المحرر موضوع: "وخلقناكم أزواجا"  (زيارة 4455 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
"وخلقناكم أزواجا"
« في: 2010-03-01, 19:50:23 »
أي شقاء هو شقاء العزب بوحدته!

وأي ألم هو ألمه!

إن الله امتنّ على الخلق أن خلقهم أزواجًا..... وجعل لهم من أزواجهم بنين وحفدة.... وفي الأزواج سكنًا... وفيهم مودّة ورحمة....

قال الله: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟!"....... وقد شرع اللطيف الخبير لخلقه الزواج.. وسمّى الزوج محصنًا.... وسنّ رسوله للقادرين من أمّته الزواج.... وقد خبّر -صلى الله عليه وسلّم- بعظيم مثوبة المتزوّج للعفاف وللذي يقوم على بنين صالحين وبنات ضعيفات... فأيّ خير يفوت المرء بالعزوبة!

شاع تأخر الزواج بين المسلمين ببركة أعدائهم الذين يسيغون الزنا ولا ينكرونه..... ووضعوا قبله أولويات عدة... أولها الدراسة.

هل حقًّا تقف الدراسة عائقًا أمام الزواج؟

دعوني أغيّر في السؤال: هل حقا يقف الزواج عائقا أمام الدراسة؟

من عين تجربتي أرى أن الأمر على العكس من ذلك.... فكم يضيع من وقت العزب في ترجّي الأوهام واغتراف وعود إبليس "يعدهم ويمنّيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا"!.... كل هذا الوقت ما كان ليذهب سدى لو انصرف لزوجة وولد..... زوجة في وصلها الصدقة.... وولد صالح فيه خلود العمل بعد الموت.....

وقد جرّب الأميركيون الزواج في طلبة الجامعة فوجدوا أكثرهم تفوّقا هو من تزوج فركز عطفه في امرأة دون الأخريات... وركز باله في دراسته دونًا عن العبث والمراء...

واستفتى الألمان شعبهم عن الذي يدفع المرء للنجاح في عمله فإذا أكثر من نصفهم يشهد بهذه المزية لشريك الحياة -وهو اسم استعاض به الغربيون عن الزوج بعد تهافت ديانتهم-...... بينا يشهد خمسهم بذلك للأم... وأقل من عشرهم للأب!

إن الذي ينكر دور الزواج في حياة ابنه أفّاك لا جرم.... ولا ينكره إلا الذي ينكر أصل وجوده واتصال سببه.... ولا ينكره إلا الذي ينظر دون قدمه ولا يعرف من الدنيا غير جوعة بطنه ونومته..... فلم تكن المادة عائقا دون زواج أسلافنا.... وكانت بيوتهم بهجة الدنيا على ضيق حجراتها.... فإن بركة الله لا تغشى إلا الذين يوقنون بوعد الله... والذين يتعبّدونه بما يحبّ.... ولو بدا ذلك صعبا... وقد جرّب هذا غير واحد في زواجه.... وجرّبه في دراسته وسفره... فالله عز وجل وعد المؤمن بالنصر إن نصره المؤمن..... ينصره المؤمن في نفسه بإعفافها وفي الناس بدعوة الخير.....  

حقا إن الزواج مسئولية لا تقلّ في ذلك عن العمل.... وهو امتحان.... وهو نصَب... نصَب من الذي قال فيه الحكيم: "الراحة في ترك الراحة"..... وللحديث بقية إن شاء الله رب العالمين.
« آخر تحرير: 2010-03-01, 20:05:18 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: "وخلقناكم أزواجا"
« رد #1 في: 2010-03-01, 20:03:15 »
أوافقك الرأي

وبانتظار البقية


 emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: "وخلقناكم أزواجا"
« رد #2 في: 2010-03-01, 20:18:06 »
بارك الله فيك يا أم عبد الهادي....

أدى الصحاب صلاة العشاء... والتقى (أحمد) صاحبه (علاء) الذي تزوّج مؤخّرًا..... وراح الأول يطري الزواج ويرثي لنفسه وهو العزب.... ثم أردف يقول: "أعرف يا علاء أن الأزواج يبغضون الزواج... ويشوقهم ذكر أيام العزوبة وخيالها..... أليس الزواج مرهقا كما يقولون؟"

جاءت إجابة علاء غريبة... فرهق الزواج -في رأيه- في إقناع الزوجة بامتثال أمر الله... وإقناع البنين أيضا..... وإلا فلا رهق....

هنا كاشف (إسلام) العزب صاحبه برأيه فقال: "يا أحمد.... إنها جنة الدنيا وليس بعدها إلا جنة عدن في الآخرة!"......

وطال الحديث عن سعادة علاء بزواجه وعن فكره في العودة إلى داره من عمله.... وكيف يشوقه العود وكلمات زوجته التي تخفف عنه كثيرا وتقدر آلامه حق قدرها..... وفي عينيه شاهدان خاشعان يؤمّنان على كلماته ويعزّرانها وينصرانها.....

"أحبّك الله يا علاء كما أحببت ما أحَبَّ..... قد واللهِ أسعدتْني كلماتك!...."

وترك أحمد وإسلام صاحبهما علاءً لسعاداته وجهاداته في أهله....

قال أحمد: "اسمع يا إسلام!..... قد واللهِ شقّ الأمر عليّ.... لي أخت تكبرني ولم يأذن الله في زواجها، وإنما أنا بها..... فما الرأي عندك يا أخي؟"

وعرض أحمد على أخيه إسلام مقترحه على أبيه أن يأذن لأخته في شهود الجماعات والتعرّف إلى المسلمات الكبيرات والصغيرات واتخاذ الأسباب إلى نصف الدين..... وكيف أن أباه عارضه في أمر كهذا وهو الذي يرى الزواج نصيبا لا تتخذ له الأسباب ولا مفرّ منه.....

"وقد عملتْ أختي بالتدريس في مدرسة إعدادية.... فهاك طالباتها لا يعرفن للرسول قدره .... وهاك صاحباتها يدفعنها إلى التزين...."

"إلا التزين يا أحمد!..... إن الصالحين اليومَ يختارون الحجاب قبل أن يروا الوجه الذي دونه..... وإنه والله ليغضّ من قدر الفتاة ولا يرفعها...."

صدق إسلام.... ولأحمد وأخته وشباب المسلمين اللهُ هو ربهم وإليه يرجعون.
« آخر تحرير: 2010-03-01, 20:21:49 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: "وخلقناكم أزواجا"
« رد #3 في: 2010-03-01, 21:11:27 »
متقلبش المواجع

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: "وخلقناكم أزواجا"
« رد #4 في: 2010-03-03, 07:15:06 »
قد صدق علاء يا عبد الرؤوف وقد أبرق لأحمد نبأ يقين المسلم العارف بدينه إذ صدقه برأيه في الزوجة و بالزواج، بينما من لم يعرف دينه حق المعرفة راح يزبد ويرعد وينكص على عقبيه ويلفق جرمه هو بالزوجة وبالزواج ويجعل من الزواج سجنا ومن الزوجة سجانا وكم يصدّق الغافلون لغوهم .... ويغفلون عما خلّف سيد البشر من خبر عن الزواج والزوجة الصالحة ............وإن عُدّ علاء الواحد في المليون فإن منه أعدادا ولكنّا كمن يحيط به الغثاء من كل صوب فهو لا يسمع إلا لثغاء الغثاء ......أما كلمات الحكيم العارف فهي كما الدرر المكنونة التي لا تسمعها في زمن الغثاء إلا كما تسمع خرير الماء الصافي يُذهب لوثة الصراخ والعويل والبكاء على الأطلال....بكاء المتباكي الذي يرمي الدنيا بما فيها  بجرمه وليس المرأة والزوجة فحسب ...........

نعم وإن عُدّ علاء الواحد في المليون فإن منه الأعداد  هي الدرر تنطق بالدرر ......... وطوبى لمن فقه كلمات الحق في دجى الباطل ولم يخدعه طغيان القشّ على الطوب الصلب   emo (30):  طوبى لأحمد وأمثال أحمد  emo (30):

« آخر تحرير: 2010-03-03, 07:21:09 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: "وخلقناكم أزواجا"
« رد #5 في: 2010-03-04, 13:09:42 »
شكر الله لك يا نووي.... وشكر لك يا أسماء..... طوبى للصابرين......

سأحكي لكما حكاية صديق لي.... وليكن اسمه (نورًا).....

تعرّف الحبّ إلى نور وهو فتىً (قبل أن يعرف الهوى... فصادف قلبًا خاليًا فتمكّنا)..... كانت فتاته طيّبة.... زاملتْه في المدرسة.... وقدّر الله أن تدرس معه الطبّ في الجامعة..... وقد عرف عنها حبّ الخير والاشتغال بالدعوة إليه في الجمعيّات.....

ومضتْ الأيام ونور يحنو على حبّه في نفسه.... لا يلمّح أو يصرّح.... يستدني اليومَ الذي ينهي فيه دراسته..... حتى كانت السنة الماضية......

أرسل نور في طلب الفتاة من أبيها للزواج.......

وما هو إلا أن مضى أسبوعان أو يزيد.... وسمع نور بخطبة فتاته!... ما هذا؟!.... "ورسالتي إلى أبيها؟!..... قد ماطلني الرسول أو نسيني!".....

هذه الحكاية إلى هنا معادة مسئومة...... عرفها كل آدم في نفسه وفي الآخرين.... وعرفتها كل حواء...... إلا أن نورًا قال بعدها كلاما جد مؤثر.....

لقد رأى نور أن خطيب فتاته رجل عاديّ.... لم يكن أميرًا أو هرقلًا أو فرعونًا...... كانت فتاته جد كبيرة عنده... وقد صغر الخطيب في عينه حتى النهاية...... "هذا هو؟!"..... وقد حسب أن فتاة مثلها لا ينالها إلا الأمراء....... وهذا خير درس استفاده نور من تجربته.....

كثرما يهاب المرء شيئًا حتى يفوته إلى من هو دونه......

كن شجاعًا أيها الإنسان.... وامض إلى (الغاية الكبرى على ثقة.... عزم حديد ونهج غير منبهم).....
« آخر تحرير: 2010-03-04, 13:14:34 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........