الساحة الثقافية > :: حكاياتنا الحلوة ::

الجيل المسروق

(1/5) > >>

أسيرة الصفحات:
:emo (3): :emo (3):  بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة ...سيكون هذا الموضوع إن شاء الله مكانا يضم بعض اللقطات من التاريخ الأسترالي و علاقته بالتاريخ العربي , الإسلامي , و السياسيكل مره سنتناول لقطةاللقطة الأولى : يوم الأنزاك
------------------------------------------------ يوم الأنزاك . نحن الآن في القارة الأسترالية, لربما يتخيل الأغلبية أن أستراليا هي بلد واحد ,  ما لا يعمله معظم الجموع أن أستراليا هي بلدان شتى يسمونها الولايات , مفصولة بينها و بين بعضها بحدود , و عندما أقول حدود فإني بالطبع لا اقصد الحدود الجغرافية فحسب , بل أيضا أرمي الى أن لكل ولاية قوانينها الخاصة و إجراءاتها الحكومية التي تختلف شروطها و احكامها و قوانينها و حتى توزيع الضراءب فيها.لاطالما ظننت جهلا أن سيدني التي ذاع سيطها في الإعلام بمبنى الأوبرا الشاهق و ميناءها المترامي هي العاصمة, لكن الحقيقية أن عاصمة أستراليا هي من أقل الولايات الأسترالية صخبا و من أقلها سكانا , إنها كانبرا , الجافة , الحارة جدا صباحا و الباردة لدرجات تحت الصفر شتاء .في كانبرا هناك تقبع العديد من المتاحف التي لابد منها لإثبات أنها العاصمة , واحد من هؤلاء هو المبنى التذكاري للحروب , هناك تجد تماثيل الجنود المقاتلين تملأ المكان مع دباباتهم ,لتنشر عبق الفخر و التمجيد.دلفنا الى قاعة عريضه معلقة فيها هيليكوبتر ضخمة , و عرض كبير عن الحروب العالمية , دماء و شجب و أصوات النار , قصف , قنابل , و أيادي تسقف و موسيقى تهلل لهذا الإنتصار !يحتفل الأستراليون كل عام بما يسمونه يوم الأنزاك, و في قاعة تحمل نفس الإسم ترى بوضوح ملابس جنود  أتراك و آيات قرءانيه منقوشة محفوظه وراء الزجاج!إنها قاعة الأنزاك.في يوم الأنزاك و تحديدا عام 1915 حطم الأتراك الجنود الأستراليين و أفجعوهم بهزيمة منكرة بعد أن تركهم الجنود الإنجليز عمدا لقمة سائغة لجنود الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ,كان الهدف وقتها الإستيلاء على القسطنطينية عاصمة الدولة , و لكن إنتهى المطاف بأن أباد العثمانيون ما يقرب من تسعة آلاف جندي أسترالي و ما يقرب من الثلاثة آلاف جندي نيوزيلاندي. و على الرغم من ذلك فإن تاريخ الخامس و العشرين من شهر ابريل يعد إحتفالا صارخا بهذا المجد العظيم.لماذا ؟إنهم يعدونها أول معركة حقيقية في التاريخ الأسترالي .وقتها كانت أستراليا لاتزال تكون نفسها كصبية في مقتبل العمر , و لكنها لم تجد فرصتها للازدهار نتيجة إرغام إنجلترا الأم لها بأن تدخل مرغمة الحرب العالمية الأولى بصفتها عضو من أعضاء الكومون ويلث, و للأسف لم يشفع لها صغر سنها الدخول في معترك القتال و الإنضمام للمنظومة الإستعمارية, مما جعل الدول الأكبر حجما تلقي بها ككبش للفداء في بعض الأحيان عندما يقتدي الأمر. أما في الحرب العالمية الثانية , فقد كانت أستراليا قد تخطت مرحلة الصبا وباتت شابة أكثر خبرة , و بالتالي فإن الضغوطات المنصبة عليها من قبل الكومونويلث أصبحت أكثرصرامة, و زادت متطلبات إنجلترا منها نتيجه الوضع المتردي الذي وصلت إليه , حيث بعثت بأغلب جنودها لفرنسا للتصدي للمنافس النازي , في وقت إختار العرب موقف المشاهد بينما تتقاسم هذه الدول العالم سواء في   الحرب العلمية الأولى أو الثانية , و كان لابد لأستراليا أن تأخذ مكانها بين المستعمرين حتى لا تفوت حصتها من الغلة. لكن العامة كأغلب شعوب الأرض وقتها كانو و لازالو مقتنعين إقتناعا لا غبار عليه أنهم يساهمون بإنقاذ أنفسهم من الخطر النازي , و لذلك فقد سحبت إنجلترا أغلب جنود أستراليا و أرسلوهم إلى فرنسا , حينها تركت أستراليا مكشوفة أمام المنافس الإستعماري الياباني لولا تدخل الحليف الأمريكي , و لكن تلك قصة أخرى.  على إثر ذلك تقول إحدى الطاعنات بالسن أنه لولا الحرب العالمية لكانت مع أصحاب المزارع الأستراليين من أغنى الأغنياء , لأن الحكومة الأسترالية كانت تشتري منهم المنتجات الزراعية بأبخس الأثمان في وقت الحروب حتى أن الراوية العجوز و التي يناهز عمرها المئة عام أوضحت أنها لما أرادت مرة النزول للمدينة و هي طفلة لبست حذاء أمها حيث لم يكن لديهم في بيتهم إلا حذاء واحدا !

ماما هادية:
الأنزاك والأتراك
 
ما معنى الانزاك؟ لم أفهم جمع نيزك؟

لاول مرة أقرأ عن تاريخ استراليا
هل ستتابعين؟

أسيرة الصفحات:
السلام عليكم و رحمة الله
ماما هادية , أهلا بك
متابعه طبعا إن شاء الله
الأنزاك , هو إختصار للتحالف الأسترالي النيوزيلاندي  , ذلك التحالف المكون من دول يانعه تم الالقاء بها من قبل الانجليز كفريسة لجنود الدولة العثمانية للحد من خسائر الانجليز 
 Australian and New Zealand Army Corps
ANZAC
متابعه.. يارب الموضوع يعجبكم

أحمـد:
الموضوع شيق جدا معرفش أي حاجة عن تاريخ أستراليا ولا حاضرها 😁

أسيرة الصفحات:
2- الجيل المسروق ...في مطار سيدني سألتني إحدى موظفات الأمن : هل أنت من الجيل المسروق ؟ضحكت وقلت : نعم من الجيل المسروق شبابه و عمره و فلوسهلكن ملامح الجديه ارتسمت على وجهها و هي تختم على جواز سفري لتسأل من بعدي نفس السؤال .تمر الأيام ,بدأنا نحن إلى جلسات الشوي على الفحم , و التجمع مع أمثالنا من العرب , كنا قد تعرفنا على مجموعة من المسلمين من جنسيات عربية مختلفة , و كان عيد الأضحى , إقترح أحدهم حديقة للتجمع وجد فيها مكانا معدا خصيصا للشوي على الفحم , حزمنا أشياءنا و إنطلقنا , و من حظنا كانت الشواية فارغة بالرغم من أنه يوم عطله ! كان مدخل الحديقة قديما الى حد ما , مكتوب عليه عبارات بطلاسم غريبه و الترجمه مدرجة كالتالي : الإحترام لسكان هذه الأرض.لكن يبدو أن الحديقة خالية من البشر , إعتبرنا ذلك من حسن حظنا و بدأت من الأخريات بتوضيب الطعام و بدأ الرجال بالإشعال الفحم.و بينما نحن في ذلك الإنشغال و من حيث لا ندري ظهرت سيده , تبدو في العقد السادس من عمرها , داكنة البشرة , كثيفة الشعر , يبدو من مظهرها أنها لم تمشطه منذ زمن , رثة الثياب, تملأ التجاعيد وجهها , و عندما فتحت فمها لتتكلم كان خاليا تماما من الأسنان , لكن الملفت للنظر أنها كانت تترنح في مشيتها بطريقة غريبة و مقلقة , أول ما رأتنا قالت بلهجه هجومية : ماذا تفعلون هنا ؟تسمرنا في مكاننا قالت بعدائية : من أين أنتم؟كنت أول من إستطاع النطق : مصرو فجأه ضحكت خالية الأسنان  قائلة : أفريقيا , أنتم أقاربنا , أنا من الجيل المسروق , الرجل الأبيض قتل أجدادي و سلب أرضي و ترك لي هذه الحديقة أشوي فيها حيوان البوسم - نوع من القوارض - و الكانجر , أهلا بكم أهلا تفضلو تفضلو يا أقاربي و اصحابي طبعا ما أن سمع الجميع موضوع شوي القوارض  حتى بدأنا نلملم أشياءنا لنذهب الى مكان آخر , أحذت السيدة تجذب يدي تتوسل أن نجالسها , لكننا اعتذرنا بلباقة و مضينا إلى حال سبيلنا .قبل أن تحط السفن الإنجليزية رحالها في أستراليا , كانت قبائل الانديجينوس و التوريس لاند أيسلاندرز و هم السكان الأصليون لأستراليا , يعيشون بتكيف تام مع البيئة الأسترالية , كانو حفاة الأقدام , يرتدون جلود البقر , يعلمون مهارات الصيد و تقفي الأثر , و لديهم الكثير من الأساطير و الحكايات العجيبة , مؤمنون بالسحر و يتداوون به , و يعتقدون أن أرواح أجدادهم تسكن في النجوم أو أنهم النجوم نفسهم. لديهم لغات كثيره مختلفة بحسب إختلاف القبيلة , كانت قبائلهم تتحارب مع بعضها البعض , لكنهم لم يشهدو حربا بضراوة الحرب التي خاضوها لاحقا مع الإنجليز.في عام 1788 بدأت إنجلترا تشحن مجموعات من السجناء و الفقراء و المشردين إلى أستراليا , و كان المحكوم عليه بالذهاب إلى أستراليا كالمحكوم عليه بالفناء , و كان يمكن للحكومة أن تنفي أي أحد إلى هناك بتهم بسيطه جدا كسرقة رغيف خبز , المحتلون الأوئل و الذين يسمونهم ستلرز كانو مزيجا من الجرمين و المنفيين و الميكروبات الإنجليزية التي كانت أخطر من المحتل الإنجليزي على أجسام السكان الأصليين الذين لم يعهدوها.أبادت أمراض الإنجليز كالحصبة , الجدري , و الأنفلوانزا مع أسلحتهم في خلال عشر سنوات ما يقرب من تسعين في المئة من السكان الأصليين بلا رحمة و لا هوادة , و قد كان وقتها من حق الستلرز قتل السكان الأصليين و ضربهم بالنار في أي وقت .لاحقا صدر قرار باستخدام ما تبقى من السكان الأصليين في الزراعة وفي الأعمال الشاقة , على إعتبار بأنهم سينقرضون بفعل الطبيعة بسبب أنهم أقل تطورا من العرق الأبيض , أما بالنسبة للعرق الخليط و الذي نتج عن تزاوج الستلرز البيض مع السكان الأصليين أو بمعنى أصح نتيجة إغتصاب المحتلين الساديين لنساء قبائل السكان الأصليين , فقد قيل أن لهؤلاء شأن آخر , و أنهم فيهم أمل بأن يتطورو و أن يصبحو مثل البيض .أصدر البرلمان الأسترالي عام 1905 بيانا بأن يتم عزل كل الأطفال المختلطين أو المجنسين عن أهلهم من السكان الأصليين و إدراجهم ضمن عائلات إنجليزية من أجل تعليهمهم سبل العيش على الطريقة الإنجليزية " الراقية " و إنطلقت الشرطه في ذلك الوقت تجوب القرى و تخطف بناء على وشاية أهلها الأطفال المجنسين قسرا تاركة أمهات ثكالى تتجرعن مرارة الألم لفراق أطفالهن .فإن كان طفل القبيلة أفتح من أقرانه أو شعره أكثر نعومة أو ملامحه أقل جبلية كان يعد هجينا و كان يؤخذ الى معتقلات خصصت لتدريبه و لمحو ذاكرته .فيساق مع أمثاله من الأطفال لهذه المعتقلات التي يديرها جنود مسلحون لتدريبهم على برامج مفادها طاعة الرجل الأبيض  و يتم إستخدام معهم أسلوب الضرب و السحل و التعذيب , يمنعون من التكلم بلغتهم أو استخدام عاداتهم , ثم ما إن يتم إخضاعهم حتى يصبحو مؤهلين للحياه مع العائلات الإنجليزية التي لا تكون أكثر رحمة من المعتقلات , حيث يقومون باستكمال مسيرة إستعبادهم .من هنا نشأ جيل كامل من الأطفال المسروقين , و استمر هذا الفعل الشنيع حتى عام 1967إلى الآن تعيش بيننا في أستراليا أجيال من الأطفال المسروقين , أغلبهم مدمنون أو مصابون بأمراض عقلية , و كثير منهم إتجهو للجرائم و الفواحش , يشعرون دوما بالعار و ينعزلون في الغابات عن باقي الأسترال كطريقة للتعبير عن رفضهم لما حدث لهم في الماضي, كما أن منهم من رفض الإنخراط في الحياة المرفهة بما فيها من مشافي و مدارس و متاجر.يعد يوم 26 من شهر مايو من كل سنه يوم عيد في أسترايا , و يسمى يوم الإعتذار , حيث يعتذر الشعب الأسترالي لمن بقي من السكان الأصليين بسبب الجرائم التي تم إرتكابها في حقهم و حق أطفالهم من إنتهاك لحقوق الإنسان , و اليوم , يتم منح الأسترال الأصليين تعويضات مادية من قبل الحكومة الأسترالية و إمتيازات إضافية من أجل شراء سكوتهم على ما سبق و فعله الأجداد.نقطة.

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة