الجزء الخامس بعد الأخير.
"بلا عنوان"
ما الناس الا بالقلوب فإن يمت .. خفقانها فالناس كالأخشاب.
مع لحظاته الأولى ومنذ البداية كان دائما ومازال مستودع الألغاز والأسرار،
ومن يستطيع عنونة لغز او تسمية سر أو سبر أغوار قلب،
بل كيف أسطر أحاسيسا ووجدانا يفيض بمشاعر شتى لا يملك لها قيدا أو وئدا !
وأظل أعجب من نفسي تنازع نفسي بلا كلل ولا ملل..
وكأننا انسلخنا من عالم غريب وهبطنا على أرض مشوهة بلا ملامح تستنكر وجوهنا وتنفر من أفكارنا..
فإذا ما فاض القلب حبا وصفاءا لأخ أو حبيب، وانقشعت حجب النفس عن بعض خواطرها،
واسترسل اللسان ينهل من معين الصدق الداخلى، فإنى لا أعلم حين أنتهى الى أين انتهى،
كثيرا ما تكون حقائق النفس ولحظات صدقها مصدر ازعاج للمقربين منا أو حتى لأنفسنا ذاتها.
وكثيرا ما نرسم صورا ملائكية للحبيب أو الأخ المقرب فننفى عنه رغبات البشر وأخطائهم،
وننسى أن الإنسان بطبعه ملئ برغبات الأنانية لا يهذبه الا الإسلام وتوفيق الله له فى مجاهدة نفسه
والإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذا ما لاحت للإنسان لحظة ضعف، ثم اعترف بها بصدق، فمن يغفر له ذلته ويقدر صدقه وحسن نيته وطيب سريرته؟
فحتى المقربين والأحباء نادرا ما يتفهمون ذلك ناهينا عن قدرتهم على العفو الصادق.
من يعرف ذلك لا يندهش حين يجد النفوس تتغير لمثل هذه المصارحات بمكنونات الأنفس،
وندر من يملكون قلبا رحيما وجانبا لينا يقدرون حقا على العفو والتسامح الحقيقي.
فإذا كنا لا نستطيع أن ننسي جرحا سببه قريب أو حبيب فهل نقدر أن نمنع أنفسنا أن تكون سببا فى جرح آخر ؟
الا نريد نحن أيضا أن يغفر لنا اذا ما أخطأنا؟
أم اننا ننظر فقط من ناحية انفسنا؟
حين أقرأ سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وأرى حرصة على الود والتراحم الحقيقي بين المسلمين،
أفهم أنه مازال ينقصنا الكثير.
وحين أقرأ سيرة الصديق رضى الله عنه وفضله على الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، لا أجد تفسيرا الا
ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قلبه !
كان رضى الله عنه رقيق القلب رحيما رفيقا بالمسلمين، حتى عدة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرفق الناس بأمته من بعده صلوات ربى وسلامه عليه.
لم يكن الإسلام أبدا دينا ظاهريا أو ماديا يعالج أمور العبادات وفقط،
فقد يجاهد الإنسان ويتعلم العلم ثم لا يجد من عمله اجرا ما لم يتوجه الى الله بقلبه مبتغيا وجهة وفقط.
ام ترى عجزت قلوبنا عن بسط الرفق والرحمة لإخواننا وأقاربنا بل حتى لأهلينا.
هل سمعتم عن حال صلاح الدين وحزنه وأسفه حتى لم يقدر على الضحك!
وكأن أغلال المسجد الأقصى ودماء المسلمين تكبل شفتيه فتعجزان عن الإنفراج حتى لإبتسامة.
هو حقا لا يصطنع الحزن والتأثر بل يعيشة ويدمى له قلبه ولا تهدأ نفسه حتى يبذل كل ما فى وسعه لأرض المسلمين.
وكأنى ببلال وأبى بكر رضى الله عنهما يشكيان حال قلوبهما مع حلال الدنيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فيهدئ من ؤوعهما ويبثهما فكر التعامل مع بشريتهم بوسطية رائعة،
لكن هل هذا حالنا نحن أيضا ؟
أم أننا ننسي كل شئ بمجرد أن أنطلقنا لنزهة أو رحلة ترفيهية نأتى فيها كثيرا مما لا يحبه الله ورسوله،
ونغفل عن هموم أمتنا ودماء إخواننا وصراخ مقدساتنا وتراب أراضينا.
كيف ينهض هذا الدين بقلوب لا تعطيه الا فضلات أوقاتها ؟
كيف ينهض هذا الدين بقلوب لم تتشرب سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف أصلح وغير؟
كيف تنهض أمة لا يعرف أبناؤها الا مصلحتهم الشخصية حتى فى أمور دينهم؟
أم ترانا نمن على الله بعباداتنا ونستنكر ان يكون الدين محور قلوبنا وحياتنا؟
أيمكن أن تتغير قلوبنا وتفيق من غفلتها وتتخلص من انانيتها وسلبيتها،
أم ستظل كما هى قلوبا بلا عنوان ؟
إن المسلم لم يخلق ليندفع مع التيار ويساير الركب البشرى حيث اتجه وسار،
بل خلق ليوجه العالم والمجتمع والمدنية ويفرض على البشرية اتجاهه،
ويملى عليها إرادته لأنه صاحب الرسالة وصاحب العلم اليقين،
ولأنه المسؤول عن هذا العالم وسيره واتجاهه، فليس مقامه مقام التقليد والإتباع.
إن مقامه مقام الإمامة والقيادة ومقام الإرشاد والتوجيه ومقام الآمر الناهى،
وإذا تنكر له الزمان وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة لم يكن له أن يستسلم ويخضع ويضع أوزاره ويسالم الدهر،
بل عليه أن يثور عليه وينازله ويظل فى صراع معه وعراك حتى يقضى الله فى أمره.
إن الخضوع والإستكانة للأحوال القاسرة والأوضاع القاهرة والإعتذار بالقضاء والقدر من شأن الضعفاء والأقزام،
أما المؤمن القوى فهو بنفسه قضاء الله الغالب وقدره الذى لا يرد.
محمد يوسف موسى من كتاب: ماذا خسر العالم بإنحطاط المسلمين.
يا كسوفي :blush:: :blush:: :blush::
أسفة :blush:: وسلامة أذن حضرتك ألف سلامة :emoti_134:
إذن ما أحضرته هو ناتج عن سوء فهم مني ولكن حضرتك لم تجيبيني على ما حددت ولكن جزاك الله خيرا
وبالنسبة لزمام فعامة أنسخ قبل تصحيح الباقي
هكذا ينقص لي
نفس التساؤل يطرح نفسه فى عالمنا، من منا عنده قدرة على مواجهة الناس والمجتمع بشجاعة
لكن هنا ما مخرجها ؟!!!! :emoti_17:
أخاف أن أغير في الجملة بلا إذن فصوبوها حضرتكم وأعلمونا
، وربما هي دعة النفس ورهبتها من التجربة وأخذ زمام المبادرة، :emoti_17:
لماذا لا نفكر فيما تصنعه الأقدار بأمثلة من حولنا كل جريرتها أنها مختلفة عما ألفته مجتمعاتنا؟ :emoti_17:
ذكرت أبا في دنشواي قضي ولم يكمل سنينة :emoti_17:
أهي " قضى " و " سنينه " ؟
متفيسه بلسانه والقلب سفاح عريق
يا ليت أنك بختنصر قد قضيت على الوباء :emoti_17:
ماما هادية هذا هو الجزء التي ورردت به الكلمة في القصيدة
فسألتها : يا أم مال الناس قد ضلوا الطريق
وغدوا على جهل جهول بالعدو وبالصديق
يتعصبون بلا هدى وكأنهم رأس المضيق
هذا كفور ذا جهول ذاك بدعيّ عريق
هم وحدهم جند الإله وغيرهم أهل الحريق
ويقودهم متبجح بالزهد يربيه البريق
متفيسه بلسانه والقلب سفاح عريق
قالت : بني فهؤلاء خوارج الفكر العتيق
فالدين دين الله ليس لمدعي العلم الصفيق
والله لو ملك الجهول لكان كل دم يريق
وعلى العموم سأعيد المراجعة لعل أشياء سقطت سهوا ولوضع بعض علامات الترقيم لحين وصول الأخ جواد
فسألتها : يا أم مال الناس قد ضلوا الطريق
وغدوا على جهل جهول بالعدو وبالصديق
يتعصبون بلا هدى وكأنهم رأس المضيق
هذا كفور ذا جهول ذاك بدعيّ عريق
هم وحدهم جند الإله وغيرهم أهل الحريق
ويقودهم متبجح بالزهد يربيه البريق
متفيسه بلسانه والقلب سفاح عريق
قالت : بني فهؤلاء خوارج الفكر العتيق
فالدين دين الله ليس لمدعي العلم الصفيق
والله لو ملك الجهول لكان كل دم يريق
:emoti_17:
إن شاء الله سيتم رفعها في الغد