجته وقال انه يعلم ان هذه فتوى الالباني وهو لا ياخذ برايه في الفقه ويعلم ان له اراء غريبة لكنه ياخذ براي ابن تيمية في المسالة (جواز القراءة دون المس) قلت له الامر اكبر من ابن تيمية رحمه الله هذا قول مالك ومعتمد مذهبه، فقال نعم لكن زوجته لم تخبر البنات بشيء ولم يتغير لديهن شيء مما عرفنه منها اول الامر!
ما لمسته في هذه المسألة: أن الأمر ليس مجرد رأي الألباني في مقابل راي ابن حجر مثلا، إنما الأمر مقابلة المنهج باللامنهج: باللاشيء، ولا يوجد تصور أصلا عن تاريخ نقل السنة وجمعها وتمحيص أخبارها وتدوينها وعلوم الحديث وتدوينها ولا عن الفقه وتدوينه ومدارسه والأعمار التي فنيت في هذه الأمور، ومن ثم فعلى أفضل أفضل الأحوال: الدكتور يرى أن رأي الألباني نظير لرأي الترمذي مثلا! وأن تخريجات الألباني كتخريجات ابن الملقن مثلا! وأن فقه الألباني كفقه مالك مثلا!
وأحيانا يبدو منه ما يصرح به كثير من أصحاب هذه الطريق: إن علم الألباني أوسع بالحديث لأنه متأخر فعلم أسانيد الترمذي وغيره! واطلع على تخريجات ابن حجر وغيره! وهكذا...
والمشكلة عندي والله يعلم ليست شخصية أبدا .. قلت له على هذا: فالألباني أعلم من ابن عمر وابن مسعود؟ بل أعلم من سيدنا أبي بكر رضي الله عنهم؟!!!!!! فلا أثبت ولا نفى !

المشكلة مأساة متجذرة، تبينت لي أكثر عندما نستعمل أدوات التزكية في ترسيخها أكثر، فقد بدا لي في أول الأمر أن عرض الكتب على متخصصين هو نوع من طلب النصيحة التي تكشف عن التواضع والشعور بالاحتياج والسعي للانتفاع بخبرة الغير، غير أنه قال لي بعد ذلك بصريح العبارة: إنه عرض الكتب على فلان وفلان ليتقوى بهم علي وعلى ما أريد عمله في الكتب رغما عنه :D

تذكرت في هذه الأحيان بعض تعليقاته لما زار تركيا قبل سنوات على نمط الحنفية في العبادات مما لا نعرفه في مصر سواء لغلبة الشافعية قديما على وجه بحري أو غلبة السلفية مؤخرا، مثل الإسفار بالفجر وتأخير العصر وتعجيل المغرب وتطويل الإقامة وتعجيل النوافل بعد الصلاة المكتوبة، إلخ، فكان يذكرها على سبيل التندر لا على سبيل الاختلاف المشروع الذي يعتمد فيه المخالف على أدلة معتبرة مؤصلة في كتبهم!

الله المستعان ..
ما خلصت به في هذه الحوارات أن التزكية علم من العلوم، وعمل من الأعمال، ومن فني عمره في تعلم الطب حتى صار وحيد دهره فيه فلن يستيقظ يوما ليجد نفسه عالما بالرياضيات مثلا مالم يدرسها ويمارس تطبيقاتها.. فكذلك الأمر من فني عمره في تعلم التزكية والمجاهدة فيها لن يكون عالما بالأحكام وأصول الدين حتى يدرسها ويتعلمها ويمارسها.. الخ، كما فعل مع غيرها.
والأستاذ في فن قد يكون تلميذا في فنون أخرى...
وكان العلماء قديما منصفين وفقهاء حقا لما كانوا يقولون: فلان فقيه الشام غير أنه ضعيف في الحديث، وفلان ثقة في الحديث ثبت حجة لكن لا يُستفتى في مسائل الوضوء! وفلان يستسقى الغمام به غير انه لا يُستفتى في شيء ولا تؤخذ عنه رواية!! وهكذا.
نحن الآن في عصر الخلط والخبط والله .. ولا خبرات ولا تخصصات ولا أي شيء .. مشايخ يقودون الناس في السياسة فيقتلونهم ويسجنونهم ويشردونهم .. وأطباء يفتون في الدين فيضلون ويضلون .. إلخ.

والله المستعان
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: التربية بالقرآن
« رد #37 في: 2018-01-23, 13:56:45 »


وقد تطور الأمر عندما زادت الكتابة في التزكية وتوسعت بشكل لم أسمع به من قبل في التاريخ الإسلامي من أشد المهتمين بالتزكية سواء من الصوفية المدرسة التي أخذت على عاتقها هذا الأمر منذ بدايتها أو من المربين من أهل الحديث كابن الجوزي ونحوه رحمهم الله جميعا.

3- ما مشكلة التوسع في الكتابة في التزكية؟
4- الحلول من وجهة نظرك؟


بدأ الدكتور حديثه عن التزكية في دورة صغيرة من أربع محاضرات يتكلم فيها عن حقيقة العبودية والانكسار لله، وعن خطورة العجب والكبر والغرور، وأن القرآن هو سبيل العلاج والشفاء من هذا، ثم ألح عليه الناشر في طباعة كتاب في هذا الموضوع، فجمع بعض أوراقه الخاصة وبيضها في كتاب "حطم صنمك" وزاد الدورة لثماني محاضرات توسع فيها قليلا في وصف المرض والعلاج بحسب ماهو مثبت في الكتاب المطبوع.
وظل على هذا فترة غير قليلة، ثم لاحظ أن الناس لا يتغيرون.
كانت فكرة الدكتور في الدورة النفسية عامة هي التعريف بالعجب والكبر والغرور وذكر بعض المظاهر التي يقع فيها الناس التي تعكس وجود هذه الأمراض في قلوبهم، وكان يقول إن الشعور بالمشكلة بداية الحل، فكان يضغط كثيرا على الحضور ليستقصوا المظاهر التي يقعون فيها تدل على وجود هذه الأمراض في قلوبهم.. ثم يباشر معاهم طرح العلاج.
ومن ثم فكان تقييمه للنتيجة بنفس الطريقة، فقد رأى أن هذه المظاهر لم تختف من حياة الذين حضروا الدورة، ومن ثم قرر الحديث بالتفصيل ..
فبدأ الأمر بمخيم ثلاثة أيام تقريبا أعطى فيه قرابة العشر محاضرات توسع فيها في ذكر مظاهر الأمراض النفسية .. وقد ذكرها على غير ترتيب، فكان يتكلم مثلا عن العناد ثم يتكلم عن الفرح بالنفس ثم يتكلم عن التفاخر ثم عن التطلع للدنيا.. الخ. يتكلم في كل مظهر في المواقف التي تقع في الحياة تندرج تحت هذا المظهر، مثلا: فتح النقاش مرة اخرى بعد الفصل في الرأي هذا موقف يمثل حالة الاعتداد بالرأي، والاعتداد بالرأي من الكبر. وهكذا.. ويتكلم عن كل مظهر بما يعرفه فيه من الآيات والأحاديث التي تصف خطورته .. بشكل مباشر أو غير مباشر .. وقد وصل في هذا المخيم وما لحقته من محاضرات إلى حوالي أربعين مظهرا تعكس مرضا او اكثر من امراض القلب كالكبر والعجب ..
وقد كرر هذا الأمر ثلاث مرات تقريبا .. مع ثلاث مجموعات مختلفة .. فكان الناس بعد هذا التوسع في المظاهر تختلف قليلا ردة فعلهم: منهم من أصابه اليأس والقنوط والشعور التام بالهلاك والعياذ بالله (فزاد الدكتور مظهر اليأس والقنوط كمظهر من مظاهر مرض القلب!) ومنهم من اعترف ببعض وأنكر أن يكون واقعا في بعض آخر .. فصرح له بأنه مجادل وأنه لا يريد الاعتراف بالمشكلة على وجهه .. ومنهم من استعجل العلاج والحل، ومنهم من صبر ليستمع للنهاية وهكذا.. ثم وقع الانقلاب قبل أن ينتهي الدكتور من وضع روشتة العلاج كاملة مع أي من المجموعات، لكنه قد بدأ فيها مع البعض التي كانت ترتكز في الأساس على الإمعان في الاعتراف بالمشكلة والشعور بالخطر والتوجه بهذا الشعور لله بالدعاء وقراءة القرآن مع الاستمرار في كتابة المظاهر مع بعض الوسائل العامة كالتناصح ...الخ.
فلما كان ماكان وتفرغ الرجل في بيته جلس يرتب منثور الأوراق ليضع كتابا في الموضوع
فكتب فصلا مقدمة عامة التزكية أهميتها وضرورتها وخطورة التقصير فيها ... الخ،
ثم فصلا ثانيا بعنوان "الخوف من الله وقود التزكية" ثم فصلا آخر في الوسائل العامة للتزكية (الدعاء والقران والتناصح والانفاق ...الخ) ثم فصلا لكل مرض من امراض القلب السبعة بداها بالعجب ثم الغرور ثم الكبر ثم الرياء ثم الكفران ثم حب الدنيا ثم اتباع الهوى (معاصي الجوارح)
وبلغ الكتاب في هذا الف صفحة تقريبا. ثلثه من المقدمات الاولى وثلثاه من الامراض السبعة. حيث يجيء كل مرض في عدة مظاهر .. يتكلم عن المواقف الحياتية التي تندرج تحته وكيف يعكس هذا المظهر المرض القلبي المذكور فيه وخطوات العلاج من المرض.
ووزع الكتاب على مجموعات لمدارسته، وانتهت منه مجموعة كبيرة، وقطعت شوطا كبيرا فيه مجموعات كثيرة صغيرة، لكنه رأى بعدها ان المشكلة لم تحل بعد، وان المظاهر مازالت واقعة في حياة الناس!
فشرع في اعادة كتابة الكتاب ..
فقسمه لخمسة كتب.. جاءت في اكثر من الفين وستمائة صفحة .. منها اكثر من الفي صفحة في امراض القلوب بعد استثناء الكتاب الاول والخاتمة تقريبا!
لم تكن المشكلة في إمعان الكتابة والغلو الناتج عن ذلك فقط بل كانت - في رأيي - من عدة عوامل:
- البناء الإيماني لم يكن يكافئ كل هذا، فكانت الدورة الايمانية تتلخص في ربط الناس بورد القران، مع بيان اخطاء التعامل معه، وجلستين او ثلاث في محبة اللع لعباده كمعنى ايماني مستفاد من القرآن، ثم يدخل في التزكية، دون أن يتابع بناء إيماني في المعاني الايمانية المهمة كالتوكل والشكر والاخلاص والتسبيح والصبر والصدق ...الخ. فتاتي التزكية لتزكية النفس دون أن يسبقها أو يصحبها صلاح القلب أصلا، مع أن التنظير الفكري السابق للدكتور لم يكن كذلك، فقد كتب في الايمان اولا ان الانشغال ببناء الحق اولى من هدم الباطل وان قاعدة التخليلة قبل التحلية عند الصوفية خاطئة وان اولى منها "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه" فيكون الاولى بناء معاني الايمان بالقران في القلب فتطغى هي على معاني الشر وتطهره، لكن واقع طرح التزكية لم يكن كذلك!
- طرح التزكية مبني على ترصد مواقف الناس في حياتهم، فهذا عندما ناقش اطال النقاش فهو معتد برايه مغرور، وهذا اطال النظر لثوبه فهو فرح به معجب، وهذا ناقش الناصح في نصيحته فهو راد للنصح متكبر، وهذا يشتري بالتقسيط فهو مؤمل في الدنيا محب لها، وهكذا.. ولا يخفى أن بعض هذه المظاهر يكون عاكسا لمرض في القلب بالفعل وبعضها لا، العبرة انه رتب الامر كله على اعمال ظاهرة تحكم على وجود المرض او نفيه، مما جعل البعض يشعر انه مراقب حين يتعامل مع الاخوة العاملين في المشروع، وجعل البعض الاخر يعرف مداخلهم، فيكثر من قول والله اعلم وان شاء الله ويبالغ في قبول النصح وفي التزلف، وجعل البعض ينفر من هذه البيئة اصلا، وبعض الناس تكلم وناقش في هذا فقيل عنه انه يجادل ولم يتغير ... الخ،
- بدا الدكتور في الكتاب كأنه مسؤول عن الناس او حفيظ عليهم او وكيل عنهم .. وهو الامر الذي كان قديما يحذر منه وينقل عن الشيخ عبد الستار فتح الله انه نهي عنه النبي في القران اكثر من مائتي مرة فقيل له "لست عليهم بمصطير" لست عليكم بوكيل" وما ارسلناك عليهم حفيظا"... الخ، فكان يكتب المعنى، ثم يقول: لابد لنتاكد انك انتفعت به ان تظهر عليك علامات كذا وكذا، ثم اذا ظهرت فقد تغتر فلا نشهد لك الا اذا كان كذا وكذا .. ثم عليك ان يكون حالك كذا لكي يدل على ان الصلاح فيك حقيقيا وليس متكلفا .. الخ.
حتى جعل الكتاب الثاني كله في التزكية بعنوان الزلزلة والافاقة .. وجعل لهذه الزلزلة علامات من وصلها شهدنا له بالزلزلة ولا ينبغي له ان يدرس باقي الكتاب حتى نشهد له وان كرر الكتاب ثلاث مرات .. ثم تراجع عن هذا فجعل شرط التجاوز مدارسة الكتاب ثلاث مرات!
- عكس المنهج بشكل واضح جدا عقلية الدكتور الخاصة به ونفسيته .. فهو شخص ذو عزم والله اعلم مع نفسه، فلعله لا يجد مشكلة كبيرة في اتباع الهوى (التهاون في العبادات والوقوع في المعاصي) فكان يصرح وقد صرح بالفعل في بعض كتبه ان ذنوب الجوارح امرها هين وبسيطة وحلها سهل اما العقبة الكبرى في امراض القلوب، في حين كان خطابه في الاساس موجها لشباب غض في زمان فتن .. انهكته تماما شهوة الجنس وغلبة المادة عليه واللهث وراءها.
ومثل ذلك في امر الرياء .. فقد كان يهون منه جدا ويقول ان علاجه سهل وان الاخطر بكثير هو العجب والكبر والغرور .. وفي ظني ان الرياء مرض الضعاف من الناس .. وقد تناقشت معه كثيرا في هذا وقلت له الناس ليسوا سواسية .. مأساة ملأ فرعون كانت الرياء والعمل من اجل الناس والخوف من الحاكم بينما مأساة فرعون نفسه كانت اكبر في الكبر والعجب .. فرفض كلامي تماما وقال لي معنى كلامك ان منهجنا لا يتفق الا مع بعض الناس دون بعض .. وفي ظني ان شخصية الدكتور لقوية جدا جعلته لا يشعر بمشكلة الرياء .. فهو لا يجد في نفسه حرجا من احد في شيء ولا يعمل لاجل احد .. لكنه كان شديدا جدا في شبابه وحتى ان اصل مشكلته في شبابه مع الاخوان كانت اثر شكوى الاصغر منه  انه شديد عليهم ويعاملهم بعسكرية ..
بينما نحن المصريين مشكلتنا الاشهر والابرز هي الخوف من الناس والعمل من اجلهم وتملقهم ومراضاتهم والنكات علينا في هذا كثيرة جدا معروفة بين اكثر العرب .. شرقا وغربا .. فكان اولى ان يركز على الرياء مثلا لو انه يخاطب المجتمع ..
وقد راجعته في هذا كثيرا حتى وافقني وجعل اول الامراض ذكرا حب الدنيا ثم الرياء ثم كفران النعم .. غير ان اصل نظرته للموضوع لم تتغير والله اعلم.
- اعتمد الكتاب نظرية الصوفية المتأخرين في أن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد بالسيف كلها أعمال لا يصح أبدا عملها قبل خوض معركة التزكية وإلا تضخمت نفس الإنسان أكثر، وزاد عليها الدكتور "طلب العلم الشرعي" .. ولم يأخذ برأي المتقدمين والمأثور من فعل الصحابة وتربية النبي صلى الله عليه وسلم بأن التزكية واجبة والجهاد واجب والعلم واجب .. والسعي في كمال واجب لا يقضي بالتقصير في واجب آخر، وأن الإمعان في التزكية قبل العلم والجهاد يخرج شخصا مستمرئا القعود أو متبعا على جهل، وأن سيدنا أبا بكر دعا خمسة فور إسلامه، وأن سيدنا عمرا بن العاص وخالدا قادا السرايا إثر إسلامهما بأيام، ونحو هذا...
- اعتمد المنهج على أن التخويف وقود التزكية، وأن الشعور بالمشكلة مفتاح الحل، وأنه لن تأتي لحظة يقال فيها للعبد في الدنيا هذا حسن، بل كل شيء قابل للخطأ ومحتمل للهلاك، وجاء كلامه في حسن الظن نقولا باهتة فاترة مقارنة بالنقول الاخرى التي تتحدث عن الخوف والخواطر القرآنية المستخرجة في هذا المعنى.. وهذا خلافا لمنهجه القديم الذي كان يوازن بينهما .. وكانت له في حسن الظن والمحبة خواطر رائعة.
- ثم تأتي داعية الغلو والإمعان في الشيء .. فمثلا تكلم عن العجب في نحو مائتي صفحة! وذكر ان أخطر مظاهره "الوحشة" وقال انها في المصطلح المعاصر "النرجسية" وهي حب الانسان لذاته واعجابه الشديد بها كزهرة النرجس، حتى يعبد ذاته، وفصل هذا المظهر عن مظهر الفرح بالنفس ومظهر مدح النفس ومظهر استنطاق الاخرين بالمدح ومظهر المن بالعطاء، وفصله كذلك عن كل مظاهر الكبر، فماذا قال من ايات واحاديث في هذا المظهر الذي هو اخطر مظاهر العجب واشدها؟ فسر قول الله عز وجل: الذين يبخلون ويامرون الناس بالبخل.... ان الله لا يحب كل مختال فخور" بانها تعنيهم! وروى خبرا ذكره المتقي الهندي في كنز العمال بغير سند موقوفا على سيدنا علي: شر عباد الله المعجب الوحداني!
وباقي الفصل نقولات اجنبية مترجمة او كلام مرسل ..
ليس عندي شك في خطورة هذا المظهر، لكن المشكلة هي في الغلو في التفصيل الذي يدفعنا لهذا الوضع في الكتابة!
وصل بمظاهر الكبر الى حوالي عشرين مظهرا، تحت كل مظهر كثير من المواقف الحياتية، وذكر في كل مظهر حديث لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر .. فهل يعقل ان يقال ان كل من ناقش ناصحا في نصيحته لا يدخل الجنة؟ وكل من ذكر نسبه واهله لا يدخل الجنة؟! ودخل في تفسيرات عجيبة او رد لبعض النصوص.. سواء الحديثية او التاريخية... كأحاديث انتماء بعض الصحابة لاقوامهم في الحروب والمواقف المشهودة.. ونحو ذلك، وفي الحديث من سرته حسنته فهو مؤمن .. انت تقول: لا ينبغي ان تسرك حسنتك لانه عجب؟ قال تسره لان الله وفقه لها، قيل: فهو يفرح هكذا .. الانسان لا يملك ترمومترا على مشاعره .. مبسوط .. شخص قام بالليل شعر بالانشراح، شخص اعتكف ففرحان، .. الخ، فيجر الكلام الى التفصيل المنهك للقلم وعقل وقلب القارئ، والمنهي عنه والله اعلم!
- كل هذا قيراط، وهذه الأخيرة فدان كامل، فقد أصبح الدكتور عندما أجادله يقول: هذا ليس رأيي هذا فتح القرآن هذا علم القران انا لم ادرس دراسة شرعية هذا علم القران .. الخ، قال هذا عندما ناقشته في قوله في غربة القران اننا كلنا محرومون من القران، هل كلنا؟ كيف نستطيع الجزم؟ بعض الايات ليست دلالتها هكذا.. وعندما طلبت منه ان يكون في المنهج حفظ بعض السور لان القلب الذي ليس فيه شيء من القران كالبيت الخرب وقد كثرت المعاني فنحتاج لما يثبتها، وفي بعض مسائل التزكية... فيكون هذا هو الرد!
وقد تعلقت بعض هذه المسائل باصول لها في علم الكلام تبنى فيها الدكتور اراء اعتزالية وفلسفية من حيث لم يدر .. ودارت بيننا حوارات طويلة فيها .. غير انه خرج منها بانني مسكين متاثر بالازهر وعلم الكلام ولست أميا أتلقى عنه بسذاجة الأميين!
ثم قد بلغ به ان يقول: لم اعد استطيع الجلوس مع الناس، (الاخوة الذين يعرفهم من سنين) اجلس معكم فقط (الشباب المحيطين به فقط) لغة الحوار غير مشتركة تماما مع الناس .. الخ عبارات خطيرة جدا والله. مع انه هو الذي علمنا حديث الرجل الذي قرا القران حتى ظهرت عليه بهجته .. ثم اعتزل الناس .. ثم خرج عليهم بالسيف يرميهم بالشرك ، ثم قال: هو الاولى بالشرك!
- والنقطة الاخيرة ان الدكتور لم يقدم في تصوراته السياسية للحياة المعاصرة اي رؤى جديدة/عملية من القران عما يدور في الواقع .. فلم يزد في البداية ان يتبنى موقف الاخوان بنصه وفصه .. ثم انتقدهم لانهم مخذولون من الله لانهم لم يلتزموا طريق التزكية والقرآن .. وحسب!
فلم يبد ان ثمة جديد في هذا المنهج سوى المعاني والخواطر والمشاعر التي يفيض الله بها على عبده .. وليس الامر بعثا جديدا للدين الكامل في نفوس بعض عباده .. الخ ما كنا نحلم به ونرجو.
وفي رايي ان الكتاب بتصوره الحالي هو خلاصة خبرة رجل جاهد نفسه وقرا الاحياء ومدارج السالكين وزاد الله له عليها شيئا .. ثم كتب كتابا .. غير انه لا على فقه الغزالي، ولا سعة علم ابن القيم.. وان كان ايسر عبارة منهما واقرب لغة للقارئ المعاصر .. رحمنا الله جميعا واياهم .. غير ان ما وجه للكتابين من نقد يتجه بجميعه لكتاب الدكتور ويزيد عليه بقدر ما زاد عليهما وما يتعلق بضعف المادة الشرعية لصاحبه خلافا للشيخين الكبيرين.
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: التربية بالقرآن
« رد #38 في: 2018-01-23, 14:04:46 »
جزاك الله خيرا يا أحمد،
أنا عندي سؤال بعد اذنك،

ما هو رأي الدكتور فيمن يقول في القرآن برأيه؟ وما رأيك أنت؟


كان الدكتور في البداية يذكر لنا حديث الترمذي المشهور: من قال في القران برايه فقد اخطا ولو اصاب
ويقول يحتجون به علينا لمنع الخواطر، ويقولون ان دون تفسير القران ثمانية عشر علما ... !
وكان يجيب باثر ابن عباس رضي الله عنهما ان تفسير القران على اربعة وجه .. وجه لا يعلمه الا الله، ووجه يعلمه العلماء (كان الدكتور يفسره بعلم الاحكام) ووجه تعلمه العرب، ووجه لا يعذر احد بجهله (ويقول ونحن نقول خواطرنا في هذا الوجه)
وكان الكلام يبدو جيدا، اذ الحكم على الشيء يكون بقدره ..
فمثلا انا لم ادرس الطب، لكن عندما اقول اني ارى الجرح عميقا يحتاج لخياطة .. من واقع خبرة مرة او مرتين او حتى تصور ساذج للجروج .. فلا باس .. كده كده لن يخيط سوى الطبيب وهو ادرى .. ولست مهندسا فعندما اظن ان مشكلة سيارتي في اتزان العجل مثلا واذهب بها للمتخصص في ذلك ليصلحها فلا باس .. لانه اذا لم يجدها كذلك فلن يفعل.. فبالمثل لو قلت ظني ان معنى هذه الاية كذا .. فلا باس مادام هذا الفهم في اطار لغوي بسيط والمعنى المستفاد معروف لدى علماء الدين.
مثلا: واحد يقول انا فهمت من قول الله: استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم .. ان الدين يهدف لحياة القلب ومصلحة الناس في الحياة .. الخ. فلا باس ان شاء الله.
لكن الامر لم يستمر على هذا النحو .. بل بدأت الأمور تصل الى حد الجزم والقطع ومخالفة احكام العلماء اصلا.
ولا ينتبه الى ان اصل حديث من قال في القران برايه انه قال برايه لا عن علم .. وان كلام ابن عباس رضي الله عنهما في الوجه الذي لا يعذر احد بجهله نسبي .. فالعربي الفصيح غير العامي غير الاعجمي اصلا .. والناس متفاوتون في عقولهم .. الخ.
الله المستعان.
ارجو اكون اجبتك الا لو كنت تقصد شيئا اخر
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: التربية بالقرآن
« رد #39 في: 2018-01-23, 14:43:58 »
جزاك الله خيرا يا أحمد،
أنا عندي سؤال بعد اذنك،

ما هو رأي الدكتور فيمن يقول في القرآن برأيه؟ وما رأيك أنت؟


كان الدكتور في البداية يذكر لنا حديث الترمذي المشهور: من قال في القران برايه فقد اخطا ولو اصاب
ويقول يحتجون به علينا لمنع الخواطر، ويقولون ان دون تفسير القران ثمانية عشر علما ... !
وكان يجيب باثر ابن عباس رضي الله عنهما ان تفسير القران على اربعة وجه .. وجه لا يعلمه الا الله، ووجه يعلمه العلماء (كان الدكتور يفسره بعلم الاحكام) ووجه تعلمه العرب، ووجه لا يعذر احد بجهله (ويقول ونحن نقول خواطرنا في هذا الوجه)
وكان الكلام يبدو جيدا، اذ الحكم على الشيء يكون بقدره ..
فمثلا انا لم ادرس الطب، لكن عندما اقول اني ارى الجرح عميقا يحتاج لخياطة .. من واقع خبرة مرة او مرتين او حتى تصور ساذج للجروج .. فلا باس .. كده كده لن يخيط سوى الطبيب وهو ادرى .. ولست مهندسا فعندما اظن ان مشكلة سيارتي في اتزان العجل مثلا واذهب بها للمتخصص في ذلك ليصلحها فلا باس .. لانه اذا لم يجدها كذلك فلن يفعل.. فبالمثل لو قلت ظني ان معنى هذه الاية كذا .. فلا باس مادام هذا الفهم في اطار لغوي بسيط والمعنى المستفاد معروف لدى علماء الدين.
مثلا: واحد يقول انا فهمت من قول الله: استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم .. ان الدين يهدف لحياة القلب ومصلحة الناس في الحياة .. الخ. فلا باس ان شاء الله.
لكن الامر لم يستمر على هذا النحو .. بل بدأت الأمور تصل الى حد الجزم والقطع ومخالفة احكام العلماء اصلا.
ولا ينتبه الى ان اصل حديث من قال في القران برايه انه قال برايه لا عن علم .. وان كلام ابن عباس رضي الله عنهما في الوجه الذي لا يعذر احد بجهله نسبي .. فالعربي الفصيح غير العامي غير الاعجمي اصلا .. والناس متفاوتون في عقولهم .. الخ.
الله المستعان.
ارجو اكون اجبتك الا لو كنت تقصد شيئا اخر

جزاك الله خيرا يا أحمد، وهذا ما قصدت.

وسبحان الله، كأنه لا يوجد حل وسط! فإما فتح بلا ضوابط وإما إغلاق وحصر للرأي على فئة معينة من الناس، إما الشرق وإما الغرب!
فمن اهتم بالتزكية لا يزال يلوم على كتابات الآخرين اغفال جانب التزكية، ومن اهتم بالعلم الشرعي لا يزال ينتقد المهتمين بالتزكية بأنهم لا يعطون العلم الشرعي الاهتمام المطلوب!
وندر أن أجد منصفا لا يتمحور في نقده حول اختصاصه باعتباره الاختصاص الأهم! حتى أنه من الصعب جدا أن يحدث تعاون حقيقي بين المجتهدين دون تصادم كثيرا ما يصل لمواقف مؤسفة.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.