المحرر موضوع: مذكرات ماما : توتة والعولمة  (زيارة 39522 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ماما فرح

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #20 في: 2007-10-28, 01:00:31 »

جواد

شكراً لمشاركتك ولكن كما تعودنا فلنا مطلق الحرية في النقاش بصراحة ولو وصلنا للمبارزة  ::hit::
ولذلك سأعطي نفسي الحق في الحديث بصراحة

كلامك وكلام أحمد أجده ممتازاً ومنطقياً ولكن يميل أكثر للتنظير
أنا وغيري من الآباء والأمهات نتكلم ونحن محاصرون بتجربة فعلية وواقع مررنا به
وأكرر أنني لا أدافع عن نفسي ولا مثيلاتي ولا أدعي المثالية فأنا أبعد ما أكون عنها ولا أبرر أخطائي في التربية فهناك ما فاتني حقيقة ولكني أنقل وجهة نظري فقط
عندما أتحدث عن القضاء والقدر ومشيئة الله وتأثير المجتمع والبيئة ووسائل الإعلام فأنا لا أتخذها ساتراً أخفي وراءه فشلي
فلم أدع على ما أذكر أني أم مثالية أو ما شابه وإنما أنا أعدد بعض العوامل التي أراها تؤثر في عملية التربية سلباً
ولا أعني بذلك أبداً أني أعفي نفسي من المسؤولية
فقط أنا أطيل قليلاً في الكلام عن النقطة التي أتناولها وأترك النقاط الأخرى ليس لأني ألغيها ولكن لأني أركز على نقطة واحدة في المرة الواحدة
ولو لم يكن للأسرة الدور الأكبر لتركنا الأطفال يربون أنفسهم بأنفسهم

نعود للشباب
كما قلت لك كلامكم أقرب للتنظير
وهذا يشبه التقدم لوظيفة جديدة مثلا
أنت تقول المفروض أن أفعل كذا وكذا وأحلم بأن أحقق كذا وكذا
وترتب في ذهنك أمور كثيرة تنوي عملها وأفكار رائعة من شأنها رفع مستوى العمل
ثم تبدأ في العمل على أرض الواقع فتجد الأمر مختلفاً بعض الشيء وتضطر للتنازل عن بعض أفكارك وتجد بعضها الآخر مثالي أكثر من اللازم .........إلخ

ما رأيك أنت وأحمد أن تتخيلا الآن أن لدى كل منكم طفل رضيع سنقول عمره سنة مثلاً
وأنت متفرغ لتربيته ليس لديك ما يشغلك عنه
تخيل واحكي لنا ماذا يمكن أن تفعل معه خطوة خطوة حتى يصل لسن دخول المدرسة كبداية
ثم بعد ذلك تخيل ماذا ستفعل معه منذ دخوله المدرسة حتى يدخل الجامعة

لنستخلص عملياً نقاط التقصير ونقاط النجاح في علاقة الآباء والأبناء
ولا تقل لي المفروض أن يفعل الأب والأم كذا
ولكن قل لي عن خطة محددة باليوم عن كيفية التعامل مع الابن
يعني عند عمر كذا سأعلمه كذا ...........إلخ
وسأعالج تأثير الإعلام السلبي عليه بكذا وكذا
وسأعالج تأثير الجدود والأقارب السلبي عليه بكذا وكذا
وسأعالج تأثير الأصدقاء وزملاء المدرسة عليه بكذا وكذا
لنخرج من النقد والتنظير إلى تجربة عملية افتراضية

 

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #21 في: 2007-10-28, 01:29:17 »
 ::)smile:

أنا سعيدة جدا جدا بهذا الحوار

فكل مداخلة فيه حملت عددا من الأفكار المهمة... التي سنستفيد منها جميعا بلا شك...

ويبدو أنه سيكون خير تعبير عن صراع الاجيال

سيري يا فرح  ::ok::  ونحن وراءك مختبئون
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #22 في: 2007-10-28, 01:42:27 »
اقتباس
شكراً لمشاركتك ولكن كما تعودنا فلنا مطلق الحرية في النقاش بصراحة ولو وصلنا للمبارزة

أعتذر لحضرتك يا ماما فرح،

لقد كنت قاسيا فى كلامى ولم أميز الأمر جيدا.  :blush::

لقد تحدثت عن الأمر بصفة عامة وألم أقصد بطلتي القصة بعينهما،


وبخصوص أمر التنظير فلا أستطيع أن اعترض عليه أو أؤيده، لانه فعلا ليس من جرب كمن يخطط ويرسم.

ولكنكم قد نقلتمونا الى نقاط هامة وهى الأسئلة الأخيرة،

أما برنامج التربية فهناك كتب كاملة تتكلم عن الخطوط العريضة لها فلا نستطيع ان نحصرها لأنها قائمة اساسا على ابداع النفس ورغبتها فى غرس البذور الصالحه.

وليس هناك تربية بإسلوب افعل ولا تفعل ولو فعل كذا افعل كذا !! عن نفسى لا أقتنع بهذا الإسلوب اطلاقا،

فأين المشاركة الوجدانية وأين الروح التى تتخاطب بدون كلمات ..

لكننا نستطيع أن نتحدث عن العوامل السلبية والمؤثرات المحيطة وكيف نتعامل معها..


وبخصوص المبارزة فلا حاجة لكم بها فقد رضيت بأن ألقى سيفى تقديرا لكم واحتراما لمكانتكم

ماما فرح

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #23 في: 2007-10-28, 02:15:52 »
أعترض بشدة على اعتذارك  :emoti_6:
وعلى إلقاء سيفك تقديراً واحتراماً 
ولم أر كلامك قاسياً وإنما رأيته ارتفاع في درجة حرارة المناقشة وهذا شيء جيد من وجهة نظري

المباراة بدأت تسخن وها أنت تلقي ماءً بارداً على وجوه اللاعبين
لا سيدي ما ينفعش كدة

ربما أكون تحدثت بشكل شخصي ولكن هذا لا يعني أن تتعامل معي بشكل شخصي
أنا وكل أم أو أب هنا نتكلم بمفردات شخصية ولكن نمثل صورة عامة
وكذلك أنتم
فأرجو أن نستمر في النقاش بنفس الشكل

بالنسبة لكتب ومناهج التربية أنا أعرف سيدتين واحدة منهما أعرفها معرفة شخصية وهي حاصلة على دكتوراة في التربية ومع ذلك لديها نفس مشاكلنا مع الأبناء وربما أكثر قليلاً
والثانية شخصية لا أعرفها بشكل شخصي وهي دكتورة في الإجتماع ومع ذلك تعرضت لمشكلة كبيرة أصابت ابنتها وتبين منها الانفصال الشديد بين العلم والتطبيق ولا أريد أن أصرح لأن الأمر شخصي


اقتباس
وليس هناك تربية بإسلوب افعل ولا تفعل ولو فعل كذا افعل كذا !! عن نفسى لا أقتنع بهذا الإسلوب اطلاقا،

فأين المشاركة الوجدانية وأين الروح التى تتخاطب بدون كلمات
..


بهذا تكون التربية مسألة فردية تنبع من تقدير الأهل يعني أنا أربي أبنائي بطريقتي وليست هناك قواعد عامة على الأقل تحكم الأمر؟

ولم أقصد أنك تفترض ردود أفعال للابن تقوم بالتعامل معها وإنما قصدت مثلا أنك تخطط لتعليمه الصلاة عند سن كذا ثم تأخذه معك للمسجد أو تعلمه الصيام عند سن كذا
وتعلمه الحوار بحرية واحترام بالشكل كذا وتجعله يطمئن لك ويعلم أنك تحترم رأيه واختياره حتى تكسب صداقته بالشكل كذا

مثلا أنا علمت بناتي الصلاة وشجعتهم عليها ولكن مع دخول المدرسة بدأت تظهر أشياء جديدة .. تكاسل.. استهانة .. تقليد للغير ....إلخ
وأقنعت ابنتي بالحجاب وارتدته بإرادتها واختيارها ولكن بعد أسبوعين قالت لها قريبة : أنت مازلت صغيرة
وقالت لي: حرام البنت مازالت صغيرة
فحدثت أزمة بيني وبين ابنتي لأنها أرادت خلع الحجاب لأنها شعرت بأنها غريبة وغير طبيعية بعد كلام قريبتنا هذه
ثم التذبذب الذي يحدث بعد ذلك بين الحجاب الصحيح والمودرن
ثم التليفزيون والسينما والنت والشات..إلخ
ثم الاختلاط في الجامعة

لو تعاملنا مع هذه الأمور نظرياً سنقول : كان عليك كأم أن تفعلي كذا وكذا
ولكن واقعياً الأمر ليس بهذه السهولة

لذلك تمنيت أن تتخيل صورة هذه العلاقة بينك وبين طفل مفترض
كيف تتخيل سير الأمور بينك وبينه


اقتباس
لكننا نستطيع أن نتحدث عن العوامل السلبية والمؤثرات المحيطة وكيف نتعامل معها..
تمام فلنبدأ بهذه
« آخر تحرير: 2007-10-28, 04:05:31 بواسطة ماما فرح »

ماما فرح

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #24 في: 2007-10-28, 02:49:52 »
::)smile:

أنا سعيدة جدا جدا بهذا الحوار

فكل مداخلة فيه حملت عددا من الأفكار المهمة... التي سنستفيد منها جميعا بلا شك...

ويبدو أنه سيكون خير تعبير عن صراع الاجيال

سيري يا فرح  ::ok::  ونحن وراءك مختبئون


أتفق معك تماماً أيتها المختبئة  :emoti_282:
والله أستفيد فعلاً من هذا الموضوع

 

أحمد

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #25 في: 2007-10-28, 06:55:38 »
ملاحظة سريعة شاء "القدر" أن التفت إليها بهذا الموضوع، أقولها وأعود بعداً للموضوع إن شاء الله

سبحان من جعل الثلاثمئة ألفا!
 :emoti_26:

ماما فرح

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #26 في: 2007-10-28, 13:00:57 »


ننتظر الملاحظة السريعة التي شاء الله أن تلتفت إليها  emo (30):

أحمد

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #27 في: 2007-10-29, 05:49:52 »
سبحان من جعل الثلاثمئة ألفا!
 :emoti_26:
يا صباح الجزر  :good:

عودة للموضوع:

طبعا، لن أتخيل وأكتب ما تريدون، وإنما أقول هناك أمور يجب ان تصل إلى الأبناء ... بأي شكل وبأي كيفية .. إذا لم تصل على وجهها فهناك تقصير حتما، ولا استدلال بابن نوح عليه السلام، أو غيره مما نضعه في غير محله، نعوذ بالله من الهوى !

وهذه الامور تتعلق بالجانب الايماني، فينشأ الأبناء على إيمان بالله، لا تزعزعه حوادث الدهر، وحسن صلة بالله لا تذهبها فتور الهمم، وطول الأزمان، وتتعلق بالجانب المادي، فينشأ الذكور على العمل والكسب منذ المراهقة، والبنات على تدبير المنزل
والجانب الثقافي والتربوي والرياضي ... فيحرص الابوا قدر طاقتهما دفع الابناء الى احسن منازل التعليم، ويحرصان على التادب امامهما ومعهما وينفيان عنهما اولا باول ما يلعق بهما من خبث الشارع او بعض الضيوف والاقارب،..

هذه خطوط عريضة .. يفلح الاباء في تحصيل بعضها ولا يصيبون في بعضها الاخر، ولكن قال بعض العلماء:
إن كل مقام في الطريق إلى الله سوى النبوة بذل منك واجتهاد، فكل رتبة أقل من رتبة "أبي بكر الصديق رضي الله عنه، خير الناس بعد الأنبياء" هي تقصير منك تستغفر الله عليه!

فعلى كل أب وأم أن يضعا كل مجهودهما وطاقاتهما لأن يصلا بأبنائهما إلى أعلى مراتب الخير في كل طريق، ويستعينا الله على ذلك، والله الموفق

فمثلا: من حقوق الابن على ابيه أن يختار له اسما حسنا، بل وأما صالحة، بل وأخوال وخالات مؤمنين، وكذا حقوقه على أمه

أرأيتم من أين يبدأ الطريق؟!!

من اختيار خال الولد وخالته، وعمه وعمته !!

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #28 في: 2007-10-29, 18:29:21 »

طبعا، لن أتخيل وأكتب ما تريدون، وإنما أقول هناك أمور يجب ان تصل إلى الأبناء ... بأي شكل وبأي كيفية .. إذا لم تصل على وجهها فهناك تقصير حتما، ولا استدلال بابن نوح عليه السلام، أو غيره مما نضعه في غير محله، نعوذ بالله من الهوى !




وَأَمَّا الغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً
صدق الله العظيم...


اللي بياكل العصي مو متل اللي بيعدها

 
الأب، الأم، الداعية، المربي، العالم...
كلهم زراع.... عليهم البذر والتعهد، وعلى الله الإنبات...
يؤجرون على الزرع لا على الثمرة..

أرجو ألا يفهم من كلامي أنني ألتمس العذر للآباء والأمهات، فأنا أعلم أن كثيرين منهم مقصرين.... لكن هذا لا يعني أن أي تقصير مرجعه لهما

أنا لست ثمرة لما زرعه والداي وحسب.... أعرف وأتلمس وأدرك جوانب عديدة من شخصيتي وسلوكي اكتسبتها من آخرين...
وأنت يا أحمد لست ثمرة ما زرعه والداك فحسب...
كذلك جواد
كذلك جميع الشباب...
لولا وجود العوامل الخارجية من جهة، والاستعداد الشخصي لدى الابن من جهة اخرى، لكان جواد نسخة عن إخوته، وكان أحمد تكرارا لأخيه، وكنت أنا وأخواتي نسخا معادة.. فكلنا نشترك في تربية الابوين...

للوالدين دور مهم وأساسي وحيوي ورئيسي...
لكنه ليس العامل المؤثر الوحيد...

وأفضل من هذا الحوار لو تحاورنا حول حلول ممكنة ترونها لمشكلة معينة من مشكلات التربية... ولتكن مشكلة توتة المطروحة هنا مثلا...
مشكلة الانغماس في الأغاني والتلفزيون...

كيف تربي ابنك يا احمد، وكيف تربي ابنتك ياجواد بحيث تنشأ كارهة للأغاني والتلفزيون؟

أعتقد النقاش بهذه الصورة سيكون أفضل واجدى...


« آخر تحرير: 2007-10-29, 18:33:12 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ألوان الطبيعة

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 198
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #29 في: 2007-10-29, 19:09:24 »
السلام عليكم

أرى أن الموضوع كله يتلخص هنا :



إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء

فقد نجد عائلة مهتمة بتربية أبنائها ومنهم ولد مختلف عن باقي الأسرى .. أو العكس.

أو نجد أن كل ابن من هذه الأسرة له شخصية مختلفة عن الآخر ، ولكل منهم شخصية تدل

على الجزء الذي أخذه من تربية والديه.



لا يمكن أن نلغي تأثير المجتمع ونقول أن الأب والأم وحدهم المسؤولون
 


المسؤول الأول هو الشخصية التي يريدها الفرد لنفسه .

أحمد

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #30 في: 2007-10-29, 20:10:00 »
مشاغبة منطقية ثم الرد بعديين  ::happy:


لولا وجود العوامل الخارجية من جهة، والاستعداد الشخصي لدى الابن من جهة اخرى، لكان جواد نسخة عن إخوته، وكان أحمد تكرارا لأخيه، وكنت أنا وأخواتي نسخا معادة.. فكلنا نشترك في تربية الابوين...

حتى لو كان المؤثر الوحيد على الأبناء هو الوالدين فليس شرطا أن يكونوا نسخا مكررة، لأن أحوال الأبوين النفسية والمادية تختلف بتغير الزمان من ابن لآخر،.. وهذا التغير كاف في اختلاف الابناء عن بعضهم
نعم، يسلم لكم ما تقولون إذا كان الابناء توأما  :emoti_64:

« آخر تحرير: 2007-10-29, 20:11:39 بواسطة أحمد »

أحمد

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #31 في: 2007-10-29, 20:15:20 »
في أحد المنتديات قرأت هذا الكلام:


اقتباس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتكم جميعا

طبعا اللي داخل الموضوع ده هيسأل نفسه

مين أحمد ده ؟ وايه حكايته؟

أحمد ده يبقى ابن عمي الصغير
طفل عمره أربع سنوات .. طفل زي أي طفل عادي بيروح الحضانة ويلعب ويتفرج كرتون وبيعلب مصارعة مع اخوه الصغير 
مره كان بياكل عندنا وبياكل بايده الشمال.. ودار بينا الحوار ده

- بتاكل بإيدك الشمال ليه يا أحمد؟
بص لي باستغراب ومردش
قلتله الولد الشاطر بياكل بايديه اليمين عشان الشيطان مياكلش معاه
- قالي لو انا اكلت بايدي اليمين مياكلش معايا يا أبلة ؟
- ايوه ويفضل جعان كده وانت تاكل الاكل كله لوحدك وتشبع
مسك المعلقة بايديه اليمين واتبسط اوي وبدأ ياكل
- شاطر يا أحمد اللي بيسمع الكلام ربنا بيحبه وبيدخله الجنة
- قالي ايوه والشيطان الوحش هييموت من الجوع ويدخل النار 

الولد من بعدها ربط كل حاجه كويسه بيعملها انه هيدخل الجنة واي حاجة وحشه الشيطان بيعملها معاه..
خلال الاجازة اللي نزلتها مصر .. اخدت عهد على نفسي مسيبش الولد واعتبرته أمانة أنا مسؤولة عنها
عملتله جدول وعلقته وبدات احفظه الاذكار واعلمه وكل ما يعمل حاجه كويسه اجيبله هدية صحيح كان خارب لي الميزانية بس الطفل لازم يتشجع ويحس ان حد مهتم بيه وباللي بيعمله 


بدأت اراقب تصرفاته واعمله..اشوفه بيتفرج على ايه؟ بيلعب بايه؟ بيعامل اخوه الصغير ازاي؟ بياخد ايه في الحضانة؟
الولد ده علمني حاجات كتير..او بمعنى أصح خلاني اخد بالي من حاجات كتير اوي

مش معنى انه طفل صغير يعني مبيفهمش
مش معنى انه طفل نسيبه يشوف اي ويسمع اي حاجه..واهو عيل مش اخد باله
اي حاجه الطفل بيشوفها او يتعلمها بترسخ في ذهنه ومش بينساها..وبتظهر أثرها عليه لما يكبر
الأطفال دول أمانة هنسأل عنها وهم بذرة رجال المستقبل
صحيح لسه متجوزناش ولا عندنا أطفال
لكن شوف اخوك الصغير ..قريبك..جارك
متقولش مليش دعوه اهله يربوه.. ده اجر هتاخده اولا ونفس ممكن تسأل عنها يوم القيامة
وشيء جميل جدا والله لما تغرس في طفل صغير حاجة وتفضل موجوده فيه وتشوفه بيعملها هتحس بفرحه كبيرة


أطفال النهارده محتاجين اهتمام كبير جدا مش زي الزمن اللي فات
طفل النهارده بيعرف كل حاجه ويمكن يعرف حاجات انت نفسك متعرفهاش
طفل النهارده بيكبر وسط ثورة تكنولوجيا وانفتاح رهيب
الإعلام الموجه ضدنا بيغرس فيهم حاجات الأهل مش بيعرفو يعملوها ومش اخدين بالهم ايه اللي بيحصل .. هم عرفو ان الطفل هو الاساس ربيه ونشأه على حاجة معينة هينشأ ويكبر عليها..بس يا ترى احنا اخدين بالنا احنا كمان؟
قناة زي mbc3 اسمها قناة أطفال والأهالي سايبين اطفالهم قاعدين قدامها طول النهار يا ترى شافو فيها ايه؟؟
والله فيها بلاوي.. تعليم العنف للأطفال..عرض مناظر خارجة كتير وكبيرة جدا على ان طفل صغير يشوفها او يعرفها ومش عايزه اقول فيها دعوة للتنصير بطريقة مخفية وده شفته بعنيا
بطل من ابطال الكرتون بيعمل علامة الصليب قبل ما ينتصر على عدوه..وواحد تاني واقف قدام النار في وضع الصلاة
هتقولو بتبالغي والله انا شفت المناظر دي بعنيا.. وحصل حادث هنا في السعودية طفل جاب سكينه وحفر على دراعه الصليب زي ما شاف في الكرتون مش عارفه في القناة دي ولا غيرها

المقصود ان الطفل زي ما بيقولو عجينة طرية بتتشكل على حسب البيئة والمحيط اللي حواليها .. وزي ما قالو بردو ابنك على ما تربيه وجوزك...!!
وقبل الأمثال دي لو تاملنا رواية ابن عباس رضي الله عنه لما حكى عنه نفسه وقال ."وكنت غلاما تطيش يدي في الصحفة" يعني بالعامي مكنش بياكل بأدب فعلمه حبيبنا صلى الله عليه وسلم وقال له " يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك" شوفوا الإسلام ازاي بيهتم بكل تفاصيل حياة المسلم من قبل كام قرن والي دلوقتي بيعلموه على شكل حاجه سموها اتيكيت!!
ولما كبر ابن عباس روى هذا الحديث ليعلم الناس هذا الهدي النبوي إلى قيام الساعة..
« آخر تحرير: 2007-10-29, 20:17:09 بواسطة أحمد »

ماما فرح

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #32 في: 2007-10-29, 21:10:30 »

الموضوع الذي نقلته جميل ولكن أظن أن الطفل كان سلمة وليس ابن عباس
ورغم جمال هذه التجربة فإن لي عليها تحفظين
1- ليس كل طفل تكرر معه هذه التجربة تحصل منه على نفس هذه الاستجابة وهذا مجرب واسأل
2- أعرف تجربة عكس هذه تماماً رأيتها بعيني:
طفلة في السادسة أو أكبر قليلا نشأت في بيت محافظ أخلاقياً ولكن لا أحد فيه يصلي.. عندما دخلت المدرسة وتسلمت كتاب الدين تصفحته وأظن لفت نظرها صور في الكتاب في درس الوضوء والصلاة.. لما عادت للمنزل فتحت الكتاب وبدأت تتوضأ مقلدة الصور ثم ذهبت لغرفة في المنزل وحدها ووضعت الكتاب أمامها على الأرض وبدأت تصلي كما في الصور وهي سعيدة جدا
لم تقل لها المعلمة صلي يا حبيبتي ولا كانت هناك جائزة ولا مرشد ولا أحد يعلم ما تنويه

طفل القصة لديه استعداد فطري للخير وكذلك هذه الطفلة
وهناك طفل لديه استعداد فطري للشر (بدرجات وأقصاها الشخصية السيكوباتية فهي شخصية شريرة من البداية للنهاية وغالباً أو في نسبة كبيرة لا يفيد معها إصلاح)
لو حاولت معه كصاحبنا ربما تركك وذهب ليلعب أو سخر منك وأسمعك ما لا تحب أو استجاب وقتيا كلما راقبته ثم يعود لحاله الأول
ولا تقل لي أنك ستراقبه 24 ساعة في اليوم أو أن الأب والأم سيفعلون


طبعا، لن أتخيل وأكتب ما تريدون، وإنما أقول هناك أمور يجب ان تصل إلى الأبناء ... بأي شكل وبأي كيفية .. إذا لم تصل على وجهها فهناك تقصير حتما، ولا استدلال بابن نوح عليه السلام، أو غيره مما نضعه في غير محله، نعوذ بالله من الهوى !

وهذه الامور تتعلق بالجانب الايماني، فينشأ الأبناء على إيمان بالله، لا تزعزعه حوادث الدهر، وحسن صلة بالله لا تذهبها فتور الهمم، وطول الأزمان، وتتعلق بالجانب المادي، فينشأ الذكور على العمل والكسب منذ المراهقة، والبنات على تدبير المنزل
والجانب الثقافي والتربوي والرياضي ... فيحرص الابوا قدر طاقتهما دفع الابناء الى احسن منازل التعليم، ويحرصان على التادب امامهما ومعهما وينفيان عنهما اولا باول ما يلعق بهما من خبث الشارع او بعض الضيوف والاقارب،..

هذه خطوط عريضة .. يفلح الاباء في تحصيل بعضها ولا يصيبون في بعضها الاخر، ولكن قال بعض العلماء:
إن كل مقام في الطريق إلى الله سوى النبوة بذل منك واجتهاد، فكل رتبة أقل من رتبة "أبي بكر الصديق رضي الله عنه، خير الناس بعد الأنبياء" هي تقصير منك تستغفر الله عليه!

فعلى كل أب وأم أن يضعا كل مجهودهما وطاقاتهما لأن يصلا بأبنائهما إلى أعلى مراتب الخير في كل طريق، ويستعينا الله على ذلك، والله الموفق

فمثلا: من حقوق الابن على ابيه أن يختار له اسما حسنا، بل وأما صالحة، بل وأخوال وخالات مؤمنين، وكذا حقوقه على أمه

أرأيتم من أين يبدأ الطريق؟!!

من اختيار خال الولد وخالته، وعمه وعمته !!

طبعا، لن أتخيل وأكتب ما تريدون،
لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ::ooh::
 


ماشي موافقة على شرط:
نلعب اللعبة دي بالعكس  emo (30):

أنت طالب جامعي
عليك تنفيذ مهمة محددة وهي النجاح والتخرج لتعمل وتفيد نفسك والمجتمع من حولك؟
كيف؟
بأن تضع كل طاقتك ومجهودك لتحقيق هذا الأمر
قد تفلح في تحصيله أو لا  ، ولكن قال بعض العلماء:
إن كل مقام في الطريق إلى الله سوى النبوة بذل منك واجتهاد، فكل رتبة أقل من رتبة "أبي بكر الصديق رضي الله عنه، خير الناس بعد الأنبياء" هي تقصير منك تستغفر الله عليه!

فهل حققت في دراستك مقام أبي بكر؟

« آخر تحرير: 2007-11-13, 02:34:48 بواسطة ماما فرح »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #33 في: 2007-10-29, 22:29:15 »
الطفل كان ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابن أم المؤمنين أم سلمة، واسمه عمر بن أبي سلمة...


وهناك رجل قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كل بيمينك، قال لا أستطيع، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا استطعت، فما رفعها إلى فيه، أي شلت يمينه... بسبب كبره وعناده..
« آخر تحرير: 2007-10-29, 23:36:12 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #34 في: 2007-10-29, 22:45:33 »
سؤال:
هل الذي يأكل بشماله لا يشبع؟؟

سؤال آخر:

اقتباس
شاطر يا احمد.. اللي بيسمع الكلام ربنا بيحبه ويدخله الجنة..


ياترى أي كلام؟ كلام الأبلة؟ كلام ماما وبابا؟ كلام أي حد كبير؟


يا ترى يا احمد وضعت هذا الكلام كنموذج على التربية الصحيحة؟ أم على من يظن أنه يتقن التربية ويعطي فيها دروسا وهو في الواقع يرتكب أخطاء جسيمة؟
« آخر تحرير: 2007-10-29, 22:52:53 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #35 في: 2007-10-30, 01:02:17 »
الطفل كان ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابن أم المؤمنين أم سلمة، واسمه عمر بن أبي سلمة...
 


شكراً لتصحيح المعلومة emo (30):

أحمد

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #36 في: 2007-10-30, 07:49:22 »

طيب، خلاصة كلامكم، أني أيضا، وأنا طالب، مُحمل برسالة ما، والمطلوب أن أصل فيها غاية الكمال، وكل مرتبة دونها فهي تقصير!

نعم، معكم حق، ولا خلاف أراه بين العقلاء إلى هذا الحد

تأملي معي قوله تعالى:

سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا باسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون


فهؤلاء الكفار قد احتجوا لكفرهم بأنهم واقعون تحت مشيئة الله، وأنه لو شاء لهم الإيمان لكانوا في زمرة المؤمنين، وكان الجواب الأيسر والأقطع عليهم: ومن أدراكم أن المكتوب عليكم هو الكفر؟!
اعملوا، ما كلفتم به قدر جهدكم، ثم دعوا: التحصيل، والحساب لله!

فلست مخاطبا بأن أغرس الإيمان في قلبي، ليكون كإيمان أبي بكر، وإنما مطالب باتخاذ كل سبب يؤدي إلى ذلك، ما استطعت، وأدع لله أمرين:
تحصيل الإيمان بالفعل في قلبي
ثم حسابي على ما فعلت

وهنا:
أخاطب أنا كطالب مثلا بكل ما من شأنه أن يؤدي إلى حصولي على أكبر قدر من العلم والدرجات، كمذاكرة وحضور محاضرات وما شابه، ولا ألتفت إلى أن المصحح قد يظلمني في التصحيح، أو أني قد أمرض يوم الامتحان، أو يأتي الامتحان من خارج المنهج، أو أو
يقول ابن عطاء:
اراداتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية

ثم إذا ما سلمت ورقة امتحاني انتهى خطاب تكليفي وجاء دور جني الثمرة أو التماس العذر أعاذكم الله


أين الآباء إذن من مرحلتي التكليف والحساب؟
أرى أن التكليف لا ينتهي إلا بالأجل، أحياكم الله في الخير emo (30):، ومن كان في التكليف، فقد أساء الأدب إذا اعتذر

وإذا عدت لمثالي كطالب، فهناك طالب لا يستطيع شراء الكتب، وطالب سكنه بعيد عن الكلية، وطالب لا يقوى على احتمال المذاكرة .. وهكذا

كلها ابتلاآت واسباب خارجية .. إلا أن احتجاجه أثناء العام الدراسي بشيء من ذلك أمر في غاية السخف، فكم من طالب فاق دفعته وهو أفقرهم، وكم من طالب فاقهم وهو أبعدهم، وكم وكم..
إنما عليه أن يستغل كل ما لديه ويعمل كل ما بوسعه قدر جهده وطاقته وعلى الله التكلان، وفق من شاء وخيب من شاء

أما أن نجد آباء يتباكون على ابنائهم لوجود التليفزيون والكمبيوتر والبلاي ستيشن والجيران والاقارب .. سبحان الله!

الامر بيدك .. تصرف الان ودعك من البكاء .. أعلم انك لن تجعل من ابنائك ابطال زمانهم، ولكن ليس هذا بزمان الاعتذار والتماس الحجج، وانما وقت البذل والاجتهاد، والعمل، ودع التحصيل والجزاء لله بعد

« آخر تحرير: 2007-11-13, 02:25:48 بواسطة ماما فرح »

أحمد

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #37 في: 2007-10-30, 08:10:16 »
قالوا:
 "ولو كان شرط الكتب خلوها من الأخطاء واستحالة الاعتراض عليها من الآخرين لما كتب أحدٌ كتابا"

فإذا انتبهنا إلى أن كاتبة الموضوع، فتاة على حدود العشرين من عمرها كما يبدو من حديثها - تزيد أو تقل .. الله أعلم - كان علينا أن نلتمس العذر لها في عباراتها

أما عن الكلام بوجه عام، فالطفل ينشأ أولا على سماع كلام والديه باعتباره الصح والمظبوط، فإن الكلام في الدين وكان صح، يبقى صحيح اللي يسمع الكلام يخش الجنة، ولو كان الكلام عادي .. زي روح وتعال وهات وجيب .. يبقى سماع كلام ماما وبابا واجب طبعا

وهذا الكلام ليس نموذجا على شيء مما ذكرتم إنما كان أهم شاهد فيه:
 اخدت عهد على نفسي مسيبش الولد واعتبرته أمانة أنا مسؤولة عنها


فما تحكيه العبارة أنها لم تر في ظروف غربتها عنه، وانشغالها بالاهل والاصحاب، وقوة المؤثرات السيئة أعذارا، .. بل لم تلتفت الى انها ايام وتسافر وينسى الولد كل شيء

بل قامت بما راته محتما عليها، وقد قيل: من كانت بيده فسيلة وقامت عليه القيامة فليغرسها!

اما أن يتحول الوالدان الى واعظ خارجي لا يرى الا المؤثرات الخارجية - التي ربما كان هو من اتى بها لابنائه - ويخاطب ابناءه كواعظ خارجي على غرار .. مانتي مشغولة بنانسي!!
فليس هذا بسلوك مكلف يسعى بكليته لتحقيق ما كلف به!


ماما فرح

  • زائر
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #38 في: 2007-10-30, 17:59:20 »


شوف يا أحمد
فيه نقطة اختلاف بينا ومع احترامي الكامل لوجهة نظرك إلا أني لازلت غير مقتنعة بها

لكن بداية أريد أن أوضح وجهة نظري أكثر  لأني أشعر أنها لم تصلك كاملة -لعيب في أنا كالعادة حيث لا أوضح قصدي كاملاً  emo (30):

عمل الإنسان المتعلق بنفسه شخصياً - كالصلاة والصيام والصدق والأمانة - وهذا أهون من عمله المتعلق بغيره كالتربية والتعليم والدعوة..... إلخ والتي يكون على الإنسان فيها التعامل والتأثير في غيره ولو كان طفلاً صغيراً
وفي هذه - أي عمل الإنسان المتعلق به وحده- على الإنسان أن يبذل فيها جهده بالكامل وأن تكون قدوته خير البشر لا بعد الأنيباء وإنما الأنبياء أنفسهم
وفشله فيها يعتبر فشل وتقصير يستحق عليه أقصى العقاب
ومع ذلك يا أخي ترك الله تعالى لنا فيها فسحة بطوفان من الرحمات والتبشير وفتح أبواب التوبة والإصلاح بل وأكثر من ذلك فالله تعالى قد يغفر فضلاً منه ورحمة بلا قيد مادام الذنب ليس شركاً
لأن الإنسان خلق ضعيفاً
بل ويدخل فيها مراعاة الإكراه والسهو والنسيان

ألا نقول في دعائنا : اللهم اجبر كسرنا
ونقول : أبوء إليك بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي
ألا نشكو من النفس والهوى والدنيا والشيطان ونعتذر بها إلى الله في تقصيرنا 
ألم يقل يوسف عليه السلام: إلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن ؟
أليس في إغراء إمرأة العزيز وصاحباتها مؤثر خارجي يهدد يوسف وهو نبي
هل تقول أنه كان على يوسف أن يبذل جهده ولا يتعلل بتأثير النسوة ومراودتهن له وإلا كان مقصراً؟
أليس في كلام يوسف عليه السلام اعتراف بخوفه من مؤثر خارجي يضغط عليه؟


اقتباس
تأملي معي قوله تعالى:

سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا باسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون


فهؤلاء الكفار قد احتجوا لكفرهم بأنهم واقعون تحت مشيئة الله، وأنه لو شاء لهم الإيمان لكانوا في زمرة المؤمنين، وكان الجواب الأيسر والأقطع عليهم: ومن أدراكم أن المكتوب عليكم هو الكفر؟!
اعملوا، ما كلفتم به قدر جهدكم، ثم دعوا: التحصيل، والحساب لله!

لا يا أحمد ليست هذه هي المشيئة التي أتعلل بها للهروب من المسؤولية
أنا أقول لك أني أبذل الجهد قدر استطاعتي وسط مؤثرات خارجية تقاوم عملي
لا ألغي ضرورة بذل الجهد
ولا ألغي المؤثرات الخارجية بما فيها المشيئة أو قل قضاء الله الذي قد يغير ما نويته أو ييسره لي من حيث لا أعلم
 ولا ألغي أني محاسبة على ما قدمت - ولكن لحسن حظي أن الله تعالى هو الذي سيحاسبني لا البشر  emo (30):

أنت تثبت الأولى والثالثة وتنفي الثانية
وأنا أثبت الثلاثة


اقتباس
أخاطب أنا كطالب مثلا بكل ما من شأنه أن يؤدي إلى حصولي على أكبر قدر من العلم والدرجات، كمذاكرة وحضور محاضرات وما شابه، ولا ألتفت إلى أن المصحح قد يظلمني في التصحيح، أو أني قد أمرض يوم الامتحان، أو يأتي الامتحان من خارج المنهج، أو أو

الحمد لله فما هكذا يعاملنا الله تعالى
الله تعالى يقول لنا : ابذلوا الجهد ولن أكلفكم فوق طاقتكم ولو علمت في قلوبكم خيراً فسأعطيكم خيراً
ولو جاوبتم نصف الامتحان ستنجحوا وممكن ربعه فقط وتنجحوا
"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"

لو كان لي أن أحكم على امتحان تدخله وأنت آخذ نفسك بالشدة هكذا لكنت راعيت كل الظروف الخارجية التي أحاطت بك وحاسبتك على قدر اجتهادك لا على إجابتك

يا أخي دة حتى في الحدود هناك ظروف مخففة
ادرءوا الحدود بالشبهات
لا حد للسرقة في مجاعة

فهل تقول أن من سرق قام بفعل موجب للحد ولا شأن لي بالظروف المحيطة؟
والله ما  قالها عمر وهو من هو



اقتباس
اما أن يتحول الوالدان الى واعظ خارجي لا يرى الا المؤثرات الخارجية - التي ربما كان هو من اتى بها لابنائه - ويخاطب ابناءه كواعظ خارجي على غرار .. مانتي مشغولة بنانسي!!
فليس هذا بسلوك مكلف يسعى بكليته لتحقيق ما كلف به!
طيب عشان موضوع نانسي والكلام بالطريقة دي سأشرح لك الموضوع  emo (30):
هذا الأسلوب ليس تهكماً ولا تقصد أم توتة به ذلك إطلاقاً وتوتة تفهم ذلك تماما وتتقبل هذا الأسلوب من ماما لأنها تفهم قصد ماما منه بل وتجده مادة للتندر به مع صديقاتها (وليس التندر على ماما لأني أظنك ستفهم الأمر هكذا) وإنما تندر على المفارقات التي تبزغ في الذهن عندما تجمع في ذهنك بين صورتين متضادتين
صورة شباب يسقط شهيداً في حب الله ثم الوطن
وصورة شباب يسقط ثملاً في حب فاتنات الفضائيات
ألا تستحق هذه الصورة أن نبرزها ببعض الكاريكاتور اللفظي؟
كلمات أم توتة لتوتة في هذا الموقف لن تنساها توتة كلما شاهدت نانسي

وبالمناسبة : أم توتة قبل أن تكتب هذا الموضوع العام الماضي استأذنت توتة في كتابته ووافقت توتة
صدقني الموضوع بالنسبة لتوتة ليس كما فهمته أنت وربما لو حضرته وسمعته لاختلف عما قرأته
أقول لك: لو تريد ممكن أسأل توتة عن رد فعلها تجاه هذا الأسلوب في الكلام معها وأنقل لكم كلامها حرفياً

أكرر
لا أختفي خلف المؤثرات لأهرب من مسؤوليتي عن الخطأ
ولكني لا ألغي أثرها


« آخر تحرير: 2008-02-26, 21:37:26 بواسطة ماما فرح »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: مذكرات ماما : توتة والعولمة
« رد #39 في: 2007-10-30, 19:06:37 »
اقتباس
قالوا:
 "ولو كان شرط الكتب خلوها من الأخطاء واستحالة الاعتراض عليها من الآخرين لما كتب أحدٌ كتابا"

فإذا انتبهنا إلى أن كاتبة الموضوع، فتاة على حدود العشرين من عمرها كما يبدو من حديثها - تزيد أو تقل .. الله أعلم - كان علينا أن نلتمس العذر لها في عباراتها

نلتمس لها هي العذر في عباراتها لمحدودية خبرتها، ولانها اول تجربة لها –فيما يبدو- في التربية... لكن لا نلتمس العذر لمن يستشهد بهذا على صحة التربية ويقدمه كدليل ونموذج يحتذى. :emoti_209:... إلا إذا اعتبرناه أيضا خلوا من التجربة...

ولا يمنع هذا من التنبيه على هذا الخطأ الشائع جدا في التربية، وهو محاولة التأثير على الطفل بقصص موهومة وأكاذيب، فتظهر منه استجابة سريعة لما نلقنه إياه، فنفرح بسرعة الثمرة... ثم ما يلبث الطفل ان يكتشف هذه الكذبة، فيكون لهذا أسوأ الأثر عليه، إذ يعلمه أن الغاية تبرر الوسيلة، وأن الكذب ألوان منه الأبيض والأسود والبنفسجي، ويفقد الثقة في المربي وهذه أخطر نقطة.... فتحطم المثال وسقوط المربي في عين المربى له أسوأ الآثار النفسية...

والخطأ الثاني تعليم الطفل الخنوع عبر تلقينه أن يسمع الكلام -دون ربط هذا الكلام بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتعليل ذلك بانه كلام معصوم لا يخطئ-  فنلقنه بهذا الطاعة العمياء منذ الطفولة، وهذا بالطبع سيساعدنا كثيرا في البداية ويحوله لطفل مطيع، لكنه ما يلبث أن يصبح أيضا مطيعا لمعلميه في المدرسة على اختلاف توجهاتهم (تبشيرية ، إلحادية، إباحية، تخلفية، أو إسلامية)، ومن ثم لأصدقائه وأقرانه....

بقية الكلام جيد، لأنه كالعادة يوصف الواقع وهذا سهل، لكن كيف نعالج هذا الواقع؟
هل يكون العلاج بحجب الطفل عن هذه المؤثرات، وتنشئته في قوقعة، فنمنع عنه الدش والانترنت والمدرسة والزيارات والشارع حتى لا يتلقى أي مؤثرات خارجية؟
أم نفسح له المجال للتفاعل مع كل هذه المؤثرات مع الاستمرار في التوجيه والنقاش، حتى نبني شخصية الناشئ من الداخل، وحتى تنشأ تصرفاته عن قناعة شخصية وقرارات ذاتية، لا مجرد انصياع لتلقين؟

طبعا خيار أن نتركه عرضة لهذه المؤثرات دون مراقبة خيار مستبعد ليس محل بحث...

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*