قضايا معاصرة > :: قضايا وشبهات معاصرة ::

التنمية البشرية والبرمجة اللغوية علم أم سحر؟؟؟

(1/3) > >>

حازرلي أسماء:
هذا الموضوع إخوتي ملحق بموضوعنا الأصلي عن التنمية البشرية وأريد أن أطرح فيه دراسة موضوعية وعلمية ومنهجية عن التنمية البشرية :

وسأستقي لكم من بعض البحوث الأكاديمية الدقيقة ونطلع سوية :

إن سلسلة المحاضرات والدورات التي تحذر من الفكر العقدي الوافد وتبين منهجية التعامل معه تتحدث عن الوافدات الفكرية عمومًا وتطبيقاتها في الصحة والرياضة من منظور علمي وعقائدي واجتماعي، والحديث فيها أصالة عما يسمى بـ" الطاقة " وتطبيقاتها ويتبعه حديث موجز عن دورات البرمجة اللغوية العصبية NLP ودورات المشي على النار، إذ العلاقة بين هذه الوافدات وثيقة، والمظلة التي تظلها واحدة وإقبال الناس عليها جميعها بدوافع متشابهة والنتيجة الخطرة التي تنتظر السائرين في طريقها متقاربة .

والبرمجة اللغوية العصبية على ما بدا حتى الآن ـ بعد دراسة وتقص ـ ليست من الفكر الذي أصله عقدي كما في الماكروبيوتيك والريكي والتشي كونغ وسائر تطبيقات الطاقة، إلا أنها البوابة لكل هذه الأفكار من وجه، ومن وجه آخر فقد داخلتها ـ في بعض تطبيقاتها ـ لوثات مختلفة من معتقدات الشرق، ثم إنها تقود في مستوياتها المتقدمة ـ ما بعد مستوى المدرب ـ إلى مزيج من الشعوذة والسحر فيما يسمى بالهونا والشامانية التي هي معتقدات الوثنية الجديدة في الغرب .


تابعوا معنا  emo (30):

حازرلي أسماء:
ما هو المنهج العلمي ؟؟

المنهج العلمي هو مجموعة الطرق المتبعة التي أجمع عليها العلماء لتمثيل صحيح لما يجري من وقائع أو ظواهر ، ولأن الانطباعات الشخصية وانطباعات الغير لها تأثيرها علينا فإن اتباع إجراءات معيارية مقياسية مفاده التقليل من هذا التأثير وتحييد الحقيقة عن الانطباع الشخصي وعن الآراء المختلفة .

ونحاول أن نستعرض مراحل هذا المنهج بطريقة مبسطة، نواليها مرقومة بالترتيب:

1-الملاحظات والمشاهدات للظواهر سواء منها الكونية أو الاجتماعية والإنسانية .
2-صياغة الفرضيات على أساس من المشاهدات والملاحظات المكثفة والمدققة والمتتابعة .
3-إجراء التجارب الموافقة للفرضية المصاغة من الملاحظة كونية كانت أو إنسانية.
4-الانتقال من مرحلة التجربة إلى مرحلة التدقيق في نتائج التجربة فإن كانت هناك مصداقية تثبت صحة الفرضية بعد مرحلة موسعة من التجربة تنتقل إلى مرحلة النظرية وذلك بعد :

****توقع الأخطاء الإحصائية عند ذكر النتائج، ومن ثمة تعديل النتيجة
****توقع الأخطاء التي مصدرها الرغبة الشخصية عند صاحب الفرضية أو تأثير النتيجة المأمولة وهي إمكانية تفضيل العالم نتيجة على أخرى
وعند إثبات الفرضية وبعد كل هذا التدقيق تنتقل إلى مرحلة النظرية.

إلا أن هناك أخطارا يجب التنويه إليها والتركيز عليها في عدد من التطبيقات التي نراها اليوم تسمى باسم العلم وهي ليست علما أصلا :

^^ أسوء الأخطاء أن تعجز التجارب عن إثبات الفرضية لعدم صحتها، فيدعي الباحث إثباتها لصحة الفرضية
^^ الخطأ الأكبر هو عدم إخضاع الفرضية أصلا للتجارب.
وهذا ما يؤدي إلى بروز نظرية غير خاضعة للتجربة إلا من بعض المشاهدات وتسمية النظرية هنا لا تنسب لها أصلا وإنما هي مسارعة لتطبيقات عشوائية لا تستند لمنهج في الوصول إلى الحقيقة العلمية.


5- ثم تمر النظرية بدورها بتجارب وتختبر نتائجها لتنتقل بعد التأكد من صلاحية نتائج تجاربها إلى مرحلة الحقيقة العلمية وإلا تلغى أو تبقى في حدود النظرية

تابعوا معنا بإذن الله  emo (30):

حازرلي أسماء:
الآن نتساءل ما ميزة الإسلام بالنظر إلى ما ذكرنا ؟

الإسلام يدعونا أساسا إلى إعمال العقل والتأمل والتدبر والتفكر فيما يحيط بنا من ظواهر مختلفة ينطق بها الكون كما يدعو إلى التفكر في النفس البشرية وما فيها وما تحتاج .
"الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"

" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" الآية 53 من سورة فصلت
"وفي أنفسكم أفلا تبصرون" الآية 21 من سورة الذاريات

وقد وضع علماء الإسلام أصول المنهج العلمي سواء فيما يتعلق بالنقل أو العقل ، لم تكن الدعوى تقبل بمجرد التدليل عليها بنصوص القرآن والسنة أو أدلة العقل دون تحقيق أو تدقيق
وكان شعارهم: إذا كنت ناقلاً فالصحة أي توثيق النص أو مدعيا فـالدليل ، وعرفوا بتمييزهم الكبير بين الحقيقة والدعوى مهما حاول المبطلون من تلبيس .

حازرلي أسماء:
البرمجة اللغوية العصبية والوسط العلمي

البرمجة اللغوية العصبية لم تلقَ ترحيبا في الوسط العلمي، ولم يعترف بها كعلم يدرّس ويعتمد رسميا بالجامعات وذلك لأسباب نعددها في النقاط التالية :


1-الكثير من المشاهدات والملاحظات التي بنيت عليها فرضيات البرمجة اللغوية العصبية(NLP) (Neuro Linguistic Programming) ليس لها مصداقية إحصائية من النتائج تجعلها فرضيات علمية مقبولة .
2-نظرياتها مستنتجة من خلال مراقبة بعض المرضى النفسانيين الذين تستلزم حالاتهم علاجا، فأخرجت من نطاق المشاهدة والتجارب مع المرضى إلى تعميمها على كل الفئات بما فيهم المرضى والأصحاء،وبالتالي فهي لا تخضع للدقة وإنما هي عشوائية التوجّه .
3-أغلب رواد دوراتها من الفئات الميسورة ماديا، كما أنّ غالبية مدربيها يقدمون دوراتهم بأسعار خيالية لإضفاء طابع التميز على ما يقدمون ولإبقاء عنصر تشوّق الكثيرين لمعرفة ما يدور فيها حتى إذا ما دخلوها كان لديهم سابق انبهار بحلولها صعبة الوصول والمنال .
4-أغلب روادها من الباحثين عن الحلول السريعة Quick fix بدل العمل والسعي hard work مما يشيع حبّ سرعة الوصول واستبطاء الحلول التدريجية .

وهناك تقارير علمية صادرة من مراكز بحث علمي تعتمد المنهج العلمي في البحث والتقصي أثبتت عدم أهلية البرمجة اللغوية العصبية لأن تعتمد علما يدرّس، أو حتى لاعتمادها تطبيقات محفزة .

1- أولها تقارير قدمها فريق علمي مكون من أعضاء ذوي كفاءات خاصة ، وقد قدّمت التقارير إلى الجيش الأمريكي من طرف الأكاديميات القومية US National Academies المكونة من كل من الأكاديميات القومية للعلوم والهندسة والطب والبحث العلمي ، والتي تعتبر بمثابة مستشارة الأمة الأمريكية والتي تكونت منها مفوضية العلوم الإجتماعية والسلوك والتعليم .

وقد قدم الجيش الأمريكي طلبه للأكاديمية بالبحث في مدى جدوى البرمجة اللغوية بعدما انتشرت في أوساطه هذه الممارسات بدعوى تحسين الأداء
التقارير الثلاثة صدرت على التوالي في أعوام 88 ، 91 ، 94
أولها كانت نتيجته : " إن اللجنة وجدت أنه ليس هناك شواهد علمية لدعم الادعاء بأن الـ NLP استراتيجية فعالة للتأثير على الآخرين ، وليس هناك تقويم للـNLP كنموذج لأداء الخبير "

ويأتي التقرير الثاني ليقر ما وصل له التقرير الأول ويحفز إجراءات الجيش الأمريكي الذي أوصى بإيقاف بعضها، وتهميش بعضها، ومنع انتشار البعض الآخر . كما جاء التقرير الثالث ليقرّ ما صدر عن التقريرين الأولين .
ويقول المسؤول عن التقرير الثاني وهو الدكتور " روبرت كارول " أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بكلية ساكرمنتوا:
'رغم أني لا أشك أن أعدادًا من الناس قد استفادوا من جلسات الـNLP، إلا أن هناك العديد من الافتراضات الخاطئة أو الافتراضات التي عليها تساؤلات حول القاعدة التي بنيت عليها الـNLP فقناعاتهم عن اللاوعي والتنويم والتأثير على الناس بمخاطبة عقولهم شبه الواعية لا أساس له".


وهكذا نبذت وطرحت NLP من سوق العلوم، فلم يعترف بها علما يدرّس بالجامعات، ولا علاجا يشتشفى به في المستشفيات، وأعرضت الكثير من الشركات عنها، ورغم كل ذلك نلاحظ بتناقض صارخ كيف يقبل عليها المسلمون والعرب في الدول العربية ويضفون عليها روحا جديدة تحيا بها من جديد في أوساطهم، فينبهر العرب والمسلمون بها وقد طرحتها أرضها، بل ويحتضنها عدد كبير من الملتزمين المتدينين المسلمين بدعوى اتخاذها سبيلا للدعوة بأسلمتها -كما يقولون – وربّ عذر أقبح من ذنب .

حازرلي أسماء:
العقل الباطن هو الإله

إن البرمجة اللغوية العصبية  تتجاهل الركن السادس من أركان الإيمان وهو : الإيمان بالقدر خيره وشره ، لأنها قد أعدت لنا وصفة النجاح ، أو حتمية النجاح ، وبذلك تكون قد كفتنا كل الشرور ، وكل الإخفاقات ، وكل أنواع الفشل .
إن الفكر المادي المهيمن على الهندسة النفسية تكمن خطورته في أنه يسوق المسلم مع الوقت إلى التعلق بالأسباب المادية وتعطيل التوكل على الله ، وهذا باب خطير من أبواب الشرك ينبغي الحذر منه .

إن ما يسمى بالعقل الباطن يعد من ركائز هذه الفلسفة ، ولنقرأ عن ذلك ما كتبه أحد سدنة البرمجة اللغوية وهو : انتوني روبنز ، في كتابه قدرات غير محدودة : ( كنت أعيش في منزل أنيق ... ولكني كنت أريد مكاناً أفضل ... قررت أن أضع تصميماً ليومي ، ثم أعطي إشارة لعقلي الباطن لأخلق لنفسي هذه الحياة المثالية عن طريق ممارستها في خيالي ... لم يكن لدي أي أموال ، ولكني قررت أنني أريد أن أكون مستقلاً من الناحية المادية.
وبالفعل حصلت على كل شيء كما رسمته في مخيلتي ... لقد هيأت لنفسي الجو الذي يغذي عقلي وقدرتي على الخلق والابتكار ... لماذا حدث كل هذا ؟ لقد حددت هدفاً لنفسي ، وكل يوم كنت أعطي عقلي رسائل واضحة ودقيقة ومباشرة تقول : إن هذا هو واقعي الذي أعيش فيه ، ولأنني لدي الهدف الواضح المحدد ، فإن عقلي الباطن قاد أفعالي وأفكاري إلى تحقيق الأهداف التي كنت أبغيها ) .

إن انتوني روبنز يقول لنا ببساطة : إذا أردنا الثروة والنجاح فعلينا الانطراح بين يدي العقل الباطن والتضرع إليه كما فعل هو ، نسأل الله السلامة والعافية.

تابعوا معنا  emo (30):

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة