المحرر موضوع: ألــــــوان زاهية  (زيارة 26832 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نور السماء

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 491
  • الجنس: أنثى
  • اللهم فرج كرب المسلمين
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #40 في: 2009-08-17, 17:55:11 »
لماذا توقفتى يا ابلة اسماء عن الاوان الزاهية ؟؟؟؟؟ :emoti_6:
انه موضوع جميل واستمتعت به كثيراً .
طبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة فى سرائرنا
فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها فى قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا ،
أو صنع قرائحنا وأيدينا ، أو صنع قرائحنا وأوصالنا ،
تدعونا إلى الحلول من الكون فى متحف كبير .

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #41 في: 2009-08-17, 19:17:23 »
بإذن الله تعالى لن أتوقف عنه يا نور السماء هو فقط برنامج العمل وما يكون فيه، سأعود له بإذن الله تعالى إن لم يكن في رمضان فبعده إن بقينا من الأحياء فلا تقلقي  emo (30):

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #42 في: 2010-07-05, 11:00:27 »
كان لاحتجاج العزيزة نور السماء -التي لطالما كانت متابعة مستفيدة من هذا الموضوع- على الذين بدؤوا مواضيعا ولم يكملوها أكبر مذكر ودافع  لأن أمضي في هذا الموضوع مجددا بإذن الله تعالى

ربما إن لم يتسنّ لي اليوم فغذا إن شاء الله تعالى أضع حلقة جديدة من ألواننا الزاهية   ::ok::
« آخر تحرير: 2010-07-05, 11:08:02 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل نور السماء

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 491
  • الجنس: أنثى
  • اللهم فرج كرب المسلمين
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #43 في: 2010-07-05, 14:23:37 »
منتظرين..
طبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة فى سرائرنا
فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها فى قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا ،
أو صنع قرائحنا وأيدينا ، أو صنع قرائحنا وأوصالنا ،
تدعونا إلى الحلول من الكون فى متحف كبير .

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #44 في: 2010-07-05, 18:19:53 »
عدت وقرأت الموضوع كاملا واستمتعت جدا به .. نعم هو يجب أن يكون حافز للجميع ليس للحسرة والندم .. بارك الله بك .. متابع معكم

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #45 في: 2010-07-06, 15:06:38 »
أهلا وسهلا بك يا نووي، سعيدة بانضمامك لألواننا الزاهية  emo (30):
نواصل أيها الإخوة الكرام بعد الذي عرفناه من زاهي ألوان الندوات العلمية والمكتبات .....


                                                                                                                                     

المــــــــــــــــــــــدرسة

أول آي القرآن نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت "اقرأ باسم ربك الذي خلق "
العلم، وطلب العلم، وتعليم العلم، كان لونا من أزهى ألوان هذه الأمة العريقة، كان ديدنها، وشغلها الشاغل لعلمها بقيمة العلم، وقيمة التعلم ....
فهل تراكم في شوق لأن نسافر إلى زمن ازدهار العلم والعلوم ::ok::، زمن عرفت فيه البشرية قفزة نوعية كان أعلامها المسلمون، وكان علمها الأمة الإسلامية .....
هل تحبون أن نركب في رحلة لتلك الأغوار البهيّة ...؟؟ sm::))( هل تحبون أن نشد الرحال لتلك الخمائل والمروج التي تلقي ألوان العلم، وعبق العلم ونور العلم ؟؟


إنها المدرسة .......كيف كانت المدرسة أيام تألق الحضارة الإسلامية ....هلموا نتملى الألوان الزاهية ..... emo (30):



ما كانت مصادر تمويلها؟؟
قامت المدارس في الدولة الإسلامية المزدهرة  على الأوقاف التي تبرع بها الأغنياء  من قادة وعلماء وتجار وملوك وأمراء، حتى بلغت حدا بالغا من الكثرة، فلم تخلُ مدينة أو قرية في العالم الإسلامي كله من مدارس متعددة يعلّم فيها العشرات من المدرسين والمعلمين ....   emo (30):


(تأملوا إخوتي تأملوا هذا الزخم، وهذا الخير العميم، تأملوا والأغنياء فيمَ ينفقون أموالهم وعلامَ ينفقونها، لم تكن مساعدة الفقراء والمحتاجين وتوفير المأكل والمشرب والملبس لهم الباب الأوحد الذي كان يصرف فيه الأغنياء أموالهم، بل كان العلم ونشر العلم، وتكثير سواد المتعلمين والعلماء، تأملوا ودققوا، ونحن نعيش عصرا أصبح فيه مفهوم الخيرية والأعمال الخيرية محصورا في توفير قفة غذاء للمحتاجين، حتى كثر المتواكلون، وبدأ الطمع يجد أبوابا يدقها ليذهب بالمروءة والأنفة)

ما هي النواة الأولى التي أسست لفكرة المدرسة في العالم الإسلامي؟؟
نواة المدرسة الأولى في العالم الإسلامي كانت "المسجد" ....   نعم المسجد الذي فتح بابه لتعليم القراءة والكتابة والقرآن، والعلوم الشرعية، واللغة، وفروع العلوم المختلفة، ثم ألحق بالمسجد "الكتّاب" وكان الكتاب بمثابة المدرسة الإبتدائية في أيامنا، وبلغ من الكثرة في عهود الحضارة الإسلامية، بحيث عدّ المؤرخ والجغرافي "ابن حوقل" 300 كتّاب في مدينة واحدة من مدن صقلية، -صقلية ذلك الجزء الكبير من إيطاليا الذي كان تحت الحكم الإسلامي ....- وكانت الكتاتيب شاسعة كبيرة، بحيث كان يضم الواحد منها الآلاف من الطلاب .

وقد كان لأبي القاسم البلخي كُتّاب يضم ثلاثة آلاف تلميذ، كان فسيحا جدا، يحتاج إلى أن يركب حمارا ليتردد بين طلابه ويشرف على شؤونهم .


عرفنا كيف كان المسجد النواة الأولى للمدرسة، ومن بعده الكتاب الذي كان بمثابة المدرسة الابتدائية في عصرنا، فماذا عن الثانوية والجامعة؟؟

المستوى الثانوي والجامعي هو الذي كانت تحتضنه المدرسة، أي أن تسمية مدرسة كانت لهذين المستويين...
 كانت فرص التعليم مجانية  ومتوفرة لكل الفئات، الفقراء والأغنياء سواء بسواء، لم يكن الطالب فيها يدفع رسما من الرسوم ليتعلم كما هو الحال في أيامنا، حيث يشاع  أن المدرسة  الخاصة التي تدفع فيها الرسوم الباهضة، هي الأكثر جودة....
كانت الدراسة فيها قسمين، قسم للغرباء الذين يتعذر عليهم العيش على نفقات آبائهم، وقسم خارجي لمن يتردد بين مدرسته وبيت أهله خلال اليوم ....
كان القسم الداخلي بالمجان أيضا ، بل كان يُهيأ للطالب فيه ما لا يتهيأ له لو اشترط لقاء تعلمه مال لا يقدر عليه أبوه المعوز
كانت كل مدرسة تحتوي على مسجد وقاعات للدراسة،  وغرف لنوم الطلاب، ومكتبة، ومطبخ وحمام ، وكان بعضها يحتوي أيضا على ملاعب للرياضة في الهواء الطلق.
وماتزال قائمة من هذه المدارس الرائعة التي غمرت كل العالم الإسلامي بعض المدارس، وأبرزها المدرسة النورية في دمشق التي أسسها نور الدين زنكي .....


وصفها الرحالة ابن جبير حينما زارها : "من أحسن مدارس الدنيا مظهرا  مدرسة نور الدين رحمه الله، وهي قصر من القصور الأنيقة، ينصب فيه الماء في شاذوران وسط نهر عظيم، ثم يمتد الماء في ساقية مستطيلة، إلى أن يقع في صهريج كبير وسط الدار، فتحار الأبصار في حسن ذلك المنظر "
مايزال بها  إلى يومنا  الإيوان وهو قاعة المحاضرات، والمسجد، وغرفة للمدرسين واستراحتهم، وبيت خاص يسكنه رئيس المدرسين مع عائلته، ومساكن لطلاب وخَدَم المدرسة.


                                                                                     المدرسة النورية بدمشق
                                                                                     المدرسة النورية بدمشق


                                     المدرسة المستنصرية في بغداد، بنيت في عهد الخليفة العباسي المستنصر بالله


هناك الكثير الذي يحث الفكر على التعليق والإسقاط على واقعنا، ولكنني عدَلت عن ذلك، وقلت أترك لكم المجال للتعليق أولا ....فماذا ترون ؟ emo (30):
وترقبوا المزيد عن المدرسة بإذن الله emo (30):

« آخر تحرير: 2010-07-06, 19:45:59 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل doctora

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 20
  • " الا ان نصر الله قريب "
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #46 في: 2010-07-06, 17:35:01 »
:emoti_133:
طبعا أنا لسه جديدة ومقرأتش المواضيع كلها
بس بدأت بالموضوع ده
وبجد الموضوع ده خالانى مش عارفة
افرح  emo (30):
ولا ازعل sad:(
الموضوع خلانى أفتخر بكل المسلمين القدامى اللى كان العلم والفكر و طبعا الدين هو محور حياتهم وكانوا بيسافروا بلاد كتير عشان يتعلموا و يعرفوا وكان العالم كله بيحترمهم
بس فى نفس الوقت فكرت المسلمين دلوقتى محور حياتهم الكورة و الفلوس و الالعاب وكل شئ مش مفيد مش محتاحين انهم يسافروا عشان يتعلموا لان قداهم الانترنت يتعلموا بيه امور دينهم و دنيتهم وللاسف مش بيستخدموه الا للعب برضه الا من رحم ربى

يا رب نبقى فى يوم من الايام زى المسلمين اللى كانوا ايام الرسول و المسلمين الاوائل
بس عشان نبقى زيهم لازم نبدأ بنفسنا الاول

شكرا على الموضوع والسلام عليكم

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #47 في: 2010-07-06, 18:40:39 »
جزاك الله خيرا يا اسماء على هذه اللون الرائع

الاوقاف وما الاوقاف
ياله من نظام حضاري متطور

لكم أتمنى ان نتناوله في موضوع مستقل، ونرى كيف كان والام آل حاله، وما السبيل لاستعادته

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل نور السماء

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 491
  • الجنس: أنثى
  • اللهم فرج كرب المسلمين
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #48 في: 2010-07-06, 20:25:45 »
رائع هذا اللون الزاهى

انتظر التكملة بلا انقطاع طويل
  emo (30):
طبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة فى سرائرنا
فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها فى قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا ،
أو صنع قرائحنا وأيدينا ، أو صنع قرائحنا وأوصالنا ،
تدعونا إلى الحلول من الكون فى متحف كبير .

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #49 في: 2010-07-07, 15:22:06 »
أهلا وسهلا بمتابعتكم إخوتي doctora وماما هادية ونور السماء

:emoti_133:
طبعا أنا لسه جديدة ومقرأتش المواضيع كلها
بس بدأت بالموضوع ده
وبجد الموضوع ده خالانى مش عارفة
افرح  emo (30):
ولا ازعل sad:(
الموضوع خلانى أفتخر بكل المسلمين القدامى اللى كان العلم والفكر و طبعا الدين هو محور حياتهم وكانوا بيسافروا بلاد كتير عشان يتعلموا و يعرفوا وكان العالم كله بيحترمهم
بس فى نفس الوقت فكرت المسلمين دلوقتى محور حياتهم الكورة و الفلوس و الالعاب وكل شئ مش مفيد مش محتاحين انهم يسافروا عشان يتعلموا لان قداهم الانترنت يتعلموا بيه امور دينهم و دنيتهم وللاسف مش بيستخدموه الا للعب برضه الا من رحم ربى

يا رب نبقى فى يوم من الايام زى المسلمين اللى كانوا ايام الرسول و المسلمين الاوائل
بس عشان نبقى زيهم لازم نبدأ بنفسنا الاول

شكرا على الموضوع والسلام عليكم


أتمنى أن يطيب لك المقام بيننا أختاه emo (30):، وما قلته صحيح، فموضوع حضارتنا وتاريخنا العظيم يبعث على الافتخار والاعتزاز ولكنه في الآن ذاته يبعث على الحزن على حالنا اليوم، ولكن حزننا هذا لا يجب أن يبقينا مكتوفي الأيدي، حبيسي سجه فنبقى بلا حراك، وإنما علينا أن نستمد من قوة حضارتنا العريقة العظيمة التي كانت أعظم حضارة عرفها التاريخي البشري، نستمد منها لنعيد تلك الأيام،ويكون حزننا كحزن من لا يهدأ له بال حتى يفرح بالنصر، والله سبحانه وتعالى عز من قائل يقول : "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " فالعزة والمجد سيعودان لا بالقعود ولا بالبكاء على الأطلال وإنما بالعمل وبالاجتهاد، وبالصبر والعزم وتربية الأجيال على ضرورة وضع الأمة والعمل لها نصب الأعين والأفئدة، فهذا التاريخ لم يكن كذبا ولا أسطورة بين الأساطير حتى نرى ألا أمل لنا في قيام...

وماوضعت هذا الموضوع إلا لنستلهم منه الخير ونذكر عزة ستعود يوما لا محالة .....
وتباشير الخير تهل بين حين وحين ... والأمل قائم قائم بإذن العلي القدير .......فاستبشروا خيرا .....تابعي معنا يا دكتورة وستعرفين ما هو أكثر وسترين  الأزهى والأزهى .... ::)smile:

جزاك الله خيرا يا اسماء على هذه اللون الرائع

الاوقاف وما الاوقاف
ياله من نظام حضاري متطور

لكم أتمنى ان نتناوله في موضوع مستقل، ونرى كيف كان والام آل حاله، وما السبيل لاستعادته



مازال الخير قادم عن أخبار الأوقاف مازال  emo (30):.... فقد فعلت في حضارتنا الأعاجيب ....وليتك تفتحين عنها ذلك الموضوع .

رائع هذا اللون الزاهى

انتظر التكملة بلا انقطاع طويل
 emo (30):

عهدتك يا نور السماء تعلقين ولو بالقليل  :emoti_144: فما بالك لم تعلقي على شيء ....هاتي ما عندك أولا emo (30):
« آخر تحرير: 2010-07-07, 16:34:08 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل doctora

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 20
  • " الا ان نصر الله قريب "
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #50 في: 2010-07-07, 17:30:40 »
  :emoti_133:
أتابع وبشغف  ::ok::
لعلنا نصل لطريقة تكون هى بداية رجوع الاسلام الى بيوتنا و بلادنا

غير متصل نور السماء

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 491
  • الجنس: أنثى
  • اللهم فرج كرب المسلمين
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #51 في: 2010-07-08, 23:02:10 »
بصراحة انا غشيت من البحث فى الانترنت
وجئت بالآتى :

ان من اشهر المدارس فى العصر العباسي هى المدرسة النظامية
التى بناها الوزير السلجوقى (نظام الملك) وهو رجل محب للعلم وكان من اهم مدرسيها الامام الغزالى

ومن اشهر مدارس هذا العصر ايضاً : الشرابية (القصر العباسي)

 ومدرسة سابورين ارشيدير التى قال عنها الامام السبكي انها اول مدرسة فتحت للفقهاء

 ومن الظواهر التى برزت فى هذا العصر ايضاً هى دور الوراقين المعرفة بالمكتبات الان ومن اهمها مكتبة دار الحكمة او بيت الحكمة
التى انشأها الخليفة هارون الرشيد وعمل ابنه المأمون من بعده على امدادها بمختلف الكتب فى الطب والفلسفة والرياضيات
ومختلف المخطوطات الارامية واليونانية والهندية والمصنفات فصارت تحتوى على جميع الكتب فى العلوم .


مارأيك ياابلة اسماء ؟؟ :emoti_64:
طبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة فى سرائرنا
فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها فى قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا ،
أو صنع قرائحنا وأيدينا ، أو صنع قرائحنا وأوصالنا ،
تدعونا إلى الحلول من الكون فى متحف كبير .

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #52 في: 2010-07-09, 10:02:05 »
أهلا بمتابعتك دائما يا doctora emo (30):


بصراحة انا غشيت من البحث فى الانترنت
وجئت بالآتى :

ان من اشهر المدارس فى العصر العباسي هى المدرسة النظامية
التى بناها الوزير السلجوقى (نظام الملك) وهو رجل محب للعلم وكان من اهم مدرسيها الامام الغزالى

ومن اشهر مدارس هذا العصر ايضاً : الشرابية (القصر العباسي)

 ومدرسة سابورين ارشيدير التى قال عنها الامام السبكي انها اول مدرسة فتحت للفقهاء

 ومن الظواهر التى برزت فى هذا العصر ايضاً هى دور الوراقين المعرفة بالمكتبات الان ومن اهمها مكتبة دار الحكمة او بيت الحكمة
التى انشأها الخليفة هارون الرشيد وعمل ابنه المأمون من بعده على امدادها بمختلف الكتب فى الطب والفلسفة والرياضيات
ومختلف المخطوطات الارامية واليونانية والهندية والمصنفات فصارت تحتوى على جميع الكتب فى العلوم .


مارأيك ياابلة اسماء ؟؟ :emoti_64:

ممتاز يا نور السماء ممتاز ::ok:: .... تمام عن المدرسة النظامية وعن "نظام الملك" وقد سميت بالنظامية نسبة له،درّس فيها العديد من علماء الأمة، مثل الشيرازي والشاسي والخطيب التبريزي والقزويني والفيروز أبادي .... لقد  كان "نظام الملك"رجلا غيّر مجرى التاريخ يا نور السماء، فهذا الوزير السلجوقي، (وأصل السلاجقة يا نور السماء قبائل تركية أسلمت وحكمت في سوريا والعراق والجزيرة العربية)

هذا الوزير عَرَف العلم في عهده ازدهارا منقطع النظير، فعُرِفت حركة العلماء بشكل كبير جدا، وازدهرت المدارس ودروس العلم، وكان الإمام الغزالي أحد أهم العلماء الذي تحركوا بقوة في عهده هذا، وفي هذه المدارس الإصلاحية  تعلم نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، فنشأ جيل من المصلحين المحرّرين .....
فتأملي يا نور السماء كيف أن العمل الجهادي العظيم لهؤلاء الأبطال وتحريرهم لأراضي المسلمين من الصليبيين، وبناءهم للدولة الإسلامية القوية، لم يكن عن اعتباط أو بلا علم، بل كان أساسه العلم الذي تلقوه ، والمدارس الإصلاحية التي كونتهم ...... emo (30):

وسيأتي حديث آخر أيضا عن نظام الملك ودوره في المدارس  emo (30):


بخصوص المدارس الأخرى التي ذكرتها  فقد وجدتها أيضا على ويكيبيديا، والأرجح أنها صحيحة.... وولكن الذي أضعه لكم من الكتب بإذن الله ....
وخاصة من كتاب "من روائع حضارتنا " للدكتور مصطفى السباعي .

وتأملي معي يا نور السماء بين الأخبار التي أسوقها ما ميز عصور الأمة الذهبية .....وهذا ما أردتكم أن تستخلصوه تحديدا فانظري معي مثلا ما نتأمله من مشاركتي عن المدارس :

1-   قامت المدارس على الأوقاف، والأوقاف يا نور السماء هي كل ما أوقف وحبس للإنفاق على شيء ما، فلا يستغل لشيء آخر، وهي عادة من تبرعات المحسنين وعطاياهم، فانظري دورها وهي تؤسس المدارس، وتنفق عليها .....

2- النواة الأولى للمدرسة ....كانت المسجد، لم يكن المسجد مكانا للصلاة وحسب كما هو اليوم، بل كان منبرا معرفيا منه انطلق التعليم الشرعي وتعليم اللغة والقراءة والكتابة وغيرها من العلوم....

3- تأملوا كبر المدارس التي أسست على طول بلاد الإسلام، كيف كانت فسيحة وكبيرة، لما أولاه العرب والمسلمون يومها للعلم من أهمية قصوى جعلت منهم رواد البشرية .

والآآآآآن مار أيك يا نور السماء لو تكملين أنت ملاحظات أخرى ...........؟؟ :good: هيا بانتظارك  :emoti_17:

« آخر تحرير: 2010-07-09, 10:53:46 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #53 في: 2010-07-10, 10:22:34 »
الملاحظة الأكبر هي أنه لم يكن موجودا أيامها بدعة احتكارية تسمى "حقوق الملكية الفكرية" والتي تعتبر من أكبر آفات العصر الحديث والتي عندما تطبق حرفيا فإنها تفسد الكثير وتمنع انتشار العلم بصورة كبيرة ..

لاحظي حديثك عن "النساخ" طوال العصور الذهبية .. النساخ كانوا يربحون الكثير لأنهم يبذلون المجهود الأكبر لنسخ الكتب .. ولم يكن أحد يعترض على نسخهم للكتب .. لأن الهدف من كتابة الكتب هو نشر العلم .. أما الآن فعلى أغلب الكتب عبارة "جميع الحقوق محفوظة (محتكرة)" .. أو "حقوق النسخ والنشر محفوظة للمؤلف" أو "محفوظة للناشر" .. فمن ينسخ الكتاب يخالف القانون ويتعرض للمسآلة .. ولكن بطبيعة الحال لم يقبل أغلب الناس بهذا الاحتكار والكتب يتم نسخها ونشرها مجانا وخاصة على شبكة الانترنت بدون أي اكتراث بتلك الحقوق المزعومة فمازال العلم ينتشر رغم أنف المحتكرين

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #54 في: 2010-07-11, 08:15:40 »
الملاحظة الأكبر هي أنه لم يكن موجودا أيامها بدعة احتكارية تسمى "حقوق الملكية الفكرية" والتي تعتبر من أكبر آفات العصر الحديث والتي عندما تطبق حرفيا فإنها تفسد الكثير وتمنع انتشار العلم بصورة كبيرة ..

لاحظي حديثك عن "النساخ" طوال العصور الذهبية .. النساخ كانوا يربحون الكثير لأنهم يبذلون المجهود الأكبر لنسخ الكتب .. ولم يكن أحد يعترض على نسخهم للكتب .. لأن الهدف من كتابة الكتب هو نشر العلم .. أما الآن فعلى أغلب الكتب عبارة "جميع الحقوق محفوظة (محتكرة)" .. أو "حقوق النسخ والنشر محفوظة للمؤلف" أو "محفوظة للناشر" .. فمن ينسخ الكتاب يخالف القانون ويتعرض للمسآلة .. ولكن بطبيعة الحال لم يقبل أغلب الناس بهذا الاحتكار والكتب يتم نسخها ونشرها مجانا وخاصة على شبكة الانترنت بدون أي اكتراث بتلك الحقوق المزعومة فمازال العلم ينتشر رغم أنف المحتكرين

ملاحظة قيّمة يا نووي...ربما الهدف المادي أصبح غالبا، بينما في تلك العصور الذهبية الهدف المعرفي وهدف نشر العلم هو الذي كان غالبا، زد أن الدولة الإسلامية في تلك العصور كانت تتكفل بالكتاب وبمصاريف نسخه ونشره وتوزيعه وهي تعلم أنها تنفق على العلم، بينما هذا الحصر الجاري في عصرنا ناتج عن أن الجهات الأكثر عملا في هذا المجال أصبحت خاصة وأصبح طبع الكتاب ونشره وتوزيعه تجارة أكثر منه معرفة وسمة من أهم سمات الحضارة ....

فأنا من جهة مع حفظ الحقوق الفكرية حتى لا يتكالب المدعون والأدعياء والسرقة على  فكر أحدهم فينسبوه إليه، ولكن من جهة أخرى مع السماح بالنسخ والتعميم .....

طيب...تابع معي يا نووي وتابعوا معي إخوتي هذا الجزء الموالي من أخبرا المدرسة والمدرسين في تلك العصور الزاهية لتروا من الألوان العجب  emo (30):



المــــــــــــــــــــــدرسة(المدرسون وأحوالهم ورواتبهم)

كان رؤساء المدارس من أعظم علماء الأمة وأكثرهم شهرة، درّسوا بتلك المدارس البهية، منابر العلم والمعرفة فملأ الدنيا عبقُ علمهم، وتناثرت زهراته تعم الأرجاء بشذاها ،  وتكاثرت سُرُجه تنير العقول وتصيّرها منارات ...

فكان الإمام النووي شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه، وابن الصلاح أحد علماء الحديث،  وأبو شامة  وتقي الدين السبكي الملقب بشيخ الإسلام وقاضي القضاة، وعماد الدين بن كثير الدمشقي العالم الجليل صاحب واحد من أهم تفاسير القرآن الكريم وصاحب "البداية والنهاية"، وغيرهم كُثُر كانوا يدرسون بدار الحديث بدمشق، وكذلك الإمام أبو حامد الغزالي حجة الإسلام  والشيرازي، وإمام الحرمين، والشاسي، والخطيب التبريزي والقزويني والفيروز أبادي وغيرهم ممن كانوا يدرّسون بالمدرسة النظامية ببغداد (وقد عرفنا آنفا أن مؤسسها المنسوب إليه اسمها الوزير السلجوقي نظام الملك ).


لم يكن المدرسون في صدر الإسلام (هؤلاء العلماء العظام الذين زخرت بهم الأمة وفخرت ) لم يكونوا يتقاضون أجرا لقاء تدريسهم العلم، إلى أن امتد الزمن، وأوقفت الأوقاف للمدارس فجُعلت لمدرسيها رواتب شهرية ....

آآآآه  :emoti_17:............ emo (13):هلموا نعرف ما جرى وما حدث  :emoti_17:   بعد هذا التغير ...... emo (14):
هل قبل العلماء بذلك، هل هللوا وفرحوا بتخصيص راتب شهري لهم ؟؟..........


عندما بنى "نظام الملك"  مدارسه الشهيرة التي عمت الأمصار وجعل للمدرّسين فيها رواتب، اجتمع العلماء  وأقاموا مأتما للعلم ينعون فيه ذهاب العلم وبركته وقد قالوا : "كان يشتغل بالعلم أرباب الهِمم العليّة والأنفس الزكيّة، الذين يقصدون العلم لشرفه والكمال به، وإذا صار عليه أجرة تدانى إليه الأخساء وأٍرباب الكسل، فيكون ذلك سببا لمهانته وضعفه ."


تأملوا ....إخوتي تأملوا ولتجعلوا لأعين بصائركم مناظير .....

تأملوا هذه الكلمات العظيمة ....وهذا الموقف الفريد ....


تأمولا والمدرّسون في زماننا لا يكادون يفيقون من نومة إضراب يحتجون فيه على تدنّي رواتبهم، ولا يكاد يفيق معم تلاميذهم من ذلك السبات، حتى يعودوا لإضراب آخر يستزيدون فيه لراتبهم المزيد ...!!!  
تأملوا وقد أصبح الراتب -وهو الوسيلة- غاية في حد ذاته يسعى إليها المدرّس، أنسته فضيلة العلم وأذهبت بركته من الصدور، فشحّ  غيث العلم وشحّ بشحّه النبات والزرع، فتنادى المتعالمون بالفتاوى الغريبة العجيبة، وهم يحملون شارة العلماء، واستصرخ قوم تبّع من شبابنا وشيبنا فنون الغرب والشرق وخليط شعوذاته، فجعلوا لِما سموه "البرمجة اللغوية العصبية " ولدوراتها باهظ الأثمان، فإذا أنت جادلتهم أو ناقشتهم أو أبديت استهجانا ودهشة من فاحش غلاء تلك الدورات الغثة  :emoti_209:    أجابوك أن العلم إذا كان بلا مقابل لم يعرف طالبوه قدره وقيمته ...... :emoti_209: :emoti_209:

ولا عجب في عالم العجائب وعصر الغرائب، عصر انقلاب الموازين رأسا على عقب، فإذا بمقولة العلماء الجهابذة الأفذاذ وهم يقيمون للعلم مأتما يوم أصبح لتقديمه ونشره راتب، يقلبها سفهاء عصر المادة الذين لا يقدمون السفاهة واللاشيء إلا لقاء  أكوام المال وحفناته ......!!!

وصدق أصحاب العلم وأهله حينما قالوا : " وإذا صار عليه أجرة تدانى إليه الأخساء وأٍرباب الكسل، فيكون ذلك سببا لمهانته وضعفه"  كلمات من ذهب توزن بميزان الذهب وبمعايير الذهب ..................

بهذا القدر أكتفي اليوم  لأترك لكم فسحة للتأمل والمقارنة  :emoti_17: emo (30):.....ومازال لنا موعد آخر مع المدرسة نضربه بإذن الله emo (30):
 


« آخر تحرير: 2010-07-11, 08:52:34 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #55 في: 2010-07-11, 09:00:19 »
الملاحظة الأكبر هي أنه لم يكن موجودا أيامها بدعة احتكارية تسمى "حقوق الملكية الفكرية" والتي تعتبر من أكبر آفات العصر الحديث والتي عندما تطبق حرفيا فإنها تفسد الكثير وتمنع انتشار العلم بصورة كبيرة ..

لاحظي حديثك عن "النساخ" طوال العصور الذهبية .. النساخ كانوا يربحون الكثير لأنهم يبذلون المجهود الأكبر لنسخ الكتب .. ولم يكن أحد يعترض على نسخهم للكتب .. لأن الهدف من كتابة الكتب هو نشر العلم .. أما الآن فعلى أغلب الكتب عبارة "جميع الحقوق محفوظة (محتكرة)" .. أو "حقوق النسخ والنشر محفوظة للمؤلف" أو "محفوظة للناشر" .. فمن ينسخ الكتاب يخالف القانون ويتعرض للمسآلة .. ولكن بطبيعة الحال لم يقبل أغلب الناس بهذا الاحتكار والكتب يتم نسخها ونشرها مجانا وخاصة على شبكة الانترنت بدون أي اكتراث بتلك الحقوق المزعومة فمازال العلم ينتشر رغم أنف المحتكرين

لو أن الدولة تقوم بطباعة الكتب مجانا، لأمكن مناقشة مسألة حقوق الملكية الفكرية والنظر إليها على أنها احتكار مادي من المؤلف او العالم الذي يجدر به ان ينشر علمه مجانا
ولكن الواقع ان تكاليف نشر أي كتاب باهظة جدا جدا... والمستفيد منها هو دار النشر... فإن لم يفرض المؤلف احتكارا على كتابه، أدى هذا الى ان ينفق تكاليف باهظة لنشره، دون ان يسترد حتى رأسماله.. وهذا سيؤدي الى احجام الناس عن التأليف

تخيل معي الوضع:
أنا أريد ان انشر كتابا ما....
علي ان أدفع لدار النشر ما يوازي ثلاثة آلاف أو أربع آلاف جنيه مصري... لكي تطبع لي نسخا من كتابي لا تتجاوز بضع المئات..
ان لم اتمكن من بيع هذه النسخ، لأن بعض الأذكياء اشترى نسخة او نسختين وأخذ يصورها ويروجها (بفرض ان الكتاب جيد والناس تحتاجه) .. وبالتالي لن أسترد شيئا من المال الذي دفعته لطباعة الكتاب

والمستفيد هو دار النشر التي أخذت مني مالي لكي تطبعه اول مرة....

طيب ان لم أكن من الأثرياء المحسنين، فهل سأفكر بعد هذا في نشر مزيد من الكتب؟ حتى لو فعلت بنية الثواب واحتسبت المال الذي ادفعه صدقة جارية او علم ينتفع به، الا انني لن املك المال الكافي لتمويل طباعة جديدة ...

من هنا ترى ان حقوق الملكية الفكرية ضرورية لتشجيع الكتاب والمؤلفين على الانتاج


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #56 في: 2010-07-11, 11:52:14 »
أكثر من مرة في أماكن مختلفة من المنتدى يثار موضوع الملكية الفكرية (أو للدقة أثيره أنا) وفي كل مرة نغلقه بسرعة خشية أن يؤثر على سير الموضوع ويتحول إلى نقاش فرعي .. ولكن في ظني أن أختنا أسماء ستتقبلنا هذه المرة لأن الموضوع ذو صلة وثيقة بما نتحدث عنه .. أو يمكننا فصل المشاركات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية ودمجها في موضوع قديم تحت هذا العنوان حتى لا نلوث هذه الألوان الزاهية بألوان كئيبة من عصرنا وزماننا اللطيف جدا ...

نعود للقضية الشائكة نفسها .. حقوق الملكية الفكرية ..
هل حقا هذه الحقوق تشجع الكتاب والمؤلفين على الانتاج ؟! هل حقا تضمن أنت تعود إليهم فقط قيمة ما أنفقوه مع بعض الأرباح ؟!

نظرة واحدة على أرض الواقع تحسم هذا الجدل النظري .. كل المؤلفات والكتب يتم نسخها وانتهاك هذه الحقوق المزعومة .. الكتاب الجديد يخرج وبعدها بسويعات تجده في كل مكان على الانترنت .. هل هذا يمنع المؤلف أن يجمع ما دفعه لدور النشر ؟! هل يمنعه من أن يحقق أرباح ؟! سأضرب مثال بإصدارات المؤسسة العربية الحديثة من سلاسل "رجل المستحيل" و "ملف المستقبل" و "ما وراء الطبيعة" و "فانتازيا" وغيرها لكتاب كبار أمثال د.نبيل فاروق و د.أحمد خالد توفيق .. يمكنكم دوما زيارة جناح المؤسسة في معرض الكتاب أو زيارة مقرها في الفجالة أو حتى سؤال بائعي الكتب على الأرصفة .. الجمهور ينتظر الكتب ليأكلها أكلا على الرغم أنها انتشرت بالفعل على الانترنت .. ولكن تأتي عوامل أخرى مثل استحباب القراء القراءة في الأوتوبيس أو على السرير أو في الشرفة وهو ما لا يتيحه الانترنت .. هذا طبعا غير من لا يستطيع أن يطيل النظر في شاشة الكومبيوتر وغير ذلك من الأسباب التي تدعو الناس للإقبال على الشراء بكثافة كبيرة جدا والكاتب والناشر يحققوا أرباح طائلة وليست فقط أرباح .. وهذه مجرد روايات وليست كتب علم .. فكتب العلم أولى بالشراء وكما قالت ماما هادية من قبل لا غنى عن الكتاب المطبوع لطالب العلم ..

وعلى هذا فالنظرية التي تقول أن المؤلف لن يسترد شيئا مما دفعه بسبب أن أحدهم قام بشراء الكتاب ونسخه هي نظرية سطحية جدا يحاول دوما الرأسماليين إقناعنا بها لترويج ثقافتهم الفاسدة .. وللأسف قد أقنعوا أغلبنا بها ..

فلنعود للمثال الذي طرحته ماما هادية ونناقشه بهدوء وتعمق ..

اقتباس
تخيل معي الوضع:
أنا أريد ان انشر كتابا ما....
علي ان أدفع لدار النشر ما يوازي ثلاثة آلاف أو أربع آلاف جنيه مصري... لكي تطبع لي نسخا من كتابي لا تتجاوز بضع المئات..
ان لم اتمكن من بيع هذه النسخ، لأن بعض الأذكياء اشترى نسخة او نسختين وأخذ يصورها ويروجها (بفرض ان الكتاب جيد والناس تحتاجه) .. وبالتالي لن أسترد شيئا من المال الذي دفعته لطباعة الكتاب

والمستفيد هو دار النشر التي أخذت مني مالي لكي تطبعه اول مرة....

نعم فلنتخيل بالتفصيل .. ذهبت لدار النشر ودفعت ثلاثة أو أربع آلاف جنيه وطبعت لي بضع مئات من النسخ فلنقل 500 مثلا .. وقررت أنا بيع الكتاب بسعر 40 - 60 جنيه (وهذه هي أسعار معرض الكتاب أي بعد التخفيض) لو قمت ببيع النسخ كلها فسأحصل على 20,000 - 30,000 جنيه .. ولكن جاء بعض الناس الأذكياء ونسخوا الكتاب آلاف النسخ .. طبعا النسخ كلفهم أموالا .. حجم هذه الأموال يعتمد على الصورة التي أخرجوا هذه النسخ فيها .. هل قاموا يتصويرها بماسح ضوئي (ماكينة تصوير) ؟! لو الكتاب 300 صفحة سيكلفهم تصوير النسخة الواحدة حوالي 20 جنيه .. هل سيقومون بتوزيعها مجانا أم بسعر التكلفة أم سيضيفون هامش ربح بسيط ؟! في جميع الأحوال سيكون الكتاب أرخص من سعر الناشر .. ولكن هل الكتاب في نفس الصورة وطريقة الإخراج ؟! في الصورة الأصلية للكتاب سنجد غلافا أنيقا سميكا يحمي الكتاب وورق فاخر يستطيع أن يتحمل زمنا طويلا .. كتاب يمكن وضعه في المكتبة .. وفي الصورة الأخرى هو مجرد ورق عادي بسيط جدا سهل الإهلاك ولا يحميه غلاف لا يحتوي على شيء من الأناقة ولا توجد فيه ألوان على الإطلاق .. تصويره ما بين الأبيض والأسود .. هذا بالطبع غير البقع السوداء التي قد تنتج عن تصوير الكتب .. هذه بالتأكيد صورة غير مرغوبة من الكتاب إلا لمن لا يستطيع أن يشتري الصورة الباهظة .. فلنقل أن هذه الصور الجديدة من الكتاب التي انتشرت ستؤثر على مبيعات الكتاب الأصلي .. فبدلا من أن ابيع الـ 500 نسخة كلها سأبيع نصفها فقط 250 نسخة .. سابيعها أيضا بـ 10,000 إلى 15,000 جنيه .. سأقول لن تنخفض المبيعات إلى النصف بل إلى الربع .. بل الخمس أي 100 نسخة فقط .. أي سابيعها من 4000 إلى 6000 جنيه .. لم أخسر شيء أيضا .. ثم أن الكتب لم تذهب هباءً .. بل هي مازالت موجودة .. سيتم بيعها في المستقبل القريب .. لم تنته ولم تعدم .. هي فقط لن تباع الآن ولن تباع بنفس السرعة .. فالأمر ليس كارثة كما يحاول الرأسماليين أن يقنعونا ... ولو كان كارثة حقا وانتشرت آلاف النسخ المنسوخة على ماكينة التصوير لجدر بي حقا أن أعيد التفكير في وسيلة النشر نفسها وأترك المطابع وأذهب إلى مكتب خدمات كومبيوتر ليطبعها لي على طابعة صغيرة ويصورها آلاف النسخ وأنشرها بهذه الطريقة الأرخص والأوفر والأكثر انتشارا !!!!!

ثم أن هذه الطريقة للنشر ليست هي الخيار الوحيد .. ليس كل الكتاب والمؤلفين يتجهون للمطبعة ويدفعوا كل تكاليف الطباعة ثم يأخذون كل النسخ لينشرونها بمعرفتهم وعلى طريقتهم الخاصة .. بل إن الصورة الشائعة والأكثر انتشارا على أرض الواقع هي أن الكاتب يذهب لدار النشر ليتعاقد معهم على نشر هذا الكتاب في مقابل نسبة من الأرباح من المبيعات .. لا يدفع شيء أصلا ولكن يحصل على أرباح .. وهناك صورة أخرى من النشر وهي التعاقد مع كاتب بمرتب ثابت .. وهذه تظهر دوما في الروايات الدورية (السلاسل) .. حيث يكون مطلوب من الكاتب تقديم عدد معين من الروايات في السنة في مقابل مرتب شهري ثابت .. وفي جميع الأحوال فالكاتب الذي لا يلهث وراء الأموال الطائلة لن يضره أبدا النسخ أو النشر عبر الانترنت .. بل المفترض أنه سيكون سعيدا جدا بأن يرى أفكاره تنتشر بين الناس وتصل .. لأن أصل الكتابة والعلم والتأليف هو لنشر العلم والفكر لا الربح المادي ... أما من يكتب أساسا بغرض الربح فهو مصيبة عصرنا وآفة الرأسمالية والمادية البغيضة وهي المشجع الأساسي للعلمانيين والليبراليين والملحدين والمهرطقين ودعاة التنمية البشرية وكل الأشكال السيئة من الفكر .. وإذا أردنا حربهم فعلا والحد من أفكارهم وانتشارها لألغينا حقوق احتكار الكتب والمؤلفات وبعنا الكتب بتكاليف الطبع فقط أو بهامش ربح ضئيل جدا .. ولخصصنا أجزاء من الأوقاف لطباعة الكتب الأهم ونشرها وتوزيعها مجانا أو بأرخص الأسعار .. أما لو أردنا أن نتمسكوندافع عن حقوق الملكية الفكرية الغربية الرأسمالية فعلينا ألا نبكي أو نشكو أبدا المنظومة الفكرية الغربية المادية التي أنجبتها .. وعلينا ألا نعترض على الفكر العلماني والليبرالي وما يتعلق به من صمائب أخرى لا تنتشر إلا مع تقديس حقوق الملكية الفكرية الاحتكارية
[/font][/size]

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #57 في: 2010-07-11, 14:41:18 »
صراحة يا نووي تحليلك واقعي، وهو ما يحدث فعلا، فالكتب مهما كان التشديد على حصرية حقوق النشر فيها تتعرض للنسخ سريعا بعد صدورها ومن ثم نشرها عبر وسائل مختلفة، وخاصة الأنترنت .... فشخصيا عدد من الكتب التي لا تتوفر في المكتبات أجدها على النت .

ولكن يا نووي ربما غفلت عن أمر مهم ويحميه الإسلام ويدعو لصَونه وهو الحق الفكري، حق الابتكار والإبداع، هذا هو برأيي المتواضع ما يجب أن نحرص عليه ليبقى ما لزيد لزيد ولا ينسب لعمر وهو لم يتعب فيه قيد أنملة ولم يكن من بنات أفكاره، نعم لم يعرف التاريخ الإسلامي، ولم تعرف الحضارة الإسلامية بطولها وعرضها من آثار تشير إلى حماية معينة وإشارة في الكتب إلى صَون النتاج الفكري لصاحبه بآلية محددة، ولكن عُرف أن الكثير من المؤلفين لجؤوا لنساخين ثقات مخافة أن تسرق جهودهم، أو كانوا ينسخون أعمالهم بأنفسهم .....

إذن واقعيا الحصرية النشرية التي تدخل ضمن الحقوق الفكرية والتي هي بِدع غربي ليس لها ف يأرض الواقع من تطبيق ولا التزام بقوانينها، لأن طرق النشر مختلفة ومنوعة، والعمل يتعرض للنشر في كل مكان، أما الملكية الفكرية وصَون الإبداع الفكري العقلي في مجال الأدب أو العلم أو الصناعة أو أو أو.....برأيي ليس جديدا ولا غريبا على الروح الإسلامية التي لا تبخس الناس أشياءَهم، ولا تقبل بالسرقة بكل أنواعها، وتحض على نسب الحق لأهله .....

أيضا التخلص من التبعية في سن القوانين ووضعها بل واستلهامها حرفيا من القوانين الغربية  هو جزء من منظومة الخلاص من التبعية للغرب في مجالات مختلفة، وهو جزء من العدة النفسية للمجتمع المسلم الذي يبتغي النهوض والفِكاك من أسر التبعية، وبالتالي سيحدث هذا الخلاص آليا كنتاج طبيعي للاستقلال الفكري للمسلمين، وكنتاج طبيعي للقوة الإسلامية الفاعلة المبدعة العاملة على أرض الواقع

بارك الله فيك يا نووي على إثارتك لهذا الموضوع، ونعم هو ذو صلة بألواننا، وهذا ما أريده، أن نقارن ونستمد من أصالتنا ونعرف ما لنا وما علينا .... emo (30):

« آخر تحرير: 2010-07-11, 15:18:48 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #58 في: 2010-07-11, 18:37:23 »
إخوتي الكرام

عندما نريد الحكم على موضوع علينا ان نحاول الإحاطة به من جميع جوانبه، وألا نقصر نظرنا على زاوية واحدة فقط، وهي المقارنة بين التصوير بالماسح الضوئي او الرفع على الانترنت، وبين شراء الكتاب
ان قلنا بعدم احترام حقوق الملكية الفكرية، فهذا يعني أن يتعاقد الدكتور البوطي مع دار القلم على نشر كتاب له مثلا، فينشروه له مقابل ربح معين متفق عليه بينهم...
فتأتي دار ابن كثير (مثلا) وتأخذ الكتاب نفسه وتنسخه على شكل كتاب ايضا بنوع تجليد مختلف او بهامش ربح اقل (لكونها لم تتعاقد مع الكاتب ولن تدفع له شيئا) وتبيعه ايضا ولكن بسعر أدنى ... ودار ثالثة ورابعة.... ويجنون أموالا طائلة وفق حسابات النووي..
وتتربح دور النشر وتتنافس في ما بينها... ولا ينال المؤلف الاصلي منها شيئا، وتكون اول دار نشر التي تعاقدت معه هي الخاسرة

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #59 في: 2010-07-12, 05:37:45 »
بارك الله فيك أستاذتنا أسماء ..
نعم لم أناقش مسألة حقوق نسب الكتاب إلى مؤلفه وعدم تحريفه عند النشر أو إعادة النشر .. فأنا حسبت أن هذه قضية محسومة واضحة لا يختلف عليها اثنين شرقيين أو غربيين أو أوسطيين .. بل أنا مع تشديد وتغليظ العقوبة على السرقات العلمية خاصة والأدبية عامة لأنها تحتوي أكثر من جريمة في نفس الوقت وتضر بالعلم جدا وترفع من شأن ناس لا قيمة لهم بل هم لصوص في الحقيقة فيها الكثير من الظلم الواضح البين .. وهذه الحقوق تنسجم مع مبادئ الإسلام وتطبيقاتها طوال تاريخنا المضيء ..

نعود لحقوق الملكية الفكرية التي هي احتكار حق النشر والتوزيع .. وأمثلة ماما هادية ..
لا أؤيد استخدام عبارات الخسارة ومشتقاتها في هذا الموضوع .. فالخسارة تعني عدم وجود مبيعات كافية لتغطية تكاليف الإنتاج .. وهذا مستبعد جدا جدا جدا في كل ما نتحدث عنه .. فالأمر حتى في أسوأ وأقتم صوره لن يعدو سوى تفاوت في مقدار الربح .. ثم هذا المثال الحالم لا يمكن أن يتم على أرض الواقع إلا بعد إلغاء قوانين الملكية الفكرية تماما وفتح باب النشر على مصراعيه .. وهذا حلم أجمل من أن يتحقق .. وحتى بفرض تحققه فليس من المنطقي أن يتم إلغائه كاملا .. بل يكفي تعديله بما يمنع حدوث تجاوزات مضرة .. وإن كانت هذه التجاوزات ليست مضرة لو نظرنا لها بتعمق .. وتعالوا ننظر للصورة من جوانب أكبر ونرى هل ستكون قاتمة أم مضيئة ؟!

لو فتحنا باب النشر للجميع (مع التشديد على دقة النشر والنقل وعدم التحريف وضمان نسب المصنَف إلى المصنِف) فماذا سيحدث ؟!

ستبدأ مؤسسة ابن كثير بنشر الكتاب مثلا بسعر كذا .. ومؤسسة الشروق بعد أن تشعر بأهمية الكتاب وانتشاره (فهذا التنافس والنسخ لن يحدث إلى على الكتب الهامة المفيدة التي تلقى انتشارا ورواجا بالأساس .. فلا يستطيع أحد أن يقنعني أن الكتب ذات الانتشار المحدود والأرباح القليلة يمكن أن تتعرض للتنافس في النشر) .. ستقوم المؤسسة بإعادة طبعه ونشره بطريقة أرخص تكاليفا .. لو حافظت على نفس الجودة ونجحت في خفض السعر فهذه نقطة تحسب لها .. لو خفضت السعر بتخفيض الجودة قليلا لما ضر هذا أيضا ولبى احتياجات طبقات فقيرة من الشعب .. ولكن يبقى هناك من سيظل يشتري من مؤسسة ابن كثير أيضا لأنه يرغب في جودة أعلى .. ولكن بعد دخول عدة دور نشر أخرى في المنافسة ورغبة الجميع بتحقيق أرباح مع الاحتفاظ بنسب توزيع عالية فهذا سيدفع الجميع إلى تحسين خدماتهم للكتاب وللقارئ على حد سواء .. فستأتي أخبار اليوم مثلا وتقوم بتوزيع نسخة الكترونية PDF على اسطوانة مع الكتاب .. وتأتي دار نشر أخرى وتوزع نسخة مستند word مع الكتاب لتسهيل الاقتباس منه في الكتابة أو على الانترنت مثلا .. وتأتي دار نشر أخرى وتقوم بعمل حملات توزيع ضخمة لهذا الكتاب ومعه آلاف الكتب الأخرى .. فبدلا من الاكتفاء بالبيع من المنفذ الرئيسي في العاصمة فستكون هناك مقرات دائمة أو مؤقتة في جميع أنحاء البلاد تهدف لتوصيل الكتاب إلى الجميع وإلى أماكن لا تستطيع دور النشر الأخرى الوصول إليها .. أو مثلا توزيع كتيب صغير هدية مجانية مع الكتاب .. أو خدمة استبدال الكتاب القديم بنسخة جديدة في حال تلف القديمة مثلا .. أو حتى ابتكار وسائل طباعة ونشر جديدة تماما ورخيصة لكي تخفض تكاليف الإنتاج ومن ثم سعر البيع .. وغيرها من عشرات الخدمات الأخرى والابتكارات التي سيؤدي إليها الحراك الذي سيحدثه فتح باب النشر للجميع .. وهذا طبعا كله سيؤدي لخدمة العلم والمعرفة أولا وسيساهم في انتشارهم بشكل كبير جدا جدا .. وكذلك سيخدم القارئ .. وسيخدم ايضا دور النشر جميعها والتي ستحدث منافسة حقيقية بينها كما يحدث في أسواق المنافسة الحرة لجميع الأنواع الأخرى من السلع والخدمات .. وسيشجع كذلك افتتاح دور نشر كثيرة جدا وفي كل مكان حتى لو كانت دور النشر هذه صغيرة بإمكانيات محدودة وفي مكان بعيد فستستطيع أن تجد كتبا تنشرها ولا يتحتم عليها نقل مقر عملها إلى العاصمة مثلا لكي تكون قريبة من أعين الكتاب والمؤلفين .. طبعا هذه ستكون خدمة عظيمة لأهالي المناطق البعيدة .. فالكثير من الكتب التي كانت غير متوافرة لهم من قبل سيجدونها سهلة ميسرة ورخيصة طبعا لأنها لا تتضمن تكاليف نقل في طياتها .. وهكذا ستدور حلقات كثيرة جدا اكثر من أن نحصيها .. وكلها تصب في صالح المزيد من الألوان الزاهية التي نفتقدها في حياتنا فعلا ..

سيتسائل أحدكم سؤالا وجيها .. وأين المؤلف من هذا كله ؟! لابد للمؤلف أن يحصل على جزء من تعبه وجهده الذي بذلهم لكتابة هذا الكتاب في الأساس .. طبعا لابد ألا يتوقع الكاتب في ظل هذا النظام الجديد (الذي هو الأصل في قرون طويلة مضت) أن يحصل على نفس الأرباح المادية التي يحصل عليها الآن في ظل النظام الرأسمالي الاحتكاري الحالي .. فبعض الكتاب قد يؤمن مستقبله ومستقبل أبنائه وأحفاده كلهم ماديا بمجرد كتاب لم يستغرق منه في كتابته سوى بضعة أيام أو حتى أشهر .. ببساطة شديدة يمكن لأحدهم أن يكتب شيئا في فترة وجيزة ثم يعيش عليه حياته كلها بل ويتوارثه الأبناء .. وهذا طبعا مخالف للفطرة وللطبيعة وللعدالة .. ولكن في ظل النظام الجديد سيحتاج الكاتب دوما إلى تطوير أساليب ومهارات جديدة لكي يتأقلم مع الوضع .. ودعوني اضرب لكم مثالا عمليا ربما يقرب لكم الصورة ..

إنشاء الطرق والكباري .. عملية باهظة شاقة مكلفة جدا .. تضطر الدولة (وأتحدث عن الدول الحقيقية وليس الكيانات العجيبة التي نعيش فيها في بلادنا ويسمونها دولة مجازا) للقيام بها وتتحمل تكاليف إنشائها من الميزانية العامة للبلد .. ثم تتحمل كذلك تكاليف التشغيل المستمرة والصيانة الدورية لكي تضمن أن الطريق جيد ومناسب .. كل هذه التكاليف تحتاج الدولة أن تحصل رسومها وتكاليفها من الناس .. وطبعا أولى الناس بالدفع هم مستخدمي الطريق نفسه والمارين من عليه .. لذا يتم وضع أكشاك في الطريق مهمتها الوحيدة تحصيل الرسوم من المارين .. كل هذا جميل ولطيف .. ولكن هناك مشكلة جديرة بالاهتمام .. هذه الأكشاك على الطرق السريعة عقبة كبيرة ... تبطء المرور كثيرا وتخلق بؤرة اختناق مروري حيث تختزل مساحة الطريق إلى النصف ويضاعف الاختناق طبعا ضرورة التوقف وتهدئة السرعة لدفع هذه الرسوم .. هذه الأكشاك من هذا المنطلق تعتبر عقبة .. فكيف يمكن تجاوزها وحل مشكلتها وفي نفس الوقت ضمان عدم ضياع حقوق الدولة في تكاليف الطريق ؟! بعض الناس تمسكوا بالأكشاك على الرغم من أنها عائق لهدف وفكرة الطريق نفسه .. ولكن هناك من خرج بفكرة مفيدة جدا وهي إزالة الأكشاك وإضافة الرسوم التي كانت تحصلها على إنشاءات خاصة ومتعلقة بالطريق .. مثلا إضافة نسبة على سعر الوقود في محطات الوقود على الطريق .. أو محطات الانتظار .. أو أكشاك الأطعمة السريعة على الطريق .. أو حتى جمع كل تكاليف الطرق في المدينة الواحدة وإضافة هذه القيمة على نسبة الضرائب التي يتم تحصيلها .. أو أي طريقة اخرى تهدف إلى إعادة الطريق لسلاسته المرورية وعدم خنقه بهذه الأكشاك وفي نفس الوقت عدم ضياع حق الدولة ...

هذا المثال يقرب الصورة لما نتحدث عنه .. يمكن أن نخترع بديلا آخر للمؤلف لكي يحصل على حقه في التأليف .. ليس ضروريا أن يشارك المؤلف كل من يوزع هذا الكتاب أو ينشره في الربح مباشرة .. لا يجب أن يقيم أكشاك على طريق العلم .. بل يمكن أن يحصل على حقوقه بطريقة أخرى .. اتوقع من أسماء لها ثقلها في المنتدى أن يفكروا بهذه الطريقة .. طريقة الإبداع والتغيير والتجديد والتطوير والتحسين والتعديل .. لا طريقة التقليد وخاصة تقليد أسوأ وأرذل الأقوام الرأسماليين الماديين الذي يقودون العالم الآن إلى حافة الهاوية وقد بدأ بالتساقط منها بالفعل الكثير من الناس .. فيجب أن نتمرد على هذا الوضع ولو فكريا ومعنويا فقط كبداية .. ولكن لا يمكننا أن نترك التيار يجرفنا جميعا نحو الهاوية الثقافية الفكرية المظلمة التي يقودنا الماديين نحوها ..

تذكير شخصي لنفسي قبل أن أنسى :
أود أن أتحدث في مرة قادمة عن مصيبة فرض القانون على المؤلفين أن يضعوا كتبهم ومؤلفاتهم تحت يد أحد دور النشر الاحتكارية لكي يرخصوا لهم بنشرها ..
كذلك أود أن أتحدث عن البدائل المناسبة للمؤلفين في ظل عدم وجود حقوق احتكارية .. مع ذكر أمثلة لحلول قامت بها بعض شركات البرمجيات الحرة (أو المفتوحة) لكي توفر لنفسها مصدر ربح مادي مع الحفاظ على مجانية المنتجات والمصادر كذلك ..