هو "تفصيلة" الثوب أو "هندسة" الجسر أو "أبعاد" القالب.. هو ذلكم الرباط بين اللغة في صورتها الصوتية أو الكتابية وبين العلوم والمعارف الكامنة في النفس في صورة "معاني" تحتاج إلى اللغة كجسر أو ثوب أو قالب..
ولنزد الأمر تفصيلا..
1- هناك علوم ومعارف (معاني) في النفس.. سواء تحصلت بالاستذكار أو بالاكتساب
2- نريد أن ننقل هذه المعاني إلى الغير ..
3- نضع هذه المعاني في مواد صوتية أو كتابية .. يفهمها الآخر .. سواء كان الآخر يفهمها بمحض الفطرة أو بطريق الاكتساب
4- نختار مواد صوتية أو كتابية معينة لمعان معينة .. وهكذا.. فكل معنى نعبر عنه بمادة صوتية أو مكتوبة تخصه
5- يفهم الآخر ما نريد من المعاني عن طريق معرفته السابقة بما يخص كل معنى من مادة صوتية أو كتابية..
6- هذا الاختصاص .. الارتباط .. هو ما يسمى بـ "عقد الوضع" وهو كون المعنى يعبر عنه بمادة صوتية أو كتابية معينة يعرفها المتكلم والكاتب والمستمع والقارئ
7- هذا العقد "معرفة" في ذاته فيخضع لنظرياتهم المختلفة في تحصيل المعرفة
8- هذا العقد "لغة" فيخضع كذلك لنظرياتهم المختلفة في نشأة اللغة!!
9- .. هذا العقد في النهاية تركيب يجمع "المعنى" و"المادة الصوتية" أو "الكتابية" .. وأصل "المعنى" في نفس المتكلم أو الكاتب .. و"أثر "المعنى" في نفس المستمع أو القارئ
... مع ملاحظة المادة الصوتية والكتابية التي حملت المعنى .. ملاحظة أصالتها في النفس أولا.. ثم أثرها فيها ثانيا.. بين المتكلم والكاتب من جهة .. والمستمع والقارئ من جهة أخرى!