وطبعا أنا أيضا أذكرها، وأذكر تأثيرها ....
أما هذه وشبيهاتها القديمة أي في عهد ما قبل الثورة ، فكم بتّ أقارنها بيومنا، وكم بت أسقطها على ما هو حال يومنا
الخميس/ العاشر من ذي الحجة ... يوم النحر
أول أيام عيد الأضحى.... الله أكبر
وتراءت لناظري صور الجيش الظافر وهي تدخل مكة المكرمة منطلقة من هنا...
من هذا المسجد العظيم... حيث كانت تعقد كل الألوية...
انطلقت لتزيل الشرك وتحطم الطاغوت، وتدك صرح الوثنية، وتنشر النور، وتعلي كلمة التوحيد...
هؤلاء المهاجرون الهاربون المطاردون...
الحفاة العراة الخائفون...
أبدل الله خوفهم أمنا، وفقرهم غنى، وضعفهم قوة، وهوانهم عزة وانتصارا...
دخلوا معقل الكفر يدكونه دكا بصيحة الله أكبر...
وهزم الله الأحزاب وحده...
صدقوه الإيمان والطاعة... فأنجز لهم وعده..
البارحة تأملت كلمات لشيخنا الغالي الغزالي رحمه الله في "حصاد الغرور" :
هل أمام العرب من منفذ نجاة ؟
نعم، بل منافذ رحبة
يوم يعالجون عللهم من أصولها، ويوم ينسجون أنفسهم وأحوالهم الداخلية على المنوال الذي نسج عليه الأسلاف العظام
أو وهو يقول :
عندما أشعر بأن حلقات الحصار تضيق حول الإسلام، وأن مكاسب عدائه تكثر على مر الأيام أتساءل : هل وعى تاريخنا الطويل أحوالا في مثل هذه القساوة والخباثة ؟
وأتردد في الجواب قليلا !!
لقد سقطت الدولة الإسلامية، وناوشها الأعداء من الشرق والغرب، واحتلوا عواصمها، وألحقوا بها أفدح الخسائر...ومع ذلك نهضت من عثرتها واستأنفت المسير، فلمَ لا تكون ظروف اليوم كظروف الأمس ؟
وأقول لنفسي : لعلّولم يعش لأيامنا، ولكنه لم يكن يائسا بحال من الأحوال، ولله الحم والمنة