قضايا معاصرة > :: قضايا وشبهات معاصرة ::

سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه - الخليفة المظلوم

(1/11) > >>

ماما هادية:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الموضوع سيكون بعون الله للحديث عن فترة خلافة سيدنا عثمان بن عفان، والتي انتهت بالفتنة الكبيرة التي أدت إلى مقتله رضي الله عنه وأرضاه
سأتناول فيها الحديث عن هذه الفتنة وملابساتها..
هذه الفتنة التي درجنا على الإعراض عن الحديث عنها، والنهي عن الخوض فيها، فتُرك المجال للمشككين والمغرضين وضعاف الإيمان والزائغة قلوبهم ليخوضوا ويلغوا ويشوهوا ويكذبوا ويروجوا ما شاء لهم فكرهم السقيم أو قلبهم المريض أو قصدهم الخبيث أن يروجوا ... حتى اختلط الحق بالباطل في عقول أجيال وأجيال من المسلمين، تنظر إلى تلك الحقبة من التاريخ بعين كسيرة، وقلب مجروح.. تود لو أن هذه الحقبة لم تكن... أو لو أمكنهم مسحها، ليبقى التاريخ الاسلامي ناصعا مشرقا وضّاء.. وأنى لهم هذا؟!!
وأدى هذا الاختلاط إلى ظلم وجور في الحكم على كثير من سادتنا الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، والتشكيك في عظمة شخصياتهم، وفي كونهم قدوة للمسلمين، بل وربما بلغ الأمر حد التشكيك في صحبة بعضهم
ولئن كان هذا الظلم والجور لا يضر الصحابة رضوان الله عليهم بشيء، فقد قدموا ما قدموه لله وحده، غير منتظرين من قرننا ولا عشرات القرون التي سبقته او التي قد تليه جزاء ولا شكورا.. لكن هذا يضرنا نحن، لأنه يجعلنا نقف موقف المعادي لأولياء الله، وهو موقف مخيف، آذن الله تعالى واقفيه بالحرب، فقد جاء في الحديث القدسي: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب" ويجعلنا نقف موقف المهزوم الضعيف المستحيي بتاريخه أمام الأمم والشعوب... مع أن أحلك لحظات تاريخنا سوادا، لو قورنت بأنصع ساعات الأمم الأخرى وأشدها بياضا، لغلبتها وأظهرتها داكنة قاتمة
لكنه موقف الضعيف المهزوم المغلوب.. الذي يتلقف من القوي المنتصر ما يقوله وما يرسله، دون أن يكون له حول لصده، ولا قوة لرده، ولا علم لإظهار زيفه وإبطال سحره

عسى أن يكون في هذا الموضوع بعض الشفاء والغناء
والله المولى والمستعان

زينب الباحثة:
متابعة  ::ok::

ماما هادية:
من مناقب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه
وأبدأ الموضوع بعون الله بذكر بعض مناقب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه

وأول هذه المناقب وأعلاها أنه سمي بذي النورين، لأنه تزوج من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تزوج السيدة رقية رضي الله عنها، قبل الهجرة، بعد أن طلقها ابن أبي لهب:
روى الهيثمي في مجمع الزوائد: "كانت رُقيَّةُ عندَ عتبةَ بنِ أبي لهبٍ فلمَّا أنزَلَ اللهُ تبارك وتعالى { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } سأل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عُتبةَ طلاقَ رُقيَّةَ وسألَتْه رُقَيَّةُ ذلك فطلَّقَها فتزوَّج عثمانُ بنُ عفَّانَ رضِيَ اللهُ عنه رُقَيَّةَ وتُوفِّيَتْ عندَه" (إسناده حسن)
وكان ابنا أبي لهب قد خطبا في الجاهلية بنتي رسول الله، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم، أراد أبو لهب وزوجه أن يؤذوا رسول الله في بنتيه، فأمرا ولديهما بتطليقهما..
فكان في زواج السيدة رقية من سيدنا عثمان رضي الله عنهما جبرا لخاطرها وقمعا لأعداء الله..

ثم اشتد عليهما أذى قريش، فهاجر معها إلى الحبشة، ثم عاد، ثم هاجر معها إلى المدينة بعد بيعة العقبة الثانية. (فهو ذو الهجرتين)..
 ولما خرج المسلمون لغزوة بدر، كانت السيدة رقية مريضة، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبقى بجانبها يمرضها، فلم يشهد بدرا، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عده من البدريين، واسهم له بينهم. وما رجع المسلمون من تلك الغزوة حتى كانت السيدة رقية قد توفيت.
وقد أنجبت له السيدة رقية عبد الله، لكنه توفي صغيرا وهو ابن ست سنوات، وصار يكنى به فيقال له أبا عبد الله.
روى الهيثمي في مجمع الزوائد: "كانت رُقيَّةُ بنتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عندَ عُتبةَ بنِ أبي لهبٍ ففارَقها فتزوَّج عثمانُ بنُ عفَّانَ رُقَيَّةَ وهاجَرَتْ معه إلى أرضِ الحبشةِ فولَدَتْ له عبدَ اللهِ وبه كان يُكْنى وقدِمَتْ معه إلى المدينةِ وتخلَّف عن بدرٍ عليها بإذنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وضرَب له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع سُهمانِ أهلِ بدرٍ قال وأَجْري يا رسولَ اللهِ قال وأجرُك" (رجاله  ثقات)

ثم زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم، ولكنها لم تنجب له، وتوفيت أيضاً.

وقد استدل الصحابة رضوان الله عليهم بهذا على فضل عثمان العظيم، إذ ما كان نبي الله ليزوجه أول بنت ثم الثانية، إلا لما علمه من حسن معشره وسمو نفسه وعظمة أخلاقه، وتميزه عن سائر الرجال

وقيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إنِّي قد زوَّجتُه ابنتَيْن ولو كانت عندي ثالثةٌ لزوَّجتُه )

رضي الله عنه وأرضاه

سيفتاب:
متابعة معكم

زينب الباحثة:
متابعة

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة