أجيال وراء أجيال > :: أحلى شباب ::

تعدد الزوجات في الإسلام

(1/2) > >>

ماما هادية:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع نشرته على حلقات على صفحتي على الفايسبوك من عدة سنوات، ومعظم مادته مستمدةة من ردود كانت لي في موضوع سابق في هذا المنتدى الطيب عنوانه (لماذا تكره النساء التعدد)
ولكننني عند النشر زدت فيه وانقصت، واضفت بعض الاقتباسات من رسالتي، ولهذا رأيت ان انشره هنا في موضوع مستقل بشكل ردود متتابعة،ليكون مرجعا لي ولمن أحببت أن أحيله إلى الموضوع
فسامحوني إن وجدتم فيه تكرارا لكثير مما سبق نشره

ماما هادية:
الجزء الأول:
أخواتي العزيزات، اللاتي يحسبن أن تشريع تعدد الزوجات هو لمصلحة الرجل، ويسألن ماذا للمرأة بالمقابل؟
 أحب ان ألفت أنظاركن الكريمة إلى أن المستفيد من تشريع تعدد الزوجات هو نساء أيضا.. فالمرأة الثانية والثالثة امرأة... لم تجد فرصة للزواج من رجل أعزب، فتزوجت من رجل متزوج... وستكون لي منشورات لاحقة عن حقوق المرأة في الإسلام بالتفصيل إن شاء الله، لكنني فقط أحببت أن أشد انتباهكن إلى أن تشريع تعدد الزوجات، وعلى عكس ما يروجه المستغربون والمتعلمنون، هو تشريع في صالح المرأة والرجل أيضا، يحل مشاكل للنساء وللرجال على حد سواء، وليس تشريعا روعيت فيه مصلحة الرجل وحده كما يحاول أعداء الدين أن يوهمونا.

ماما هادية:
الجزء الثاني:

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من حق الرجل شرعا أن يعدد ولغير ما سبب، ويشترط له العدل بين الزوجات والقدرة على النفقة والقيام بشؤون الأسرتين، وفقط..
من حق المرأة شرعا أن تشترط في عقد نكاحها ألا يتزوج زوجها عليها، وفي هذه الحالة ان تزوج عليها فلها ان تُطلّق منه ولها كامل الحقوق.
من حق المرأة شرعا إذا كرهت أن يتزوج زوجها عليها ان تهدده بالطلاق، فإن أصر أن تخلعه... وإن صبرت وحافظت على ابنائها لكان أفضل لها وأعظم أجرا...

لكن بكل أسف مستوى تربيتنا الدينية هذه الأيام تثبت ألا أحد قادر على العدل وتقوى الله مع زوجة واحدة، فكيف بمن يعدد..

حكم التعدد انه مباح... لا أكثر... وهو مكروه على المذهب الحنبلي لأنه يعرض الرجل للوقوع في الظلم... فمن ينادي به على انه سنة يجب إحياؤها مخطئ ومفتئت على شرع الله ومتقوِّل بلا علم
ومن ينادي بمنعه من العلمانيين والليبراليين وأنصار المرأة ايضا متجرئ على شرع الله، طاعن في حكمته وعلمه، وصلاحية شرعه لكل زمان وكل مكان، وأول من سيشكو من هذا المنع هو المرأة نفسها، فألوف الأرامل والمطلقات والعانسات ستشتكي من فقدانها فرصة الزواج الذي هو حقها الطبيعي... فهذا التشريع (التعدد) خير للمرأة والرجل على حد سواء...

فلا يلام من يريد التمتع بهذا المباح، كما لا يلام من كرهه لنفسه (لا كتشريع) بل كحالة فردية... تماما كما قد تكره لبسا معينا او أكلا معينا مع انه مباح... وقد كرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها...
والشريعة عادلة سمحة، وازنت بين الحقوق والواجبات بما يضمن مصلحة الجميع، ويزيل الضرر عنهم جميعا... فلا يجوز لأحد أن ينادي بمنع التعدد، كما لا يجوز لأحد أن ينكر على الزوجة الاولى كراهيتها له وحقها في ممانعته بالنسبة لحياتها..

هذا ويدهشني أننا نحاول أن نحل مشكلة تأخر الزواج بالنسبة للشباب... فيقفز بعضهم ليبحث مسألة الزوجة الثانية والثالثة... وكأن (خلاص) كل الشباب والرجال تزوجوا في بلادنا، وقلقنا من أجل الفتيات غير المتزوجات....
سبحان الله...

من الجور في الأحكام أن تجد الشباب يطالبون بتخفيض المهور وتيسير الزواج ووجوب تحمل الزوجة شظف العيش مع زوجها، وأن تكافح معه وتتحمل وتصبر، ثم إذا وجد مثل هذه الدرة النفيسة، وبمجرد أن يشم نفسه ويرتاح، بدل أن يريحها ويسعدها ويشكرها على كفاحها معه.... يأتي لها بضرة....
سبحان الله لم يكن رسولنا صلى الله عليه وسلم هكذا أبدا
لقد كان وفيا للسيدة خديجة طيلة حياتها التي امتدت معه خمسا وعشرين عاما...
وبعد وفاتها تزوج في وقت واحد بامرأتين، السيدة عائشة والسيدة سودة بنت زمعة....
علما ان العرف وقتها كان التعدد بلا حدود
ليتكم -معشر دعاة التعدد- تحيون أولا فريضة الجهاد في سبيل الله ... وتبحثون في عوامل تخلف الأمة وانتشار الفساد والبعد عن الدين...

اللهم لا تجعلنا فتانين
ولا تفتنا ولا تفتن بنا
واجعلنا هادين مهديين لا ضالين ولا مضلين

ماما هادية:
الجزء الثالث

أخت حبيبة تسأل: "ماذا نقول للمرأة التي تتضايق من ذكر نعيم الحور العين للرجال ولا ترى شيئا مقابلا للنساء"؟
نقول أن طبيعة المرأة مختلفة تماما عن طبيعة الرجل... لا يمكن أن نتصور ان المرأة سيسرها ان يقال لها هناك ذكور من الحور العين تتمتع بهم... بالعكس.. هذه الفكرة مقيتة جدا بالنسبة للمرأة التي فطرها الله تعالى على كراهية التعدد والاخلاص والوفاء لرجل واحد... نحن نرى الارملة تعيش حياتها على ذكرى رجل واحد ارتبطت به لعدم تخيلها ان تكون مع اخر من جديد... .. عدا عما في هذه الفكر (تعدد الذكور على المرأة الواحدة... أو التلويح باللذة الجنسية لها) من خدش لحيائها..

وانما سنة نبينا صلى الله عليه وسلم بينت ان المرأة من نساء الدنيا تكون أجمل من الحور العين، بل تكون سيدتهن وهن خادماتها... وبين كتاب ربنا تبارك وتعالى ان لها في الجنة من الثياب السندس والاستبرق وأساور الذهب والفضة والمجوهرات المختلفة، والأرائك والأثاث الفاخر، والأواني النفيسة من أكواب القوارير والفضة، وكل هذا مما تشتهيه النساء وتتنافس فيه في الدنيا، ولها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ولها فيها ما تشتهيه نفسها وتقر به عينها
فماذا تريد اكثر من ذلك من وعود بالنعيم المقيم
وهناك الزيادة، وهي لذة النظر لوجه الله تبارك وتعالى الكريم العظيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير...
فكل هذه النعم والمنن للنساء والرجال...
فلتطمئن النساء... ولتجتهد للوصول للجنة... وأنا أضمن لهن أنهن سيسعدن هناك ولن يحزن أبدا... ولن يبغين عنها حِولاً

جمعنا الله وإياكم في جنات الخلود، على سرر متقابلين، دون حساب ولا سابقة عذاب
اللهم آمين

ماما هادية:
الجزء الرابع

الإسلام لم ينشئ حكم التعدد، بل ضبطه:
لقد كان التعدد منتشراً بين الأمم، بلا حد ولا قيد، فجاء الإسلام فقيده وضبطه وحدده، فقيده بشرط العدل الكامل، (إلا في ميل القلب)، وبالقدرة على الإنفاق، وحدده بالعدد أربعة كحد أقصى، وندب الاقتصار على واحدة لمن خشي من نفسه الظلم وعدم العدل.
يقول الإمام ابن عاشور في (التحرير والتنوير): "لم يكن في الشرائع السالفة ولا في الجاهلية حد للزوجات، ولم يثبت أن جاء عيسى عليه السلام بتحديد للتزوج"، ويقول في (أصول النظام الاجتماعي في الإسلام): "لقد حددت الشريعة أن لا يتزوج الرجل على امرأته أكثر من ثلاث زوجات".
وفيما كتبه الشيخ مصطفى السباعي في كتابه: (المرأة بين الفقه والقانون) مزيد بيان، حيث قال: "الإسلام لم يكن أول من شرع تعدد الزوجات، بل كان موجوداً في الأمم القديمة كلها تقريبا: عند الأثينيين، والصينيين، والهنود، والبابليين والأشوريين، والمصريين، ولم يكن له عند أكثر هذه الأمم حد محدود،... والديانة اليهودية كانت تبيح التعدد بدون حد، وأنبياء التوراة جميعاً بلا استثناء كانت لهم زوجات كثيرات، وقد جاء في التوراة أن نبي الله سليمان كان له سبعمائة امرأة من الحرائر وثلاثمائة من الإماء. لم يرد في المسيحية نص صريح بمنع التعدد، وإنما ورد فيه على سبيل الموعظة أن الله خلق لكل رجل زوجته. وهذا لا يفيد -على أبعد الاحتمالات- إلا الترغيب بأن يقتصر الرجل في الأحوال العادية على زوجة واحدة، ... ولكن أين الدليل على أن زواج الرجل بزوجة ثانية مع بقاء زوجته الأولى في عصمته يعتبر زنى ويكون العقد باطلاً؟
ليس في الأناجيل نص على ذلك، بل في بعض رسائل بولس ما يفيد أن التعدد جائز، ... وقد ثبت تاريخياً أن بين المسيحيين الأقدمين من كانوا يتزوجون أكثر من واحدة، وفي آباء الكنيسة الأقدمين من كان لهم كثير من الزوجات".

((انظر للمزيد: عباس محمود العقاد، حقائق الإسلام وأباطيل خصومه؛ ومحمد البلتاجي، مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة.))

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة