المحرر موضوع: أفلا يتدبرون القرآن  (زيارة 38512 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #20 في: 2011-03-16, 08:37:41 »
« آخر تحرير: 2011-03-16, 09:11:37 بواسطة حلم »
لا إله إلا الله.

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #21 في: 2011-03-16, 08:43:08 »
يسلط الشيخ الغزالي رحمه الله الضوء على معنى جميل في طريقة الخطاب بين العبد وربه في الآية "إياك نعبد وإياك نستعين" وهو الخطاب المباشر، فلم تأت مثلاً بصيغة "الله نعبد والله نستعين". ويحذر الشيخ من الشرود أو التفكير في غير الله سبحانه وتعالى عند قراءة هذه الآية، فلا أكون أفكر في أمر دنيوي ثم أقول "إياك نعبد"، بل أستشعر حضرة الله سبحانه وتعالى وأنا أقول "إياك نعبد وإياك نستعين".

واستشعار هذا المعنى في الصلاة يعين كثيراً على الخشوع بالمناسبة.

يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه

يا لموت قلوبنا  sad:(

الله يرضى عليك ويرحم الشيخ


غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #22 في: 2011-03-16, 08:45:05 »
أهلاً بشلة المتابعين في صمت :) لا طبعاً لا يا حلم ليس في الأمر حفظ، لكنني أرجو من الجميع أن يبدؤوا بختمة تلاوة بحيث نسير فيها معاً ويضع كل منا خواطره وتأملاته في المواضع القرآنية التي تستوقفه.

 ::ok::

هل نحدد قدراً معيناً للأسبوع مثلا وفي نهاية الأسبوع يضع كل واحد ما لديه؟



Al-Muslim

  • زائر
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #23 في: 2011-03-16, 16:34:12 »
مرحباً بأبي بكر.
نعم يا حلم هو ما فهمته، وحبذا لو تبدئين بختمة وتتابعين معنا.
أتمنى يا فرح من الجميع المتابعة لذلك سأحاول أن أسير الهوينا قدر الإمكان كما وعدت في بداية الموضوع. تصرفي كما يسمح به برنامجك.

ليت الإخوة الذين لا يشاركون معنا بسبب ضيقهم مما يحدث في ليبيا وغيرها أن لا يحرموا أنفسهم أجر قراءة القرآن وتدبر آياته، ولا مانع من المتابعة في صمت :)

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #24 في: 2011-03-16, 17:23:56 »


تمام

متابعة

غير متصل محمد عيد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 896
  • الجنس: ذكر
  • ابن الأزهرالحاني
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #25 في: 2011-03-16, 19:24:32 »



جزاك الله خير الجزاء يا أخ مسلم


الموضوع شيق للغاية ، والعنوان جذاب ، في وقت آخر سأكتب معكم زبدا دونتها في مخيلتي من أستاذ مادة التفسير في الجامعة

فيسر الله لنا ، ولكم .
" ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله، وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين "!!


لا أحد.

غير متصل أم يوسـف

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2878
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #26 في: 2011-03-16, 19:30:11 »
جزاك الله خيرا يا مسلم

متابعة إن شاء الله
كم من مستبد سيحاسب حسابا عسيرا على كل قطرة دم تريقها كلمته: لن أرحل.. وهو راحل شاء أم أبى

غير متصل محمد عيد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 896
  • الجنس: ذكر
  • ابن الأزهرالحاني
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #27 في: 2011-05-03, 16:02:59 »


متابع إن شاء الله
" ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله، وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين "!!


لا أحد.

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #28 في: 2011-05-03, 22:24:20 »
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ!

يا الله... كم يحتوي القرآن في ثناياه... أرواحَنا، وأسرارها... وطبّها، ودواءها... وسكونها، وسلامَها...

اللهم لا تحرمنا... لا تحرمنا... لا تحرمنا...
فإننا ضعفــــــــــاء...
جفت فينا الأرواح، وتجمّدت القلوب والدموع فأغثنا برحمتك وعفوك وتكرّمك ورضاك...

يا رب!

متابعة إن شاء الله
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #29 في: 2011-05-04, 02:07:08 »
موضوع رائع جدا
ولكن أظن أن التأملات والتدبرات في سورة الفاتحة كثيرة جدا أكثر من مجرد مشاركة واحدة
فما طبيعة التأملات المقصودة، وهل يمكن هنا نقل أقوال المفسرين وتأملاتهم أم ماذا؟؟
فعلى ما أظن أن الإمام ابن القيم قد فسر هذه السورة في أكثر من أربعين صفحة من تفسيره القيم
ولو شئتم نقلت لكم هنا التأملات البديعة لهذا الرجل في هذه السورة عند تعريفه فقط بالسورة وما اشتملت عليه
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

Al-Muslim

  • زائر
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #30 في: 2011-05-04, 13:44:28 »
مرحباً بكم إخوتي. الموضوع مفتوح لكافة المشاركات أخي فارس فليتك تتحفنا بما لديك. وأعتذر يا إخوتي على تقصيري في متابعة الموضوع، وأنتم أعلم بالحال.

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #31 في: 2011-05-04, 15:37:01 »
يقول الإمام ابن القيم في مطلع تفسيره لسورة الفاتحة:

"اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال وتضمنتها أكمل تضمن
فاشتملت على التعريف بالمعبود تبارك وتعالى بثلاثة أسماء مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها ومدارها عليها وهي الله والرب الرحمن وبنيت السورة على الإلهية والربوبية والرحمة ف إياك نعبد مبنى على الإلهية وإياك نستعين على الربوبية وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة والحمد يتضمن الأمور الثلاثة فهو المحمود في إلهيته وربوبيته ورحمته والثناء والمجد كمالان لجده
وتضمنت إثبات المعاد وجزاء العباد بأعمالهم حسنها وسيئها وتفرد الرب تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق وكون حكمه بالعدل وكل هذا تحت قوله مالك يوم الدين
وتضمنت إثبات النبوات من جهات عديدة
أحدها كونه رب العالمين فلا يليق به أن يترك عباده سدى هملا لا يعرفهم ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم وما يضرهم فيهما فهذا هضم للربوبية ونسبة الرب تعالى إلى ما لا يليق به وما قدره حق قدره من نسبه إليه
الثاني أخذها من اسم الله وهو المألوه المعبود ولا سبيل للعباد إلى معرفة عبادته إلا من طريق رسله
الموضع الثالث من اسمه الرحمن فإن رحمته تمنع إهمال عباده وعدم تعريفهم ما ينالون به غاية كما لهم فمن أعطى اسم الرحمن حقه عرف أنه متضمن لإرسال الرسل وإنزال الكتب أعظم من تضمنه إنزال الغيث وإنبات الكلأ وأخراج الحب فاقتضاء الرحمة لما تحصل به حياة القلوب والأرواح أعظم من اقتضائها لما تحصل به حياة الأبدان والأشباح لكن المحجوبون إنما أدركوا من هذا الإسم حظ البهائم والدواب وأدرك منه أولو الألباب أمرا وراء ذلك الموضع الرابع من ذكر يوم الدين فإنه اليوم الذي يدين الله العباد فيه بأعمالهم فيثيبهم على الخيرات ويعاقبهم على المعاصي والسيئات وما كان الله ليعذب أحدا قبل إقامة الحجة عليه والحجة إنما قامت برسله وكتبه وبهم استحق الثواب والعقاب وبهم قام سوق يوم الدين وسيق الأبرار إلى النعيم والفجار إلى الجحيم
الموضع الخامس من قوله إياك نعبد فإن ما يعبد به الرب تعالى لا يكون إلا على ما يحبه ويرضاه وعبادته وهي شكره وحبه وخشيته فطرى ومعقول للعقول السليمة لكن طريق التعبد وما يعبد به لا سبيل إلى معرفته إلا برسله وبيانهم وفي هذا بيان أن إرسال الرسل أمر مستقر في العقول يستحيل تعطيل العالم عنه كما يستحيل تعطيله عن الصانع فمن أنكر الرسول فقد أنكر المرسل ولم يؤمن به ولهذا جعل الله سبحانه الكفر برسله كفرا به
الموضع السادس من قوله اهدنا الصراط المستقيم فالهداية هي البيان والدلالة ثم التوفيق والإلهام وهو بعد البيان والدلالة ولا سبيل إلى البيان والدلالة إلا من جهة الرسل فإذا حصل البيان والدلالة والتعريف ترتب عليه هداية التوفيق وجعل الإيمان في القلب وتحبيبه إليه وتزيينه في القلب وجعله مؤثرا له راضيا به راغبا فيه
وهما هدايتان مستقلتان لا يحصل الفلاح إلا بهما وهما متضمنتان تعريف مالم نعلمه من الحق تفصيلا وإجمالا وإلهامنا له وجعلنا مريدين لإتباعه ظاهرا وباطنا ثم خلق القدرة لنا على القيام بموجب الهدى بالقول والعمل والعزم ثم إدامة ذلك لنا وتثبيتنا عليه إلى الوفاة
ومن هنا يعلم اضطرار العبد إلى سؤال هذه الدعوة فوق كل ضرورة وبطلان قول من يقول إذا كنا مهتدين فكيف نسأل الهداية فإن المجهول لنا من الحق أضعاف المعلوم وما لا نريد فعله تهاونا وكسلا مثل ما نريده أو أكثر منه أو دونه وما لا نقدر عليه مما نريده كذلك وما نعرف جملته ولا نهتدي لتفاصيله فأمر يفوت الحصر ونحن محتاجون إلى الهداية التامة فمن كملت له هذه الأمور كان سؤال الهداية له سؤال التثبيت والدوام
وللهداية مرتبة أخرى وهي آخر مراتبها وهي الهداية يوم القيامة إلى طريق الجنة وهو الصرط الموصل إليها فمن هدى في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم الذي أرسل به رسله وأنزل به كتبه هدى هناك إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته ودار ثوابه وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط فمنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الركاب ومنهم من يسعى سعيا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يحبوا حبوا ومنهم المخدوش المسلم ومنهم المكردس في النار فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا حذو القذة بالقذة جزاء وفاقا هل تجزون إلا ما كنتم تعملون
ولينظر الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط تخطفه وتعوقه عن المرور عليه فإن كثرت هنا وقويت فكذلك هي هناك وما ربك بظلام للعبيد
فسؤال الهداية متضمن لحصول كل خير والسلامة من كل شر
الموضع السابع من معرفة نفس المسئول وهو الصراط المستقيم ولا تكون الطريق صراطا حتى تتضمن خمسة أمور الإستقامة والإيصال إلى المقصود والقرب وسعته للمارين عليه وتعينه طريقا للمقصود ولا يخفى تضمن الصراط المستقيم لهذه الأمور الخمسة
فوصفه بالإستقامة يتضمن قربه لأن الخط المستقيم هو أقرب خط فاصل"


(يتبع)
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #32 في: 2011-05-05, 11:53:53 »
الموضع الثامن من ذكر المنعم عليهم وتمييزهم عن طائفتي الغضب والضلال
فانقسم الناس بحسب معرفة الحق والعمل به إلى هذه الأقسام الثلاثة لأن العبد إما أن يكون عالما بالحق أو جاهلا به والعالم بالحق إما أن يكون عاملا بموجبه أو مخالفا له فهذه أقسام المكلفين لا يخرجون عنها ألبتة فالعالم بالحق العامل به هو المنعم عليه وهو الذي زكى نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح وهو المفلح (قد أفلح من زكاها) والعالم به المتبع هواه هو المغضوب عليه والجاهل بالحق هو الضال والمغضوب عليه ضال عن هداية العمل والضال مغضوب عليه لضلاله عن العلم الموجب للعمل فكل منهما ضال مغضوب عليه ولكن تارك العمل بالحق بعد معرفته به أولى بوصف الغضب وأحق به
ومن ههنا كان اليهود أحق به وهو متغلظ في حقهم كقوله تعالى في حقهم: (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب) وقال تعالى: (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة من عندالله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبدالطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل)، والجاهل بالحق أحق باسم الضلال ومن هنا وصفت النصارى به في قوله تعالى: (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل)، فالأولى في سياق الخطاب مع اليهود والثانية في سياقه مع النصارى، وفي الترمذي وصحيح ابن حبان من حديث عدي بن حاتم قال قال رسول الله: اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون.
ففي ذكر المنعم عليهم وهم من عرف الحق واتبعه، والمغضوب عليهم وهم من عرفه واتبع هواه، والضالين وهم من جهله ما يستلزم ثبوت الرسالة والنبوة لأن انقسام الناس إلى ذلك هو الواقع المشهود وهذه القسمة إنما أوجبها ثبوت الرسالة
وأضاف النعمة إليه وحذف فاعل الغضب لوجوه:
منها أن النعمة هي الخير والفضل والغضب من باب الإنتقام والعدل والرحمة تغلب الغضب فأضاف إلى نفسه أكمل الأمرين وأسبقهما وأقواهما وهذه طريقة القرآن في إسناد الخيرات والنعم إليه وحذف الفاعل في مقابلتهما كقول مؤمني الجن: (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا)، ومنه قول الخضر في شأن الجدار واليتيمين: (فأراد ربك أن يبلغا أشدهم ويستخرجا كنزهما)، وقال في خرق السفينة: (فأردت أن أعيبها) ثم قال بعد ذلك: (وما فعلته عن أمري)، وتأمل قوله تعالى: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم)، وقوله: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) وقوله: (حرمت عليكم أمهاتكم) ثم قال: (وأحل لكم ما رواء ذلكم)
وفي تخصيصه لأهل الصراط المستقيم بالنعمة ما دل على أن النعمة المطلقة هي الموجبة للفلاح الدائم، وأما مطلق النعمة فعلى المؤمن والكافر فكل الخلق في نعمه وهذا فصل النزاع في مسألة هل لله على الكافر من نعمة أم لا
فالنعمة المطلقة لأهل الإيمان ومطلق النعمة تكون للمؤمن والكافر
كما قال تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)
والنعمة من جنس الإحسان بل هي الإحسان والرب تعالى إحسانه على البر والفاجر والمؤمن والكافر
وأما الإحسان المطلق فللذين اتقوا والذين هم محسنون
الوجه الثاني: أن الله سبحانه هو المنفرد بالنعم (وما بكم من نعمة فمن الله)، فأضيف إليه ما هو منفرد به وإن أضيف إلى غيره، فلكونه طريقا ومجرى للنعمة وأما الغضب على أعدائه فلا يختص به تعالى بل ملائكته وأنبياؤه ورسله وأولياؤه يغضبون لغضبه فكان في لفظة المغضوب عليهم بموافقة أوليائه له من الدلالة على تفرده بالإنعام وأن النعمة المطلقة منه وحده هوالمنفرد بها ما ليس في لفظة المنعم عليهم
الوجه الثالث: أن في حذف فاعل الغضب من الإشعار بإهانة المغضوب عليه وتحقيره وتصغير شأنه ما ليس في ذكر فاعل النعمة من إكرام المنعم عليه والإشادة بذكره ورفع قدره ما ليس في حذفه فإذا رأيت من قد أكرمه ملك وشرفه ورفع قدره فقلت هذا الذي أكرمه السلطان وخلع عليه وأعطاه ما تمناه كان أبلغ في الثناء والتعظيم من قولك هذا الذي أكرم وخلع عليه وشرف وأعطى
وتأمل سرا بديعا في ذكر السبب والجزاء للطوائف الثلاثة بأوجز لفظ وأخصره فإن الإنعام عليهم يتضمن إنعامه بالهداية التي هي العلم النافع والعمل الصالح وهي الهدى ودين الحق ويتضمن كمال الإنعام بحسن الثواب والجزاء فهذا تمام النعمة ولفظ أنعمت عليهم يتضمن الأمرين
وذكر غضبه على المغضوب عليهم يتضمن أيضا أمرين الجزاء بالغضب الذي موجبه غاية العذاب والهوان والسبب الذي استحقوا به غضبه سبحانه
فإنه أرحم وأرأف من أن يغضب بلا جناية منهم ولا ضلال فكأن الغضب عليهم مستلزم لضلالهم وذكر الضالين مستلزم لغضبه عليهم وعقابه لهم فإن من ضل استحق العقوبة التي هي موجب ضلاله وغضب الله عليه
فاستلزم وصف كل واحد من الطوائف الثلاث للسبب والجزاء أبين استلزام واقتضاه أكمل اقتضاء في غاية الإيجاز والبيان والفصاحة مع ذكر الفاعل في أهل السعادة وحذفة في أهل الغضب وإسناد الفعل إلى السبب في أهل الضلال
وتأمل المقابلة بين الهداية والنعمة والغضب والضلال فذكر المغضوب عليهم و الضالين في مقابلة المهتدين المنعم عليهم وهذا كثير في القرآن يقرن بين الضلال والشقاء وبين الهدى والفلاح، فالثاني كقوله: (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) وقوله: (أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) والأول كقوله تعالى: (إن المجرمين في ضلال وسعر) وقوله: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم)، وقد جمع سبحانه بين الأمور الأربعة في قوله: (فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) فهذا الهدى والسعادة ثم قال: (ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) فذكر الضلال والشقاء
فالهدى والسعادة متلازمان والضلال والشقاء متلازمان


يتبع
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

محمد المنياوي

  • زائر
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #33 في: 2011-10-14, 12:08:15 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا اخوكم محمد محمود
احب ان اصارحكم اني كنت اقراء القران وكاني اقراء كتاب عادي ولكن في فترة قريبة رزقني ربي بصديق اهداني الي دورة الايمان اولا
وكان السبب بفضل الله في النظر الي كتاب الله نظرة مختلفة فعليكم بالتدبر ومراجعة نظرتكم للقران.................

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #34 في: 2011-10-14, 15:58:53 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا اخوكم محمد محمود
احب ان اصارحكم اني كنت اقراء القران وكاني اقراء كتاب عادي ولكن في فترة قريبة رزقني ربي بصديق اهداني الي دورة الايمان اولا
وكان السبب بفضل الله في النظر الي كتاب الله نظرة مختلفة فعليكم بالتدبر ومراجعة نظرتكم للقران.................

أهلا ومرحبا بك يا اخ محمد محمود  emo (30):
وعسى ان يطيب لك المقام في منتدانا
وتفيد وتستفيد
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أحمد عبد ربه

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 791
  • الجنس: ذكر
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #35 في: 2011-10-14, 20:01:29 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا اخوكم محمد محمود
احب ان اصارحكم اني كنت اقراء القران وكاني اقراء كتاب عادي ولكن في فترة قريبة رزقني ربي بصديق اهداني الي دورة الايمان اولا
وكان السبب بفضل الله في النظر الي كتاب الله نظرة مختلفة فعليكم بالتدبر ومراجعة نظرتكم للقران.................


أهلا وسهلا بك أخي محمد ...

أرى بدايتك قوية ما شاء الله

وفقك الله ونفعنا بك

اللهم آمين
أحمق .. من ترك يقين ما في نفسه ، لظن ما عند الناس !

محمد المنياوي

  • زائر
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #36 في: 2011-10-18, 05:58:09 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الي الاخو القائمين علي هذا المنتدي وفقكم الله وسدد على الحق خطاكم
كنت قد شاركت معكم في هذا المنتدي ولكن وللاسف عندما اردت ان ارى ما كتب لم اجد اي شيئ فلماذا اكرمكم الله
هل لانكم استغنيتم عن هذا المنتدي مثلا ام لانكم لم يعجبكم ما كتبت ولماذا رحمكم الله لم اجد ردا على ذلك
محمد المنياوي

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #37 في: 2011-10-18, 07:23:02 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الي الاخو القائمين علي هذا المنتدي وفقكم الله وسدد على الحق خطاكم
كنت قد شاركت معكم في هذا المنتدي ولكن وللاسف عندما اردت ان ارى ما كتب لم اجد اي شيئ فلماذا اكرمكم الله
هل لانكم استغنيتم عن هذا المنتدي مثلا ام لانكم لم يعجبكم ما كتبت ولماذا رحمكم الله لم اجد ردا على ذلك
محمد المنياوي

أخي الكريم أهلا ومرحبا بك في أيامنا الحلوة
ونأمل ان يطيب لك المقام بيننا

هل شاركت أخي باسمك هذا ام باسم آخر
لأن اسم محمد المنياوي شارك بمشاركة واحدة فقط، وقد رددنا عليها

وكان  هذا في نفس هذا الموضوع.. وهاهي مشاركتك:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا اخوكم محمد محمود
احب ان اصارحكم اني كنت اقراء القران وكاني اقراء كتاب عادي ولكن في فترة قريبة رزقني ربي بصديق اهداني الي دورة الايمان اولا
وكان السبب بفضل الله في النظر الي كتاب الله نظرة مختلفة فعليكم بالتدبر ومراجعة نظرتكم للقران.................

« آخر تحرير: 2011-10-18, 07:25:10 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: أفلا يتدبرون القرآن
« رد #38 في: 2011-11-18, 23:29:33 »
اسمعوا إخوتي...
فوالله أن دقائق القلب لتهتزّ طرباً وخشوعاً... وطمعاً وخشية... ورجاءً وخوفاً...

http://quranicaudio.com/download/7961
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة