المحرر موضوع: ألــــــوان زاهية  (زيارة 26830 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ماما فرح

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #20 في: 2009-06-28, 20:28:19 »


هذه الألوان ...فأين العيون  :emoti_138: :emoti_138:


العيون زاغت من الحيرة بين الموضوعات الجميلة  emo (30):

لم أقرأ بعد ولكن لفتت نظري صورة العمامة وكنت أنوي تأجيل تعليقي عليها إلى ما بعد القراءة



سبحان الله .. ليست المرة الأولى التي أرى فيها صورة لرجل يرتدي عمامة ولكن هذه هي المرة الأولى التي أنتبه إلى أنها - العمامة - وقاية من الشمس الحارقة أو البرد القارس مما يعني أن هذا رجل يسعى ويدب ويضرب في أنحاء الأرض يطويها عملا وجهداً وإصلاحاً

وتذكرت على الجانب الآخر صورة أخرى لشاب ضارب شعره جيل ( هذا تعبير مصري لا أجد أقرب منه للمعنى الذي أريده ويعني شكل الشعر الذي ترون عليه الفنانين والمطربين مثلا ) يسعى في الأرض للقاء فتاة أو جلسة تافهة على مقهى أو ما شابه


حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #21 في: 2009-07-01, 11:14:12 »


هذه الألوان ...فأين العيون  :emoti_138: :emoti_138:


العيون زاغت من الحيرة بين الموضوعات الجميلة  emo (30):

لم أقرأ بعد ولكن لفتت نظري صورة العمامة وكنت أنوي تأجيل تعليقي عليها إلى ما بعد القراءة


سبحان الله .. ليست المرة الأولى التي أرى فيها صورة لرجل يرتدي عمامة ولكن هذه هي المرة الأولى التي أنتبه إلى أنها - العمامة - وقاية من الشمس الحارقة أو البرد القارس مما يعني أن هذا رجل يسعى ويدب ويضرب في أنحاء الأرض يطويها عملا وجهداً وإصلاحاً

وتذكرت على الجانب الآخر صورة أخرى لشاب ضارب شعره جيل ( هذا تعبير مصري لا أجد أقرب منه للمعنى الذي أريده ويعني شكل الشعر الذي ترون عليه الفنانين والمطربين مثلا ) يسعى في الأرض للقاء فتاة أو جلسة تافهة على مقهى أو ما شابه



نعم ماما فرح ، صدقتِ ....جزاك الله كل خير على هذا التأمل العميق ... فهم أخفوا الشعر وغطوه، وأعطوا العلم وما أخفوه، وهؤلاء عرّوا شعورهم وما غطوها وليت شعري، أين العلم يزيّن العقول ؟؟!!

في المداخلة المقبلة لون جديد فتابعوا معي  emo (30):




« آخر تحرير: 2009-07-12, 09:24:43 بواسطة حازرلي أسماء »

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #22 في: 2009-07-01, 11:16:21 »
واليوم مع لون جديد نملّي به أبصارنا ونحلّي emo (30):

كانت المكتبات في عصر إشراق حضارتنا مدارس للتعليم ومؤسسات ينفق عليها الأمراء والأثرياء والعلماء، وفي ذلك الزمن لم تكن الطباعة قد ظهرت بعد، وكان الكتاب يُنسَخ على أيدي نسّاخ متخصّصين  فكان ثمن الكتاب يبلغ حدا يتعذر على طالب العلم أو العالم غير المقتدر اقتناؤه، فكيف بالعدد من الكتب؟ ولهذا كان قيام المكتبات آنذاك منبعثا عن عاطفة إنسانية وعن نزعة علمية كلاهما سواء بسواء ...

وقد تغنّى الأدباء العرب قديما بالكتاب تغنّي الحبيب بحبيبه من فرط وَلَعهم وتعلقهم به، قال أحمد بن إسماعيل :
"الكتاب هو المُسامر الذي لا يبتدئك في حال شغلك، ولا يدعوك في وقت نشاطك، ولا يحوجك إلى التجمّل له، والكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والصديق الذي لا يغريك، والرفيق الذي لا يملّك، والناصح الذي لا يستزلّك"


وقد كان العرب يفضلون مطالعة الكتب على غشيان المجالس أيّما كان مقامها وإن كانت مجالس ذوي الحكم والسلطان.
اعتزل الوزير الأديب محمد بن عبد الملك الزيات في بيته فترة، وأراد الجاحظ زيارته فما وجد أجمل من أن يحمل إليه كتاب سيبويه هدية فقال الوزير: والله ما أهدي إلي شيء أحبّ إلي منه .


أرسل أحد الخلفاء في طلب عالم يريد مسامَرَته، فلما بلغه الخادم وأخبره بطلب الخليفة
قال: قل له إن عندي قوم حكماء أحادثهم، فإذا فرغت منهم حضرت، فعاد الخادم إلى الخليفة  وأخبره
فقال: وَيْحَك من هؤلاء الحكماء الذين كانوا عنده؟
قال الخادم: والله يا أمير المؤمنين ما كان عنده أحد، فقال الخليفة: فأحضره الساعة كيف كان .... فلما أحضر العالم سأله الخليفة : من هؤلاء الحكماء الذين كانوا عندك ؟
قال يا أمير المؤمنين :


هم جلساء ما تملّ حديثَــــــــهم *** أمينون مأمونون غيبا ومَشهدا
إذا ما خَلَونا كان خَير حديثــهم *** معينا على نفي الهموم مؤيــدا
فلا رِيبَة تخشى ولا سوء عشرة*** ولا نتقي منهم لســــانا ولا يدا
فإن قلت أمواتٌ فلست بكاذب *** وإن قلت أحياء فلست مـــــفنِّدا


ففهم الخليفة عندها أنما قد عني بالحكماء كتب العلماء والحكماء فما أنكر تأخّره عليه، وإيثاره مجالستهم على مجلسه... !!!

وقد فضّل الصاحب بن عباد أن يبقى إلى مكتبته على أن يتولى أعلى المناصب في بلاط نوح بن منصور الساماني لشدة ولَعِه بمكتبته فآثر قربها على المنصب وبعدها، فهو لا يستطيع الذهاب بدونها، ولا هو يستطيع حملها معه ... !!!

جواد

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #23 في: 2009-07-01, 11:28:49 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا أختنا الكريمة،

تذكرت أمرا بخصوص طباعة الكتب،

فعندما ازدهرت الحضارة في الأندلس وأصبحت قرطبة ومكتبتها وجامعتها منارة للعلوم وجد أهل الأندلس حلا جميلا لأمر طباعة الكتب،

فأصبح من يشغل وظيفة النساخ في معظمهم من النساء، حيث كانوا ينسخون الكتب في بيوتهن لكثرة الطلب على النسخ وازياد أعداد الكتب بصورة كبيرة،

حتى اشتهرت نساء الأندلس بحسن الخط.

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #24 في: 2009-07-02, 09:26:43 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا أختنا الكريمة،

تذكرت أمرا بخصوص طباعة الكتب،

فعندما ازدهرت الحضارة في الأندلس وأصبحت قرطبة ومكتبتها وجامعتها منارة للعلوم وجد أهل الأندلس حلا جميلا لأمر طباعة الكتب،

فأصبح من يشغل وظيفة النساخ في معظمهم من النساء، حيث كانوا ينسخون الكتب في بيوتهن لكثرة الطلب على النسخ وازياد أعداد الكتب بصورة كبيرة،

حتى اشتهرت نساء الأندلس بحسن الخط.


نعم، ذلك كان من مظاهر الحضارة الإسلامية البارزة في الأندلس، فقد كانت قرطبة آية من آيات الحضارة والتمدّن والرقي،بينما كانت مدن أورباّ تغط في نوم عميق من التأخر ، كان في ناحية قرطبة الشرقية مائة وسبعون امرأة كلهنّ يكتبن المصاحف بالخط الكوفي، هذا في ناحية واحدة من نواحيها ...!!

إنها حقا ألوان لا  يكاد يصدّق المرء أنها كانت بهذا المستوى في تلك العصور الزاهرة...

ونكمل إخوتي في المداخلة الموالية مع لوننا الحالي "المكتبات"  

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #25 في: 2009-07-02, 10:38:22 »
وهكذا كان علماؤنا في تلك العصور الزاهرة، حالهم مع الكتب حال المحبّ الولهان، وكذلك الأغنياء والأمراء، حتى أنهم كانوا يرون مصيبتهم في مالهم وبيوتهم أهون عليهم من مصيبتهم في كتبهم ومكتباتهم ... !!


هجم الجنود مرة على دار ابن العميد من بعد ما انتصروا عليه، ففرّ إلى دار الإمارة، فوجد أن كل ما له فيها قد نهب، حتى أنه لم يجد  كوزا يشرب به ماء، ولم يشتغل فكره رغم كل ذلك إلا بمكتبته، فهرع يسائل خازنها عن حالها، فلما أجابه أنها بخير، تهللت أساريره وسُرِّي عنه،
وقال لخازنها: أشهد أنك ميمون النقيبة، أما سائر الخزائن فيوجد عنها عوض، وهذه الخزانة هي التي لا عوض لها ....

وكان الحكام والأمراء يتنافسون في البِدار لاشتراء الكتب الحديثة نَضِرة من تحت أيادي مؤلفيها...
سمع الحَكَم أمير الأندلس بكتاب الأغاني لصاحبه أبي الفرج الأصفهاني ، فأرسل إليه يبتاعه إياه بألف دينار من الذهب ثمن نسخة واحدة منه، فأرسل إليه أبو الفرج بنسخة منه، فقرئ كتابه بالأندلس قبل أن يقرأ بالعراق موطن مؤلفه ....



وعن هذه الروح العلمية السامقة، نشأ انتشار المكتبات في كل مكان من البلاد الإسلامية، فلم تكد تخلو مدينة أو قرية من مكتبة يرتادها الناس، وينتفعون بكتبها الغنية، أما العواصم والمدن الكبرى فقد كانت تعجّ بدور الكتب على اختلاف أنواعها بين خاصة وعامة، وبشكل لم تشهد له العصور الوسطى مثيلا في أي بلاد من العالم.

كانت المكتبات على نوعين عامة وخاصة، فأما العامة فهي التي كان يشيّدها الأمراء والأثرياء، بأبنية خاصة وكانت كثيرا ما تلحق بالمساجد والمدارس (وكذلك دَوْرُ المسجد الذي عرف في العصور الذهبية دوما بأنه منبر العلوم المختلفة الذي تخرّجت فيه العلماء والحكماء، ولم يكن يقتصر على الصلوات كحال مساجدنا اليوم، وهذا هو لبّ التوأمة الحاصلة في الفهم الإسلامي بين الدين والعلوم ذلك  بأنه دين العلم   )

أوصاف بعض المكتبات الخاصة :

كانت المكتبات الخاصة تنقسم إلى حجرات عديدة، والكتب كانت تصفف على رفوف مثبتة بالجدران


وتربط بين الحجرات أروقة فسيحة ، وكانت كل حجرة تخصص لفرع من فروع العلم، فحجرة لكتب الطب، وحجرة لكتب الجغرافيا، وأخرى لكتب التاريخ، وأخرى لكتب الأدب، وغيرها.... كما كانت بها أروقة خاصة للمطالعين، وغرف خاصة بالنُسّاخ الذين يكتبون الكتب، وغرف أيضا للموسيقى يلجأ إليها المطالعون للترفيه ولتجديد النشاط...
وكذلك غرف لحلقات تدارس الكتب والنقاش، وكلها كانت مؤثثة بأبهى الأثاث، أيضا كانت تخصص منها غرف لطعام روادها، ومنامة للغرباء منهم...
وهذا كالذي روي عن علي بن يحي بن المنجم، إذ كان له قصر عظيم في قرية قريبة من بغداد، شيّد فيه مكتبة عظيمة سماها "خزانة الحكمة" ، كان يقصدها الناس من كل بلد، ينهلون من كتبها التي تحوي كل ضروب العلم، والكتب في ذلك مبذولة لهم، والأرزاق مُغدَقَة عليهم وكله من مال علي بن يحي ...

كذلك أنشأ القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي دارا سماها "دار العلم"، شيّد فيها مكتبة ضخمة تحوي كتبها كل العلوم ، جعلها وقفا على طلاب العلم، لا يمنع أحد من دخولها غنيا كان أو فقيرا، ينتفع منها الموسر والمعسر سواء بسواء، بنزعة إسلامية فريدة تنشر العلم وتبثه لا تفرق بذلك بين غني ولا فقير، ولا تحرم الفقير من خير يناله الغني....
وكان إذا جاءها غريب يطلب الأدب أعطاه وَرَقًا و وَرِقًا (أي كتبا ونقودا)، وكانت تفتح في كل يوم لا يغلق بابها ....


فهل توجد مكتبة بالعالم هذا هو منهجها في نشر العلم مع المال في عصر التطورات العلمية والتكنولوجية المختلفة؟؟؟ بل إنّ من مواقع الأنترنت اليوم المهمة ذات البال والوزن والحقيقة  ما لا يفتح إلا لقاء دفع واشتراك، مع ما تعجّ به هذه الشبكة العنكبوتية مما لا يوثق به في المجال العلمي الدقيق الصحيح  .... !!!b]]

موظفو المكتبات :

انقسم موظفو المكتبات العامة في عصر الحضارة الإسلامية الزاهرة إلى تخصصات، كان بعضها يكمّل البعض في تناسق وانسجام وتكامل وتنظيم مميز وفريد ...
فكان رئيس الموظفين فيها خازن المكتبة، ويكون  دائما من أشهر علماء عصره (ياللبَون الشاسع بين الأمس واليوم، فعندما يكون المسؤول عن المكتبة من العلماء المبرّزين، أفلا يكون نظامها وعملها من أحسن وأدق ما يكون؟؟ عالم يقوم عليها، يعرف قدرها، وقيمتها، ويوجّهها، ويدير شؤونها كلها، عالم يقوم على مكتبة، رمز بَيِّّن من رموز الاهتمام الكبير بالكتب ...، وبنشر الوعي الفكري والفكر العلمي في أوساط المجتمع كله ...)

وكان هناك المناولون الذين يناولون الكتب للمطالعين، كما كان المترجمون يعملون بها في غرف خاصة بهم، ينقلون الكتب من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية...(أي أن المكتبة بهذا تضاهي الجامعة وليست أية جامعة بل جامعة بحث وإنتاج علمي)

كما كان من موظفيها النسّاخ الذين يكتبون الكتب بخطوطهم الجميلة، وأيضا المجلّدون الذين يجلدون الكتب لتحفظ من التمزيق والتلف والضياع، بالإضافة إلى الخدم وغيرهم من موظفين تقتضيهم الحاجة فيها....color]]



إنها فعلا لهيئة علمية فكرية عاملة تنتج وتخرّج وتنشر العلم .... !!!

تنظيم المكتبات ونظامها :

أما عن تنظيم المكتبة فقد كان لها فهارس كبيرة يُرجَع إليها لسهولة اقتناء الكتاب المراد، مبوبة حسب أبواب العلم، وعلى كل دولاب تلصق قائمة بمجموع الكتب الموجودة فيه، ومن نظامها أيضا المعروف والمعمول به إعارة الكتب لقاء ضمان معين عن عامة الناس، أما العلماء فكانوا يستعيرون منها بلا ضمان ....

تقدير العلماء وتبجيلهم ومعرفة مقاماتهم وحفظها....

مصادر تمويلها :

المكتبات العامة يخصص لها من الأوقاف ميزانية خاصة، ومنها ما يكون من عطايا الأمراء والأغنياء والعلماء المؤسسين لها، فمثلا قد كان عطاء عبد الملك الزيات للنَّقَلة والنُسَّاخ في مكتبته ألفي دينار كل شهر....وكان المأمون يعطي لشيخ المترجمين في العصر العباسي حنين بن إسحق زنة ما ينقله من الكتب من اللغات الأخرى إلى العربية .



وسنكمل بإذن الله مع لوننا الزاهي الرائع هذا قريبا .... وأنا قبل ذلك بانتظار عيونكم تُمَلّى ببهائه emo (30):
« آخر تحرير: 2009-07-02, 13:29:07 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #26 في: 2009-07-02, 11:15:02 »
 ::cong:

ما شاء الله

ما هذا الموضوع المميز والرائع

لا أشعر عند قراءة الموضوع فقط بالافتخار بحضارتنا، وبالاعتزاز بالانتماء لها :emoti_389:
ولكن تثور في ذهني أفكار عديدة عما يمكننا عمله لو أخلصنا النية من مجالات مختلفة من الخير ونشر العلم والثقافة
لقد فتحتِ لنا آفاقا جديدة من التفكير


 :emoti_17: :emoti_17:

أحاول أن أتذكر اسم القائد الإسلامي المنتصر الذي فرض جزية على أحد ملوك أوروبا، ::nooh: وكانت الجزية عبارة عن محتويات مكتبة إسلامية، كان الفرنجة قد استولوا عليها في معركة سابقة خسر فيها المسلمون

 :emoti_17:

من يعرف القصة ويمكنه أن يوافينا بها؟
  :emoti_138:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل نور السماء

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 491
  • الجنس: أنثى
  • اللهم فرج كرب المسلمين
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #27 في: 2009-07-03, 11:13:12 »
 :emoti_133:
اولاً ارجو المعذرة لتأخرى عن هذا الموضوع
فألوانكم زاهية دائماً
واليكم هذا البيت :

انا من بدل بالكتب الصحابا ٠٠٠ لم اجد لى وافياً الا الكتابا
لقد قرأته من قبل لكنى لا اتذكر لمن هو للاسف
لقد اعجبنى فيه انفراد الشاعر بحب الكتاب دون البشر
حقاً هو الصديق الوحيد الذى يعطى ولا يأخذ ٠
واتابع انشاء الله باقى الوانكم الزاهية فهى لا تنتهى٠ emo (30):
طبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة فى سرائرنا
فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها فى قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا ،
أو صنع قرائحنا وأيدينا ، أو صنع قرائحنا وأوصالنا ،
تدعونا إلى الحلول من الكون فى متحف كبير .

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #28 في: 2009-07-04, 17:40:14 »
::cong:

ما شاء الله

ما هذا الموضوع المميز والرائع

لا أشعر عند قراءة الموضوع فقط بالافتخار بحضارتنا، وبالاعتزاز بالانتماء لها :emoti_389:
ولكن تثور في ذهني أفكار عديدة عما يمكننا عمله لو أخلصنا النية من مجالات مختلفة من الخير ونشر العلم والثقافة
لقد فتحتِ لنا آفاقا جديدة من التفكير


 :emoti_17: :emoti_17:

أحاول أن أتذكر اسم القائد الإسلامي المنتصر الذي فرض جزية على أحد ملوك أوروبا، ::nooh: وكانت الجزية عبارة عن محتويات مكتبة إسلامية، كان الفرنجة قد استولوا عليها في معركة سابقة خسر فيها المسلمون

 :emoti_17:

من يعرف القصة ويمكنه أن يوافينا بها؟
  :emoti_138:

مرحبا أهلا وسهلا ماما هادية   emo (30):....تسعدني مشاركة عينك لأعيننا تتملّى هذه الألوان الرائعة .....!!
أرأيت هذا الاعتزاز وهذا الافتخار، وهذا الأمل فينا يلد مع الألم من ذات الرحم .... وربّ ألم آخى الأمل ، وربّ أمل آخى الألم ... أرى أنّ كليهما يجب أن يلازمنا حتى نعود ونعيد ..... نعود أشباه أولئك فنعيد حلاوة تلك الأيام .......

أما عن القائد فالذي أعرفه هو المأمون حين انتصر على ملك من ملوك الروم، فكان شرط الصلح من المأمون أن يسمح الملك لمترجمي المأمون بأن يترجموا كل ما في خزائن ملك الروم من الكتب فوافق الملك .... وستأتي في المداخلة الموالية


:emoti_133:
اولاً ارجو المعذرة لتأخرى عن هذا الموضوع
فألوانكم زاهية دائماً
واليكم هذا البيت :

انا من بدل بالكتب الصحابا ٠٠٠ لم اجد لى وافياً الا الكتابا
لقد قرأته من قبل لكنى لا اتذكر لمن هو للاسف
لقد اعجبنى فيه انفراد الشاعر بحب الكتاب دون البشر
حقاً هو الصديق الوحيد الذى يعطى ولا يأخذ ٠
واتابع انشاء الله باقى الوانكم الزاهية فهى لا تنتهى٠ emo (30):


بارك الله فيك يا نور السماء وفتح عليك من أنواره .... ولا فُضَّ فوك ....وابقي معنا متابعة   ::)smile:

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #29 في: 2009-07-04, 17:46:57 »
بعض الأمثلة الواقعية التي كانت عن مكتبات عامة وخاصة :

مكـــــــــــتبات عامة :

1-مكتبة الخلفاء الفاطميين في القاهرة: وقد حوت نفائس المصاحف والكتب من كل أنواع العلوم، ويروى أن مجموع كتبها بلغ مليوني كتاب ... !!!

2-مكتبة دار الحكمة بالقاهرة : أنشأها الحاكم بأمر الله، وأثّثت وفرشت وزخرفت، وعلقت الستائر بكل أبوابها وممراتها، اجتمع فيها من الكتب ما لم يجتمع لملك قط، ضمت أربعين خزانة، احتوت إحداها على 18000 كتاب من العلوم القديمة، وكانت تفتح لكل الناس، بين من يقصدها ليقرأ، أو لينسخ ، أو ليتعلم، كما كان فيها كل ما يُحتاج إليه من أدوات الكتابة من حبر ومحابر وأقلام وورق.

3-بيت الحكمة ببغداد : أنشأها هارون الرشيد، فكانت أشبه بجامعة العلوم الضخمة، وشهدت أوج ازدهارها في عصر المأمون، كان يجتمع فيها رجال يتفاوضون، ويطالعون وينسخون ويترجمون ما كان يظفر به الرشيد والمأمون من فتوحاتهم بأنقرة وعمورية وقبرص... ومن أجمل وأعظم ما يروى أنّ المأمون في انتصار له على ملك الروم في إحدى معاركه جعل شرطا أساسيا للصلح أن يسمح ملك الروم للمترجمين الذين يرسلهم المأمون بترجمة ما في خزائنه من كتب، ففعل ... وهذا أعظم ما يروى عن حاكم منتصر لا يرى ثمنا لنصره أغلى من كتب العلم ينقلها إلى أبناء أمته كنزا لا يضاهيه كنز .... (حقا ياللفخر، وياللاعتزاز ويالوجع القلب مع هذا وذاك ...وجع القلب، وغصة الحلق على حالنا اليوم ،والقلة الغيورة على الكتاب لا تكاد تفلح في إيصال صرختها وأناتها على العلم المهجور، وعلى الكتاب الذي أصبح من أواخر ما يحسب له حساب )

4-مكتبة الحَكَم بالأندلس: كانت مكتبة غاية في العظمة والاتساع، فقد كانت تحوي أربع مائة ألف مجلد، وقد كان فهرس كتب ودواوين الشعر وحدها يسعه أربع وأربعون جزءا !! واجتمع فيها مهرة النسّاخ والضبط والإجادة والتجليد .

5-مكتبة بني عمار في طرابلس : كانت آية في العظمة ، كان فيها مائة وثمانون ناسخا يتبادلون العمل ليلا ونهارا، فلا ينقطع النسخ طيلة اليوم، وكان من ميزاتها توظيف بني عمار لأخصائيين يسافرون من بلد لبلد ليأتوا بالمفيد والجديد من الكتب .

هذا عن المكتبات العامة أما المكتبات الخاصة، فقد غصت بها مشارق العالم الإسلامي ومغاربه، فكان لكل عالِم من العلماء مكتبات كانت آية من آيات الضخامة والعظمة ومنها :

مكتبات خاصة (يرجى الانتباه للعام المبين بين قوسين لنتعرف إلى الفترة التي عرفت هذا النور)

1-مكتبة الفتح بن خاقان (المقتول عام 247هـ ): واجتمع له فيها من كتب الحكمة ما لم يجتمع في خزانة حكمة قط.

2-مكتبة ابن الخشاب(متوفى عام 567هـ) : كان من أعلم الناس في النحو، كما كانت له معرفة بالتفسير والحديث والمنطق والفلسفة، وكان مولعا بالكتب إلى حد الشَّرَه وإلى حد أن سلك لأجل اقتنائها طرقا غير سوية، فكان إذا أراد شراء كتاب، غافل الناس وقطع منه ورقة وقال: إنه مقطوع ليأخذه بثمن بخس، أما إذا استعار من أحدهم كتابا  ثم طُلِب منه قال : دخل بيني وبين الكتب فلا أقدر عليه ... !!!
ياله من سارق وياله من كاذب.... !!!  

3-مكتبة جمال الدين القفطي (متوفى عام 646هـ): جمع من الكتب ما لا يوصف، ولم يكن شيء أحب إليه في الدنيا من الكتاب، حتى أوقف عليه نفسه وعزف عن الزواج حتى لا يشغله الأهل والأولاد عنه، وأوصى بمكتبته للناصر وكانت تساوي خمسين ألف دينار ... !!

4-مكتبة بني جرادة في حلب: كتب منها بخطه أبو الحسن بن أبي جرادة ثلاث خزائن من الكتب النفيسة، وخزانة لولده أبي البركات وخزانة لابنه عبد الله، وكانوا جميعا علماء .

5-مكتبة الموفق بن المطران الدمشقي: (587هـ )، وكانت تحوي من الكتب عشرة آلاف مجلد، وكان في خدمته ثلاثة نسّاخ موظفون عنده يعطيهم رواتبهم لقاء ما ينسخون له .

وهكذا كانت مكتبات المسلمين العامة يرأسها ويسيرها العلماء، وهكذا كانت مكتبات العلماء الخاصة.... emo (30):



يا إلهي .... أي عالم !!   أي حلم !!   أي دنيا كانت لهم، وأي أناس كانوا !!   وأي عقول وأي قلوب، وأية حياة وأية تطلعات، وأية قوة وأية منعة، وأية مهابة  ............... !!!!
« آخر تحرير: 2009-07-04, 17:51:54 بواسطة حازرلي أسماء »

جواد

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #30 في: 2009-07-04, 21:54:46 »
بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا،

أود فقط التنبيه الى أن الدولة المسماة "بالفاطمية" اسمها الحقيقي الدولة العبيدية وهي كانت احتلالا شيعيا خبيثا الحمد لله أن طهرت معظم بلادنا منه.


وتعليقا على المكتبات والعلم، أذكر موقف ملك إنجلترا من أحد قادة الأندلس (أسبانيا والبرتغال حاليا) أعتقد كان القائد الإسلامي عبد الرحمن الناصر،

حيث أرسل ملك إنجلترا يستأذن القائد عبد الرحمن الناصر أن يعلم أربعة من الرجال البريطانيين في جامعة قرطبة ثم ختم رسالته بتوقيعه..

خادمكم المطيع ملك إنجلترا.

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #31 في: 2009-07-05, 10:34:49 »
بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا،

أود فقط التنبيه الى أن الدولة المسماة "بالفاطمية" اسمها الحقيقي الدولة العبيدية وهي كانت احتلالا شيعيا خبيثا الحمد لله أن طهرت معظم بلادنا منه.


وتعليقا على المكتبات والعلم، أذكر موقف ملك إنجلترا من أحد قادة الأندلس (أسبانيا والبرتغال حاليا) أعتقد كان القائد الإسلامي عبد الرحمن الناصر،

حيث أرسل ملك إنجلترا يستأذن القائد عبد الرحمن الناصر أن يعلم أربعة من الرجال البريطانيين في جامعة قرطبة ثم ختم رسالته بتوقيعه..

خادمكم المطيع ملك إنجلترا.


جزاك الله خيرا أخي، بالنسبة لما ذكرت عن الدولة الفاطمية حقا نبحث عن التاريخ الصحيح، الذي لا يُكتب بإملاء الهوى والميول والانتماء ...

أما عن ملك إنجلترا فكل تلك حقائق تبين لنا بكل جلاء تميّز المسلمين على سائر أمم  الأرض حينذاك فلا تزيدنا إلا غيرة على هذا الإرث الذي يجب استرجاعه

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #32 في: 2009-07-05, 11:29:45 »
الكتب والمكتبات.....
 هذا اللون الزاهي من ألوان حضارتنا الزاهرة، هذا النور الذي لا نريد أن نقف عند حدود الافتخار به وحسب، وإنما نريد أن نحاسب أنفسنا ونتهمها، ونعلم علم اليقين أنّما حال الأمة اليوم وما آلت إليه تلك الألوان من بهوت، وكل الذي كان وغدا أو كاد أثرا بعد عين، هو من صنع أيدينا ....
إنهم كانوا أهلا لأن يروا هذه الألوان بأعينهم، فهم صانعوها، وهم من سعى إليها، وهم من لم يستأثروا بها، بل بثوها وأشاعوها، ونشروها تنير، وتزهر كفعل النَّوَر الذي يعلو على ألوان الزهر المحيط به ببهائه وحسنه ،وَرْدا ونورا مشعا  ينطق بلغة بياضه ونقائه أن أنا سيدكم حقا وأنا اللون حقا .... وكل الزهر له مذعن مطيع يعلم أنّما سطوة جماله حق لا مِرية فيه ....

تلك الكتب ... لقد كانت لبّ الحضارة، تعيش بين أيدهم أحلى حياة، ويعيشون بين أيديها أجمل حياة...
 ترى هل ترون مثلي رفوف تلك المكتبات ؟؟ ، وتلك الخزائن، والأروقة والمجلّدات، وتلك الحجرات التي في كل واحدة منها قد اجتمعت كتب صنف من أصناف العلوم، وأخرى اجتمع فيها النساخون، وغيرها  اجتمع فيها المترجمون ؟؟ هل تراكم ترون كل هذا كما أراه ؟؟

أليست وكأنها الخَضَار والماء الجاري، والهواء النقي العليل المنبعث من الشواهق الرواسي ينسم على الأرواح وعلى العقول نسيم العلم والمعرفة ، فتتفتّح له حجرات العقل، تُنَاسِمُه وكأنها وجنات الزهر الفرِح ببسماته ، المتورّدة من دغدغاته  ....

إنه الكتاب، ذلك الصديق، ذلك الجليس، ذلك الحميم... ذلك الذي يُؤثَر ولا يُؤثَر عليه...
لا تساوي الدنيا وما فيها، بمالها وبهرجها، وزينتها حكمة من حكمه المتربعة على عرش صفحاته، يشعّ نورها على العقل،وينبثّ سحرها بين جَنَبات الروح  فيغدو المتعة، والأنس والفرح والسرور....

أي حال هو حال الأمة يومذاك ؟؟ والندوات والمجالس، مقاصد العلماء والأدباء والفقهاء والشعراء، فجدّهم معرفة كما هزلهم وترفيههم معرفة... !! والمكتبات دور للحكمة والعلم الغزير...
 أي حال للأمة يومذاك ؟؟
أليس الخزي والعار يومها لاحق بمن فرّط في هذا وجنح لغيره ؟ أليس الغريب والبعيد والعجيب شبعان عن زاد كان  يلقى للقريب كما للبعيد، لأهل البلاد وللغرباء سواء بسواء؟؟

أي فراغ يشكو منه  شباب يومذاك ؟؟ وأي ملل وأي كلل وقلوبهم وعقولهم البُسُطُ الخُضْرُ، تجري من تحتها الحكمة أنهارا، والألوان الزاهية من زهر العلم  تؤنس الخضرة وتزهيها، ومن مائه  يورق يابس النبت، وتتجدد  الحياة، وكأنّها الحياة أبدا فلا مَوات ....
أي  حال هي حال نساء الأمة يومذاك  ومنهن  الناسخة جميلة الخط ، تخط بيمينها الأنثوي كلمات الله في أجمل حلة؟؟...
 أي حال هي حالها وهي بين أمة الشعراء مرتجلة شاعرة، وهي بين اللغويين لغوية بارعة؟؟
أي حال هو حال ابن على الدنيا جديد، أول ما يُسمَعُ منها كلمات التوحيد والدعوة للصلاة والدعوة للفلاح والبشرى بالفلاح؟ ومع كلمات التوحيد وكأنها الوعد بما سيَلقَى وسيُلقِي من فلاح بيده مع أيادي العاملين ، يأتيه الوفاء بالوعد وقد شبّ في مجتمع دَيْدَنه الإيمان والعلم والتعلّم والتعليم ....
أينما حللت حديث العلم والأدب، والحكمة ، وحيثما كنْتَ مجلس من مجالسه، أو مكتبة تحوي كنوزه، وعمال يعملون في مجاله وكأنهم خَدَمُهُ المطيعون ، فعمل هذا يكمّل عمل ذاك ....

هذا خازن المكتبة عالم من علماء البلدة، يرشد الناس ويوجههم ويعلمهم ويهديهم حبّ الكتاب مع ما يهديهم من سبل العلم والمعرفة بالكتاب ...
وهؤلاء الناس على اختلاف الأعمار والمشارب، من أهل البلدة أو من الوافدين تغصّ بهم المكتبات في جوّ مهيب، ومنظر جميل بديع، يلتفّون حول الكتاب يستجدونه الزاد كما يستجدي الطاوي ما يسدّ رمقه، وكما يستجدي الصادي ما يروي ظمأه .....
هؤلاء النسّاخون ينسخون لا يفترون، وهؤلاء المناولون المنظّمون، أبجديتهم النظام والتنظيم في تنسيق واتساق  لا قبيل له على وجه الأرض في تلك الأيام من أيام الأرض.....
وهؤلاء المترجمون البارعون ينقلون صنوف العلم من اللغات إلى اللغة العربية، يثرون مكتبات الأمة ويعملون في نشاط ودأب منقطع النظير....

وهؤلاء العلماء، وقريحتهم تجود بالأنوار والكنوز، يبثونها، قاضين أعمارهم يجودون لا يبخلون، يكتبون ويخلّدون حتى إذا ما ماتوا كانوا الأحياء الذين يتكلمون من وراء حجاب اسمه الكتاب .....فلا تعرف لحسناتهم موتا مع موتهم، ولا تعرف لبنات عقولهم، ولنبضات قلوبهم انتهاء مع انتهائها من ساحات الدماء واللحم والعظام ...

وهؤلاء الحكام والخلفاء يبذلون من جيوبهم ومن خزائن الدولة للكتاب، وهؤلاء منهم من يفرض الجزية كتبا، ومن يضع شرط الصلح كتبا يتركها لأبناء أمته كنزا ليس على الأرض أغلى منه ولا أثمن ....
إني وكأني أرى الأطفال تلعب وتلهو ساعة كما ترتاد المكتبات ومجالس العلم والأدب والفقه ساعات....
لكأني أسمع أصواتهم الطفولية، وقهقهاتهم البريئة والحكمة تخرج من أفواههم، والذكاء تموج به أعينهم بريقا يشرق منه سرّ الحياة ....

لكأني أسمع ذلك الطفل يحاور الخليفة حتى يفحمه ، وكأنه يخاطب المعمّر الحكيم...
وأرمق عيني تلك الطفلة التي نشأت وشبّت على الشعر حتى غدت شاعرة عصرها، ترثي كما تسترجع، وتلغز كما تفصح ....
إني أرمق ذلك الرجل بينهم، وهو المعسر الفقير يبيع كل ما يملك لقاء أن يتحقق حلمه في ولده الذي يريده عالما نافعا للأمة، ويحقق له الله حلمه، فيُنبِت الولد نباتا حسنا، ويشبّ عالما فقيها حجّة الأمة في عصره وفي غير عصره....
إني لا أكاد أرى الطرقات إلا وهي محفوفة بالمتنادين برقيّ اللغة والأدب، أو الحاملين وَرَقهم وكتبهم المحزومة إلى مجالس علمهم بمكتبة أو بندوة أو بمسجد ، يقطفون ثمار العلم اليانعة من أفواه أصحابها الذين عايشوهم وآكلوهم وشاربوهم  ذَواق المعرفة وزاد الحكمة ....

إني أرى ملوك العلم من حول بلاد الإسلام تهاب المسلمين، وتقيم لهم ولحضارتهم ألف حساب من قبل أن تنبس بحقهم ببنت شفة، وأراهم وهم غاية غاياتهم أن ينعم أولادهم بالدراسة عندهم والنهل من علمهم، يبذلون لأجل ذلك غاية ما يملكون من مال ومن وسيلة ....


أي حياة هي تلك الحياة، وأي استحقاق لها، وأهلها هم الذين عاشوا أسيادا وماتوا أسيادا بقلوبهم الحية وعقولهم الحية من بعد ما عرفوا سرّ حياة القلب وحياة العقل معا ...
« آخر تحرير: 2009-07-05, 15:30:16 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل أم وعالِمة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 724
  • الجنس: أنثى
  • طبيبةمصريةثورية
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #33 في: 2009-07-06, 02:25:40 »
** سلمت لنا يداكِ و ألوانكِ الزاهية أختي العزيزة أسماء .... emo (30):

هو أفضل موضوع تقع عليه عيناي هنا في أول دخولي بعد فترة انقطاع طويلة بسبب الامتحانات .... :emoti_428:

متابعة معكِ إن شاء الله ...
"من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً "
من يمتلك قوة هائلة .. و رسالة نبيلة .. فعليه تحمل مسؤولية جسيمة ..!

غير متصل أم وعالِمة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 724
  • الجنس: أنثى
  • طبيبةمصريةثورية
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #34 في: 2009-07-06, 02:32:06 »
** العزيزة نور السماء ... كاتب البيت الرائع الذي أوردته هو أمير الشعراء أحمد شوقي

وهذه بعض الأبيات من تلك القصيدة الرائعة التي درسنا جزءا منها في مرحلة الثانوي ( للأسف لا أتذكر اسمها ) ... emo (30):


أنا من بدل بالكتب الصحابا لم أجد لي وافيا إلا الكتابا

صاحب إن عبته أو لم تعب ليس بالواجد للصاحب عابا

كلما أخلقته جددني و كساني من حلى الفضل ثيابا

صحبة لم أشك منها ريبة و وداد لم يكلفني عتابا


"من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً "
من يمتلك قوة هائلة .. و رسالة نبيلة .. فعليه تحمل مسؤولية جسيمة ..!

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #35 في: 2009-07-06, 08:21:28 »
أهلا وسهلا ومرحبا بك أختي الحبيبة  سارة  بين ألواننا الزاهية  ::)smile:، تسعدني متابعتك... 
يسر الله أمرك وجعلك من المتفوقين، فكم هي بحاجة إليكم أمتنا يا سارة، بحاجة لمن يدرس مبتغيا خدمة الدين، فانظري هذه الأجواء التي كانت أليس مما يرثي ويبكي أن نكون نحن سلالة هؤلاء؟ ليس أن يكون بكاؤنا هذا بكاء مكلوم قاعد وإنما بكاء المتحفّز الذي يقرر أن يفعل شيئا

بإذن الله تعالى سأكمل مع الموضوع الذي فيه من الألوان الكثير
« آخر تحرير: 2009-07-06, 08:25:55 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل نور السماء

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 491
  • الجنس: أنثى
  • اللهم فرج كرب المسلمين
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #36 في: 2009-07-06, 11:12:43 »
 :emoti_133:
اختى العزيزة ام وعالمة شكراً جزيلاً لك على انارتى .
طبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة فى سرائرنا
فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها فى قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا ،
أو صنع قرائحنا وأيدينا ، أو صنع قرائحنا وأوصالنا ،
تدعونا إلى الحلول من الكون فى متحف كبير .

غير متصل أم وعالِمة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 724
  • الجنس: أنثى
  • طبيبةمصريةثورية
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #37 في: 2009-07-06, 19:23:36 »
أهلا وسهلا ومرحبا بك أختي الحبيبة  سارة  بين ألواننا الزاهية  ::)smile:، تسعدني متابعتك... 
يسر الله أمرك وجعلك من المتفوقين، فكم هي بحاجة إليكم أمتنا يا سارة، بحاجة لمن يدرس مبتغيا خدمة الدين، فانظري هذه الأجواء التي كانت أليس مما يرثي ويبكي أن نكون نحن سلالة هؤلاء؟ ليس أن يكون بكاؤنا هذا بكاء مكلوم قاعد وإنما بكاء المتحفّز الذي يقرر أن يفعل شيئا

بإذن الله تعالى سأكمل مع الموضوع الذي فيه من الألوان الكثير


** الله يكرمك حبيبتي أسماء .. بجد وحشني قلمك و مواضيعك ... يارب يجعل لي
نصيباً من دعوتك الجميلة يا بنتي ... :blush::

نعم مللنا البكاء ..لا أعرف متى نقوم !!


** الحبيبة نور السماء ... جزانا و إياكِ يا بنتي .. أي خدمة ! :emoti_282:
"من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً "
من يمتلك قوة هائلة .. و رسالة نبيلة .. فعليه تحمل مسؤولية جسيمة ..!

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #38 في: 2009-07-10, 17:01:35 »
قد عرفنا أيها الإخوة تلك الحياة المزدهرة بجو الكتاب والعلم والمعرفة التي شهدتها الحضارة الإسلامية، فأشعّت على العالم كله بنور هي أصله ومصدره ...

ولكن، وكعادة الحروب كما تحرق الأرض، وتهلك الحرث والنسل، تََعمَد إلى نتاج الفكر لتحرقه، لتبيد أهم معالم الحضارات .... وقد نال مكتبات العالم الإسلامي من صرصر حروب المعتدين الشيء الكثير الذي لا يكاد يوصف ولا يحكى ....

ففي هجوم التتار الوحشي على بغداد، أصيب قلب الأمة في كتبها ومكتباتها الضخمة العظيمة، قبل إصابة أي شيء آخر، فألقى التتار الهمج بكتب المكتبات بنهر دجلة حتى فاض النهر بالكتب، وصارت معبرا للفرسان من ضفة إلى ضفة !! ، وظل ماء النهر أسودا داكنا أشهرا طويلة من فعل مِداد الكتب التي ألقيت فيه ... !!

كما عاث الغزو الصليبي فسادا في مكتبات طرابلس والقدس والمعرة وغزة  وعسقلان وغيرها، وقد قدّر ما أتلفه الصليبيون في طرابلس وحدها بثلاثة ملايين مجلد .... !!!

وقد أحرقت كل مكتبات الأندلس الضخمة الثرية، على يد المتدينين  المتعصبين الأسبان، حتى أنه أحرق في ميدان غرناطة وحدها في يوم واحد ما قدّر بمليون كتاب ... !!

و كان لنكبات الفتن الداخلية عملها في المكتبات، إذ أضرم المماليك الأتراك النار في مكتبة الخلفاء الفاطميين،واقتسم العبيد جلود كتبها واتخذوها نعالا ، وألقي منها العدد الكبير في النيل، وحمل بعضها إلى أقطار أخرى، وبقي منها ما سفّت عليه الرياح فصار تلالا يعرف بتلال الكتب !!!!

كما نالت المكتبات النزاعات الطائفية بين السنة والشيعة.....

ومما نال الكتب أيضا الغيرة النسائية !!!  :emoti_209:
نعم هي الغيرة النسائية، فقد كان لابن فاتك أحد أمراء مصر مكتبة ضخمة كانت جليسته ونديمته، ورفيقته التي لا يغادرها، حتى إذا مات، ندبته زوجته وبكته بين يديها وهي ترمي بالكتب في بركة ماء كبيرة في وسط الدار هي وجواريها منتقمة من الكتب التي سرقت منها زوجها...
كما يذكر التاريخ زوجة الإمام الزهري الولع بالكتب التي قالت له مرة : "والله لّهذه الكتب أشد علي من ثلاث ضرائر "



سبحان الله هذا حديث وكأنه حديث الأسطورة عما نهب وأحرق وألقي عرض الأنهار من كتب ثمينة غالية عزيزة، فقدها العالم إلى الأبد... هذه الحضارة الإسلامية تبقى آثارها قوية بما بقي من كتب، فكيف بالذي ذهب، وخسرته الإنسانية؟؟ !!

إنها لَشَواهد عظيمة، أضرمت نار الحقد والحسد والغيرة في قلوب المعتدين حتى صاروا وهم يعتدون على الكتاب وكأنهم يعتدون على الإنسان الذي صنعه، فمن الكتب شهداء ممثّل بهم ، ومنها أسارى، ومنها مغرق، ومحرق، وكأنها فكر الإنسان يلاحَق ليضرب الإنسان في صميمه، في فكره، في بنات عقله، في حضارته....

لا ليس "كأنها"، بل هي ... هي الحرب على العقول، هي ضربات موجعات في قلب الأمة....ولنذكر ما صنع الأمريكان بمكتبات بغداد في حرب الخليج بالأمس القريب، وكيف ألقيت الكتب بالنهر تماما كفعل المعتدي بالأمس البعيد..........
فأين نحن من الانتصار لكتبنا؟؟ أين نحن من الانتصار لحضارتنا؟؟ أين نحن من الانتصار لعقولنا؟؟ أين نحن من الانتقام ومن ردّ صاع المعتدي بصاع  صاحب الحق المعتَدَى عليه ؟؟؟

لكأني بتلك الكتب تستصرخنا، لكأني بها تستصرخ الانتصار في عقولنا لنتاج العقول فيها.... فمتى نهبّ ؟؟
« آخر تحرير: 2009-07-10, 17:05:39 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل نور السماء

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 491
  • الجنس: أنثى
  • اللهم فرج كرب المسلمين
رد: ألــــــوان زاهية
« رد #39 في: 2009-07-10, 19:04:27 »
حقاً انها قصص وحكايات اشبه بالاساطير ولكنها للاسف حقيقية
فمن اجهل ممن يحرق كل هذه الاعداد من الكتب العظيمة القيمة
الفريدة التى لا مثيل لها فى العالم اجمع
ان دل ذلك على شيء فانه يدل على قمة الجهل والحقد فى نفس الفاعل
هذا الحقد على الحضارة الاسلامية العريقة التى لم يكن مثيل لها فى العالم
ولن يكون.
طبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة فى سرائرنا
فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها فى قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا ،
أو صنع قرائحنا وأيدينا ، أو صنع قرائحنا وأوصالنا ،
تدعونا إلى الحلول من الكون فى متحف كبير .