الساحة الإسلامية > :: قرآن ربي ::

تواتر القرآن الكريم

(1/12) > >>

ماما هادية:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموضوع التالي هو استجابة لطلب الأخ الكريم (أخوكم أحمد) في موضوعه التالي:
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=2910.0;topicseen

وهو فقرات مقتبسة من موضوع قديم لي نشر في بعض المنتديات، بعنوان (منهج البحث العلمي عند أهل السنة)

أتمنى أن يفي بالغرض ويحقق الفائدة المرجوة

والحمد لله تعالى أولاً وآخراً

ماما هادية:

تعريف القرآن الكريم
القرآن الكريم هو:
كلام الله لفظا و معنى ، المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة جبريل عليه السلام، المعجز في لفظه، المتعبد بتلاوته ، المنقول لنا بالتواتر، المتحدي بأقصر سورة منه، المكتوب في المصاحف، من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس.

كلام الله: فخرج بذلك كلام البشر، وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي أيضا.
كلام الله لفظا ومعنى: فلو ترجمت معانيه إلى لغات أخرى لا يكون الحاصل قرآنا، لأنه بقي المعنى (وإن عجزت أي ترجمة على الإحاطة بالمعاني كلها) ولكن ذهب اللفظ، والقرآن هو اللفظ والمعنى معا.
المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: يخرج بذلك ما نزل على غيره من الأنبياء من كلام الله، كالتوراة والإنجيل والزبور.

بواسطة جبريل عليه السلام: إثبات أن الملك المختص بالوحي هو جبريل عليه السلام.
المعجز في لفظه: فهو معجز بمجمله، ومعجز بأقصر سورة منه، ووجوه إعجازه عديدة ومتنوعة.
المتعبد بتلاوته: أي المأمور بقراءته على وجه العبادة.
المنقول لنا بالتواتر: أي نقله جمع عن جمع، تحيل العادة تواطؤهم على الكذب، عن مثلهم، من أول السند إلى منتهاه، وكان مستندهم الحس (أي السمع المباشر).

ماما هادية:
تفسير التواتر:
التواتر هو أن ينقل الخبر جمع كثير عن جمع مثله، تحيل العادة تواطؤهم على الكذب، من أول السند إلى منتهاه، وكان مستندهم الحس

فقولهم (جمع كثير من الناس): اشترط  بعض العلماء أن يفوق العشرة ، وبعضهم قال يفوق العشرين ، وبعضهم قال يفوق الأربعين، أي أن العدد الأدنى المطلوب لنقول إن الخبر منقول بالتواتر أن يكون قد نقله عشرة من الناس .

تحيل العادة تواطؤهم على الكذب: ويشترط في هؤلاء الناس أن يكونوا مختلفين، بحيث يستحيل عادة أن نتخيل أنهم من الممكن أن يتفقوا ويتواطؤوا ويكذبوا، لاختلاف أماكنهم أو انتماءاتهم أو أمزجتهم... إلخ...
فقد يتفق ثلاثون بل وحتى مائة شخص على كذبة ما، ويروجونها بين الناس، فهل نقول إنها حقيقة لأنها نقلت بالتواتر عن جمع كثير من الناس؟  لا؛... لأننا نعرف أن هؤلاء مثلا من عائلة واحدة، أو عصبية عرقية أو حزبية أو طائفية معينة، وأنهم مجتمعون في مكان وزمان واحد، بحيث من الممكن أن يكونوا قد اتفقوا معاً على اختلاق هذه الكذبة..
ولو نظرنا لجيل الصحابة لوجدنا ما يلي:
أولاً- عُرف عن الصحابة صدقهم وعدالتهم بحيث يستحيل عليهم الكذب.
ثانيا- كان الصحابة من أعمار مختلفة، وانتماءات قبلية مختلفة، وانساحوا منذ حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في بلاد مختلفة لتعليم الناس، ووقع بينهم خلاف بل وحتى اقتتال بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما يتطابق رغم كل هذا كل ما نقلوه من نصوص القرآن بالحرف والكلمة دون أدنى اختلاف، فهنا يستحيل أن يقال إنهم اتفقوا على هذه النصوص وتواطؤوا عليها فيما بينهم، ولا يقول بذلك إلا مجنون أو مخبول.

جمع كثير من الناس عن جمع مثله: ثم عن ذلك الجمع الكبير من الصحابة، نقله جمع كبير من التابعين، من مختلف الأمصار والبلدان، وتطابقت رواياتهم رغم اختلاف أماكنهم وأنسابهم وأعمارهم ومشاربهم، فيستحيل أن يكونوا متواطئين على الكذب أو التأليف، وعددهم أكبر من أن نبحث في حياة كل منهم أصلاً، إذ لا حاجة لذلك ما دامت جميع رواياتهم متفقة ولم يشذ منها شيء.
  ثم نقله عن هذا الجمع جمع آخر في الجيل التالي... وهكذا
من أول السند إلى منتهاه: من أول السند (أي ما وصلنا مكتوباً في المصاحف أو الكتب ومحفوظاً في صدور الحفاظ) إلى منتهاه (وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسبة للحديث، أو جبريل عن ربه عز وجل بالنسبة للقرآن(.

وكان مستندهم الحس:  أي أن يكون الخبر المنقول خبرا حسيا، وليس عقليا.

فالخبر العقلي الحكم على صحته بصحة فحواه وعدم مناقضته للعقل، ولا عبرة بعدد الناقلين، سواء كان واحدا أو ألفاً... (فهل الله تعالى واحد أو ثالث ثلاثة، هذه قضية تثبت بالمناقشة العقلية والتفكر، لا بالبحث عن طريق نقل الخبر هل هو متواتر ام لا)

أما الأخبار الحسية فهي نوعان: أخبار غيبية تقصر الحواس عن إدراكها، وأخبار حسية اتصل بها  إحساس المخبرين عنها، سواء أبصروها أو سمعوها او عايشوها بطريقة من الطرق..
فوقوع معركة اليرموك مثلا أمر حسي... تواتر نقله... فيفيدنا القطع بحدوثه
الأمور الغيبية، ان انتهى النقل المتواتر لها لبشر عاديين، لا يفيدنا الخبر شيئا، لأن البشر العاديين ليس لهم وسيلة اتصال بالغيب..
فلو تواتر الخبر أن أحمد ياسين مثلا تنبأ بسقوط دولة اليهود خلال عشرين عاما، فهذا لا يفيدنا القطع بصحة الخبر، بل فقط بصحة صدوره عن أحمد ياسين..
لكن ان انتهى الخبر الغيبي لبشر ثبت بالمعجزات والدلائل الاخرى انه نبي، فهذا يعني أنه مبلغ صادق امين عن ربه، وبالتالي يفيدنا التواتر صحة الخبر بذاته، وبالتالي وجوب الإيمان  به...


الخلاصة:
إذا كان الخبر حسيا غير غيبي فيفيدنا التواتر القطع بثبوته
اذا كان الخبر غيبيا، فلا يفيدنا التواتر في اثبات مضمونه الا اذا اتصل السند بنبي  ثبتت نبوته بالمعجزة
فعندها نستفيد القطع بمضمون الخبر
إذا كان الخبر عقليا فلا يؤثر التواتر عليه لا نفيا ولا إثباتا، لأنه يدرك بالعقل..

والله اعلم




(لو هناك تصويب من إخوتنا طلبة الشريعة فنرجو ألا يتأخروا)

أحمد:
بسم الله الرحمن الرحيم

ماشاء الله، لا قوة إلا بالله، جميل هذا الكلام، جزاكم الله خيرا، وجزى الأخ الكريم "أخوكم أحمد" خيرا أن فتح لنا الحديث في هذا الباب


ولكن اسمحوا لي أن أضع حاشية على هذا الكلام (ومعنى أن أضع عليه حاشية أنه صار متنا مهما يحتاج إلى شروح وحواش) :emoti_282:

أصل الكلام في التواتر كلام علماء أصول الدين في مصادر المعرفة، وقد ساروا في هذا الباب سيرا منهجيا لا نظير له بأي ثقافة أو حضارة سابقة أو تالية، فهم أولا يتكلمون عن "إمكان المعرفة" أي أن الإنسان لديه القدرة على التعلم، ثم يتكلمون عن المصادر الصحيحة للعلم، والمصادر غير الصحيحة، ثم يتكلمون عن قوة كل مصدر صحيح ومدى إفادته، هل يفيد القطع واليقين أو الاحتمال والظن أو غير ذلك؟

وسريعا، فقد قسم علماؤنا مصادر المعرفة الصحيح إلى ثلاثة أقسام:
الحواس الخمسة
النظر العقلي
الأخبار المنقولة

وتكلموا عن شروط كل مصدر من هذه المصادر حتى يؤدي إلى المعرفة على وجهها الصحيح، ويهمنا الآن كلامهم عن الأخبار المنقولة، فماذا قالوا؟

قالوا: لا يفيد القطع واليقين من الأخبار إلا نوعان:

- خبر الواحد المؤيد بالمعجزة. أي خبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل، لأن الله عز وجل أيده بالمعجزة التي تعني تصديق الله تعالى له. - وفي هذا تفصيل ليس هذا محله -
- الخبر المتواتر. وهو كما عرفته "ماما هادية"

الكلام كان في مصادر المعرفة الصحيحة، ثم صار في شروط هذه المصادر حتى تفيد القطع واليقين، فلابد حين نقول إن التواتر يفيد القطع بصحة الخبر أن نعني القطع بصحة مضمون الخبر لا مجرد القطع بنسبته لقائله، تماما كالخبر الذي ينقله واحد مؤيد بالمعجزة مقطوع بصحة "مضمونه" لا مقطوع بصحة نسبته لله عز وجل فقط.

لأجل هذا اشترط العلماء للتواتر أن يكون الأمر المنقول حسيا، لا سبيل لمعرفته إلا لمن أحسه(1) أو أُخبر به، لأن الحدث الحسي إذا انتهى انقطع السبيل لمعرفته إلا بالإخبار عنه، أما النظر العقلي فيبقى ممكن المعرفة ما بقيت فينا عقول.

فعلى هذا تفسير قول العلماء "ومستندهم الحس" لا يصح فيه إلا اشتراط أن يكون المنقول حسيا لا عقليا، فقد وضعوا هذا الشرط ليخرجوا الأمور العقلية التي اتفقت عليها أمم العقائد الباطلة، أما تفسير قولهم هذا بأن يكون السند متصلا بالسماع فغير صحيح، لأن اشتراط اتصال السند موجود مسبقا في قولهم: أن ينقله كافة عن مثلهم..." ولأن السماع ليس الطريقة الوحيدة الصحيحة لتحمل الرواية، بل طرق التحمل ثمانية الصحيح منها خمسة على الأقل والسماع إحداها!!

بقي أن نقول: النظر العقلي المنقول في القرآن عن الله عز وجل، هل تواتر القرآن لا يفيده؟
الجواب: النظر العقلي ثابت بالعقول لا بالخبر، لكن نقله في القرآن يفيده الإلهية التي تحتم علينا اعتقاده
فمثلا: 1+1=2 قضية عقلية
و: الله أحد قضية عقلية
لكن الأولى ليست إلهية والثانية إلهية يجب الإيمان بها والتعبد بذلك لله جل شأنه

والله أعلم

________________________________
(1) أحس به هنا يشمل إدراكه بأي حاسة من الحواس

أحمد سامي:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نعم هكذا ....... هذا هو ما أريد

بهذا الشكل و الأسلوب في تلك المشاركة أستطيع تحدي أي شخص يثير شبهة تعديل أ تحريف في القرأن الكريم فحتى علماء الكلام الغربيين عند قرائتهم لتواتر القرأن و كيفية جمعه و إنتشاره ........ أقروا بأن القرأن هو الكتاب الوحيد الذي لا يخضع لأي تصنيف بشري معروف حتى الأن لأن الطريقة التي إنتشر بها لم تحدث قبله و لن تحدث بعده.

أطمع في المزيد لو يوجد ( أسماء المراجع و الكتب مهمة أيضا  و الدلائل النقلية )

شكرا

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة