الساحة الإسلامية > :: ساعة حلوة لقلبك ::

دورة تثبيت الإيمان

(1/14) > >>

ماما هادية:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد فقط ان اشجع نفسي على عرض هذا الموضوع الذي أراه مفيدا

بداية القصة كانت عندما اتصلت بي احدى قريباتي تقص علي موقفا حصل بينها وبين ابنتها

كانت تتكلم مع ابنتها فرُفع الأذان
فبدأت الأم تردد خلف المؤذن، فلما انتهى قالت لابنتها لماذا لم ترددي؟ الا تعلمين انها سنة مؤكدة؟
فثارت البنت في وجهها وقالت: لا .. لا أعرف.. وانا لا أعرف اي شيء عن ديني.. أنتم لم تعلموني اي شيء

فاستغربت الأم واندهشت، وأخذت تذكر لابنتها كيف علمتها الصلاة والصيام والصدق والأمانة، والحج والعمرة، وأخلاقيات الإسلام، والأذكار المشهورة المأثورة
واتصلت بي الأم تسألني: ماذا بقي من الفقه او الاذكار تحتاج البنت ان تتعلمه؟

طبعا استنتجتم ان البنت تربية مدارس اجنبية،
ثم ابتعثت بعد الثانوية العامة للدراسة الجامعية في بريطانيا
والبنت تدرس هناك القانون الدولي
وتتعرض لمن يدرس لها شريعة الإسلام، ويكون المدرس غالبا عربيا ملحدا، وأحيانا يكون الوضع افضل حيث يكون بريطانيا نصرانيا

هنا حاولتُ بتلطف ان اشعر الأم ان المشكلة ليست في حفظ الاذكار، ومراجعة أبواب الفقه
بل المشكلة في العقيدة

لكن الام اصرت ان البنت عقيدتها صافية، وانها في ايمانها واخلاقها افضل بكثير ممن تربوا في مدارس تحفيظ القرآن

ولكن بفضل الله استطعت برفق وتلطف شديدين أن اقنع الأم بضرورة التباسط مع الفتاة، واستخراج كل ما يقلقها ممن أسئلة او شبهات أو استفسارات، وموافاتي بها، وترتيب موعد للقاء بالفتاة

وبفضل الله، أجرينا خلال الاجازة النصفية جلسات مكثفة مع الفتاة وأختها الاصغر، استغرقت ست او سبع جلسات
قالت الفتاتان وأمهما أنهما خرجتا منها بفائدة عظيمة جدا

ولكي تعم هذه الفائدة، أحب أن اسجل رؤوس أقلام لما تم بحثه في الجلسات، والنظام الذي سرت عليه معهما، علما أن الجلسة كانت تستغرق أحيانا ساعتين من الزمن

أسأل الله تعالى ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم
وأن يحفظ بنات المسلمين وشبابهم بحفظه
وان يردنا الى  ديننا ردا جميلا

حازرلي أسماء:
جزاك الله خيرا كثيرا. متابعة

زينب الباحثة:
بارك الله فيك مهم هذا الموضوع متابعة

ماما هادية:
شكرا لمتابعتكما

كما عودتكم في مواضيعي مؤخرا.. لن استطيع تنسيق الموضوع والا تأخر وما ظهر للنور
لذا سأكتبه ارتجالا
قبل ان انسى تفاصيله
فسامحوني

------------------------------

أقنعت الأم بعد لأيّ، اني مصدقة ان بنتها راسخة في الدين والعقيدة، وليس لديها شكوك ولا هواجس، ولكنها قد تتعرض لشبهات في غربتها، تُلقى اليها، فلا تستطيع الرد عليها، فتُحبط.. وهذا سبب غضبها المكبوت.. انها لا تعرف كيف ترد.. فعلينا ان نعرف ما هي هذه الشبهات، ونعلمها كيف ترد عليها بشكل مقنع
علينا ان نزيل من ضميرها الخوف من ان تتحدث بالشبهات التي أقلقتها وكأنها اقترفت ذنبا.. ونشجعها ان تحكي وتخرج كل خواطرها، لنُعلِّمها كيف ترد، فتستعيد ثقتها بنفسها

بهذا الاسلوب اقتنعت الأم
وأخذت تحكي لي تفاصيل أكثر

منها أنها قالت لي ان البنت قابلت شابا باكستانيا من اصل مسلم في بريطانيا
وقال لها: انه مع انه ولد مسلما الا انه يعتبر نفسه اعتنق الاسلام من بضع سنوات، لانه ليس مسلما تقليدا لأبويه، بل هو بحث في الاسلام وتحقق من انه دين حق ثم اعتنقه

قالت الفتاة لأمها: انا لست مثله.. أنا أحبكم انت وابي، واثق في عقلكما وحكمتكما، واعرف انكما لم تعلماني الا الصح والصواب.. ولهذا انا أتبعه.. دون أن أسال او اشك فيه

طبعا هذه العبارة أقلقتني للغاية.. ولم أشأ ان اصدم مشاعر الام المتفاخرة بتربيتها لاطفالها.. فقلت لها:
ولكن موقف الباكستاني أصح من موقف ابنتك
قولي لها ذلك عني
لن ينفعها يوم القيامة ان تأتي وتقول لقد قلدت في الدين ابي وامي.. فالتقليد في العقيدة والايمان لا يقبل
لابد ان تعتنق الاسلام عن قناعة كاملة.. لهذا لا بد ان نشجعها على ان تطرح كل تساؤلاتها دون خوف او وجل
مم نخاف؟ وديننا الحق من عند الحق؟

واقترحت عليها ان تعطي ابنتها كتاب "تعريف عام بدين الإسلام" للشيخ علي الطنطاوي، وتحثها على قراءته
الحقيقة الكتاب رائع.. أكثر من رائع
ومفيد جدا في مثل هذه الحالات ولمثل هذه العقليات
هو يمزج بين المباحث العقيدية والايمانيات والروحانيات بطريقة رائعة، ويجيب على جميع الاسئلة المعاصرة القلقة، باسلوب الاديب العالم، الذي لا يغرق في التفريعات والتفاصيل التي ترهق المسلم العادي، وتحول العقيدة لمباحث فلسفية جافة، تقسي القلب بدل ان ترققه، ويستخدم لذلك أسلوبا سلسا ولغة بسيطة سهلة، يفهمها كل أحد

الاخت تلقفت الكتاب بلهفة.. مع اصرارها على ان تعرف مصدرا فقهيا لاستكمال مباحث الفقه التي فاتت ابنتها دراستها وهي في المدارس الاجنبية، فأرسلت لها مذكرة كنتُ قد اعددتها من زمن طويل، تلخص فقه العبادات على المذهب الشافعي، بما ينفع الشباب المعاصر ويبتعد عن التفاصيل الصعبة والتي لا تناسب عصرنا من مثل مباحث المياه واساليب التطهير القديمة وصلاة العراة وما الى ذلك

قامت الاخت بمجهود تشكر عليه مع ابنتها واختها الاصغر.. وهي انها لم تدفع لها الكتاب لتقرأه لوحدها
بل خصصت لهما ساعة يوميا، يقرأن فيه من الكتاب معا، وتفسر لهما، وتتلقى اسئلتهما

وبعد عدة ايام، عاودت الاتصال بي



حازرلي أسماء:
متابعة  emo (30):

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة