الساحة الثقافية > :: مما قرأت ::

مشكاة الأسبقين على درب اللاحقين.....

(1/6) > >>

حازرلي أسماء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في هذا الموضوع بإذن الله تعالى قدر المستطاع وما تيسّر لي من حال وما توفّر لي من وقت سأحاول أن أضع ما أعتبره مشكاة تنير لنا الدرب....
هي نتاج تجارب الذين سبقونا في العمل للإسلام ....هي زبدة تجاربهم وخوضهم للعمل الإسلامي وأنعم وأكرم به من عمل .....
وهي دوائر تدور ، وأيام دول ، وتاريخ يعيد نفسه ....

ومن لم يتعلم من تجارب السابقين الصادقين نقصه الكثير ....

فقرات سأقتطفها كما تقطف الوردة البهية لتشمّ ريحها الزكية فتملأ الأفق بعبيرها الفوّاح....

مشكاة هي لنا على الدرب الذي نريده ونسأل الله أن يجعلنا من أهله ...... سأقتطف هذه الكنوز لتكون لنا دروسا ألقاها أساتذة العمل للإسلام....

وسأبدأ بالوردة الأولى وبالقبس الأول من النور :

*****


ويعجبني جداً وصف الشاعر التونسي أحمد المختار الوزير للنفس البريئة ، ورمز لها رمزاً ، جعلها كأنها فراشة ، واقترب كل الاقتراب من إدراك كمال الحقيقة ، تسوقه فطرته إلا أنه لم يمسكها ، وفاتَه أنه يصف النفس المؤمنة بأبلغ مما وصفها غيره ..
إنها تأسره إذ هي :
ساكنة ، في صَمتها ، أبْيَنُ ممّن يَنْطقُ
هكذا هي السيماء الإيمانية : وداعة ، و تفكّر ، و تأمل هادئ ، في إقلال من الكلام ،  وبعد عن اللغو ، ولكن تحوطها هيبة مؤثرة ، وجَمال بليغ مفصح .
و إن وَنَتْ وَقْفَتُها : أعْجَلَها المنطلَقُ
فالوقفات سُنة من سنن الحياة ، وقدر مقدور على البشر ، إلا أنها عند المؤمن لن تكون استرخاءً  وغفلةً و تمادياً أبداً ، بل هي تعتري برهة ، ثم تُجْليها محفَّزات كامنة ، من رصيد ذاتي مجموع أو تراث حكمة مركوز .
لكن الشياطين تعترض ، تحاول عرقلة هذا المنطلق ، توهم صاحبه ، وتضع العوائق الثـقال  في صور من الزينة ، لها بهرج ، و تألق ، و بريق ، تغش النفس الهائمة ، ولكن النفس الملهَمة ، التي أُلهمت إيمانها ، ترى ما وراء ذلك من حقائق تفضح ما خفي من كبرياء مفتعلة ، أو حسد موسوِس ، أو صدارة متأخرة ، أو حب زيادة مال زائل . فذلك هو حوم الفراشة حول ومضات صورتها على سطح البحيرة .
أو هي تجربة النفس المؤمنة ..
لكم رأت خيالَها ، ماجَ به المنْبَثَقُ
كأنه النجمُ يرفُّ ، والمياه الأفقُ
فحوَّمَتْ ، ترنوا ، تَودّ لو به تّعْتّلِقُ
و أَوشكتْ ، لو لم تُفِق ، يقضي عليها الغرَقُ
لكنها مؤمنة ، هيهات ، لا تستحمِقُ
بين الضلال  والهدى : يبدو لها المفترَقُ
نعم هكذا : المفترق واضح ، والاقتراب يفضح الصورة ، ويزيد الوضوح وضوحاً ، ويبين أنّ ما ظنته النفس تألقاً من على بُعد  إن هو إلا اهتـزاز .
ولكن كيف النجاة مع هذا الاقتراب من موجة عالية تفجأ ، فتترك بَلَلاً يُثقِل ، إن لم يكن الغرق المتلف ؟
من هنا وجبت الموعظة ،  وانبغى التحذير ، في كلام كمثل هذه الرقائق ، كي لا تهبط النفس المؤمنة ، إذ آمنت ، بشيء من رذاذ الاقتراب ، بل حياتها في السمو ، و نجاتها في العلو .
إنها قطعة من البيان نادرة أتى بها الشاعر ، و أهداها الناشئة ، لكنها حكمة المنتهين .
وليس ذلك بمستغرب في عرف الحكمة الإسلامية ، فإنها أبدية الصواب ، ليس لها مرحلة متطورة جاءت من بعد سذاجة و تخلّف ، لكنها كما تصلح انتهاء : كانت تصلح توسطاً ، وصلحت ابتداء ، مع بدء الحياة البشرية ، وآية ذلك أن التوحيد أُوحي إلى آدم عليه السلام ، بدءَ الحياة ، وكان نبياً ، و أُلهمت التقوى إلى هابيل ، فكفَّ يدَه .



محمد أحمد الراشد

أحمد:

--- مقتبس من: حازرلي أسماء في 2008-04-29, 12:34:10 ---
-أحمد محمد الراشد-
 

--- نهاية الإقتباس ---

لو كان هو الأستاذ "محمد أحمد الراشد " - عبد المنعم صالح العلي - أستاذ الدعاة ببغداد
فنعم الأستاذ هو، ونعم النقل عنه

جزاكم الله خيرا

 ::ok::

حازرلي أسماء:

--- مقتبس من: أحمد في 2008-04-29, 12:44:43 ---
--- مقتبس من: حازرلي أسماء في 2008-04-29, 12:34:10 ---
-أحمد محمد الراشد-
 

--- نهاية الإقتباس ---

لو كان هو الأستاذ "محمد أحمد الراشد " - عبد المنعم صالح العلي - أستاذ الدعاة ببغداد
فنعم الأستاذ هو، ونعم النقل عنه

جزاكم الله خيرا

 ::ok::
--- نهاية الإقتباس ---

تمام يا أحمد بارك الله فيك وقد قصدت محمد أحمد الراشد ولكن يبدو أنني قدمت جزءا على جزء في اسمه ، وأقرأ له ويعجبني كثيرا ....وأستشعر في كلماته حرارة التجربة والعمل للإسلام ..... وحياته حافلة بالأحداث ....

حازرلي أسماء:

--- مقتبس من: حازرلي أسماء في 2008-04-29, 12:34:10 ---
ويعجبني جداً وصف الشاعر التونسي أحمد المختار الوزير للنفس البريئة ، ورمز لها رمزاً ، جعلها كأنها فراشة ، واقترب كل الاقتراب من إدراك كمال الحقيقة ، تسوقه فطرته إلا أنه لم يمسكها ، وفاتَه أنه يصف النفس المؤمنة بأبلغ مما وصفها غيره ..
إنها تأسره إذ هي :
ساكنة ، في صَمتها ، أبْيَنُ ممّن يَنْطقُ
هكذا هي السيماء الإيمانية : وداعة ، و تفكّر ، و تأمل هادئ ، في إقلال من الكلام ،  وبعد عن اللغو ، ولكن تحوطها هيبة مؤثرة ، وجَمال بليغ مفصح .
و إن وَنَتْ وَقْفَتُها : أعْجَلَها المنطلَقُ
فالوقفات سُنة من سنن الحياة ، وقدر مقدور على البشر ، إلا أنها عند المؤمن لن تكون استرخاءً  وغفلةً و تمادياً أبداً ، بل هي تعتري برهة ، ثم تُجْليها محفَّزات كامنة ، من رصيد ذاتي مجموع أو تراث حكمة مركوز .

لكن الشياطين تعترض ، تحاول عرقلة هذا المنطلق ، توهم صاحبه ، وتضع العوائق الثـقال  في صور من الزينة ، لها بهرج ، و تألق ، و بريق ، تغش النفس الهائمة ، ولكن النفس الملهَمة ، التي أُلهمت إيمانها ، ترى ما وراء ذلك من حقائق تفضح ما خفي من كبرياء مفتعلة ، أو حسد موسوِس ، أو صدارة متأخرة ، أو حب زيادة مال زائل . فذلك هو حوم الفراشة حول ومضات صورتها على سطح البحيرة .
أو هي تجربة النفس المؤمنة ..
لكم رأت خيالَها ، ماجَ به المنْبَثَقُ
كأنه النجمُ يرفُّ ، والمياه الأفقُ
فحوَّمَتْ ، ترنوا ، تَودّ لو به تّعْتّلِقُ
و أَوشكتْ ، لو لم تُفِق ، يقضي عليها الغرَقُ
لكنها مؤمنة ، هيهات ، لا تستحمِقُ
بين الضلال  والهدى : يبدو لها المفترَقُ
نعم هكذا : المفترق واضح ، والاقتراب يفضح الصورة ، ويزيد الوضوح وضوحاً ، ويبين أنّ ما ظنته النفس تألقاً من على بُعد  إن هو إلا اهتـزاز .
ولكن كيف النجاة مع هذا الاقتراب من موجة عالية تفجأ ، فتترك بَلَلاً يُثقِل ، إن لم يكن الغرق المتلف ؟
من هنا وجبت الموعظة ،  وانبغى التحذير ، في كلام كمثل هذه الرقائق ، كي لا تهبط النفس المؤمنة ، إذ آمنت ، بشيء من رذاذ الاقتراب ، بل حياتها في السمو ، و نجاتها في العلو .
إنها قطعة من البيان نادرة أتى بها الشاعر ، و أهداها الناشئة ، لكنها حكمة المنتهين .
وليس ذلك بمستغرب في عرف الحكمة الإسلامية ، فإنها أبدية الصواب ، ليس لها مرحلة متطورة جاءت من بعد سذاجة و تخلّف ، لكنها كما تصلح انتهاء : كانت تصلح توسطاً ، وصلحت ابتداء ، مع بدء الحياة البشرية ، وآية ذلك أن التوحيد أُوحي إلى آدم عليه السلام ، بدءَ الحياة ، وكان نبياً ، و أُلهمت التقوى إلى هابيل ، فكفَّ يدَه .

- محمد أحمد الراشد-
 

--- نهاية الإقتباس ---

سمات النفس المؤمنة

 emo (13):وداعة
 emo (13):تفكر
 emo (13):تأمل هادئ
 emo (13):إقلال في الكلام
 emo (13):بعد عن اللغو
 emo (13):هيبة

 emo (13):تقف لتتأمل ....لا تقف لتعود عن الدرب وتَعدل عن المسير
 emo (13):يحفّزها المبدأ ويشحذ همتها لتنطلق من جديد وبقوة أكبر
 emo (13):حكمة دافعة محفزة

emo (13):ترى حقيقة العوائق الملفوفة بورق الزينة التي تعترض دربها محاولةً حبس المنطلق فلا تنخدع ولا تغرّ وتمضي لا تهزها المغريات
emo (13):لا تطمع بمنصب أو بجاه أو بمال ولا تنطلي عليها نوايا حاسد يودّ لو يُقطع الطريق
emo (13):تستزيد من الموعظة وتداوم الذكرى لتنتفع وتتقي رذاذ الهوى
emo (13):حياتها في السمو ونجاتها في العلو وسموها وعلوها رؤيتها لحقيقة الهوى والتزيين وعدم انبهارها بورق الزينة

emo (13):فهي الفراشة ويبدو لها المفترق  emo (30): emo (13):


ازددت حبا لصفات الفراشة بعد هذا يا ماما هادية emo (30):

 emo (13):لكم رأت خيالَها ، ماجَ به المنْبَثَقُ
كأنه النجمُ يرفُّ ، والمياه الأفقُ
فحوَّمَتْ ، ترنوا ، تَودّ لو به تّعْتّلِقُ
و أَوشكتْ ، لو لم تُفِق ، يقضي عليها الغرَقُ
لكنها مؤمنة ، هيهات ، لا تستحمِقُ
بين الضلال  والهدى : يبدو لها المفترَقُ
 emo (13):

جواد:
بارك الله بكم أختنا فى الله،

وفعلا كتابات الأستاذ الراشد من أجمل ما قرأت.

حفظه الله وثبته علي الحق.

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة