أيامنا الحلوة

الساحة الثقافية => :: مما قرأت :: => الموضوع حرر بواسطة: ماما هادية في 2009-08-22, 13:14:46

العنوان: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-22, 13:14:46
 :emoti_133:

مع ملخص لكتاب جديد   ::ok::

لكن أرجوكم.. اقرؤوا ولا تملوا   :emoti_277:

فموضوع الكتاب هذه المرة مهم جدا

فالفتوحات الإسلامية من أعظم الصفحات في تاريخنا، ومع ذلك بذل أعداء الدين أقصى جهودهم لتشويهها وتسويدها وطمس معالمها.. فمرة يزعمون أن الاسلام انتشر بالسيف وأكره الامم على الانضمام له، ومرة يزعمون أن الهدف منه كان نهب ثروات الامم والشعوب، ومرة يدعون أنه كان لإلهاء العرب عن الاقتتال الداخلي فيما بينهم، فتم توجيههم لقتال خارجي حتى لا يأكل بعضهم بعضا

يعني رمونا بدائهم وانسلوا

كل صفات استعمارهم البغيض ودوافعه المنحطة ألصقوها بالفتوحات الإسلامية
ولعل لهم العذر.. فالاعمى منذ الولادة لا يمكن له ان يتصور الالوان وجمالها، والأصم منذ الولادة لا يمكن له ان يستشعر لذة الاستماع للأصوات العذبة والنغمات الشجية
والغائص في الوحل لا يمكن له ان يتخيل الطهارة ويستنكر تصرفات الطاهرين ويعجز عن تفسيرها


الكتاب الذي سألخصه لكم الآن... حاول الرد على دعاوى المستشرقين والمشككين وأعداء الدين المتعلقة بالفتوحات الاسلامية، بأسلوب سلس جميل بسيط، تزينه كثير من قصص البطولات والفتوحات التي تعكس سماحة المسلمين وعفة قلوبهم وعزة نفوسهم... وكثرة القصص تلطف الكتاب وتزيده جاذبية ورونقا   emo (11):

ولهذا أنصح الشباب والفتيان باقتنائه والحرص على قراءته   :emoti_277:

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-22, 13:17:27
دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
تأليف الدكتور جميل عبد الله محمد المصري،
من سلسلة بحوث في التاريخ الإسلامي (3)




مقدمة:

التاريخ الإسلامي من أهم عوامل بناء الفرد المسلم وتعميق صلته بدينه وأمته وحضارته، ولهذا حرص أعداء الإسلام منذ وقت مبكر على تشويه التاريخ الإسلامي، فنشطت الفرق الضالة - منذ فجر الإسلام- في تزوير النصوص، وإلصاق التهم بالصحابة رضوان الله عليهم زورا وبهتانا، واستمر التاريخ الإسلامي يتعرض إلى حملات التشويه المتعمدة عن طريق المؤسسات التبشيرية (التنصيرية) والماسونية والاستشراقية، تحت ستار من العناوين الجذابة البراقة التي تدعي الدقة والموضوعية والحياد والتجرد للعلم، والبحث والجرأة على النقد والتمحيص.

وعمد المستشرقون إلى تفسير أحداث التاريخ الإسلامي انطلاقاً من خلفياتهم الثقافية، ووضعوا الفرضيات والتعميمات، وأطلقوا عليها "النظريات"، ووصفوها بالعلمية!!!
 وغرض هذا الكتاب عرض بعض دعاوى المستشرقين المتعلقة بجزء هام مشرق من تاريخنا الإسلامي لتشويهه، ألا وهو الفتوحات الإسلامية، ومن ثم يدحض الكتاب هذه الدعاوى بالأدلة والبراهين من الأحداث التاريخية الموثقة.

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-22, 13:19:25
سرعة الفتوحات الإسلامية المذهلة:

يقول وول ديورانت: " ولد محمد من أسرة فقيرة، في إقليم ثلاثة أرباعه صحراء مجدبة، قليلة السكان، أهله من قبائل البدو الرحل، إذا جمعت ثروتهم كلها فإنها لا تكاد تكفي إنشاء كنيسة أيا صوفيا، ولم يكن أحد في ذلك الوقت يعلم أنه لن يمضي قرن من الزمن حتى يكون أولئك البدو قد فتحوا نصف أملاك الدولة البيزنطية في آسيا، وجميع بلاد المغرب ومصر، ومعظم شمالي أفريقيا، وساروا في طريقهم إلى أسبانيا.
 والحق أن ذلك الحدث الجلل الذي تمخضت عنه جزيرة العرب، والذي أعقبه استيلاؤها على نصف عالم البحر المتوسط ونشر دينها الجديد في ربوعه، لهو أعجب الظواهر الاجتماعية في القرون الوسطى".
(قصة الحضارة)


 :emoti_389: :emoti_389:
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-08-22, 16:00:53
سرعة الفتوحات الإسلامية المذهلة:

يقول وول ديورانت: " ولد محمد من أسرة فقيرة، في إقليم ثلاثة أرباعه صحراء مجدبة، قليلة السكان، أهله من قبائل البدو الرحل، إذا جمعت ثروتهم كلها فإنها لا تكاد تكفي إنشاء كنيسة أيا صوفيا، ولم يكن أحد في ذلك الوقت يعلم أنه لن يمضي قرن من الزمن حتى يكون أولئك البدو قد فتحوا نصف أملاك الدولة البيزنطية في آسيا، وجميع بلاد المغرب ومصر، ومعظم شمالي أفريقيا، وساروا في طريقهم إلى أسبانيا.
 والحق أن ذلك الحدث الجلل الذي تمخضت عنه جزيرة العرب، والذي أعقبه استيلاؤها على نصف عالم البحر المتوسط ونشر دينها الجديد في ربوعه، لهو أعجب الظواهر الاجتماعية في القرون الوسطى".
(قصة الحضارة)


 :emoti_389: :emoti_389:

ما أجمل هذه الفقرة

الفقر لا يعوق إقامة حضارة

الحضارة ليست وفرة موارد بل حسن استخدام موارد

وإن قام حسن استخدام الموارد على منهج صحيح - ومن أحسن من الله حكماً  - فلا عجب أن تسود الحضارة كل ما سواها من حضارات

متابعون emo (30):


العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2009-08-22, 19:21:41
المقدمة وأول فقرة ممتعتان.

تسجيل متابعة.

 :emoti_282:
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المست
أرسل بواسطة: أبو بكر في 2009-08-22, 21:26:19
 :emoti_133:
تسجيل مرور ثم عودة للقراءة إن شاء الله تعالى .
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-23, 19:29:58
شكرا لمتابعتكم يا ماما فرح وسيفتاب وأبا بكر

أين بقية الأعضاء؟
  :emoti_6:
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-23, 19:48:32
عالمية الدعوة الإسلامية


- اتسم الإسلام بطابع العالمية منذ نزلت {اقرأ} داعية إلى العلم والقراءة والفكر. ثم تتابعت الآيات مؤكدة على عالمية الرسالة {إن هو إلا ذكر للعالمين} {إن هو إلا ذكر وقرآن مبين، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين} {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا} وهذه كلها آيات مكية.

- وأكدت الآيات والأحاديث على مسؤولية أمة الإسلام في حمل هذه الرسالة وتبليغها ونشرها في العالمين، ودعت للجهاد في سبيل هذا: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله، فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين}

- وأعلت من شأن الجهاد في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الجنة تحت ظلال السيوف"
وبين أن الجهاد عن عصبية أو حمية أو شجاعة أو طمع ليس في سبيل الله، وأن من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، وهو المستحق للثواب العظيم الذي وعده الله تعالى المجاهدين.

ولم يكن الجهاد لإكراه الناس على الدخول في الإسلام، بل لوقف الإكراه على عدم الدخول في الإسلام، وللتمكين لحكم الله.

- ومنذ بدايات الدعوة واظب الرسول صلى الله عليه وسلم على إرسال الرسل والكتب والدعاة للقبائل المجاورة، والملوك والحكام المجاورين، واستقبل الوفود المختلفة، وأرسل السرايا إلى أطراف الجزيرة العربية لتمهيد الطريق للدعاة، وزرع هيبة الإسلام في نفوس السكان فلا يتعرضون لهم بالأذى.

- وبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتوحات الإسلامية في بدايات الدعوة:

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحُدّثْت عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيّ ، أَنّهُ قَالَ: ضَرَبْت فِي نَاحِيَةٍ مِنْ الْخَنْدَقِ ، فَغَلُظَتْ عَلَيّ صَخْرَةٌ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَرِيبٌ مِنّي ؛ فَلَمّا رَآنِي أَضْرِبُ وَرَأَى شِدّةَ الْمَكَانِ عَلَيّ نَزَلَ فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ مِنْ يَدِي ، فَضَرَبَ بِهِ ضَرْبَةً لَمَعَتْ تَحْتَ الْمِعْوَلِ بُرْقَةٌ قَالَ ثُمّ ضَرَبَ بِهِ ضَرْبَةً أُخْرَى ، فَلَمَعَتْ تَحْتَهُ بُرْقَةٌ أُخْرَى ؛ قَالَ ثُمّ ضَرَبَ بِهِ الثّالِثَةَ فَلَمَعَتْ تَحْتَهُ بُرْقَةٌ أُخْرَى . قَالَ قُلْت : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمّي يَا رَسُولَ اللّهِ مَا هَذَا الّذِي رَأَيْت لَمَعَ تَحْتَ الْمِعْوَلِ وَأَنْتَ تَضْرِبُ ؟ قَالَ أَوَقَدْ رَأَيْت ذَلِكَ يَا سَلْمَانُ ؟ قَالَ قُلْت : نَعَمْ قَالَ أَمّا الْأُولَى فَإِنّ اللّهَ فَتَحَ عَلَيّ بِهَا الْيَمَنَ ؛ وَأَمّا الثّانِيَةُ فَإِنّ اللّهَ فَتَحَ عَلَيّ بِهَا الشّامَ وَالْمَغْرِبَ وَأَمّا الثّالِثَةُ فَإِنّ اللّهَ فَتَحَ عَلَيّ بِهَا الْمَشْرِقَ
فبشر الرسول صلى الله عليه وسلم في بدايات الدعوة بفتح اليمن والشام والمغرب وبلاد المشرق.


-وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له:  يمنعك أن تُسْلِم خصاصةُ مَنْ ترى، (اي فقر أصحابي)، وإنك ترى الناس ألبوا علينا مأخذاً - أويداً واحدة، (أي اجتمعت العرب على عداوتنا وقتالنا)،  فقلت: أجل فقال: هل أتيت الحيرة؟ فقلت: لا، وقد علمت مكانها، فقال: توشك الظعينة أن تخرج من الحيرة حتى تطوف بالبيت بغير جوار، وتوشك أن تفتح كنوز كسرى بن هرمز، فقلت: كنوز كسرى بن هرمز؟! فقال: كنوز كسرى بن هرمز، مرتين، ويوشك أن يخرج الرجل الصدقة من ماله فلا يجد من يقبلها


-وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ (مسند الإمام أحمد)

-وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا. أَوْ قَالَ ذِمَّةً وَصِهْرًا (صحيح مسلم)

وكل هذه المبشرات تدل على أن الفتوحات الإسلامية لم تكن مرتجلة أو وليدة الظروف، بل كانت مهمة كلفت بها الأمة المسلمة منذ بدايات الدعوة، وفهمت واجبها فيها جيداً، وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم برسم خطتها، بالسرايا والغزوات كغزوة تبوك ومؤتة وغيرها، ثم سار الخلفاء الراشدون من بعده على نفس الخطة، بادئين بإنفاذ بعث أسامة، ثم بإرسال الجيوش للفتح المبارك الذي تابعه من بعدهم الخلفاء المسلمون.



ويتبع  emo (30):
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ازهرية صغيرة في 2009-08-23, 19:51:27
السلام عليكم

متابعون ماما هادية

ولاكن بصمت حتى لايحدث فوضى

ويطر الى طردنا من الفصل

اكملى انا معكى

وجزاكى الله خيرا
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-23, 19:55:11
طيب شكرا على متابعتك يا أزهرية

واين مسك النفوس وبقية الشلة؟
مش هيتابعوا معايا ولا ايه؟


 emot::
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2009-08-23, 21:01:41
 emo (6): emo (6):
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: تمارا في 2009-08-23, 22:57:25
السلام عليكم ورحمة الله

كالعادة.. موضوعات منتقاة بعناية من قبل الغالية ماما هاديا، ما شاء الله!


فما رأيك يا ماما هاديا في معنى الحديث النبوي الصحيح التالي:

"إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي".

 :emoti_17:

الكثير من أعداء الدين يستخدمون هذا الحديث ليؤكدوا على أن الفتوحات الإسلامية (وقبلها غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم) كانت عبارة عن محاولة فرض سلطة وقوة من أجل تأمين مصادر حيوية لـِ "أكل العيش"، كشأن قوى الاستعمار الكافرة على مر التاريخ الانساني وحتى وقتنا الحالي! وهم يريدون بهذه الشبهة أن يرسموا عبر هذا الحديث الشريف صورة مشوهة عن الحبيب عليه صلوات ربي وسلامه! طبعاً متجاهلين الفقر المادي الذي عاشه رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وسؤال آخر (لست مستعجلة على إجابته):
هل جميـع الفتوحات الإسلامية كانت خطوات صائبة وشرعية أم كان هناك قرارات متسرعة؟ وما المعيار ؟
 :emoti_17:

وأيضا.. قلت يا ماما هاديا:
ولم يكن الجهاد لإكراه الناس على الدخول في الإسلام، بل لوقف الإكراه على عدم الدخول في الإسلام، وللتمكين لحكم الله.

يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم بداية قاتل قريش لأنها كانت تريد أن تقضي على رسالة الإسلام، وتمنعه من تبليغ الدعوة. وهذا مبرر قوي جداً.

ثم في رسائله للملوك والحكام كان يدعوهم شخصياً للإسلام، ولكن دعوته لم تكن محايدة (أسلم تسلم!)، فخاطبهم بلغة قوية مهيبة، وكأنه يعرض الإسلام كدولة وقوة قادرة على مواجهة أعظم قوى الأرض، صح؟  
طيب، هل كان في رسائله تلك يعرض عليهم خيار الجزية، هل كان العرض بتلك القوة أو كان أكثر حذراً؟


وسؤال كمان  :blush::، هل يا ترى كان هؤلاء الأكاسرة والقياصرة وملوك الدنيا سيسمحون لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنشر قيم سماوية تهدد ملكهم الأرضي لو عرض عليهم رسالة الإسلام ومن ثم طلب منهم أن يسمحوا له بنشر دعوته؟  

 :emoti_17:


ليس بالضرورة أن تكون الإجابات فورية  :emoti_317: يعني نصبر لنرى الإجابات أثناء عرض الكتاب، ولكني سارعت بوضع أسئلتي قبل أن تتبخر  emo (30):

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-24, 00:03:01
جزاك الله خيرا يا تمرة على هذه الأسئلة المفيدة والهامة
وبعد أن أنتهي من عرض حلقات الملخص، نبدأ إن شاء الله أنا وبقية الإخوة الكرام في الاجتهاد في وضع إجابات على أسئلتك

تابعي معنا
وكل عام وأنت بخير


العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: زمرد في 2009-08-24, 00:15:17


متابعة  ::ok::


العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-08-24, 04:51:31

متابعة بشغف
 emo (30):




فما رأيك يا ماما هاديا في معنى الحديث النبوي الصحيح التالي:

"إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي".

 :emoti_17:

الكثير من أعداء الدين يستخدمون هذا الحديث ليؤكدوا على أن الفتوحات الإسلامية (وقبلها غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم) كانت عبارة عن محاولة فرض سلطة وقوة من أجل تأمين مصادر حيوية لـِ "أكل العيش"، كشأن قوى الاستعمار الكافرة على مر التاريخ الانساني وحتى وقتنا الحالي! وهم يريدون بهذه الشبهة أن يرسموا عبر هذا الحديث الشريف صورة مشوهة عن الحبيب عليه صلوات ربي وسلامه! طبعاً متجاهلين الفقر المادي الذي عاشه رسول الله صلى الله عليه وسلم.




جميلة تساؤلاتك يا تمرة وأنتظر أنا أيضاً النقاش حولها بعد إتمام التلخيص

ولكن أردت أن أضيف سؤالا

هل الرزق هو أكل العيش فقط ؟

وأؤجل سماع الإجابة أيضاً لحين انتهاء التلخيص ولكني وضعته لأضمه إلى الملف  emo (30):

واضح أن القعدة ستحلو  ::ok::

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: أحمد في 2009-08-24, 09:20:35
تسجيل متابعة

 emo (30):

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: نور السماء في 2009-08-24, 10:50:34
السلام عليكم ورحمة الله...........
أولاً أسجل متابعتى معكى ياماما هادية
كم أرى من أهمية لهذا الموضوع
قد لاحظت الى حدما أن تشويه الاسلام ليس فى الكتب فقط وانما دخل أيضاً على المناهج المدرسية
فى الاصف الأول الاعدادى كنت أدرس قصة "عقبة بن نافع " الذى فتح الكثير من بلادنا الاسلامية وكان يتطلع الى فتح الأندلس أيضاً
ولكنه استشهد قبل هذا .
التعبيرات اللفظية فى القصة سيئة يقال هكذا مثلاً
دخل عقبة الى البلد كذا وكذا واستولى على كل مافيها وأذل كبارهم وأخضعهم وهكذا .
والله لولا شرح المعلمين الأفاضل فى مدرستى لأخذت هذه الفكرة عن الاسلام
وبسبب هذه القصة جاء فى خيالى الكثير من التساؤلات التى لم أجد لها اجابات صحيحة .
منها :هل هذا الدين دين قوة واستيلاء ؟
هل أنه لنشر الفساد فى الأرض؟
ما الفرق اذاً بين ما فعله المسلمون سابقاً وما يفعله اليهود حالياً ونستنكره نحن؟
الآية القرآنية التى تقول "فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان"ما الفرق بين هذا الأمر القرآنى والقنابل الفسفورية التى يقذفها الاسرائيليون الآن على اهل فلسطين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كل هذه التساؤلات جاءت ببالى ولكن أصررت على طردها وأريد حقيقة من يفهمنى الأمر
هذه القصة انتقضها جميع المعلمين بمدرستى .
وانا شخصياً لم أحبها ولكن كنت مضطرة على مذاكرتها من أجل الامتحان فقط .
فما رأيكم ؟؟؟
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: فتاة مسلمة في 2009-08-24, 11:29:44
متابعة
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: nader في 2009-08-24, 11:51:31
جميلة هذه الفقرات يا ماما هادية  والأجمل فى رأيى فى هذا الموضوع الأسئلة المطروحة , فالفتوحات الإسلامية هى أكبر منطقة حساسة يضغط عليها كل من يريد مهاجمة الدين الإسلامى من المستشرقين أو ( المفكرين ) العلمانيين ربما لأنها أكثر ما يغيظهم من حيث نشر لدعوة الله عز وجل ومن إظهار سماحة هذا الدين حتى فى أشد المواقف التى يُفترض فيها اللا إنسانية وهى القتل والحرب .
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-24, 12:45:34
تسعدني متابعتكم، وتسرني أسئلتكم التي تشعرني أن الموضوع مهم فعلا... ولكنها في نفس الوقت جعلتني أشعر بالندم...  sad:(

لماذا؟

لأنني هنا أقدم ملخصا مختصرا جدا جدا، يضم الفكرة الرئيسية من كل فصل، والفكرة تحتاج لإثباتها إلى شواهد من قصص الفتوحات نفسها، وهي قصص زخر بها الكتاب الأصلي على صغره، ولكنني طبعا لم أنقلها للاختصار (وإلا فكيف سيكون ملخصا؟؟)

ولا أستطيع الآن أن أغير رأيي وأنقل لكم فصولا كاملة من الكتاب، لأنني قرأت الكتاب في دمشق، ولخصته هناك، واحتفظت بالملخص معي، وتركت الكتاب في مكتبة أختي هناك  ::cry::
فما العمل الآن؟؟  ::cry::

هل يمكن أن تبحثوا عن الكتاب وتقتنوه وتقرؤوه؟؟
:emoti_64:
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-08-24, 13:26:56

ضعي بقية الملخص وربنا ييسرها

 emo (30):
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-24, 13:56:06
حاضر يا فندم  ::ok::

-----------------------

دعاوى المستشرقين وتفنيدها



1-   عدم عالمية الدعوة الإسلامية: وسبق الرد عليها.


2-   ارتجالية الفتوحات الإسلامية: وعدم وجود خطة للفتح. وقد سبق الرد عليها أيضا. ومما استدل به المستشرقون على هذه الفكرة تردد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في الانسياح في بلاد فارس وأفريقيا والهند، وأمره بالاقتصار على بلاد العرب، وزعموا أن هذا برهان على أن الفتوحات لم يكن لها خطة واضحة، بل كانت تتطور بحسب الظروف، وزعم بعضهم ان هذا دليل على أن الهدف من الفتوحات كان قومياً عروبياً لتوحيد العرب في دولة واحدة قوية تقاوم دولتي الفرس والروم، لهذا اقتصر عمر على العرب.

والجواب أن قرار عمر كان قرارا حكيما في وقته، وكان خطة سديدة لتثبيت مكاسب الفتوحات، وتمكين الإسلام في البلاد المفتوحة لتتحول شعوبها إلى جنود للفتح، بدل أن تكون شوكة في جنب المجاهدين.

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-24, 13:59:31

3-   دعوى إشغال العرب بالفتوحات عن فتنهم وقتالهم الداخلي:
قال فيليب حتي (وهو عربي متبن لأفكار المستشرقين):
 "كان من الصعب كبح جماح القبائل المتوثبة للغزو والقتال، فكان على أولي الامر أن يوجهوا القبائل في سبل ومنافذ جديدة"
"إن الفتوحات بدأت بشكل غزوات تنفيساً للروح الحربية المتأججة في قلوب أبناء القبائل، وخلقاً للمجال الحيوي خارج الجزيرة المكتظة بالسكان"

 وهم هنا يقيسون تفكير الفاتحين المسلمين على أفكار من عرفوهم من المستعمرين الغربيين. ويكفي لدحض هذا الافتراء أن نذكر أن أبا بكر رضي الله عنه لم يقبل أن يسير في جيوش الفتوح مرتد واحد ممن عاد للإسلام، ولم يقبل أن يسير في الجيوش إلا من رسخ إيمانه، فلم يختر إذن المتشوقين للحروب ومثيري الشغب والفتن ليشغلهم.

ونضيف لهذا انخراط سكان البلاد المفتوحة (المتحضرة آنذاك) في جيوش الفاتحين، بعد أن أسلمت وحسن إسلامها، فلم يكن قوام الجيوش من العرب المعتادين على الغزو والقتال فقط...

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2009-08-24, 14:03:06


جميل

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: تمارا في 2009-08-24, 14:53:35
اقتباس
ويكفي لدحض هذا الافتراء أن نذكر أن أبا بكر رضي الله عنه لم يقبل أن يسير في جيوش الفتوح مرتد واحد ممن عاد للإسلام، ولم يقبل أن يسير في الجيوش إلا من رسخ إيمانه، فلم يختر إذن المتشوقين للحروب ومثيري الشغب والفتن ليشغلهم.  


صحيح واللهِ!

يبدو أن هذا الكتاب فيه معلومات ليست منتشرة إعلاميـاً ضمن فضاء القنوات الإسلامية، ويستحق الاقتناء.
إن شاء الله في أقرب فرصة سأسأل عن الكتاب، يبدو أنه بحث دكتوراة!

جزاك الله خيراً ماما هاديا.
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-24, 15:22:17
لا يا تمرة، ليس بحث دكتوراة
بل هو كتاب صغير، ربما 120 صفحة فقط، وشيق للغاية بما ضمه من قصص تثبت الأفكار التي ألخصها لكم هنا

ويصلح لقراءة الكبار والصغار، حتى الناشئة من سن 12 فما فوق

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-25, 17:45:51

4-   دعوى أن الفتوحات كانت حروبا دينية:

أي لإجبار الناس على الدخول في الإسلام بحد السيف. وقد استشهد الكاتب بأقوال بعض المستشرقين المعتدلين في دحض هذه الفرية، كذلك بنص لأحد القساوسة يتحسر فيه على انصراف رعايا كنيسته عن المسيحية واعتناقهم للإسلام رغم أن أحداً لم يجبرهم أو يرغمهم على ذلك، ثم يذكر نبذاً من الأحداث التاريخية الموثقة التي تبين اهتمام قادة الفتح بالدعوة إلى الله أولاً، والتزام الجيوش الإسلامية بالأخلاق الإسلامية في الحرب والسلم والمعاهدات.


كشاهد على هذا الكلام أقتبس لكم النهفة التالية من موضوع .النهفات (http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=1761.0)، والتي وجدتها أساساً في هذا الكتاب:


:emoti_133:

 النهفة السابعة

النهفة التالية منقولة من تاريخ الطبري، عن فتح مدينة اسمها "تستر"

النهفة في الموضوع هي المفاوضات التي دارت بين المسلمين والاعاجم
لاحظوا كيف كان المسلمون في موقف القوة والغلبة، ومع ذلك قبلوا بشروط الاعاجم وتساهلوا معهم، من اجل ان يدخلوا في الاسلام...

علام يدل هذا؟

ألا يدل على أن الفاتحين المسلمين كانوا دعاة وحملة رسالة وهداية ونور، قبل ان يكونوا جنودا وفرسانا بواسل؟

وأن غرضهم من الفتوحات كان نشر دعوة الحق، لا جمع الغنائم وتملك البلاد والعباد كما ادعى أعداء الدين، وكما هو حال الفتوحات او الحملات الاستعمارية غير الاسلامية عبر التاريخ؟؟...


فلنقرأ معاً  
(ومن يجد كلمة صعبة أو غير مفهومة فليسألني لأفسرها إن شاء الله)  


بلغ أهل "السوس" أمر "جلولاء" ونزول يزدجرد مدينة "إصطخر" منهزماً فسألوا أبا موسى الأشعري الصلح فصالحهم...
 وسار إلى "رامهرمز" و سياه  (قائد أعجمي) بالكلبانية،  وقد عظم أمر المسلمين عنده، فلم يزل مقيما حتى صار أبو موسى إلى "تُسْتُر"
 فتحول سياه فنزل بين رامهرمز وتستر، حتى قدم عمار بن ياسر فدعا سياه  الرؤساء الذين كانوا خرجوا معه من أصبهان فقال:
" قد علمتم أنا كنا نتحدث أن هؤلاء القوم أهل الشقاء والبؤس سيغلبون على هذه المملكة، وتروث دوابهم في إيوانات إصطخر ومصانع الملوك، ويشدون خيولهم بشجرها، وقد غلبوا على ما رأيتم، وليس يلقون جندا إلا فلّوه، ولا ينزلون بحصن إلا فتحوه، فانظروا لأنفسكم"
 قالوا : "رأينا رأيك"
 قال: "فليكفني كل رجل منكم حشمه والمنقطعين إليه، فإني أرى أن ندخل في دينهم" (أي سندخل الاسلام، وليقنع كل واحد منكم أتباعه)

 ووجهوا شيرويه  في عشرة من الأساورة إلى أبي موسى يأخذ شروطا على أن يدخلوا في الإسلام، فقدم شيرويه  على أبي موسى فقال: "إنا قد رغبنا في دينكم، فنسلم على أن نقاتل معكم العجم، ولا نقاتل معكم العرب، وإن قاتلنا أحد من العرب منعتمونا منه، وننزل حيث شئنا، ونكون فيمن شئنا منكم، وتلحقونا بأشراف العطاء، ويعقد لنا الأمير الذي هو فوقك بذلك"
 فقال أبو موسى: "بل لكم ما لنا وعليكم ما علينا" (أي أنهم طلبوا امتيازات أكثر من جند المسلمين الفاتحين الغالبين، فعرض عليهم أبو موسى رضي الله عنه أن يكتفوا بحقوق المسلمين وبالتساوي معهم)  
قالوا: "لا نرضى"
 وكتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب فكتب إلى أبي موسى: "أعطهم ما سألوك"   (تخيلوا التساهل والتنازل من جيش غالب منتصر !!! فقط طمعا في هدايتهم وإسلامهم)  
 فكتب أبو موسى لهم، فأسلموا..........
 وشهدوا معه حصار تستر
 

(من تاريخ الطبري)

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: نور السماء في 2009-08-25, 21:07:19
سبحان الله ................
لقد قرأت هذه النهفة حالا قبل ان اقرأها هنا
وجاء فى بالى فورا هذا الموضوع
فعلا جميل ..............
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-26, 14:55:09
سبحان الله ................
لقد قرأت هذه النهفة حالا قبل ان اقرأها هنا
وجاء فى بالى فورا هذا الموضوع
فعلا جميل ..............


بارك الله بك يا نور السماء

وشكرا لمتابعتك


العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ازهرية صغيرة في 2009-08-26, 14:56:11
متابعون امى اكملى

وتسلم يمناكى على ماتكتبين
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-26, 14:58:17

5-   دعوى التفسير القومي والوطني:


زعم كثير من المستشرقين أن من عوامل الفتح الإسلامي وسهولته "وجود العرب في الشام والعراق ومصر، الذين اعتبروا العرب من بني جنسهم، يربطهم بهم ما لا يربطهم بأولئك الحكام السابقين من الروم والفرس" (بروكلمان)
(وهذا ما درسناه نحن في المدارس) .

ويدحض الكاتب هذه الدعوى ببساطة بذكر الأحداث التاريخية التي تبين أن العرب المتنصرة في الشام والعراق ومصر هم الذين وقفوا أولاً في وجه الدعوة وجابهوها، وخاضوا المعارك ضد المسلمين إلى جانب الفرس والروم.

وراجعوا قصص الفتوحات لتدركوا هذا



العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-26, 14:59:18
متابعون امى اكملى

وتسلم يمناكى على ماتكتبين

شكرا حبيبتي على متابعتك

 emo (30):

سلمك الله وحفظك
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-28, 14:20:03

6-   دعوى العامل الاجتماعي للفتوحات الإسلامية:

زعموا أن الفتوحات كانت بسبب التغيرات الاجتماعية التي مر بها العرب قبل ظهور الإسلام، وأن تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم أسهمت فيها، فكانت الفتوحات حركة تحرير للعرب.
قال (فان فلوتن): "إن الدافع للجهاد هو شره الولاة والقواد"
 وقال فيليب حتي: "إن الرؤساء والقادة في الجنود الفاتحين كانوا أولاً وقبل كل شيء محاربين دنيويين، وإن إيمانهم كان على نحو ما شكلياً، وله طابع انتهازي"
 وقال (دومنيك سورديل): " وإن محمداً لم يبدع حركة جديدة بمقدار ما أثار القوى الكامنة لنهضة قومية عربية وانتشار كان قائماً حين ظهر"

يعني هم يريدون نفي أن الإسلام رسالة سماء، وانتصار الفتوحات كان لإيمان المسلمين وتأييد الله لهم... بل يريدون حرف هذه الحقيقة وإظهار ان العرب كانوا يمرون بمرحلة تطور تاريخي طبيعية هي التي أدت لهذا الانقلاب، وأن سيدنا محمد استفاد من هذا فقط وقاده
وبهذا يصبح الاسلام مساويا لأي حركة تحرير أخرى في العالم شيوعية او قومية أو ليبرالية أو غيره.. وليس له تميز ولا بعد سماوي..

وللرد على هذه المزاعم يذكر الكاتب مناقب قادة الفتح المشهورين وعلى رأسهم الصحابة عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، وأبي عبيدة بن الجراح، وأبو سفيان وعكرمة والنعمان بن مقرن رضي الله عنهم أجمعين، وصفحات من بسالتهم واستماتتهم في الجهاد في سبيل الله، ويبين أخلاقيات الفاتحين في معاملة أهل الذمة، وأهل البلاد المفتوحة، واهتمامهم بدعوتهم إلى الله وإلى دين الإسلام، وتواضع القادة مع الجنود، والمساواة والعدالة، وأن المسلمين يجير عليهم أدناهم، وأنهم امة واحدة يتساوى فيها العربي والأعجمي والغني والفقير، ووضح دور المرأة في الفتوحات الإسلامية وبطولاتها وتضحياتها، مقارنا كل هذا بما كانت عليه الاوضاع الاجتماعية قبل الإسلام، ليؤكد على أن الإسلام هو الذي أحدث الانقلاب الاجتماعي الكامل،  ولم يكن نتيجة له، فالانقلاب حدث بسبب التشريعات الإلهية التي أنزلها رب العالمين، رغم أن كل العرب في الجزيرة كانوا بعيدين عنها كل البعد، لا يفكرون بها ولا يحلمون بها..

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-08-30, 12:29:23
ونتابع معا


7-   دعوى ضعف الدولتين الفارسية والرومية:

قال سيديو: "والروم والفرس إذ أضعفهم احترابهم عند الانتصار والانكسار على السواء، بدوا غنيمة سهلة غنية لمن يعرف كيف يأخذها"
 وقوله باطل طبعا، لأنه بالرغم من أن الدولتين كانتا تنحدران بالفعل نحو الضعف، وكانتا تعانيان من ظروف داخلية عصيبة، إلا أنه لم يكن هناك مجال للمقارنة -بالمقاييس المادية- بين الفاتحين المسلمين وبين قوى دولة واحدة من الدولتين، لا في العدد ولا في العدة ولا التدريب والخبرة العسكرية، فكيف بهما مجتمعتين؟؟!!..


8-   دعوى الدوافع الاقتصادية للفتوحات الإسلامية:

وهذه الدعوى أجمع عليها المستشرقون، منطلقين من مقاييسهم المادية البحتة، وما اعتادوا عليه في مجتمعاتهم ودولهم، فزعموا أن هدف الفتوحات الحصول على الغنائم، ومن أجل أن يستبدل العرب بصحاريهم الصخرية الجرداء تلك الأقطار ذات الترف والنعيم، واستدلوا على ذلك بالجزية التي كان يفرضها المسلمون على البلاد المفتوحة.


ويشرح الكاتب مفهوم الجزية، وأنها كانت ضريبة على الذمي مقابل حماية الدولة الإسلامية له، ولا تفرض إلا على القادرين على حمل السلاح، وتسقط عمن لا تقدر الدولة الإسلامية على حمايتهم، وعمن يشارك بالجهاد.
قال خالد بن الوليد  عندما صالح أهل الحيرة: "إنني عاهدت على الجزية والمنعة.. فإن منعناكم فلنا الجزية، وإلا فلا"
وقد رد المسلمون الفاتحون لأهل حمص جزيتهم عندما انسحبوا منها لمواجهة القوات الرومية في اليرموك. ومعظم أموال الجزية كانت تنفق محلياً في كل ولاية لأغراض المشروعات العامة.

الخاتمة:

لقد كان الدافع الاول والاخير للمسلمين في القيام بهذه الفتوحات تحقيق فريضة الجهاد، وغايتها من حمل الدعوة وتبليغها، وتطبيق أحكام الله على البشرية، وإنقاذها من جاهليتها. والمقارنة بين الفتوحات الإسلامية والحروب التوسعية لغير المسلمين على مر العصور ، منذ فجر التاريخ وحتى الآن، لهو مقارنة بين الثرى والثريا، أو بين المحيط ومستنقع ضئيل آسن


انتهى بحمد الله.  emo (30):

ومرحبا بالأسئلة والمناقشات

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: تمارا في 2009-08-31, 13:29:35
جزاك الله خيراً ماما هادية على هذا التلخيص الممتع والمفيد، وجعله تبارك وتعالى في ميزان أعمالك.

ما رأيك أن تعودي لأسئلتنـا بالتسلسل؟
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-09-01, 17:30:33
جزاك الله خيراً ماما هادية على هذا التلخيص الممتع والمفيد، وجعله تبارك وتعالى في ميزان أعمالك.

ما رأيك أن تعودي لأسئلتنـا بالتسلسل؟

تمام

فلنبدأ بهذا السؤال على بركة الله، وسأجتهد في إجابته، ومن كانت لديه إضافة فلا يبخلن بها






فما رأيك يا ماما هاديا في معنى الحديث النبوي الصحيح التالي:

"إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي".

 :emoti_17:

الكثير من أعداء الدين يستخدمون هذا الحديث ليؤكدوا على أن الفتوحات الإسلامية (وقبلها غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم) كانت عبارة عن محاولة فرض سلطة وقوة من أجل تأمين مصادر حيوية لـِ "أكل العيش"، كشأن قوى الاستعمار الكافرة على مر التاريخ الانساني وحتى وقتنا الحالي! وهم يريدون بهذه الشبهة أن يرسموا عبر هذا الحديث الشريف صورة مشوهة عن الحبيب عليه صلوات ربي وسلامه! طبعاً متجاهلين الفقر المادي الذي عاشه رسول الله صلى الله عليه وسلم.


والجواب يتبع emo (30):
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-09-01, 17:41:34
الحديث:   
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت بين يدي الساعة بالسيف ، حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له ، و جعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل و الصغار على من خالف أمري ، و من تشبه بقوم فهو منهم" (صححه الالباني والعراقي)

وأنقل لك بداية أقوال الأئمة الشارحين، ثم أكتب بعد ذلك ما فهمته بعون الله..
وربنا يديم الاتصال ولا يقطعه علينا  emo (30):


فيض القدير، شرح الجامع الصغير، الإصدار 2.15 - للإمامِ المناوي
الجـزء الأول >> حرف الهمزة.

[ص 548] 1123 - (أطيب كسب المسلم سهمه في سبيل الله) أي ما يكسبه من غنيمة وفيء وسلب قتيل ونحوها لأن ما حصل بسبب الحرص على نصرة دين الله ونيل درجة الشهادة لا شيء أطيب منه فهو أفضل من البيع وغيره مما مر لأنه كسب المصطفى صلى الله عليه وسلم وحرفته.. ألا ترى إلى قوله "جعل رزقي تحت ظل رمحي"، فأفضل الكسب مطلقاً سهم الغازي لما ذكر ثم ما حصل بالاحتراف من عمل اليد لأنه كسب كثير من الأنبياء.


صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري
الجزء الثاني >> 60 - كتاب الجهاد والسير >> 87 - باب: ما قيل في الرماح.

ويذكر عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري).
[ أي جعل الله تعالى كسبي ومعاشي من الغنيمة، وهي لا تنال إلا بالجهاد، ومن خالف ما جئت به ناله الذل، بالأسر والرق، أو فرض الجزية عليه. وقيل (تحت ظل رمحي) لأن الخصم إذا قرب من المقاتل، فعلاه الآخر بالرمح، كان تحت ظله].

فتح الباري، شرح صحيح البخاري، الإصدار 2.05 - للإمام ابن حجر العسقلاني
المجلد السادس >> كِتَاب الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ >> باب مَا قِيلَ فِي الرِّمَاحِ

وَيُذْكَرُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي"
الشرح: قوله: (باب ما قيل في الرماح) أي في اتخاذها واستعمالها أي من الفضل.
وفي الحديث إشارة إلى فضل الرمح، وإلى حل الغنائم لهذه الأمة، وإلى أن رزق النبي صلى الله عليه وسلم جعل فيها لا في غيرها من المكاسب، ولهذا قال بعض العلماء أنها أفضل المكاسب، والمراد بالصغار: بذل الجزية.
وفي قوله " تحت ظل رمحي " إشارة إلى أن ظله ممدود إلى أبد الآباد، والحكمة في الاقتصار على ذكر الرمح دون غيره من آلات الحرب كالسيف، أن عادتهم جرت بجعل الرايات في أطراف الرمح، فلما كان ظل الرمح أسبغ كان نسبة الرزق إليه أليق وقد تعرض في الحديث الآخر لظل السيف كما سيأتي قريبا من قوله صلى الله عليه وسلم "الجنة تحت ظلال السيوف " فنسب الرزق إلى ظل الرمح لما ذكرته أن المقصود بذكر الرمح الراية، ونسبت الجنة إلى ظل السيف لأن الشهادة تقع به غالبا ولأن ظل السيف يكثر ظهوره بكثرة حركة السيف في يد المقاتل؛ ولأن ظل السيف لا يظهر إلا بعد الضرب به لأنه قبل ذلك يكون مغمودا معلقا.



وفي المداخلة التالية ما فهمته وقرأته عموما عن هذا الموضوع، والله أعلم

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-09-01, 17:48:09


أعتقد أن الأبطال القساميين والتفكر في أحوالهم هو خير ما يشرح لنا هذا الحديث ويفسره
فالله تعالى أمر هذه الأمة بالجهاد، وجعله ذروة سنام الإسلام، وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا..
وهذا حال أمتنا الإسلامية اليوم.. تركنا الجهاد وانشغلنا بطلب الرزق أو العلم أو التنمية الاقتصادية بالتجارة او الزراعة أو الصناعة أو غير هذا من سبل لهاثنا وراء النهضة والتقدم.. ومن أكثر من قرن من الزمان ونحن نلهث في كل اتجاه فلا تتحقق لنا عزة، ولا تقوم لنا قائمة، بل ولا حققنا التقدم أو الازدهار الاقتصادي.... فحتى أغنى الدول البترولية، تعتمد في طعامها وشرابها على غيرها... (وقد عملوا حلقة في مسلسل طاش ما طاش ينتقدون هذا، ويتخيلون لو أن الهند لسبب ما قررت وقف تصدير الرز لنا، كيف سيكون الوضع الغذائي)

فمعاهدات السلام التي زعموا انها لكف أذى الحروب عنا، واتاحة الفرصة لنا للتنمية الاقتصادية وغيرها لم توفر لنا اكتفاء ذاتيا، ولا استقلالا، ولا عزة ولا كرامة، لسبب بسيط، أننا تركنا الجهاد، وأخذنا بأذناب البقر.. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" (رواه أبو داود وصححه).
(يعني انشغلتم بالتجارة والزراعة وتربية المواشي وتعاملتم بالربا وتركتم الجهاد)

ولم تعد لنا كلمة ولا رأي في المحافل الدولية والأوساط العالمية، بل لازلنا في ذيل القائمة، ولو تمدد الذيل أكثر لتراجعنا إلى آخره أيضا..  sad:(

في حين أن دويلة صغيرة مثل غزة، بأبطالها المغاوير، ولأنها أعلت راية الجهاد، راية "لا إله إلا الله"، فهي لازالت قائمة وقوية وصامدة رغم الحصار المنهك الذي تجاوز أربعة أعوام، ورغم تكالب كل القوى العالمية عليها بلا استثناء....

طيب .. ما علاقة هذا بالحديث؟

أمرنا الله تعالى بالجهاد، وحثنا عليه، وفرضه علينا، وقرن به عزتنا وكرامتنا، والرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا، ولهذا لا يمكن أن يأمرنا بالجهاد وينأى بنفسه عنه، بل هو أول المجاهدين، وأول الأبطال الفاتحين، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل قبل البعثة برعي الغنم وبالتجارة وبغيرها من أسباب اكتساب الرزق، لكن بعد النبوة، ما عادت التجارة تليق به كنبي وكإمام للمسلمين، (تخيلي ملكا يتاجر !!! ولماذا الخيال... انظري حولك للحكام المتاجرين!!!)
فمن أين يكون رزق الرسول صلى الله عليه وسلم؟
بما أن الله تعالى فرض عليه الجهاد، وبما أنه وعده بالنصر، وبما أن النصر يستتبع بالضرورة أن تكون هناك غنائم للمجاهدين، فقد خصص الله تعالى رزق رسوله صلى الله عليه وسلم من هذه الغنائم وحسب، لا من تجارة ولا زراعة ولا غيرها، فهذه أعلى الأعمال وأشرفها، وهي التي ارتضاها رب العالمين لرسوله صلى الله عليه وسلم... (وهذا شأن الضباط الكبار في جميع دول العالم)

وبالطبع ليس المعنى أبدا كما قالته وفاء سلطان وغيرها من أعداء الدين، من أن هذا دليل على عنف الاسلام، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم شخص معتد، يعتدي على الشعوب ليمتص خيراتها... إنها بهذا تصف سادتها من الغربيين الذين ما كانت حروبهم منذ فجر التاريخ والى يومنا هذا الا على هذه الشاكلة، لكنها لم تكلف نفسها تقليب صفحات السيرة النبوية الوضاءة، وصحائف تاريخ الفتوحات الاسلامية المشرقة، لتعلم علم اليقين ان الفاتحين المسلمين ما كانوا يجاهدون ليرتزقوا، بل لينشروا رسالة السماء فينقذوا بها أهل الارض، فنصرهم الله، وأعزهم الله، ورزقهم الله، وأحبتهم البلاد والعباد، وانصهرت بهم... وصارت الشعوب نفسها من جند الفتح وأعلامه، تفدي الإسلام بأرواحها وأبنائها..

وأبسط مثال على هذا أنا وأنت وماما فرح واسماء حازرلي

ألسنا من شعوب البلاد المفتوحة؟ ما بالنا نعشق الاسلام ونود لو نبذل مهجتنا في سبيله؟ ولماذا لم نعشق المستعمر الفرنسي او البريطاني بنفس الطريقة؟

ولكن أعداء الدين كان دأبهم دوما وأبدا الطعن في فريضة الجهاد بكل الوسائل لإبعاد المسلمين عنها، ليتحقق لهم التمكين في أرضنا.. فما الذي سيقتلعهم عن اوطاننا، سواء كان وجودهم عسكريا أو استغلالا اقتصاديا، إلا الجهاد؟؟

فلينفرونا من الجهاد، وليضحكوا علينا بأغصان الزيتون وحمامات السلام ومعاهدات الوفاق واتفاقيات التعاون الاقتصادي المشترك، التي لم نر منها إلا الذل والعار والتخلف والتردي، ولم تتحقق بها إلا مصالحهم هم على حساب ارتفاع نسبة الفقر والبطالة والتخلف والأزمات المتوالية عندنا...

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: تمارا في 2009-09-01, 22:01:03
نعم للجهاد في سبيل الله  ::ok:: لا لمفاوضات الإسلام للعزة واللات  :emoti_214:

إنما عندي تساؤل يتعلق بالغنــــــائم..

أتصور أن يأخذ المسلمون الغنائم والأسرى من أرض المعركة كما في بدر وأحد وغيرهما من الغزوات بعد أن يهزموا الجيش، ولكن.. أي غنائم سيأخذها الفاتح لبلد ما ؟

بمعنى آخر..
هل من حق الفاتحين أن يأخذوا أموال وممتلكات الشعوب التي فتحوا بلدانهم ؟!
وهل هذه الأموال والممتلكات هي غنـائم من حق المسلمين؟
أكيـد لن يرحب الشعب بمن يأخذ ممتلكاته وأمواله، إذن تتبقى مسألة الممتلكات والأموال الحكومية! وهذه فيها تفصيل أيضاً..  

يعني.. ( معلش أحاول أن أُحكِم السؤال )  
متى يكون أخذ أموال وممتلكات الآخرين غنائم للمسلمين أفاء الله تعالى بها عليهم ومتى يكون أخذ هذه الأموال والممتلكات نهب وسلب وتعد لا يحق لهم ؟ ما الخط الفاصل؟!

أظن "هذا التساؤل" سيوضح المسألة أكثر، ما رأيك؟
 
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: تمارا في 2009-09-01, 22:03:03
صحيح.. يسلموا إيديكي وخلايا دماغك يا ماما هادية  :emoti_134: جعله المولى عز وجل في ميزان أعمالك.. آمين يا رب العالمين.
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-09-01, 23:31:38
بحسب ما أعرفه يا تمرة فالفتوحات الإسلامية تكون على النحو التالي:

ترسل الرسائل والدعاة للبلد
فإن قبلوها وسمحوا للدعاة بالدعوة في بلادهم، لا يتم تسيير جيوش لهم .. لان الهدف تحقق، فالدعوة متاحة، ورسالة الله تم تبليغها،  ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر...

وإن رفضوا ومنعوا الدعاة من دعوة الناس وتبليغهم، يتم تسيير الجيش الفاتح لهم، فعندما يقترب منهم يخيروا بين ثلاثة أمور:
الإسلام أو الجزية او السيف
الإسلام: لا يعني أن يسلموا جميعا، ولكن أن تفتح البلد للدعاة المسلمين كما قلنا اعلاه (وقد يؤدي خوفهم من الجيش لأن يقبلوا بدخول الدعاة، ورفع الأذان في بلادهم ونشر حكم الله فيها، ومن شاء اعتنق العقيدة والدين ومن شاء بقي على دينه..
والجزية: تعني أن تبقى البلد على حكمها الذاتي كما هي، ولكن تدخل في حلف مع المسلمين، مقابل حصولهم على
حماية الدولة الإسلامية، التي تصبح مسؤولة عنهم، مقابل ما يدفعونه من الجزية، وهي مبلغ ضئيل أقل بكثير من الزكاة المفروضة على المسلمين، ولا تفرض إلا على من يقدر على حمل السلاح، فلا تفرض على الأطفال ولا النساء ولا العجزة..

وإن رفضوا .. فلا قبلوا  بسلام ولا سمحوا للدعاة، تكون الحرب والسيف وهو الخيار الثالث..

في هذه الحالة قد يحارب المسلمون جيوشا في جبهة، فيكون لهم عند النصر ما يتركه الجيش من سلاح ومال ودواب.. وهذه هي الغنائم
أو يحاصرهم في مدينة، وقد يسفر الحصار عن صلح وجزية، وبالتالي سلام ودعوة، أو يسفر عن دخول البلد عنوة... وعندها أعتقد تكون الغنائم هي اموال الحكومة والجيش، وأما ما يمتلكه الشعب فيبقى له وتفرض الجزية على من يقدر على حمل السلاح منهم... (هذه الأخيرة أحتاج لمن يؤكدها لي أو يصوبها)

المهم أن نفهم أن الحروب كانت لحماية الدعاة، وليس العكس... فلو أن الدعاة تحركوا بحرية، ولم يتم الاعتداء عليهم وعلى من يستجيب لدعوتهم، فلا حاجة للفتوحات عندها، كما حصل في الحبشة ودول جنوب شرق آسيا كلها


والله أعلم، وأتمنى أن يصحح لي أبو بكر أو أحمد


العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: تمارا في 2009-09-06, 15:31:55
ما هذا يا ماما هادية؟

 :emoti_428:

وأنا أقرأ كم تمنيت لو أن المناهج المدرسية الدينية تحتوي على مثل هذه الموضوعات، وبأسلوب بسيط واضح وراق كأسلوبك يا ماما هادية، ما شاء الله.
ليست المسألة أن يحفظ طلابنا تاريخ الغزوة وبعض المعلومات حول من استشهد ومن قُتل -وهذا مهم- ولكن أن يعلم علام حصلت تلك المعارك، فهذا ديـن وليس مجرد وقائع قتالية حصلت!
-
التأسيس البسيط والراسخ.
-
وإضافة لما ذكرته يا ماما هادية نحتاج إلى الأمثلة المفصلة ( رسائل الدعوة، الغزوات، المعارك الخارجية، الفتوحات، الجزية، المغانم.. وكل ما يتعلق بهذا الجانب ) التي ستجعل الصورة أمامنا جلية بإذن الله تعالى.


..

إذن الرفض والقبول يتعلق بشكل أساسي ورئيسي بنشر الدعوة لا بالدخول في الإسلام، يعني تسيير الجيوش للقتال لا يكون لأجل إكراه الناس على دخول الإسلام بأي حال من الأحوال -هذا ليس خيار بل فرية عظيمة من أعداء الإسلام-، هذا أصبح الآن جميل ومفهوم وواضح إن شاء الله يا ماما هادية  emo (30): إنما لدي بعض التعليقات بخصوص الحُكم والمغانم.  

بالنسبة للحكم:..

هل نفهم من عبارة رسول الله عليه الصلاة والسلام "أسلِم تسلم" في رسائله إلى حكام الدول أكثر من معنى؟
أي..
(1) المعنى الأول: أسلِم طوعاً (أنت أيها الحاكم بشكل شخصي) واحكم دولتك بشرع الإسلام، وادعُ إلى الإسلام تحيـا السلام الحقيقي المتكامل في ظل دين الإسلام فتسلَم في دنياك وآخرتك.
أو
(2) إن لم تختَر الإسلام ديناً لك (أنت أيها الحاكم بشكل شخصي) ورفضت أن يكون حكم الدولة هو شرع الإسلام، فاستسلم لوجودنا في بلدكم ( كدعاة ) ولا تحاول منعنا من الدعوة السلمية للشعب إلى الإسلام ولا تقاتلنـا ولا تتآمر علينا وادفع الجزيـة وبهذا:
- تَسلَم من قتالنا إياك.
- وتبقى حاكماً في دولتك.
- وتحكم وفق شرعك الباطل ولن نفرض شرع الإسلام على دولتك.

وبهذا تَسلَم.
وفي كلا الحالين المسلمون موقفهم قوي مهيب.

هل ما ذكرته صحيح؟


وبالنسبة للغنائـم ( المغانم )..
أعتقد أننا سنفهمها أكثر لو كان بين أيدينا أمثلة فيما يتعلق بفتوحات البلدان لا المعارك الخارجية التي عادة تسبق الفتـح.
وفتـح مكة هو أفضل نموذج لدراسته، وهو نموذج رائع حقاً ليت البشرية تحتذي به.. ما رأيك؟ ماذا كانت مغانم المسلمين في فتح مكة داخل حدود مكة ؟

بالنسبة للأموال والممتلكات الحكومية، فهناك أموال وممتلكات للشعب تحت إمرة الدولة، فهل هذه مغانم ؟!
أما الحاكم نفسه وأعضاء حكومته فلهم أيضاً حقوق شخصية من الأموال والممتلكات ولهم امتيازات حكومية لمناصبهم، فهل هذه كتلك؟

 :emoti_17:  

 
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: أحمد في 2009-09-06, 16:18:29
بسم الله الرحمن الرحيم

أنقل لكم بحث أستاذي - أستاذ دكتور بجامعة الأزهر - بعنوان "آيات القتال في القرآن الكريم" وقد ألقاه في جامعة دمشق هذا الصيف

وهو يوضح مفهوم الجهاد في الإسلام وأسباب القتال وأحكامه

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-09-06, 21:20:45
جزاك الله خيرا يا أحمد

قرأت الملف المرفق كاملا، وهو يشبه إلى حد كبير ما قرأته للشيخ محمد الغزالي رحمه الله عن هذا الموضوع، ويزيد عنه بالاستدلال بأصول الفقه ودلالات الألفاظ...

لكن المقال -على جماله ونفعه- لا يجيب على أسئلة أختنا تمرة... وأعيد تنظيم هذه الأسئلة لعلك يا أحمد تفيدنا بإجابة فقهية دقيقة عليها:

1- ما المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام في رسائله للملوك "أسلم تسلم"؟
2- ما هي الغنائم؟ في حال القتال الخارجي، وفي حال حصار المدن وفتحها؟
3- بفرض أن دولة سمحت للدعاة المسلمين بتبليغ الدعوة في بلادها، ولم تضطهد من يعتنق الاسلام من رعاياها، فهل يتوجب عليها أيضا دفع الجزية وتطبيق الشريعة الاسلامية في أراضيها؟ أم لا؟


وريثما تأتينا الأجوبة يا تمرة، أتمنى أن تطالعي الروابط التالية، ففيها تفاصيل لعلها تهمك
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=1177.msg14353#msg14353
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=1177.msg14354#msg14354

ولو استطعت قراءة كل الموضوع، فأعتقد أنه سيعجبك


 ::)smile:

أحمد.. إن كنت أنت من طلعت البحث لأستاذك، فراجعه، لأن به عدة أخطاء طباعية... 
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: تمارا في 2009-09-06, 22:49:14


1- ما المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام في رسائله للملوك "أسلم تسلم"؟
2- ما هي الغنائم؟ في حال القتال الخارجي، وفي حال حصار المدن وفتحها؟
3- بفرض أن دولة سمحت للدعاة المسلمين بتبليغ الدعوة في بلادها، ولم تضطهد من يعتنق الاسلام من رعاياها، فهل يتوجب عليها أيضا دفع الجزية وتطبيق الشريعة الاسلامية في أراضيها؟ أم لا؟



بالذات النقطة الثالثة أصبحت محتارة فيها، لأني كنت أظن أن الهدف هو تحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد من خلال الدعوة الشخصية للإسلام التي لا إكراه  فيها لأحد، ومن خلال فرض حُكم العدل ( شريعة الإسلام ) على نظام الحكم للدولة.

فهناك طغاة يظلمون العباد فهل الإسلام يبقى متفرجاً حيادياً ويكتفي بضمان مجال للدعوة + الجزية ؟!

ها هم أصحاب الأحكام الوضعية الباطلة على مر التاريخ وفي وقتنا المعاصر يقيمون حروباً استعمارية باسم آلهة الحرية والإنسانية ( الباطلة ) فيغيرون دساتير الدول المُستعمَرة بدعوى الفتح والتحريـر، أو يعطون الحكام خياراً آخراً غير عسكري -غير معلن- بحيث يتم الحكم بشرعهم الباطل تدريجياً (كما في أغلب بلدان العالم العربي الإسلامي وبلدان العالم) فيكون الاستعمار ثقافيا، واقتصادياً بالدرجة الأولى .. !
أفيعقل أن يقف الإسلام موقفاً حيادياً جراء ظلم البشر للبشر؟!

يعني بإذن الله تعالى بعد أن يمن الله تعالى علينا بفتح القدس والعراق ونحرر جميع بلادنا الإسلامية من الطاغوت، ألا يوجد شعوب مقهورة غير مسلمة يتم سحقها ومص دمائها لأجل نهب ثرواتها وخيراتها، فيتم إشعال فتيل الحروب الأهلية بين أهلها ( مثل جنوب إفريقيا )، فنرى الحكام يتآمرون على شعوبهم ويلقونهم في غيابة الجهل والمرض والتقتيل ؟!

حتى البلدان الأوروبية والغربية عموماً.. أليس تسخير أهلها ليعملوا كالبهائـم -كما في أمريكا- لتحقيق الحلم الأمريكي، والعمل على تفكيك أسرهم ونشر الرذائل وقتل أنفسهم.. أليس هذا ظلم لهم ؟! أليسوا يحتاجوا أحكاماً تحرم نشر الفواحش والرذائل وأحكاماً تعتقهم من أسر المادية، وترد لهم الكرامة الانسانية في العمل فلا يضطروا للعمل قرابة عشرون ساعة لتأمين "متطلبات الحياة"، فنرى الرجال الغائبين عن بيوتهم والنساء المرهقات والممزقات بين أسرهن وبين العمل لأجل لقمة العيش الملعونة تلك، وينتظرون عطلة نهاية الأسبوع ليعاقروا الخمر ويتعاطوا المخدرات، ومن طبيب نفسي لآخر ؟! أليس هذا طغيان في الميزان؟ أين الإنسان والاعتناء بروحه عبر السمو بنفسه ؟ ألسنا نرى أمراض السمنة القاتلة في أمريكا جراء انتشار الطعام الخبيث فضلاً عن الحرام وانتشار قيم الأكل الخبيثة الطاغية، والله أحل لبني آدم الحلال الطيب ؟! تجارة الأدوية الخبيثة التي هدفها الربح لا صحة الإنسان!   
أليست الأرض تعاني من الاحتباس الحراري، وينذرنا علماء البيئة بخطر يحيط بتدمير الأرض خلال الخمسين عاماً القادمة إن لم نتوقف عن أسلوب الحياة الانتاجي الطاغي والجشِع ( الاستهلاكي )، في حين أننا نستطيع أن نحيا بتوزان وننتج بطاقة نظيفة!
أليس هذا طغيان في الميزان يحتاج من يقف بوجهه بحزم وقوة!
لا يجب أن نقف متفرجين ونعطي حكام الدول حق الحكم بالباطل كما يشاؤون! فليُسلِموا أو يكفروا هم.. هذا شأنهم، ولكن.. الحكم في الأرض لله الملك الواحد شاء من شاء وأبى من أبى، فليأتوا طوعاً أو كرهاً، الحكم للحق الواحد، وعلى هذا نقاتل.
 
شرع الإسلام يتعلق بكل أسس الحياة المتوزانة للإنسان وكافة المخلوقات في الأرض، وإن لم يطبقوه طواعية فعليهم أن يُجبَروا عليه لأنه للمصلحة العامة المتعلقة بإنسانية البشر والمتعلقة بكافة المخلوقات، لأننا جميعنـا نعيش في ذات القريـة الأرضية.

فهل نكتفي بالجزية وضمان حرية الدعوة ونبقي حكم الباطل وننظر إلى الظلم؟!

لا أتصور هذا.. فنحن أحق من أهل الباطل برد ظلم المعتدين عن العباد -مسلمين أو غير مسلمين- ونحن أحق منهم بإقامة حكم الحق. ولكن، ربما يكون هناك حكمة غائبة عني.. سنرى إن شاء الله تعالى.

كنت أفهم أن الجزية هي "ضريبة" شخصية عن كل مواطن غير مسلم وهذا إجباري لكل من يأبى الدخول في الإسلام ( وربما يوجد قانون ما بشأن استحقاقه )، ولا إكراه شخصي في الدين من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إنما بكل الأحوال فالحكم لله وبشرع الله في نظام الدول، ويبقى الحاكم محله في منصبه ضمن وصاية إسلامية ( لست متأكدة من هذه -إبقاء الحاكم- إلا إن كان حاكماً عادلاً خلوقاً يقبل بحكم الإسلام وإن لم يُسلِم هو بشكل شخصي، ولكن إن كان طاغية فهل يبقى محله، على الأغلب سيحصل قتال ومواجهة ولن يستسلم مثل هذا بسهولة، إلا إن كان ماكراً، فيستسلم ليكيد بالمسلمين).  

لأول مرة أتعرف إلى تساؤلاتي حول هذا الموضوع بشكل واضح، فكل الشكر لماما هادية..

لماذا لا يشاركنا أحد في النقاش ؟   :emoti_64:
إن أردت ماما هادية الانتقال لباقي الأسئلة لحين أن نجد إجابات، فتفضلي.. ونحن نستمع إليك باهتمام بالغ..  :emoti_134:

وجزاكما الله خيراً يا أحمد وماما هادية.. إن شاء الله تعالى أقرأ ما أشرتما إليه.
 

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المست
أرسل بواسطة: أحمد في 2009-09-07, 02:10:33
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرا يا أحمد

قرأت الملف المرفق كاملا، وهو يشبه إلى حد كبير ما قرأته للشيخ محمد الغزالي رحمه الله عن هذا الموضوع، ويزيد عنه بالاستدلال بأصول الفقه ودلالات الألفاظ...

لكن المقال -على جماله ونفعه- لا يجيب على أسئلة أختنا تمرة... وأعيد تنظيم هذه الأسئلة لعلك يا أحمد تفيدنا بإجابة فقهية دقيقة عليها:

1- ما المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام في رسائله للملوك "أسلم تسلم"؟
2- ما هي الغنائم؟ في حال القتال الخارجي، وفي حال حصار المدن وفتحها؟
3- بفرض أن دولة سمحت للدعاة المسلمين بتبليغ الدعوة في بلادها، ولم تضطهد من يعتنق الاسلام من رعاياها، فهل يتوجب عليها أيضا دفع الجزية وتطبيق الشريعة الاسلامية في أراضيها؟ أم لا؟



أجيب إجابات جزئية مفصلة على الأسئلة الثلاثة ثم نتناول معا الموضوع بشكل كلي عام:

1- ما المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام في رسائله للملوك "أسلم تسلم"؟
الأظهر فيها أنالمراد هو الجزاء الأخروي، فتمام الحديث: أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإنما إثم (قومك) عليك
فالحديث عن الأجر المضاعف والإثم في مقابله.
وليس الأجر والإثم مما يعبر به عن جزاء الدنيا وعقابها

2- ما هي الغنائم؟ في حال القتال الخارجي، وفي حال حصار المدن وفتحها؟
هي ما يأخذه المسلمون من أموال جيش كافر حاربهم فحاربوه وهزموه وخذوا ما كان معه وقت الحرب من أموال، ولو تحصن بأرض فلهم خيار في تركها للمهزوم وأخذ الخراج عليها وهو نسبة مما تخرجه الأرض كل عام من الزرع، أو أخذها ومعاملتهم عليها كأجراء

3- بفرض أن دولة سمحت للدعاة المسلمين بتبليغ الدعوة في بلادها، ولم تضطهد من يعتنق الاسلام من رعاياها، فهل يتوجب عليها أيضا دفع الجزية وتطبيق الشريعة الاسلامية في أراضيها؟ أم لا؟
إذا كانت كذلك مع ضمان استمرارية ذلك وفق معاهدات موثقة مع دولة الإسلام فلا بأس. طالت مدة المعاهدة أو قصرت.

والله أعلم
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2009-09-07, 04:55:25
جزاك الله خيرا يا أحمد

والآن يا تمرة أضع ملخصا منظما لكل النقاط، لعله يوضح الامور ويحكمها في عقولنا بعون الله تعالى.


الخطوة الأولى هي جهاد الدعوة  (باللسان والبيان)، فيرسل المسلمون الدعاة للدول المجاورة
 فمن قبل بهم، واحسن وفادتهم، ولم يتعرض لهم ولا لمن تبع دعوتهم بسوء، يعتبر معاهداً موادعاً، تعقد اتفاقية بينه وبين حاكم المسلمين، ليكون دخول المسلمين ارضه وسكناهم اياه مستأمنا بمواثيق.
فلا حرب ولا جزية
 وللحاكم ان يبقى على دينه، ويحكم قومه بما كان يحكمهم به قبلا
ولو نقض عهده حل غزوه بلا مقدمات

 طبعا.. في مثل هذه الظروف لا بد ان ينتشر الاسلام ويتسع، ويصبح دين الاغلبية
فإما تغير الحكم وقوانينه تلقائيا بما يتفق مع الاغلبية، وإما تم قمعهم واضطهادهم، فتتوجب الحرب عندئذ

والتاريخ يثبت لنا أن الحاكم الذي كان عادلا أصلا (كنجاشي الحبشة) انتشرت الدعوة السلمية في بلده، وعاش المسلمون في دولته آمنين
ولكن كل حاكم ظالم مستغل لرعيته، لا يمكن أن يقبل بمبادئ الدعوة الجديدة التي تحرر الإنسان وتشعره بكرامته، وأنه لا فضل لحاكم على محكوم ولا لأبيض على اسود، وتبين له حقوقه وواجباته وحرياته... لن يسكت الحاكم الظالم على هذا، وسيبدأ بمحاربة الدعوة، كما فعل كفار مكة، وكما يفعل اليوم سادة العالم المتمدن من الغربيين، الذين لا يدخرون جهدا في محاربة الإسلام والمسلمين بكل الوسائل العسكرية والاقتصادية والفكرية والاعلامية...
لأنهم يعلمون أن نهضة الاسلام تعني القضاء على الربا والخمور والزنا، وهي الامور التي يقوم عليها اقتصادهم كله.
وعندما يبدأ بمحاربة رعاياه المسلمين، يكون قد نقض العهد مع دولة الإسلام، ووجبت محاربته.

ونتابع:

واما من لم يقبل الدعاة ولا الدعوة، فيخير بين ثلاث: الاسلام او الحرب او الجزية
 فان اختار الجزية، فلا غنيمة ولا أسر، ويصبح الحكم اسلاميا

وان اختار الحرب يحارَب، فإن صالح اثناء الحرب، آل للحال السابق، الجزية، دون غنيمة ولا أسر ..

وان لم يصالح وهزم، فكل اموال الجيش المنقولة وغير المنقولة للمسلمين غنيمة

 وأرض البلد الزراعية كذلك، غنيمة للمسلمين، فإما وزعت على الجيش كسائر الغنائم، وإما تركت  تحت يد اهلها يستثمرونها ويضرب عليها الخراج، والخراج هو نسبة 10% على الخارج من الأرض، يدفعها السكان للمسلمين، وهذا هو اجتهاد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو رأي الجمهور من الفقهاء، وما سار عليه الخلفاء المسلمون عبر العصور.

 ويأسر المسلمون جميع المحاربين، إلا من أسلم منهم قبل وقوع الاسر، ومن المحاربين من يكون معهم وفي خدمتهم من نساء وغلمان، فكل هؤلاء يقعون في الأسر، ويتحولون لرقيق، تجري عليهم أحكام الرق الإسلامي... وشرحها يحتاج لموضوع منفصل..
وبقية اهل البلد المفتوح عنوة احرار،  واصبحوا رعايا الدولة الاسلامية، يدفعون الجزية، ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، وتبقى لهم بيوتهم وممتلكاتهم الخاصة.

والجزية كما قلنا سابقا هي مال قليل، أقل من مال الزكاة بكثير، يدفعه القادر على حمل السلاح فقط، مقابل حماية الدولة الإسلامية له، ويعفى منه الأطفال والنساء والعاجزون، كما يعفى منه القادر على حمل السلاح ان انخرط في جيش المسلمين وحارب معهم.

والمسلم تزيد زكاته بزيادة أمواله، اما الذمي فمبلغ الجزية ثابت بالنسبة له مهما كثرت امواله.. فحاله (ماليا) أفضل من حال المسلم، والتزاماته نحو الدولة أقل بكثير

أرجو أن نكون بهذا قد أجبنا على جميع تساؤلاتك يا تمرة، وإن بقي منها شيء فذكرينا به emo (30):

العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: تمارا في 2009-09-07, 12:34:06
جميل..

كفّيتما ووفيتما يا ماما هادية وأحمد  good::)(
العلم نـور.

عندي سؤال  :blush::، قلتِ:


اقتباس
واما من لم يقبل الدعاة ولا الدعوة، فيخير بين ثلاث: الاسلام او الحرب او الجزية
فان اختار الجزية، فلا غنيمة ولا أسر، ويصبح الحكم اسلاميا  


لم أفهم كيف الذي لم يقبل الدعاة والدعوة ممكن أن يقبل خيار الجزية ؟! 
أيرفض الدعوة والدعاة ( بدون جزية وبدون حكم إسلامي ) ويقبل بفرض الجزية وفرض الحكم الإسلامي ؟! يبدو الأمر غير منطقي!
[/font]
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: أحمد في 2009-09-07, 13:44:26
جميل..

كفّيتما ووفيتما يا ماما هادية وأحمد  good::)(
العلم نـور.

عندي سؤال  :blush::، قلتِ:


اقتباس
واما من لم يقبل الدعاة ولا الدعوة، فيخير بين ثلاث: الاسلام او الحرب او الجزية
فان اختار الجزية، فلا غنيمة ولا أسر، ويصبح الحكم اسلاميا  


لم أفهم كيف الذي لم يقبل الدعاة والدعوة ممكن أن يقبل خيار الجزية ؟! 
أيرفض الدعوة والدعاة ( بدون جزية وبدون حكم إسلامي ) ويقبل بفرض الجزية وفرض الحكم الإسلامي ؟! يبدو الأمر غير منطقي!
[/font]

حين ترفع الأسنة تتغير أقوال الرجال

فالذي حارب الدين ومنع الدعوة واضطهد المسلمين بأرضه يخرج المسلمون له بالجند ويخيرونه بين الأمور الثلاثة
وحينها فمن المنطقي جدا أن يختار الجزية
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: تمارا في 2009-09-07, 16:56:53
منطقي جداً طبعاً، لا أدري بما كنت أفكر ::nooh:
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: جواد في 2009-09-08, 22:01:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكم أخوتي على هذا الموضوع الممتع، واسمحوا لي أن أشارك معكم،

في أولى حلقات سلسلة الأندلس للدكتور راغب السرجاني يوضح نقطة الفتح الإسلامي هذه، والحلقات موجودة على موقع قصة الإسلام، www.islamstory.com

ما لفت نظري هو أنني شخصيا كنت أميل دوما الى افتراض أن غير المسلم سيقبل بالدعوة السلمية والسماح للدعاة المسلمين بالدعوة في أرضه،

لكني اكتشفت أن هذا الإحساس رغم أنه غير منطقي اطلاقا الا أنه متولد لدي لبعد حالنا عن الجهاد والفتوحات ولما نسمعه يوميا من خنوع وذلة تحت شعار التسامح، او مما تربينا عليه في مناهج المدارس من الموادعة دوما وعلى طول الخط،

وهناك نقطة يجب أن ننتبه لها، وهي أن الامر كله لله وان واجب المسلمين أن يحكموا شرع الله في أرضه، والا فلا يمكن أن يتخيل بلد دخل الإسلام في قلوب جل أهلها ومازالت تتعامل بالربا لان الحاكم غير مسلم مثلا،
لهذا فكرة استحباب أن تكون الدعوة دوما سلمية هي مجرد تقاعس منا، ﻷن الشدة على أعداء الله مطلوبة، وان لم نغضب لدين الله فلا قيمة لنا،

ولهذا من غير المنطقي ابدا ان يقبل أي حاكم غير مسلم بالسماح لدين الإسلام بالتوغل الكامل في أرضة دون أن يحاول التضييق عليه لأن هذا عاجلا سيخلعه من على كرسيه لأن الدعة لن تقف حتى يحكم كل شئ بشرع الله، ولعل ما يثار اﻵن في اوروبا وأمريكا من تحركات ضد الدعوة الإسلامية المضيق عليها أصلا أفضل مثال على ذلك.

لذا كان دوما تسيير الجيش مطلوب لتمكين دين الله في الأرض، لأن الباطل لا يستطيع ان يعيش مع الحق في مكان واحد.

وفقنا الله واياكم الى ما يحب ويرضى واستعملنا في نصرة دينة.
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: Al-Muslim في 2009-09-09, 09:44:32
بارك الله بكم.

كيف تفسرون قوله تعالى: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" ؟؟
العنوان: رد: دواعي الفتوحات الإسلامية ودعاوى المستشرقين
أرسل بواسطة: تمارا في 2009-09-09, 13:01:49
بارك الله بكم.

كيف تفسرون قوله تعالى: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" ؟؟


الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر
أحد شيوخ المساجد يميز بين الآخرة واليوم الآخر، ويدعونا للتفكر في سياق ورود كل منهما.

هم كافرون بالله، ولما قال تبارك وتعالى اليوم الآخر (ولم يقل الآخرة) فهذه دلالة على أنهم لا يؤمنون بيوم الحساب والفصل، فالآخرة تبدأ باليوم الآخر.
إذن هؤلاء من الواضح أنهم يقومون بأفعال مؤذية وظالمة دون الاهتمام بيوم حساب ( اليوم الآخر )، فهناك من أهل الكتاب من يخاف اليوم الآخر ( الفصل والحساب )، فهؤلاء وإن كانوا ضالين في إيمانهم من حيث التوحيـد إنما ليسوا مفسدين في الأرض أو ظلمة لوجود رادع وهو أنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر ( يوم الفصل والحساب ).

ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق
هؤلاء مستحلون للحرام الذي كله خبث وضرر وأذى وفساد، ويدينون دين الباطل.

من الواضح أن هذه النوعية من الذين أوتوا الكتاب نوعية سيئة مذمومة ظالمة ليست كنوعية النجاشي العادل والمؤمن باليوم الآخر ويحرم ما حرم الله بحسب ما وصله من علم الكتاب.

بالتالي قاتلوا هؤلاء الذين لا ينفع معهم معاهدات سلمية من أي نوع، بل هو القتـال لأمثالهم حتى يكون النصر بإذن الله فيدفعوا حينها الجزية وهم حقيرون أذلة، وقد استعلوا أن يدفعوها من قبل كخيار سلمي -والله أعلم- !
بالتالي نستنتح بأن هناك نوعية من الذين أوتوا الكتاب (عرّفهم لنا العليم الخبير في الآية الكريمة ) ستدفع الجزية عن ذلة بعد هزيمتهم بالقتال، وهناك نوعية ستدفع الجزية قبل القتال والهزيمة وهي محتفظة بكرامتها.

إذن "عن يد وهم صاغرون" ليس إذلال لكل أهل الكتاب، ولكن لنوعية كتلك التي نعاصرها في أيامنا هذه من اليهود والصهاينة الغربيين من الأمريكان وغيرهم ممن يتعارض شرع الإسلام مع مصالحهم وتعلقاتهم ( أوثانهم ) وموروثهم الباطل ( أصنامهم ).

هكذا أفهم الآية التي عرضها المسلم الآن فكيف تفهموها أنتم ؟


حقيقة خيار إتاحة الدعوة السلمية الحرة يكاد يكون مستحيلاً إلا إن كنت تؤمن بالمبادئ ذاتها ( إنما الدعوة إلى الله هي الغاية وليس القتـال )، فنحن في بلادنا الإسلامية بالكاد ندعو بكل حرية لشرع الإسلام، فخطباء المساجد في بلدي ( الأردن ) يتلقون خطبهم من وزارة الأوقاف! نحن في البلاد الإسلامية لا نمارس الدعوة بحرية إلا ضمن موضوعات لا تمس المصالح الاقتصادية والسياسية، فهل هذه دعوة حرة ؟!.
 
بالنسبة لدول شرق آسيا، ربما دخول التجار سبق التحرك من أجل فتحها ولم يعارض دعوتهم غير المباشرة أحد (من يعلم كيف كان شكل الدعوة هناك؟)، ولم يكن الأمر عبارة عن طلب رسمي للدعوة الإسلامية مُقدّم من أمير المؤمنين إلى حكام تلك الدول ليتم رفضه أو قبوله! وقد يكون حكام دول شرق آسيا آنذاك حكام معتدلين عادلين، والله أعلم.. هذا يحتاج قراءة مفصلة مني لأفهم.