المحرر موضوع: من الماضي والحاضر.  (زيارة 307500 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #60 في: 2022-12-01, 05:59:07 »
بذور الدنيا

استكمالا للنتائج التي تترتب على التفكك الفكري والعملي للأسرة، وحيث أني عاصرت كثيرا منها مؤخرا، فقد تأكدت ظنوني السابقة منذ سنوات قبل أن أخوض معركة الأسرة.

لا أدري لماذا يعترينا جبن شديد تجاه مكاشفة أنفسنا والإقرار بما برهنت عليه بالفعل رغباتنا الدفينة على مر السنين! فصوت الشهوات والانغماس في الدنيا لا يعلوه صوت في مجتمعاتنا!
لماذا إذن الاصرار على أن مساراتنا الحياتية التي سلكناها هي مسار الدين والتدين، وأن أي ادعاء بإمكانية الوصول لما هو أفضل هو مجرد كلام نظري غير قابل للتطبيق؟!

لا أجد تفسيرا منطقيا غير أن بذور الدنيا داخلنا أعمق مما نظن، وأن نباتها وإن اختلف لونه عن بذور الدنيا الأخرى من حولنا، إلا أنها تحتفظ بعوامل الانهيار في داخلها نورثها لأبنائنا من بعدنا.

شاءت الأقدار أن أجد نفسي في مسار لا أجد لأطفالي فيه غير مدارس الانترناشيونال (الإسلامي على حد زعمهم)، فهم على الرغم أنهم في بلد مسلم، إلا أنه لا يتحدث العربية ولا يعتبرها لغة يعتد بها.
وعلى الرغم أن القائمين على المدرسة من العرب أصحاب الفكر الديني، إلا أن ما شاهدته من طرق التواصل مع الأطفال أصابني بهم وغم شديدين..

تأكد لي ما كنت أخشاه من قبل، فكثير مما يوصف ب (إسلامي) من منتجات في زماننا، لا يعدوا كونه علامة تسويقية لفئة من الناس تهتم بأن تريح ضمائرها حين ترى العلامة على المنتجات التي تشتريها.
ولا أدري هل هناك من يهتم حقا بالمعنى وراء تلك العلامة ومدى تحققه أم لا، لكني لم أعد أستغرب ما يحدث اﻵن، فنحن أنفسنا نستخدم نفس العلامة على أفكارنا لنهرب من حقيقة أننا لا نستطيع مقاومة الدنيا وشهواتها. ودوما هناك طريق ملتوي نستطيع منه الوصول لتلك العلامة مع تحصيل ما تهواه أنفسنا دون نقصان.

وقد علمنا يقينا أن من تكون هذه صفتهم، فاستبدالهم قادم لا محالة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

هلا تكرمت بشرح فكرتك هنا بشكل أكثر تفصيلا

هي مشاهدة حياتية أكثر من كونها فكرة! وهي أن الحقيقة التي يهرب منها كثير منا أننا جعلنا تحصيل الدنيا محور حياتنا وفوق كل شيء آخر.
وقد يأتي الدين أو لا يأتي، لكن بالنهاية هو هدف ثانوي بجوار الهدف الأعلى المتمركز حول الفوز بالدنيا.

اللبس هنا يأتي من كون أن السعي وراء الدنيا الحلال لا بأس فيه وأن هناك تركيز كبير على السعي للدنيا الحلال تجنبا للوقوع في الحرام، ومع الوقت تتمحور كل قرارات الإنسان لتصب في اتجاه واحد فقط، وهو مصلحته الدنيوية.

ومثال المدارس الانترناشيونال الإسلامية هنا يوضح ذلك، فهي ترفع شعار "الإسلامية" في حين أنها في الحقيقة تهمش الإسلام في قلوب وعقول الأطفال!
فالطفل الذي يعتاد الحديث بالانجليزية في الفصل مع المدرس والأصدقاء لن يقتنع بأن حصة للغة العربية وحصة للتربية الإسلامية أهم من الإنجليزية!!

وهذا الوضع ليس قسريا من المدرسة، وإنما هو انعكاس لرغبة أولياء الأمور، فهم بالنهاية العميل الذي يدفع لرواتب المدرسين والموظفين، وتنفيذ رغباتهم يعني نجاح نموذج العمل.

كل هذا ليس بجديد! إنما راعني أننا صرنا نعتبر ذلك هو الطريق الأمثل للدين! وأننا هكذا نربي أبناءنا على الإسلام، وأننا نحن متدينون حريصون على الإسلام..
وبهذه الطريقة نقنع أنفسنا أننا ننتهج المسار الإسلامي الصحيح وأننا أدينا ما علينا ، في حين أن كل ما في الأمر أنه لم يكن هناك مانع من وجود هدف ثانوي عن الإسلام بجوار الهدف الأعلى عن الدنيا، وانه لو عرضت علينا الدنيا الحلال والإسلام في طريقين منفصلين لما ترددنا في اختيار الأول..

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #61 في: 2023-01-28, 18:13:10 »
تمزق

الماضي الحاضر.

لا أزال أتذكر فلسفاتي هنا عن الزواج والتربية وأقول كم كنت ضيق الأفق عديم الخبرة!
وبعد الفشل الكبير لتجربة استمرت قرابة السبع سنوات، أستطيع أن أقول وبكل ثقة أني لم أكن لأغير كلامي السابق هنا إلا لأضيف له سطرا واحدا.

لا تفترض أن موافقات الأفكار تعني تبنيها ولا أن العاطفة تعني البذل. فلا تركب بحرا لا يستطيعه قاربك، ولا تواجه ريحا قد يمزق شراعك.

الحقيقة المرة، أن المتغيرات التي حدثت في العشرين سنة الأخيرة جعلت جل المفاهيم والتصورات والخبرات التربوية السابقة لا محل لها من الإعراب.

ولو كان لدي صدقة للأمة لوهبتها لمحاولة زرع نخلة تربوية في مهب العاصفة التي تقتلع قلوب وعقول جيل جديد لم يجد ما يسد به رمقه تربويا، فضلا عن أن يقوم على تربية من بعده.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.
« آخر تحرير: 2023-02-04, 16:26:32 بواسطة جواد »

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #62 في: 2023-01-30, 15:31:29 »
لا إله إلا الله لا إله إلا الله
ربط الله قلبك وآواك وطيب خاطرك ❤️
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي.
« رد #63 في: 2023-01-31, 18:00:59 »
لا إله إلا الله لا إله إلا الله
ربط الله قلبك وآواك وطيب خاطرك ❤

وإياك، امين ❤

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #64 في: 2023-03-30, 07:46:35 »
مما قرأت - فتنة "الحد الأدنى"!

في عالم يتّجه فيه المكر العالمي لسلخ الأمّة عن دينها ودفعها قسرًا إلى الردّة عن الإسلام لتكون عالمانية أو نصرانية أو لااكتراثية، لا نكاد نرى من الأمة ما يُقابل ذلك -منذ عقود وإلى اليوم-  سوى"مشروع" "الحد الأدنى"..

-القوانين الداخلية والخارجية معلمَنة.. والمواجهة تكاد تقتصر على إعلان اعتراضات فردية على بعض التعديلات الحديثة التي تزيد رقعة مخالفة الشريعة اتساعًا.
-التعليم مُعلمَن، والمعارضة لا تظهر إلا عند الإمعان في العلمنة ببرامج أعظم فجورًا.. وهي معارضات فردية غالبًا، وسرعان ما تُنسى، ويتصالح الناس بعدها مع النمط التعليمي الجديد.
-الإعلام -ببرامجه الحوارية وأفلامه ومسلسلاته -معلمن بصورة فجّة وصريحة. ومع ذلك، فالمعارضة لا تظهر إلا عند الإفحاش في الفجور.. ثم يحصل التصالح مع الفجور الجديد.
-الطعن في الدين في الخطاب الفكري العالماني والإلحادي متدفق بلا انقطاع. والمزاج العام راض بالاقتصار على أن يكون الخطاب الإسلامي (نسبة إلى الإسلام لا إلى الحركيين) مجرّد ردة فعل على إسفاف مهرجين جدد، لا استئصال الباطل كلّية.
-العمل التنصيري في العالم الإسلامي كلّه متحالف -عمليًا- مع الخطاب الإلحادي والاستشراقي، وهو يطعن في الإسلام بكل لغة.. والأمّة راضية بالاقتصار على مواجهات فردية بلا مشروع كبير يجمعها..
-المسلم "الملتزم" اليوم راض -عامة- أن يكون عمله الدعوي على هامش حياته الشخصية، لأنه غير مهتم بما هو فوق ذلك، أو لأنّه لا يملك ما هو فوق ذلك في حياةٍ مطالبها المادية الضرورية لا ترحم صاحب العيال..
..
والسؤال.. ماذا لو كانت أمّة الإسلام في القرون الأولى تعيش بثقافة الحد الأدنى.. ؟
لا أشكّ أنّ الجواب هو أن مصيرنا ما بين عابد هُبل، ومثلِّث، وعدمي تائه..

الحضارات لا تصعد وتنتشر بثقافة "الحد الأدنى".. والأمم المغلوبة ماديًا، لا تكسر الأغلال بثقافة "ردة الفعل".. ولن تستطيع أن تُصلِح أمّة لا يحرق القلق أكباد خيارها، ولا يتشوّف أبناؤها إلى بذل أعمارهم كلّها في نصرة الحق وقمع الباطل..

لا أتحدّث هنا عن مشروع معيّن للمواجهة، وإنّما هو حديث عن ما هو أدنى من ذلك.. وهو داء إخلادنا إلى خيار الحد الأدنى الذي لا شيء بعده غير سكون الموتى.. حديثي هو عن مشاريع لإقامة الحق ودفع الباطل -على مختلف جبهات الأمّة- لا تجد أذنًا صاغية؛ لأنّ طموحنا هو أن نبقى نتنفّس..
قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [(آل عمران/ 104).
قال ابن كثير: "وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَنْ تَكُونَ فرْقَة مِنَ الأمَّة مُتَصَدِّيَةٌ لِهَذَا الشَّأْنِ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ *وَاجِبًا عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنَ الْأُمَّةِ بِحَسْبِهِ*".
دعوة إلى مراجعة النفس، والبأس، لا الاستسلام إلى الواقع، واليأس..

مقتبس من "د. سامي عامري".
« آخر تحرير: 2023-04-15, 12:18:51 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #65 في: 2023-04-23, 10:59:39 »
الوسع

كنت أستمع لمحاضرة لـ "أيمن عبد الرحيم" فك الله أسره وفرج كربه، واستوقفني معنى كنت أبحث عنه منذ فترة طويلة.

كان حديثه عن التكليف في العمل، ماذا يفعل الإنسان في دنياه غير العبادات الأساسية، وهي نقطة كثيرا ما أرقتني ولا تزال شغلي الشاغل منذ أكثر من عقد من الزمان.
استمعت لشيوخ وأساتذة من مختلف المدارس والأفكار، فهناك من يجعل العمل لدين الله هو الغاية العظمي التي يجب على كل مسلم بذل النفس وكل ما يملك فيها،
وهناك -وهم أكثرية- من يقول أن الغاية المحافظة على العبادات وتحري الكسب الحلال ثم التزود ببعض أعمال الخير، وأن هذا هو النموذج والقدوة للفرد المسلم.

شعرت دائما أن هناك حلقة مفقودة!
فنموذج المشايخ الذين يملكون من التأثير والمال ما يقيم دولا بكاملها، ثم لا نجدهم إلا خلف الشاشات وبين أحضان الرفاهية في بقاع العالم، فهذا مما لا يستقيم في نفسي!
خاصة حين أدرك أن نفس هؤلاء المشايخ يكادون يحصرون الدعوة والتدين في الخطابة والإعلام، ويروجون لنموذج التدين الفردي الذي لا علاقة له بالتأثير العملي في مجتمعه.

كذلك، وعلى الرغم أن النموذج الأول يرتقي بطموح المسلم فيجعل له قضية كبرى، إلا أنه لا يأخذ كثيرا بعين الاعتبار واقع الحال، ولهذا فغالبية المتحمسين له من الشباب في مقبل أعمارهم.
فإذا ما انتهت فترة الدراسة وأخذ الشاب يبحث عن متطلباته الأساسية في الحياة، اصطدم بمشاكل لا حصر لها! فإما أحبطه الواقع الذي لم يكن قد اعتركه بعد وتحول للنموذج الثاني الأسهل تطبيقا،
وإما انهارت ثقته في المنظومة الفكرية كلها وشعر بأن هناك من غرر به، وأن للحقيقة وجه آخر قد أخفاه عنه من استغل حداثة سنه وضعف خبرته، وقد ينقلب على كل شيء قد تعلمه سابقا.

عشت هذا الصراع كثيرا، وصرت أغبط من استطاع أن يجد في نفسه راحة للطريق الذي سلكه، في حين أشعر دوما أنني في صراع بين الطريقين.
ثم جاءت هذه الجملة في حديث "أيمن عبد الرحيم" عن الوسع، وأن الإنسان محاسب ومكلف بقدر ما يسعه جهده.

وعلى الرغم من بساطة المعنى، إلا أني شعرت بأنه هو الحلقة المفقودة، وأن كل إنسان رقيب على نفسه وإمكاناته.

نسأل الله العفو والعافية.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #66 في: 2023-05-15, 11:49:37 »
الحمد لله انها جاءت على لسان (أيمن عبد الرحيم) لتُفهم...

فعلا زمر الحي لا يطرب
  ::)smile:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #67 في: 2023-05-15, 17:41:41 »
الحمد لله انها جاءت على لسان (أيمن عبد الرحيم) لتُفهم...

فعلا زمر الحي لا يطرب
  ::)smile:

 ::)smile:  :blush::

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #68 في: 2023-06-03, 11:19:50 »
مفاهيم

على ذكر الأحداث السياسية الأخيرة في تركيا، والجدل الكبير حول أردوغان ونظام الدولة العلماني والديموقراطية وغيرها من المواضيع التي تثير عادة عاصفة من الجدل حولها.

يبدو لي أن هناك أزمة فكرية شديدة في عقل الأمة! وأن ثمة مشكلة في التفريق بين الإطار الفكري الذي ينتهجه المسلم وبين ما يطرحه الواقع من ملابسات.
ذكرني ذلك بأزمة اعتصام رابعة العدوية إبان ثورة 25 يناير 2011 في مصر.
نفس الجدال العقيم حول الديموقراطية وآلياتها والعلمانية ومدى ما تمليه على واقع الدولة.
ونفس الإتهامات أيضا لكل من يحاول وضع خط واضح بين المنهج الفكري وإرساء قواعده الصحيحة في الأذهان، وبين المناورات التي تجري على اﻷرض.

فبعد فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية في تركيا 2023 بنسبة ضئيلة للغاية على منافسه من المعارضة، نشر د. إياد القنيبي كلمة يحاول فيها التفرقة بين المنهج والعمل المتاح على الأرض.
وقد حاول الرجل الابتعاد عن شخص أردوغان حتى لا يثير حفيظة المتعصبين له، لكنه لم يسلم أيضا من الاتهامات بالإرهاب والتكفير والمثالية الخيالية. (يبدوا أنها باقة اتهامات جاهزة!).

وسبحان الله، هذا يثبت بالدليل خطورة تمييع الإطار الفكري وتبني الخطاب الشعبوي لحشد المؤيدين في محاولة لتحقيق مكسب ما على الأرض!
ولهذا أيضا أنتقد بشده دعوات صبغ المناورات السياسية التي تتبنى شعارا علمانيا محضا على أنها واجب إسلامي ومن أساس الدين!
فكيف لنا اﻵن أن نلوم الناس على اعتقادها في النظم العلمانية كطريق وحيد للحكم، وأن النظام الإسلامي الكامل لم يعد صالحا لهذا الزمان، وعلينا أن نتوقف عن المطالبة به؟!

الان يحصد الإسلاميون نتيجة رغبتهم في كسب أي معركة دنيوية بأي ثمن كان. فالأجيال التي ولدت تحت مظلة هذا الخطاب صارت ليبرالية حتى النخاع.
ولم تعد تستسيغ فكرة أن يفرض حكم الإسلام في بلد إلا إذا جاء ذلك حسب قانون الديموقراطية، وإلا فهم يرتضون أي حكم علماني ولو خالف كل تعاليم الشريعة.
فالمعيار هنا لم يعد علو حكم الله وعدم خضوعه للاستفتاء، وإنما هي معركة الجموع، من يكسبها ولو بصوت واحد فقط فله أن يفرض ما يريد على الجميع، وعلى الجميع أن يرضى وإلا فهم خارجون عن الشرعية.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.
« آخر تحرير: 2023-06-03, 11:21:33 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #69 في: 2023-06-05, 15:59:32 »
للبيت رب يحميه

لسان حال المسلمين في هذا الزمان، يفزعون لأموالهم ورفاهيتهم ولا يهتمون لأبرهة ولا لجنده..

ومع تنافس الدنيا وانفتاحها تنكشف العورات، وندرك متأخرين أن كثيرا ممن سبقونا لم تكن تعجزهم الظروف، إنما ضنوا بأنفسهم وأموالهم، وكذلك نحن مثلهم.

لم يعد لدينا حديث جدي إلا الدنيا، المال، الوظيفة، المكانة الاجتماعية، كله يأتي أولا، ولا يأتي الدين أبدا..
بل ان ناقد ذلك الحال صار محل اتهام، فكيف تتهم من يصلي ويزكي ويتصدق ويسعى للمال الحلال.

وكأن الإسلام لم يعد فيه إلا العبادات، وكأننا أعذرنا فلن نسأل عن أكثر من ذلك، ونحن نستزيد من الدنيا، لا نشبع ولا نمل من حديثها.

كلما تقدم بي العمر أدرك كم من الفرص ضاعت لتقاعس أهل الدين عن نصرة دينهم بالعمل لا كثرة الكلام.
لقد تأكد لي ما كنت أظنه فقط منذ سنوات طويلة، وهو أن المتاح من العمل أضخم بكثير مما يحاول بعض المتدينين إيهامنا به من قلة الحيلة ليبرروا تقاعسهم وركونهم إلى الدنيا وزينتها.

حتى صارت الدعوة إلى الدنيا مفخرة حديث المتدينين والدعاة، اللهم إلا من أسكتهم القيد فأعذروا إلى ربهم.

لطالما نظرت بإجلال لمجهود أفراد مثل د. السميط، لكني لم أكن أدرك أنه وأمثاله أقاموا علينا الحجة، فلم يعد لنا عذر.

وأدرك الآن بأن طالب الدنيا لن يبذل للدين أبدا مهما أتيحت له من فرص، وسيظل دوما يبرر لنفسه معيشته وحاله حتى يجعلها من الدين ذاته.

حقا والله، يا له من دين لو أن له رجال..

إنا لله وإنا إليه راجعون.
« آخر تحرير: 2023-06-05, 16:09:07 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #70 في: 2023-06-07, 12:46:19 »
الطريق

"نحن نريد الإسلام في نفوس وقلوب الناس قبل أي إجراء آخر، نريد تربية إسلامية قائمة أصلاً علي أساس العقيدة، والأخلاق الإسلامية،
ويجب عدم إضاعة الوقت في فرض التشريع الإسلامي بالقوة، قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات والتي تسعي لإقامة النظام الذي عاشت به وتعرفه." سيد قطب.

والدخول في السياسة في زماننا يجب أن يكون بالقدر المطلوب لتمهيد الطريق لتحقيق هذا الهدف. إقامة الإسلام في قلوب الناس بالفعل والقدوة، لا بكثرة الكلام والشعارات.
وعلى هذا يجب الحرص على أن تكون الصورة واضحة في أذهان الناس، فلا تتحول الوسيلة التي اضطرنا لها واقع الحال إلى غاية في ذاتها، وإلا ضاع مفهوم العقيدة في قلوب الناس.

والمسلم الداعية يدرك أنه لا أفضل ولا أوقع من الوقوف مع الناس في خندق واحد، يسعى للعمل على حل مشاكلهم بالإسلام، ولا يتعامل معهم بفوقية فكرية.
فالناس أسرى للدنيا والعبودية الجديدة التي فرضتها أنظمة الدول الحديثة. فإذا ما تحدث الداعية عن مفاهيم القيم والأخلاق شعر الناس أنه في واد وهم في واد آخر.

إن أفضل طريق للدعوة إلى الإسلام أن يرى الناس تأثير الإسلام في فعل الداعية. فلم تعد هناك معضلة في البلاغ بقدر ما هي معضلة في القدوة والعمل.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #71 في: 2023-06-10, 16:29:51 »
سلسلة تأسيس وعي المسلم المعاصر للمهندس أيمن عبد الرحيم. فرج الله كربه.

2017
https://youtube.com/playlist?list=PL2-FkZlJhxqWFQs8Wp4ER3IagmhIJItne

2018
http://www.youtube.com/playlist?list=PLGRq3LVAz8o3vH8pAf3wYOhJj_LkuKMF-
« آخر تحرير: 2023-06-18, 11:56:24 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #72 في: 2023-06-18, 12:26:41 »
وعي المسلم المعاصر

لسبب ما لم أعثر على محاضرات سلسلة تأسيس وعي المسلم المعاصر للمهندس أيمن عبد الرحيم إلا منذ بضعة أسابيع فقط!
وسبحان من كل شيء لديه بقدر..

السلسلة كنز بكل ما تعنيه الكلمة، وقد دفع صاحبها من حريته -فك الله أسره وجزاه خيرا كثيرا-، فما كان لمفسد في الأرض أن يترك تلك المفاهيم لتنتشر بين الناس.

تدور السلسلة حول عدة محاور أساسية، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1- مفهوم الأمة بمعناه الشامل في المكان والزمان
2- الفارق بين تأصيل مفاهيم الشريعة وبين تحديات واقعنا المعاصر وما تمليه من طرق للتعامل.
3- الأعمدة الأساسية اللازمة لبناء الأمة انطلاقا من الفرد والإمكانيات المتاحة.
4- اسقاط الضوء على تجربة الجماعات الدعوية الإسلامية في السنوات الماضية والأخطاء التي وقعت فيها.
5- العمل ثم العمل ثم العمل، وأن السؤال عن الوسع هو تكليف وليس تخفيف.

يركز م.أيمن عبد الرحيم على أننا مكلفون بالعمل وغرس الفسيلة وليس علينا استباق النتائج أو اشتراط نتيجة معينة، فإن لم تتحقق تقاعسنا وتحولنا للتنظير!

حدثني أخ عزيز منذ بضعة أيام عن انهيار الفطرة في الشباب، وكيف أن مفاهيم أساسية مثل الغيرة صارت تتلاشى هي الأخرى وفي أوساط المتدينين!
وحين تأملت معه تجربة جيلنا، خرجت بأن السلبية داء قاتل للمروءة!
لم تعد المشكلة في قلة محتوى الوعظ أو حتى سطحية العرض، فكثير من التسجيلات القديمة والمؤلفات السابقة والمتاحة بسهولة عبر الإنترنت فيها ما يكفي من المعرفة والوعظ.

مشكلتنا أن الخطاب الإسلامي صار بمعزل عن أحوال الناس وواقع حياتهم، فالكل يطلب من الناس أن تفعل وتبذل، في حين أن القدوة العملية التطبيقية مفقدوة أو تائهة!
في الأمة كثير من الخير، والتبرعات والنفقات الخيرية دليل على ذلك، لكن الدعاة جعلوها المسار الوحيد تقريبا للإنفاق! إما خوفا من يد السلطات، او استسهالا للحديث عنها.

أما مشاريع الأمة الهادفة، فهي تشكو الهجر والفقر، بل والمحاربة من كثير من الدعاة وأصحاب المصالح ممن يصنفون أنفسهم إسلاميين!

تحدث م. أيمن أنه أعطى المحاضرة أكثر من 50 مرة على مدار سنوات وفي محافظات مختلفة، وبهذا الرقي في الفهم، فأين تطبيق تلك المحاضرات؟

وتحدث أيضا عن ملاحظة لم أنتبه لها من قبل، فعلى الرغم من تواجد الجماعات الدعوية الإسلامية في مصر بقوة على مدار 80 عاما، فلم تساهم أي منها في حل مشكلة الأمية مثلا في المجتمع المصري!
كيف لا نعتبر الأمية من صميم اهتمام الدعوة وأعمالها؟
بل، وفي الوقت الذي كانت مساحة العمل مفتوحة للإسلاميين، فقد كان تركيزهم الأكبر على التنظيم وقواعده، وبعض الأعمال الخيرية الطيبة، لكن بنهاية الأمر لم يتغير بناء المجتمع من أي ناحية،
وبالطبع فشل حتى في الجانب الفكري الذي كان تركيزهم الأول.

إذا لم ندرك هذه الأخطاء ونغير من بوصلتنا، فليس هناك غير الاستبدال. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
« آخر تحرير: 2023-06-20, 08:45:11 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #73 في: 2023-07-23, 11:07:20 »
اقتصاد الدمار الشامل

https://youtu.be/xG4i6_8vcnE

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #74 في: 2023-07-26, 21:41:13 »
عدم التفرقة بين الكرم والحق المكتسب هو المسمار الأكبر في نعش أي علاقة.

ومن لا يشعر بواجب الكرم تجاه الاخر لا تصفو الحياة معه.

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #75 في: 2023-07-27, 00:14:16 »
عدم التفرقة بين الكرم والحق المكتسب هو المسمار الأكبر في نعش أي علاقة.

ومن لا يشعر بواجب الكرم تجاه الاخر لا تصفو الحياة معه.

على أن هناك ديونا لا تكافئ وكرما لا يوفى وفضلا لا نقدر على حسابه 🥰
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #76 في: 2023-07-27, 17:55:23 »
عدم التفرقة بين الكرم والحق المكتسب هو المسمار الأكبر في نعش أي علاقة.

ومن لا يشعر بواجب الكرم تجاه الاخر لا تصفو الحياة معه.

على أن هناك ديونا لا تكافئ وكرما لا يوفى وفضلا لا نقدر على حسابه 🥰

صدقت. هي نعمة كبيرة من الله أن يرزقنا مثل هؤلاء في حياتنا. ولا يعرف الفضل إلا أهله :)

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #77 في: 2023-08-08, 06:07:18 »
كهنوت

لطالما انتقدت الدفع بالناس للمشي وراء مجموعة من الشيوخ أو العلماء وعدم حثهم على تعلم دينهم واعمال عقولهم حتى يكون لديهم وازع داخلي وصحوة اذا ما حدثت كبوة للمتصدرين للفتوى.

وقد جاء اليوم الذي تخرج فيه مؤسسة بوزن دار الافتاء بمصر لتبيح ربا البنوك وتعتبره ربحا لا مشكلة فيه.

وبالطبع ظهر الكثير من مختلف طوائف الناس ليؤيد ويبارك ويجادل. وربما أكثر ما المني هو قول أحدهم أن النقود الورقية ليست لها قيمة فليس لها غطاء ذهبي وهي بالتالي لا تعتبر نقودا.

وللأسف الشديد هو أصاب جزءا من الحقيقة المرة. فقد انشغل العلماء والشيوخ بإيجاد المخارج للبنوك حتى تصير عقودها شرعية، ولم يهتم الغالبية بحل مشكلة النقد الورقي بصيغته الحالية.

وهانحن الان نصل لمرحلة تبرير الربا لأنه لا بديل عنه!
فالنظام النقدي في ذاته فاسد، ولا يوجد استثمار امن، وهناك تضخم في العملات الورقية، فالنتيجة الألمعية هي فوائد القروض البنكية حلال وليست ربا!

فك الله أسر م. أيمن عبد الرحيم، فقد قال يوما أن الناس حين يألفون الحرام ويحيط بهم في كل حياتهم، فأسهل عليهم أن يغيروا الدين ويعطوه صفة الحلال بدلا من تغيير حياتهم كلها.

ولا أدري أي واجب أهم للعالم إذا وصل الأمر لتغيير ثوابت الدين نفسه!

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #78 في: 2023-08-12, 13:26:02 »
أوغندا والشواذ

أصدر البنك الدولي بيانا رسميا يعلن فيه وقف الدعم المالي لأوغندا لرفضها دعم أجندات الشواذ والمثليين.

وعلى الرغم أن المتعاملين مع البنك الدولي ماليا واقعون في إثم الربا، إلا أن استخدام النظام المالي كأداة ضغط لدعم أجندات الشواذ والمثليين هو تصعيد سريع ينذر بكوارث أخرى قادمة.

فالكثير من الدول الإسلامية مستفيدة من تمويل البنك الدولي، وهذا بالتبعية يعني أننا مع الوقت سنفقد السيطرة على ما بقي من جوانب أخلاقية في مجتمعاتنا.

الاقتصاد ليس مجرد كسب المال ولا وسيلة لرغد العيش فقط، الاقتصاد هو الوجه الآخر للسلطة بجانب السياسة، بل وهو المؤثر الأول على السياسة.

لهذا كان أول ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم حين دخل المدينة بعد المسجد والمؤاخاة هو بناء السوق الإسلامي المستقل عن سوق اليهود.

ولكن للأسف نحن نعيش في حالة من الوهم والسلبية جعلت الكثير من أصحاب الأموال يهربون من أي مسؤولية اقتصادية تجاه الأمة،
ويظنون أن صدقة لفقير أو بناء مسجد هو كل ما يحتاجون إليه لإراحة ضمائرهم والشعور بأنهم أدوا ما عليهم. ثم يلقون بالتبعية على الحكومات تحت حجة أن الأمر أكبر منهم!

"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟"

- وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟..
« آخر تحرير: 2023-08-13, 10:18:23 بواسطة جواد »

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: من الماضي والحاضر.
« رد #79 في: 2023-08-20, 12:31:21 »
مداخل الفساد

منذ أكثر من ٣٠ عاما تم انشاء هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية كهيئة غير ربحية في البحرين.
وتصدر الهيئة الكثير من المعايير الشرعية المتعلقة بكثير من المعاملات المالية مثل المتاجرة في الأسهم وتنظيم اليات عمل البنوك الإسلامية وغيرها من المؤسسات المالية.

لكن اللافت للنظر عند الاطلاع على معيار المتاجرة بالأسهم مثلا أن هناك التفاف حول توصيف الأمور وفتح أبواب فساد ضخمة جدا!

فالمعيار الشرعي للهيئة يقول بإباحة التعامل في أسهم شركات تتعامل بالربا بمعاملات لا يزيد حجمها عن ٣٠٪ من قيمة الشركة السوقية،

ثم يقول بإباحة التعامل في أسهم شركات لديها أنشطة فرعية محرمة، على ألا يزيد عائد هذه الأنشطة عن ٥٪ من قيمة الشركة السوقية،
على أن يقوم بتطهير مكاسبه بعد ذلك من تلك الأنشطة المحرمة، على الرغم أن حرمة الربا أشد وأنكى من حرمة الخمر مثلا!

والحجة في كل ذلك، أن هذا من عموم البلوى وحتى لا نحرم أموال المسلمين من الاستفادة من هذه الأعمال الكبيرة!
وعلى أمل أن يمارس أصحاب الأسهم ضغط على إدارة الشركة للتراجع عن الربا والأنشطة المحرمة!

وحتى نتصور سذاجة هذا الطرح، فشركة مثل أبل وصلت قيمتها السوقية إلى ٣ ترليون دولار، فمباح لها تبعا لكلام الهيئة أن تتعامل بالربا حتى ٩٠٠ مليار دولار!
هذا الرقم بالمناسبة يزيد عن اجمالي الناتج المحلي السنوي لبعض من دول الخليج مجتمعة!

أما عن حجم الأنشطة المحرمة تبعا لمقياس الهيئة، فهذا يعني أن شركة أبل تستطيع استثمار ١٥٠ مليار دولار في أنشطة محرمة، وستظل على قائمة الشركات الحلال للاستثمار من وجهة نظر الهيئة!
حتى نتصور الأمر، فتجارة الإباحية عبر الإنترنت يقدر دخلها السنوي عالميا ب ١٠٠ مليار دولار!

الكارثة لا تتوقف هنا، لكن خلال ٣٠ عاما من عمل الهيئة لم نسمع عن شركة عالمية واحدة أوقفت معاملاتها الربوية أو أنشطتها المحرمة لأن المساهمين المسلمين أثروا على مجلس الإدارة.

ولم نسمع كذلك عن شركات إسلامية خالصة صارت عالمية دون الحاجة للربا، فمن أين لها باستثمار حلال وأضخم الاستثمارات تذهب للخارج أو في الانفاق على الأنشطة الترفيهية؟
بل نكاد لا نسمع عن شركات إسلامية خالصة لها أي تأثير اقتصادي إيجابي على المجتمع، ولكن فقط نمو أرباح أصحابها! ولا علاقة للهيئة طبعا بهذا الكلام!

فما الذي فعلته الهيئة تحديدا خلال ٣٠ عاما؟

اتباعا لمعايير الهيئة، فقد وجد أصحاب الأموال من المسلمين حجة لهجر المشاريع ذو الطابع الإسلامي والارتماء في أحضان الشركات العالمية، حتى وإن كانت تدفع ضرائبها لدول تقتل المسلمين في كل مكان.

وعملا بمعايير الهيئة، تم تجريف بلداننا من الاستثمارات ذو الفعالية الإنتاجية الحقيقية، فمخاطرها من وجهة نظر المستثمر أعلى من الاستثمار في شركات عالمية مستقرة.

وبالطبع لأن التمويل بالربا صار مباحا بشكل غير مباشر نتيجة هذا المعيار، حيث فعليا لا تحتاج أغلب الشركات لقروض تزيد عن ٣٠٪ من قيمتها السوقية،
فقد صار التمويل بالربا هو الأصل! وصار على المشاريع الصغيرة أن تختنق أو تتعامل بالربا هي الأخرى!

وازدهرت تجارة الربا في كل البلدان المسلمة، وحتى حين تم الاحتيال أكثر في صياغة عقود التمويل في البنوك الإسلامية، فلا تظل البنوك الربوية هي الأساس والأكثر قوة في كل الدول.

وهكذا صنعنا خندقا وهميا وسقنا المبررات لنقتل أنفسنا بأيدينا، ثم ندعي أن لدينا مالية إسلامية وأن العلماء أدوا ما عليهم!،
ربما لم يوضحوا لنا فقط أنهم كانوا يقصدون تأدية واجبهم تجاه مصلحة أصحاب المال لا الأمة ولا عموم المسلمين بالطبع..

حسبنا الله ونعم الوكيل.
« آخر تحرير: 2023-08-21, 07:50:56 بواسطة جواد »