الساحة الثقافية > :: مما قرأت ::

من وحي كتاب

(1/15) > >>

حازرلي أسماء:
بسم الله الرحمن الرحيم

في الحقيقة، كلما قرأت شيئا مهما في كتاب، أحببت التعليق عليه، أو اقتباسه، أو تذكرت منه أمرا آخر، أو أسقطت، فأحببت أن أخصص لذلك هذا الموضوع، حتى لا تضيع نيتي بفعل ذلك  emo (30):

يصعب عليّ تزامنا مع استرسالي في القراءة أن أضع تلخيصا للكتاب، ولذلك سأحاول وضع تعليقاتي أو اقتباساتي لفقرات مهمة بإذن الله .

والله المستعان . وأسأل الله أن يعمنا ما ينفعنا وينفعنا بما يعلمنا .

حازرلي أسماء:
هذه الأيام أنا مع "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" لأبي الحسن الندوي، وهو الكتاب الشهير الذي لم أقٍرأه من قبل....

يصعب عليّ تزامنا مع استرسالي في القراءة أن أضع تلخيصا للكتاب، ولذلك سأحاول وضع تعليقاتي أو اقتباساتي لفقرات مهمة بإذن الله .

----------------------------

كلما قرأت عن الظلمة التي سادت العالم والأرض قاطبة بين القرنين السادس والسابع ميلادي... تحيرت، وبهت، وشدهت لكم التخبطات والتضاربات التي كان يعيشها الناس....
لقد عبدوا كل شيء.... عبدوا الذهب والفضة، والمعادن كلها، والنار والجبال والأنهار، وآلهة سموها آلهة التناسل !!
والآلات، وما يخطر بالبال وما لا يخطر.... ونحتوا الأصنام والأوثان أشكالا وألوانا... من ذهب ومن فضة ومن خشب.....
ومجدوا ما لا يمجد.... وتاهوا وضاعوا وتخبطوا..... واتخذوا بوذا إلها وهو الرجل الذي قالوا عنه "حكيم" وضع خبرات حياة !!
وكنفوشيوس الذي وضع حكمة رأسه...!! واختلطت البرهمية بالبوذية... وتفنن الزرادشتية والمزدكية في ضروب الفاحشة.... وأحلوا كل محرم، حتى تزوج الرجل ابنته، وتزوج أخته... وأحلوا أن يتقاسم الرجال نساء الرجل الواحد لا يملك أن يتكلم أو يرفض وعندهم وعنده سواء ولا تثريب...!!

كم كانت الأرض تحتاج مخلصا من نوع فريد خاص... فها هم قد عبدوا حكيما لم يدعهم إلى الله... وها هم قد عبدوا الطبيعة.... وها هم قد قدسوا الصالحين حتى صنعوا لهم أصناما وعبدوهم....!
 
لم تكن الأرض بحاجة لمصلح أو حكيم.... إذن لعبدوه كما عبدوهم.... لقد احتاجت الأرض داعيا إلى الله.... إلى عبادة الله.... إلى توحيد الله.... إلى رجل ذي إشراقات سماوية....وتربية ربانية، إلى رجل يدعو العباد لعبادة ربهم لا لعبادته وتقديسه...إلى رجل يحدثه الله ليبلغ عنه.... !! لقداحتاجت الأرض محمد.... لقد تاقت لمحمد ولا أحد غير محمد......!!

حازرلي أسماء:
من وحي : "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"

دولة الظلم ساعة... ودولة العدل إلى قيام الساعة... قالها ذلك الرراهب الرومي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يقطع المسافات الطوال ويخوض المخاضات من المدينة إلى القدس فاتحا بثياب مرقعة....يسوق دابته التي يركبها خادمه...والذي كان يتناوب وإياه ركوبها طوال الطريق....!

وكانت دولة الروم ودولة الفرس دول ظلم وطغيان وأكل القوي للضعيف واستطالة فئة خاصة على الضعفاء....!! وكان ذلك سبب سقوطهما.... ويستدير الزمن... وتدور الدوائر... ويصبح الظلم في ديار الإسلام.... ولا يقيم الله لديار الظلم قائمة وإن كانت مسلمة... ولن نعود أقوياء حتى يعود العدل إلى ربوع ديار الإسلام....

حازرلي أسماء:
كتاب : "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"

" إن الإسلام لا ينظر - كالنصرانية – إلى العالم بمنظار أسود ، بل هو يعلمنا أن لا نسرف في تقدير الحياة الأرضية ، وأن لا نغالي في قيمتها مغالاة الحضارة الغربية الحاضرة .إن المسحية تذم الحياة الأرضية وتكرهها، والغرب الحاضر -خلاف الروح النصراني – يهتم بالحياة كما يهتم النهم بطعامه ، هو يبتلعه ولكن ليس عنده كرامة له ، والإسلام بالعكس ينظر إلى الحياة بسكينه واحترام ، هو لا يبعد الحياة بل يعدها كمرحلة نجتازها في طريقنا إلى حياة عليا ، وبما أنها مرحلة ومرحلة لابد منها ليس للإنسان أن يحتقرها أو يقلل من قيمة حياته الأرضية .إن مرورنا بهذا العالم في سفر الحياة  لابد منه ، وقد سبق به تقدير الله ، فالحياة الإنسانية لها قيمتها الكبرى ، ولكن لا ينبغي لنا أن ننسى أنها ليست إلا واسطة وآلة وليست قيمتها إلا قيمة الوسائط والآلات ، الإسلام لا يسمح بالنظرية المادية القائلة (( إن مملكتي ليست إلا هذا العالم)) ولا بالنظرية المسيحية التي تزدري الحياة وتقول (( ليس هذا العالم
مملكتي )) وطريق الإسلام طريق وسط بينهما...


أبو الحسن الندوي _ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين_

حازرلي أسماء:
من وحي : "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"


بالعودة إلى تاريخ أوربا من أقلام أبناء أوروبا لا من أقلام العرب... نكتشف أن النظرة المادية الأوروبية للدنيا والكون والحياة والإغراق فيها ليست أبدا بالشيء الجديد ولا المستجد الذي تولد عن تهافت التطور في شتى المجالات العلمية والتكنولوجية... بل إنه أهم موروث تاريخي يعود إلى الحضارة الأم لأوروبا .... الحضارة اليونانية بماديتها المغرقة في المادة حتى الثمالة والتي ورثتها عنها الحضارة الرومانية بحذافيرها....
إن المادية الأوربية البعيدة كل البعد عن التأثير الروحي للدين ليست وليدة التطور العلمي بل هي أصل من أصولها وجزء من تكوينها.... أصل في حضارة قامت على الإيمان بالمحسوس حتى بلغ ذلك منهم أن لم يتصوروا وجودا غيبيا لله... بل جعلوا للرحمة آلهة، وللحب آلهة وللجمال آلهة.... ولم يقدسوا دينهم وآلهتهم إلا كما يحترمون رجلا عظيما بينهم أو دون ذلك... حتى أن أحد قادة الرومان لما غرق أسطوله البحري كسر آلهة البحر....!!

وكانت الدنيا عندهم قائمة على الاستجابة لكل الشهوات قبيحها وحسنها سواء بسواء... لا رادع ولا حد...وكانوا يقدسون "الوطنية" -منذ العصور اليونانية- إلى الحد الذي استفحلت معه شهوتهم في التعدي على غيرهم من الشعوب ونهب ثرواتهم وسلبهم أملاكهم وديارهم، حتى عرفوا بالنزعة الاستعمارية... لا غرابة إذن في مادية تتفاقم يوما بعد يوم وهي ليست بالوليدة ولا الجديدة بل هي القديمة الموروثة عن حضارة وثنت الدين وحرفته وخرفته.....! وعلمت أبناءها منذ الأزل أن الدنيا غابة يأكل فيها القوي الضعيف....

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة