الساحة الإسلامية > :: قرآن ربي ::

كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟

(1/2) > >>

حازرلي أسماء:
بسم الله الرحمن الرحيم

كيف يجب أن نكون مع القرآن ؟ كيف يجب أن نتعامل معه؟ كيف كانت حياة سلفنا الصالح معه ؟ كيف كان عيشهم به وله ومعه ؟

سأحاول مستعينة بالله تعالى أن أضع من هذه الحياة الفريدة التي عاشوها، سأحاول أن أطرح تساؤلاتي، وأن أطرح ما نحن عليه من حال مع القرآن، سأحاول هذا كله مستعينة بالله تعالى ثم بكم إخوتي أن نضع سويا تصورا واضحا لحياتنا مع القرآن ...

وكم أدهشني يوما قول الصحابة "أوتينا الإيمان قبل القرآن"، فجعلت أبحث عن معنى هذه العبارة، وأتدبرها هي ذاتها...

"عن ابنِ عمرَ قال لقد عشتُ برهةً من دهرٍ وإن أحدَنا يؤتَى الإيمانَ قبلَ القرآنِ وتُنزلُ السورةُ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيتعلمُ حلالَها وحرامَها وما ينبغِي أن يقفَ عندَه منها كما تعلمون أنتم القرآنَ ثم لقد رأيت رجالًا يُؤتَى أحدُهم القرآنَ قبلَ الإيمانِ فيقرأُ ما بينَ فاتحةِ الكتابِ إلى خاتمتِه ما يدرِي ما آمِرُه ولا زاجِرُه وما ينبغِي أن يقفَ عندَه منه وينثرَه نثرَ الدقلِ"   الراوي:   - المحدث:الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 1/170خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح .

أسأل الله العون والبصيرة وأن ينورنا بالقرآن كما يحب سبحانه ويرضى لا كما تحب أنفسنا وتهوى

حازرلي أسماء:
هل تدبر القرآن يعني الاستغناء عن تفاسير العلماء ؟ وعن دور المتخصصين في الاستنباط
من الخطورة بمكان أن نظنّ أن عيشنا مع القرآن قد يسمح لنا بالاستنباط، والفهم العميق للأحكام هكذا دون علم مسبق ولا سنوات تُقضى في علوم الدين والقرآن، وقواعده وأصوله، لا يجب الاستهانة بهذا أبدا، وإلا لأصبحت الأمة قيد الأهواء لا قيد العلم والعلماء، ولا أحب أن يقودنا ما نراه من عينات علماء سلطان إلى الإفراط في الحكم على عامتهم أحكاما عشوائية تقلل من دورهم في الأمة ...وتجعلنا رهن أهوائنا وتفسيراتنا.

وقد قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه وهو مَن هو : "أي أرض تقلّني وأي سماء تظلني إذا قلت في القرآن برأيي".

والاستفراد بالقرآن دون الرجوع لما قاله العلماء في التفاسير، خطر أراه كبيرا، وذلك من أبواب التفسير بالرأي، وتحضرني استفاضة أبي حامد الغزالي رحمه الله في "إحياء علوم الدين" فيقول في فقرة:

"أن يكون له في الشيء رأي ، وإليه ميل من طبعه وهواه فيتأول القرآن على وفق رأيه وهواه ، ليحتج على تصحيح غرضه ، ولو لم يكن له ذلك الرأي والهوى لكان لا يلوح له من القرآن ذلك المعنى . وهذا النوع يكون تارة مع العلم كالذي يحتج ببعض آيات القرآن على تصحيح بدعته ، وهو يعلم أن ليس المراد بالآية ذلك ، ولكن مقصوده أن يلبس على خصمه. وتارة يكون مع الجهل ، وذلك إذا كانت الآية محتملة فيميل فهمه إلى الوجه الذي يوافق غرضه ، ويرجح ذلك الجانب برأيه وهواه فيكون قد فسر برأيه ، أي رأيه حمله على ذلك التفسير ، ولولا رأيه لما كان يترجح عنده ذلك الوجه . وتارة يكون له غرض صحيح فيطلب له دليلا من القرآن ويستدل عليه بما يعلم أنه ما أريد به ، كمن يدعو إلى مجاهدة القلب القاسي فيقول : قال الله تعالى : اذهب إلى فرعون إنه طغى ويشير إلى قلبه ، ويومئ إلى أنه المراد بفرعون ; وهذا الجنس قد يستعمله بعض الوعاظ في المقاصد الصحيحة تحسينا للكلام وترغيبا للمستمع ، وهو ممنوع لأنه قياس في اللغة وذلك غير جائز . وقد تستعمله الباطنية في المقاصد الفاسدة لتغرير الناس ودعوتهم إلى مذاهبهم الباطلة ، فينزلون القرآن على وفق رأيهم ومذهبهم على أمور يعلمون قطعا أنها غير مرادة . فهذه الفنون أحد وجهي المنع من التفسير بالرأي . "

لذلك لا يمكن لنا الاستغناء عما ترك العلماء، فذلك يهذب فينا ألا نعتد بآرائنا وبفَلَتاتها عندما نتدبر القرآن .

أحمـد:
بسم الله

خلق الله عز وجل الإنسان ليعبده بالغيب .. ومن رحمة الله عز وجل أن أنزل القرآن ليهديه به إلى النجاح في هذه المهمة.

فالمقصد الأعظم من نزول القرآن أنه "هدى للناس" "يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام..."

في الفصلين الأول والثاني من هذا الكتاب: العودة إلى القرآن .. لماذا وكيف؟
شرح لمعنى الهداية وبيان موجز بجوانب الهداية في القرآن.

وأعظم هذه الجوانب هو التعريف بالله والعبودية الواجبة له سبحانه، والتذكير والتثبيت الدائم للإيمان باليوم الآخر، والتحذير من الشيطان والدنيا، والتعريف بالنفس وشهواتها..

فأكثر القرآن عن: الرضا بالله ربا، والتسليم لله الواحد القهار، وإخلاص الاستعانة بالله، والتوجه إلى الله بالقصد والنية، واليقين في الله، والصبر بالله، وحب الله وخشيته والطمع في رحمته..
والأدلة على البعث والنشور والمشاهد التربوية من أحداث يوم القيامة..
والتحقير من شأن الدنيا وقصص المغترين بها
والتحذير من عداوة الشيطان والتذكير بإهلاكه من قبلنا ..
والتبيين التفصيلي لدسائس النفس من كبر وعجب وغرور وشح وطمع وأثرة .....

أما الأحكام الشرعية التي تدرس اليوم تحت اسم الفقه وهي الأحكام التي تختص بالحلال والحرام والواجب والمندوب .. فهي جزء من التعريف بحق الله سبحانه من السمع والطاعة ومراعاة حقوق الآخرين.

وهذه لم تأخذ من آيات القرآن على أوسع عد لها أكثر من ثمانمئة آية من أكثر من ستة آلاف آية في القرآن. بل هناك شواهد لطيفة على عدم الإطالة في هذا الموضوع في القرآن.

والعلم بهذه الأحكام يكفي المسلم منه معرفة ما يخصه كالعلم بأحكام الصلاة والوضوء ونحو ذلك ومتى احتاج لشيء متخصص رجع فيه إلى المتخصصين .. أما العلم الذي يمدح كل إنسان على التوسع فيه هو العلم بالله بمعنى التعرف إلى أسمائه وصفاته وآثارها في الكون والحياة وما يترتب عليها من عبودية لله، ومعرفة هوان الدنيا وخطر الشيطان ودسائس النفس واليقين في البعث والحشر والحساب والجزاء والعمل لهذا اليوم..

وقد كان كل الصحابة علماء بالله بهذا المعنى .. أما العلماء بالأحكام بمعنى ما يطلق عليه مصطلح "الفقه" اليوم فما كانوا يزيدون عن عشرة من الرجال وامرأتين أو ثلاث.

وفي الفصل الخامس من الكتاب السابق بعنوان "عقبات في طريق العودة" والفصل الأخير من هذا الكتاب: إنه القرآن سر نهضتنا وفي الفصل السادس من هذا الكتاب بعنوان"لماذا لا ننتفع بالقرآن؟" تحقيق الوصال بين القلب والقرآن
في هذه الفصول الثلاثة ردود على تساؤلات وشبهات كثيرة تطرح في طريق العودة إلى القرآن من مثل:
ضعفنا في اللغة العربية يمنعنا من الانتفاع بالقرآن.
وجود النبي صلى الله عليه وسلم وسط الصحابة هو السبب في التغيير.
من قال في القرآن برأيه؟
وغير هذا..

حازرلي أسماء:
كم أنا سعيدة بمشاركتك الثرية يا أحمد  emo (30):بارك الله فيك وجزاك الجنة على الكتب القيمة التي أشرت إليها...
وقد قمت بتحميلها ولله الحمد والمنة.
جزى الله الدكتور مجدي خير الجزاء، وأعانه في دربه الذي يسلكه لإعادة الأمة للقرآن عود حياة وحركة على الأرض وبارك بجهوده وبجهود من فقه هذا المعنى . هذا ما كنت دوما أتمناه وأدعو له، أن حالنا والأمة تُعدد حفاظها، وتكرمهم ليس بالذي يبشر بخير ومن هؤلاء الحفاظ من سلوكه خالف كل المخالفة ما يحفظ .فكل تركيزنا كان على الحفظ اللفظي.

كم في قولهم رضوان الله عليهم جميعا : "أوتينا الإيمان قبل القرآن" من سر عظيم ...!!

ثبتنا الله تعالى على الحق وأراناه حقا ورزقنا اتباعه وأبعدنا عن الباطل وأراناه باطلا ورزقنا اجتنابه .

حازرلي أسماء:
ليست الأقوال شيئا، ما لم تكلل بفِعال...

ليس التعلق بالقرآن شيئا ما لم يكن حياة تدب على الأرض وحركة تملأ الحياة، سلوكا وأفعالا واتقاء لكل شبهة ...واستعلاء عن الدنيا وإدبارا عن غرورها وانحناء للآخرة و إقبالا على حقائقها السنيّة...

ليس القرآن موغلا في الأعماق ما لم يرقَ بصاحبه فيشبعه مروءة وعزة وترفعا عن كل دنيّة... ما لم يبعد صاحبه عن كل ما يخرم المروءة ويُحني الجبهة ...
ليس في النفس موغلا ما لم يتحلَّ صاحبه بالرضى بكل ما قُسِم له...
ليس القرآن روحا للروح ما لم يُصغّر النفس عند صاحبها، ما لم يجعل لها وردا للمحسابة على كل ما يبدر منها، ما لم تكن في حركاتها وسكناتها كما يحب الله ويرضى...فلا كذب...ولا خداع... ولا التواء...ولا اختلاق أعذار للنفس .....

القرآن حياة ...حياة بكل ما تحمل الكلمة من إشراقة شمس النهار، ومن سكون الليل الهادئ المطمئن ... ومن غذاء وزاد يبقي القوة ويجدد العزم ويُعلي الهمّة ....ومن هواء يحفظ نبض الحياة... ومن ماء يروي ظمأ الطريق، ومن رقيّ بمعناها إلى خالص معناها بأن يرنو الإنسان بروحه إلى مصدر نفختها، ويرتفع بها عن دركات تربتها ..... ومن حركات وسكنات تجعل كلماته للروح روحا...

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة