الساحة العامة > :: كشكول الأيام ::

من الماضي والحاضر.

(1/18) > >>

جواد:
لا جديد على الأرض
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف:

وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172)
أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173)
وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)
سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)

وللقصص حديث يطول، وقصص القرآن أبلغ القصص وأحكمه، ولا مجال لمقارنة أو تقارب بين قصص القرآن وقصص الأحداث التي نمر بها في كل يوم.

لكن القاعدة تظل أن غاية القصص هي التفكر والتدبر. وقد يشهد الواقعة جمع من الناس فيقصها كل واحد منهم من زاويته ووجهته، وهذا أدعى أن يتأمل كل منا في قصص الآخر.

نسأل الله أن يلهمنا ما ينفعنا ويجعله لنا لا علينا ويغفر لنا خطأنا وضعفنا وما هو أعلم به منا.

حازرلي أسماء:
اللهم آمين .

متابعة بإذن الله. بارك الله لك وجعلها خطوة نافعة .

أحمـد:
جميل

جواد:

--- مقتبس من: حازرلي أسماء في 2020-07-08, 16:55:20 ---اللهم آمين .

متابعة بإذن الله. بارك الله لك وجعلها خطوة نافعة .

--- نهاية الإقتباس ---


--- مقتبس من: أحمـد في 2020-07-08, 22:04:30 ---جميل

--- نهاية الإقتباس ---

جزاكم الله خيرا اخوتي، وبارك بكم.

جواد:
المسار
لكل حكاية بداية، والبداية تضفي تأثيرها الخاص على الشخصية والأفعال وعلى المسار الذي يختاره الإنسان أو يوجه إليه!

وعلى الرغم من التأثير الكبير للبدايات على الأفكار والتوجهات، إلا أن النتائج قد تكون مخالفة تماما لما يبدوا نتاجا منطقيا لبداية معينة.
وليس عندي تفسير لذلك غير أنه قدر الله ومشيئته. فنجد تباينا كبيرا في الشخصيات والمسارات الحياتية بين أفراد البيت الواحد الذين تربوا في بيئة واحدة.
وهذا أمر مرعب حقيقة بالنسبة لي!

**يتوهم الإنسان أنه يستطيع التحكم في المخرجات بتحكمه في المدخلات، وهو جزء من محاولات النفس الدفينة بأن تملك زمام أمرها وتتحكم في مصيرها بيدها، وهذا أكبر مدخل عرفته للشيطان، وأشد ما فيه أنه من الصعب اكتشافه فضلا عن الأخذ بأسباب علاجه.

نشأت في بيت يحب الدين ويحرص على الصلاة وحسن الخلق وفعل الخير، وكان كل شيء يبدو مثاليا، فأنا متفوق في دراستي ومن الأوائل دوما على مدرستي وأهلي بفضل الله من أفضل الناس سمعة في قريتنا، ومعروفون بالكرم وحسن الخلق.
تلك المدخلات كانت تمهد لمخرجات منطقية، وهي أن أستمر في ذات المسار الذي من وجهة نظر أهلي ومجتمعي نموذج النجاح والتميز.

ثم تنقلب الأحداث! وبشكل لا يمكن لأحد أن يتخيله، وفي الأيام الأخيرة من الصف الثالث الثانوي (البكالوريا) أبتلى بحالة من الجمود في دراسة مادتين من المقرر، فيتأثر تقييمي الكلي في العامين الأخيرين من الشهادة الثانوية وينخفض مما كان يقارب ال ١٠٠٪ إلى ٩١٪ ، ويتغير مسار حياتي كله فجأة، من دراسة الطب كما كان يعتقد جميع من حولي وكما كان يحب أهلي، إلى دراسة العلوم!

ولأول مرة في حياتي حتى ذلك الوقت أتعرض للفشل في شيئ ما، وبدلا من مشاعر التميز والتفوق أتجرع الإحباط والألم، وينحرف الطريق بي فجأة رغم عدم تصوري لإمكانية حدوث هذا من الأساس.

**الفشل أفضل مدرسة في هذه الحياة، فالناجح على طول الخط لم يعرف مواطن الضعف في نفسه، ويدفعه الخوف من الفشل إلى البعد عن التغيير والتقيد بما هو آمن في مجتمعه، وهو بالتالي نسخة من ذلك المجتمع الذي هو في زماننا بعيد عن مفاهيم النجاح الحقيقي كما ينبغي للمسلم أن يكون.

والفشل هو أحد أكبر الأسباب التي تجعل الإنسان يفكر في مساره الذي يسلكه، فحتى تلك اللحظة في حياتي لم أفكر أبدا في أي مسار مختلف عما رسمه لي أهلي، أو فلنقل عما رسمه لي المجتمع، وغاية هذا المسار هو وضع اجتماعي ومادي مرموق.
لكن مهلا، أليس هذا ما يتمناه الجميع في حياته؟

ربما نعم، ولكن من قال أن تلك الصورة التي نتربى عليها على أنها النموذج والقدوة هي فعلا كذلك؟

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة