المحرر موضوع: شبهات وردود  (زيارة 4841 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
شبهات وردود
« في: 2023-09-28, 08:44:12 »
بسم الله الرحمان الرحيم

أحاول بعون الله تعالى أن أجمع في هذا الموضوع عددا من الشبهات التي تعترضنا في حياتنا من خلال من يُدلي بها إلينا من الشباب أو من الإخوة والأخوات، سواء كانت شبهات حول الإسلام عامة أو حول القرآن . ونحاول -جميعنا- أن نضع الردّ الشافي عن كل شبهة، حتى نرجع للموضوع كلما احتجنا الرد على شبهة بعينها، في زمن تصاعد فيه المدّ التشكيكي والتشبيهي على أهل الإسلام، وأصبح الشباب عرضة لتياراته الجارفة عبر وسائل التواصل المتناثرة أو عبر قنوات غيرها، وصرتَ -لا محالة- تستقبل تساؤلاتهم وشكوكهم .

نتوكل على الله ونسأله سبحانه ان يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

أهلا وسهلا بكم جميعا إخوتي ..  sm::))(
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: شبهات وردود
« رد #1 في: 2023-09-28, 09:51:21 »
الشبهة 01
كلّ يرى دينه الأصحّ، فكيف يكون الإسلام هو الدين الحقّ


سؤال وردني من قريبة لي تعيش  بفرنسا، وهي التي درست فيها وزوجها لما كانا شابَّين متطلعَين لإشباع نهمهما التعليمي،
أصبحا طبيبَين متخصِّصَين،ويتبوءان بفرنسا اليوم مكانة علمية وعملية؛ رزقهما الله تعالى ثلاث بنات، بلغت أكبرهنّ تسع سنوات، دخلت المدرسة منذ سنوات قليلة، وتعلقت -بحكم الطبيعة- بزميلات لها، وهي تقاسمهنّ مرحلة براءة الطفولة، والداها يغرسان فيها وفي أختَيْها مبادئ الدين،  وأنهنّ مختلفات عمّن حولهنّ، بدأت تعي أكثر، وبدأت تسمع ممن حولها عن الدين، حتى سمعت من إحداهنّ قولها :"ديننا هو الأصحّ لا دينكم "

الشبهة: كلّ يرى دينه الأصحّ، فكيف يكون الإسلام هو الدين الحقّ


وقد كان لي ردّ أرسلته لها :

حاولي أن تفهميها أمورا تُعتبر منطلقات ولبنات مؤسسة :

1-)  الله تعالى منذ أن خلق الدنيا جعل للناس دينا واحدا لا ثاني له،  ولما أهبط آدم وحواء من الجنة، زوّد آدم بقانون واحد لا يتبدّل يعيش وِفقَه أبناؤه على الأرض من بعده، قانون تركه آدم -عليه السلام-في عَقبه : "قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)" -البقرة- .  وهدى الله واحد، نزل به كل أنبيائه من بعد آدم عبر الأزمنة..

2-) هذا القانون لم ينزل به آدم ليخبئه لنفسه، بل كان الإنسان الأول على الأرض، وكان نبيّا هاديا، فكان أمرا معلوما في ذريّته  ضمن دعوته أن بعثة الأنبياء بهدى الله الواحد، كان عهدا متوارثا من آدم عليه السلام :"فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "  خلّفها آدم في عقبه،  تركها وصية من الله،  فتناقلوها جيلا عن جيل،  فلما جاءهم الأنبياء كذبوهم وهم يعلمون أنهم حَملة الهدى الذي عُهِد إليهم بأنه الذي سيأتيهم .

3-) كل الأنبياء والرسل من لدن آدم إلى رسول الله -عليهم صلوات الله وسلامه-  جاؤوا بالإسلام دينا.. والناس هم الذين جعلوا الدين الواحد أديانا. وهذا ما يعلمنا إياه القرآن،  ولو جاء القرآن بدين منفرد منبتّ الأصول مقطوع الجذور لما كان فيه قصص الأنبياء السابقين، ولما جاءت الدعوة الملحّة إلى أن إيماننا مشروط بالإيمان بهم جميعا وبكلّ ما أنزل عليهم -كما أنزل عليهم- . «إنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُم...» -آل عمران-   "الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)" -البقرة-

4-) أخذ الله الميثاق على كل الأنبياء أن يصدّق بعضهم بعضا، وأن يأخذ كل نبي بدوره الميثاق على قومه أن يصدّقوا بالنبي الذي يأتي من بعده، وبرسول الله صلى الله عليه وسلم  : "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81)" -آل عمران-

وعلى هذا، علميها أننا نؤمن بعيسى -عليه السلام- بخلافهم، وهم لا يصدقون برسول الله صلى الله عليه وسلم. وتصديقنا بكل الأنبياء وبكل ما نزل عليهم كما نزل من عند الله لا كما حُرّف، وحده دليل على صحة الإسلام وأنه الدين الأول للأرض والدين الأخير،  وأنه الذي نزل القرآن يبين كيف اختلف الناس والأمم فيه بتبديلهم وتحريفهم  لكتبهم، وبنَفْي الطائفة منهم الحق عن الطائفة الأخرى، وادّعاء كل طائفة أنها التي على الحق . وبتكذيب أتباع النبي السابق للنبي اللاحق ناقضين للميثاق الذي أخذه الله على كل نبي وأن ياخذه النبي على قومه بالتعدّي ، انتهاء إلى تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

كل الانبياء جاؤوا بعقيدة واحدة وتصور واحد لله وللوجود ولحقيقة الدنيا وفنائها ومجيء الآخرة موعدا للحساب .

يجب أن تتشرب جيدا هذه النقاط الأساسية لتفهم أن قولهم عن دينهم بأنه الحق -بعيدا عن أنهم المحرفون لكتبهم- قول اجتزائي بمعنى انه يجعل دينهم شيئا منفصلا، منبتّ الأصول..  بينما قولنا عن ديننا أنه الحق هو قول شموليّ يضرب في الجذور والأصول،ويؤكد أن الإسلام ليس جديدا من ساعة نزول القرآن،  بل هو الأول والأصل والذي كان في كل أزمنة الانبياء وهو بالقرآن يعيد أصول الدين الواحد .. جاء القرآن يبين حقائق التحريف والتبديل ليعيد الأصل الأول وليبيّن توالي الأنبياء والرسل بالدين الواحد..

ولقد كانوا دائما إقصائيين لغيرهم وهم يقولون بخلاف ما جاءت به كتبهم من تصديق الكتب بعضها لبعض، والرسل بعضها لبعض : "وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ»
ولقد جاء عيسى مصدقا بموسى وبالتوراة،  وهم الذين حرفو وبدلو وكذبوا..  وكذلك مع رسول الله فعلوا -عليهم جميعا صلوات الله وسلامه-. بينما نحن نقر بأنبيائهم وكتبهم، وكتابنا المهيمن الشامل جاء مبيّنا لتحريفهم وتبديلهم واختلافهم .

هذا الذي يجب أن تعرفه كمنطلقات تخوّل لها فهم وحدة الدين، وأنّ ادعاءهم في دينهم إنما هو ادّعاء مَن أنكر وحدة الدين بما أحدث من تحريف وتبديل موثق في الكتاب الخاتم الذي جاء محفوظا من الله تعالى، حافظا لدين الله الواحد الذي جعله للأرض واحدا وبدّله البشر واختلفوا فيه .

ومن كان له منكم إخوتي ملاحظة أو إضافة فليتفضل .
« آخر تحرير: 2023-09-28, 19:02:18 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: شبهات وردود
« رد #2 في: 2023-09-28, 20:08:13 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سامحوني على أخذ الحوار في ناحية أخرى، لكن هذا الموضوع شائك ولا يأخذ حقه في النقاش.

وبداية فنحن لم نجني من محاولات الترقيع أو النصائح المنعزلة عن الواقع إلا كل هزيمة وانهيار. فنحن نتحدث مع أجيال مختلفة عنا، وما نتصوره انتصارا قد لا يعدوا مجرد مسكن مؤقت لا يعالج المشكلة من جذورها.

ولا أقلل هنا من قيمة الرد على الشبهات وتفنيدها وصياغة المعلومات الشرعية في إطار الحجة البينة، خاصة مع ضعف المعارف الشرعية عند الكثير من المسلمين اليوم.
لكن الواقع يقول أن الشبهات لم تعد تطرح بالطريقة النظرية السابقة، وأن هناك ما هو أخطر من طرح شبهة مباشرة في الدين، وهو التطبيع مع الواقع باعتباره مقياس الصواب والخطأ.

والمعضلة التي نواجهها في الرد على شبهات الأجيال التي نشأت في الغرب متعلقة بشكل أساسي بقرارات الأب والأم منذ البداية، فالمشكلة لا تتكون في يوم وليلة!
الأسرة التي اختارت العيش في الغرب، ثم لم تتحرى الدولة التي انتقلت إليها ولا المدرسة التي يرتادها أبناؤها هي المسؤولة أولا عن الضعف أمام الشبهات.
ثم ما مقدار التربية الإيمانية في الأسرة بالقياس بكل الأنشطة الأخرى؟

وحيث أننا نتكلم عن فرنسا، فلا أتخيل حقيقة كيف لمسلم أن يقبل بالعيش في فرنسا تحديدا ولديه أطفال صغار يذهبون للمدارس الفرنسية التي تجبر الفتيات على خلع الحجاب وحتى العباءة!
ليس هذا فحسب، بل يدفع من ماله شهريا ضرائب للدولة الفرنسية تستخدمها في محاربة كل ما يمت للإسلام بصلة.

أي رسالة تصل للطفل حين يرسله أبواه إلى المدارس العلمانية التي صار شغلها الشاغل غرس مفاهيم الشذوذ والإلحاد أكثر من أي شيء آخر!
ثم حين تتفاقم الأمور حول الشبهات يكون الحل المتصور هو تلقين الطفل بعض المعلومات أو الدخول في نقاشات معقدة لا تستسيغها فطرة قد أفسدت بفعل المدرسة والمجتمع.

وحتى يكون الكلام عمليا، فالحل من وجهة نظري في تلك المشاكل يكون بالفعل أكثر من الكلام والنقاش. فالطفل يشعر بمقدار تعظيم الدين في صدر الأب والأم ويتشرب ذلك منهما قبل أي شيء.
فإذا كانت الأولوية دوما للتفوق المادي والعلمي، ثم يأتي الدين على الهامش بشكل لا يختلف عمن يمارس رياضات التأمل واليوجا، فالمشكلة هنا في الأبوين أولا قبل أطفالهما.

التصرف العملي يكون بالانتقال إلى دولة أخرى بها مدارس إسلامية. هذا وحده كفيل بحل المشكلة إن شاء الله دون الحاجة للدخول في تعقيدات نقاشية مع فئة عمرية تحتاج للقدوة بالعمل قبل أي شيء.
فإذا كان العمل والاستقرار المادي والمجتمعي أهم من الدين، فالشبهات لن تتوقف، أو قد ينقطع الكلام عنها وتظل كالنار تحت الرماد.

عافانا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: شبهات وردود
« رد #3 في: 2023-09-28, 21:25:44 »
أهلا وسهلا بك أخي جواد..

كل ما قلتَه صحيح وأعرفه،  ودائما هو ديدني معها،  وحذرتها منه أكثر مع سؤالها الأخير.. إذ كان ردي عليها أن هناك حلا جذريا منقذا،  وهو تفكيرها وزوجها الجدّي في ترك فرنسا بالكلية مع بداية هذه المرحلة الحرجة لبناتها،  وأن الله تعالى سييسّر لهما إن كانت الغاية إنقاذ عقيدة بناتهما،  وأن الحل المؤقت السطحي هو إيجاد وسط إسلامي مصغر بديل تضع به بناتها،  يعني مركز إسلامي وصديقات مسلمات، ولو أن فرنسا اكثر بلاد اوروبا افتقارا لهذه المراكز وأشرسها حربا على الإسلام كما هو معلوم.. وقد كان جوابها انها  بالفعل من بعد ما كبرت ابنتها وهي تعي خطورة الوسط على هويتها،  تغير تفكيرها وتفكير زوجها وأصبحا يفكران جديا بالانتقال من فرنسا والبحث عن مكان عمل في دولة عربية (من دول الخليج).. تتيح بشكل خاص تخصص زوجها الدقيق الذي لا يتوفر في كل مكان.. وهذا ما يسعيان له..

وحتى ذلك الحين وذلك الحل-وسواء تيسر أو لم يتيسر-  كان لا بد من حل النقاش،   كان لا بد من رد شافٍ لابنتها التي تتميز بعقل سؤول جدا،  لا ينفك باحثا عن الحواب. وعموما الردود هنا لكل حالة مشابهة،  وأبناء المغتربين في كل مكان من بلاد الغرب  معرضون لهذه الشبهة،  بل وفي بلاد المسلمين،  ولهذا أضع الأحوبة كمرجعية نحتاجها للحالات المشابهة.

نسأل الله أن يعافيهم ويعافي أبناء المسلمين  المغتربين في كل مكان  .
« آخر تحرير: 2023-09-28, 21:43:44 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل جواد

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 244
  • الجنس: ذكر
رد: شبهات وردود
« رد #4 في: 2023-09-29, 10:59:31 »
أهلا وسهلا بك أخي جواد..

كل ما قلتَه صحيح وأعرفه،  ودائما هو ديدني معها،  وحذرتها منه أكثر مع سؤالها الأخير.. إذ كان ردي عليها أن هناك حلا جذريا منقذا،  وهو تفكيرها وزوجها الجدّي في ترك فرنسا بالكلية مع بداية هذه المرحلة الحرجة لبناتها،  وأن الله تعالى سييسّر لهما إن كانت الغاية إنقاذ عقيدة بناتهما،  وأن الحل المؤقت السطحي هو إيجاد وسط إسلامي مصغر بديل تضع به بناتها،  يعني مركز إسلامي وصديقات مسلمات، ولو أن فرنسا اكثر بلاد اوروبا افتقارا لهذه المراكز وأشرسها حربا على الإسلام كما هو معلوم.. وقد كان جوابها انها  بالفعل من بعد ما كبرت ابنتها وهي تعي خطورة الوسط على هويتها،  تغير تفكيرها وتفكير زوجها وأصبحا يفكران جديا بالانتقال من فرنسا والبحث عن مكان عمل في دولة عربية (من دول الخليج).. تتيح بشكل خاص تخصص زوجها الدقيق الذي لا يتوفر في كل مكان.. وهذا ما يسعيان له..

وحتى ذلك الحين وذلك الحل-وسواء تيسر أو لم يتيسر-  كان لا بد من حل النقاش،   كان لا بد من رد شافٍ لابنتها التي تتميز بعقل سؤول جدا،  لا ينفك باحثا عن الحواب. وعموما الردود هنا لكل حالة مشابهة،  وأبناء المغتربين في كل مكان من بلاد الغرب  معرضون لهذه الشبهة،  بل وفي بلاد المسلمين،  ولهذا أضع الأحوبة كمرجعية نحتاجها للحالات المشابهة.

نسأل الله أن يعافيهم ويعافي أبناء المسلمين  المغتربين في كل مكان  .

آمين. نسأل الله العفو والعافية. من جانبي فالتركيز الأساسي هو القرار العملي. وفكرة الانتقال لدول الخليج لن تكون سهلة وقد لا تتحقق أبدا، فهو تسويف لمشكلة تحتاج تدخل سريع.
والخليج بشكل عام في مرحلة زمنية جديدة تركز فيها على توطين الوظائف والتضييق على الأجانب لصالح المواطن. ولم أعرف أحدا نجح في الانتقال من أوروبا إلى الخليج في السنوات القليلة الماضية!

وحيث أن الانتقال إلى منطقة مختلفة بالكلية سيأخذ الكثير من الوقت والجهد، فيمكنهم أن يبدأوا بالانتقال إلى دولة أخرى في أوروبا بها مدرسة إسلامية، فهذا أسهل بكثير ولا يتطلب الكثير من التعقيدات.
كذلك من الأمور العملية، الصدقة بنية الهداية، ومشاركة الأبناء في العبادات كالصوم والصلاة والدعاء والصدقة والعمرة،
وأن نصلح من أنفسنا لنكون قدوة لهم في الأخلاق والعبادات، وفي التعامل معهم كذلك، فهذا أوقع من أي نصح.

وهناك أمر آخر، فقد لاحظت مؤخرا أننا نكيف الدين على ما نريد تحقيقه في حياتنا، وهذا واضح جدا في أمور الاقتصاد، لكنه سياق عام في حياة المسلمين اليوم بكل أسف.
وما إن يجد الفقهاء مخرجا شرعيا أو فتوى تبيح أمرا ما لشيوع المنكر، إلا ويتحول إلى أصل من الدين في ذاته! ولأن ذلك غالبا ما يحتوي على منفعة دنيوية، فيتكون تيار مقاومة للمفهوم الأصلي من الدين!
وإذا استمر الوضع على هذا الحال، خاصة مع وجود نموذج ربح خلف تلك الفتاوى، فقريبا سيكون هناك دين جديد لا يمت لأصل الإسلام بصلة!
فالتوسع في فتاوى الإباحة بحكم ضرورات الدنيا صار فتنة شديدة، وكأن هناك نموذج كنسي من الإسلام يراد له أن ينتشر ويعم.

أما عن الحوار مع من لدية شبهات، فأفضل البداية من الأساسيات (وجود إله خالق للكون) ثم البدء بالنقاش العقلي المنطقي والبعد عن أي اقتباسات من القرآن أو السنة.

تبسيط الأمور وتجريد الحقائق هنا مهم جدا، لأنه ينبني عليه ما يتبعه من نقاش. ولندرك أن من تربى في مدارس غربية علمانية فقد تأثر جدا بالعقل والمادة، حتى صار العقل هو الإله على الحقيقة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فإن اتفقنا على استحالة أن يخلق الكون من العدم أو يخلق نفسه بنفسه مع هذا التعقيد الفائق، وأنه لابد أن هناك إله خالق، فلابد كذلك أن الله قد خلق هذا الكون لغاية، فلا يجوز في حق الله أن يخلق شيئا بغير سبب.
ثم ننتقل إلى كيفية إخبار المخلوقات المخيرة على الأرض بمراد الله منها، ومن هنا نأتي للرسل وحقيقة اختلاف الرسالات بينهم حتى نصل للنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم.

في هذه المرحلة فقط، وبعد التأكد من أن المراحل السابقة ليس فيها شبهة أو اختلال في الفهم، نبدأ بالحديث عن الإسلام، وماذا قال الله ورسوله، ويكون التركيز هنا على الآيات والأحاديث التي يمكن استقاء المعنى منها مباشرة وبوضوح.

مع محاولة تجنب الأمور الخلافية أو استقاء المعلومة من شيخ معين، خاصة من المعاصرين، لأن أكبر مدخل للشيطان حاليا هو أن نكرة من الناس يدعي علمه بالشرع جاء ليخالف كل علماء الأمة برأي شاذ!
فمهم ألا ننساق في النقاش لتلك الأمور، خاصة في البدايات.

أخيرا، سمو الهدف الذي يسعى له الإنسان في حياته ينطبع على أخلاقه ويؤثر في تفكيره وقناعاته، فإن كان هذا الهدف ماديا محضا، يزداد وحشة وتخبطا في مادية لا تدع للروح مجالا للتدبر كما أراد الله له.

والله المستعان.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: شبهات وردود
« رد #5 في: 2023-10-01, 08:54:53 »
جزيت خيرا أخي جواد ..

أتفق معك حول خطورة الوضع بالنسبة للمقيمن ببلاد الغرب، خاصة منهم من كانوا بأسر وأولاد ..وأهتمّ لهمّهم وأحزن لحالهم، وهذه الدعوة لضرورة الإسراع بالفرار بأبنائهم من الأوساط الخطيرة على عقائدهم دعوة لا بدّ منها، ولكن بالموازاة لا يجب الاقتصار عليها في ظل العدد الكبير والمتزايد للجالية المسلمة بالغرب، والتي لا ننكر أنه كان لعدد منهم الأثر في توصيل الإسلام للغرب الذين لا يعلمون عن الإسلام غير ما تبثه لهم وسائل إعلامهم .. بل نعرف من المسلمين هناك من شبّ أبناؤهم على الدين وعلى الدعوة، نعم هم قلة ولكن موجودون بحسب ما تابعت من فيديوهات لمسلمين متواجدين بأمريكا  وإنجلترا مثلا .. وعلى هذا نحاول أن نرشدهم على الأقل لضرورة أن يكونوا حريصين إلى أقصى درجة على توفير الجو البديل بالمدارس الإسلامية -كما أشرتَ لها- والاحتكاك بالمسلمين هناك من أصحاب الهمّ المشترك والحرص المشترك .. نسأل الله السلامة في الدين لهم ولنا ..

أخي جواد بالنسبة لهذا الموضوع، أضع فيه الشبهات بشكل متفرق، بحسب ما نتعرض له من أسئلة، ليس من الملحدين بالضرورة، ولكن من شباب متشكك أو حتى شباب سائل يسأل للتعمق، أو من شباب يتعرض لهذه الأسئلة، فيفتقر للأجوبة بحكم هشاشة قاعدته الدينية ..أريده نوعا من مرجع قد يحتاجه أحدنا للرد على شبهة ما.
« آخر تحرير: 2023-10-01, 08:56:45 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: شبهات وردود
« رد #6 في: 2023-10-01, 10:17:15 »
الشبهة 02
مشيئة الله وعلاقتها بأفعالنا ومراداتنا


إحدى الأخوات، ابنها مجتهد متميز، حالت عوائق دون تحقيقه ما تمنى من تخصص لدراسته، وهذه العوائق تنوعت في طريقه في كل مرة يقبل فيها على تحقيق أمنيته ومراده، حتى دخلت في دوامة الشيطان وعمله وهو يجلبه لها من باب "لو لو ..."  وسألتني ما معنى أن لنا حرية واختيارا وإرادة، وتعترضنا هذه العوائق الكثيرة لتحقيق ما نتمنى .. ؟

جوابي لها كان صوتيا، أحاول جمع شتاته كتابيّا..

نعم لنا إرادة حرة، واختيار نابع عنها، ولكنّ مشيئتنا منضبطة بإرادة الله تعالى ومشيئته : ""وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين"
لا فعل في الدنيا من أفعال البشر خارج عن علم الله المحيط وعن إرادته ومشيئته، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن،  ونحن مخيّرون في افعالنا، ولكن التحقّق بيد الله، بإرادته، فإن أراد تحقيق مرادنا حققه ، وإن لم يرد لم يتحقق، وهذا من أهم ما يبين أننا في هذه الدنيا عبيد خاضعون لإرادة خالقنا، ولو كان كل ما نتمناه نحققه، لكان ذلك من معاني ألوهية الإنسان في الأرض.
المؤمن والكافر على خطّين في هذه القضية :

**) فأما المؤمن فيوقن أن الله شاء ألا يتحقق ذلك المراد، وأنه قضاء الله، والإيمان بالقضاء ركن ركين من أركان الإيمان، وعقيدة تلازمه في حياته وفي مجرياتها، فهو يأخذ بالأسباب، ولكنه يرتاح للنتيجة على ضربَيْها سواء كانت كما أحب أو كانت بخلاف ما أحب، لأنه يعلم أن الله مدبر الأمر كله، وأن علمه محيط بكل شيء وأنه الحكيم سبحانه، الذي يعلم حقائق الأمور، بينما نعلم نحن الظاهر، وقد علمنا أن عسى أن نحب شيئا وهو شر لنا وعسى أن نكره شيئا وهو خير لنا، فالاطمئنان للنتيجة تسليم لحكم الله ولقضائه فينا، وقد علمنا سيدنا يعقوب ذلك : وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ [يوسف : 67]
وفي كلامه الأخذ بالأسباب، والفعل المختار، ولكنه محفوف بأن إرادة الله فوق كل أخذ وكل فعل وكل اختيار، مختومة بالتسليم لأمر الله تعالى ولما يكون من نتيجة ..بالتسليم لرب الأسباب..

هذا خط المؤمن في هذه القضية.

**) وأما خط الكافر، فمختلف، لأنه لا قاعدة إيمانية عنده، لا إيمان له بإرادة تعلو على إرادته، تسيّر الأمر وتدبره، لا إيمان له بقضاء مقضي فيه، فهو الذي يحث الخطى دوما نحو تحقيق مراده دون نظر في أن المعيقات والحوائل من أمر الله ومن مشيئته، يجعل من الأسباب كل شيء،  ولا تسليم عنده بمشيئة رب الأسباب،  فإذا تعب وشقي بالتساؤل والمحاججة والرفض لما يعترض طريق تحقيق أمنياته  فلا تثريب عليه وهو يعيش متوافقا مع تصوره للحياة ..  أما المؤمن فيُلام، ويُنظر في مدى صلابة عقيدته ورسوخها في نفسه من عدمها  لأنها القاعدة التي ينطلق منها في النظر لما يجري عليه..

إذن.. فإرادة الإنسان ليست تلك الإرادة المطلقة التي يتحقق له بها ما يريد، وإلا لدخلنا دائرة الألوهية لا العبودية ..مقيدة بقضاء الله تعالى وإرادته الفوقية ومشيئته المحفوفة بالعلم الشامل والحكمة التامة والعدل المطلق.
وسؤال الأخت يبين عدم تفريقها بين الاختيار في الفعل الذي هو مناط المحاسبة والذي هو بالاختيار لا بالإجبار، وإنما الله محيط به علما، والعلم لا يلزم الإجبار، وبين تحقيق المراد من الفعل والذي هو خاضع لإرادة الله تعالى إن شاء كان وإن لم يشأ لم يكن، وسواء حققه سبحانه لعبده أم لم يحققه، ففي الحالين هو الممتحَن فيه،  مبتلى به وهو خير يتحقق له، ما يفعل به وما يُبلي في ساحته، ومبتلى بعدم تحقيقه أيرضى أم يجزع ويحاجج المشيئة الإلهية.

إخوتي.. من له ملاحظة حول ما كتبت، أو إضافة فيسعدني ذلك .
« آخر تحرير: 2023-10-01, 19:03:51 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: شبهات وردود
« رد #7 في: 2023-10-01, 20:32:43 »
السلام عليكم ورحمة الله
بالنسبة للسؤال الاول. طرحته على اختي في صغري نتيجة وجود زميلات مسيحيات في فصلي في الم حلة الابتدائية.

كانت اجابة اختي قصيرة وحاسمة:
لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.
نحن ديننا ليس فيه اي تناقض، ولا مناقضة للعقل ولا للفطرة، لذا نؤمن به ولا نبحث عن بديل.
اما هم فدينهم مليء بالتناقضات والاشياء التي لا يصدقها العقل، فعليهم ان ينتبهوا لذلك ويلحثوا عن الحق، وعندها سيهديهم الله تعالى للاسلام.

كانت تلك الاجابة بالنسبة لي كافية في تلك السن الصغيرة، ومع تقدمي في العمر وتقدم معارفي كانت تزداد رسوخا. 
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: شبهات وردود
« رد #8 في: 2023-10-02, 08:24:48 »
السلام عليكم ورحمة الله
بالنسبة للسؤال الاول. طرحته على اختي في صغري نتيجة وجود زميلات مسيحيات في فصلي في الم حلة الابتدائية.

كانت اجابة اختي قصيرة وحاسمة:
لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.
نحن ديننا ليس فيه اي تناقض، ولا مناقضة للعقل ولا للفطرة، لذا نؤمن به ولا نبحث عن بديل.
اما هم فدينهم مليء بالتناقضات والاشياء التي لا يصدقها العقل، فعليهم ان ينتبهوا لذلك ويلحثوا عن الحق، وعندها سيهديهم الله تعالى للاسلام.

كانت تلك الاجابة بالنسبة لي كافية في تلك السن الصغيرة، ومع تقدمي في العمر وتقدم معارفي كانت تزداد رسوخا. 

وهو كذلك..  جزاك الله خيرا.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: شبهات وردود
« رد #9 في: 2023-10-02, 09:10:04 »
الشبهة 03
القرآن يبين أن اليهود والنصارى كما المسلمين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

مفاد الشبهة أنّ القرآن بين في آية أنهم جميعا -مع المسلمين- ناجون بليّ عُنق آية : "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)" -البقرة-

إنك لو اجتزأت الآية من سياقها، ولم تتمعّن كلماتها، لخرجتَ بتصوّر فاسد كل الفساد، ولذهبت بعيدا بعيدا عن الحق ... !

إذا أنت اقتطعت الآية من كل سياق، ومن كل متعلقات التصور العقدي المنتشرة في آيات القرآن المختلفة،  لربما فهمتَ أن الله يجمع المؤمنين(المسلمين، أهل القرآن) واليهود، والنصارى والصابئين(عبدة الكواكب أو المتحوّلين عن دينهم)  في سلّة واحدة !
فإذا جميعهم -وقد كان منهم الإيمان بالله واليوم الآخر- لا خوف عليهم ولا هم يحزنون... !!

فعلى هذا التصوّر...ما دور دعوة القرآن كلها  ؟ !

ما دور دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثته في الناس كافة : "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)"-سبأ-

ولكَم يسعد المطبّلون للتطبيع، والمتفذلكون بدعوى التعايش بهذا الطرح وهو يلقي بأطراف الآية قطعا، ليبلّغها كلها : "... فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" ...  سأطرق موضوع الآية، والمُراد منها من ناحيتين اثنتَين، وإنك من كل زاوية ستقع على المُراد منها ... أولا- الربط مع السياق  .   ثانيا- التمعّن في كلمات الآية.

أولا : الربط مع السياق  :

القرآن لا يؤخذ قطعا مفرّقة، بل يؤخذ قطعا متلاحمة مترابطة، لا ينفكّ فيها المعنى عن المعنى، ولا تنفكّ فيها الآية عن الآية، وهي الحبة حُذو الحبّة، في انتظام لؤلؤيّ باهر ... !

تأمـــــل شأن الآيات السابقات لهذه الآية ... !

إنه الخطاب لبني إسرائيل، لليهود المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أحوال أسلافهم وما أُخِذ عليهم من عهد ...
تذكيرهم بما كان من أسلافهم من كفر وعناد وتكذيب، تذكيرهم بنعمة الله عليهم، من جهة، وأنّ المنعَم عليه مطالب بالوفاء بالعهد الذي قطعه مع المنعِم ... ! ذلك هو إقرار ذكر رسول الله الذي جاء في كتبهم...

"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)"

لتُردَف مباشرة بدعوتهم إلى الإيمان بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)"

تأمـــــــل يرحمك الله !   وهذه الآيات الموجهة لبني إسرائيل (الذين هادوا) فيها الدعوة إلى الإيمان بالقرآن، وألا يكونوا أول من يكفر به، وهم أولى من يسارع للإيمان به، لأنهم الذين يعرفون ذكره في كتابهم، فيما بين أيديهم من التوراة، ولكنهم يكتمون ... !
تأمل الإجابة وهي تطلّ برأسها من خلال هاتين الآيتين... !
 تنبّه... إنها ملفوفة في هاتين الآيتين ... !

كيف يبوء بــ "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"  من ليسوا على الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به، الكتاب المهيمن، الشامل الكامل الخاتِم ... !  كيف يستقيم معنى أنّ إيمانهم اليوم هو مَناط نجاتهم، ورضى الله عنهم، فلاخوف عليهم ولا هم يحزنون؟؟ !   ثم يناديهم من جديد في سياق العناية بخطابهم، ودعوتهم، وتذكيرهم بنعم الله عليهم :
"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)"

لتُتبع الآيتان بذكر تعنّتهم، وما كان منهم من معصية لأوامر موسى عليه السلام، وما كان من تجرئهم على الله وتطاولهم على رُسُله ...مع ما كان من نعم الله عليهم ذات العدد والألوان ... ومع كل نعمة من نعم الله، وآية من آياته تنزل عليهم، كانت المعصية منهم، والصدود والعناد والاستكبار ... !

فبالله عليـــــــــــــــــــــك ... !  آالله سيرضى عن هؤلاء الذين يفضح شنائعهم، ويعدد جرائمهم التي قابلوا بها نعم الله عليهم ؟؟ ! 
آالله يبشرهم بألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، من بعد كل ما كشف من كفرهم وتبديلهم للكلم عن مواضعه، ومعصيتهم لرُسله، ومن مقابلتهم الإنعام منه والإحسان بالجحود والكفران ...؟ !

تأمـــــــــــــــــــل دور السياق في بيان المعنى المُراد ... !  تأمل والجواب يُسفر شيئا فشيئا، مع الآيات المترابطات،ولأذكر من أواخر هذه الآيات الكاشفات، الآيتين الأخيرتَين مباشرة قبل آيتنا موضوع دراستنا، وهما قوله سبحانه:
"وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)"

لقد ختم كشف حقائق أسلافهم بهذا التقرير الإلهي المُتَمّ ... !
"...اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)"

إنها الذلة والمسكنة تُضرب عليهم، وإنه بَوْؤُهم بالغضب من الله .... !لتُتبع الآيتان مبااااشرة بآيتنا... !
أفيجتمع عليهم من الله غضب ورضوان ؟؟ ! أيحلّ رضوانه على مؤمن وعلى كافر، سواء بسواء ...؟ !  حاشاه سبحانه ... ! وهو الذي لا  يُبدَّل القول لديه ...وهو الحقّ يفصل بالحق، وهو القائل سبحانه : "إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)" -القلم-

إذن ...فقد بقي أن نفهم المُراد الصحيح من الآية، في جملة آيات السياق ...
في الآيات السابقة لها، تقرّر الغضب على الكافرين منهم، على المتطاولين على رسله، والعاصين لأوامره سبحانه، والمقابلين لنعمه بالجحود والكفران ... لتأتي آيتنا هذه، وهي تقرر الموازنة، وتقرر العدل الإلهي، لتستثني مِن جَمعهم من آمن .... !
لتستثني من كل فرقة مَن كان مؤمنا، مطيعا لأمر نبيّه، مصدّقا به، مصدّقا بما جاءه به من كتب الله، ومن أمر الله، وهكذا هو القرآن، إقرار بالحقّ لأهل الحق، وذكر الحسن بإحسان ...

ومن كلّ فرقة من تلك  الفرق مع أنبيائهم، كان المؤمنون، المصدّقون، الناصرون .... من اليهود، ومن النصارى، ومن الصابئين ...اتبعوا الحق الذي جاءهم به أنبياؤهم ... وكلهم صلوات الله وسلامه عليهم جاؤوا بالحق، وبالإسلام، وبالدعوة للإيمان بالله الواحد الأحد...  كلهم جاءت دعوتهم، وفيها ذكر اليوم الآخر، وجزاء مؤمن فيه بإحسان وجِنان، وجزاء كافر فيه بغضب ونيران –عياذا بالله-
إذن... فهي الآية المتمّمة للحق من الله سبحانه، وهو العدل، الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، وإن كان ما كان من كفر ومعصية من ملأ تلك الفرق، ومن كافريهم... !  وهو سبحانه الذي قال أيضا، مستثنيا من جرائم أهل الكتاب، أهل الإيمان فيهم : "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)"-آل عمران-

وقال أيضا في مؤمنيهم من بعد ما أقرّ أمره في كافريهم، فيما يشبه حال آيتنا :
"ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) ۞ لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)" –آل عمران-

وعَودا لآيتنا من سورة البقرة، فإن ما يأتي بعدها من آيات، مزيد عدّ لجرائم بني إسرائيل التي كانت داعي غضب الله عليهم، وبوئهم بالتبار والخسران ... !وهكذا يصلك المُراد الذي لا غبش فيه، ولا لُبس ... ! بل كلّه من سوق الآية للآية، كلّه مما يستسيغه العقل السليم، وهو يربط، وهو لا يقطع آية عن سياقها ليبلغ غاية في النفس، وليحقّق فيها هوى ... ! فهو اللاوي لعنقها حُسبانا منه أنها التي تُلوى، وهي القيّمة القيّمة... ! وهي التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وهي البعض اللؤلؤيّ الذي يصدّقه البعض اللؤلؤيّ ... ! 

والآن ...تعال معي إلى الزاوية الأخرى، ولنطلّ منها ... ! إلى ألفاظ الآية وتأمُّلِ معانيها ....

ثانيا : التمعّن في كلمات الآية :
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)" -البقرة-
1) من آمن بالله ---------> أي إيمان هو بالله يقبله سبحانه ؟  تريدون إيمان هذه الفرق اليوم ؟؟ ! تريدون أن تجعلوهم جميعا مرضيا عنهم من الله ؟؟ !  إن إيمان هذه الفرق اليوم، هو ما حرّفوه، وبدّلوه من كلام الله، ومن التصوّر لله سبحانه وتعالى ... أفهو إيمانهم أن الله ثالث ثلاثة ؟؟   أم أنه  إيمانهم أن الله هو المسيح بن مريم ؟ !  أم أنه الإيمان بأن المسيح وأمّه إلهَيْن ؟؟ !  أيّ هذه الأوجه هو الذي يعنيه الله تعالى في آيته الشريفة ؟؟ ! إنه ليس إلا أنه الإيمان بالله الحقّ، الواحد الأحد، الذي جاء الرسل جميعا يدعون لتوحيده ... ! هذا المعنى الأوحد، والسليم والمنطقي الذي تحمله الكلمة ...
أما كل تلك الضروب والألوان من الخلط في تصوّر الله تعالى فإنها لا تعنيها الآية بأي شكل من الأشكال، وهي آية القرآن العظيم المحفوظ بحفظ الله، الذي جاء بالتوحيد الخالص .... وجاء يكفّر كل تلك التصورات الفاسدة عنه سبحانه ... !

وهو القائل في كتابه العظيم بكفرهم وببوئهم بالعذاب الأليم، وببراءة أنبيائه مما تقوّلوا وحرّفوا :
"لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72)لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) "-المائدة-

وعلى هذا....

فإن الكلمة بتأملها، وباستقراء معناها  تُسفر عن المعنى المُراد، بأن هؤلاء إنما هُم أهل الإيمان منهم على عهود أنبيائهم، الذين اتبعوا الحق .... كما أنها تليق بمَن كن منهم واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهذا شيء من القرآن يصدّق ذلك، في وصف للراسخين في العلم من أهل الكتاب :
"لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162)"-النساء-

2-)وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ----------->   أي يوم آخر به يؤمنون، يعنيه القرآن ؟ أهو اليوم الذي لن تمس اليهود النار فيه إلا أياما معدودة على زعمهم وافترائهم ؟؟ !  أم هو اليوم الذي هو خالص لهم من دون الناس كما زعموا ؟؟ ! أم أنه اليوم الآخر الذي لن يدخل فيه الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ؟؟ ! أم لعله اليوم الذي سينجو فيه كل النصارى لأنّ عيسى -بزعمهم وكذبهم- قد صُلِب، فداء للبشر، ومسحا لذنوبهم ؟؟ !! فإذا هو الذي تحمّل وِزر كل أتباعه ؟؟؟ !  ففداهم  !  إنه ليس إلا اليوم الآخر الذي أقرّه كل الرسل الذين بعثهم الله تعالى في أقوامهم، وأقرّه الكتاب الذي بُعث به خاتمهم صلوات الله وسلامه عليهم جميعا !

وأنّى للقرآن أن يقرّ بهذه الافتراءات .... حاشاه ... بل هو الذي جاء يقرّ التصوّر الواحد، الثابت، السليم، الصحيح للعقيدة، لله تعالى، ولليوم الآخر ... فيما أقرّ من تصوّرات عقديّة. وعلى هذا ... فإن الزاويتَيْن مضيئتان  !كلتاهما أسفرتا عن المراد الحق !

"والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ "  ..
« آخر تحرير: 2023-10-02, 09:26:05 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب