الساحة الثقافية > :: مما قرأت ::

شـــــــــروط النـــــهضة (مالك بن نبي)

(1/14) > >>

حازرلي أسماء:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الكتاب واحد من سلسلة كتب منضوية تحت الهدف ذاته سماها صاحبها المفكر الإسلامي الجزائري مالك بن نبي  
"مشكلات الحضارة" ، والتي حفر فيها حول مشاكل العالم الإسلامي، كاشفا النقاب، كاسرا حاجز الصمت والخوف، واللامبالاة، منطلقا إلى المواجهة والبحث والتنقيب، معتمدا المنهجية الفكرية والبحثيّة، والتحليلية، والواقعية والموضوعية في الطرح،  محاولا  بتحليله المنهجي، وتشريحه العلمي للوضع الاجتماعي ، تبيين الأسباب الجذرية لما آل إليه حال العالم الإسلامي، ومحاولا وضع الحلول بأسلوب منهجي، وطرح فكري عميق ....

جاء من ضمن كتب هذه السلسلة، كتابه هذا الذي بين أيدينا "شروط النهضة " والذي يعتبر من أهمّ كتب السلسلة، ومن أثقلها وزنا، والذي سأحاول بإذن العلي القدير وضع ملخّص عن فصوله.

أعود قريبا بإذن الله تعالى  emo (30):

نور السماء:
منتظراكى يا ابلة اسماء
حقاً انى لا اعرف شيئاً عن المفكر الاسلامى "مالك بن نبى"
لكن اشتقت ان اعرف اسلوبه من وصفك . emo (30):

زينب الباحثة:
كااان نفسي أقرئه منذ زمن .. وإن شاء الله سأشتري كتبه ما إن أتيحت لي الفرصة (مغتربة أختكم)

جزاك الله كل خير أختي أسماء ..

حازرلي أسماء:
أهلا وسهلا بكما نور السماء وزينب... تسعدني متابعتكما  ::)smile:

زينب هل لي أن أعرف في أي بلد أنت ؟؟ emo (30):

في المداخلة الموالية الجزء الأول من التلخيص  emo (30):

حازرلي أسماء:
 

بوّب مالك بن نبي  كتابه ببابين اثنين :

الباب الأول: الحاضر والتاريخ .
الباب الثاني : المســــتقبل

وذلك في علاقة بيّنة لا تُغفَل بين الأبعاد الثلاثة ، البعد التاريخي، والبعد الحاضر والبعد المستقبلي، وعن ذلك يقول مالك بن نبي:

"ما الحضارات المعاصرة، والحضارات الضاربة في ظلام الماضي، والحضارات المستقبلة إلا عناصر للملحمة الإنسانية منذ فجر القرون إلى نهاية الزمن، فهي حلقات لسلسلة واحدة تؤلف الملحمة البشرية منذ أن هبط آدم على الأرض إلى آخر وريث له فيها، ويالها من سلسلة من النور ..."

الباب الأول : الحاضر والتاريخ

في هذا الباب يبيّن  أدوار ثلاثة عوامل وتأثيرها في تاريخ الشعوب وحاضرها  :

دور الأبــــــــــــــــــطال.
دور الفكرة والسياسة.
دور الوثــــــــــــــــــنيّة .


دور الأبــــــــــــــــطال : في هذا العنصر يبين مالك بن نبي أنّ العهود التي كانت فيها الملاحم والبطولات المختلفة لم تكن هي العهود التي وجهت فيها الشعوب طاقاتها نحو أهدافها الواقعية ونحو تقدمها وبروز دورها الحضاري، وأن جهود أبطال تلك الملاحم لم تكن في غالبها إلا ابتغاء اكتساب مجد شخصي، أو ابتغاء تحقيق طموح، أو لإرضاء عقيدة، فلم يكن طريق الخلاص الواقعي لشعوبهم  بيّنا في طريقهم البطولي الذي شقّوه، ثم يُسقط مالك بن نبي طبيعة هذا الدور البطولي الذي في عادته لا يبحث عن السبب الجذري للمشكلة لإيجاد الحل الأصيل على حال الشعوب الإسلامية إبان القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين أمام الزحف الاستعماري، فلا يراه إلا دورا بطوليا لم يبحث في الأسباب الرئيسة والواقعية التي مهّدت للاستعمار ليواجهها ويجد حلّها، ويرى أنّ هذه الملاحم في حقيقتها إذ لم تؤدّ رسالة ولم تترك رسالة فهي أقرب للأسطورة والحلم منها إلى الحقيقة والتاريخ، لأن العمل التاريخي تصنعه الرسالة المؤداة .

وعلى هذا يرى مالك بن نبي أنّ مشكلة الشعوب في جوهرها هي مشكلة حضارتها، وحتى يفهم الشعب مشكلته وأسبابها ويعرف حلها الصحيح، لا بدّ من تطلّع فكره إلى فهم العوامل التي تبني الحضارات أو تهدّها، بتطلعه إلى الأحداث الإنسانية المتعاقبة، ذلك أنّ حلقات الماضي والحاضر والمستقبل لا تنفصم في سلسلة متصلة تشكل الملحمة الإنسانية منذ بدء الخلق إلى نهايته ونهاية الدنيا، وبذلك وجَبَ تطلّع الفكر إلى دراسة التاريخ ومعرفة وتحليل أحداثه، واستقراء الحاضر على ضوئه، واستشراف المستقبل .

وهو قوله الذي أسلفنا :
"ما الحضارات المعاصرة، والحضارات الضاربة في ظلام الماضي، والحضارات المستقبلة إلا عناصر للملحمة الإنسانية منذ فجر القرون إلى نهاية الزمن، فهي حلقات لسلسلة واحدة تؤلف الملحمة البشرية منذ أن هبط آدم على الأرض إلى آخر وريث له فيها، ويالها من سلسلة من النور ..."

وبهذا التطلع الفكري إلى الأحداث الإنسانية المتعاقبة، وبهذا التعمق في دراسة عوامل قيام حضارة، وعوامل سقوط أخرى، يؤدي الشعب دوره بانبعاثه حلقة في سلسلة الحضارات، وتدقّ ساعة البعث معلنة عن قيام حضارة أو مؤذنة بسقوط أخرى .

ويضرب الكاتب مثلا قريبا عايشه بالجزائر، عام 1830 مع بداية عهدها بالاستعمار الذي سبقه نوم عميق غطّ فيه شعبها لزمن طويل، والتاريخ لا يلتفت للأمم النائمة، وإنما يتركها لأحلامها التي تَطْرَبُ لها باستحضار بطولات أبطالها الذين كانوا يظهرون بين الحين والحين مثل فرس الأمير عبد القادر الوثّاب الذي كان أشبه بالشبح الذي ما يكاد يظهر حتى يختفي، وعدد من الأبطال الذين قاموا واتحدوا فيما يشبه وحدة رسالة تجمعهم الرابطة القبلية والتي لم تكن كافية لأن يؤدي الشعب رسالة تاريخية، ويصدر التاريخ قراره بأن الشعب الذي لا يقوم بدوره التاريخي في السلسلة الإنسانية لا بدّ أن يخضع ويذلّ .

ولكنّ هؤلاء الأبطال والمجاهدين من أبناء القبائل التي كتب لها الخلود بما أوتيت من روح رفعتها فوق الهاوية، كانت أبقى من تلك القبائل الأمريكية التي كانت قبل كرستوف كولومب والتي أضحت طيّ النسيان، واندحرت، وذهبت ريحها، فكانت أكبر دليل على أنّ الإسلام بقوته الروحية كان درعا واقيا لكل من تمسّك به ، فحافظ عليهم من معاول الأيام الهدّامة ومن دوامة المستعمر أن تبتلعهم وتذيبهم في بوتقته وينصهروا في شخصيته .


الخـــــــــــــــــــلاصة :

1- الأدوار البطولية أصوات فردية لا ترتقِي لتسجيل دور شعب في صناعة حضارة .
2- حتى يؤدي الشعب رسالته التاريخية لا بدّ أن يتطلع بفكره إلى الأحداث الإنسانية وأن يدرس عوامل قيام الحضارات وعوامل سقوطها في سلسلة الملحمة الإنسانية التي هي الأبعاد الثلاثة متصلة التاريخ، والحاضر والمستقبل.
3- العمل التاريخي الذي يسجّل للشعوب هو ما يكون عن رسالة.
4- الشعب الذي يغطّ بالنوم ولا يستفيق لدوره التاريخي  لا  يلتفت إليه التاريخ.
5- الشعب الذي لا يؤدي دوره التاريخي لا بد أن يخضع ويذلّ .
6- الإسلام وقوته الروحية درع واق ضدّ السقوط والذوبان في شخصية المستعمر .

وفي المرة القادمة نعرض لدور الفكرة والسياسة بإذن الله  فانتظرونا  emo (30):

 

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة