الساحة الثقافية > :: مما قرأت ::

بأقلامهم ...

(1/4) > >>

ابنة جبل النار:
بقلم الدكتور عائض القرني..
المرعى أخضر ولكن العنز مريضة)
 
بقلم د. عائض القرني
 
أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف ، ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين .
 
ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ».

وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر ، أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة !
 
أما نحن العرب ؟؟؟
 فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ، وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.

نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله !
 
فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر!
 
الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس !
 
ومن الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء!
 
ومن الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى !
 
من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه
 
الشرطي صاحب عبارات مؤذية!
 
الأستاذ جافٍ مع طلابه !
 
فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق !
 
وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين
 يحملون الرقة والرحمة والتواضع!
 
وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللباقة مع الناس !
 
وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية!
 
المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا !
 
في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ، من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق
 
ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة!
 
لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ، وكلما قلت: ما السبب ؟
 
قالوا: الحضارة ترقق الطباع !
 
نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك !
 
نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا!
 
نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف.
 
أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ، احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل.
بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا ، أين منهج القرآن: «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن » ، « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » ، « فاصفح الصفح الجميل »
« ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير»
وفي الحديث: « الراحمون يرحمهم الرحمن »
و « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده »
 
و « لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا»

 عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف.
 
يقول عالم هندي:
 (المرعى أخضر ولكن العنز مريضة)
 
اتمنى ممن قرء هذه الرسالة أن يغير من تعامله ولو الشيء اليسير .مع المجتمع من حوله،مع أهله، مع جميع الناس، مسلم أو غيره .
 
يجب أن نرتقي بتعاملنا مع الناس.
فنحن خير أمة أخرجت للناس. ..

ابنة جبل النار:
بقلم :أم البنين


بسم الله الرحمن الرحيم
 

هؤلاء مروا من هنا
 
في بيت كان دافئا قبل أن تنير شاشات الحاسوب
 وفي بيوت كانت تعشش عليها أطيار السعادة قبل أن يحدث الآتي...
 

مر من هنا
هي:محمد
 هو:نعم
 هي:حاتيجي تتفرج معايه على التليفزيون
 هو:حاضر بس أقرأ الإيميل وجاي..وبعدين ما أنا قريب أهه افتحي بس واتفرجي وأنا متابع معاكِ
 هي:إيه رأيك؟
 هو:في إيه
 هي:في الموضوع اللي اتكلمت عنه فوزية السبعاوي
 هو:معلش كنت مركز في اللي بأقراه...قوليلي مختصر
 هي:كانت بتتكلم عن (....).....إيه رأيك
 هو:آه عندها حق
 هي:إيه!!!يعني أنا حيوان أليف!
 هو:إيه أنا قلت كده!
 هي:ما هي قالت إن الستات اللي قاعدين في البيوت دول زي الحيوانات الأليفه تآكل وتشرب وبس
 هو: لأ طبعا انت ست الستات
 هي: ربنا يخليك..هو انت بتقرأ إيه؟
 هو:مواضيع ظريفه جدا
 هي:.طيب أنا عاوزه أتعلم أدخل على الإنترنت أهو أقرأ شويه وأسلي نفسي
 هو:ليه...هو انت عندك وقت؟
 هي: أصلي بأزهق وكمان انت دايما مشغول عني بالنت ومش بتتكلم معايه
 هو:ليه بس ما أنا معاكِ أهه...وبعدين بلاش إختلاط على النت...ده مليان بلاوي
 هي:بس...
 هو:لأ...بلاش إنترنت
 وفي تلك اللحظة كان يكتب ردا على موضوع لعضوة بمنتدى هو مشارك فيه عنوانه (أنا زهقانة) أراد أن يخفف عنها وبدأ يكتب بينما كانت زوجته تفرك يداها أمام شاشة التلفاز وقد ظهرت على وجهها علامات الألم وقالت بصوت واهن
 هي:محمد...أنا زهقانه..ومخنوقه...تعالى اتكلم معايه شويه
 هو: طيب بس أخلص أصلي بأكتب في موضوع مهم
 ......
 

مرت من هنا
 هي:يا حماده
 حماده:أيوه يا ماما
هي:قوم ياللا
 حماده:حاضر يا ماما..قمت أهه...بتعملي إيه
 هي: بأكتب حاجه بس على النت قوم اغسل وشك
 حماده:حاضر
 ومر الوقت
 هي:حمااااااااااااااده
 حماده:أيوه ياماما
 هي:غسلت وشك
 حماده:أيوه واتوضيت وصليت وقاعد وراكي من ساعتها
 هي: ساعتها! دي دقيقة
 حماده:لا يا ماما نص ساعه
هي: جعت؟
 حماده:قلت لحضرتك أربع مرات عاوز آكل قلتيلي لحظة
 هي:حاضر يا حبيبي أنا قايمه أهه بس ما تجيش ناحية الكومبيوتر
 حماده:حاضر
 وبسرعة أعدت له الطعام وعادت للحاسوب
 هي:خد يا حبيبي
 حماده:ماما بابا حا ييجي امتى؟
 هي: شش..ما تكلمنيش وأنا بأكتب
 حماده:حاضر.....ممكن ألعب بلاي ستيشن
 هي:روح روح
 حمادة:ماما
هي:خير..مش قلتلك لما تلاقيني مشغوله تسيبني
 حماده:في دخان في المطبخ
 هي:عاااااااااااااااااااااا..اللحمة اتحرقت
 حماده:ما أنا قلت لك إن حلة اللحمة نشفت ما رديتيش عليه
 هي: بس...روح هات التليفون علشان نطلب أكل جاهز
 حماده:أهه لتليفون..ماما هو حضرتك عاوزه الصفحه اللي بتكتبي فيها دي؟أصلي حا أقفلها وألعب شويه على الكومبيوتر
 هي: صفحة إيه
 حمادة: كيف تتحاورين مع أبنائك وكيف تطيعين زوجك
 .......
 
مر من هنا
 الأم:تك تك تك...يا أسامه
 أسامة:أيوه يا ماما
 الأم:إصحي يا بني..طول النهار نايم
 أسامة: يا ماما ما أنا كنت سهران طول الليل
 الأم:طب قوم أقعد معانا شويه
 أسامة:يا ماما عاوز أنام....حرام أنام يعني
 الأم:خلاص يا حبيبي...نام
 أذن العصر
 الأم:تك تك تك ..أسامة
 أسامة: يوووه...أيوه يا ماما
 الأم:يا بني العصر أذن من ساعتين وانت ضيعت الظهر ...قوم إلحق العصر قبل ما المغرب يؤذن
 أسامة:حاضر حاضر.زاعمليلي بس الشاي
 ومرت الساعات واستيقط أسامة بعد أن نام الجميع
 جمع كل الصلوات ودخل إلى المطبخ ووجد طعامه ملفوف بعناية ومغطى بفوطة بيضاء
 أكل وحده
 وشرب الشاي وحده
 وسهر وحده
 ونام بالنهار وحده
 بعد أن قضى الليلة كلها على الحاسوب يدردش مع أصدقائه ويتحاور ببراعة
 ولم يفته أن يشكر صديقة على موضوعة الذي طرحه بالمنتدى
 وكان عن(البر بالآباء)
 
مرت من هنا
 ترررررررررررن
 دق جرس المنبه
 هي: أحمد...أحمد..قوم علشان معاد الشغل
 هو:حاضر...اعمليلي القهوة بسرعة
 هي: من عيوني
 هو: تسلم عيونك
 هي: آدي القهوة..وآدي القميص كويته...وآدي الجزمة لمعتها
 هو: تسلميلي يا ست الكل
 هي:ربنا يخليك لينا يا رب ويكرمك
 هو: عارفه يا زكية أحسن حاجه إنك مش بتشتغلي...مش عارف لو كنتِ بتشتغلي كنت حا أعيش إزاي
 هي: ليه
 هو: بأغير عليكِ..والغيرة بتآكلني لما بأفكر إنك واقفه تنشري بس في البلكونه...تخيلي بقى لو خرجتي...حا أموت
 هي: بعد الشر عليك
 هو: أنا نازل
 هي:ممم...ممكن أدخل النت شويه
 هو: مش احنا اتكلمنا قبل كده وقلت لك أنا بأزعل من حاجات معينه
 هي: صدقني أنا بأقرا كتير وبأستفيد وبأكتب في مواضيع حاوه
 هو:لأ...مش موافق
 وخرج زوجها ورن الهاتف
 تررررررررن
 هي:ألو
 صاحبتها:انت فين؟
 هي: معلش مش حا أقدر أدخل
 صاحبتها: ليه؟برده جوزك مش موافق؟
 هي : أيوه
 صاحبتها: أدخلي وهومش موجود...بالنهار يعني...ومش لازم تقوليله..وبلاش خالص لما يكون في البيت
 هي:تفتكري
 صاحبتها:هو احنا بنعمل حاجه غلط!!! وبعدين اللي بنكلمهم متجوزين ودول زي اخواتنا
 هي:عندك حق...ثواني وجايالكم
 .......
 ترى
 كم مرة تنظرين أختي في وجه ابنك وهو يكلمك
 وهل عدد مرات نظرتك للشاشة أكبر أم أقل؟
 وكم مرة تتحاور مع زوجتك في أي شيء نتحاور فيه هنا؟
 وهل تتحاور معها كما تتحاور مع الأشباح التي تخاطبها على الشاشة
 وكم مرة تتابعين كلمات زوجك كما تتابعين كلمات صديقاتك على المنتديات
 وهل تعملين بما تنصحين به
 وكم عدد المرات التي رددت أمك فيها عن باب حجرتك يا بني ويا أخي الشاب
 وهل بقي من عمرها من اللحظات ما يكفي لترضى عنك
 دعونا لا ننساهم
 وتذكروني
 فقد
 مررت من هنا
 بقلم
 الفقيرة إلى الله
 أم البنين

سيفتاب:
 emo (23):

سلمى أمين:
أم البنين !!!!!

ما هذا الذي قرأته للتو؟ تلك الفكرة بارعة جدا !!

اعجبتني كثيراً

انا لست زوجة ولا أماً و لا أي شيء .. لكن هذا لا يجعلني بالضرورة " في السليم " ..الله المستعان :)

ابنة جبل النار:
شكرا لك أختي سيفتاب...
زبادي طمنيني عن امتحاناتك ؟

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة