أيامنا الحلوة

أجيال وراء أجيال => :: أحلى شباب :: => الموضوع حرر بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-06-17, 17:39:01

العنوان: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-06-17, 17:39:01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعم أيها الإخوة الكرام، هي ألوان، وزاهية أيضا  emo (30):.... لطالما أشعّت وزيّنت وأفرحت وأسرّت، ونفعت وملأت الدنيا ....

سأعود بإذن الله تعالى قريبا لحديث الألوان فانتظرونا
  emo (30):
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2009-06-17, 18:14:08
مممممم :emoti_17:

لا يكون ألوان براءة الأطفال :emoti_282: ؟؟؟؟

بالإنتظار يا خالتو اسماء , و يارب يكون في لون موف ::ok::
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: نور السماء في 2009-06-17, 20:27:49
يا ترى مين المقصود بالالوان الزاهية !!!!!!  :emoti_17:
على فكرة انا بحب الاحمر جدا  :emoti_143:
لو موجود هبعتلك هدية جميلة اوى بس يارب تعجبك ٠ :blush::
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-06-17, 20:37:49
أهلا ريحان مسك  :good:....أهلا نور السماء  ....  :good:
إممممممم :emoti_17:........ريحان ومسك ونور ::ok:: ....يا إلهي إنّها لروائح زكيّة ولأنوار ... ما أسعدني بكل هذا  ::happy:

طيب .... تسألان عن الألوان :emoti_17: .... ألواني زاهية وبهيّة ومفرحة ومبهجة ::)smile: ، فستجدان بإذن الله كل ما تحبّان ::)smile: ....

لا أستطيع أن أبدأ الآن، لأنني أسرق بعض الوقت لأكتب فيه هذه المشاركات القصيرة، وبإذن الله تعالى أنا على وشك إتمام ما بين يديّ ....
صبرا جميلا .... وستبهركم الألوان قريبا إن شاء الله تعالى  ::ok::
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2009-06-17, 20:54:07
على فكرة يا خالتو اسماء , عطري المفضل هو المسك من و انا صغيرة , يعني ريحة الطفولة مستمرة الى الآن , كل ما خلصت علبة بجيب غيرا  :emoti_282: :emoti_282: :emoti_282:

بالإنتظار يا خالتو اسماء ::ok::
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: نور السماء في 2009-06-17, 21:33:21
بالانتظار على احر من الجمر ٠ :good:
ارجوا الا يطول الانتظار لافهم الموضوع ٠ :blush::
الجو حر جدا وده عامل مؤثر على الصبر ٠
:emoti_143:
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-06-18, 09:15:03
نعّمك الله بمسك الجنة يا ريحان   ::)smile:
نور السماء لا يفوتنّك الموضوع .... لا تذهبي بعيدا فأنا عائدة إن شاء الله  :emoti_389:


كثرت الوعود بالعودة  :emoti_282: ولكنني في الواقع أعود حقا كما ترون ولكن لم تبدُ للموضوع بداية بعد :blush:
في الحقيقة أحب أن أركز وأتابع معه باهتمام بعيدا عن كل انشغال.... زيادة في التشويق :emoti_143:
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-06-18, 09:32:38


 :emoti_282: :emoti_282:
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2009-06-18, 12:05:13
انوار السنة النبووووووووووية :emoti_17:

صح  :emoti_282:؟؟
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-06-18, 12:27:06
انوار السنة النبووووووووووية :emoti_17:

صح  :emoti_282:؟؟



وهل مثل تلك الأنوار أنوار ؟؟؟ ولكن لا ليست هي :emoti_143:
اذهبي وحضري لامتحاناتك يا بت يا ريحان    ::hit:::emoti_282:
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2009-06-18, 13:16:51
حاضر  :blush::

بس و الله انا ما بعرف ذاكر قبل الإمتحان بكام يوم

لازم بنفس اليوم  :emoti_282:
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-06-18, 19:53:29
بسم الله الرحمن الرحيم  أبدأ مع ألواننا الزاهية .... emo (30):

المجالس والندوات العلمية والفكرية والأدبية  لون من ألوان حضارتنا الزاهية ، كان لها كبير الأثر في نشر الثقافة ورفع المستوى الاجتماعي والذوق العلمي ،كما كانت مظهرا من مظاهر اليقظة الفكرية في أمتنا إبان مجدها وقوتها...

فكانت رحاب الخلفاء مجالسا للعلم والفكر والأدب، وكذلك مجالس الفقهاء....

احتاج عمر بن الخطاب يوما إلى وال كفء يولّيه عملا هاما من أعمال الدولة فقال لجلسائه : دلوني على رجل أستعمله على أمر قد أهمّني فقالوا: فلان، قال : لا حاجة لنا فيه، قالوا: فمن تريد؟ قال: أريد رجلا إذا كان في القوم وليس أميرهم كان كأنه أميرهم، وإذا كان أميرهم كان كأنه رجل منهم، قالوا: ما نعرف هذه الصفة إلا في الربيع بن زياد الحارثي ، قال : صدقتم ، فولاه ....

وقد اشتهرت مجالس خلفاء بني العباس، وأذيعها صيتا مجالس الرشيد ....ومن المناظرات الفقهية التي وقعت يمجلسه أن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة وصف الكسائي بأنه لا يحسن الفقه وإنما يحسن شيئا من كلام العرب فقال الكسائي: من تبحر في علم واحد اهتدى به إلى سائر العلوم، فقال له محمد يختبره: ما تقول فيمن سها في سجود السهو؟ هل يسجد مرة أخرى؟ قال الكسائي : لا ، قال محمد : لماذا؟ فأجاب الكسائي: لأن النحّاة تقول : المصغّر لا يصغّر ...

كما كانت دُورُ الورّاقين ، أي دكاكين بيع الكتب مجالس للعلماء، يتساقطون فيها أطيب الحديث عن العلم ، وكان بائعو الكتب في الغالب أدباء ذوي ثقافة، فقد كان ابن النّديم صاحب "الفهرست"، وياقوت صاحب "معجم الأدباء" ورّاقَيْن، أي بائعي كتب،وكان يجتمع إلى دكاكين الوراقين كبار الأدباء والعلماء والشعراء ....

عدا عن مجالس الفقهاء والمحدثين والوعاظ ، وذلك مما شاع وذاع في كل بلدة وكل قرية......

ترى ما قولكم في هذا اللون ؟؟ emo (30): وما رأيكم emo (30): وماذا تراكم تتمنّون؟؟ emo (30):
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: نور السماء في 2009-06-18, 20:14:06
اما عن هذا اللون فهو لون زاهى جميل (افضل من الاحمر الذى كنت اتمناه )  :blush::
ورأيى انه لون ثقافى وعلمى فهؤلاء اللذين ينيرون الطريق للناس على مر الزمان ويبدءون طريقاً للعلماء والفقهاء
يكملون فيه ما بدأه من قبلهم ::ok::
واما عن امنياتى اتمنى المزيد والمزيد من الالوان الزاهية
  :good:
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-06-18, 21:15:14
اما عن هذا اللون فهو لون زاهى جميل (افضل من الاحمر الذى كنت اتمناه )  :blush::
ورأيى انه لون ثقافى وعلمى فهؤلاء اللذين ينيرون الطريق للناس على مر الزمان ويبدءون طريقاً للعلماء والفقهاء
يكملون فيه ما بدأه من قبلهم ::ok::
واما عن امنياتى اتمنى المزيد والمزيد من الالوان الزاهية
  :good:

يا سلاااام يا نور السماء  :good:أهو أجمل من أحمرك المفضّل ؟؟ ::)smile: طبعا هو أجمل وليس لي في ذلك يد وإنما هي يد حضارتنا التي حقا أشعّت بأنوارها وازدهت بألوانها الزاهية التي عمّت الأرض وتحققت فعلا على الأرض ....

نعم ستأتي الألوان الزاهية تباعا بإذن الله ... ولكن أسألك يا نور السماء هل تتخيلين عودة هذا اللون لحياتنا؟؟ :emoti_138: وإن تخيلته فما أثر عودته  في مجتمعنا برأيك
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2009-06-18, 22:22:48
و الله يا خالتو اسماء , عندما ذكرتِ الورّاقين بالموضوع ضحكت عن حالنا الآن

ترين بائع الكتب في المكتبة موظف كغيره من الموظفين في دائرة حكومية مثلا

فعندما ذكرت بأن بائعي الكتاب كانوا من المؤلفين و الأدباء , قارنتهم ببائعي الكتب اليوم

شتان بين الإثنان

الآن البائع يجلس على المكتب ليبيع و يأخذ النقود و يضعهم في الصندوق

و البائع الذي يفيدك و ينصحك بالكتب التي تحتاجينها اجده في المكاتب القديمة في الحارات

بالفعل ألوان زاهية :emoti_282:

و فيها موف اكيد ::ok:: ::ok:: ::ok::

متابعة يا خالتو اسماء emo (30):
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: نور السماء في 2009-06-18, 22:53:53

اما عن هذا اللون فهو لون زاهى جميل (افضل من الاحمر الذى كنت اتمناه )  :blush::
ورأيى انه لون ثقافى وعلمى فهؤلاء اللذين ينيرون الطريق للناس على مر الزمان ويبدءون طريقاً للعلماء والفقهاء
يكملون فيه ما بدأه من قبلهم ::ok::
واما عن امنياتى اتمنى المزيد والمزيد من الالوان الزاهية
  :good:

يا سلاااام يا نور السماء  :good:أهو أجمل من أحمرك المفضّل ؟؟ ::)smile: طبعا هو أجمل وليس لي في ذلك يد وإنما هي يد حضارتنا التي حقا أشعّت بأنوارها وازدهت بألوانها الزاهية التي عمّت الأرض وتحققت فعلا على الأرض ....

نعم ستأتي الألوان الزاهية تباعا بإذن الله ... ولكن أسألك يا نور السماء هل تتخيلين عودة هذا اللون لحياتنا؟؟ :emoti_138: وإن تخيلته فما أثر عودته  في مجتمعنا برأيك

[size=12pt
اما عن تخيلى فأنا دائماً متفائلة باذن الله وارى انها سوف تأتى اذا تيقنا بعودة الاسلام بنوره وسوف يشع خيره
واما عن اثر عودة هذا اللون الجميل لمجتمعنا فما هو الا عودة الاسلام بجميع خير
فهذا هو ذاك٠
و الله يا خالتو اسماء , عندما ذكرتِ الورّاقين بالموضوع ضحكت عن حالنا الآن

ترين بائع الكتب في المكتبة موظف كغيره من الموظفين في دائرة حكومية مثلا

فعندما ذكرت بأن بائعي الكتاب كانوا من المؤلفين و الأدباء , قارنتهم ببائعي الكتب اليوم

شتان بين الإثنان

الآن البائع يجلس على المكتب ليبيع و يأخذ النقود و يضعهم في الصندوق

و البائع الذي يفيدك و ينصحك بالكتب التي تحتاجينها اجده في المكاتب القديمة في الحارات

بالفعل ألوان زاهية :emoti_282:

و فيها موف اكيد ::ok:: ::ok:: ::ok::

متابعة يا خالتو اسماء emo (30):



]عندك حق يا ريحان ::ok::
بل اظن ان كثيراً من بائعى الكتب قد يكونوا جهلاء  :emoti_64:  :emoti_143:
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2009-06-18, 23:37:34
يمكن بيشتغلوا لأن اهلهم يريدونهم ان يتحملوا المسؤولية

و لكن هيهات , دول بيسمعوا الكلام من سكات و بدون اي فايدة ::ooh::

 
 
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-06-19, 17:15:51
أهلا وسهلا ريحان ونور   ::)smile:

بارك الله فيكما ....

نعم يا نور هذا ما يجب أن يكون تفاؤلنا خيرا، أما ما يصدّق نفاؤلنا هذا فهو العمل والسعي لتحقيق هذا الخير على الأرض، أنتم يا نور أمل هذه الأمة، أنتم الشباب في مقتبل العمر، زهرات هذ الأمة.... منذ الآن يا نور ويا ريحان عليكما أن تعملا على أن يشعّ فكركما نورا، وأن تعلما وتفهما دوركما في هذه الحياة.... هذه الألوان ليست ألوانا نذكرها لنذكر معها مجدا قديما،وعزا تليدا ثم نعضّ أنامل الأسف ونحزن على حالنا، ونطوي الصفحة ونولّي ونحن حَزَانى وإنما علينا أن نعمل بكل قوة على إعادة هذه الألوان الزاهية، فديننا هو أساس هذه الحضارة التي لم تسقط وإنما شمسها في غروب، قريبا بإذن الله ستعود وتشرق، هذا الدين العظيم هو أساس لا تنخر فيه السنون، ولا يتآكل فيهوي ما بني عليه إلى غير رجعة وإلى غير قيام، وإنما هي الأيادي التي ترفع، هي التي تنقص وهي التي نريد ....

هذه المجالس والندوات يا ريحان ويا نور، مجالس علم، ومجالس فكر ومجالس أدب.... تخيلوا مجتمعا هؤلاء هم أفراده، وهذه هي صفاتهم، مجتمع ليست سماته مقاهي منتشرة على قارعات الطرق بها من الشباب والكهول والشيوخ الذين يقتلون الوقت قتلا.... وإنما سماته أماكن يجتمع فيها الشباب ويجتمع فيها الكهول والشيوخ هذا يعطي لذاك من علمه، ومن أدبه ومن فقهه ....

تخيلوا مجتمعا هذه أوقاته وتلك عدّاداتها ....تخيلوا أنها مجالسهم تلك بمثابة المقرات التي تُعدّ بها تطلعاتهم لتنفّذ على أرض الواقع ....
تخيلوا مجالس أدب، تكون ثمرتها مجلات أدبية تنمي الحس الأدبي والفني بانتشارها في أوساط المجتمع المختلفة، وتحافظ على قيمة هذا العنصر الفعال في الرقي بالحس الثقافي  للمجتمع.... مجالس أدب راقٍ، لا تعترف بالأدب المسفّ، ولا بالأدب الهابط، ولا بالأدب المفسد، وإنما أدبها الراقي النافع المؤسس المربي الذي يحمل  رسالة ويؤدي رسالة ....

تخيلوا مجالس أدب تتصدّى للأدباء المنحطّين بإنتاج ما هو مفيد وبأن يتمخّض عنها كل ما هو مفيد وراق ....
تخيلوا مجالس أدب تكرّم الأدباء الذين يجعلون من أدبهم وسيلة لخدمة الإسلام وخدمة المجتمع ونفعه، والرقي بحسّه وذوقه .... تكرمهم وتعلي من شأنهم وتنصبهم مكونين، معلمين....
تخيلوا مجالس أدب تقيم اللقاءات الأدبية المحترمة، التي تعلي من شأن الأدب في المجتمع فينام المجتمع ويصحو وهو يسمع عن لقاء أدبي يحضره جملة من الأدباء النزهاء حاملي الرسالة....

كيف سيصبح حال المجتمع؟؟؟ ألن يجد كل هاو وكل ذو موهبة وكل ذو حبّ لهذا اللون متنفّسه ومجالا يبرز فيه أعماله وتصقل فيه موهبته، فيزيد إلى عدد النزهاء بما يعرّف من الصواب وما يعرّف من الخطأ، وبما يرسّخ فيه من أسس العمل النزيه النظيف ؟؟

تخيلوا مجتمعا هذه السمة التي يعرف بها ..... هذا عن مجالس الأدب والأدباء.... عدا عن مجالس ومنتديات العلم والفكر ....وما أدراك ما الفكر ....

وسأعود لتتمّة بإذن الله  العلي القدير .....

ريحان ....نعم أنا أيضا جال بفكري ما جال بفكرك من المقارنة ....جميلة منك هذه المقارنة... وجميل أن نعرف كم كان للكتاب من قدر، وكم كان الكتاب كنزا لا يأخذ مسؤوليته إلا أهله العارفون به الهائمون به حبا، المفيدون به .... إنهم الورّاقون، وإنها دكاكينهم حيث كانوا يبيعون الكتب، وحيث كانت ملتقيات للأدباء والعلماء والشعراء ....

يا إلهي إنني أتخيل عالما وكأنه السحر، وأنا أرى كل هذا .... ربما ضحكتم مني ، ولكنني حقا أتخيل مدن العرب والمسلمين، وقراهم وكل هذا منتشر بها في هذا الزمان كما كان في تلك الحقبة من الزمن ....
لقد كانوا أكثر منا تحضرا في عصر نشيد ونهتف فيه بالتحضر والتقدم التكنولوجي ......
أتخيل العمائم على رؤوس أولئك العلماء الذين هم ذاتهم ألوان ازدهت بها مدن العرب والمسلمين، أتخيلهم بعباءاتهم، بهيئاتهم، وبهيبتهم ، أتخيل حكمتهم، وأتمنى لو كنت بينهم تلميذة تنصت وتتعلم وتفرح وتنتشي وتزهو بكل ذلك العلم النافع منهم....

ألتفت لنفسي ، وأرقب يديّ وهما ترقنان على لوح المفاتيح، وأرقب ما تبصر عيني من أشعة موجعة تخترق شبكة العين تنبئ بنقصان البصر يوما بعد يوم، وأتساءل أي يد لنا في كل هذا ؟؟؟   وأقول سبحان الله كيف نقبع خلف هذه الشاشات،وأجدادنا كتبوا بمداد يستوطن دواة كثيرا ما كانت تسقط فيراق المداد يلطخ كل ما حولها، فيعودون ليجمعوا منه ما يجمع إن جمع ، وإن لم يجمع أتوا بالجديد منه، وملؤوا دواتهم من جديد، وانطلقوا في رحلتهم الممتعة الشيقة التي لا ينقطع إمتاعها، ولا ينقطع سحر جوّها، ..... وهذه كتبهم بين أيدينا اليوم ........

نعم يا ريحان .... نعم يا نور ........ نريد أن تعود هذه الألوان من جديد .....
ولي عودة أخرى قريبة بإذن الله تعالى فمازالت بجعبتي الألوان الزاهية
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-06-27, 17:39:42
نعود لهذا الموضوع والعود أحمد emo (30):

عرفنا أيها الإخوة سوية دور الندوات والمجالس العلمية التي كانت تعجّ بها المدن الإسلامية في أوج عزّ حضارتنا... ونريد أن نرى سوية ف يهذا الموضوع حضارتنا حقائقا على الأرض، نريد أن نلامس ثرياتها عن قرب بأمثلة كانت وبحقائق ما تزال شواهدها قائمة تؤكد على أنها الحقيقة لا الوهم ولا الكذب ....

أضيف لهذا اللون الزاهي من ألوان حضارتنا والذي أسعد وأنا أعيش مع أصحابه في تلك الحِقَب العزيزة، أعيش معهم أيها الإخوة، أحضر مجالسهم الثرية، وأرمق عماماتهم البهيّة


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3029.0;attach=4215;image)

أرمقها بإكبار وإجلال وتقدير لما يصدر من أصحابها من نفيس الدّرر....

أرمق الأديب الأريب، والفقيه العارف، والعالم المتواضع، والورّاق العالم بصنعة الكتب، والخليفة العزيز بنور حضارة بلده المشعّ على الأرض كلها ....
أريد أن أضيف لهذا اللون خلاصة كتبها مصطفى السباعي صاحب كتاب "من روائع حضارتنا" والذي أستقي لكم منه هذه الشواهد العزيزة  

وبعد، فالأمة التي تستحق الحياة تجد غذاءها في العلم قبل كل شيء، وأمتنا يوم كانت تبعث الحياة في الأمم والشعوب كانت تسلك كل سبيل للتزود من العلم ونشره ، وإذاعته، بل كان مختلف أبنائها من الخليفة إلى العالم والتاجر، يتبارون في الاستكثار من أدوات العلم، وكتبه وبناء مدارسه، وكانت كما رأيت لا يُتَحَدّث فيها إلا بما يزيد في العلم، ويفتح الذهن ويصقل العقل، وهم حتى في مجالس سمرهم ولهوهم كانوا علماء أدباء، لا يفوتهم تحقيق مسألة، أو كشف غامض، أو تصحيح خطأ....
ويقول أيضا :

إن حضارتنا في عصور ازدهارها، ملأت العالم الإسلامي ينور العلم، يغشى بيوتها، ومساجدها ومدارسها، وأنديتها ومجالسها ودكاكينها، حتى حق لعالم كبير كجوستاف لوبونأن يقول :  "إن حب العرب للعمل كان عظيما، وإنهم بلغوا درجة رفيعة من الثقافة بعد أن أتموا فتوحهم بزمن قصير، حتى استطاعوا أن يبدعوا حضارة أينعت فيها الآداب والعلوم والفنون وبلغت الذروة."

نعم .... تلك هي الحقيقة .... فأين نحن من إعادة ذلك المجد ؟؟؟؟ سؤال يجب أن نبحث له عن إجابة ولا يكفي أن نفتخ ربهذا الماضي ونستطيب قراءته وترديده، بل يجب أن نغضب على حالنا لنعيد ما كان منا ولنا ذات يوم

ولي بإذن الله عودة مع لون جديد من ألواننا الزاهية    emo (30):
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-06-28, 17:13:35
هذه الألوان ...فأين العيون  :emoti_138: :emoti_138:
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-06-28, 20:28:19


هذه الألوان ...فأين العيون  :emoti_138: :emoti_138:


العيون زاغت من الحيرة بين الموضوعات الجميلة  emo (30):

لم أقرأ بعد ولكن لفتت نظري صورة العمامة وكنت أنوي تأجيل تعليقي عليها إلى ما بعد القراءة

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3029.0;attach=4215;image)

سبحان الله .. ليست المرة الأولى التي أرى فيها صورة لرجل يرتدي عمامة ولكن هذه هي المرة الأولى التي أنتبه إلى أنها - العمامة - وقاية من الشمس الحارقة أو البرد القارس مما يعني أن هذا رجل يسعى ويدب ويضرب في أنحاء الأرض يطويها عملا وجهداً وإصلاحاً

وتذكرت على الجانب الآخر صورة أخرى لشاب ضارب شعره جيل ( هذا تعبير مصري لا أجد أقرب منه للمعنى الذي أريده ويعني شكل الشعر الذي ترون عليه الفنانين والمطربين مثلا ) يسعى في الأرض للقاء فتاة أو جلسة تافهة على مقهى أو ما شابه

العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-07-01, 11:14:12


هذه الألوان ...فأين العيون  :emoti_138: :emoti_138:


العيون زاغت من الحيرة بين الموضوعات الجميلة  emo (30):

لم أقرأ بعد ولكن لفتت نظري صورة العمامة وكنت أنوي تأجيل تعليقي عليها إلى ما بعد القراءة


سبحان الله .. ليست المرة الأولى التي أرى فيها صورة لرجل يرتدي عمامة ولكن هذه هي المرة الأولى التي أنتبه إلى أنها - العمامة - وقاية من الشمس الحارقة أو البرد القارس مما يعني أن هذا رجل يسعى ويدب ويضرب في أنحاء الأرض يطويها عملا وجهداً وإصلاحاً

وتذكرت على الجانب الآخر صورة أخرى لشاب ضارب شعره جيل ( هذا تعبير مصري لا أجد أقرب منه للمعنى الذي أريده ويعني شكل الشعر الذي ترون عليه الفنانين والمطربين مثلا ) يسعى في الأرض للقاء فتاة أو جلسة تافهة على مقهى أو ما شابه



نعم ماما فرح  ، صدقتِ ....جزاك الله كل خير على هذا التأمل العميق ... فهم أخفوا الشعر وغطوه، وأعطوا العلم وما أخفوه، وهؤلاء عرّوا شعورهم وما غطوها وليت شعري، أين العلم يزيّن العقول ؟؟!!

في المداخلة المقبلة لون جديد فتابعوا معي  emo (30):



(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3029.0;attach=4256;image)
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-07-01, 11:16:21
واليوم مع لون جديد نملّي به أبصارنا ونحلّي emo (30):

كانت المكتبات في عصر إشراق حضارتنا مدارس للتعليم ومؤسسات ينفق عليها الأمراء والأثرياء والعلماء، وفي ذلك الزمن لم تكن الطباعة قد ظهرت بعد، وكان الكتاب يُنسَخ على أيدي نسّاخ متخصّصين  فكان ثمن الكتاب يبلغ حدا يتعذر على طالب العلم أو العالم غير المقتدر اقتناؤه، فكيف بالعدد من الكتب؟ ولهذا كان قيام المكتبات آنذاك منبعثا عن عاطفة إنسانية وعن نزعة علمية كلاهما سواء بسواء ...

وقد تغنّى الأدباء العرب قديما بالكتاب تغنّي الحبيب بحبيبه من فرط وَلَعهم وتعلقهم به، قال أحمد بن إسماعيل :
"الكتاب هو المُسامر الذي لا يبتدئك في حال شغلك، ولا يدعوك في وقت نشاطك، ولا يحوجك إلى التجمّل له، والكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملّك، والناصح الذي لا يستزلّك"  

وقد كان العرب يفضلون مطالعة الكتب على غشيان المجالس أيّما كان مقامها وإن كانت مجالس ذوي الحكم والسلطان.
اعتزل الوزير الأديب محمد بن عبد الملك الزيات في بيته فترة، وأراد الجاحظ زيارته فما وجد أجمل من أن يحمل إليه كتاب سيبويه هدية فقال الوزير: والله ما أهدي إلي شيء أحبّ إلي منه .

أرسل أحد الخلفاء في طلب عالم يريد مسامَرَته، فلما بلغه الخادم وأخبره بطلب الخليفة
قال: قل له إن عندي قوم حكماء أحادثهم، فإذا فرغت منهم حضرت، فعاد الخادم إلى الخليفة  وأخبره
فقال: وَيْحَك من هؤلاء الحكماء الذين كانوا عنده؟
قال الخادم: والله يا أمير المؤمنين ما كان عنده أحد، فقال الخليفة: فأحضره الساعة كيف كان .... فلما أحضر العالم سأله الخليفة : من هؤلاء الحكماء الذين كانوا عندك ؟
قال يا أمير المؤمنين :

هم جلساء ما تملّ حديثَــــــــهم *** أمينون مأمونون غيبا ومَشهدا
إذا ما خَلَونا كان خَير حديثــهم *** معينا على نفي الهموم مؤيــدا
فلا رِيبَة تخشى ولا سوء عشرة*** ولا نتقي منهم لســــانا ولا يدا
فإن قلت أمواتٌ فلست بكاذب *** وإن قلت أحياء فلست مـــــفنِّدا

ففهم الخليفة عندها أنما قد عني بالحكماء كتب العلماء والحكماء فما أنكر تأخّره عليه، وإيثاره مجالستهم على مجلسه... !!!

وقد فضّل الصاحب بن عباد أن يبقى إلى مكتبته على أن يتولى أعلى المناصب في بلاط نوح بن منصور الساماني لشدة ولَعِه بمكتبته فآثر قربها على المنصب وبعدها، فهو لا يستطيع الذهاب بدونها، ولا هو يستطيع حملها معه ... !!!
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: جواد في 2009-07-01, 11:28:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا أختنا الكريمة،

تذكرت أمرا بخصوص طباعة الكتب،

فعندما ازدهرت الحضارة في الأندلس وأصبحت قرطبة ومكتبتها وجامعتها منارة للعلوم وجد أهل الأندلس حلا جميلا لأمر طباعة الكتب،

فأصبح من يشغل وظيفة النساخ في معظمهم من النساء، حيث كانوا ينسخون الكتب في بيوتهن لكثرة الطلب على النسخ وازياد أعداد الكتب بصورة كبيرة،

حتى اشتهرت نساء الأندلس بحسن الخط.
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-07-02, 09:26:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا أختنا الكريمة،

تذكرت أمرا بخصوص طباعة الكتب،

فعندما ازدهرت الحضارة في الأندلس وأصبحت قرطبة ومكتبتها وجامعتها منارة للعلوم وجد أهل الأندلس حلا جميلا لأمر طباعة الكتب،

فأصبح من يشغل وظيفة النساخ في معظمهم من النساء، حيث كانوا ينسخون الكتب في بيوتهن لكثرة الطلب على النسخ وازياد أعداد الكتب بصورة كبيرة،

حتى اشتهرت نساء الأندلس بحسن الخط.


نعم، ذلك كان من مظاهر الحضارة الإسلامية البارزة في الأندلس، فقد كانت قرطبة آية من آيات الحضارة والتمدّن والرقي،بينما كانت مدن أورباّ تغط في نوم عميق من التأخر ، كان في ناحية قرطبة الشرقية مائة وسبعون امرأة كلهنّ يكتبن المصاحف بالخط الكوفي، هذا في ناحية واحدة من نواحيها ...!!

إنها حقا ألوان لا  يكاد يصدّق المرء أنها كانت بهذا المستوى في تلك العصور الزاهرة...

ونكمل إخوتي في المداخلة الموالية مع لوننا الحالي "المكتبات"  
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-07-02, 10:38:22
وهكذا كان علماؤنا في تلك العصور الزاهرة، حالهم مع الكتب حال المحبّ الولهان، وكذلك الأغنياء والأمراء، حتى أنهم كانوا يرون مصيبتهم في مالهم وبيوتهم أهون عليهم من مصيبتهم في كتبهم ومكتباتهم ... !!

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4246;image)

هجم الجنود مرة على دار ابن العميد من بعد ما انتصروا عليه، ففرّ إلى دار الإمارة، فوجد أن كل ما له فيها قد نهب، حتى أنه لم يجد  كوزا يشرب به ماء، ولم يشتغل فكره رغم كل ذلك إلا بمكتبته، فهرع يسائل خازنها عن حالها، فلما أجابه أنها بخير، تهللت أساريره وسُرِّي عنه،
وقال لخازنها: أشهد أنك ميمون النقيبة، أما سائر الخزائن فيوجد عنها عوض، وهذه الخزانة هي التي لا عوض لها ....

وكان الحكام والأمراء يتنافسون في البِدار لاشتراء الكتب الحديثة نَضِرة من تحت أيادي مؤلفيها...
سمع الحَكَم أمير الأندلس بكتاب الأغاني لصاحبه أبي الفرج الأصفهاني ، فأرسل إليه يبتاعه إياه بألف دينار من الذهب ثمن نسخة واحدة منه، فأرسل إليه أبو الفرج بنسخة منه، فقرئ كتابه بالأندلس قبل أن يقرأ بالعراق موطن مؤلفه ....


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4248;image)

وعن هذه الروح العلمية السامقة، نشأ انتشار المكتبات في كل مكان من البلاد الإسلامية، فلم تكد تخلو مدينة أو قرية من مكتبة يرتادها الناس، وينتفعون بكتبها الغنية، أما العواصم والمدن الكبرى فقد كانت تعجّ بدور الكتب على اختلاف أنواعها بين خاصة وعامة، وبشكل لم تشهد له العصور الوسطى مثيلا في أي بلاد من العالم.

كانت المكتبات على نوعين عامة وخاصة، فأما العامة فهي التي كان يشيّدها الأمراء والأثرياء، بأبنية خاصة وكانت كثيرا ما تلحق بالمساجد والمدارس  (وكذلك دَوْرُ المسجد الذي عرف في العصور الذهبية دوما بأنه منبر العلوم المختلفة الذي تخرّجت فيه العلماء والحكماء، ولم يكن يقتصر على الصلوات كحال مساجدنا اليوم، وهذا هو لبّ التوأمة الحاصلة في الفهم الإسلامي بين الدين والعلوم ذلك  بأنه دين العلم    )

أوصاف بعض المكتبات الخاصة :

كانت المكتبات الخاصة تنقسم إلى حجرات عديدة، والكتب كانت تصفف على رفوف مثبتة بالجدران

(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4244;image)

وتربط بين الحجرات أروقة فسيحة ، وكانت كل حجرة تخصص لفرع من فروع العلم، فحجرة لكتب الطب، وحجرة لكتب الجغرافيا، وأخرى لكتب التاريخ، وأخرى لكتب الأدب، وغيرها.... كما كانت بها أروقة خاصة للمطالعين، وغرف خاصة بالنُسّاخ الذين يكتبون الكتب، وغرف أيضا للموسيقى يلجأ إليها المطالعون للترفيه ولتجديد النشاط...
وكذلك غرف لحلقات تدارس الكتب والنقاش، وكلها كانت مؤثثة بأبهى الأثاث، أيضا كانت تخصص منها غرف لطعام روادها، ومنامة للغرباء منهم...
وهذا كالذي روي عن علي بن يحي بن المنجم، إذ كان له قصر عظيم في قرية قريبة من بغداد، شيّد فيه مكتبة عظيمة سماها "خزانة الحكمة" ، كان يقصدها الناس من كل بلد، ينهلون من كتبها التي تحوي كل ضروب العلم، والكتب في ذلك مبذولة لهم، والأرزاق مُغدَقَة عليهم وكله من مال علي بن يحي ...

كذلك أنشأ القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي دارا سماها "دار العلم"، شيّد فيها مكتبة ضخمة تحوي كتبها كل العلوم ، جعلها وقفا على طلاب العلم، لا يمنع أحد من دخولها غنيا كان أو فقيرا، ينتفع منها الموسر والمعسر سواء بسواء، بنزعة إسلامية فريدة تنشر العلم وتبثه لا تفرق بذلك بين غني ولا فقير، ولا تحرم الفقير من خير يناله الغني....
وكان إذا جاءها غريب يطلب الأدب أعطاه وَرَقًا و وَرِقًا (أي كتبا ونقودا)، وكانت تفتح في كل يوم لا يغلق بابها ....

فهل توجد مكتبة بالعالم هذا هو منهجها في نشر العلم مع المال في عصر التطورات العلمية والتكنولوجية المختلفة؟؟؟ بل إنّ من مواقع الأنترنت اليوم المهمة ذات البال والوزن والحقيقة  ما لا يفتح إلا لقاء دفع واشتراك، مع ما تعجّ به هذه الشبكة العنكبوتية مما لا يوثق به في المجال العلمي الدقيق الصحيح  .... !!!b]]

موظفو المكتبات :

انقسم موظفو المكتبات العامة في عصر الحضارة الإسلامية الزاهرة إلى تخصصات، كان بعضها يكمّل البعض في تناسق وانسجام وتكامل وتنظيم مميز وفريد ...
فكان رئيس الموظفين فيها خازن المكتبة، ويكون  دائما من أشهر علماء عصره  (ياللبَون الشاسع بين الأمس واليوم، فعندما يكون المسؤول عن المكتبة من العلماء المبرّزين، أفلا يكون نظامها وعملها من أحسن وأدق ما يكون؟؟ عالم يقوم عليها، يعرف قدرها، وقيمتها، ويوجّهها، ويدير شؤونها كلها، عالم يقوم على مكتبة، رمز بَيِّّن من رموز الاهتمام الكبير بالكتب ...، وبنشر الوعي الفكري والفكر العلمي في أوساط المجتمع كله ...)

وكان هناك المناولون الذين يناولون الكتب للمطالعين، كما كان المترجمون يعملون بها في غرف خاصة بهم، ينقلون الكتب من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية...(أي أن المكتبة بهذا تضاهي الجامعة وليست أية جامعة بل جامعة بحث وإنتاج علمي)

كما كان من موظفيها النسّاخ الذين يكتبون الكتب بخطوطهم الجميلة، وأيضا المجلّدون الذين يجلدون الكتب لتحفظ من التمزيق والتلف والضياع، بالإضافة إلى الخدم وغيرهم من موظفين تقتضيهم الحاجة فيها....color]]


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4250;image)

إنها فعلا لهيئة علمية فكرية عاملة تنتج وتخرّج وتنشر العلم .... !!!

تنظيم المكتبات ونظامها :

أما عن تنظيم المكتبة فقد كان لها فهارس كبيرة يُرجَع إليها لسهولة اقتناء الكتاب المراد، مبوبة حسب أبواب العلم، وعلى كل دولاب تلصق قائمة بمجموع الكتب الموجودة فيه، ومن نظامها أيضا المعروف والمعمول به إعارة الكتب لقاء ضمان معين عن عامة الناس، أما العلماء فكانوا يستعيرون منها بلا ضمان ....

تقدير العلماء وتبجيلهم ومعرفة مقاماتهم وحفظها....

مصادر تمويلها :

المكتبات العامة يخصص لها من الأوقاف ميزانية خاصة، ومنها ما يكون من عطايا الأمراء والأغنياء والعلماء المؤسسين لها، فمثلا قد كان عطاء عبد الملك الزيات للنَّقَلة والنُسَّاخ في مكتبته ألفي دينار كل شهر....وكان المأمون يعطي لشيخ المترجمين في العصر العباسي حنين بن إسحق زنة ما ينقله من الكتب من اللغات الأخرى إلى العربية .



وسنكمل بإذن الله مع لوننا الزاهي الرائع هذا قريبا .... وأنا قبل ذلك بانتظار عيونكم تُمَلّى ببهائه emo (30):
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-07-02, 11:15:02
 ::cong:

ما شاء الله

ما هذا الموضوع المميز والرائع

لا أشعر عند قراءة الموضوع فقط بالافتخار بحضارتنا، وبالاعتزاز بالانتماء لها :emoti_389:
ولكن تثور في ذهني أفكار عديدة عما يمكننا عمله لو أخلصنا النية من مجالات مختلفة من الخير ونشر العلم والثقافة
لقد فتحتِ لنا آفاقا جديدة من التفكير


 :emoti_17: :emoti_17:

أحاول أن أتذكر اسم القائد الإسلامي المنتصر الذي فرض جزية على أحد ملوك أوروبا، ::nooh: وكانت الجزية عبارة عن محتويات مكتبة إسلامية، كان الفرنجة قد استولوا عليها في معركة سابقة خسر فيها المسلمون

 :emoti_17:

من يعرف القصة ويمكنه أن يوافينا بها؟
  :emoti_138:
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: نور السماء في 2009-07-03, 11:13:12
 :emoti_133:
اولاً ارجو المعذرة لتأخرى عن هذا الموضوع
فألوانكم زاهية دائماً
واليكم هذا البيت :
انا من بدل بالكتب الصحابا ٠٠٠ لم اجد لى وافياً الا الكتابا
لقد قرأته من قبل لكنى لا اتذكر لمن هو للاسف
لقد اعجبنى فيه انفراد الشاعر بحب الكتاب دون البشر
حقاً هو الصديق الوحيد الذى يعطى ولا يأخذ ٠
واتابع انشاء الله باقى الوانكم الزاهية فهى لا تنتهى٠ emo (30):
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-07-04, 17:40:14
::cong:

ما شاء الله

ما هذا الموضوع المميز والرائع

لا أشعر عند قراءة الموضوع فقط بالافتخار بحضارتنا، وبالاعتزاز بالانتماء لها :emoti_389:
ولكن تثور في ذهني أفكار عديدة عما يمكننا عمله لو أخلصنا النية من مجالات مختلفة من الخير ونشر العلم والثقافة
لقد فتحتِ لنا آفاقا جديدة من التفكير


 :emoti_17: :emoti_17:

أحاول أن أتذكر اسم القائد الإسلامي المنتصر الذي فرض جزية على أحد ملوك أوروبا، ::nooh: وكانت الجزية عبارة عن محتويات مكتبة إسلامية، كان الفرنجة قد استولوا عليها في معركة سابقة خسر فيها المسلمون

 :emoti_17:

من يعرف القصة ويمكنه أن يوافينا بها؟
  :emoti_138:

مرحبا أهلا وسهلا ماما هادية   emo (30):....تسعدني مشاركة عينك لأعيننا تتملّى هذه الألوان الرائعة .....!!
أرأيت هذا الاعتزاز وهذا الافتخار، وهذا الأمل فينا يلد مع الألم من ذات الرحم .... وربّ ألم آخى الأمل ، وربّ أمل آخى الألم ... أرى أنّ كليهما يجب أن يلازمنا حتى نعود ونعيد ..... نعود أشباه أولئك فنعيد حلاوة تلك الأيام .......

أما عن القائد فالذي أعرفه هو المأمون حين انتصر على ملك من ملوك الروم، فكان شرط الصلح من المأمون أن يسمح الملك لمترجمي المأمون بأن يترجموا كل ما في خزائن ملك الروم من الكتب فوافق الملك .... وستأتي في المداخلة الموالية


:emoti_133:
اولاً ارجو المعذرة لتأخرى عن هذا الموضوع
فألوانكم زاهية دائماً
واليكم هذا البيت :
انا من بدل بالكتب الصحابا ٠٠٠ لم اجد لى وافياً الا الكتابا
لقد قرأته من قبل لكنى لا اتذكر لمن هو للاسف
لقد اعجبنى فيه انفراد الشاعر بحب الكتاب دون البشر
حقاً هو الصديق الوحيد الذى يعطى ولا يأخذ ٠
واتابع انشاء الله باقى الوانكم الزاهية فهى لا تنتهى٠ emo (30):


بارك الله فيك يا نور السماء  وفتح عليك من أنواره .... ولا فُضَّ فوك ....وابقي معنا متابعة   ::)smile:
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-07-04, 17:46:57
بعض الأمثلة الواقعية التي كانت عن مكتبات عامة وخاصة :

مكـــــــــــتبات عامة :

1-مكتبة الخلفاء الفاطميين في القاهرة: وقد حوت نفائس المصاحف والكتب من كل أنواع العلوم، ويروى أن مجموع كتبها بلغ مليوني كتاب ... !!!

2-مكتبة دار الحكمة بالقاهرة :  أنشأها الحاكم بأمر الله، وأثّثت وفرشت وزخرفت، وعلقت الستائر بكل أبوابها وممراتها، اجتمع فيها من الكتب ما لم يجتمع لملك قط، ضمت أربعين خزانة، احتوت إحداها على 18000 كتاب من العلوم القديمة، وكانت تفتح لكل الناس، بين من يقصدها ليقرأ، أو لينسخ ، أو ليتعلم، كما كان فيها كل ما يُحتاج إليه من أدوات الكتابة من حبر ومحابر وأقلام وورق.

3-بيت الحكمة ببغداد : أنشأها هارون الرشيد، فكانت أشبه بجامعة العلوم الضخمة، وشهدت أوج ازدهارها في عصر المأمون، كان يجتمع فيها رجال يتفاوضون، ويطالعون وينسخون ويترجمون ما كان يظفر به الرشيد والمأمون من فتوحاتهم بأنقرة وعمورية وقبرص... ومن أجمل وأعظم ما يروى أنّ المأمون في انتصار له على ملك الروم في إحدى معاركه جعل شرطا أساسيا للصلح أن يسمح ملك الروم للمترجمين الذين يرسلهم المأمون بترجمة ما في خزائنه من كتب، ففعل ... وهذا أعظم ما يروى عن حاكم منتصر لا يرى ثمنا لنصره أغلى من كتب العلم ينقلها إلى أبناء أمته كنزا لا يضاهيه كنز .... (حقا ياللفخر، وياللاعتزاز ويالوجع القلب مع هذا وذاك ...وجع القلب، وغصة الحلق على حالنا اليوم ،والقلة الغيورة على الكتاب لا تكاد تفلح في إيصال صرختها وأناتها على العلم المهجور، وعلى الكتاب الذي أصبح من أواخر ما يحسب له حساب )

4-مكتبة الحَكَم بالأندلس: كانت مكتبة غاية في العظمة والاتساع، فقد كانت تحوي أربع مائة ألف مجلد، وقد كان فهرس كتب ودواوين الشعر وحدها يسعه أربع وأربعون جزءا !! واجتمع فيها مهرة النسّاخ والضبط والإجادة والتجليد .

5-مكتبة بني عمار في طرابلس   : كانت آية في العظمة ، كان فيها مائة وثمانون ناسخا يتبادلون العمل ليلا ونهارا، فلا ينقطع النسخ طيلة اليوم، وكان من ميزاتها توظيف بني عمار لأخصائيين يسافرون من بلد لبلد ليأتوا بالمفيد والجديد من الكتب .

هذا عن المكتبات العامة أما المكتبات الخاصة، فقد غصت بها مشارق العالم الإسلامي ومغاربه، فكان لكل عالِم من العلماء مكتبات كانت آية من آيات الضخامة والعظمة ومنها :

مكتبات خاصة (يرجى الانتباه للعام المبين بين قوسين لنتعرف إلى الفترة التي عرفت هذا النور)

1-مكتبة الفتح بن خاقان (المقتول عام 247هـ ):   واجتمع له فيها من كتب الحكمة ما لم يجتمع في خزانة حكمة قط.

2-مكتبة ابن الخشاب(متوفى عام 567هـ) : كان من أعلم الناس في النحو، كما كانت له معرفة بالتفسير والحديث والمنطق والفلسفة، وكان مولعا بالكتب إلى حد الشَّرَه وإلى حد أن سلك لأجل اقتنائها طرقا غير سوية، فكان إذا أراد شراء كتاب، غافل الناس وقطع منه ورقة وقال: إنه مقطوع ليأخذه بثمن بخس، أما إذا استعار من أحدهم كتابا  ثم طُلِب منه قال : دخل بيني وبين الكتب فلا أقدر عليه ... !!!
ياله من سارق وياله من كاذب.... !!!  

3-مكتبة جمال الدين القفطي (متوفى عام 646هـ):   جمع من الكتب ما لا يوصف، ولم يكن شيء أحب إليه في الدنيا من الكتاب، حتى أوقف عليه نفسه وعزف عن الزواج حتى لا يشغله الأهل والأولاد عنه، وأوصى بمكتبته للناصر وكانت تساوي خمسين ألف دينار ... !!

4-مكتبة بني جرادة في حلب: كتب منها بخطه أبو الحسن بن أبي جرادة ثلاث خزائن من الكتب النفيسة، وخزانة لولده أبي البركات وخزانة لابنه عبد الله، وكانوا جميعا علماء .

5-مكتبة الموفق بن المطران الدمشقي: (587هـ )، وكانت تحوي من الكتب عشرة آلاف مجلد، وكان في خدمته ثلاثة نسّاخ موظفون عنده يعطيهم رواتبهم لقاء ما ينسخون له .

وهكذا كانت مكتبات المسلمين العامة يرأسها ويسيرها العلماء، وهكذا كانت مكتبات العلماء الخاصة.... emo (30):



يا إلهي .... أي عالم !!   أي حلم !!   أي دنيا كانت لهم، وأي أناس كانوا !!   وأي عقول وأي قلوب، وأية حياة وأية تطلعات، وأية قوة وأية منعة، وأية مهابة  ............... !!!!
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: جواد في 2009-07-04, 21:54:46
بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا،

أود فقط التنبيه الى أن الدولة المسماة "بالفاطمية" اسمها الحقيقي الدولة العبيدية وهي كانت احتلالا شيعيا خبيثا الحمد لله أن طهرت معظم بلادنا منه.


وتعليقا على المكتبات والعلم، أذكر موقف ملك إنجلترا من أحد قادة الأندلس (أسبانيا والبرتغال حاليا) أعتقد كان القائد الإسلامي عبد الرحمن الناصر،

حيث أرسل ملك إنجلترا يستأذن القائد عبد الرحمن الناصر أن يعلم أربعة من الرجال البريطانيين في جامعة قرطبة ثم ختم رسالته بتوقيعه..

خادمكم المطيع ملك إنجلترا.
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-07-05, 10:34:49
بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا،

أود فقط التنبيه الى أن الدولة المسماة "بالفاطمية" اسمها الحقيقي الدولة العبيدية وهي كانت احتلالا شيعيا خبيثا الحمد لله أن طهرت معظم بلادنا منه.


وتعليقا على المكتبات والعلم، أذكر موقف ملك إنجلترا من أحد قادة الأندلس (أسبانيا والبرتغال حاليا) أعتقد كان القائد الإسلامي عبد الرحمن الناصر،

حيث أرسل ملك إنجلترا يستأذن القائد عبد الرحمن الناصر أن يعلم أربعة من الرجال البريطانيين في جامعة قرطبة ثم ختم رسالته بتوقيعه..

خادمكم المطيع ملك إنجلترا.


جزاك الله خيرا أخي، بالنسبة لما ذكرت عن الدولة الفاطمية حقا نبحث عن التاريخ الصحيح، الذي لا يُكتب بإملاء الهوى والميول والانتماء ...

أما عن ملك إنجلترا فكل تلك حقائق تبين لنا بكل جلاء تميّز المسلمين على سائر أمم  الأرض حينذاك فلا تزيدنا إلا غيرة على هذا الإرث الذي يجب استرجاعه
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-07-05, 11:29:45
الكتب والمكتبات.....
 هذا اللون الزاهي من ألوان حضارتنا الزاهرة، هذا النور الذي لا نريد أن نقف عند حدود الافتخار به وحسب، وإنما نريد أن نحاسب أنفسنا ونتهمها، ونعلم علم اليقين أنّما حال الأمة اليوم وما آلت إليه تلك الألوان من بهوت، وكل الذي كان وغدا أو كاد أثرا بعد عين، هو من صنع أيدينا ....
إنهم كانوا أهلا لأن يروا هذه الألوان بأعينهم، فهم صانعوها، وهم من سعى إليها، وهم من لم يستأثروا بها، بل بثوها وأشاعوها، ونشروها تنير، وتزهر كفعل النَّوَر الذي يعلو على ألوان الزهر المحيط به ببهائه وحسنه ،وَرْدا ونورا مشعا  ينطق بلغة بياضه ونقائه أن أنا سيدكم حقا وأنا اللون حقا .... وكل الزهر له مذعن مطيع يعلم أنّما سطوة جماله حق لا مِرية فيه ....

تلك الكتب ... لقد كانت لبّ الحضارة، تعيش بين أيدهم أحلى حياة، ويعيشون بين أيديها أجمل حياة...
 ترى هل ترون مثلي رفوف تلك المكتبات ؟؟ ، وتلك الخزائن، والأروقة والمجلّدات، وتلك الحجرات التي في كل واحدة منها قد اجتمعت كتب صنف من أصناف العلوم، وأخرى اجتمع فيها النساخون، وغيرها  اجتمع فيها المترجمون ؟؟ هل تراكم ترون كل هذا كما أراه ؟؟

أليست وكأنها الخَضَار والماء الجاري، والهواء النقي العليل المنبعث من الشواهق الرواسي ينسم على الأرواح وعلى العقول نسيم العلم والمعرفة ، فتتفتّح له حجرات العقل، تُنَاسِمُه وكأنها وجنات الزهر الفرِح ببسماته ، المتورّدة من دغدغاته  ....

إنه الكتاب، ذلك الصديق، ذلك الجليس، ذلك الحميم... ذلك الذي يُؤثَر ولا يُؤثَر عليه...
لا تساوي الدنيا وما فيها، بمالها وبهرجها، وزينتها حكمة من حكمه المتربعة على عرش صفحاته، يشعّ نورها على العقل،وينبثّ سحرها بين جَنَبات الروح  فيغدو المتعة، والأنس والفرح والسرور....

أي حال هو حال الأمة يومذاك ؟؟ والندوات والمجالس، مقاصد العلماء والأدباء والفقهاء والشعراء، فجدّهم معرفة كما هزلهم وترفيههم معرفة... !! والمكتبات دور للحكمة والعلم الغزير...
 أي حال للأمة يومذاك ؟؟
أليس الخزي والعار يومها لاحق بمن فرّط في هذا وجنح لغيره ؟ أليس الغريب والبعيد والعجيب شبعان عن زاد كان  يلقى للقريب كما للبعيد، لأهل البلاد وللغرباء سواء بسواء؟؟

أي فراغ يشكو منه  شباب يومذاك ؟؟ وأي ملل وأي كلل وقلوبهم وعقولهم البُسُطُ الخُضْرُ، تجري من تحتها الحكمة أنهارا، والألوان الزاهية من زهر العلم  تؤنس الخضرة وتزهيها، ومن مائه  يورق يابس النبت، وتتجدد  الحياة، وكأنّها الحياة أبدا فلا مَوات ....
أي  حال هي حال نساء الأمة يومذاك  ومنهن  الناسخة جميلة الخط ، تخط بيمينها الأنثوي كلمات الله في أجمل حلة؟؟...
 أي حال هي حالها وهي بين أمة الشعراء مرتجلة شاعرة، وهي بين اللغويين لغوية بارعة؟؟
أي حال هو حال ابن على الدنيا جديد، أول ما يُسمَعُ منها كلمات التوحيد والدعوة للصلاة والدعوة للفلاح والبشرى بالفلاح؟ ومع كلمات التوحيد وكأنها الوعد بما سيَلقَى وسيُلقِي من فلاح بيده مع أيادي العاملين ، يأتيه الوفاء بالوعد وقد شبّ في مجتمع دَيْدَنه الإيمان والعلم والتعلّم والتعليم ....
أينما حللت حديث العلم والأدب، والحكمة ، وحيثما كنْتَ مجلس من مجالسه، أو مكتبة تحوي كنوزه، وعمال يعملون في مجاله وكأنهم خَدَمُهُ المطيعون ، فعمل هذا يكمّل عمل ذاك ....

هذا خازن المكتبة عالم من علماء البلدة، يرشد الناس ويوجههم ويعلمهم ويهديهم حبّ الكتاب مع ما يهديهم من سبل العلم والمعرفة بالكتاب ...
وهؤلاء الناس على اختلاف الأعمار والمشارب، من أهل البلدة أو من الوافدين تغصّ بهم المكتبات في جوّ مهيب، ومنظر جميل بديع، يلتفّون حول الكتاب يستجدونه الزاد كما يستجدي الطاوي ما يسدّ رمقه، وكما يستجدي الصادي ما يروي ظمأه .....
هؤلاء النسّاخون ينسخون لا يفترون، وهؤلاء المناولون المنظّمون، أبجديتهم النظام والتنظيم في تنسيق واتساق  لا قبيل له على وجه الأرض في تلك الأيام من أيام الأرض.....
وهؤلاء المترجمون البارعون ينقلون صنوف العلم من اللغات إلى اللغة العربية، يثرون مكتبات الأمة ويعملون في نشاط ودأب منقطع النظير....

وهؤلاء العلماء، وقريحتهم تجود بالأنوار والكنوز، يبثونها، قاضين أعمارهم يجودون لا يبخلون، يكتبون ويخلّدون حتى إذا ما ماتوا كانوا الأحياء الذين يتكلمون من وراء حجاب اسمه الكتاب .....فلا تعرف لحسناتهم موتا مع موتهم، ولا تعرف لبنات عقولهم، ولنبضات قلوبهم انتهاء مع انتهائها من ساحات الدماء واللحم والعظام ...

وهؤلاء الحكام والخلفاء يبذلون من جيوبهم ومن خزائن الدولة للكتاب، وهؤلاء منهم من يفرض الجزية كتبا، ومن يضع شرط الصلح كتبا يتركها لأبناء أمته كنزا ليس على الأرض أغلى منه ولا أثمن ....
إني وكأني أرى الأطفال تلعب وتلهو ساعة كما ترتاد المكتبات ومجالس العلم والأدب والفقه ساعات....
لكأني أسمع أصواتهم الطفولية، وقهقهاتهم البريئة والحكمة تخرج من أفواههم، والذكاء تموج به أعينهم بريقا يشرق منه سرّ الحياة ....

لكأني أسمع ذلك الطفل يحاور الخليفة حتى يفحمه ، وكأنه يخاطب المعمّر الحكيم...
وأرمق عيني تلك الطفلة التي نشأت وشبّت على الشعر حتى غدت شاعرة عصرها، ترثي كما تسترجع، وتلغز كما تفصح ....
إني أرمق ذلك الرجل بينهم، وهو المعسر الفقير يبيع كل ما يملك لقاء أن يتحقق حلمه في ولده الذي يريده عالما نافعا للأمة، ويحقق له الله حلمه، فيُنبِت الولد نباتا حسنا، ويشبّ عالما فقيها حجّة الأمة في عصره وفي غير عصره....
إني لا أكاد أرى الطرقات إلا وهي محفوفة بالمتنادين برقيّ اللغة والأدب، أو الحاملين وَرَقهم وكتبهم المحزومة إلى مجالس علمهم بمكتبة أو بندوة أو بمسجد ، يقطفون ثمار العلم اليانعة من أفواه أصحابها الذين عايشوهم وآكلوهم وشاربوهم  ذَواق المعرفة وزاد الحكمة ....

إني أرى ملوك العلم من حول بلاد الإسلام تهاب المسلمين، وتقيم لهم ولحضارتهم ألف حساب من قبل أن تنبس بحقهم ببنت شفة، وأراهم وهم غاية غاياتهم أن ينعم أولادهم بالدراسة عندهم والنهل من علمهم، يبذلون لأجل ذلك غاية ما يملكون من مال ومن وسيلة ....


أي حياة هي تلك الحياة، وأي استحقاق لها، وأهلها هم الذين عاشوا أسيادا وماتوا أسيادا بقلوبهم الحية وعقولهم الحية من بعد ما عرفوا سرّ حياة القلب وحياة العقل معا ...
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: أم وعالِمة في 2009-07-06, 02:25:40
** سلمت لنا يداكِ و ألوانكِ الزاهية أختي العزيزة أسماء .... emo (30):

هو أفضل موضوع تقع عليه عيناي هنا في أول دخولي بعد فترة انقطاع طويلة بسبب الامتحانات .... :emoti_428:

متابعة معكِ إن شاء الله ...
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: أم وعالِمة في 2009-07-06, 02:32:06
** العزيزة نور السماء ... كاتب البيت الرائع الذي أوردته هو أمير الشعراء أحمد شوقي

وهذه بعض الأبيات من تلك القصيدة الرائعة التي درسنا جزءا منها في مرحلة الثانوي ( للأسف لا أتذكر اسمها ) ... emo (30):


أنا من بدل بالكتب الصحابا لم أجد لي وافيا إلا الكتابا

صاحب إن عبته أو لم تعب ليس بالواجد للصاحب عابا

كلما أخلقته جددني و كساني من حلى الفضل ثيابا

صحبة لم أشك منها ريبة و وداد لم يكلفني عتابا

العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-07-06, 08:21:28
أهلا وسهلا ومرحبا بك أختي الحبيبة  سارة  بين ألواننا الزاهية  ::)smile:، تسعدني متابعتك... 
يسر الله أمرك وجعلك من المتفوقين، فكم هي بحاجة إليكم أمتنا يا سارة، بحاجة لمن يدرس مبتغيا خدمة الدين، فانظري هذه الأجواء التي كانت أليس مما يرثي ويبكي أن نكون نحن سلالة هؤلاء؟ ليس أن يكون بكاؤنا هذا بكاء مكلوم قاعد وإنما بكاء المتحفّز الذي يقرر أن يفعل شيئا

بإذن الله تعالى سأكمل مع الموضوع الذي فيه من الألوان الكثير
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: نور السماء في 2009-07-06, 11:12:43
 :emoti_133:
اختى العزيزة ام وعالمة شكراً جزيلاً لك على انارتى .
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: أم وعالِمة في 2009-07-06, 19:23:36
أهلا وسهلا ومرحبا بك أختي الحبيبة  سارة  بين ألواننا الزاهية  ::)smile:، تسعدني متابعتك... 
يسر الله أمرك وجعلك من المتفوقين، فكم هي بحاجة إليكم أمتنا يا سارة، بحاجة لمن يدرس مبتغيا خدمة الدين، فانظري هذه الأجواء التي كانت أليس مما يرثي ويبكي أن نكون نحن سلالة هؤلاء؟ ليس أن يكون بكاؤنا هذا بكاء مكلوم قاعد وإنما بكاء المتحفّز الذي يقرر أن يفعل شيئا

بإذن الله تعالى سأكمل مع الموضوع الذي فيه من الألوان الكثير


** الله يكرمك حبيبتي أسماء .. بجد وحشني قلمك و مواضيعك ... يارب يجعل لي
نصيباً من دعوتك الجميلة يا بنتي ... :blush::

نعم مللنا البكاء ..لا أعرف متى نقوم !!


** الحبيبة نور السماء ... جزانا و إياكِ يا بنتي .. أي خدمة ! :emoti_282:
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-07-10, 17:01:35
قد عرفنا أيها الإخوة تلك الحياة المزدهرة بجو الكتاب والعلم والمعرفة التي شهدتها الحضارة الإسلامية، فأشعّت على العالم كله بنور هي أصله ومصدره ...

ولكن، وكعادة الحروب كما تحرق الأرض، وتهلك الحرث والنسل، تََعمَد إلى نتاج الفكر لتحرقه، لتبيد أهم معالم الحضارات .... وقد نال مكتبات العالم الإسلامي من صرصر حروب المعتدين الشيء الكثير الذي لا يكاد يوصف ولا يحكى ....

ففي هجوم التتار الوحشي على بغداد، أصيب قلب الأمة في كتبها ومكتباتها الضخمة العظيمة، قبل إصابة أي شيء آخر، فألقى التتار الهمج بكتب المكتبات بنهر دجلة حتى فاض النهر بالكتب، وصارت معبرا للفرسان من ضفة إلى ضفة !! ، وظل ماء النهر أسودا داكنا أشهرا طويلة من فعل مِداد الكتب التي ألقيت فيه ... !!

كما عاث الغزو الصليبي فسادا في مكتبات طرابلس والقدس والمعرة وغزة  وعسقلان وغيرها، وقد قدّر ما أتلفه الصليبيون في طرابلس وحدها بثلاثة ملايين مجلد .... !!!

وقد أحرقت كل مكتبات الأندلس الضخمة الثرية، على يد المتدينين  المتعصبين الأسبان، حتى أنه أحرق في ميدان غرناطة وحدها في يوم واحد ما قدّر بمليون كتاب ... !!

و كان لنكبات الفتن الداخلية عملها في المكتبات، إذ أضرم المماليك الأتراك النار في مكتبة الخلفاء الفاطميين،واقتسم العبيد جلود كتبها واتخذوها نعالا ، وألقي منها العدد الكبير في النيل، وحمل بعضها إلى أقطار أخرى، وبقي منها ما سفّت عليه الرياح فصار تلالا يعرف بتلال الكتب !!!!

كما نالت المكتبات النزاعات الطائفية بين السنة والشيعة.....

ومما نال الكتب أيضا الغيرة النسائية !!!  :emoti_209:
نعم هي الغيرة النسائية، فقد كان لابن فاتك أحد أمراء مصر مكتبة ضخمة كانت جليسته ونديمته، ورفيقته التي لا يغادرها، حتى إذا مات، ندبته زوجته وبكته بين يديها وهي ترمي بالكتب في بركة ماء كبيرة في وسط الدار هي وجواريها منتقمة من الكتب التي سرقت منها زوجها...
كما يذكر التاريخ زوجة الإمام الزهري الولع بالكتب التي قالت له مرة : "والله لّهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر "



سبحان الله هذا حديث وكأنه حديث الأسطورة عما نهب وأحرق وألقي عرض الأنهار من كتب ثمينة غالية عزيزة، فقدها العالم إلى الأبد... هذه الحضارة الإسلامية تبقى آثارها قوية بما بقي من كتب، فكيف بالذي ذهب، وخسرته الإنسانية؟؟ !!

إنها لَشَواهد عظيمة، أضرمت نار الحقد والحسد والغيرة في قلوب المعتدين حتى صاروا وهم يعتدون على الكتاب وكأنهم يعتدون على الإنسان الذي صنعه، فمن الكتب شهداء ممثّل بهم ، ومنها أسارى، ومنها مغرق، ومحرق، وكأنها فكر الإنسان يلاحَق ليضرب الإنسان في صميمه، في فكره، في بنات عقله، في حضارته....

لا ليس "كأنها"، بل هي ... هي الحرب على العقول، هي ضربات موجعات في قلب الأمة....ولنذكر ما صنع الأمريكان بمكتبات بغداد في حرب الخليج بالأمس القريب، وكيف ألقيت الكتب بالنهر تماما كفعل المعتدي بالأمس البعيد..........
فأين نحن من الانتصار لكتبنا؟؟ أين نحن من الانتصار لحضارتنا؟؟ أين نحن من الانتصار لعقولنا؟؟ أين نحن من الانتقام ومن ردّ صاع المعتدي بصاع  صاحب الحق المعتَدَى عليه ؟؟؟

لكأني بتلك الكتب تستصرخنا، لكأني بها تستصرخ الانتصار في عقولنا لنتاج العقول فيها.... فمتى نهبّ ؟؟
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: نور السماء في 2009-07-10, 19:04:27
حقاً انها قصص وحكايات اشبه بالاساطير ولكنها للاسف حقيقية
فمن اجهل ممن يحرق كل هذه الاعداد من الكتب العظيمة القيمة
الفريدة التى لا مثيل لها فى العالم اجمع
ان دل ذلك على شيء فانه يدل على قمة الجهل والحقد فى نفس الفاعل
هذا الحقد على الحضارة الاسلامية العريقة التى لم يكن مثيل لها فى العالم
ولن يكون.
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: نور السماء في 2009-08-17, 17:55:11
لماذا توقفتى يا ابلة اسماء عن الاوان الزاهية ؟؟؟؟؟ :emoti_6:
انه موضوع جميل واستمتعت به كثيراً .
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-08-17, 19:17:23
بإذن الله تعالى لن أتوقف عنه يا نور السماء  هو فقط برنامج العمل وما يكون فيه، سأعود له بإذن الله تعالى إن لم يكن في رمضان فبعده إن بقينا من الأحياء فلا تقلقي  emo (30):
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-07-05, 11:00:27
كان لاحتجاج العزيزة نور السماء -التي لطالما كانت متابعة مستفيدة من هذا الموضوع- على الذين بدؤوا مواضيعا ولم يكملوها أكبر مذكر ودافع  لأن أمضي في هذا الموضوع مجددا بإذن الله تعالى

ربما إن لم يتسنّ لي اليوم فغذا إن شاء الله تعالى أضع حلقة جديدة من ألواننا الزاهية   ::ok::
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: نور السماء في 2010-07-05, 14:23:37
منتظرين..
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: elnawawi في 2010-07-05, 18:19:53
عدت وقرأت الموضوع كاملا واستمتعت جدا به .. نعم هو يجب أن يكون حافز للجميع ليس للحسرة والندم .. بارك الله بك .. متابع معكم
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-07-06, 15:06:38
أهلا وسهلا بك يا نووي، سعيدة بانضمامك لألواننا الزاهية  emo (30):
نواصل أيها الإخوة الكرام بعد الذي عرفناه من زاهي ألوان الندوات العلمية والمكتبات .....


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3800.0;attach=7475;image)                                                                                                                                      (http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3800.0;attach=7475;image)
(http://elhefnawy.jeeran.com/%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%84%20%D9%88%D8%B1%D8%AF.gif)(http://elhefnawy.jeeran.com/%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%84%20%D9%88%D8%B1%D8%AF.gif)

المــــــــــــــــــــــدرسة

أول آي القرآن نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت "اقرأ باسم ربك الذي خلق "
العلم، وطلب العلم، وتعليم العلم، كان لونا من أزهى ألوان هذه الأمة العريقة، كان ديدنها، وشغلها الشاغل لعلمها بقيمة العلم، وقيمة التعلم ....
فهل تراكم في شوق لأن نسافر إلى زمن ازدهار العلم والعلوم ::ok::، زمن عرفت فيه البشرية قفزة نوعية كان أعلامها المسلمون، وكان علمها الأمة الإسلامية .....
هل تحبون أن نركب في رحلة لتلك الأغوار البهيّة ...؟؟ sm::))( هل تحبون أن نشد الرحال لتلك الخمائل والمروج التي تلقي ألوان العلم، وعبق العلم ونور العلم ؟؟


إنها المدرسة .......كيف كانت المدرسة أيام تألق الحضارة الإسلامية ....هلموا نتملى الألوان الزاهية ..... emo (30):


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3800.0;attach=7467;image)

ما كانت مصادر تمويلها؟؟
قامت المدارس في الدولة الإسلامية المزدهرة  على الأوقاف التي تبرع بها الأغنياء  من قادة وعلماء وتجار وملوك وأمراء، حتى بلغت حدا بالغا من الكثرة، فلم تخلُ مدينة أو قرية في العالم الإسلامي كله من مدارس متعددة يعلّم فيها العشرات من المدرسين والمعلمين ....   emo (30):


(تأملوا إخوتي تأملوا هذا الزخم، وهذا الخير العميم، تأملوا والأغنياء فيمَ ينفقون أموالهم وعلامَ ينفقونها، لم تكن مساعدة الفقراء والمحتاجين وتوفير المأكل والمشرب والملبس لهم الباب الأوحد الذي كان يصرف فيه الأغنياء أموالهم، بل كان العلم ونشر العلم، وتكثير سواد المتعلمين والعلماء، تأملوا ودققوا، ونحن نعيش عصرا أصبح فيه مفهوم الخيرية والأعمال الخيرية محصورا في توفير قفة غذاء للمحتاجين، حتى كثر المتواكلون، وبدأ الطمع يجد أبوابا يدقها ليذهب بالمروءة والأنفة)

ما هي النواة الأولى التي أسست لفكرة المدرسة في العالم الإسلامي؟؟
نواة المدرسة الأولى في العالم الإسلامي كانت "المسجد" ....   نعم المسجد الذي فتح بابه لتعليم القراءة والكتابة والقرآن، والعلوم الشرعية، واللغة، وفروع العلوم المختلفة، ثم ألحق بالمسجد "الكتّاب" وكان الكتاب بمثابة المدرسة الإبتدائية في أيامنا، وبلغ من الكثرة في عهود الحضارة الإسلامية، بحيث عدّ المؤرخ والجغرافي "ابن حوقل" 300 كتّاب في مدينة واحدة من مدن صقلية، -صقلية ذلك الجزء الكبير من إيطاليا الذي كان تحت الحكم الإسلامي ....- وكانت الكتاتيب شاسعة كبيرة، بحيث كان يضم الواحد منها الآلاف من الطلاب .

وقد كان لأبي القاسم البلخي كُتّاب يضم ثلاثة آلاف تلميذ، كان فسيحا جدا، يحتاج إلى أن يركب حمارا ليتردد بين طلابه ويشرف على شؤونهم .

عرفنا كيف كان المسجد النواة الأولى للمدرسة، ومن بعده الكتاب الذي كان بمثابة المدرسة الابتدائية في عصرنا، فماذا عن الثانوية والجامعة؟؟

المستوى الثانوي والجامعي هو الذي كانت تحتضنه المدرسة، أي أن تسمية مدرسة كانت لهذين المستويين...
 كانت فرص التعليم مجانية  ومتوفرة لكل الفئات، الفقراء والأغنياء سواء بسواء، لم يكن الطالب فيها يدفع رسما من الرسوم ليتعلم كما هو الحال في أيامنا، حيث يشاع  أن المدرسة  الخاصة التي تدفع فيها الرسوم الباهضة، هي الأكثر جودة....
كانت الدراسة فيها قسمين، قسم للغرباء الذين يتعذر عليهم العيش على نفقات آبائهم، وقسم خارجي لمن يتردد بين مدرسته وبيت أهله خلال اليوم ....
كان القسم الداخلي بالمجان أيضا ، بل كان يُهيأ للطالب فيه ما لا يتهيأ له لو اشترط لقاء تعلمه مال لا يقدر عليه أبوه المعوز
كانت كل مدرسة تحتوي على مسجد وقاعات للدراسة،  وغرف لنوم الطلاب، ومكتبة، ومطبخ وحمام ، وكان بعضها يحتوي أيضا على ملاعب للرياضة في الهواء الطلق.
وماتزال قائمة من هذه المدارس الرائعة التي غمرت كل العالم الإسلامي بعض المدارس، وأبرزها المدرسة النورية في دمشق التي أسسها نور الدين زنكي .....

وصفها الرحالة ابن جبير حينما زارها : "من أحسن مدارس الدنيا مظهرا  مدرسة نور الدين رحمه الله، وهي قصر من القصور الأنيقة، ينصب فيه الماء في شاذوران وسط نهر عظيم، ثم يمتد الماء في ساقية مستطيلة، إلى أن يقع في صهريج كبير وسط الدار، فتحار الأبصار في حسن ذلك المنظر "
مايزال بها  إلى يومنا  الإيوان وهو قاعة المحاضرات، والمسجد، وغرفة للمدرسين واستراحتهم، وبيت خاص يسكنه رئيس المدرسين مع عائلته، ومساكن لطلاب وخَدَم المدرسة.


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3800.0;attach=7463;image)
                                                                                     المدرسة النورية بدمشق
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3800.0;attach=7457;image)(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3800.0;attach=7459;image)
                                                                                     المدرسة النورية بدمشق


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3800.0;attach=7465;image)
                                      المدرسة المستنصرية في بغداد، بنيت في عهد الخليفة العباسي المستنصر بالله


هناك الكثير الذي يحث الفكر على التعليق والإسقاط على واقعنا، ولكنني عدَلت عن ذلك، وقلت أترك لكم المجال للتعليق أولا ....فماذا ترون ؟ emo (30):
وترقبوا المزيد عن المدرسة بإذن الله emo (30):
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3800.0;attach=7475;image)

العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: doctora في 2010-07-06, 17:35:01
:emoti_133:
طبعا أنا لسه جديدة ومقرأتش المواضيع كلها
بس بدأت بالموضوع ده
وبجد الموضوع ده خالانى مش عارفة
افرح  emo (30):
ولا ازعل sad:(
الموضوع خلانى أفتخر بكل المسلمين القدامى اللى كان العلم والفكر و طبعا الدين هو محور حياتهم وكانوا بيسافروا بلاد كتير عشان يتعلموا و يعرفوا وكان العالم كله بيحترمهم
بس فى نفس الوقت فكرت المسلمين دلوقتى محور حياتهم الكورة و الفلوس و الالعاب وكل شئ مش مفيد مش محتاحين انهم يسافروا عشان يتعلموا لان قداهم الانترنت يتعلموا بيه امور دينهم و دنيتهم وللاسف مش بيستخدموه الا للعب برضه الا من رحم ربى

يا رب نبقى فى يوم من الايام زى المسلمين اللى كانوا ايام الرسول و المسلمين الاوائل
بس عشان نبقى زيهم لازم نبدأ بنفسنا الاول

شكرا على الموضوع والسلام عليكم
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-06, 18:40:39
جزاك الله خيرا يا اسماء على هذه اللون الرائع

الاوقاف وما الاوقاف
ياله من نظام حضاري متطور

لكم أتمنى ان نتناوله في موضوع مستقل، ونرى كيف كان والام آل حاله، وما السبيل لاستعادته

العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: نور السماء في 2010-07-06, 20:25:45
رائع هذا اللون الزاهى

انتظر التكملة بلا انقطاع طويل
  emo (30):
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-07-07, 15:22:06
أهلا وسهلا بمتابعتكم إخوتي doctora وماما هادية ونور السماء

:emoti_133:
طبعا أنا لسه جديدة ومقرأتش المواضيع كلها
بس بدأت بالموضوع ده
وبجد الموضوع ده خالانى مش عارفة
افرح  emo (30):
ولا ازعل sad:(
الموضوع خلانى أفتخر بكل المسلمين القدامى اللى كان العلم والفكر و طبعا الدين هو محور حياتهم وكانوا بيسافروا بلاد كتير عشان يتعلموا و يعرفوا وكان العالم كله بيحترمهم
بس فى نفس الوقت فكرت المسلمين دلوقتى محور حياتهم الكورة و الفلوس و الالعاب وكل شئ مش مفيد مش محتاحين انهم يسافروا عشان يتعلموا لان قداهم الانترنت يتعلموا بيه امور دينهم و دنيتهم وللاسف مش بيستخدموه الا للعب برضه الا من رحم ربى

يا رب نبقى فى يوم من الايام زى المسلمين اللى كانوا ايام الرسول و المسلمين الاوائل
بس عشان نبقى زيهم لازم نبدأ بنفسنا الاول

شكرا على الموضوع والسلام عليكم


أتمنى أن يطيب لك المقام بيننا أختاه emo (30):، وما قلته صحيح، فموضوع حضارتنا وتاريخنا العظيم يبعث على الافتخار والاعتزاز ولكنه في الآن ذاته يبعث على الحزن على حالنا اليوم، ولكن حزننا هذا لا يجب أن يبقينا مكتوفي الأيدي، حبيسي سجه فنبقى بلا حراك، وإنما علينا أن نستمد من قوة حضارتنا العريقة العظيمة التي كانت أعظم حضارة عرفها التاريخي البشري، نستمد منها لنعيد تلك الأيام،ويكون حزننا كحزن من لا يهدأ له بال حتى يفرح بالنصر، والله سبحانه وتعالى عز من قائل يقول : "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " فالعزة والمجد سيعودان لا بالقعود ولا بالبكاء على الأطلال وإنما بالعمل وبالاجتهاد، وبالصبر والعزم وتربية الأجيال على ضرورة وضع الأمة والعمل لها نصب الأعين والأفئدة، فهذا التاريخ لم يكن كذبا ولا أسطورة بين الأساطير حتى نرى ألا أمل لنا في قيام...

وماوضعت هذا الموضوع إلا لنستلهم منه الخير ونذكر عزة ستعود يوما لا محالة .....
وتباشير الخير تهل بين حين وحين ... والأمل قائم قائم بإذن العلي القدير .......فاستبشروا خيرا .....تابعي معنا يا دكتورة وستعرفين ما هو أكثر وسترين  الأزهى والأزهى .... ::)smile:

جزاك الله خيرا يا اسماء على هذه اللون الرائع

الاوقاف وما الاوقاف
ياله من نظام حضاري متطور

لكم أتمنى ان نتناوله في موضوع مستقل، ونرى كيف كان والام آل حاله، وما السبيل لاستعادته



مازال الخير قادم عن أخبار الأوقاف مازال  emo (30):.... فقد فعلت في حضارتنا الأعاجيب ....وليتك تفتحين عنها ذلك الموضوع .

رائع هذا اللون الزاهى

انتظر التكملة بلا انقطاع طويل
 emo (30):

عهدتك يا نور السماء تعلقين ولو بالقليل  :emoti_144: فما بالك لم تعلقي على شيء ....هاتي ما عندك أولا emo (30):
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: doctora في 2010-07-07, 17:30:40
  :emoti_133:
أتابع وبشغف  ::ok::
لعلنا نصل لطريقة تكون هى بداية رجوع الاسلام الى بيوتنا و بلادنا
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: نور السماء في 2010-07-08, 23:02:10
بصراحة انا غشيت من البحث فى الانترنت
وجئت بالآتى :

ان من اشهر المدارس فى العصر العباسي هى المدرسة النظامية
التى بناها الوزير السلجوقى (نظام الملك) وهو رجل محب للعلم وكان من اهم مدرسيها الامام الغزالى

ومن اشهر مدارس هذا العصر ايضاً : الشرابية (القصر العباسي)

 ومدرسة سابورين ارشيدير التى قال عنها الامام السبكي انها اول مدرسة فتحت للفقهاء

 ومن الظواهر التى برزت فى هذا العصر ايضاً هى دور الوراقين المعرفة بالمكتبات الان ومن اهمها مكتبة دار الحكمة او بيت الحكمة
التى انشأها الخليفة هارون الرشيد وعمل ابنه المأمون من بعده على امدادها بمختلف الكتب فى الطب والفلسفة والرياضيات
ومختلف المخطوطات الارامية واليونانية والهندية والمصنفات فصارت تحتوى على جميع الكتب فى العلوم .


مارأيك ياابلة اسماء ؟؟ :emoti_64:
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-07-09, 10:02:05
أهلا بمتابعتك دائما يا doctora emo (30):


بصراحة انا غشيت من البحث فى الانترنت
وجئت بالآتى :

ان من اشهر المدارس فى العصر العباسي هى المدرسة النظامية
التى بناها الوزير السلجوقى (نظام الملك) وهو رجل محب للعلم وكان من اهم مدرسيها الامام الغزالى

ومن اشهر مدارس هذا العصر ايضاً : الشرابية (القصر العباسي)

 ومدرسة سابورين ارشيدير التى قال عنها الامام السبكي انها اول مدرسة فتحت للفقهاء

 ومن الظواهر التى برزت فى هذا العصر ايضاً هى دور الوراقين المعرفة بالمكتبات الان ومن اهمها مكتبة دار الحكمة او بيت الحكمة
التى انشأها الخليفة هارون الرشيد وعمل ابنه المأمون من بعده على امدادها بمختلف الكتب فى الطب والفلسفة والرياضيات
ومختلف المخطوطات الارامية واليونانية والهندية والمصنفات فصارت تحتوى على جميع الكتب فى العلوم .


مارأيك ياابلة اسماء ؟؟ :emoti_64:

ممتاز يا نور السماء ممتاز ::ok:: .... تمام عن المدرسة النظامية وعن "نظام الملك" وقد سميت بالنظامية نسبة له،درّس فيها العديد من علماء الأمة، مثل الشيرازي والشاسي والخطيب التبريزي والقزويني والفيروز أبادي .... لقد  كان "نظام الملك"رجلا غيّر مجرى التاريخ يا نور السماء، فهذا الوزير السلجوقي، (وأصل السلاجقة يا نور السماء قبائل تركية أسلمت وحكمت في سوريا والعراق والجزيرة العربية)

هذا الوزير عَرَف العلم في عهده ازدهارا منقطع النظير، فعُرِفت حركة العلماء بشكل كبير جدا، وازدهرت المدارس ودروس العلم، وكان الإمام الغزالي أحد أهم العلماء الذي تحركوا بقوة في عهده هذا، وفي هذه المدارس الإصلاحية  تعلم نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، فنشأ جيل من المصلحين المحرّرين .....
فتأملي يا نور السماء كيف أن العمل الجهادي العظيم لهؤلاء الأبطال وتحريرهم لأراضي المسلمين من الصليبيين، وبناءهم للدولة الإسلامية القوية، لم يكن عن اعتباط أو بلا علم، بل كان أساسه العلم الذي تلقوه ، والمدارس الإصلاحية التي كونتهم ...... emo (30):

وسيأتي حديث آخر أيضا عن نظام الملك ودوره في المدارس  emo (30):


بخصوص المدارس الأخرى التي ذكرتها  فقد وجدتها أيضا على ويكيبيديا، والأرجح أنها صحيحة.... وولكن الذي أضعه لكم من الكتب بإذن الله ....
وخاصة من كتاب "من روائع حضارتنا " للدكتور مصطفى السباعي .

وتأملي معي يا نور السماء بين الأخبار التي أسوقها ما ميز عصور الأمة الذهبية .....وهذا ما أردتكم أن تستخلصوه تحديدا فانظري معي مثلا ما نتأمله من مشاركتي عن المدارس :

1-   قامت المدارس على الأوقاف، والأوقاف يا نور السماء هي كل ما أوقف وحبس للإنفاق على شيء ما، فلا يستغل لشيء آخر، وهي عادة من تبرعات المحسنين وعطاياهم، فانظري دورها وهي تؤسس المدارس، وتنفق عليها .....

2- النواة الأولى للمدرسة ....كانت المسجد، لم يكن المسجد مكانا للصلاة وحسب كما هو اليوم، بل كان منبرا معرفيا منه انطلق التعليم الشرعي وتعليم اللغة والقراءة والكتابة وغيرها من العلوم....

3- تأملوا كبر المدارس التي أسست على طول بلاد الإسلام، كيف كانت فسيحة وكبيرة، لما أولاه العرب والمسلمون يومها للعلم من أهمية قصوى جعلت منهم رواد البشرية .

والآآآآآن مار أيك يا نور السماء لو تكملين أنت ملاحظات أخرى ...........؟؟ :good: هيا بانتظارك  :emoti_17:

العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: elnawawi في 2010-07-10, 10:22:34
الملاحظة الأكبر هي أنه لم يكن موجودا أيامها بدعة احتكارية تسمى "حقوق الملكية الفكرية" والتي تعتبر من أكبر آفات العصر الحديث والتي عندما تطبق حرفيا فإنها تفسد الكثير وتمنع انتشار العلم بصورة كبيرة ..

لاحظي حديثك عن "النساخ" طوال العصور الذهبية .. النساخ كانوا يربحون الكثير لأنهم يبذلون المجهود الأكبر لنسخ الكتب .. ولم يكن أحد يعترض على نسخهم للكتب .. لأن الهدف من كتابة الكتب هو نشر العلم .. أما الآن فعلى أغلب الكتب عبارة "جميع الحقوق محفوظة (محتكرة)" .. أو "حقوق النسخ والنشر محفوظة للمؤلف" أو "محفوظة للناشر" .. فمن ينسخ الكتاب يخالف القانون ويتعرض للمسآلة .. ولكن بطبيعة الحال لم يقبل أغلب الناس بهذا الاحتكار والكتب يتم نسخها ونشرها مجانا وخاصة على شبكة الانترنت بدون أي اكتراث بتلك الحقوق المزعومة فمازال العلم ينتشر رغم أنف المحتكرين
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-07-11, 08:15:40
الملاحظة الأكبر هي أنه لم يكن موجودا أيامها بدعة احتكارية تسمى "حقوق الملكية الفكرية" والتي تعتبر من أكبر آفات العصر الحديث والتي عندما تطبق حرفيا فإنها تفسد الكثير وتمنع انتشار العلم بصورة كبيرة ..

لاحظي حديثك عن "النساخ" طوال العصور الذهبية .. النساخ كانوا يربحون الكثير لأنهم يبذلون المجهود الأكبر لنسخ الكتب .. ولم يكن أحد يعترض على نسخهم للكتب .. لأن الهدف من كتابة الكتب هو نشر العلم .. أما الآن فعلى أغلب الكتب عبارة "جميع الحقوق محفوظة (محتكرة)" .. أو "حقوق النسخ والنشر محفوظة للمؤلف" أو "محفوظة للناشر" .. فمن ينسخ الكتاب يخالف القانون ويتعرض للمسآلة .. ولكن بطبيعة الحال لم يقبل أغلب الناس بهذا الاحتكار والكتب يتم نسخها ونشرها مجانا وخاصة على شبكة الانترنت بدون أي اكتراث بتلك الحقوق المزعومة فمازال العلم ينتشر رغم أنف المحتكرين

ملاحظة قيّمة يا نووي...ربما الهدف المادي أصبح غالبا، بينما في تلك العصور الذهبية الهدف المعرفي وهدف نشر العلم هو الذي كان غالبا، زد أن الدولة الإسلامية في تلك العصور كانت تتكفل بالكتاب وبمصاريف نسخه ونشره وتوزيعه وهي تعلم أنها تنفق على العلم، بينما هذا الحصر الجاري في عصرنا ناتج عن أن الجهات الأكثر عملا في هذا المجال أصبحت خاصة وأصبح طبع الكتاب ونشره وتوزيعه تجارة أكثر منه معرفة وسمة من أهم سمات الحضارة ....

فأنا من جهة مع حفظ الحقوق الفكرية حتى لا يتكالب المدعون والأدعياء والسرقة على  فكر أحدهم فينسبوه إليه، ولكن من جهة أخرى مع السماح بالنسخ والتعميم .....

طيب...تابع معي يا نووي وتابعوا معي إخوتي هذا الجزء الموالي من أخبرا المدرسة والمدرسين في تلك العصور الزاهية لتروا من الألوان العجب  emo (30):


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3800.0;attach=7475;image)
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3800.0;attach=7480;image)(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3800.0;attach=7480;image)
المــــــــــــــــــــــدرسة(المدرسون وأحوالهم ورواتبهم)

كان رؤساء المدارس من أعظم علماء الأمة وأكثرهم شهرة، درّسوا بتلك المدارس البهية، منابر العلم والمعرفة فملأ الدنيا عبقُ علمهم، وتناثرت زهراته تعم الأرجاء بشذاها ،  وتكاثرت سُرُجه تنير العقول وتصيّرها منارات ...

فكان الإمام النووي شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه، وابن الصلاح أحد علماء الحديث،  وأبو شامة  وتقي الدين السبكي الملقب بشيخ الإسلام وقاضي القضاة، وعماد الدين بن كثير الدمشقي العالم الجليل صاحب واحد من أهم تفاسير القرآن الكريم وصاحب "البداية والنهاية"، وغيرهم كُثُر كانوا يدرسون بدار الحديث بدمشق، وكذلك الإمام أبو حامد الغزالي حجة الإسلام  والشيرازي، وإمام الحرمين، والشاسي، والخطيب التبريزي والقزويني والفيروز أبادي وغيرهم ممن كانوا يدرّسون بالمدرسة النظامية ببغداد (وقد عرفنا آنفا أن مؤسسها المنسوب إليه اسمها الوزير السلجوقي نظام الملك ).

لم يكن المدرسون في صدر الإسلام (هؤلاء العلماء العظام الذين زخرت بهم الأمة وفخرت ) لم يكونوا يتقاضون أجرا لقاء تدريسهم العلم، إلى أن امتد الزمن، وأوقفت الأوقاف للمدارس فجُعلت لمدرسيها رواتب شهرية ....

آآآآه  :emoti_17:............ emo (13):هلموا نعرف ما جرى وما حدث  :emoti_17:   بعد هذا التغير ...... emo (14):
هل قبل العلماء بذلك، هل هللوا وفرحوا بتخصيص راتب شهري لهم ؟؟..........

عندما بنى "نظام الملك"  مدارسه الشهيرة التي عمت الأمصار وجعل للمدرّسين فيها رواتب، اجتمع العلماء  وأقاموا مأتما للعلم ينعون فيه ذهاب العلم وبركته وقد قالوا : "كان يشتغل بالعلم أرباب الهِمم العليّة والأنفس الزكيّة، الذين يقصدون العلم لشرفه والكمال به، وإذا صار عليه أجرة تدانى إليه الأخساء وأٍرباب الكسل، فيكون ذلك سببا لمهانته وضعفه ."


تأملوا ....إخوتي تأملوا ولتجعلوا لأعين بصائركم مناظير .....

تأملوا هذه الكلمات العظيمة ....وهذا الموقف الفريد ....

تأمولا والمدرّسون في زماننا لا يكادون يفيقون من نومة إضراب يحتجون فيه على تدنّي رواتبهم، ولا يكاد يفيق معم تلاميذهم من ذلك السبات، حتى يعودوا لإضراب آخر يستزيدون فيه لراتبهم المزيد ...!!!  
تأملوا وقد أصبح الراتب -وهو الوسيلة- غاية في حد ذاته يسعى إليها المدرّس، أنسته فضيلة العلم وأذهبت بركته من الصدور، فشحّ  غيث العلم وشحّ بشحّه النبات والزرع، فتنادى المتعالمون بالفتاوى الغريبة العجيبة، وهم يحملون شارة العلماء، واستصرخ قوم تبّع من شبابنا وشيبنا فنون الغرب والشرق وخليط شعوذاته، فجعلوا لِما سموه "البرمجة اللغوية العصبية " ولدوراتها باهظ الأثمان، فإذا أنت جادلتهم أو ناقشتهم أو أبديت استهجانا ودهشة من فاحش غلاء تلك الدورات الغثة  :emoti_209:    أجابوك أن العلم إذا كان بلا مقابل لم يعرف طالبوه قدره وقيمته ...... :emoti_209: :emoti_209:

ولا عجب في عالم العجائب وعصر الغرائب، عصر انقلاب الموازين رأسا على عقب، فإذا بمقولة العلماء الجهابذة الأفذاذ وهم يقيمون للعلم مأتما يوم أصبح لتقديمه ونشره راتب، يقلبها سفهاء عصر المادة الذين لا يقدمون السفاهة واللاشيء إلا لقاء  أكوام المال وحفناته ......!!!

وصدق أصحاب العلم وأهله حينما قالوا : " وإذا صار عليه أجرة تدانى إليه الأخساء وأٍرباب الكسل، فيكون ذلك سببا لمهانته وضعفه"  كلمات من ذهب توزن بميزان الذهب وبمعايير الذهب ..................

بهذا القدر أكتفي اليوم  لأترك لكم فسحة للتأمل والمقارنة  :emoti_17: emo (30):.....ومازال لنا موعد آخر مع المدرسة نضربه بإذن الله emo (30):
 


(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3800.0;attach=7475;image)
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-11, 09:00:19
الملاحظة الأكبر هي أنه لم يكن موجودا أيامها بدعة احتكارية تسمى "حقوق الملكية الفكرية" والتي تعتبر من أكبر آفات العصر الحديث والتي عندما تطبق حرفيا فإنها تفسد الكثير وتمنع انتشار العلم بصورة كبيرة ..

لاحظي حديثك عن "النساخ" طوال العصور الذهبية .. النساخ كانوا يربحون الكثير لأنهم يبذلون المجهود الأكبر لنسخ الكتب .. ولم يكن أحد يعترض على نسخهم للكتب .. لأن الهدف من كتابة الكتب هو نشر العلم .. أما الآن فعلى أغلب الكتب عبارة "جميع الحقوق محفوظة (محتكرة)" .. أو "حقوق النسخ والنشر محفوظة للمؤلف" أو "محفوظة للناشر" .. فمن ينسخ الكتاب يخالف القانون ويتعرض للمسآلة .. ولكن بطبيعة الحال لم يقبل أغلب الناس بهذا الاحتكار والكتب يتم نسخها ونشرها مجانا وخاصة على شبكة الانترنت بدون أي اكتراث بتلك الحقوق المزعومة فمازال العلم ينتشر رغم أنف المحتكرين

لو أن الدولة تقوم بطباعة الكتب مجانا، لأمكن مناقشة مسألة حقوق الملكية الفكرية والنظر إليها على أنها احتكار مادي من المؤلف او العالم الذي يجدر به ان ينشر علمه مجانا
ولكن الواقع ان تكاليف نشر أي كتاب باهظة جدا جدا... والمستفيد منها هو دار النشر... فإن لم يفرض المؤلف احتكارا على كتابه، أدى هذا الى ان ينفق تكاليف باهظة لنشره، دون ان يسترد حتى رأسماله.. وهذا سيؤدي الى احجام الناس عن التأليف

تخيل معي الوضع:
أنا أريد ان انشر كتابا ما....
علي ان أدفع لدار النشر ما يوازي ثلاثة آلاف أو أربع آلاف جنيه مصري... لكي تطبع لي نسخا من كتابي لا تتجاوز بضع المئات..
ان لم اتمكن من بيع هذه النسخ، لأن بعض الأذكياء اشترى نسخة او نسختين وأخذ يصورها ويروجها (بفرض ان الكتاب جيد والناس تحتاجه) .. وبالتالي لن أسترد شيئا من المال الذي دفعته لطباعة الكتاب

والمستفيد هو دار النشر التي أخذت مني مالي لكي تطبعه اول مرة....

طيب ان لم أكن من الأثرياء المحسنين، فهل سأفكر بعد هذا في نشر مزيد من الكتب؟ حتى لو فعلت بنية الثواب واحتسبت المال الذي ادفعه صدقة جارية او علم ينتفع به، الا انني لن املك المال الكافي لتمويل طباعة جديدة ...

من هنا ترى ان حقوق الملكية الفكرية ضرورية لتشجيع الكتاب والمؤلفين على الانتاج


العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: elnawawi في 2010-07-11, 11:52:14
أكثر من مرة في أماكن مختلفة من المنتدى يثار موضوع الملكية الفكرية (أو للدقة أثيره أنا) وفي كل مرة نغلقه بسرعة خشية أن يؤثر على سير الموضوع ويتحول إلى نقاش فرعي .. ولكن في ظني أن أختنا أسماء ستتقبلنا هذه المرة لأن الموضوع ذو صلة وثيقة بما نتحدث عنه .. أو يمكننا فصل المشاركات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية ودمجها في موضوع قديم تحت هذا العنوان حتى لا نلوث هذه الألوان الزاهية بألوان كئيبة من عصرنا وزماننا اللطيف جدا ...

نعود للقضية الشائكة نفسها .. حقوق الملكية الفكرية ..
هل حقا هذه الحقوق تشجع الكتاب والمؤلفين على الانتاج ؟! هل حقا تضمن أنت تعود إليهم فقط قيمة ما أنفقوه مع بعض الأرباح ؟!

نظرة واحدة على أرض الواقع تحسم هذا الجدل النظري .. كل المؤلفات والكتب يتم نسخها وانتهاك هذه الحقوق المزعومة .. الكتاب الجديد يخرج وبعدها بسويعات تجده في كل مكان على الانترنت .. هل هذا يمنع المؤلف أن يجمع ما دفعه لدور النشر ؟! هل يمنعه من أن يحقق أرباح ؟! سأضرب مثال بإصدارات المؤسسة العربية الحديثة من سلاسل "رجل المستحيل" و "ملف المستقبل" و "ما وراء الطبيعة" و "فانتازيا" وغيرها لكتاب كبار أمثال د.نبيل فاروق و د.أحمد خالد توفيق .. يمكنكم دوما زيارة جناح المؤسسة في معرض الكتاب أو زيارة مقرها في الفجالة أو حتى سؤال بائعي الكتب على الأرصفة .. الجمهور ينتظر الكتب ليأكلها أكلا على الرغم أنها انتشرت بالفعل على الانترنت .. ولكن تأتي عوامل أخرى مثل استحباب القراء القراءة في الأوتوبيس أو على السرير أو في الشرفة وهو ما لا يتيحه الانترنت .. هذا طبعا غير من لا يستطيع أن يطيل النظر في شاشة الكومبيوتر وغير ذلك من الأسباب التي تدعو الناس للإقبال على الشراء بكثافة كبيرة جدا والكاتب والناشر يحققوا أرباح طائلة وليست فقط أرباح .. وهذه مجرد روايات وليست كتب علم .. فكتب العلم أولى بالشراء وكما قالت ماما هادية من قبل لا غنى عن الكتاب المطبوع لطالب العلم ..

وعلى هذا فالنظرية التي تقول أن المؤلف لن يسترد شيئا مما دفعه بسبب أن أحدهم قام بشراء الكتاب ونسخه هي نظرية سطحية جدا يحاول دوما الرأسماليين إقناعنا بها لترويج ثقافتهم الفاسدة .. وللأسف قد أقنعوا أغلبنا بها ..

فلنعود للمثال الذي طرحته ماما هادية ونناقشه بهدوء وتعمق ..

اقتباس
تخيل معي الوضع:
أنا أريد ان انشر كتابا ما....
علي ان أدفع لدار النشر ما يوازي ثلاثة آلاف أو أربع آلاف جنيه مصري... لكي تطبع لي نسخا من كتابي لا تتجاوز بضع المئات..
ان لم اتمكن من بيع هذه النسخ، لأن بعض الأذكياء اشترى نسخة او نسختين وأخذ يصورها ويروجها (بفرض ان الكتاب جيد والناس تحتاجه) .. وبالتالي لن أسترد شيئا من المال الذي دفعته لطباعة الكتاب

والمستفيد هو دار النشر التي أخذت مني مالي لكي تطبعه اول مرة....

نعم فلنتخيل بالتفصيل .. ذهبت لدار النشر ودفعت ثلاثة أو أربع آلاف جنيه وطبعت لي بضع مئات من النسخ فلنقل 500 مثلا .. وقررت أنا بيع الكتاب بسعر 40 - 60 جنيه (وهذه هي أسعار معرض الكتاب أي بعد التخفيض) لو قمت ببيع النسخ كلها فسأحصل على 20,000 - 30,000 جنيه .. ولكن جاء بعض الناس الأذكياء ونسخوا الكتاب آلاف النسخ .. طبعا النسخ كلفهم أموالا .. حجم هذه الأموال يعتمد على الصورة التي أخرجوا هذه النسخ فيها .. هل قاموا يتصويرها بماسح ضوئي (ماكينة تصوير) ؟! لو الكتاب 300 صفحة سيكلفهم تصوير النسخة الواحدة حوالي 20 جنيه .. هل سيقومون بتوزيعها مجانا أم بسعر التكلفة أم سيضيفون هامش ربح بسيط ؟! في جميع الأحوال سيكون الكتاب أرخص من سعر الناشر .. ولكن هل الكتاب في نفس الصورة وطريقة الإخراج ؟! في الصورة الأصلية للكتاب سنجد غلافا أنيقا سميكا يحمي الكتاب وورق فاخر يستطيع أن يتحمل زمنا طويلا .. كتاب يمكن وضعه في المكتبة .. وفي الصورة الأخرى هو مجرد ورق عادي بسيط جدا سهل الإهلاك ولا يحميه غلاف لا يحتوي على شيء من الأناقة ولا توجد فيه ألوان على الإطلاق .. تصويره ما بين الأبيض والأسود .. هذا بالطبع غير البقع السوداء التي قد تنتج عن تصوير الكتب .. هذه بالتأكيد صورة غير مرغوبة من الكتاب إلا لمن لا يستطيع أن يشتري الصورة الباهظة .. فلنقل أن هذه الصور الجديدة من الكتاب التي انتشرت ستؤثر على مبيعات الكتاب الأصلي .. فبدلا من أن ابيع الـ 500 نسخة كلها سأبيع نصفها فقط 250 نسخة .. سابيعها أيضا بـ 10,000 إلى 15,000 جنيه .. سأقول لن تنخفض المبيعات إلى النصف بل إلى الربع .. بل الخمس أي 100 نسخة فقط .. أي سابيعها من 4000 إلى 6000 جنيه .. لم أخسر شيء أيضا .. ثم أن الكتب لم تذهب هباءً .. بل هي مازالت موجودة .. سيتم بيعها في المستقبل القريب .. لم تنته ولم تعدم .. هي فقط لن تباع الآن ولن تباع بنفس السرعة .. فالأمر ليس كارثة كما يحاول الرأسماليين أن يقنعونا ... ولو كان كارثة حقا وانتشرت آلاف النسخ المنسوخة على ماكينة التصوير لجدر بي حقا أن أعيد التفكير في وسيلة النشر نفسها وأترك المطابع وأذهب إلى مكتب خدمات كومبيوتر ليطبعها لي على طابعة صغيرة ويصورها آلاف النسخ وأنشرها بهذه الطريقة الأرخص والأوفر والأكثر انتشارا !!!!!

ثم أن هذه الطريقة للنشر ليست هي الخيار الوحيد .. ليس كل الكتاب والمؤلفين يتجهون للمطبعة ويدفعوا كل تكاليف الطباعة ثم يأخذون كل النسخ لينشرونها بمعرفتهم وعلى طريقتهم الخاصة .. بل إن الصورة الشائعة والأكثر انتشارا على أرض الواقع هي أن الكاتب يذهب لدار النشر ليتعاقد معهم على نشر هذا الكتاب في مقابل نسبة من الأرباح من المبيعات .. لا يدفع شيء أصلا ولكن يحصل على أرباح .. وهناك صورة أخرى من النشر وهي التعاقد مع كاتب بمرتب ثابت .. وهذه تظهر دوما في الروايات الدورية (السلاسل) .. حيث يكون مطلوب من الكاتب تقديم عدد معين من الروايات في السنة في مقابل مرتب شهري ثابت .. وفي جميع الأحوال فالكاتب الذي لا يلهث وراء الأموال الطائلة لن يضره أبدا النسخ أو النشر عبر الانترنت .. بل المفترض أنه سيكون سعيدا جدا بأن يرى أفكاره تنتشر بين الناس وتصل .. لأن أصل الكتابة والعلم والتأليف هو لنشر العلم والفكر لا الربح المادي ... أما من يكتب أساسا بغرض الربح فهو مصيبة عصرنا وآفة الرأسمالية والمادية البغيضة وهي المشجع الأساسي للعلمانيين والليبراليين والملحدين والمهرطقين ودعاة التنمية البشرية وكل الأشكال السيئة من الفكر .. وإذا أردنا حربهم فعلا والحد من أفكارهم وانتشارها لألغينا حقوق احتكار الكتب والمؤلفات وبعنا الكتب بتكاليف الطبع فقط أو بهامش ربح ضئيل جدا .. ولخصصنا أجزاء من الأوقاف لطباعة الكتب الأهم ونشرها وتوزيعها مجانا أو بأرخص الأسعار .. أما لو أردنا أن نتمسكوندافع عن حقوق الملكية الفكرية الغربية الرأسمالية فعلينا ألا نبكي أو نشكو أبدا المنظومة الفكرية الغربية المادية التي أنجبتها .. وعلينا ألا نعترض على الفكر العلماني والليبرالي وما يتعلق به من صمائب أخرى لا تنتشر إلا مع تقديس حقوق الملكية الفكرية الاحتكارية
[/font][/size]
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-07-11, 14:41:18
صراحة يا نووي تحليلك واقعي، وهو ما يحدث فعلا، فالكتب مهما كان التشديد على حصرية حقوق النشر فيها تتعرض للنسخ سريعا بعد صدورها ومن ثم نشرها عبر وسائل مختلفة، وخاصة الأنترنت .... فشخصيا عدد من الكتب التي لا تتوفر في المكتبات أجدها على النت .

ولكن يا نووي ربما غفلت عن أمر مهم ويحميه الإسلام ويدعو لصَونه وهو الحق الفكري، حق الابتكار والإبداع، هذا هو برأيي المتواضع ما يجب أن نحرص عليه ليبقى ما لزيد لزيد ولا ينسب لعمر وهو لم يتعب فيه قيد أنملة ولم يكن من بنات أفكاره، نعم لم يعرف التاريخ الإسلامي، ولم تعرف الحضارة الإسلامية بطولها وعرضها من آثار تشير إلى حماية معينة وإشارة في الكتب إلى صَون النتاج الفكري لصاحبه بآلية محددة، ولكن عُرف أن الكثير من المؤلفين لجؤوا لنساخين ثقات مخافة أن تسرق جهودهم، أو كانوا ينسخون أعمالهم بأنفسهم .....

إذن واقعيا الحصرية النشرية التي تدخل ضمن الحقوق الفكرية والتي هي بِدع غربي ليس لها ف يأرض الواقع من تطبيق ولا التزام بقوانينها، لأن طرق النشر مختلفة ومنوعة، والعمل يتعرض للنشر في كل مكان، أما الملكية الفكرية وصَون الإبداع الفكري العقلي في مجال الأدب أو العلم أو الصناعة أو أو أو.....برأيي ليس جديدا ولا غريبا على الروح الإسلامية التي لا تبخس الناس أشياءَهم، ولا تقبل بالسرقة بكل أنواعها، وتحض على نسب الحق لأهله .....

أيضا التخلص من التبعية في سن القوانين ووضعها بل واستلهامها حرفيا من القوانين الغربية  هو جزء من منظومة الخلاص من التبعية للغرب في مجالات مختلفة، وهو جزء من العدة النفسية للمجتمع المسلم الذي يبتغي النهوض والفِكاك من أسر التبعية، وبالتالي سيحدث هذا الخلاص آليا كنتاج طبيعي للاستقلال الفكري للمسلمين، وكنتاج طبيعي للقوة الإسلامية الفاعلة المبدعة العاملة على أرض الواقع

بارك الله فيك يا نووي على إثارتك لهذا الموضوع، ونعم هو ذو صلة بألواننا، وهذا ما أريده، أن نقارن ونستمد من أصالتنا ونعرف ما لنا وما علينا .... emo (30):

العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-07-11, 18:37:23
إخوتي الكرام

عندما نريد الحكم على موضوع علينا ان نحاول الإحاطة به من جميع جوانبه، وألا نقصر نظرنا على زاوية واحدة فقط، وهي المقارنة بين التصوير بالماسح الضوئي او الرفع على الانترنت، وبين شراء الكتاب
ان قلنا بعدم احترام حقوق الملكية الفكرية، فهذا يعني أن يتعاقد الدكتور البوطي مع دار القلم على نشر كتاب له مثلا، فينشروه له مقابل ربح معين متفق عليه بينهم...
فتأتي دار ابن كثير (مثلا) وتأخذ الكتاب نفسه وتنسخه على شكل كتاب ايضا بنوع تجليد مختلف او بهامش ربح اقل (لكونها لم تتعاقد مع الكاتب ولن تدفع له شيئا) وتبيعه ايضا ولكن بسعر أدنى ... ودار ثالثة ورابعة.... ويجنون أموالا طائلة وفق حسابات النووي..
وتتربح دور النشر وتتنافس في ما بينها... ولا ينال المؤلف الاصلي منها شيئا، وتكون اول دار نشر التي تعاقدت معه هي الخاسرة

العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: elnawawi في 2010-07-12, 05:37:45
بارك الله فيك أستاذتنا أسماء ..
نعم لم أناقش مسألة حقوق نسب الكتاب إلى مؤلفه وعدم تحريفه عند النشر أو إعادة النشر .. فأنا حسبت أن هذه قضية محسومة واضحة لا يختلف عليها اثنين شرقيين أو غربيين أو أوسطيين .. بل أنا مع تشديد وتغليظ العقوبة على السرقات العلمية خاصة والأدبية عامة لأنها تحتوي أكثر من جريمة في نفس الوقت وتضر بالعلم جدا وترفع من شأن ناس لا قيمة لهم بل هم لصوص في الحقيقة فيها الكثير من الظلم الواضح البين .. وهذه الحقوق تنسجم مع مبادئ الإسلام وتطبيقاتها طوال تاريخنا المضيء ..

نعود لحقوق الملكية الفكرية التي هي احتكار حق النشر والتوزيع .. وأمثلة ماما هادية ..
لا أؤيد استخدام عبارات الخسارة ومشتقاتها في هذا الموضوع .. فالخسارة تعني عدم وجود مبيعات كافية لتغطية تكاليف الإنتاج .. وهذا مستبعد جدا جدا جدا في كل ما نتحدث عنه .. فالأمر حتى في أسوأ وأقتم صوره لن يعدو سوى تفاوت في مقدار الربح .. ثم هذا المثال الحالم لا يمكن أن يتم على أرض الواقع إلا بعد إلغاء قوانين الملكية الفكرية تماما وفتح باب النشر على مصراعيه .. وهذا حلم أجمل من أن يتحقق .. وحتى بفرض تحققه فليس من المنطقي أن يتم إلغائه كاملا .. بل يكفي تعديله بما يمنع حدوث تجاوزات مضرة .. وإن كانت هذه التجاوزات ليست مضرة لو نظرنا لها بتعمق .. وتعالوا ننظر للصورة من جوانب أكبر ونرى هل ستكون قاتمة أم مضيئة ؟!

لو فتحنا باب النشر للجميع (مع التشديد على دقة النشر والنقل وعدم التحريف وضمان نسب المصنَف إلى المصنِف) فماذا سيحدث ؟!

ستبدأ مؤسسة ابن كثير بنشر الكتاب مثلا بسعر كذا .. ومؤسسة الشروق بعد أن تشعر بأهمية الكتاب وانتشاره (فهذا التنافس والنسخ لن يحدث إلى على الكتب الهامة المفيدة التي تلقى انتشارا ورواجا بالأساس .. فلا يستطيع أحد أن يقنعني أن الكتب ذات الانتشار المحدود والأرباح القليلة يمكن أن تتعرض للتنافس في النشر) .. ستقوم المؤسسة بإعادة طبعه ونشره بطريقة أرخص تكاليفا .. لو حافظت على نفس الجودة ونجحت في خفض السعر فهذه نقطة تحسب لها .. لو خفضت السعر بتخفيض الجودة قليلا لما ضر هذا أيضا ولبى احتياجات طبقات فقيرة من الشعب .. ولكن يبقى هناك من سيظل يشتري من مؤسسة ابن كثير أيضا لأنه يرغب في جودة أعلى .. ولكن بعد دخول عدة دور نشر أخرى في المنافسة ورغبة الجميع بتحقيق أرباح مع الاحتفاظ بنسب توزيع عالية فهذا سيدفع الجميع إلى تحسين خدماتهم للكتاب وللقارئ على حد سواء .. فستأتي أخبار اليوم مثلا وتقوم بتوزيع نسخة الكترونية PDF على اسطوانة مع الكتاب .. وتأتي دار نشر أخرى وتوزع نسخة مستند word مع الكتاب لتسهيل الاقتباس منه في الكتابة أو على الانترنت مثلا .. وتأتي دار نشر أخرى وتقوم بعمل حملات توزيع ضخمة لهذا الكتاب ومعه آلاف الكتب الأخرى .. فبدلا من الاكتفاء بالبيع من المنفذ الرئيسي في العاصمة فستكون هناك مقرات دائمة أو مؤقتة في جميع أنحاء البلاد تهدف لتوصيل الكتاب إلى الجميع وإلى أماكن لا تستطيع دور النشر الأخرى الوصول إليها .. أو مثلا توزيع كتيب صغير هدية مجانية مع الكتاب .. أو خدمة استبدال الكتاب القديم بنسخة جديدة في حال تلف القديمة مثلا .. أو حتى ابتكار وسائل طباعة ونشر جديدة تماما ورخيصة لكي تخفض تكاليف الإنتاج ومن ثم سعر البيع .. وغيرها من عشرات الخدمات الأخرى والابتكارات التي سيؤدي إليها الحراك الذي سيحدثه فتح باب النشر للجميع .. وهذا طبعا كله سيؤدي لخدمة العلم والمعرفة أولا وسيساهم في انتشارهم بشكل كبير جدا جدا .. وكذلك سيخدم القارئ .. وسيخدم ايضا دور النشر جميعها والتي ستحدث منافسة حقيقية بينها كما يحدث في أسواق المنافسة الحرة لجميع الأنواع الأخرى من السلع والخدمات .. وسيشجع كذلك افتتاح دور نشر كثيرة جدا وفي كل مكان حتى لو كانت دور النشر هذه صغيرة بإمكانيات محدودة وفي مكان بعيد فستستطيع أن تجد كتبا تنشرها ولا يتحتم عليها نقل مقر عملها إلى العاصمة مثلا لكي تكون قريبة من أعين الكتاب والمؤلفين .. طبعا هذه ستكون خدمة عظيمة لأهالي المناطق البعيدة .. فالكثير من الكتب التي كانت غير متوافرة لهم من قبل سيجدونها سهلة ميسرة ورخيصة طبعا لأنها لا تتضمن تكاليف نقل في طياتها .. وهكذا ستدور حلقات كثيرة جدا اكثر من أن نحصيها .. وكلها تصب في صالح المزيد من الألوان الزاهية التي نفتقدها في حياتنا فعلا ..

سيتسائل أحدكم سؤالا وجيها .. وأين المؤلف من هذا كله ؟! لابد للمؤلف أن يحصل على جزء من تعبه وجهده الذي بذلهم لكتابة هذا الكتاب في الأساس .. طبعا لابد ألا يتوقع الكاتب في ظل هذا النظام الجديد (الذي هو الأصل في قرون طويلة مضت) أن يحصل على نفس الأرباح المادية التي يحصل عليها الآن في ظل النظام الرأسمالي الاحتكاري الحالي .. فبعض الكتاب قد يؤمن مستقبله ومستقبل أبنائه وأحفاده كلهم ماديا بمجرد كتاب لم يستغرق منه في كتابته سوى بضعة أيام أو حتى أشهر .. ببساطة شديدة يمكن لأحدهم أن يكتب شيئا في فترة وجيزة ثم يعيش عليه حياته كلها بل ويتوارثه الأبناء .. وهذا طبعا مخالف للفطرة وللطبيعة وللعدالة .. ولكن في ظل النظام الجديد سيحتاج الكاتب دوما إلى تطوير أساليب ومهارات جديدة لكي يتأقلم مع الوضع .. ودعوني اضرب لكم مثالا عمليا ربما يقرب لكم الصورة ..

إنشاء الطرق والكباري .. عملية باهظة شاقة مكلفة جدا .. تضطر الدولة (وأتحدث عن الدول الحقيقية وليس الكيانات العجيبة التي نعيش فيها في بلادنا ويسمونها دولة مجازا) للقيام بها وتتحمل تكاليف إنشائها من الميزانية العامة للبلد .. ثم تتحمل كذلك تكاليف التشغيل المستمرة والصيانة الدورية لكي تضمن أن الطريق جيد ومناسب .. كل هذه التكاليف تحتاج الدولة أن تحصل رسومها وتكاليفها من الناس .. وطبعا أولى الناس بالدفع هم مستخدمي الطريق نفسه والمارين من عليه .. لذا يتم وضع أكشاك في الطريق مهمتها الوحيدة تحصيل الرسوم من المارين .. كل هذا جميل ولطيف .. ولكن هناك مشكلة جديرة بالاهتمام .. هذه الأكشاك على الطرق السريعة عقبة كبيرة ... تبطء المرور كثيرا وتخلق بؤرة اختناق مروري حيث تختزل مساحة الطريق إلى النصف ويضاعف الاختناق طبعا ضرورة التوقف وتهدئة السرعة لدفع هذه الرسوم .. هذه الأكشاك من هذا المنطلق تعتبر عقبة .. فكيف يمكن تجاوزها وحل مشكلتها وفي نفس الوقت ضمان عدم ضياع حقوق الدولة في تكاليف الطريق ؟! بعض الناس تمسكوا بالأكشاك على الرغم من أنها عائق لهدف وفكرة الطريق نفسه .. ولكن هناك من خرج بفكرة مفيدة جدا وهي إزالة الأكشاك وإضافة الرسوم التي كانت تحصلها على إنشاءات خاصة ومتعلقة بالطريق .. مثلا إضافة نسبة على سعر الوقود في محطات الوقود على الطريق .. أو محطات الانتظار .. أو أكشاك الأطعمة السريعة على الطريق .. أو حتى جمع كل تكاليف الطرق في المدينة الواحدة وإضافة هذه القيمة على نسبة الضرائب التي يتم تحصيلها .. أو أي طريقة اخرى تهدف إلى إعادة الطريق لسلاسته المرورية وعدم خنقه بهذه الأكشاك وفي نفس الوقت عدم ضياع حق الدولة ...

هذا المثال يقرب الصورة لما نتحدث عنه .. يمكن أن نخترع بديلا آخر للمؤلف لكي يحصل على حقه في التأليف .. ليس ضروريا أن يشارك المؤلف كل من يوزع هذا الكتاب أو ينشره في الربح مباشرة .. لا يجب أن يقيم أكشاك على طريق العلم .. بل يمكن أن يحصل على حقوقه بطريقة أخرى .. اتوقع من أسماء لها ثقلها في المنتدى أن يفكروا بهذه الطريقة .. طريقة الإبداع والتغيير والتجديد والتطوير والتحسين والتعديل .. لا طريقة التقليد وخاصة تقليد أسوأ وأرذل الأقوام الرأسماليين الماديين الذي يقودون العالم الآن إلى حافة الهاوية وقد بدأ بالتساقط منها بالفعل الكثير من الناس .. فيجب أن نتمرد على هذا الوضع ولو فكريا ومعنويا فقط كبداية .. ولكن لا يمكننا أن نترك التيار يجرفنا جميعا نحو الهاوية الثقافية الفكرية المظلمة التي يقودنا الماديين نحوها ..

تذكير شخصي لنفسي قبل أن أنسى :
أود أن أتحدث في مرة قادمة عن مصيبة فرض القانون على المؤلفين أن يضعوا كتبهم ومؤلفاتهم تحت يد أحد دور النشر الاحتكارية لكي يرخصوا لهم بنشرها ..
كذلك أود أن أتحدث عن البدائل المناسبة للمؤلفين في ظل عدم وجود حقوق احتكارية .. مع ذكر أمثلة لحلول قامت بها بعض شركات البرمجيات الحرة (أو المفتوحة) لكي توفر لنفسها مصدر ربح مادي مع الحفاظ على مجانية المنتجات والمصادر كذلك ..
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: جواد في 2010-07-13, 10:11:23
موضوع أكثر من رائع بارك الله بكم أختنا الكريمة،

سريعا بخصوص الملكية الفكرية،

هناك الآن قوانين قوية ورخص تحفظ الحقوق لأصحابها ولا تتصادم مع الإحتكار،

والمؤسف أن من صاغها غير مسلمين أصلا، ولا يبغون من وراء ذلك الا الحس الإنساني لا أكثر.

المثال الذي أتحدث عنه هو لمؤسسة البرامج الحرة Free Software Foundation حيث تعني الكلمة الحرية ولا تعني أنه بالضرورة دون مقابل مالي..

وهذا الفكر أثبت وجوده بقوة شديدة حتى صارت الحكومة الامريكية نفسها أول من يعتمد على المصادر الحرة لقوتها وموثوقيتها ..

لكن الجدير بالذكر ايضا أننا في العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة بعيدين تماما عن هذا الركب ...

إدعولي أنا ليا طموح خاص في هذا المجال وحاليا بحمد الله قاربت على الإنتهاء من تحويل أنظمة التشغيل في شركة شحن دولي هنا في مصر من ويندوز الإحتكاري الى لينكس الحر  emo (30):
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-07-13, 18:18:16
إخوتي جميعا نووي وماما هادية وجواد أثريتم الموضوع بمشاركاتكم بارك الله فيكم

ياه يا نووي حلمك جميل حقا .... ::ok:: وسبحان الله يوم كانت الدولة الإسلامية رائدة كان ما نسميه اليوم حلما حقيقة تمشي على الأرض، دولة المثالية الواقعية

الشيء بالشيء يذكر، ومادمنا مع هذه الألوان الزاهية لحضارتنا التي سيعود نورها حتما بإذن الله القدير، وعلى ذكر ما أوردته ماما هادية من مثال دار ابن كثير ودار القلم، وما يكون في حال حرية النشر، دعونا إخوتي نلقي بأبصارنا من نافذة عصورنا الزاهية لنعرف ما كان ....

من كان ينفق على المكتبات؟؟ ماكانت موارد الصرف عليها ؟؟ كان الأمراء والأثرياء والعلماء هم الذين ينفقون عليها لينتشر العلم بين الناس (ولنتأمل صَيدهم الأجر والثواب من باب نشر العلم في الأمة  ) ، في ذلك الزمن لم تكن الطباعة موجودة، ولم تكن آلات الطبع والنسخ تعرف بعد، فكانت الكتب تنسخ على أيدي نسّاخ (يعني ما عوّض اليوم بمؤسسات قائمة مهمتها الطبع تعمل الآلات فيها بدل البشر) ....

فكان بذلك يبلغ ثمن الكتاب حدا قد يستعصي على طالب العلم أو العالم الفقير اقتناؤه، فكيف إذا أراد أن تكون له مجموعة من الكتب .....ومن هنا -كما يخلص لذلك مصطفى السباعي- كان قيام المكتبات في مجتمعاتنا منبعثا من عاطفة إنسانية وعن نزعة علمية في وقت واحد .....

وكما ذكرنا في حديثنا الآنف عن المكتبات، عرفت انتشارا فاق الخيال، بين عامة وخاصة، حتى أن الأماكن النائية بعيدة الشقة في أطراف الدولة الإسلامية  كانت تعرف فيها المكتبات بالعدد  ....وأين هذا من زماننا الذي عرف المطابع ومؤسسات الطبع وماتزال فيه المناطق العادية تفتقر لمكتبات ضخمة...!! فما بالك بالمناطق النائية المنسيّة .....

التقدم التكنولوجي طبعا وبلا أدنى شك أحدث نقلة وقفزة نوعية من حيث إمكانية توسع الإنتاج وتكاثره، وأصبح نسّاخ الزمن الماضي مؤسسات قائمة بذاتها تدور دائرة حياتها على العمل التجاري في مجال الكتاب .....
ولكن ماذا عن النزعة الإنسانية والنزعة العلمية في عصرنا ؟؟؟
هل هما سببان رئيسان في كثرة أعداد المكتبات، وكثرة روادها، وتزايد نسبة المقروئية ؟؟
فحسب علمي المقروئية في البلاد العربية تحتل مركزا من المراكز الأخيرة ونسبتها ضئييييلة جدا مقارنة بالمقروئية في الغرب .....
إذن فألواننا الزاهية الماضية هذه التي ماتزال تلقي بظلالها الملونة  على قلوب من عصرنا بمجرد معرفتها، وانبهارنا بهذه الألوان سوف يحدث برأيي لاشعوريا نوعا من الحنين وإن اختلف من واحد إلى آخر وتفاوتت نسبة قوته بين واحد وآخر ،سيحدث حنينا إلى العودة لتلك القوة التي كانت لنا زمانا رغم تأخر الوسائل التكنولوجية.....

فهل بعيد المنال على أمة عرفت التقدم والازدهار والعلم ونور العقول في زمن افتقرت فيه للوسائل العلمية المتقدمة والتكنولوجية المتطورة أن تعود لتلك الريادة مع تقدم الوسائل وتطورها ؟؟؟ !!!

تلك هي المعادلة..... والروح والمادة توأمان إن انفصل أحدهما عن الآخر خاب الكيان وخسر، فالوسائل المتقدمة من شاكلة المطابع والناسخات على كل شكل ولون متوفرة، ولكن النزعة العلمية والنزعة الإنسانية ؟؟؟ !!! أين ؟؟؟

تأملوا معي إخوتي ....... كان العالم من العلماء يقضي حياته بين مصنّفاته، مصنّف ينتهي ليبدأ مصنّف جديد، والخلفية الدينية والروح الدينية أكبر دافع له ليتحقق أمله وتقرّ عينه  وأبناء أمته يتداولون مصنّفه وينتفعون به بالدرجة الأولى وإن كان له لقاء تخريجه مقابل مادي، هذا إن لم يكن قد احتسب الكثير مما خرّج لله يريد به وجهه ......  

وبالمقابل تأملوا إخوتي ....تأملوا الأمراء وهم يضعون العلماء فوق الرؤوس، وينفقون الأموال في الكتب، ويعملون على نشر المكتبات رغم قلة الوسائل المساعدة على الانتشار والتي تقابل في عصرنا المطابع والناسخات ............ عن نزعة علمية وإنسانية تحب نشر العلم بين كل فئات المجتمع المسلم فلا يحرم الفقير من الكتاب، ولا يحرم الجمع من منابع العلم .....

وأرى والله أعلم أن النزعة العلمية والإنسانية الدينية  إذ تغلبان ولا نقول تطغيان، (لأننا لن نحرّم أن ينال المؤلف أجرا على مصنفه أو أن تحصل المطبعة على ربح من تعاقدها مع المؤلف)، لو تغلب هذه النزعة على النزعة المادية الاستئصالية التي إذا غلبت استأصلت شأفة بركة العلم .....لو أن النزعة العلمية وليست أي نزعة ليست العلمية المجردة بل العلمية المستمدة قوتها من "اقرأ باسم ربك" لو أنها طغت وغلبت لكان الحال غير الحال، ولانتشر العلم، ولتفتّقت أذهان أبناء الإسلام عن الفكر النيّر المنير، والعلم النافع الرشيد ....نعم النزعة العلمية الدينية لا أي نزعة لأن للغرب نزعة علمية ولكنّها مجردة جامدة بعدت بالروح عن جادة الصواب في أغلب الأحيان .......

فإذا تنافست دور الطبع والنشر -كما قال نووي- لأحدثت مع تنافسها إبداعا وحِراكا، ولما كان تنافسها مبعث خوف من خسارة......

الخلاصة، الأجزاء مرتبطة بعضها ببعض، ولا تنفك مرتبطة، فكما ذكرت، عودة الروح العلمية المؤمنة والنزعة العلمية سبب يفتقر له العالم أجمع وينتظره العالم أجمع انتظاره لصلاحه برمته على يد المسلم المصلح .....وعودة تلك الروح جزء يبعث على تنامي الروح العلمية الإصلاحية، وعلى تنامي روح الأستاذية في خَلَد المؤمن الذي يتمكن منه يقين أنه أستاذ البشرية بما يحمل من شريف الرسالة وعظيم الأمانة ونزيه المهمة .....فيحتل الربح المعنوي العلمي الروحي الصدارة، مع عدم إلغاء المادة كوسيلة لا كغاية .....

وبمعرفتنا لتاريخنا ولقيمة تاريخنا تتبين لنا معالم قيمة المستقبل الذي يجب أن يكون على أيدي أبناء هذه الأمة الرائدة، وكذلك بمعرفتنا لألوان حضارتنا وما كانت عليه فيما مضى نتبيّن ألواننا الزاهية المقبلة بإبداع وأصالة (شعار قناة الرسالة ::)smile:) وأستشعر بين هذه السطور قيمة هذا الشعار ومعناه، أمة تتشبث بأصالتها وبثقافتها الخاصة المميزة، وتستعين على إخراجها بحلل الإبداع بوسائل العصر التكنولوجية المتطورة، فلا هي الباكية على الأطلال المتعامية عما أمامها من وسائل تبلغها غايتها ولا هي المنسلخة من جذورها المتمسحة بمسوح ليست لها .......

وقد ذكرت أخي النووي في أصْفَرِكَ  ::)smile: شيئا عن البرمجيات الحرة، وأردف أخي جواد بحديثه عنها أيضا وأنها التجربة المثمرة




إدعولي أنا ليا طموح خاص في هذا المجال وحاليا بحمد الله قاربت على الإنتهاء من تحويل أنظمة التشغيل في شركة شحن دولي هنا في مصر من ويندوز الإحتكاري الى لينكس الحر  emo (30):



يسر الله لك أخي وبارك في خطواتك

العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2011-04-07, 19:11:16
ألواننا الزاهية  emo (30):....هذا الموضوع الحبيب الذي يبعث في نفسي فرحا وعزا وفخرا وأملا أكبر

أعود إليه إذ وجدته المكان المناسب لفيلم جميل يحكي عن ألواننا الزاهية بلسان غيرنا .................. كنت أنوي المواصلة مع ألوان أخرى زاهية من ألوان حضارتنا الرائدة، ولكن انشغالي حال دون المواظبة، واليوم ودون  أن أعد ربما تكون لي عودة بإذن الله تعالى لأكمل ، فما أحوجنا لأن نتذكر ماضينا لنبث من نفحاته لحاضرنا ومستقبلنا

ولأترككم إخوتي مع هذا الفيلم المهم    emo (30):

افضل فيلم قصير قدمه الغرب للمسلمين ــ مترجم ــ (http://www.youtube.com/watch?v=FvdQvLAbsFw#ws)
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: أبو دواة في 2011-04-07, 20:16:19
(من روائع حضارتنا) للدكتور مصطفى السباعي..........
(ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) للشيخ أبي الحسن الندوي.......
(ماذا قدّم المسلمون للعالم) للدكتور راغب السرجاني.....
(شمس العرب تسطع على الغرب) لزيغريد هونكه........

كلها كتب قيّمة تطالعنا بألواننا الزاهية.......
العنوان: رد: ألــــــوان زاهية
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2011-04-07, 22:05:26
(من روائع حضارتنا) للدكتور مصطفى السباعي..........
(ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) للشيخ أبي الحسن الندوي.......
(ماذا قدّم المسلمون للعالم) للدكتور راغب السرجاني.....
(شمس العرب تسطع على الغرب) لزيغريد هونكه........

كلها كتب قيّمة تطالعنا بألواننا الزاهية.......

 emo (30):

نعم يا عبد الرؤوف ألوان زاهية مبهرة تخطف الألباب كانت سمة وسَمتا لحضارة  طاولت الآفاق ....مازال من الألوان الكثير، عسى ييسر لنا الله عرضها في موضوعنا الأثير