أيامنا الحلوة

الساحة الثقافية => :: مما قرأت :: => الموضوع حرر بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-07, 10:56:35

العنوان: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-07, 10:56:35
هذا كتاب سمعنا أن عددا من الشباب الجامعيين اتخذوه صيحة اعتقاد في هذا الزمان الذي كثرت فيه النواعق، فأحببت أن نقرأه ونسبر غوره عسانا نعرف ما شدّ الشباب إليه ...

ولما علمت  أن صاحب الكتاب يتخذ من نظرية التطور مستندا، أحببت أن أسبق قراءته بهذه السلسلة حول نظرية التطور، والتي وضعت حلقاتها تباعا على هذا الرابط :
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=6147.0

أنا وبعض الأخوات قررنا قراءة الكتاب ثم اللقاء لمناقشته، فأحاول في هذا الموضوع أن أسجل بعض النقاط التي أتعرض لها خلال قراءته، من جهة حتى لا تضيع مني، ومن جهة أخرى لتعميم الفائدة بيننا في تصحيح أخطاء ...

سأحاول أن تكون القراءة موضوعية، وأتمنى أن يشاركنا الإخوة جميعا بآرائهم وإضاءاتهم .

"آذان الأنعام-دراسة قرآنية علمية لنظرية داروين في الخلق والتطور -"  تأليف : عماد محمد بابكر حسن بالاشتراك مع مهندس: علاء الدين محمد بابكر حسن. وكلاهما من السوادن .

ويبدو أن الكتاب قد أحدث ضجة عالمية من وقت قريب .

وهذا رابط لتحميله
https://groups.google.com/group/cerclemarrakech/attach/bb639284beb0ed13/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%20%D8%A2%D8%B0%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B9%D8%A7%D9%85%20%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A7.pdf?part=4
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: Asma في 2014-01-07, 11:12:38
و كانك احسستي بي و الله كان عندي بعض من الكسل بدا يدخل لكن الحمد لله باقتراحك هذا اعطاني نشاطا
معكي انا سجلت بعض الملاحظات فساكتبها لاحقا ان شاء الله لا لشئ حتى لا تضيع الفكرة مني  ::ok:: ::ok:: ::ok:: ::ok::
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-07, 11:17:10
و كانك احسستي بي و الله كان عندي بعض من الكسل بدا يدخل لكن الحمد لله باقتراحك هذا اعطاني نشاطا
معكي انا سجلت بعض الملاحظات فساكتبها لاحقا ان شاء الله لا لشئ حتى لا تضيع الفكرة مني  ::ok:: ::ok:: ::ok:: ::ok::

ممتاز يا أسماء  ::ok::. اكتبي ما عندك، وأنا أيضا سأحاول وضع ما عندي .
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-07, 11:50:38
سأضع بعض الملاحظات هنا :

أولا الكاتب عاش في إنجلترا، ويحكي عن نفسه أنه كان له مجهود في مجال دعوة الغرب للإسلام، فيذكر له قصتين واحدة عن قسيس أسلم على يديه، وأخرى عن طبيبة أحزنه جدا أنه بعدما بلغ معها مبلغا محمودا لإقناعها بالإسلام أفسد عليه عمله جوابه إياها عن سؤالها كيف خلق آدم، وذلك عندما أجابها أنه خلق من طين، فرفضت جوابه على أساس أنه هو تلك القصة الموجودة عندهم في الإنجيل وفي التوراة وهي لا تقنعها !
فيرى في قصته معها سببا من أسباب بحثه عما يُقنع !

وهنا أرى ميله لأن يعطي حسب المطلوب هو سبب من أسباب عمله في هذا الكتاب .

ثانيا :

هو ليس متخصصا في علوم الدين، بل هو طبيب نفساني . وأخوه الذي اشترك معه ف يالفكرة وفي الكتاب، مهندس ميكانيكي ، ومن هنا هو يصرح أنه لا يؤمن بمصطلح "رجال الدين"، والتي أفهمها "العلماء"، بل إن كل المسلمين رجال ونساء دين ! وأنه لا يوجد "علوم دين" مناقضة لعلوم الدنيا ...

هو هنا يلغي تميز أهل العلم، ويلغي أن يكون للدين علومه وعلماؤه، وعنده يكون للعلم علماؤه، ولا يكون للدين علماؤه؟ فأين : "...إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ(28)" -فاطر-
أولم يتميز في علم الدين رجال زكاهم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه؟ ابن عباس حبر الأمة، والذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه التأويل، وأبو الدرداء الذي عرف بعلمه، وعبد الله بن مسعود الذي عرف بسعة علمه أيضا ... وغيرهم كثير، ومن جاء بعدهم من التابعين وتابعيهم، ومن بعدهم .... فهل كل المسلمين وهُم سواء في هذا ؟ !
هلكت إذن الأمة إن تنطّع الناس وجعلوا من أفسهم علماء !!

وهو هنا كان أحرى به أن يقول لا يوجد تناقض بين علوم الدنيا وعلوم الدين، بل أراه يريد أن يخضع القرآن للعلم، ولا أراه حتى يخصعه لحقيقة علمية، بل لنظرية لم ترتقِ يوما لحقيقة علمية

ثالثا:

يدافع عن داروين وعن ماركس، ويقول أن الملاحدة هم الذين استغلوا نظرياتهم لتطويعها لأفكارهم، بينما هم لم يدخلوا الإلحاد، بل هم فقط وضعوا نظريات، حتى أنه يبرئ ماركس في مقولته "الدين أفيون الشعوب"  على أساس أن الأفيون في ذلك العصر كان يباع في الصيدليات كأي دواء، فهو إذن يريد أن يقول أنه دواء للشعوب !!! فهو بالنسبة للفقير مثلا دواء إذ يتذكر أن له حظا في الآخرة عند الله وأن الدنيا زائلة وعذابها زائل مع الصبر والرضى ...!!

كذلك يبرئ داروين، ولا ينسب له القول بعدم وجود خالق، بينما الحقيقة تقول أن داروين يقول بالتوالد الذاتي، وبأن البداية خلية واحدة، توالدت ذاتيا !

 رابعا:
يريد أن يعرض حسب قوله دراسة كما سماها "قرآنية" تعرض لنظرية الخلق والتطور، ويريد أن يحلل مستندا إلى آيات قرآنية مدى مطابقة القرآن لهذه النظرية.

هو يقول أنّه لا سند صحيح لا من القرآن ولا من السنة يؤكد أن آدم عليه السلام هو أول من خلق الله تعالى من البشر، بمعنى أنه يريد الوصول إلى أن آدم عليه السلام كان من سلالة سابقة ...

يستند إلى قول الله تعالى : "وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً(17)" -نوح-
ولا يقنعه التفسير أن فعل "أنبتكم " هنا إنما هو للمجاز ...

فيقول أن آدم هو مرحلة ما سماه "الإنسان العاقل"، وقد سبقته سلالته التي هي صنف قريب من الحيوان، قريب من القرد، مستندا أيضا إلى الحفريات التي هي من ملايين السنين، والحفريات التي تخص الإنسان المشابه للإنسان العاقل ، (يعني إنسان اليوم) والتي أقدمها من 7000 سنة، فيقول أن العلم هنا مؤيَّد بهذه الحفريات، إذ يجعل مما سبق السبعة آلاف عاما مرحلة انتقل فيها الإنسان من طور إلى طور ....

سأكمل في مداخلة لاحقة بإذن الله

العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-07, 11:57:01
لا يفوتني في نقطة دفاعه عن ماركس، أنه يتهم المسلمين بأنهم قد انطلت عليهم حيلة مخابراتية أمريكية توهمهم أنّ الشيوعية الروسية الماركسية هي الخطر على الإسلام من أجل أن يقبلوا بوداد أمريكا وبالتودد لها على حساب الشيوعيين ...

وهنا أراه يضع فعلا نظرية جديدة، لم أسمع بها من قبل ! ألهذه الدرجة لم تعد الشيوعية خطرا؟ ولهذه الدرجة هو قد تفطن لما لم يتفطن له جميع المسلمين ؟!
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-07, 12:53:54
يريد أن يبين بشكل أو بآخر أن المكان الذي أوكلت فيه الخلافة للإنسان العاقل -كما يعبر- هي مكة، وتحديدا منى، وهو يضع علاقة بين الحج وخلق الإنسان، ويقول أنه اكتشف "نظرية آذان الأنعام" والتي سيفصّل فيها في باب مستقل ما يسميه اكتشافه الفريد والمبهر عن حقيقة خلق الإنسان.

يلقي بلائمة كبيرة على المسلمين الذين -على حد تعبيره- سارعوا إلى تكفير داروين، فقط لأنهم يستندون إلى روايات إسرائيلية منقولة من التوراة إلى تفاسيرنا المختلفة درج عليها عقل الإنسان المسلم، وسلّم بها، ولم يقبل النقاش فيها، بينما كان حريا بالمسلمين أن يناقشوا داروين الذي يقول أنه كان على فطرة سليمة، ومات على فطرة سليمة، وهو لم يقبل روايات كتابهم المقدس عن خلق الإنسان.

يورد احتمالات حول حقيقة الخلق، فيجعل الأول أن نظرية داروين تكون خاطئة، ويعود ليعلق على هذا بأنه يُحدث "الطلاق الأحمق" بين العلم والدين

وهذه هي الفقرة من الكتاب :
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6153.0;attach=11236;image)

ثم لااحتمال الثاني الذي يضعه أن تكون النظرية صحيحة، فيعود ويعززها، وأنقل لكم من الكتاب قوله فيها :
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6153.0;attach=11238;image)





العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-07, 13:26:07
تحت عنوان "الطرح القرآني للتطور" يبدأ الكاتب هنا بليّ أعناق الآيات الكريمة، لتوصله إلى هدفه، وإلى الفكرة التي تبناها ...

فيبدأ بأول آية من سورة "الإنسان"، قوله تعالى: "هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً(1)" -الإنسان-

وهذه الآية في الحقيقة لا تحتاج لكبير عناء من أجل فهمها واستيعاب معناها، ولكنه هو في كتابه، يريد أن يجعلها دليلا على فكرته، وعلى تعزيزه لنظرية التطور، وأنها مذكورة في القرآن، فيبحث في لغويات كلماتها، عما يقوّي مراده ....

فيفسرها بأنه حين ووقت من الدهر لم يكن فيه الإنسان يستحق الذكر، ويرجع ذلك إلى أنه الإنسان في طور ما قبل "العاقل"، ما قبل آدم، ما قبل الاستخلاف !!!  وإلا فلا تفسير آخر لها ! فيقول فيما معناه : "هل يعقل أنه لم يكن شيئا مذكورا في عصر آدم أو ما بعد آدم والرسل تبعث واحدا إثر آخر ؟!" وهو هنا يحصر معناها فقط فيما قبل آدم، أما فيما معناه انعدام كل إنسان قبل وجوده، فهذه لا يذكرها ولا يجعلها أهلا للمعنى !!!

فهل يحتاج الأمر في هذه الآية إلى هذا التفسير لو لم يكن يحتاج أن يؤولها لعى هواه ؟، إنما لم يكن شيئا مذكورا، أي أنه لم يكن شيئا أصلا مذكورا، لم يكن شيئا، حتى خلقه الله سبحانه من العدم بإرادته . فأين كنت أنا أو أنت أو هو؟ لم نكن شيئا حتى أراد الله أن نكون . لم يكن آدم شيئا حتى أراد الله ب "كن" أن يكون .

وفي تفسير ابن عاشور اللغوي العميق غنى عن كل هذه الالتواءات، فهو يقول :

هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) استفهام تقريري والاستفهام من أقسام الخطاب وهو هنا موجَّه إلى غير معين ومُسْتعمل في تحقيق الأمر المقرر به على طريق الكناية لأن الاستفهام طلب الفهم ، والتقرير يقتضي حصول العلم بما قرر به وذلك إيماء إلى استحقاق الله أن يعترف الإِنسان له بالوحدانية في الربوبية إبطالاً لإِشْراك المشركين . وتقديم هذا الاستفهام لما فيه من تشويق إلى معرفة ما يأتي بعده من الكلام . فجملة { هل أتى على الإِنسان } تمهيد وتوطئة للجملة التي بعدها وهي { إنا خلقنا الإِنسان من نطفة أمشاج } [ الإنسان : 2 ] الخ . و { هل } حرف يفيد الاستفهام ومعنى التحقيق ، وقال جمعٌ أصل { هل } إنها في الاستفهام مثل ( قَدْ ) في الخبر ، وبملازمة { هل } الاستفهامَ كثير في الكلام حذف حرف الاستفهام معها فكانت فيه بمعنى ( قد ) ، وخصت بالاستفهام فلا تقع في الخبر ، ويَتطرق إلى الاستفهام بها ما يَتطرق إلى الاستفهام من الاستعمالات . وقد تقدم بيان ذلك عند قوله تعالى : { هل ينظرون إلاّ أن يَأتيهم الله في ظلل من الغمام } في سورة [ البقرة : 210 ] . وقد علمت أن حمل الاستفهام على معنى التقرير يحصِّل هذا المعنى . والمعنى : هل يقر كل إنسان موجودٍ أنه كان معدوماً زماناً طويلاً ، فلم يكن شيئاً يذكر ، أي لم يكن يسمى ولا يتحدث عنه بذاته ( وإن كان قد يذكر بوجه العُموم في نحو قول الناس : المعدوم مُتوقف وجوده على فاعل . وقول الواقف : حبست على ذريتي ، ونحوه فإن ذلك ليس ذِكراً لمعين ولكنه حكم على الأمر المقدَّر وجودُه ) . وهم لا يسَعهم إلاّ الإقرار بذلك ، فلذلك اكتفي بتوجيه هذا التقرير إلى كل سامع . وتعريف الإِنسان } للاستغراق مثل قوله : { إِن الإِنسان لفي خسر إلاّ الذين ءامنوا } الآية [ العصر : 2 ، 3 ] ، أي هل أتى على كل إنسان حينُ كان فيه معدوماً . و { الدهر } : الزمان الطويل أو الزمان المقارن لوجود العالم الدنيوي . والحين : مقدار مُجمل من الزمان يطلق على ساعة وعلى أكثر ، وقد قيل إن أقصى ما يطلق عليه الحين أربعون سنة ولا أحسبه . وجملة { لم يكن شيئاً مذكوراً } يجوز أن تكون نعتاً ل { حين } بتقدير ضمير رابط بمحذوف لدلالة لفظ { حين } على أن العائد مجرور بحرف الظرفية حذف مع جاره كقوله تعالى : { واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً } [ البقرة : 48 ] إذ التقدير : لا تجزي فيه نفس عن نفس شيئاً ، فالتقدير هنا : لم يكن فيه الإِنسان شيئاً مذكوراً ، أي كان معدوماً في زمن سبق . ويجوز أن تكون الجملة حالاً من { الإنسان } ، وحذف العائد كحذفه في تقدير النعت . والشيء : اسم للموجود . والمذكورُ : المعيّن الذي هو بحيث يُذكر ، أي يعبّرُ عنه بخصوصه ويخبر عنه بالأخبار والأحوال . ويعلَّق لفظه الدال عليه بالأفعال . فأمّا المعدوم فلا يذكر لأنه لا تعيّن له فلا يذكر إلاّ بعنوانه العام كما تقدّم آنفاً ، وليس هذا هو المراد بالذّكر هنا . ولهذا نجعل { مذكوراً } وصفاً ل { شيئاً } ، أريد به تقييد { شيئاً } ، أي شيئاً خاصاً وهو الموجود المعبر عنه باسمه المعيِّن له .

ثم لا يتوقف الكاتب عند هذا الحد، بل يجعل من الآيتين المواليتين، الثالثة والرابعة، دعما وسندا لنظريته وفكرته، ويقول أنهما والآية الأولى مفصلات لمراحل تطور الإنسان

هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً(1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً(2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً(3)

فيقول : !!!

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6153.0;attach=11242;image)
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-07, 13:52:35
ثم وتحت العنوان نفسه "الطرح القرآني للتطور" يستند إلى آية أخرى، قوله تعالى في سورة نوح : " مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً(13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً(14)"

على أساس أن كل نبي يخاطب قومه بما يفهمون، فإن مخاطبة سيدنا نوح لقومه بلفظ "أطوار" عن الإنسان لا تكون منطقية وقوم نوح لم يدركوا من العلم بأن الإنسان يمر بمراحل النطفة ثم العلقة ثم المضغة ثم العظام ثم اللحم....

وما يدري الكاتب أن نوحا لم يكن يعلم بهذا ؟ ، وما يدريه أن قومه لم يكونوا يعلمون هذا ؟

ثم التفاسير جاءت على هذا، كما جاءت أيضا على أوجه أخرى، وكلها مستساغة ومقبولة ومفهومة
وأضع هنا تفسير القرطبي لها:
أي جعل لكم في أنفسكم آية تدل على توحيده . قال ابن عباس : " أطوارا " يعني نطفة ثم علقة ثم مضغة ; أي طورا بعد طور إلى تمام الخلق , كما ذكر في سورة " المؤمنون " . والطور في اللغة : المرة ; أي من فعل هذا وقدر عليه فهو أحق أن تعظموه . وقيل : " أطوارا " صبيانا , ثم شبابا , ثم شيوخا وضعفاء , ثم أقوياء . وقيل : أطوارا أي أنواعا : صحيحا وسقيما , وبصيرا وضريرا , وغنيا وفقيرا . وقيل : إن " أطوارا " اختلافهم في الأخلاق والأفعال .


وأعود للكاتب هنا لأسأل، إن كان نوح وقومه لا يعلمون عن الحقائق "المعمليّة" كما نعتها، أي النطفة ثم العلقة ثم المضغة، فهل يعلمون عن مرحلة ما قبل "الإنسان العاقل" ليخاطبهم بها؟ كيف لهم أن يعلموا عن تلك المراحل وأنها أطوار، وسلالتهم في تلك المراحل لم تكن تعقل لتنقل لهم تاريخها ؟!! أم أنه وحده نوح يعلمها من ربه ؟ حتى في هذه وحسب منطلق الكاتب والذي هو مخاطبة القوم بما يفهمون، فإنه سيخاطبهم بما لا يفهمون هُl بل يفهمه هو وحده !!
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-07, 14:17:19
أما هنا فأحب أن أشير إلى تناقض الكاتب، وكيف أنّ عباراته هي ذاتها كاشفة حقيقة تأثره بمَن يبحثون عن تفسيرات مادية تراها أعينهم وإلا فهم يرفضون...

هو هنا يذكر أن نظرية داروين "نظرية"، ولكن من غير أن يعمَد عمدا لما بداخله من تأثره العميق بها، وبأن يبحث لها عن مسوّغات من القرآن بليّ أعناق الآيات واللغة لإسقاط المعنى على ما يريد ...

هو في فقرة من فقرات كتابه يصفها ب"الحقيقة" بينما هي نظرية في ميزان العلم، حتى بعيدا عن الدين، في ميزان علماء الغرب، لم تعدُ كونها نظرية، تعرضت للنقد من الغربيين أنفسهم، وللتفنيد من الغربيين أنفسهم، وللنقض من العلماء أنفسهم .

وذلك خلال سَوقه للآية 17 من سورة نوح : وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً(17) ...يريد أن يقول أنّ أنبتكم هنا ليست للمجاز كما جاء في التفاسير، وإنما هي حقيقة أصل كل المخلوقات التي بدأت نباتا ثم تطورت إلى حيوان وإنسان !!!

فيقول في الصفحة 40 من كتابه :
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6153.0;attach=11244;image)

ثم يعود ليقول أن هذه الآية وحدها تؤكد مصداقية نظرية داروين !!

وهل علينا أن نسلّم بكلامك هذا ؟!  "تؤكد" و"نظرية" تارة و"حقيقة" تارة أخرى ؟ اجعل لك مرسى واحدا لا أكثر  ::)smile:


ثم لننظر لكلامه في هذه الفقرة، والتي يريد منها أن يلزم المسلمين بضرورة إعادة النظر بتفسير نصوص القرآن . طيب لمَ ؟  يقول لأنه ثبت علميا ولأنها حقيقة علمية ...من قال أن نظرية داروين أصبحت حقيقة علمية ؟! 
اقرؤوا هذا :

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6153.0;attach=11246;image)


العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2014-01-07, 23:55:16
سمعت بهذا الكتاب من قبل
وقد قرأت كتابا آخر اسمه أبي آدم بين الخلقة والخليقة
وسمعت بأن فكرة الكتابين متطابقة لذلك قررت أن لا أقرأ آذان الأنعام ويكفي أني قرأت كتاب أبي آدم
لم أقرأ المشاركات السابقة بعد :)
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-08, 06:38:26
سمعت بهذا الكتاب من قبل
وقد قرأت كتابا آخر اسمه أبي آدم بين الخلقة والخليقة
وسمعت بأن فكرة الكتابين متطابقة لذلك قررت أن لا أقرأ آذان الأنعام ويكفي أني قرأت كتاب أبي آدم
لم أقرأ المشاركات السابقة بعد :)

أهلا بك يا زينب. وهل تبيّن من "أبي آدم" أن أباك فعلا آدم ؟ ::)smile:
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-08, 10:31:17
ثم هو ذا يستدل بقوله سبحانه :

"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(30)" -البقرة-

على أن هناك خلقا آخرين سبقوا آدم عليه السلام، أفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء، وهم من عنتهم الملائكة.

قد بحثت، فوجدت حديثا صحيحا في صحيح مسلم، وفيه فصل، وهو:

حدثني سريج بن يونس وهارون بن عبد الله قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني إسمعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال:" أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل."
قال إبراهيم حدثنا البسطامي وهو الحسين بن عيسى وسهل بن عمار وإبراهيم ابن بنت حفص وغيرهم عن حجاج بهذا الحديث -صحيح مسلم-

أما عن خلق الجنّ قبل الإنسان والتي يعود لها عدد من المفسرين في تفسيرهم لجواب الملائكة الله سبحانه، فقد جاء في القرآن الكريم ما فيه فصل:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ(26) وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ(27)

واحتجاج المفسرين بالجنّ في سفك الدماء قبل وجود آدم عليه السلام، معقول جدا .
كما أن لابن عباس قول في ذلك أورده المفسرون، وهو أن الله تعالى أعلم الملائكة بحال من حال هذا البشر الذي خلق، وأنه سيفسد في الأرض.
في تفسير الطبري جاء

حدثني به موسى بن هارون, قال: حدثنا عمرو بن حماد, قال: حدثنا أسباط, عن السُّدّيّ في خبر ذكره، عن أبي مالك, وعن أبي صالح, عن ابن عباس - وعن مُرَّة، عن ابن مسعود, وعن ناس من أصحاب النبي < 1-452 > صلى الله عليه وسلم: أنّ الله جل ثناؤه قال للملائكة: " إني جاعل في الأرض خليفة ". قالوا: ربنا وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: يكون له ذُرّيةٌ يُفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضًا (42) . فكان تأويل الآية على هذه الرواية التي ذكرناها عن ابن مسعود وابن عباس: إني جاعل في الأرض خليفةً منّي يخلفني في الحكم بين خلقي. وذلك الخليفة هو آدمُ ومن قام مقامه في طاعة الله والحكم بالعدل بين خلقه.

وطبعا "اليوم" ليس بتقدير يومنا نحن، وإنما اليوم علميا من يؤوله بالمرحلة والمرحلة علميا تأخذ ملايين السنين، ومن يؤوله بما جاء في القرآن أنه ألف سنة، أو خمسون ألف سنة مما نعد.

كما يُنقل عنهم أيضا تأويلهم جواب الملائكة بما كان من الجنّ من سفك للدماء وإفساد في الأرض.
والأمر لا يقتضي أبدا أن نعزز لنظرية وجود خلق من قبل آدم جعله الله خليفة عليهم .

وحتى "الجعل" هنا "إني جاعل"  التي يستند الكاتب إلى كونها غير الخلق، ليس فيها أي إشكال، لأن الجعل هنا هو وظيفة يسندها الله تعالى لآدم بعد أن خلقه، فهو سبحانه قد خلقه بشرا، ثم جعله خليفة، أي أسند له الخلافة، وهنا على معان في هذه الخلافة التي أسندت لآدم عليه السلام، نعرفها.
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-08, 11:49:15
تحت عنوان : "خلق الإنسان من طين"، يورد الكاتب بعض الآيات التي جاء فيها ذكر خلق الإنسان من طين، ويريد أن ينحى بالعقل إلى منحى آخر بقوله أن الله سبحانه لم يورِد اسم آدم فيما أورد من آيات فيها خلق الإنسان من طين، يتعلل بقوله: "وكأن اسم آدم يشير إلى مرحلة لاحقة من مراحل تطور البشر، وليس بداية خلقه"

استغربت من استدلاله هذا الناقص كل النقص، حتى على اعتبار المضيّ معه في خطوات فكرته، فاستدلاله لا يخدم فكرته أصلا .
ذلك أن قوله بأن اسم آدم لم يرد في ذكر الله تعالى خلقه من طين قول خاطئ، فالله سبحانه وتعالى ذكر آدم وذلك في قوله سبحانه :

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ(12)

سبحان الله كيف يتحدث هذا الكاتب عن القرآن بشيء ليس فيه ؟!!!

وأيضا قوله تعالى:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً(61)

سبحان الله !! أين مصداق ما يقول هذا الرجل بأن القرآن لم يأتِ على ذكر اسم آدم وهو يصف خلق الإنسان من طين؟ أكل هذا من أجل إثبات فكرة ؟
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-08, 12:53:46
وتحت عنوان "الحلقة المفقودة" التي استوحاها من "حلقة داروين المفقودة"، وهي التي تشكل معضلة نظرية داروين، بحكم أن داروين لم يجد تلك الحلقة التي تصل بين الإنسان على هيئته الحيوانية، والإنسان العاقل ...

يعنون الكاتب "الحلقة المفقودة"، ويريد فيها أن يطرح لفكرة أنّ آدم وكل الخلق من بعده يشتركون في خلقتهم من طين، ليس الاشتراك الذي نفهمه نحن على أنه البداية، والأصل الذي كان في آدم، كما علمنا القرآن، ثم جعل النسل من ماء مهين، ليس هذا، بل الكاتب يريد أن يقول أن الذين يدخل في تركيبتنا جميعا، دخولا مطردا لا ينقطع، وبالتالي فخلق آدم هو كخلقنا، هو عبارة عن عملية تطور من الطين وصلت بعد أزمنة إلى "آدم" .... طبعا مرت بالحيوان وصولا إلى "آدم"، وكله من الطين، وأن هذه العملية التطورية ما تزال مستمرة خلقا من بعد خلق في كل إنسان جديد يخلق

وفي هذا يريد الكاتب أن يجعل من المثل الذي ضربه الله سبحانه في خلق عيسى عليه السلام بخلق آدم دليلا على صحة قوله، ذلك ببحثه عن أوجه الشبه بين عيسى عليه السلام وآدم في عملية الخلق ...

قوله سبحانه: "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ(59)"-آل عمران-

اقرؤوا بتمعّن ما يريد الوصول إليه من هنا:

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6153.0;attach=11248;image)
كما أن الله سبحانه وهو يضرب مثل خلق عيسى عنده بخلق آدم، أنه سبحانه يبين لعباده طلاقة قدرته في خلق ما يشاء كما يشاء، فإن كان خلق عيسى من غير أب أمرا يحيرهم، فهو سبحانه قد خلق آدم من غير أب ولا أم، وهذا الأعقد والذي اختصّ به الله وحده في بدء خلق الإنسان من لا شيء، الذي لم يكن شيئا مذكورا.

بينما هو هنا يريد أن يبين أنّ وجه التشابه بينهما ليست هذه القدرة بل هو طريقة الخلق، للوصول إلى أن آدم عليه السلام جاء عبر التطور ولم يكن الأول .
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-01-08, 13:15:26
جزاك الله خيرا يا أسماء على هذا العرض الشيق والممتع والمفيد
والتحليل الموضوعي

كما لاحظت زينب التشابه بين هذا الكتاب وكتاب آخر
لاحظت ايضا تماثلا في موضوعه واهدافه مع كتاب لشيخ ازهري، صدر قبل بضع سنوات، وثارت ضجة حوله، وناظر الدكتور زغلول النجار مؤلفه وبين له أخطاء افكاره من ناحيتين شرعية وعلمية ايضا
الفرق ان ذلك المؤلف كان شيخا ازهريا، يفترض انه متخصص في العلم الشرعي...
أما المؤلف الحالي الذي تناقشين كتابه،  فلا هو عالم طبيعة متخصص ليتكلم عن علم بما تم اكتشافه واثبتته الابحاث العلمية، بل يعتمد على قراءات من هنا وهناك
ولا هو عالم شرعي او لغوي، فيحق له ان يأتينا بتفسيرات محدثة عن القرآن

---------------------

هذا وهناك موجة جديدة من محاولة اعادة اختراع العجلة، واعادة تفسير القرآن بما في ذلك آيات الاحكام، وليس فقط آيات الخلق... وكأنما هي موجة من خلخلة الثوابت ابتلينا بها، وانساق لها كثيرون بقصد او اغترار

وفي النهاية نقول: عافانا الله من حب الظهور
ومن عقدة الخواجة
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-08, 15:14:50
أهلا بك يا هادية، أسعدتني مداخلتك .نعم أذكر مناظرة زغلول النجار وعبد الصبور شاهين، وأظن زينب تعني بكتاب "أبي آدم" كتابه هو، وفعلا أصبحت هناك هذه الصيحات الشاذة، وكما قلتِ يبدو أننا نبتلى بها مع ما نبتلى، وأراها خطيرة جدا على عقول شبابنا اليوم وهم قد أصبحوا يلهثون خلف كل وافد جديد، ويستسهلون اتهام موروث الإسلام العلمي خاصة أصحاب التفاسير  بحجة أن أصحابه لم يكونوا أهل زمان العلم، بينما الحقيقة أنهم أصبحوا يطوّعون القرآن لما يتنادى به الغرب .

نسأل الله التبصرة وأن يهدينا بنوره .
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-08, 16:07:25
طيب صاحبنا الآن وتحت عنوان "ظهور الإنسان العاقل والحلقة المفقودة"

يريد أن يبحث عن حلقته المفقودة في القرآن، من أجل هذا هو دأبه، وهذه المرة، هو يسهب في موضوع نفخ الروح في عملية خلق سيدنا عيسى عليه السلام.

وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ(91) -الأنبياء-

وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ(12) -التحريم-

ويلوي الآيات ليّا في تفسيره لعملية النفخ، وذلك حتى يضع لعملية نفخ الروح في آدم أجلا يتواءم وفكرته ونظرية التطور، كيف ذلك،

هو يقول بأن الله خلق البشر، هو على هيئة ما، -وكما  يقول-نمل ،قرد !!

ثم ينتقل إلى مرحلة التكاثر الجنسي عبر النطفة الأمشاج التي حدث عبرها تطور الإنسان من مرحلة إلى مرحلة، وأن الإنسان كان حيوانا مفسدا في الأرض مهلكا، ولذلك كان رد الملائكة المستغرب على الله تعالى بعد أن أخبرهم أنه سيجعل في الأرض خليفة !

ثم تطور الإنسان مرة أخرى وفق طفرات تحدث في تلك الأمشاج، وتطور إلى ما يقارب إنسان اليوم !!

ثم جاءت مرحلة القفز به إلى مرحلة أخرى هي مرحلة العقل، والتي فيها استخلف الله آدم من بين البشر الذين خلقهم

ثم وأخيرا نفخ الله في هذا الإنسان من روحه لما أودعه العقل .

وهو من أجل أن يثبت قوله أعلاه والمراحل التي خلُص إليها تفكيره، يستند إلى مجموعة من الآيات يقول أن فيها مراحل التطور بكل وضوح ...
وهي قوله تعالى :

الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ(7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ(8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ(9)  -السجدة-

ولنلاحظ جيدا :

هو كي تلائم الآات مفهومه،وما خلُص إليه، يذهب حتى بألفاظ اللغة العربية مذهبا شاذا غريبا، ربما يأخذ أغرب المعاني من اللفظ إذا وجده يناسب فكرته.

مثلا هنا كيف يشرح كلمة "سوّى" . سوى: كلمة تدل على لااستقامة والاعتدال بين شيئين !!
يعني يريد أن يصل إلى أنها تسوية للمخلوق الذي كان منحنيا وأصبح مستقيما بهذه التسوية بين الحالين !

سبحان الله !! سوى : عدّل قوّم ...سوّى الشيء: جعله سويا مستقيما .

وهذه الكلمة بمعناها الواضح الدقيق الصحيح، الذي ليس فيه مراوغات ولا ليّ تدلّ دلالة كبيرة جدا على أن الإنسان خلق من ساعة خلقه الأول سويّا .... معتدلا، قائما، منتصب القامة، ولم يكن منحنيا، ذا عمود فقري منحن، عمود حيوان!!

أليس سبحانه القائل :"الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ(7)" -الانفطار-

أليس سبحانه القائل:  "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ(4)" -التين-

هل هذه الآيات البينات مستبعدة من ذهن هذا الذي يدعي أنه يقوم بدراسة قرآنية للنظرية التطورية ؟!!

ثم هو أيضا لغويا ينحى باللغة منحى عقله، فيقول أن "ثم" التي تفيد التراخي، تعني الفرق في الزمن بما يعادل ملايين السنين، وكل هذا ليثبت فكرة التطور، أي من طين وفيه كيفية التناسل غامضة !! ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية من التطور والتي فيها التناسل الجنسي، والذي انتقل به الإنسان إلى زمرة الحيوان بالتقاء ما ذكر وماء أنثى ! هو كان في مرحلة الطين يتناسل وكان أحادي الجنس لا ذكر ولا أنثى ...............!!!

هو يقول أن مرحلة الطين كانت فيها مرحلة تناسل غامضة لا جنسية، ثم انتقل الإنسان إلى مرحلة التناسل الجنسي ويستند في ذلك إلى "جعل" مرة أخرى التي يقول أنها تفيد نسب أمر لمخلوق موجود أصلا ...

طيب نقول في هذا، وما المشكلة في الحديث عن نسل الإنسان هنا، بطريقة عادية، الله سبحانه الذي خلق آدم، ألم يقدر أن له نسلا سيأتي منه، وهذا النسل قدّر له الله سبحانه أن يكون من ماء مهين، يبدأ من لقاء آدم وحواء، وما بعدهما.....

أليس الله سبحانه القائل :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(1) -النساء-

بأي حق يُلوى عنق الكلمات، والآيات لتخدم فكرة شاذة عقيمة ؟! ثم يدعي أن الخلق عملية غامضة تستدعي التدبر والبحث وووو، بينما الله سبحانه وتعالى قد بينها لنا واضحة، تحيط بها من كل جوانبها قدرة الله وطلاقة قدرته في خلقه كما يشاء.

وسأكمل نظريته الفذة مع الطور الثالث الذي يُخضع له هذه الآيات من سورة السجدة، الآية 9 منها، لاحقا بإذن الله
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-09, 07:16:55
ونأتي الآن مع الطور الثالث، من الأطوار التي مر بها الإنسان، وهي عند كاتبنا تفسرها الآية الثالثة مما بين أيدينا أي الآية 9 من سورة السجدة

ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ(9) -السجدة-

هذه الآية يراها الحاسمة، يراها المفسرة للحقلقة المفقودة التي لم يجدها داروين، فوجدها هو في كتاب الله عز وجل !!

يقول أن الإنسان انتقل في هذه المرحلة،بعد المرحلة الثانية التي أصبح فيها يتناسل جنسيا كصنف من أصناف الحيوانات، الآن سينتقل إلى مرحلة النفخ والتسوية، وطبعا كما أراد إعطاء معنى مغاير لكلمتي "نفخ" و"تسوية" حتى يتلاءم الحال مع فكرته، فنفخ الروح عنده، -ورغم أنه يعيد ويكرر أن الروح من أسرار الله تعالى- إلا أنه يقول أنه ليس نفخا لسر الحياة، بدليل أن مريم لها روح، وينفخ فيها جبريل الروح ! ويقول أن التسوية هي التسوية بين شيئين

فخلُص إلى أن النفخ هنا والتسوية هي الحلقة المفقودة التي انتقل بها الإنسان من مرحلة الحيوان إلى مرحلة الإنسان العاقل، ذلك أن الله غير من وظيفة أذنيه وعينيه، ليصبحا جهازي استقبال لما يحيط ولكن بعقل، فالتسوية كانت على مستوى المخ، ثم النفخ هي عملية التغيير الجذري على مستوى هاتين الحاستين لتصبحا لاقطين ليعقل الإنسان الذي سوّي مخّه ...

فهذه إذن مرحلة الإنسان العاقل...

لا والأجلب للضحك، هو تذكره لكلمة عامية يتسخدمها الناس في مصر خاصة وربما في السودان بلده أيضا هي كلمة "نافوخ"، فيقول أنه رغم اجتهاده الكبير في أن يصل لأصل لغوي لهذه الكلمة يربط النفخ بالمخ، إلا أنه لم يفلح !! ::)smile: ولكنه لا يشك أن هناك علاقة بين "نافوخ" وعملية النفخ ...بمعنى أنه الجزء الذي نفخ فيه ........!!

أعود هنا للآية الكريمة عودا عقلانيا بحق، عودا منطقيا، عودا سليما من كل هذه التراهات ....

قوله سبحانه :
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ(7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ(8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ(9) -السجدة-

الآية 7 تصف بداية خلق الله تعالى للإنسان، بدأ خلقه من طين ....واضحة جدا .
الآية 8 تصف جعل الله تعالى لنسل هذا الإنسان من سلالة من ماء مهين، والنسل معناها الذرية، والسلالة لغة معناها الشيء الذي يُسلّ، فهي مسلولة من الإنسان، وهذه السلالة هي تلك النطفة التي ستنفصل عن الإنسان لتشكل ذريته، وتشكيلها طبعا من ماء مهين، ماء الرجل وماء المرأة، وهذه إرادة الله تعالى أن قدّر لهذا الإنسان كيف يكون نسله من أول الخلق، من لقاء سيدنا آدم وأمنا حواء، وليس كما يدعي هذا الكتاب من انتقال من مرحلة تناسل غير جنسي إلى تناسل جنسي ...

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(1) -النساء-

الآية 9 : في هذه الآية يصف عملية التسوية والنفخ التي تحدث للجنين، هذا الذي هو نسل ذلك الإنسان الذي بدأ خلقه من طين، هذا الذي هو من سلالة من ماء مهين، وعملية التسوية في الجنين معروفة جدا خاصة في عصرنا الحالي والمراحل التي يمر بها الجنين، والتي ذكرها القرآن أصلا، ونفاجأ ونحن نجد ابن كثير يصفها وكأنه في عصرنا اليوم، فيصف النطفة ثم العلقة بتعريف علمي، ويصف المضغة وشكلها كذلك، شيء حيّرني شخصيا، وهم من أصبحنا نجد الكثيرين اليوم من أبناء هذا العصر يصفونهم بقلة المعرفة وبالتحجر ويتنادون بضرورة عدم التعويل على تفاسيرهم.... بينما يتجلى لنا أن قلة المعرفة هي في أمثال هذا الذي يدعي ما ليس له، فهو بغير حجج علمية ولا براهين عقلية يصف مراحل التطور ...!!

وهنا لا يفوتني أن أضع كلاما لابن كثير يفسر به مراحل الجنين، وكأنه في عصرنا :
 ثم خلقنا النطفة علقة " أي ثم صيرنا النطفة وهي الماء الدافق الذي يخرج من صلب الرجل وهو ظهره وترائب المرأة وهي عظام صدري ما بين الترقوة إلى السرة فصارت علقة حمراء على شكل العلقة مستطيلة قال عكرمة وهي دم " فخلقنا العلقة مضغة" وهي قطعة كالبضعة من اللحم لا شكل فيها ولا تخطيط فخلقنا المضغة عظاما " يعني شكلناها ذات رأس ويدين ورجلين عظامها وعصبها وعروقها

إذن فعملية النفخ والتسوية هذه والتي أعقبت الآية التي فيها الحديث عن التناسل، هي تعني النفخ في الجنين، لأن هذا التسلسل في هذه الآيات، يتخذه الكثير من المؤمنين بالتطور حجة يقولون أنها تبين تسلسل عمليات التطور وذلك لأن آية التسوية والنفخ جاءت بعد آية التناسل، بمعنى وجود خلق قبل النفخ في آدم عليه السلام .

وبالتالي فهذه الآية وكما يدل عليه تسلسلها ومجيئها بعد الآية 8، تعني النفخ والتسوية للجنين، ولا تعني النفخ في سيدنا آدم .وهنا يجب أن أذكر حديثا مهما جدا جدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث صحيح يفصل عملية النفخ هذه التي تتم للجنين:

روى الإمام مسلم بسنده عن عبد الله ابن مسعود قال: حدثنا رسو ل الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال:(إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما،ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح. ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد). رواه مسلم

العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-09, 12:13:43
الكاتب الآن يحتج لفكرته ولنظرية داروين بقوله تعالى :

"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(11)" -الأعراف-

هنا يتخذ من صيغة الجمع حجة لفكرته، بمعنى أن الله تعالى يخاطب جمعا ممن خلق من البشر، على اعتبار أن "ثم" تفيد الترتيب مع التراخي ، ثم اصطفى منهم آدم الذي أسجد له ملائكته، أي إنسان مرحلة العقل، أو مرحلة الإنسان العاقل...!!

وقد ادّعى صاحبنا أنه ستكون له خلال هذا الكتاب دراسة قرآنية، بتبحّره ف يالمعاني اللغوية التي بها يثبت فكرته، ولكن ليس هذا معناه أن يكون المنطلق "إثبات فكرتي" فينجر عن ذلك ليّ لأعناق الآيات، وليّ للغة، أكل هذا لأن الغرب قالوا ب"نظرية" التطور؟ بل إن من علماء الغرب المنصفين أصحاب العقول السليمة والسجايا السليمة من فنّد النظرية جملة وتفصيلا .

ولقد قرأت في مجموعة من التفاسير، وكلها تخاطب العقل وسمتها الحق والصدق، واخترت جزءا من تفسير ابن عاشور لغوصه الغوي الدائم في بحور الألفاظ والتراكيب، فلندقق :

وأمّا تعلُّق فِعْلي الخلق والتّصوير بضمير المخاطبين فمراد منه أصل نوعهم الأوّل وهو آدم بقرينة تعقيبه بقوله : ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فنُزل خلق أصل نوعهم منزلةَ خلق أفراد النّوع الذين منهم المخاطبون لأنّ المقصود التّذكير بنعمة الإيجاد ليشكروا موجدهم ونظيره قوله تعالى : { إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية }
[ الحاقة : 11 ] أي حملنا أصولكم وهم الذين كانوا مع نوح وتناسل منهم النّاس بعد الطّوفان
، لأنّ المقصود الامتنان على المخاطبين بإنجاء أصولهم الذين تناسلوا منهم ، ويجوز أن يؤول فعلا الخلق والتّصوير بمعنى إرادة حصول ذلك ، كقوله تعالى : حكاية عن كلام الملائكة مع إبراهيم : { فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين } [ الذاريات : 35 ] أي أردنا إخراج من كان فيها ، فإن هذا الكلام وقع قبل أمر لوط ومَن آمن به بالخروج من القرية .
ودلّ قوله : { ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } على أنّ المخلوق والمصوّر هو آدم ، ومعنى الكلام خلقنا أصلكم وصوّرناه فبرز موجوداً معيَّناً مسمّى بآدم ، فإنّ التّسمية طريق لتعيين المسمّى ، ثمّ أظهرنا فضله وبديع صنعنا فيه فقلنا للملائكة اسجدوا له فوقع إيجاز بديع في نسج الكلام .
و ( ثُمّ ) في قوله : { ثم قال للملائكة اسجدوا لآدم } عاطفةٌ الجملةَ على الجملة فهي مقيّدة للتّراخي الرّتبي لا للتّراخي الزّماني وذلك أنّ مضمون الجملة المعطوفة هنا أرقى رتبة من مضمون الجملة المعطوف عليها .
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-09, 13:18:27
ثم وتحت عنوان "نقل السلطات الإلهية"

يقول الكاتب أن آدم قد نقل من مرحلة الحيوانية إلى مرحلة العقل، فأصبح إنسانا عاقلا، فلما أصبح هذا الإنسان العاقل، أصبح أهلا لأن توكل له مهمّة الخلافة، وعبّر عن ذلك بأن الله جلّ في عُلاه قد نقل شيئا من سلطاته إلى الإنسان عندها ...

وأن الإنسان قد أصبحت فيه بعض ميزات الألوهية !!! بتسخيره للطبيعة وما حوله، وأنّ الأسماء التي عُلّمَها إنما هي فقط سمات عامة وليست علوما، ويرجع ذلك إلى عدم معرفة قابيل فيما بعد لطريقة يواري بها سوءة أخيه، وأنّ في ذلك غرابة إن كان آدم قد عُلّم من الأسماء ما كان قيمة معتبرة من معارف هذه الدنيا ....

ثم هو يعود ويؤكد أن "آدم" هذا الذي تعلم وفق نظرته أعلاه، ليس آدم الشخص النبي عليه السلام، بل هو "اسم جنس"، وقد عُني بذلك كل ما يتعلمه الإنسان في الدنيا وما يتطور فيه من مدارك ومعارف وعلوم .

ثم وتحت عنوان "تنصيب الخليفة"

يصف النقلة التي انتقلها الإنسان إلى مرحلة الإنسان العاقل، وأن الله جعله خليفة، أنه أصبح أهلا لأن يكون نائبا عن الخالق في الأرض، ومتحكما في مخلوقاته

ولنلاحظ خطورة هذا التعبير .

والله سبحانه وتعالى هو الخالق الآمر الناهي المسيّر السماوات والأرض وما بينهما وهو سبحانه القائل:
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ(84) -الزخرف-
وأيضا أحب أن أشير إلى كلام خطير يورده في هذا السياق، وهو يؤلّه الإنسان، ويرفع من شأنه مقاما لا يجب أن يرتفع إليه، لما قال أنه قد أصبحت فيه ميزات من الألوهية، وأنه قد أوكل إليه نيابة الله في الأرض، وأنه ليتحكم في مخلوقات الله ....

أيضا يجب أن أذكر كلاما خطيرا آخر أورده، وهو نظرته إلى آيات يفرد فيها الله سبحانه وتعالى ذاته حين المخاطبة، وأحيانا أخرى يجعل ذاته بصيغة الجمع، فيفسر إفراده لذاته في بعض المواضع من القرآن بأنه ليرفع من مقام مخاطَبه . وقد ضرب لذلك مثلا مخاطبته لموسى عليه السلام بـ : " إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى(12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى(13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي(14)" -طه-

وهذا الكلام منه يسوقه خلال حديثه عن إفراد الله لذاته وهو يخاطب الملائكة بشأن جعله آدم خليفة، ثم جمعه لذاته أي بصيغة الجمع حين أمرهم بالسجود "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا....."

وسبحان الله ! ليس لما ذكر من علاقة لا من قريب ولا من بعيد بإجلال الله سبحانه لعبد من عباده إلى الحد الذي يتحدث فيه عن ذاته بصيغة المفرد بدل صيغة الجمع ...

قال صاحب المعجم الوسيط: نحن ضمير يعبر به الاثنان أو الجمع المُخْبِرون عن أنفسهم، وقد يعبِر به الواحد عند إرادة التعظيم.

كذلك أمر إيراد حديث الله عن نفسه بالجمع تارة وبالإفراد تارة أخرى، للدكتور سلمان العودة نكتة جميلة جدا في ذلك أنقلها لكم :

القرآن كلُّه نصٌّ واحد، يفسِّر بعضُه بعضًا، وما قد يلتبس في موضع، يبيَّن وينكشف في مواضع أخرى.

وإذا تأملت الآيات الواردة في الحديث عن الله، وجدت لها صيغتين:

الأولى: صيغة المفرد، وتأتي في مقام الأمر بالعبودية؛ لتأكيد الوحدانية ونفي الشرك: (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) [طـه:14]، (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: 92]، (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) [المؤمنون: 52]؛ لأنها في مساقٍ لا يحتمل اللبس، ولم يرد أبدًا: فاعبدونا، أو: اتقونا، أو: أطيعونا..

ولذا كانت سورة الإخلاص أعظم سور القرآن، وكانت آية الكرسي أعظم آياته؛ لاحتوائهما على هذا المعنى خالصًا واضحًا مؤكَّدًا.

ومثله: مقام الدعاء والتضرع إذا حكاه الله عن عباده: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً) [البقرة: 201]، (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ) [الأعراف: 89]، (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا..) [البقرة: 286].

ومثله: مقام التوبة: (أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة: 160].

ولكن قد يحكي الله فعل العباد بصيغة التعظيم، كقوله: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].

وهذا يلتحق بالصيغة الثانية، وهي:

صيغة الجمع، والأولى أن تسمَّى: صيغة التعظيم، وتأتي في مقام تعظيم الله لنفسه أولًا، وفي مقام الإلماح إلى جنوده وملائكته الذين يعملون بأمره ما يشاء.

ومن ذلك: الامتنان بالعطاء والفضل، كالآية السابقة، وكقوله: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)، ولهذا عقَّب في الموضع ذاته بقوله: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [الكوثر: 1-2]، ولم يقل: (صلِّ لنا). ومثله قوله: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]، فالصلاة والعبادة والنحر له وحده سبحانه.

ومثله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9]، (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا)، وقد أعقبها بقوله: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) [الإنسان: 23-24].

وفي موضع آخر: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) [الطور: 48]؛ إشارة إلى المعنى ذاته، وجمع الضميرين معًا في سياق واحد يزيل كل التباس أو توهُّم.

وهو يتضمن الإلماح إلى جنوده الذين كلَّفهم بحفظ أنبيائه وتنزيل وحيه، أو إهلاك أعدائه.

ومنه: مقام المنة بالخلق والرزق والإحياء والبعث والتفضيل، وهو كثير جدًّا، كقوله: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) [الأنبياء: 30]، (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) [الأعراف: 11]، (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [يس:12]. وهي إشارة إلى الملائكة الكرام الكاتبين.

ويشبه هذا قوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)، ولذا عقَّب بقوله: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 16-18]. وهو الملك الموكل بالإنسان.

ومثله قوله: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) امتن بنعمة الفتح المبين، وضمن الآية الإشارة إلى الملائكة الذين يقاتلون مع نبيه، وعقَّب بقوله: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ..) [الفتح: 1-2].

وفي مقام إهلاك الكافرين يذكر ضمير العظمة، ولا أُسمِّيه: ضمير الجمع، وكأن المراد أنهم بكثرتهم وجمعهم لا يعجزونه سبحانه، فهو الواحد العظيم القدير.

وأمثلته كثيرة، منها: سورة القمر: (فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا...) الآيات.

ومجيء الضميرين معًا هو الغالب؛ ولهذا قال هنا: (فَدَعَا رَبَّهُ)، وقال: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ).

ولا تكاد تجد موضعًا سيق فيه ضمير العظمة، إلا وقبله أو بعده ضمير الإفراد، أو الاسم الظاهر «الله».

حكمة ربانية لنفي كل شبهة تعلق بنفس، أو يلقيها شيطان، أو يوسوس بها مُغْرِض.

ومن أسرار هذا المعنى، أن ضمير العظمة يأتي في كلام الله، ولا يأتي في كلام الأنبياء والصالحين حين يخبرون عن ربهم، كما في قوله تعالى: (إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا) [الكهف: 14]، (لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا) [الكهف:38].

ولا أجد ما يخالف هذا في القرآن الكريم حسب تتبعي، وهو يدل على عدم استحسان تعبير العباد بضمير العظمة عن ربهم؛ لأن اللبس محتمل هنا، والعبد ليس بمعصوم، وكذلك أدعية النبي صلى الله عليه وسلم كلها تأتي بخطاب المفرد: «رب، ربنا، إلهي، اللهم..».
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-09, 14:00:55
يا إلهي ما كل هذا الكمّ من الغرائب والعجائب في كلام هذا الكاتب ؟! أتساءل بحق هل تصل الحرية في الكتابة والنشر والتوزيع إلى حد السماح لأي كان أن يخوض في أي موضوع خارج عن إطار تخصصه وعلمه ؟

حقا شيء يدعو للتساؤل، كيف يتأتى لمثل هذه الكتب أن تجد ذلك الصدى، وأن تُحدث تلك الضجة، أنا لا أظن أن هذا كله يحدث من فراغ ومن مجرد نشر الكتاب .... تراودني شكوك بأنّ هناك من يقف خلف نشر هذه الكتب، والعمل على توسيع نشرها ....

الكاتب لا ينفكّ يخبط ويخلط، وفي كل مرة أفكر في العدول عن مواصلة القراءة، أجد نفسي ميالة لأن أكمل، حتى أعرف المزيد من هذا الخبط الذي ينتشر عالميا ويحدث ضجة عالمية !!!

إنه الآن يتحدث عن الملائكة الذين أمرهم الله تعالى بالسجود لآدم .... إنه يحلل ويمنطِق ليصل في الأخير ويقول أنهم ليسوا ملائكة السماء، بل هم رسل الله الذين يتحكمون في مخلوقات الله، وتارة يقول، الذين يتحكم الله بهم في مخلوقاته، وأنهم ليسوا الذين يصفهم الله تعالى في قوله :
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1) -فاطر-

بل هم ملائكة أخرى، رسل، ثم يصل إلى أنهم عبارة عن القوانين التي تتحكم في الكون وفي المخلوقات وفي آليات حركة الإنسان على الأرض، وفيما يحيط به، من مثل RNA الذي يتحكم في نسخ الصفات الوراثية، أو تلك الملائكة أي الرسل التي تتحكم في دخول وخروج المعادن للخلية، أو حتى مسنجر الأنترنت !!!

يعني مسنجر الأنترنت واحد من هذه الملائكة التي سجدت لآدم، كل هذا طبعا يوصل لنا فهم مبتغى الكاتب الذي يخلُص إلى أن تلك الملائكة ما هي إلا آليات العلم وقوانينه التي سخّرت لآدم، فسجدت له ...........!! كما يضيف أنه سجود معنوي وليس سجودا حركيا ...وأن إبليس كان المخلوق الوحيد الذي رفض أن يكشف قوانينه ويخضعها للإنسان ولذلك قد رفض السجود !!


سبحان الله !! أي خلط هذا ؟!!

ثم لا يفوتني هنا قوله أن العرب عند نزول القرآن لم يكونوا يعرفون معنى "الملائكة"، وما نعرفه من القرآن قبل أي مصدر، أن العرب كانت تعرف الملائكة، والرسل، بل وكانوا يعرفون ويقرون أن الله هو الخالق....وآيات القرآن عديدة تذكر معرفة العرب بالملائكة أذكر منها على سبيل المثال قوله تعالى:

وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ(8) -الأنعام-

 وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً(7) -الفرقان-

ثم انظروا أين يصل بنا .........!!!!!!

إنه يقول أن صيغة الجمع هنا : "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ(34)"

جاءت لأن الذين قالوا بأمر من الله، إنما هم جمع ملائكة الملأ الأعلى، وجهوا هذا الأمر للملائكة الجدد الذي عرفنا بهم في هذا الكتاب "قوانين الأرض" اي القوانين والرسل الكيميائية والفيزيائية والعلمية المختلفة ...!!
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: هاجر هاجر في 2014-01-09, 15:11:19
السلام عليكم
استاذتي العزيزة أسماء أنا أجاهد نفسي لأكمل هذا الكتاب ولا أريد وضع ملاحظاتي إلا عندما أنتهي منه إن شاء الله
ولكن سبحان الله خلقنا في أحسن تقويم وفضلنا على جميع مخلوقاته وجعلنا خلفائه في الأرض... ونحن نسعى جاهدين لنثبت أن أصلنا قردة وخنازير وأنا نتيجة حوادث زنى فقط لننكر خالقنا
أستغفرك ربي واتوب إليك
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-09, 15:29:03
اهلا وسهلا بك يا هاجر، تسعدني طلتك . أعانك الله يا هاجر، فهو كتاب باللهجة المصرية "يِفرِس" :emoti_25: ولكن أصر بإذن الله على إتمامه، أعانك الله يا هاجر وأعاننا على إتمامه، وأنتظر ملاحظاتك بارك الله فيك  ::ok::
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-09, 15:29:39
لا أجد مفرا ولا مناصا من تتبّع أفكار هذا الرجل صاحب هذا الكتاب، وتلاعبه بألفاظ اللغة، ربما تنتابني حالة من الغيرة حتى على ألفاظ اللغة العربية، وأنا أرى كيف يصنع بها الإنسان مفهومه هو لا المفهوم المراد من الله تعالى في كتابه العزيز الحكيم ... وأنا أرى إلى أي درجة يصل بالإنسان الإصرار على فكرته، ومفهومه إلى أن يلجئه حاله إلى ليّ أعناق كل ما يقابله إن من اللغة أو من الآيات أو أو ....!! سبحان الله ... نسأل الله سبحانه أن يثبتنا، وأن يجعلنا كما يحب هو ويرضى لا كما تحب أنفسنا وتهوى ....

ما الجديد ؟!

إنه من أجل أن يثبت أن سجود الملائكة، -وطبعا في كتابه قد أصبحوا ملائكة آخرين من نوع آخر غير ملائكة الملأ الأعلى على حد تعبيره- لإثباته أن سجود الملائكة إنما كان سجودا معنويا بمعنى الخضوع، ذهب مذهبا غريبا عجيبا !! وذلك في تأويله لقوله سبحانه : "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ(28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ(29)" -الحجر-

يقول أن "فقعوا"  ليست فعل أمر عن فعل "وقع" متصلة بفاء السببية، بل هي عبارة عن فعل ماض هو فعل "فَقَعَ" ... ويقول أن معناه الرجل الفقِع الذليل، فقع أي ذلّ ...

فرحت أبحث في قواميس اللغة العربية قديمها قبل حديثها عن أصل هذا الذي نقله، فلم أجد معنى صريحا لهذا الفعل كما أورده، إلا أن الفقع هو نوع رديئ من الكمأة، ويضرب مثالا للرجل الذي يذل فيقال "أذل من فقع بقرقر"، بمعنى أنه يضرب كمثال للرجل الذليل، وليس مرادفه الذل.

فكما جاء في معجم "الصحاح في اللغة": ويُشَّبَه به الرجل الذليل فيقال: هو فَقْعُ قَرْقَرِ؛ لأن الدوابَّ تَنْجُلُهُ بأرجلها.

كل هذا ليجد هذا الكاتب مهربا ومسربا لفكرته، فيقول أن "الرجال الذين فقعوا"، هم الذين ذلّوا لغيرهم ...!!

ولكنني وجدت معنى لـ "فقّع"  emo (30):وهي:  تشدّق وأتى بكلام لا معنى له وأراه الأنسب لهذا الكاتب  ::)smile:
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-01-09, 19:19:06
والله خائفة عليك من فقع المرارة اذا أتممت الكتاب

 ::)smile:
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: هاجر هاجر في 2014-01-09, 22:34:19
أعاننا الله فهو فعلا يفرس ويفقع المرارة :emoti_25:
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: Asma في 2014-01-10, 10:52:07
سلام عليكم اخواتي حقا انها لتجربة فريدة من نوعها قراءة هذا الكتاب و حقا يحاول الانسان جل جهده ان يكمل الكتاب على خير فطول قراءتي له احاول ان يكون لي وقت مستقطع لكي ارجع و اقراه مرة اخرى و هذا ما خرجت به



العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: Asma في 2014-01-10, 11:27:40
كفيتي و وفيتي بأسلوبك الرائع استاذتي
 صاحبا هذا الكتاب اتساءل كيف سيقابلون الله تعالى بكل هذه التخاريف مع كل احترامي و مما لاحظت ان الكتاب

  لتسلسل البحث العلمي لو قلنا أنه بحث علمي فأسلوب الكتابة لا يوحي ابدا بأي حقيقة علمية

  ايضا في رايي كتابة كتاب لهذا على الاقل نجد أدلة علميه، و شرعية يعني نجد علما تراكميا يواصل ما كان قبله

  و اذا كان كتابا يثبت كل هذه الحقائق فأين الأسلوب العلمي، و مراحل الإثبات في البحث العلمي التي كانت غائبة في هذا الكتاب.

  و مما يلاحظ على أسلوب الكتاب الطرح المادي الذي تراه في كل كلمة يقولها -نحن امة الغيب لا نحتاج لكل هذا و إن كان صحيحا لنؤمن بالله وحده-

 أيضا صاحبا الكتاب راحا يتكلمان عن السلف الصالح _الذين شهد لهم رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة و ازكى التسليم بالخيرية_ أنهم كانوا أصحاب عقول بسيطة مما حال ان يخضوا في مثل هذه المواضيع و أن العقل الآن أصبح الآن معقدا يمكنه فهم الكثير من الآيات الكونية _و أنا أقول له لا يا أخي فهذا لا يمت للصحة بصلة ابدا فهم خير الخلق بعد رسولنا الكريم

   و مما تبادر في ذهني كيف صدق الكثير من طلاب الجامعة هذا الهراء  :emoti_25: :emoti_25: :emoti_25:

 
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-11, 09:20:18
ربما ستفقع المرارة مع آخر شوط منه يا هادية،ولو أن الواحد ممسكها لئلا تفقع وهو لم ينته منه بعد  ::)smile:

أهلا هاجر وأسماء، فعلا تجربة مميزة أن يخوض الإنسان في أمواج هراءات،ربما أكثر ما يدفعنا لإتمامه هو هؤلاء الشباب الذين تأثروا به، سبحان الله شبابنا اليوم أراهم دائمي البحث عن أي وافد جديد، وهم لم يعرفوا قرآنهم بالشكل الذي يجب أن يعرفوه، ولا غاصوا في بحوره بالكشل الذي يجب، ولا أمتعوا نفوسهم وقلوبهم وعقولهم بكنوزه، وهذا هو السبب الذي يجعلهم يريدون غيره، إن الغرب اليوم يبحث في القرآن ويسبر أغواره، ويستخرج كنوزه، وكُثر منهم من أقر بأن القرآن ذكر تلك المسألة أو ذكر غيرها، بينما نحن لا نعرف من القرآن إلا ترديد اسمه، وقدسيته، فسرعان ما يذهب عنه أهله إلى غيره، ليقرؤوه ويعتنقوه معتقدا .....

ملاحظتك قيّمة يا أسماء من أن هذا الكتاب عندما يذكر العلم يمر مرّ الكرام، ولا يأتي بأي مصدر موثق، حتى أن ما يورده من معلومات علمية تدعو القارئ للتكذيب أكثر من التصديق ...

ونواصل مع هذا الكتاب بإذن الله
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-11, 09:33:00
الآن الكاتب يتحدث عن الجنة، ودخول آدم إليها، وخروجه منها
فاول ما يبدأ يقول أنّه يريد سبر غور المستوى الفكري للإنسان العاقل في أولى مراحله على الأرض، وهذا مع سيدنا آدم عليه السلام.

طيب ماذا يفعل، يأتي بقصتي كل من الغراب والهدهد، ليقول أن قصة الغراب وقصة الهدهد إنما هما مرآتان عاكستان لميتوى الوعي الفكري للإنسان العاقل على الأرض بين مرحلتين بعيدتين كل منهما عن الأخرى، فمستوى الغراب هو مستوى فكر الإنسان العاقل في عهد آدم عليه السلام، ومستوى الهدهد هو مستوى الإنسان العاقل بعد مرور حقبة طويلة من الزمن مما يدلل على تطور فكر الإنسان، فعهد آدم الذي يصوره الغراب عهد كان الإنسان فيه يفهم بالحركة والإماءة،والمشاهدة بينما عهد سليمان عليه السلام عهد تطور فيه الإنسان فأصبحت له فلسفة في الحياة والسياسة والحكم ....!!

عهد آدم الذي لم يعرف فيه قابيل كيف يواري سوءة أخيه حتى نزل الغراب وعلمه، وهذا مما يوحي كبيرَ إيحاء كيف أن الكاتب يتجرأ على نبي من أنبياء الله تعالى وهو آدم عليه السلام، الذي كرّمه الله تعالى بأن أسجد له ملائكته، ثم علمه الأسماء كلها، فكان له مخزون معرفي أودعه الله في عقله ما يوحي أنه ذو عقل وحكمة ومعرفة عظيمة، والأكبر من كل هذا أنه عليه السلام جعله الله تعالى نبيا داعيا إلى الله وإلى توحيده ....فهل عدم معرفة قابيل القاتل المجرم لكيفية مواراة جثمان أخيه هو الدليل على فكر إنسان ذلك الزمان؟!

ثم لا يفوتني أن أشير إلى أنه يصف قصتي الغراب والهدهد بأنهما ضرب من ضورب الإبداع الفني القرآني، ثم يؤكد أن الهدهد لم يكن يتحدث ساعة فهم سليمان عليه السلام منطقه بتلك الكلمات التي وردت في القرآن، بمعنى أن الله تعالى هو الذي نقل كلام الهدهد بالفصحى ...!! هنا أتساءل من أين للكاتب الجزم بهذا؟؟ وما يدرينا أن الهدهد تكلم بما تكلم حرفيا كما ورد في القرآن الكريم؟ وهل هذا بعيد؟!

ثم يردف الكاتب بعنوان جديد "شجرة الخلد"
ونحن نعلم أن هذا الوصف هو وصف الشيطان للشجرة، ولا يليق أن نصفها نحن المؤمنين بوصفه عليه لعنة الله، وإنما نصفها بما وصفها به الله عز وجل .

وهنا يتعرض الكاتب لخلط وخبط كبيرَين، مازلت مصرة على العيش معهما، وكلما قرأت ازداد عجبي واستغرابي من شباب جامعيين نسمع أنهم قد انبهروا بالكتاب واتخذوه اعتقادا جديدا !!
يقول أنّ الشيطان قد دلاهما على الشجرة، ويلوي أعناق الآيات مرة أخرى، فيعرض قوله سبحانه:
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ(27)-الأعراف-
فيؤكد أن هذه الآية لقارئها المتدبر المسلم توحي له ب"العملية الجنسية" -على حد تعبيره-، وأتساءل من أين جاء بهذا التأكيد الجديد ؟!

ثم يقول أنّ آدم وحواء أصلا لم يكونا يلبسان شيئا قبل ورق الجنة لتظهر لهما سوءاتهما، بل كانا عاريَيْن بائنَي السوأة لغيرهما (بفعل نظريته أن معهما غيرهما!!!)فأتساءل من أين جاء بهذا الجزم أيضا ؟! والله سبحانه وتعالى يقول :
وَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ(20)-الأعراف-
وفعل "ووري" ليس أدلّ منه على أن الله تعالى كان قد ورّى أي ستر سوءاتهما حتى كان كشفهما بفعل أكلهما من تلكما الشجرة.

ثم وتحت عنوان "خلق الأنثى"
يبدأ الكاتب بنظرية جديدة من نظرياته الكثيرة المتعددة المخالفة للعقل وللمنطق وللحق، وهو يقول أن القرآن لم يتحدث لا من قريب ولا من بعيد عن خلق الأنثى التي ظهرت فجأة من فهمنا للآيات التي تتحدث عن دخول آدم وزوجه الجنة، ويفسر الزوج هنا بأن اسم "آدم" إنما عنى به الله اسم جنس ليس معينا ذكرا أو أنثى، وإنما قد يكون الذكر، كما قد يكون الأنثى، وإن "أنت وزوجك" قد عُني بها جمع من الذكران ومن الإناث !!

ثم ينقد فهم المسلمين لخلق حواء من ضلع آدم عليه السلام، بل ويتعدى ليصف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح الوارد في كل من صحيح البخاري ومسلم أنه حديث مجازي !  وكأن كل علماء اللغة القدامى والمحدثين منهم لم يستطيعوا التمييز بين المجازي والحقيقي حتى جاء هذا الرجل الذي ليس له في علم اللغة من ناقة ولا جمل ليعلمهم أنه حديث مجازي، والذي على أساسه فهموا أن خلق حواء كان من ضلع من آدم عليه السلام !! واسترسلوا ينقلون بعد ذلك عن الإسرائيليات

قال صلى الله عليه وسلم : "استوصُوا بالنساءِ ، فإنَّ المرأةَ خُلقتْ من ضِلعٍ ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضِّلعِ أعلاه ، فإن ذهبتَ تقيمُه كسرتَه ، وإن تركتَه لم يزلْ أعوجَ ، فاستوصُوا بالنِّساءِ"-صحيح البخاري-
يقول رب العزة جل في علاه :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(1)  -النساء-

ثم أين نذهب بكل تلك الخطابات القرآنية الموجهة لكل من آدم وحواء زوجه، بصيغة المثنى؟!! كيف يقتنع الشباب الجامعي الذي درس اللغة إن لم يدرس القرآن ، بهذا الهراء الذي لا أصل له في علم ؟!

ولتقرؤوا من هنا شيئا مما قال في خلق حواء، وفي أن جمعا من الذكران والإناث هم الذين كانوا في الجنة:
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6153.0;attach=11251;image)
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-11, 11:09:18
ثم وتحت عنوان "إبليس حالة استثنائية"

يقول الكاتب أن كل من يلعنه الله يعاقبه بالموت، وأن هذه قاعدة، وأن إبليس كان استثناء، إذ لعنه الله إلى يوم الدين، ولكنه أبقى عليه حيا استجابة لطلبه أن ينظره إلى يوم الدين.
طيب من أين جاء الكاتب أن الموت عقاب لكل ملعون؟! أليس الموت حقا، ولا دخل له بالعقاب؟ إذن فالمؤمن الذي يموت مؤمنا، كيف يكون حكم موته إذن ؟!
يعني خلط حتى في ترتيب الجمل والمعاني ... لا منطق ...

ثم الكاتب يجزم ويؤكد من بين جزمه وتأكيده أن الجنة التي أهبط منها آدم وزوجه وإبليس إنما هي غابة في الأرض !

وهنا أحب أن أنقل كلاما لابن تيمية، فلنستفد منه :
ذكر هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى 4/346، فقال: والجنة التي أسكنها آدم وزوجته عند سلف الأمة وأهل السنة والجماعة هي: جنة الخلد، ومن قال: إنها جنة في الأرض بأرض الهند أو بأرض جدة، أو غير ذلك، فهو من المتفلسفة والملحدين، أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين، فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة.
والكتاب والسنة يرد هذا القول، وسلف الأمة وأئمتها متفقون على بطلان هذا القول، قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) إلى قوله: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) [البقرة:34، 36]. فقد أخبر سبحانه أنه أمرهم بالهبوط، وأن بعضهم عدو لبعض، ثم قال: (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) وهذا يبين أنهم لم يكونوا في الأرض، وإنما أهبطوا إلى الأرض، فإنهم لو كانوا في الأرض وانتقلوا إلى أرض أخرى كانتقال قوم موسى من أرض إلى أرض، لكان مستقرهم ومتاعهم إلى حين في الأرض قبل الهبوط وبعده.
وكذلك قال في الأعراف لما قال إبليس: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) [الأعراف:13]. فقوله: (فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا) يبين اختصاص السماء بالجنة بهذا الحكم، فإن الضمير في قوله: (مِنْهَا) عائد إلى معلوم غير مذكور في اللفظ، وهذا بخلاف قوله: (اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ) [البقرة:61]. فإنه لم يذكر هناك ما أهبطوا فيه، وقال هنا: (اهْبِطُوا) لأن الهبوط يكون من علو إلى سفل، وعند أرض السراة حيث كان بنو إسرائيل حيال السراة المشرفة على المصر الذي يهبطون إليه، ومن هبط من جبل إلى واد قيل له: هبط.
وأيضاً، فإن بني إسرائيل كانوا يسيرون ويرحلون، والذي يسير ويرحل إذا جاء بلدة يقال: نزل فيها، لأن في عادته أنه يركب في سيره، فإذا وصل نزل عن دوابه، يقال: نزل العسكر بأرض كذا، ونزل القفل بأرض كذا، لنزولهم عن الدواب.
ولفظ النزول كلفظ الهبوط، فلا يستعمل هبط إلا إذا كان من علو إلى سفل، وقوله: (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * قَالَ اهْبِطُوا) [الأعراف:23-24].
فقوله هنا بعد قوله: (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) يبين أنهم هبطوا إلى الأرض من غيرها، وقال: (قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ) [الأعراف:25]. دليل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك بمكان فيه يحيون وفيه يموتون ومنه يخرجون، وإنما صاروا إليه لما أهبطوا من الجنة، والنصوص في ذلك كثيرة، وكذلك كلام السلف والأئمة.


وهناك من يقول أنها قد تكون بالأرض، ولكن الجزم لا مجال له في هذه الأمور .

ويشطح بالكاتب خيالُه شطحات جديدة قوية وهو في الجنة، ليؤكد أن آدم وزوجه مجموعة من الذكور والإناث كلهم في تلك الجنة التي أكد وقرر أنها جنة في الأرض،ومما يغيظ في الألفاظ التي يستخدمها  أن الله تعالى وفّر لآدم في الجنة احتياجاته الحيوانية ليترك المجال لعقله في التدبر والعمل، ولا ينشغل بتوفير حاجاته الحيوانية عن تطوير عقله ....

سبحان الله أأصبح مأكل الإنسان ومشربه وهي حاجاته البشرية التي خلقه الله عليها، توصف بأنها الحيوانية...؟!! بينما قد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم كيف نعطي لأكلنا حقه من الآداب ومن الطرق السليمة، وحتى قضاء الحاجة البشرية من تغوط وتبول أكرمكم الله جعل لها الإسلام آدابا من تنزّه وغسل وغيرها ... فكيف بالأكل والشرب الذي فيه أن نأكل بأيماننا، وفيه أن نأكل مما يلينا، وفيه أن نلعق أصابعنا حفظا للنعمة، وفيه أن نكرم الصحن حفظا للنعمة وتقديرا لها .... أأصبحت هذه حاجات توصف بالحاجات الحيوانية ؟!

ثم لا يفوته أن يلقي أن يعمم أنّ فهم المسلمين لمعصية آدم عليه السلام وأكله من الشجرة إنما أنّ حواء هي السبب .

وسنكمل لاحقا بإذن الله
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-11, 11:49:18
أحب فقط أن أعلن أن القادم من الكتاب قنبلة موقوووووتة   :emoti_209: :emoti_209:    :Pc:::

يبدو أن المرارة على وشك   ::ooh:: ::ooh::   ::cry:: emo (17):

 :Pc:::     :emoti_404: :emoti_404:
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-15, 10:27:59
والآن نعود لهذا الكتاب، والذي لولا فضولي لمعرفة الدرجة التي يصل لها البعض في تأويل كتاب الله تعالى وليّ أعناق الآيات لتؤدي حاجة في أنفسهم، لما أكملت قراءته، هذا العالَم كله يتكالب على أمتنا، ثم ها نحن ننشغل بالدنيا عن ديننا وعن دورنا الأساسي فيها، ثم هؤلاء شبابنا تغريهم هذه التراهات، لا لشيء إلا لأنهم ابتعدوا عن قرآنهم، ولكنهم لا يبتعدون عن تأويلات قرآنهم لما يرضي أهواءهم وشطحات عقولهم، ليجدوا مهربا يسوّغ لهم تمييع الدين حسب ما ترتضيه أهواؤهم ....

توكلت على الله وأسأله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على الحق وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يخلّصنا من براثن أهوائنا .
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: زمرد في 2014-01-15, 10:37:05
متابعه ولو اني خايفه ع المرارة لكم الامر لله
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-15, 13:29:42
متابعه ولو اني خايفه ع المرارة لكم الامر لله

أهلا بك يا زمرد  emo (30):  ماذا نفعل أمرنا لله  :emo:
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-15, 13:33:29
هذا الرجل يعلن لنا سابقة خطيرة من سوابقه الألمعية، فهو يقول أنّ الله سبحانه قد نفخ في آدم بوادي منى، وأنّ الجنة هي عرفات الت يتبعد بضعة أميال عن منى. وطبعا هو يقول فيما يقول أن آدم الذي أسكنه الله الجنة وزوجه إنما هو مجموعة من الذكران والإناث، وأن لفظ "زوج" لا يعني بالضرورة حواء ...

ويفسر قوله تعالى :
"وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ(35)" -البقرة-

يفسره على هواه الخالص المحض، فيقول أن الله ينهاهما(بمعنى ينهاهم !!) أن يقربوا الشجرة، لأن هذه الشجرة لا يقربها الذكر وحده أو الأنثى وحدها بل كلاهما معا ....(وسنرى غايته الخبيثة من هذا) كما أنه يصر على وصفها بما وصفها به الشيطان "شجرة الخلد" وهو ما لا نقبله أبدا كوصف لها، لأنه إنما هو وصف الشيطان ... ولم يصفها رب العزة جلّ في عُلاه إلا ب"الشجرة"

والآن تحت عنوان "الدُّخلة الأولى"  وتأملوا جيدا تشكيل حروف الكلمة الأولى !!


يأتي بقول الله تعالى :
"يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ(27)-"الأعراف-

ثم يؤوّل أول ما يؤوّل مجيئ "سوءات" على صيغة الجمع ليناسب ذلك قوله بأنّ الموجودين بالجنة مجموعة من الذكران والإناث وليس آدم وحواء الزوجين الاثنَيْن، أي أنها لم تأتِ على "سوءتَيْهِما" بل جاءت على "سوءاتهما"، ويحتج لهذا لغويا.... ::)smile:

ولكنّ صاحبنا غفل أو أنّ إصراره على فكرته وأن يجد لها ما استطاع من أدوات تقوّيها، جعله يظنّ بنفسه علما في مجال اللغة الفسيح العريض الطويل، العميق، أو علما باستخدامات العرب ولغة العرب، وقد كانوا يجمعون المثنى لغرض التخفيف ....

ليت هذا الرجل وهو يظنّ بعقله فلتة وبما جاء به فلتة في هذا الزمان، كان قبل كل شيء منصفا فلم يدّعِ علم ما لا يعلم، أو الخوض في بحور يظنّ أن لها قرارا واحدا، بينما هي المتسعة الرحبة ....

أسأل هذا الرجل، ومن القرآن آتيه بالخبر ، ما قولك في قول الله تعالى في سورة التحريم معلما نبيه أن يقول لزوجتَيْه عائشة وحفصة : "إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4) "

ما قولك في "قلوبكما" ؟ لأنّ لعائشة وحفصة قلوب لا قلبان ؟ بل هو التخفيف الذي يأتي في كلام العرب. وليته قرأ من مثل هذا لعلِم ولحزن في الوقت ذاته، لأنه حينها لم يكن ليجد لفكرته معينا، هذا إن كان ممن يصدقون في النقل إذا تعلموا، أما إن لم يكن من الصادقين، فسواء عنده قرأ أم لم يقرأ .... اقرؤوا إخوتي هذا معي في "قلوبكما" :

 وإذْ كان المخاطب مثنَّى كانت صيغة الجمع في ( قلوب ) مستعملة في الاثنين طلباً لخفة اللفظ عند إضافته إلى ضمير المثنى كراهية اجتماع مثنيين فإن صيغة التثنية ثقيلة لقلة دورانها في الكلام . فلما أُمن اللبس ساغ التعبير بصيغة الجمع عن التثنية . وهذا استعمال للعرب غير جار على القياس . وذلك في كل اسم مثنى أضيف إلى اسم مثنى فإن المضاف يصير جمعاً كما في هذه الآية وقول خطام المجُاشعي : ... ومَهمهين قَذَفين مَرْتَيْنْ ظهراهما مثلُ ظُهور التُرسين ... وأكثر استعمال العرب وأفصحه في ذلك أن يعبروا بلفظ الجمع مضافاً إلى اسم المثنى لأن صيغة الجمع قد تطلق على الاثنين في الكلام فهما يتعاوران   -ابن عاشور-

واقرؤوا هذا في "سوءاتهما":

والسّوآت هنا يجوز أن تكون جمع السوأة للخصلة الذّميمة كما في قول أبي زبيد :
لَم يَهْب حُرمة النّديم وحُقَّت ... يا لَقَوْمي للسوأةِ السوآءِ
فتكون صيغة الجمع على حقيقتها ، والسّوآت حينئذٍ مستعمل في صريحه ، ويجوز أن تكون جمع السوأة ، المكنى بها عن العورة ، وقد روي تفسيرها بذلك عن ابن عبّاس كقوله تعالى : { قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم } [ الأعراف : 26 ] وعلى هذا فصيغة الجمع مستعملة في الاثنين للتّخفيف كقوله تعالى : { فقد صَغَت قلوبكما } [ التحريم : 4 ].

كما أنه يجوز أيضا أن يُعنى ب"السوءات" لكليهما الاثنيْن كل من فرج ودُبُر كل واحد منهما، فلكل إنسان عورتان، وكلاهما لهما أربع عورات، فوجب استخدام الجمع حتى على هذا الوجه.

ثم هو يصل إلى مراده الخبيث من كل هذه التأويلات، وهو أنّ كلمة "شجرة" لم ترد على معناها الواضح، وإنما هو معناها الإيحائي الذي يتناسب مع لغة الغراب-على حد تعبيره- والتي هي لغة إنسان تلك المرحلة الذي يفهم بالحركة والإماءة، بمعنى أن "الشجرة" ليست إلا وصفا لمعنى آخر، وهو أساس المعنى اللغوي ل " ش ج ر"، والذي يعني العلو والارتفاع والتداخل والذي منه جاءت كلمة شجرة لعلوها وتداخل أغضانها، يريد بكل هذا أن يقول أن تلك الشجرة إنما هي كلمة أشير بها إلى "العملية الجنسية" بين آدم وحواء، أو بين مجموع الأودام ومجموع الحواءات الموجودين بالجنة على حدّ زعمه .

ثم أحب أن أنقل هنا هذا الكلام له، وهو قد جعل من الشيطان "هاديا"، وجعل من إغوائه، ووسوسته "منطقا"، وأنه لو لم تكن الوسوسة منطقية لما وجدت صدى عند آدم، وكأن الشيطان وهو يوسوس للإنسان أن يزني، وهو يعرف الطريق الشرعي، فهو هنا منطقي، أو كأنه وهو يوسوس أن يأخذ الإنسان بالسرقة ما ليس له هو هنا المنطقي، وكأنه وهو يوسوس لابن بقتل أبيه الغني مثلا ليرثه سريعا هو هنا منطقي، وكأن وسوسات الشيطان إنما سِمَتُها المنطق لتجد لها صدى عند الإنسان !!! غريب غريييييب أمر هذا الرجل !!!

ثم ما هذا الإغراء المنطقي، إنه يصفه بأنّه غريزة حب البقاء بالتناسل !! هنا نقول حتى من باب الغريزة والعملية الجنسية بين الرجل والمرأة على الوجه الذي شرعه الله تعالى بالزواج، أليس الزواج من أهم غاياته تهذيب الغريزة الجنسية وصرفها في طريقها الصحيح، أي أن الغريزة الجنسية في حد ذاتها والتي لا ينكرها الدين ولا العقل، هي التي توجّه للطريق الصحيحن أما حفظ النوع والبقاء فهي ليست الدافع الأول من الإنسان للقاء الجنسين . بمعنى أن الشيطان هنا قد وسوس لآدم للخلود، أي البقاء، وهذه هي التي وجدت صداها في نفسه

اقرؤوا من فضلكم :
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6153.0;attach=11255;image)

ثم هل ينسى هذا الكاتب مع الكثير الذي ينساه، أن آدم قد علمه ربه أن هناك موتا بعد حياته، هل نسي أنه نبي جاء ليدعو ذريته للتوحيد، وللإيمان باليوم الآخر؟ هل نسي كل هذا، هل تناسى حديثا صحيحا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على معرفة آدم مسبقا أنه غير خالد، وأنه سيموت، وهو قوله صلى الله عليه وسلم :

"لما خلق اللهُ آدمَ ، مسح ظهرَه ، فسقط من ظهرِه كلُّ نَسَمةٍ هو خالقُها من ذُرِّيَّتِه إلى يومِ القيامةِ ، وجعل بين عَيْنَيْ كلِّ إنسانٍ منهم وَبِيصًا من نورٍ ، ثم عرضهم على آدمَ ، فقال : أَيْ رَبِّ ! مَن هؤلاءِ ؟ قال : هؤلاءِ ذُرِّيَّتُكَ ، فرأى رجلًا منهم ، فأعجبه وَبِيصُ ما بينَ عَيْنَيْهِ ، فقال : أَيْ رَبِّ ! مَن هذا ؟ فقال : هذا رجلٌ من آخِرِ الأممِ من ذُرِّيَّتِكَ - يُقالُ له : داوُدُ - فقال : رَبِّ ! كم جَعَلْتَ عُمْرَه ؟ قال : سِتِّينَ سنةً ، قال : أَيْ رَبِّ ! زِدْهُ من عُمْرِي أربعينَ سنةً ، فلما قُضِيَ عُمْرُ آدمَ ، جاءه مَلَكُ الموتِ ، فقال : أَوَلَمْ يَبْقَ من عُمْرِي أربَعونَ سنةً ؟ قال : أَوَلَمْ تُعْطِها ابنَك داودَ ؟ ! قال : فجَحَد آدمُ ، فجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُه ، ونَسِيَ آدمُ ، فنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُه ، وخَطِئَ آدمُ ، فخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُه -الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3076
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح-


العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-15, 15:05:16
والآن دققوا أيضا في هذا الذي يعبر عنه بكل وضوح، وهو أنّ الشيطان هو الذي هدى آدم إلى العملية الجنسية، وكيف؟؟ بالمعصية، بمعنى أنّ هذه العلاقة الحميمية إنما بدأت بالحرام، بمعنى أنّ طلب الذرية بدأ بالحرام، بما لم يشرّعه الله بل بما هدى إليه الشيطان   أي قبل أن يشرّع الله الزواج الشرعي.........................!!!!

اقرؤوا هذا له :
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6153.0;attach=11257;image)

العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-15, 15:50:17
ثم لفت انتباهي وصفه للشيطان لعنه الله، بأوصاف غريبة، فهو تارة يقول أنه كان يعرف ما يريد الإنسان، ثم تارة أخرى يقول أنه كان يعرف رغبته في الحصول على مولود بإرادة حرة -على حد تعبيره-

وهو ذا يصنّف أن أكل آدم من شجرة يغويه الشيطان بأكلها وقد سُمح له بالأكل من سائر الشجر،غير معقول،يصنف هذا غير معقول، وعلى هذا يبني أنه ما أغري وما اتبع إغراءه إلا لأن هذه الشجرة شيء آخر غير الشجر، أي كما وصفها بوصفه الممجوج الخائب ....

وليت شعري.... من ذا ينتشلني من بحر الخلط والخبط هذا ..... :emoti_209: :emoti_209:  يا إلهي هل أنا أقرأ لكاتب مسلم ؟!! هل أقرأ لكاتب عاقل؟

يا إلهي ..... ما كل هذا ؟!!!

شجرة، وهذا الشيطان يغريه بها، فلا يعرّفها كما عرفها الله بأداة الإشارة "هذه" وإلا لما قربها، فقد تحاشى أن يصفها له بوصف الله، بل بوصف إغراء بالخلد ليعزز فيه غريزة البقاء، هي ليست الشجرة، بل هي العملية الجنسية، وهو يحدّث أوادم وحواءات ....!!!  :emoti_209:
ثم هو يسمي وجود آدم وحواء بالجنة بليلة الدُّخلة.... وأن "دخلة" و"شجرة" تغيير في الحروف بينهما بينما يعنيان الشيء ذاته ...

ليتني فعلا أنتهي من هذا الكتاب ...... ولا حول ولا قوة إلا بالله ....

العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2014-01-15, 16:39:18

أسماء، دخلت مرارا هنا وفي كل مرة أقرأ جملة أو أكثر فلا أستطيع التكملة فحالتي الراهنة لا تحتمل أبدا القراءة المستفيضة، يا له من جهد تبذلينه وأعانك الله ما تشعرين به في النقل والتحليل.

كتب هذه المداخلة حتى لا يضيع مني الموضوع وأستطيع الوصول إليه فيما بعد عندما أستطيع تحمل ذلك  sad:(
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-16, 08:43:20
أهلا وسهلا بك يا سيوفة

والله الكتاب فيه البلاوي التي لم أكن أتصورها، ولكن أحببت إتمامه وتسجيل الملاحظات لعلنا ننفع بها يوما من تشرّب أفكاره المقيتة ... وهناك من شبابنا من تشرّبها بالفعل، تخبرني إحدى الأخوات أن إحداهنّ مقتنعة به كل الاقتناع، وأنها قد مرّرته لأسرتها لتقرأه .
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-16, 10:41:39
والآن هذا الكاتب ينتقل إلى مرحلة خطيرة من مراحل الخلط والخبط والهراء بأتم معنى الكلمة، وإنني لأعفّ عن نقل كلام له وأوصاف تخصّ "العملية الجنسية" والتي وصفها بالشجرة، وأمتنع عن نقلها لما فيها من إسفاف وهبوط وقلة أدب، وهراء وخيال يريد أن يجعله الحقيقة الفريدة التي اكتشفها هو .... ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

إنه يصف الإنسان كما يقول هو في مرحلة قبل العقل، حسب هذا الاعتقاد الممجوج  الذي يروّج له، كلامه وأوصافه التي جعلت من داروين بريئا وأقل داروينية منه بكثير جدا...يصف الإنسان بالحيوانية ، وأنه لما كان في تلك المرحلة كان أشبه حيوان به هو الخنزير...!! في تشبيه له لا أستطيع نقله.

كما يتجرأ ويخرق كل معقول ويخرق كل علم، فيدّعي حتى تتقوّى ادعاءاته كلها، أن فعل "أكل "  يعني التنقّص، وانطلاقا من هذا يشطح بما لم أجد له أثرا في معاجم اللغة القديمة... وسأترككم مع كلامه حرفيا حتى يتبيّن لكم مدى شطحه من هذه الصورة من كتابه :

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6153.0;attach=11259;image)
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-16, 11:45:58
ويهرطق بهرطقة جديدة، فيقول أن الإنسان ما قبل العاقل لم يكن يميز بين الذكر والأنثى، وينسج لهذا الخيال الجامح منه أوصافا تخصّ الارتباط الجنسي بشكل مقزّز لا مجال لذكره تعففا، ويذهب مذهب العجائب، فيقول أنّ الشيطان هو الذي بنزعه اللباس عنهما، وإيرائه سوءاتهما قد عرّفهما هنا وجعلهما يميزان بين ذكر وأنثى،بمعنى أنه نزع عنهما "اللُّبس" وإنه حتى من باب فكرته، وأنّ الله قد نفخ فيه الروح بمعنى إيداعه العقل بعد اللاعقل، هل كبر على الله تعالى أن يعلمهما هذا، وسيدنا آدم هو النبي المكرّم الذي خلق له زوجه، وسماها زوجه مباشرة، لأنها خلقت لتكون زوجه، وما خلقها الله كذلك إلا وقد أودع فيه وهو النبي المكرّم والإنسان الذي كرّمه بالعقل وأسجد له ملائكته وعلمه الأسماء كلها، إلا وقد أودع فيه غريزة تعلّمه معنى الزواج من حواء ....

أما هذا الكاتب فلا ، إنه يجعل من الشيطان معلما، يجعل من الملعون معلّما للإنسان .... ولا ننسى أنه يتحدث عن مجموعة من الذكران والإناث الذين هم بالجنة ....

أما مولانا عزّ وجل وتعالى فيقول في محكم آياته الكريمة العظيمة، بما لا يدع مجالا لهراء ولا لهرطقة، أنّما الإنسان قد خُلق من ذكر وأنثى، فلا مرحلة حيوانية، ولا تطور ولا خرافات ....

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(13)"-الحجرات-

"وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى(42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى(43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا(44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى(45)"-النجم-

"وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى(3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى(4)"-الليل-

"أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى(36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى(37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى(38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى(39)" -القيامة-

ثم يتمادى، ليدخل في غيبيات، ولا منطقيات، أنّ الشيطان قد نزع عنهما لباسهما بينما هما لم يكونا مستورَيْن بلباس أصلا، فما يدريه؟؟؟؟؟؟ وهو يريد بهذا واستنادا لحرف اللام في "ليريهما سوءاتهما" أن يجعل من نزع اللباس وسيلة للأكل من الشجرة لا نتيجة للأكل منها .والمفسرون يجمعون تقريبا على أن الله قد سترهما بنور، أو بأشكال مختلفة هي ف يعلمه سبحانه،ويتعلل بأنه قد نزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما، أي أن غايته كانت أن يريهما سوءاتهما، ليأكلا من الشجرة والتي هي عنده العملية الجنسية....

فلنقرأ في هذا المضمار تفسير ابن عاشور، ولندقق في دور تلك "اللام" ليريهما وإنني أضع لابن عاشور بصفة خاصة على اعتبار غوصاته اللغوية الكثيرة مقارنة بغيره من المفسرين، الذين لهم كنوز تفسير وتأويل، ولكن مقام هذا الكاتب الذي يشطح وينسب للغة ما ليس فيها، أضع لابن عاشور الذي يتميز تفسيره بالنظرة اللغوية العميقة .
يقول في قوله تعالى :
"يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ(27)" -الأعراف-

وجملة : ينزع عنهما لباسهما } في موضع الحال المقارنة من الضّمير المستتر في : { أخرج } أو من : { أبويكم } والمقصود من هذه الحال تفظيع هيئة الإخراج بكونها حاصلة في حال انكشاف سَوْآتهما لأنّ انكشاف السوءة من أعظم الفظائع في متعارف النّاس .
والتّعبير عمّا مضى بالفعل المضارع لاستحضار الصّورة العجيبة من تمكّنه من أن يتركهما عريانين .
واللّباسُ تقدّم قريباً ، ويجوز هنا أن يكون حقيقة وهو لباسٌ جلَّلهما الله به في تلك الجنّة يحجب سوآتهما ، كما روي أنّه حِجاب من نور ، وروي أنّه كقشر الأظفار وهي روايات غير صحيحة . والأظهر أنّ نزع اللّباس تمثيل لحال التّسبّب في ظهور السوءة .
وكرّر التّنويه باللّباس تمكيناً للتّمهيد لقوله تعالى بعده : { خذوا زينتكم عند كل مسجد } [ الأعراف : 31 ].
وإسناد الإخراج والنّزع والإراءة إلى الشّيطان مجاز عقلي ، مبني على التّسامح في الإسناد بتنزيل السّبب منزلة الفاعل ، سواء اعتبر النّزع حقيقة أم تمثيلاً ، فإنّ أطراف الإسناد المجازي العقلي تكون حقائق ، وتكون مجازات ، وتكون مختلفة ، كما تقرّر في علم المعاني .
واللاّم في قوله : { ليريهما سوآتهما } لام التّعليل الادّعائي ، تبعاً للمجاز العقلي ، لأنّه لمّا أسند الإخراج والنّزع والإراءة إليه على وجه المجاز العقلي ، فجعل كأنّه فاعل الإخراججِ ونزععِ لباسهِما وإراءتِهما سوآتِهما ، ناسب أن يجعل له غرض من تلك الأفعال وهو أن يُريهما سَوآتهما ليَتِم ادّعاء كونه فاعلَ تلك الأفعال المضرّة ، وكونِه قاصداً من ذلك الشّناعة والفظاعة ، كشأن الفاعلين أن تكون لهم علل غائية من أفعالهم إتماماً للكيد ، وإنّما الشّيطان في الواقع سبب لرؤيتهما سوآتهما ، فانتظم الإسناد الادّعائي مع التّعليل الادّعائي ، فكانت لام العلّة تقوية للإسناد المجازي ، وترشيحاً له ، ولأجل هذه النّكتة لم نجعل اللاّم هنا للعاقبة كما جعلناها في قوله : { فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووُري عنهما من سوآتهما } [ الأعراف : 20 ] إذ لم تقارن اللاّم هنالك إسناداً مجازياً .
وفي الآية إشارة إلى أنّ الشّيطان يهتم بكشف سوأة ابن آدم لأنّه يسرّه أن يراه في حالة سوء وفظاعة .

العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-16, 12:29:52
والآن -عياذا بالله-  ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه، وإننا نبرأ له من كل هذه الهرطقات والخرافات والألاعيب الشيطانية التي تملأ هذا الكتاب ....

الآن إنه يصل بألمعيته الفذة إلى أنّ مجموعة الأوادم والحواءات الذين فعلوا المعصية، والتي كانت حسب لَغْوِهِ العملية الجنسية التي علمهموها الشيطان الملعون، والذي أصبح في عرف هذا الرجل معلّما قد علم الإنسان ما لم يعلمه الله بعد والله هو القائل :
"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)" -العلق-
هو سبحانه المعلّم ....الذي علم الإنسان ما لم يعلم .....

إذن وقد علّم الشيطان الإنسان هذه الممارسة، فإن تلك المجموعة التي عصت تلك المعصية بأكلها من شجرة الخلد، أي بممارستها للعملية الجنسية التي تضمن لها الخلد، -سبحان الله وكأن أوصاف الشيطان هي الحق الذي يُبنى عليه ولا حول ولا قوة إلا بالله-....

إذن لما فعلوا ما فعلوا، أين ؟ في وادي عرفات،  فهم الآن نادمون، وذريتهم التي كانت نتيجة تلك العمليات أصبحت غير مرغوب فيها !!!

لذلك يزين لهم الشيطان قتل أبنائهم !!! ويقول أن هذا كان منذ الجيل الأول يعني منذ هذا الجيل العاصي النادم !!!!

ثم هو ذا وبكل وقاحة، وكعادته يبحث بين الألفاظ القرآنية عما يذهب به مذاهب هواه في تثبيت وإثبات فكرته، يذهب إلى قوله تعالى :
فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ(22)-الأعراف-

فيذهب إلى لفظ "تلكما" ليرى نفسه الوحيد من بين كل المفسرين قديمهم وحديثهم الذي وجد لها تفسيرا، تفسيرا لاستخدام اسم الإشارة بالمثنى، أي لماذا لم تأتِ "تلك"، فأوّلَ ذلك أن آدم لما لم يكن يعرف العملية الجنسية الصحيحة التي تعلمها من الشيطان لما عقِل!! أي لما لم يُنزَع اللُّبس عنه بخصوص العملية فإن الله أشار لها بـ "هذه" لما لم يكن يعرف، ولما عرف الجنسين الذكر والأنثى،وأصبح يميز بينهما بتعليم الشيطان إياه أشار لها الله بـ "تلكما" بمعنى أنها الشجرة التي لا يكون لها معنى إلا باشتراك الذكر والأنثى كليهما، وهذه الشجرة طبعا حسب فكرته هي العملية الجنسية....

وقد غاب وغاب وغاب عن صاحبنا المتعالِم المتعارِف(الذي يدعي معرفة :emoti_209:) هذا أن اللغة بحر وااااسع .... فليته سمع لقول علماء اللغة في "تلكما" ...يقول الدكتور فاضل السامرائي في "تلكما":
ذكر تعالى في سورة الأعراف (أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ (22) الأعراف) وورد (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (35) البقرة) فما دلالة استخدام تلكما وليس تلك؟(د.فاضل  السامرائى)
 هذه لأنها هي قريبة وبعد المعصية لما عاتبهما قال تلكما وهي تعني واحدة ولكن المخاطب اثنان وليستا شجرتين وللجمع تلكم الشجرة. المخاطب آدم وحواء فقال تلكما.
هذه الكاف تسمى حرف خطاب فيه لغتان: الأولى تكون في المفرد المذكر أياً كان المخاطَب تقول تلك الشجرة سواء كان المخاطب واحد أو اثنين أو جمع، واللغة الثانية أن تجعل حرف الخطاب بحسب المخاطَب لو كانت امرأة نقول تلكِ الشجرة مثلما قال (قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ (21) مريم) ويمكن أن نقول كذلكَ. (فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ (32) القصص) برهانين اثنان (ذان) للبرهانين و(ك) للمخاطب، (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي (37) يوسف) كان يمكن أن يقول ذلك لكنه يقصد الذي قاله، (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ (32) يوسف) (ذلك) إشارة ليوسف و(كُنّ) حرف خطاب للنسوة. إذن هذه الكاف هو حرف خطاب يمكن أن نجعله في حالة المذكر المفرد دائماً ويمكن أن يكون في حالة المخاطَبين
أبيني في يُمنى يديك جعلتني                    فأفرح أم صيّرتني في شمالك
أبيت كأني بين شقين من عصى                حذار الردى أو خيفة من زيالك
تعاللت كي أشجى وما بك عِلّةٌ                 تريدين قتلي قد ظفرت بذلكِ
إذن تلكما الشجرة، تلك للشجرة و (كما) للمخاطَب أي لآدم وحواء.


إذن يا هذا فإنّ "تلكما" أداة إشارة تكون حسب عدد المخاطَبين، فلما كان المخاطَبان كل من آدم وحواء، كانت "تلكما الشجرة" .... آآآآخ إنها تنسف نسفا نظريتك بأن المخاطَبين جمع من الذكران والإناث حسب تأويلك لـ "سوءات".... خسارة، يخيب ما وضعت سطرا إثر سطر ... ::angry::
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-16, 13:28:47
والآن أتعلمون أين سنمضي مع هذا الكاتب؟

إننا في رحلة الحج من حيث لا نعلم.....

نعم إن آدم قد نفخت فيه الروح بوادي منى، ثم إنه كان بجنة المأوى بعرفات، ثم وقد اقترفت تلك المجموعة من الذكران والإناث معصية العملية الجنسية (أي الأكل من الشجرة) من بعد تعليم الشيطان لهم ...هم الآن نادمون في وقفة تاريخية في عرفات، يعلنون ندمهم، ثم يأتي الهبوط ...... إنها مرحلة الهبوط .....فإلى أين ؟؟؟ ............... إلى المزدلفة .......

فيقول بعد تلخيصه لمفاهيمة الجديدة كلها في نقاط .... يقول ونحن نتوجه صوب المزدلفة .... لنهبط من الجنة ، الجنة التي هي بعرفات إلى المزدلفة ............ فيقول:

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=6153.0;attach=11261;image)

العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-16, 14:10:00
والآن وقد تبيّن لنا مراده من ربط الحج بخلق الإنسان، وهبوطه من الجنة وغيرها، ها هو ذا يصف لنا الحج كما نعرفه اليوم، عبادة الحج، فيصفها بأوصاف غريبة جدا، أبعد ما تكون عن الحقيقة ...

هل الحجاج حقا يعرفون بالاتساخ ؟؟ هل يحرم على المحرم أن يستحمّ ؟!!! هل حكم عدم تقليم الأظافر خلال الإحرام، وعدم الحلق، تؤدي بالضرورة إلى الاتساخ ؟؟

إنه يصف الحجيج في حال الإحرام باتساخ كبير، وبأن الحكمة من ذلك أنهم ينحدرون إلى حال الإنسان البدائيليتمثل الإنسان الأول عند الخلق ....!
سبحان الله هل يعقل أن يُصدّق هذا ؟؟؟ هل كان سيدنا آدم نبيا، والنبي هو المصطفى الطاهر النظيف من عباد الله، هل كان بهذه الصفات؟ ثم هل كان الإنسان البدائي الذي عرف الله أول ما عرف بهذه الصورة التي توارثتها الخرافات وأفلام الخيال عن الإنسان البدائي الذي جعلوه حيوانا متوحشا .......

من أين أتى بالحكم الجديد الذي يقضي بتحريم الاستحمام على المُحرم؟؟؟ يقول أن الطائرة أنقصت من طول المسافة مقارنة بإحرام الناس قديما وسفرهم من بعد الإحرام عبر وسائل نقل بدائية، فيصبحون في أقصى حال من الاتساخ !!

سبحان الله ... لا نعرف الحجيج إلا رمزا للنظافة والطهارة، والنور يشعّ من كل أطرافهم ....فكيف يتأتى له ولمن يقرأ فيقتنع بهذا الهراء منه أن يتصور أو يصوّر للناس عكس ذلك ؟!!

إنه يقول أنه كلما اقترب الإنسان إلى هيئة الإنسان الأول كلما كان أقرب إلى الله ....!!

وكأن القرب إلى الوساخة هو عامل القرب من الله !!-حسب رأيه هذا -

أليس ربنا القائل : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(13)" -الحجرات-.

ثم يقول أن الرجال ولانساء في الحج، يوصلهم الازدحام إلى الاعتصار فيما بينهم !! بينما نعرف أن الحجاج كثيرو الحرص على حماية كل منهم حرمته، وجمع النساء في جماعات تبتعد عن النساء في أشد أوقات الازدحام كما نعرف ونرى....

بل ويقول أن حتى الأحكام الشرعية تتبدل، فتجد الرجال يصلون خلف النساء!! ... وتزول الفوارق، وتزول حتى الحواجز بين العبد وربه ...............

أي حواجز هي هذه التي أوجدها بين العبد وربه، والله سبحانه وتعالى يقول:
 "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186)" -البقرة-

وهو تعالى القائل:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(16)  -ق-
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-16, 17:02:12
تحت عنوان "طفقا يخصفان"، وفي عودة منه للتدبر على حد زعمه بآيات القرآن، يفسر "يخصفان" و "ورق الجنة" تفسيرات هوائية بأتم معنى الكلمة !!! وكأنها تلك الخربطات التي يضرب بها أحدهم على لوحة، فيقال عنها "فن"!!

وفي الحقيقة أشعر بالغثيان من هذا الكمّ من الخلط، لذلك أحيلكم إلى الصفحة رقم 122 و123 من الكتاب الإلكتروني الذي وضعت لكم رابطه بالمداخلة الأولى من هذا الموضوع لمزيد تفاصيل حول "يخصفان".....

خلاصة القول أنه يصف ذلك الخصف منهما بلباس الحجيج من الرجال اليوم القطعتان البيضاوان، ويصف رفع الحاج لهما وهما غير مخيطَيْن ولا مربوطين بحزام كلما أوشكا على السقوط، بعملية الخصف تلك ......!!
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-16, 17:21:11
أما في لقطاته هذه، فلا بد لنا من وقفة ...... وقفة استغراب ورفض مطلق لما يعيده ويكرره، ويكرره ويعيده عن أن آدم وعصر آدم، إنما هو عصر "لغة الغراب" كما عبر عنه، فهو  عصر لم يكن يفهم  الإنسان فيه إلا الحركة والإماءة البسيطة،فهو ليس عصر "لغة الهدهد" كما يعبّر أيضا، والذي يقصد به عصور المفاهيم الفلسفية والتطور العقلي والإدراكي....

فلكأنّ آدم وهو حتى على حد زعمه، وقد نفخت فيه الروح أي العقل من بعد اللاعقل، وكأنه حتى بعد هذه المرحلة لم يتأهل لأن يفقه شيئا ..... يسميه عصر الطفولة الإنسانية، عصر جعل بكلامه الإنسان فيه لا يفهم شيئا....

فيصل به الأمر إلى حد تأويل آية توبة الله على آدم عليه السلام، أنه من الواجب فهمها بخلفية أنه لم  يكن عصر الكلمات، بمعنى أن قوله تعالى : "فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37) " -البقرة- لا تعني كلمات بمعنى الكلمات ....

بل يجب حسب فهم كاتبنا العبقري أن نفهمها بما يتواءم ولغة الغراب التي تميز عصر آدم وذريته الأولى....!!!

من أين أتى بهذا الحكم على عصر آدم عليه السلام ؟؟؟

كيف يسوّغ لنفسه كل هذه الالتواءات، وكل هذا الليّ للحقائق، ليصيّر تراهاته مكان الحقائق كدأب من يجعل من الظلمة نورا، ومن النور ظلمة ومن الحق باطلا ومن الباطل حقا .... وحقّ لأمثال هذا الكاتب أن يرتع في عصرنا هذا الذي هو بحق عصر تسفيه الحق وأهله وإعلاء الباطل وأهله .....

من أين أتى بهذا الحكم على عصر نبي كريم من أنبياء الله تعالى كرّمه الله وأسجد له ملائكته، وهو أبو البشرية جمعاء ؟!!

ألا يدري، أم أنه يريد أن يجعل من كل جهد واجتهاد باطلا إلا اجتهاده الأخرق هذا ؟!! ألم يدرٍ أن من العلماء من قال أن الذي تحدث بكل لغات الدنيا الموجودة في يومنا هذا هو نبي الله آدم عليه السلام تأويلا لقوله تعالى "وعلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا" ....

من العلماء من قال أن اللغات توقيفية من عند الله ، ومنهم من قال أنها كسبيّة، ومنهم من جمع بين الاثنين... فمِن أين أتى بهذا الحكم على عصر آدم وذريته الأولى ....وعلى أنّ الكلمات التي تلقاها لم تكن بمعنى الكلمات كما نفهم ....

ولي لهذا الكلام عودة أخرى بإذن الله .

العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-18, 09:11:35
كم أنّ معرفة اللغة العربية والغوص في بحورها ضروري !! كم يعدّ هذا على المسلم فرضا من فروضه...!!
ربما لا يُدرَك مقام ذلك ومدى ضرورته بالقدر الذي يُدرك حينما يريد أحدهم ليّ أعناق آيات القرآن الكريم وإعطائها تفسيرات لغوية ما أنزل الله بها من سلطان في عالم اللغة ولا في عِلم اللغة .... لم يعرفها العرب من قبلُ، ولم يكن مراد القرآن ما أراده ذلك اللّاوي....

قد يأتي بجذر الكلمة ويبحث في معانيه المختلفة عمّا يناسب فكرته التي يريد، بينما مُراد القرآن منها أبعد ما يكون عن مراده، وأقرب ما يكون إلى المعنى البسيط المفهوم العامّ الذي يصطلح عليه الفهم الجماعيّ ...

خطورة كبيرة تكمن في عدم الانتباه لمن يريد ليّ اللغة ليلوي بها مرادات القرآن الكريم، وهذا ما ينطلي غالبا على مَن لا دراية له باللغة إلا من قشورها وسطحها، ويغيب عنه استخدامات العرب لها والتي جاء القرآن وفيه منها الكثير ....

سأضرب مثالا...
قال تعالى : "إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4)"-التحريم-

هذا تلقين رباني لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم ليبلّغه زوجَتَيْه عائشة وحفصة رضي الله عنهما وأرضاهما، فالمخاطَب إذن مثنّى، والسؤال الذي قد يتبارد لمن لا معرفة له باستعمالات العرب للغة أنْ ما محلّ "قلوبكما" وهي جمع ينسب لمثنّى، والأنسب حسب الفهم المتعارَف عليه أن تكون :"قلباكما"...بمعنى حاصل قلبين لكل من الاثنَيْن ....

قد يجدها اللّاوي الذي يريد أن يوصل فكرة ملتوية معيّنة ثغرة يعبر بها لعقول الذين يكتفون بما عرفوا من أساسيات القواعد التي درسوها صغارا ليثبت فكرته ويبث شكوكا، ما يكون لها من موقع ولا وقع لو أن المتلقي بحث، ولم يرَ في مخزونه البسيط خلاصة المعرفة باللغة .... إذ أن العرب كانت للتخفيف تجمع الاسم المثنّى المضاف لاسم مثنّى ...

وكم خلط خالط وخبط خابط وهو يتسلل من منافذ قلة المعرفة باللغة العربية وباستعمالات العرب لها ليصل إلى العقائد داخل القلوب فيفسدها على أصحابها ...وما كتاب "آذان الأنعام " منا ببعيد ....عافانا الله وإياكم ونوّرنا وعلمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمنا .
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: Asma في 2014-01-18, 21:36:54
سلام عليك فراشتنا الجميلة هوني عليك جعله الله في ميزان حسناتك
حقا تقود القراءه الى شئ من الجنون، لدرجة أن التعليق  على ما جاء في الكتاب اصبح غير ممكن، و بارك الله لنا فيك، و في ما تكتبينه فأنت بهذا تنيرين عقولنا نحن أيضا، فهذا الكتاب يفتح العيون على الكثير من التسؤلات، و يجعل المرء يراجع ما عنده من رصيد ديني،
بارك الله فيك
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-21, 10:48:27
سلام عليك فراشتنا الجميلة هوني عليك جعله الله في ميزان حسناتك
حقا تقود القراءه الى شئ من الجنون، لدرجة أن التعليق  على ما جاء في الكتاب اصبح غير ممكن، و بارك الله لنا فيك، و في ما تكتبينه فأنت بهذا تنيرين عقولنا نحن أيضا، فهذا الكتاب يفتح العيون على الكثير من التسؤلات، و يجعل المرء يراجع ما عنده من رصيد ديني،
بارك الله فيك

نعم يا أسماء لم يعد بالإمكان أكثر مما كان، لم يعد يجد الإنسان بمَ يعلّق على هذه التراهات التي جمعت لتسمى كتابا !!! فعلا لم أعد أجد بمَ أعلق .... ولكن ما لا يكاد يغادر رأسي هو التفكير بهؤلاء الذين تأثروا به، أتعلمين أن تأثرهم به مرآة لحال الكثير الكثير جدا من شباب أمتنا، الذين لم يعرفوا من قرآنهم شيئا، فلما تعرضوا أول ما تعرضوا لكتاب مثل هذا، ولكاتب مثل هذا رأوه السَّبق إلى الذي لم يُسبق إليه ...!! رأوه الفَلتة، لأنهم لم يتدبروا قرآنهم كما يجب، ولم يقرؤوا لعلماء أجلاء من الأسبقين ومن المحدثين تكلموا في القرآن بعلم، وبحذر وبفقه، بفقه في الدين، وبفقه في اللغة، وبفقه في العلوم، كان منهم العلماء الموسوعيّون الذين إذ تكلموا فقد تكلموا بعلم ....

أما هذا فعند من لم يشمّ من الورد شيئا زهر وورد ونَوَرٌ وريحان وأقحوان .... وأما عند من رتع في رياض الصالحين المصلحين العلماء الربانيين الذين أوتوا الفضل الكبير من عند الله تعالى ليسخّرهم سبحانه لخدمة الدين، وكانوا فلتة بحق، فأولئك لن يجدوا في هذا الكلام ما يُعجز معرفتهم بكنوز العلماء .... ولن يجدوا في هذا الكلام ما يُعجز ما عرفوه وهم يتدبّرون القرآن الكريم ... وفي رحلة تدبّرهم تلك كانوا يغرفون من علوم أولئك الربانيين ....

انبهار شبابنا بمثل هذا الكاتب وما كتب سببه هذا البعد منهم عن المعين الصافي وعن المضان الصحيحة التي يؤخذ منها الدين، مع ما يبث من سياسة التنويم البرمجي اللغوي العصبي في كلماته التي تلقي في الرّوع أنه قد سبق، وأنه الذي جاء بما لم يُؤتَ به، وأنّ الأسبقين كانوا عاجزين عن معرفة الكثير بحكم عيشهم في عصر ما قبل الكشوفات العلمية الكبيرة والثورة التكنولوجية والبحثيّة الدقيقة ... ولكن بالموازاة حتى على فرض التسليم بذلك لم يكن في هذا الكتاب ولا من صاحبه ما يشير إلى دقة علمية، بل إنّ ما يذكر من بعض الأمور العلمية القليلة جدا، لم تكن بالمنهجية المعروفة في نشر الحقائق العلمية، إن هي إلا إشارات كإشارات عامة الناس إلى أمور علمية يُسمع عنها ....

ناهيك عن أنّ تُهمته للعلماء الأولين لم تكن في مجال الكشوفات العلمية الدقيقة فحسب، بل إنه قد جاء ليتعالم في مجال اللغة الذي كانوا فيه وما يزالون الرواد، ونحن نعيش اليوم في عصر ضعف اللغة بقلة معرفة أهلها بها على الوجه الذي لا يجعلهم مجرد محل للقياس بالعرب الأقحاح....

إذن شبابنا ينبهر بإطلاقات جزافية ترمّم وترقّع لفكرتها من شَتات من هنا وشتات من هناك، شتاتات غير أصيلة ولا صحيحة، بل شتات من يد الذي يريد أن يصنع لفكرته قاربا من قشّ أو من ريش يريد أن يبحر به في عرض بحر زاخر عظيم لا قِبل له به ولا بأمواجه، ولا ببحّاريه وملاحيه، إلا مِن انبهار بعض الراكبين الذين لا علاقة لهم بالبحر، ولا صلة لهم به إلا مِن مرّتهم الواحدة....

الرجل الآن في مرحلة متقدمة من الضرب والخبط والخلط، هو الآن يقدّم مناسك الحج على أنها تمثيل لقصة نفخ الروح في الإنسان الذي كان حيوانا وارتقى للإنسان، ومن بعد رقيه إلى العقل بوادي منى، يقبل أول ما يقبل على الفحشاء فتكون معصيته الأولى، وهم جماعة وليس آدم وحواء فحسب، وتهبط هذه الجماعة في موكب من عرفات إلى المزدلفة على أن عرفات هي جنة المأوى التي جمعتهم فعصوا فيها ربهم إلى المزدلفة......

ومراحله متقدمة في عالم الخلط، وهو يفسر سورا من القرآن الكريم ليصيّرها مناسبة لفكرته هذه الممثلة لعملية الخلق ، والمعصية ثم من بعدها الخروج من الجنة والتوبة (وأي توبة هي عنده بمعناها :emoti_209: إذ الكلمات التي تلقتها تلك الجماعة من الأوادم من ربها إنما هي الحجارة يرصونها جبلين هما الصفا والمروة!!!!!!)
نعم يفسر السور كما يحلو له ويطيب على نسقٍ تعوّده وهو إتيانه بجذر الكلمة، وتوجيهها الوجه الذي يليق بفكرته إن وجد لها في المعاني أوجها .... حتى إنه ليدعك تضرب كفا بكف واللغة عنده لعبة طيّعة تمشي حيث يريد لها أن تمشي فتنقلب من لغة إلى لعبة !!! وهو يفسر سورة العصر، وصورة الضحى بأن العصر قد عنى وقت توبة الأوادم العاصين، والضحى هو وقت أيضا من أوقات مرحلة الخلق....وياااه ما أبعد الثرى عن الثريّا ....!!!

ماذا عساي أقول ....لم يعد في الجعبة من أدوات التعجب والتحيّر شيء أكبر من أنّ العجب العُجاب هو في عصر حرية التعبير المزعومة هذا هو الحرية عندهم ....!! ألا سحقا لحرية تفتح الباب للحابل يراقص النابل، وللباطل يُلبس لباس الحق، وللحق يُعاتَب ويُتّهم ويجانَب .....

هدانا الله وثبتنا على الحق وأماتنا عليه .
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: زهراء في 2014-01-21, 21:31:05
في الصفحة 133 شهد الكاتب للشيطان قدرته على ان يدل الانسان و يعلمه الطريقة الصحيحة للتناسل و التكاثر و الغى القدر و الالهية في خلق الانسان ووضعه للفطرة التي فطره الله عليها و بالتالي قام بتمجيد الشيطان في هذا الباب ويدعي الكاتب ان لادم و الجمع الذي سبقه الخبرة في الممارسة الجنسية لكنها كانت دون وعي بها و هو من علمهم اياها و ربط ايضا بين العملية الجنسية و بين الشجرة التي نهاهما الله عنها ووصفها بانها هي العمل القبيح في حد ذاته و كذلك وصف تفسير القران من طرف المفسرين أنه من الإسرائيليات و هذا كلام غير صحيح و استدل ايضا بالتحليل الادبي من القواميس العربية و اخذ يحلل و يفسر على هواه و الاغرب اكماله نصوصه بالله اعلم و فعلا الله أعلم .
و قد حدد في الصفحة 114 عدد الافراد الذين مارسوا هذه العملية ب 6 أفراد فما فوق و هذا غير صحيح .
 في الصفحة 116 قال ان الرسول صلى الله عليه و سلم لم يدخل في تفاصيل الخلق و انما اكتفى بالنصوص القرآنية و لكن الرسول روى احاديث منها حديث كل سلامى ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يُصْبِحُ عَلَىَ كُلّ سُلاَمَىَ مِنْ أَحِدكُمْ صَدَقَةٌ. فَكُلّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ. وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ. وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ. وَيُجَزِئُ، مِنْ ذَلِكَ، رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضّحَىَ". رواه مسلم وأحمد عن أبي ذر.


و كذلك حديث عن عدد مفاصل الانسان روى الإمام أحمد في صحيحه عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
"إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل فمن كبر الله و حمد الله و سبح الله و استغفر الله و عزل حجراً من طريق الناس أو شوكة أو عظماً عن طريق الناس و أمر بالمعروف و نهى عن منكر عدد تلك الستين و الثلاثمائة سلامي فإنه يمشي يومئذ و قد زحزح عن النار" (صحيح مسلم: 698/ 2 – 1007)
 الحقيقة العلمية  التي لم يكتشفها اطباء العصر الحديث ا إلا في النصف الثاني من القرن 20  و ليست النظرية تالتي لم ترقى لأن تصبح ملاحظة تخضع لمراحل البحث العلمي   فكيف يصف النبي صلى الله عليه و سلم بعدم العلم و هو اعلم خلق الله بعد الله
 وقد حرف بعض الحقائق عن لغة البشر و فرق بين ادم في الجنة و ادم اخر الذي ارتبط بحواء اذ وصف اللغة التي كان يتعامل بها باللغة الحركية التي تتعامل بها الحيوانات و حتى الحشرات و هو مصر على الصاق صفة الحيوانية بالانسان
و قد وصف اعظم شعائر الدين بان من يقومون بها في قمة الاتساخ و هذا لا يجوز و ان كان من باب احترام الاديان كما يدعي ممن هو منهم .
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: زهراء في 2014-01-24, 21:46:43
تحت عنوان "طفقا يخصفان"، وفي عودة منه للتدبر على حد زعمه بآيات القرآن، يفسر "يخصفان" و "ورق الجنة" تفسيرات هوائية بأتم معنى الكلمة !!! وكأنها تلك الخربطات التي يضرب بها أحدهم على لوحة، فيقال عنها "فن"!!

وفي الحقيقة أشعر بالغثيان من هذا الكمّ من الخلط، لذلك أحيلكم إلى الصفحة رقم 122 و123 من الكتاب الإلكتروني الذي وضعت لكم رابطه بالمداخلة الأولى من هذا الموضوع لمزيد تفاصيل حول "يخصفان".....

خلاصة القول أنه يصف ذلك الخصف منهما بلباس الحجيج من الرجال اليوم القطعتان البيضاوان، ويصف رفع الحاج لهما وهما غير مخيطَيْن ولا مربوطين بحزام كلما أوشكا على السقوط، بعملية الخصف تلك ......!!
في الحقيقة يا أسماء أشك ان الرجل في كامل قواه العقلية أو أنه مريض نفسيا حتى يصير الأمور وفق هواه و إن لم يكن كذلك فهو يخلط الحق بالباطل لينشر افكارا جهنمية تعصف بكل من لم تكن لهم خلفية دينية أو لغوية لتزلزل عقيدتهم فهو كما قلت يقسم الملائكة في الارض و في السماء و يصف اشرف العبادات و هي الحج باوصاف لا تليق بالمسلمين الا يخاف رب الأرض و السماء .
لقت تابعت احد تفاسير الشيخ الشعراوي حينما قال ان الله معطاء حتى الكافر يعطيه الله من رزقه و كذلك قال اللشيخ ان من يستمر في غيه و يصر على فعله المشين فإن الله ايضا معطاء فيختم على قلبه فمن سأل الهداية أعذاة الله إياها و من أصر علىى معصيته اعطاة الله إياها فنسأل الله التثبيت في الدنيا و اللآخرة و ،سأل الله الهداية لنا و لإخواننا و أخواتنا في الله .
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-01-25, 06:46:20
بارك الله فيك يا زهرة، وجزاك خيرا كثيرا على التوضيحات التي وضعتها، وإني لأرى الدخان المتصاعد منك غضبا :emoti_25: ، وفعلا هذا الكتاب يفعل ذلك بمن يقرأه، والعجب كل العجب يبقى ممن لم يفعل بهم ذلك، بل قد أعجبهم وراق لهم ورأوه فلتة في التفكير والتقدير ... !!

العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-01, 08:51:52
كلما عزمت الابتعاد عن هذا الكتاب، كلما استدعت الأحوال من حولنا تذكّره، وتذكّر سمومه....

تقول إحداهنّ وقد قرأته، وأعجبت به أنّه من ذا يقنعها أنّ الذي كان بالجنة آدم واحد وليسوا أوادم ؟

أقول -وأسجل حتى لا أنسى- : ومن ذا يحتّم عليّ أن آخذ من كلام هذا الكاتب وأجعله المرجع والأساس، بينما أتغاضى عن كل ما جاء في القرآن بخطاب واضح بيّن لا غبار عليه يخص آدم واحدا، فردا، ثم معه زوجه ؟  ما الذي يجعلني أقيس القرآن الواضح الذي يسره ربنا للذكر وجعله مبينا، أي واضحا بهذه الأقوال المرتبكة لبشر جاء بما لم يجئ به فطاحلة الفقه واللغة وكل العلوم ؟!! 

أفأترك القرآن وأطرح البيّن الواضح فيه في آيات عديدة، وأذهب لهذه الأقوال الهوائية أستقي منها اعتقادا ؟ بل وأجعلها محلا للمقارنة ؟! 

ألم يكن الأجدر بها أن تقول : ترى ما الذي يجعلني أقتنع بكلام هذا البشر ؟  وأترك كلام ربّ العالمين ؟
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-01, 09:50:01
رسالة وجهتها للدكتور فاضل السامرائي، من خلال صفحة له، لا أظن أنها رسمية، ولكن ربما أوصلتنا إليه بطريقة ما .
---------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ المسؤول على صفحة الدكتور فاضل السامرائي، أنا من أشد المعجبين بالدكتور وبتأملاته اللغوية العميقة في القرآن الكريم، وبمعرفته اللغوية التي نحتاجها علما يُستقى منه، وقد آلمني أشد الإيلام كتاب يبث سموما وهو يدعي أنه يدرس دراسة قرآنية لغوية قضية التطور، هذا الكتاب هو "آذان الأنعام"، تمنيت لو أن دكتورنا الفاضل اطلع عليه، وأطلع الشباب على التلاعبات العجيبة باللغة العربية التي يتخذها صاحب الكتاب طريقا لإثبات فكرته الشاذة التي لا أساس لها من علم ولا منطق ولا عقل .... الكتاب مليئ بالسموم، وتمنيت لو أن الدكتور تصدى له بالتفنيد وبإبراز عَوار لعب صاحبه باللغة العربية وليّ أعناقها ليصل لما يريد . أدعوك أخي أن تدعو الدكتور لهذا، أو أن نبحث سويا عن طريق رسمي يوصلنا للدكتور، لنبلغه بضرورة تصديه لمثل هذا الكتاب . فهو شر كبير أراه يقتحم على الناس عقائدها، خاصة منهم من كان يفتقر لذخيرة لغوية .
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-01, 10:45:28
نقد للكتاب، وأؤيد وبكل قوة إشارته إلى مدى خطورة الكتاب بما حواه من تلاعب بالقرآن الكريم

http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-130653.htm
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-02-01, 12:53:42
جزاك الله خيرا يا اسماء على هذه الجهود
ولعله من المفيد ان نذكر الناس دوما، ونعيد التذكير من آن لآخر بضوابط التأويل والتفسير، حتى لا ينساقوا وراء اي شطحات وأوهام تدعي انها تفسر القرآن برؤية مبتكرة
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: زهراء في 2014-02-01, 22:15:55
كلما عزمت الابتعاد عن هذا الكتاب، كلما استدعت الأحوال من حولنا تذكّره، وتذكّر سمومه....

تقول إحداهنّ وقد قرأته، وأعجبت به أنّه من ذا يقنعها أنّ الذي كان بالجنة آدم واحد وليسوا أوادم ؟

أقول -وأسجل حتى لا أنسى- : ومن ذا يحتّم عليّ أن آخذ من كلام هذا الكاتب وأجعله المرجع والأساس، بينما أتغاضى عن كل ما جاء في القرآن بخطاب واضح بيّن لا غبار عليه يخص آدم واحدا، فردا، ثم معه زوجه ؟  ما الذي يجعلني أقيس القرآن الواضح الذي يسره ربنا للذكر وجعله مبينا، أي واضحا بهذه الأقوال المرتبكة لبشر جاء بما لم يجئ به فطاحلة الفقه واللغة وكل العلوم ؟!! 

أفأترك القرآن وأطرح البيّن الواضح فيه في آيات عديدة، وأذهب لهذه الأقوال الهوائية أستقي منها اعتقادا ؟ بل وأجعلها محلا للمقارنة ؟! 

ألم يكن الأجدر بها أن تقول : ترى ما الذي يجعلني أقتنع بكلام هذا البشر ؟  وأترك كلام ربّ العالمين ؟
إن العيب فينا وليس في هذه الكتب  لأنه و منذ أن ظهر الدين الإسلامي إلا و ظهرت فرقة تحاربه, كل على طريقتها العيب في التنشئة الإجتماعية في أسرنا إذ لو كانت على الطريقة الإسلامية الصحيحة ما كان لأمثال هذا الكاتب ان يجد البيئة المناسبة لنشر أفكاره .
و هذا لا يمنع أن كل من يقرا هذا الكتاب ينفجر غضبا :emoti_25:لا لشئ إلا لإن الكاتب  من أبناء جلدتنا ومحسوب على الدين الإسلامي.
 فكيف يفسر القران بكل هذه البشاعة التي لا يتصورها عقل؟ كيف يشوه الحقائق ويحرفها عن مسارها ليستشهد بآيات من القرآن العظيم المحفوظ من عند الله ؟ ما هو إختلافنا عن بني إسرائيل ؟ حتى الكافر لربما لم تحضره مثل هذه الافكار  رغم كرهه للدين الإسلامي و أستطيع القول ان  من تكون موالاته لليهود و النصارى بهذا الشكل يفعل أكثر من هذا:emoti_144: فالعدو عرف نقاط ضعفنا ويحاربناا من خلال هذه النقاط و بالتالي فعدو الداخل أكثر خطورة على ديننا و معتقداتنا  و أبنائنا ويجب ان تقف وقفة واحدة يدا واحدة من اجل إصلاح المفاهيم وتقويم الأنفس بإذن الله حتى لا تجد هذه الكتابات من يهتم بها و ذلك من خلال بناء العقيدة السليمة في صغارنا و تقويتها لدى كبارنا و لنبدأ بلأنفسنا حتى لا نتهم بالتنظير إلى جهاد النفوس   :blush:: لا تنسونا من دعائكم emo (6):
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-02, 11:55:11

ولعله من المفيد ان نذكر الناس دوما، ونعيد التذكير من آن لآخر بضوابط التأويل والتفسير، حتى لا ينساقوا وراء اي شطحات وأوهام تدعي انها تفسر القرآن برؤية مبتكرة


نعم يا هادية، من الضروري جدا التنبيه لخطورة ذلك، وقد كنت منذ زمن قريب أتابع صفحة مغرضة إغراضا صريحا، تدعي تفسير القرآن بطريقة عصرية وهي تبث السموم على أنواعها ...


كلما عزمت الابتعاد عن هذا الكتاب، كلما استدعت الأحوال من حولنا تذكّره، وتذكّر سمومه....

تقول إحداهنّ وقد قرأته، وأعجبت به أنّه من ذا يقنعها أنّ الذي كان بالجنة آدم واحد وليسوا أوادم ؟

أقول -وأسجل حتى لا أنسى- : ومن ذا يحتّم عليّ أن آخذ من كلام هذا الكاتب وأجعله المرجع والأساس، بينما أتغاضى عن كل ما جاء في القرآن بخطاب واضح بيّن لا غبار عليه يخص آدم واحدا، فردا، ثم معه زوجه ؟  ما الذي يجعلني أقيس القرآن الواضح الذي يسره ربنا للذكر وجعله مبينا، أي واضحا بهذه الأقوال المرتبكة لبشر جاء بما لم يجئ به فطاحلة الفقه واللغة وكل العلوم ؟!! 

أفأترك القرآن وأطرح البيّن الواضح فيه في آيات عديدة، وأذهب لهذه الأقوال الهوائية أستقي منها اعتقادا ؟ بل وأجعلها محلا للمقارنة ؟! 

ألم يكن الأجدر بها أن تقول : ترى ما الذي يجعلني أقتنع بكلام هذا البشر ؟  وأترك كلام ربّ العالمين ؟
إن العيب فينا وليس في هذه الكتب  لأنه و منذ أن ظهر الدين الإسلامي إلا و ظهرت فرقة تحاربه, كل على طريقتها العيب في التنشئة الإجتماعية في أسرنا إذ لو كانت على الطريقة الإسلامية الصحيحة ما كان لأمثال هذا الكاتب ان يجد البيئة المناسبة لنشر أفكاره .
و هذا لا يمنع أن كل من يقرا هذا الكتاب ينفجر غضبا :emoti_25:لا لشئ إلا لإن الكاتب  من أبناء جلدتنا ومحسوب على الدين الإسلامي.
 فكيف يفسر القران بكل هذه البشاعة التي لا يتصورها عقل؟ كيف يشوه الحقائق ويحرفها عن مسارها ليستشهد بآيات من القرآن العظيم المحفوظ من عند الله ؟ ما هو إختلافنا عن بني إسرائيل ؟ حتى الكافر لربما لم تحضره مثل هذه الافكار  رغم كرهه للدين الإسلامي و أستطيع القول ان  من تكون موالاته لليهود و النصارى بهذا الشكل يفعل أكثر من هذا:emoti_144: فالعدو عرف نقاط ضعفنا ويحاربناا من خلال هذه النقاط و بالتالي فعدو الداخل أكثر خطورة على ديننا و معتقداتنا  و أبنائنا ويجب ان تقف وقفة واحدة يدا واحدة من اجل إصلاح المفاهيم وتقويم الأنفس بإذن الله حتى لا تجد هذه الكتابات من يهتم بها و ذلك من خلال بناء العقيدة السليمة في صغارنا و تقويتها لدى كبارنا و لنبدأ بلأنفسنا حتى لا نتهم بالتنظير إلى جهاد النفوس   :blush:: لا تنسونا من دعائكم emo (6):

كلامك جميل جدا يا زهراء، فعلا العيب فينا، وفي تركيبتنا التربوية التي تعودت الأخذ من بعيد قبل الأخذ من القريب الكامل المكتمل، التربية التي راحت تبحث في فلسفات الغرب، وأساليب التربية الغربية، متعللين حتى ب"الحكمة ضالة المؤمن"، فأغرقنا الأخذ منهم، مع جهل بكنوزنا، ولم يكن ذلك مع علم بكنوزنا، لأنه لو كان ذلك الأخذ والبحث عن الحكمة مع العلم أولا بقيمة ما عندنا لوجدنا أن مرجعيتنا في الحكم على كل ما نجد، وما يفد هو ديننا، قرآننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وحياة صحابته وتابعيه بإحسان، لكنّا عندها قادرين على الموازنة، وعلى الحكم على الوافد، ولكن للأسف نحن تعلمنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحكمة ضالة المؤمن"، ولكننا غفلنا عن ضرورة تكوين خلفية معرفية بما عندنا تصبح هي الأساس والمنطلق، ونحن نبحث عن الحكمة، فكيف يعرف الواحد منا أن ما وجده حكمة إذا لم يقسه برأس الحكمة القرآن والسنة ؟! كيف يعرف أنه أخذ حكمة أو أنه أخذ لعنة من اللعنات، وهو لم يعرف مقاييس الحكمة من القرآن والسنة؟ 

ولنتأمل حتى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحكمة ضالة المؤمن"، ضالة مَن هي؟ إنها ضالة المؤمن، والمؤمن هو إنسان آمن إيمانا كاملا بكمال المنهج الرباني، وبكمال التوجيهات الربانية، ساعتها سيكون القادر على تقييم ما يجد...
أنا برأيي أن الباحث عن الحكمة هو إنسان يستطيع أن يصنّف ما وجده ضمن خانة الحكمة، ولا يتسنى له ذلك إلا وهو متسلّح بمقاييسها الكاملة بما عرفه من رأس الحكمة ومعينها الصافي "القرآن والسنة"، أما قبل ذلك، فلا أراه إلا آخذا أي مبهر أو جديد، أو شطحة بين الشطحات ومصنّفَه حكمة....

نعم يا زهراء عدونا يحاربنا بنا ! ولنهتمّ فعلا بالتربية السلمية التربية على العقيدة الصحيحة التي لا يهزها هاز، وعلى النهل من نبعنا الصافي ....جزيت خيرا يا زهراء emo (30):
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-02-03, 04:52:42
بالمناسبة يا أسماء حديث: "الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها" حديث ضعيف
ومن الغريب ان تبنى اتجاهات فكرية ودعوات على حديث ضعيف مثله، وتترك الاحاديث الصحيحة والسنن الثابتة
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2014-02-03, 05:00:18
أحب ان اعقب خوفا من ان يساء فهم ما ذكرته
الحكمة شيء مختلف عن العلم
العلم هو معرفة قوانين ونواميس الخلق التي بثها الله تعالى في الكون، وهي بهذا نتاج جهود بشرية تجريبية، وله قواعد معروفة تضبطه وتحققه، وهو قاسم مشترك بين الشعوب، لا يختص بأمة دون اخرى، ولا يحمل خصائص اي شعب دون الاخر، كقواعد الطب والهندسة والرياضيات والفيزياء والكيمياء.
اما الحكمة فهي خلاصة التجربة البشرية في التربية والاخلاق والتعامل مع البشر وتحمل الاقدار، فهي بهذا اشد ارتباطا بالثقافة والدين، ولهذا يبدو غريبا ان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم الى التماس الحكمة من الاخرين، في الوقت الذي امتن الله تعالى به علينا بان اكمل لنا الدين، وفي الوقت الذي كان ينهى فيه كبار الصحابة عن مطالعة كتب اهل الكتاب وصحفهم،
ولعله بهذا يتضح لكم خطورة تبني الاحاديث الضعيفة ونشرها لمجرد اعجاب المرء بفكرتها او معناها، لانها تنقلب رويدا رويدا الى اساس معتمد تبنى عليه تصرفات واتجاهات لم تكن في حسبان من نشر الحديث الضعيف اطلاقا.
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2014-02-03, 07:09:03
نعم يا هادية جزيت خيرا. يوم أمس، وبعدما وضعت شيئا مما كتبته لزهراء هنا على صفحتي على الفيسبوك،رحت أبحث عن تصنيف الحديث فوجدته بين ضعيف وموضوع وضعيف جدا، فأشرت لذلك عندي على الصفحة، وشخصيا لم أكن أعرف بضعفه إلا بعد ذلك البحث، وكنت دائما أقف عند الحديث وأتساءل كيف للمؤمن أن يعرف أن ما أخذه حكمة، فأولت أن ذلك لا يكون إلا بمعرفة سابقة بما بين يديه من دينه يقيس عليها فيأخذ أو يترك ....والحمد لله أن عرفت ضعفه، ففي الحقيقة لا يستقيم حقا أن يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأخذ من بعيد وما جاء به هو الحكمة التامة .
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: زهراء في 2014-02-05, 20:18:48
إن الله يؤتي الحكمة من يشاء من عباده فالأصل و الله أعلم :emoti_17: ان الحكمة توجد عند الشخص في ذاته و في صفاته و ليست مكتسبة من غيره ففعل الشخص الحكيم  و تعامله مع المواقف في الحياة لا نستطيع أن نقارنه مع تعامل شخص آخر مع نفس المواقف و بنفس الطريقة و لذلك فإن التعامل مع الامور مقرون بمدى رجاحة العقل وتهذيب  :blush::الألسن و الله أعلم emo (6):
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: زهراء في 2014-02-08, 22:02:00
أضع أحد الروابط التي تحتوي على تفسيرات العلماء فيما يخص موضوع الحكمة و هذا هو الرابط إليكموه ::ok::
http://www.saaid.net/Doat/bakkar/019.htm
العنوان: رد: مناقشة كتاب "آذان الأنعام"
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2014-02-13, 00:29:51
تسجيل