الساحة العامة > :: بيت العيلة ::

تركيا بين الوهم والواقع ..

(1/7) > >>

جواد:
بسم الله الرحمن الرحيم،

لعدة سنوات سابقة ولأسباب كثيرة، رسم الكثيرون صورة لتركيا على أنها النموذج الذي يحتذى به، حتى صارت حلما لكثير من الشباب،

ولازال الأمر محل جدال بين الكثير من الناس، خاصة في أوساط المتدينين، فما هي حقيقة الصورة إذن؟

أنقل لكم بإذن الله تعالى الصورة كما أعايشها الان، حيث انتقلت للعيش في تركيا منذ بضعة أشهر..

إيمان يحيى:
متابعة :)

جواد:

--- مقتبس من: ماما فرح في 2015-10-15, 23:09:42 ---متابعة :)

--- نهاية الإقتباس ---

أهلا يا تيتة  ::)smile:

البداية بإذن الله ستكون عن كيف تشكلت صورة تركيا لدي قبل أن أنتقل إليها،
والمصدر الأساسي للإنطباعات المسبقة هو الإعلام بلا شك، خاصة وأن تركيا حاضرة سياسيا وفنيا على الساحة العربية.

فنيا:
فحقيقة لم أشاهد أي مسلسل تركي ولا حتى حلقة كاملة من أي منهم، ولكن ربما دقيقة أو أقل من مسلسلات لا أعرف حتى اسمها!
لكن الأمر مختلف بالنسبة لحكايات الناس وتأثرهم بالمسلسلات التركية، حيث فهمت منهم أنها تكون في غاية (الرومانسية) مع مخالفات شرعية ضخمة.
والحقيقة أن تكرار هذا الكلام شكل عندي انطباع أن الشعب التركي لطيف جدا ورمانسي !  :emo (3):

واقع الأمر أنه ليس كذلك ! فالشعب التركي عصبي جدا ويبدوا أنه كثير السباب أيضا وإن كنت لم أتعلم التركية بعد، لكن الاشارات والنبرات تدل على ذلك، ومن السهل جدا أن يتطور أي موقف بسيط أو عابر إلى شجار كبير يحتاج تدخل الناس أو الشرطة، بل وحدث أمامي أمر كهذا في مطار أتاتورك نفسه  :emoti_351:

أما الرومانسية، فمن الصعب حقيقة أن استوعب أن شعبا بهذه الدرجة من العصبية (الرجال والنساء) أن يكون رومانسيا بالشكل المبالغ فيه الذي تصدره الدراما التركية، بل ومما سمعت هنا، أن الرجال الأتراك معروف عنهم الشدة والغلظة في التعامل مع زوجاتهم.

كذلك، جل المشاهد التي تأتي في الإعلام تكون غالبا لمناطق سياحية، وهذا يعطي انطباع أن طرقات تركيا تنافس أوروبا في النظام والترتيب والنظافة، وهذا ليس حقيقي لمن جرب الاقامة هنا لفترة، وليس مجرد زيارات سياحية، وقليلا ما أجد من يحترم قواعد الطريق والقيادة بشكل حقيقي، ودولة مثل قطر فيها نظام مروري أقوى بكثير مما هو موجود في تركيا.

لكن الطبيعة فعلا جميلة ، والميزة أنها مختلفة ومتنوعة، كذلك الخدمات حول المناطق السياحية جيدة والمطاعم بشكل عام تقدم وجبهات شهية ولذيذة.

وأما سياسيا،
فالكلام كثير جدا هنا، فمن تصريحات أردوغان وبعض مواقفه الطيبة، تصور الكثير أن تركيا دولة إسلامية داعمة للحق وناصرة للمظلوم،
وللأسف، من وجهة نظري هذا الكلام ليس حقيقيا ابدا، وإنما هي ألعاب السياسة في المقام الأول.

أعود للحديث بتفصيل أكثر إن شاء الله عن ملامح الشخصية التركية والدولة الحالية في مداخلة تالية.

فتاة مسلمة:
متابعة

جواد:
تركيا وسراب الدولة الإسلامية،

يحلو للبعض أن يصور تركيا على أنها نموذج أولى للدولة الإسلامية، في حين أن تركيا مدمرة من الداخل بشكل عنيف.
ومع الإختلاط بالمجتمع لبعض الوقت يظهر الوجه الحقيقي الذي يحمل الكثير والكثير من المآسي.

ولعل أكثر ما آلمني هو حقيقة أن غالبية الأتراك لا يتكلمون العربية ولا يفهمونها على الرغم من أن غالبيتهم من المسلمين!
وظل الأمر محيرا حتى تحدثت مع أحدهم قرابة الأربعة ساعات، ليصدمني بأنهم بالفعل يقرأون القرآن، بل وقد يحفظونه، ولكن دون فهم حقيقي لمعاني الآيات.

ليس وهذا وفقط، بل إن المتتبع لخطب الجمعة في المساجد وتصور كثير من المتدينين عن الإسلام في تركيا، لا يتعدى ما يصفه أردوغان دوما من علمانية الدولة ووقوفها من الأديان جميعا موقف الحياد والمساواة.

وهكذا ينكشف بوضوح الوجه الحقيقي لأمة الإسلام في عصرنا الحالي، فهي لا تريد الإسلام بقدر ما تريد الرفاهية والحياة الرغدة.
بل ولا يوجد ما يمنع من تغيير الإسلام نفسه في سبيل تحقيق ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تمشي في شوارع تركيا فلا تجدها تختلف كثيرا عن شوارع أوروبا، اللهم إلا ببعض أشكال الإسلام الظاهرة كالمساجد والحجاب الذي غالبا ما يكون ناقصا.
والمصيبة لا تختلف عن بقية الأمة، فالغالبية يطلبون الدنيا أو كما يحلوا للبعض أن يسميها (عمارة الأرض).

ولعل مدبروا الشرور في هذا العالم قد سمحوا لتركيا بالنمو تغذية لهذا المفهوم المدمر عن وضع الإسلام في المجتمعات والدول.
وليتحول النموذج التركي في عيون الكثيرين الى قبلة جديدة ترضى الأهواء والأطماع.

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة