المحرر موضوع: النص الكامل لمشروع "ممر التنمية" للعالم المصري فاروق الباز  (زيارة 8102 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
من R.N.N | شبكة رصد‏ في 21 فبراير، 2011‏، الساعة 11:07 صباحاً‏‏
 
خريطة توضح موقع "ممر التنمية"



  يحتاج التفكير في مستقبل مصر إلى بعد نظر، فلا يمكن أن يتغير الوضع الحالي بين عشية وضحاها، المهم أن يكون هناك مخطط يعمل على تحريك الشعور بالمواطنة في عقل وقلب كل مصري ومصرية، ينمو ذلك عندما يؤمن السواد الأعظم من الناس بأن قادتهم يعملون للصالح العام أولا وأخيرا، ويؤهل هذا الشعور، أن يؤدي كل فرد دوراً فعالاً في مخطط الإنماء، هكذا يجري إنماء الدول الغنية والفقيرة على حد سواء.

إذن يلزمنا إعداد مشروع يفهم مقصده كل الناس، له مخطط زمني محدد نعلم بدايته ونهايته ويستطيع كل فرد أن يرى فيه مكانا أو خيرا إما له شخصيا أو لأبنائه أو للآخرين، يجب أن يتيح هذا المخطط الاستخدام الأمثل لعقول الناس وسواعدهم وقدراتهم لكي يؤمن الجميع به ويشعر كل فرد بأن له دوراً مهماً في إنجاحه. بناء على كوني جيولوجياً جاب أراضي مصر ونجوعها وصحاريها، ويعلم بالممارسة أحوال معيشة الناس في المدن الكبيرة والصغيرة والقرى والواحات، كذلك أعلم الوضع الماضي والحالي بالمدارس والجامعات والمعاهد وما وصلنا إليه، وما يمكننا أن نصل إليه إذا ما تحسن وضعنا المعيشي وانفتحت آفاق التقدم والرقي. لقد أثبت تاريخ الأمم أنه منذ خلق الله الإنسان على الأرض ازدهرت الحضارة بين أي مجموعة من الناس إذا توافرت في مجتمعهم ثلاثة مقومات أساسية هي:

 ١- إنتاج فائض من الغذاء مما يجعل الناس تنمو أجسامهم قوية ومخيلاتهم خصبة والغذاء الجيد يمنح الصحة والعافية التي تؤهل إلى العمل المجدي.

 ٢- تقسيم العمل بين أفراد المجتمع تقسيماً مناسباً، ويستدعي ذلك ترقية أهل الخبرة والمعرفة وحسن الإدارة (وليس أهل الثقة) على جميع المستويات.

٣- تأهيل الحياة الكريمة في المدن بحيث لا ينشغل الناس فقط بالبحث عن قوتهم ويعيشون في بيئة صالحة لكي يتمكن البعض منهم من الإبداع والابتكار في عملهم، والإبداع في العمل هو أهم مقومات الحضارة والرقي.

 إذن لن نحدّث مصر ونؤمن مستقبل أهلها إلا إذا تحسنت أوضاعنا بالنسبة إلى المقومات الثلاثة السابقة، لذلك فالحل الأمثل هو البدء في مشروع ممر التنمية في شريط من صحراء مصر الغربية يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالاً حتى بحيرة ناصر في الجنوب، وعلى مسافة تتراوح بين ١٠ و٨٠ كيلومتراً غرب وادي النيل، يفتح هذا الممر آفاقاً جديدة للامتداد العمراني والزراعي والصناعي والتجاري والسياحي حول مسافة شاسعة.

أهمية النقل

 يُعتبر النقل من أساسيات التقدم والازدهار على مر العصور، ونحن نعلم أن قيام الدولة المصرية القديمة منذ أكثر من خمسة آلاف عام اعتمد على النيل كطريق يربط شمالها بجنوبها، حيث كان ينتقل من خلاله الناس والأخبار والغذاء والمنتجات والبضائع ورجال الأمن وجامعو الضرائب وكل ما يمثل كيان الدولة وسر بقائها، كذلك اعتمد الإغريق والرومان والعرب على تسهيل وتأمين النقل في جميع أرجاء حضاراتهم، وفي العصر الحالي نَمَت أوروبا الحديثة بعد إنشاء شبكات الطرق السريعة فيها، وكذلك تفوقت أمريكا على باقي العالم الغربي باستخدام ثرواتها الطبيعية أحسن استخدام، مما استدعى إنشاء شبكة متميزة من السكك الحديدية والطرق الممتازة، الدائمة الصيانة في جميع أرجائها.

 وبالنسبة لنا في مصر لا يصِح إنشاء شبكة طرق جديدة في وادي النيل والدلتا لأن في ذلك اعتداء على الأرض الزراعية المُعتدى عليها أصلاً، نتيجة النمو الكبير للكتل السكانية العشوائية وغير المُرخَص لها في أغلب الأحيان، هذه الأراضي الخصبة رسبها نهر النيل العظيم على مدى ملايين السنين، ولقد تكدس سكان مصر في مساحة محدودة منها نتيجة الزيادة المستمرة في عدد السكان، ولا يعقل أن نستمر في العيش على ٥% من مساحة أرضنا، مع الاستمرار في البناء فوق التربة الزراعية، لذلك فلا بد من فتح آفاق جديدة للتوسع العمراني والزراعي والصناعي والتجاري والسياحي خارج نطاق وادي النيل الضيق.

 ويسعى الممر المقترح، إضافة إلى تسهيل النقل بين أطراف الدولة، إلى الحد من التوسع العمراني في وادي النيل والدلتا بفتح آفاق جديدة للنمو بالقرب من التجمعات السكانية الكبرى ومجالات لا حصر لها في استصلاح أراضٍ صحراوية وإنشاء مشاريع جديدة للتنمية في مجالات التعمير والزراعة والصناعة والتجارة والسياحة، كما يُعطي الممر أملاً جديداً لأجيال المستقبل باستخدام أحد عناصر الثروة الطبيعية وأقربها إلى التجمعات السكانية الحالية، وهو الشريط المتاخم لوادي النيل في الصحراء الغربية.

لقد اُختِير هذا الجزء من الصحراء الغربية بُناءً على خبرة في تضاريس مصر وإمكاناتها التنموية، ويتكون الشريط المتاخم لوادي النيل من هضبة مستوية بميل بسيط من الجنوب إلى الشمال بموازاة النيل، ولا تقطع المنطقة أودية تهددها السيول كما هو الحال في شرق النيل، كذلك تتواجد مساحات شاسعة من الأراضي التي يسهُل استصلاحها لإنتاج الغذاء، إضافة إلى احتمالات تواجد المياه الجوفية، هذا الشريط بالذات تقل فيه الرمال ولا تتقاطع معه خطوط الكثبان الرملية.

دعائم الممر

 بناءً على ما تقدم يتضمن مقترح ممر التعمير إنشاء ما يلي:

 ١- طريق رئيسي يعتبر المحور الأساسي للسير السريع بالمواصفات العالمية يبدأ من غرب الإسكندرية، ويستمر حتى حدود مصر الجنوبية بطول ١٢٠٠ كيلومتر تقريباً.

 ٢- اثني عشر محورا من الطرق العرضية التي تربط الطريق الرئيسي بمراكز التجمع السكاني على طول مساره بطول كلي حوالي ٨٠٠ كيلومتر.

 ٣- شريط سكة حديد للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسي.

 ٤- أنبوب ماء من بحيرة ناصر جنوباً حتى نهاية الممر على ساحل البحر المتوسط.

 ٥- خط كهرباء يُؤمن توفير الطاقة في مراحل المشروع الأولية.

١- المـمر الرئيسي


يمثل الطريق العالمي من الشمال إلى الجنوب العنصر الأساسي لممر التعمير، يبدأ الطريق على ساحل البحر المتوسط في موقع بين الإسكندرية والعلمين، ويؤهل لإنشاء ميناء عالمي جديد يُضاهي الموانئ العالمية الكبري في المستقبل، وتُؤخَذ في الاعتبار الحاجة إلى توفير استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة في التعامل السهل السريع مع الصادرات والواردات والبضائع المؤقتة.

 يتكون الطريق الرئيسي من ثمانية ممرات على الأقل، اثنان لسيارات النقل واثنان للسيارات الخاصة ذهاباً وإياباً، كما يلزم تمهيد الطريق وفق المواصفات العالمية التي تسمح بالسير الآمن السريع دون توقف إلا في حالات الطوارئ ومحطات الاستراحة والوقود ومراكز تحصيل رسوم السير.

٢- المحاور العرضية

 يشتمل المقترح على ١٢ محورا عرضيا يربط كل منها الطريق الرئيسي بموقع من مواقع التكدس السكاني في الدلتا وبموازاة وادي النيل، تسمح هذه الطرق بالامتداد العمراني غرباً في هذه المواقع رويداً رويداً وتضيف بُعداً جغرافيا لعدد من المحافظات التي تعاني من الاختناق في الوقت الحالي، ويجب ألا يُسمح إطلاقا بالنمو العشوائي في تلك المناطق، بل يجب أن يسبق التخطيط والتنظيم والخدمات النمو الحضري لها، وعلى سبيل المثال، تشمل المحاور العرضية المقترحة ما يلي:

محور الإسكندرية

 يمتد هذا المحور من الطريق الرئيسي غرباً ليصل إلى مدينة الإسكندرية ومينائها ومطارها الدولي، ويمكن أن يستمر المحور شرقاً حتى طريق الدلتا الساحلي إلى رشيد ثم دمياط، وبذلك يربط هذا الفرع الطريق الرئيسي للممر بشمال الدلتا بأكملها.

محور الدلتا

 لربط الطريق الرئيسي بمنتصف منطقة الدلتا ربما في مدينة طنطا، مثل هذا المحور يتطلب المحافظة على الأراضي الزراعية في مساره وربما يتطلب كباري جديدة على فرع رشيد وقنوات الري والصرف، والجزء الغربي من هذا الطريق يُرصف على صحراء قاحلة وقابلة للاستصلاح وتمثل بعدا جغرافياً جديداً لمحافظة الغربية أكثر محافظات الدلتاً اختناقاً على الإطلاق.

محور القاهرة

يؤهل هذا المحور ربط الطريق الرئيسي بطريق «مصر- إسكندرية الصحراوي» ثم بأكبر تجمع سكاني في قارة أفريقياً بأكملها، ألا وهو محافظة القاهرة، ويمكن لهذا الفرع أن يستمر شرقاً إلى المعادي ومنها إلى طريق السويس كي يربط الميناء الجديد بميناء السويس، ويؤهل ذلك نقل البضائع برياً من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر عبر خليج السويس.

محور الفيوم

 يضمن هذا المحور تنمية الصحراء في شمال وغرب منخفض الفيوم، ومنطقة غرب الفيوم بالذات يمكن تنميتها صناعياً لإبعاد الصناعات الملوثة للبيئة، مثل صناعة الأسمنت عن المواقع السكنية.

محور البحرية

 ويهدف هذا الفرع إلى توصيل الطريق الرئيسي بالواحات البحرية في اتجاه جنوب غرب الجيزة، وبذلك يؤهل للربط بين واحات الوادي الجديد الشمالية والطريق الرئيسي، ويسمح الفرع بالتوسع في السياحة في منخفض البحرية.

محور المنيا

 يفتح هذا المحور آفاقاً جديدة للنماء غرب وادي النيل في منطقة تكتظ بالسكان وتحتاج إلى التوسع في العمران نظراً لوجود جامعة بها، بالإضافة إلى الحاجة لعدد من المدارس ومعاهد التدريب.

محور أسيوط

 يمكن إعادة كل ما قِيل عن فرع المنيا، إضافة إلى أن هذا المحور يؤهل السير على طريق الواحات الخارجة وباقي واحات محافظة الوادي الجديد.

محور قنا

 يوصل هذا المحور إلى منطقة واسعة يمكن استصلاح أراضيها تقع جنوب مسار نهر النيل بين مدينتي قنا ونجع حمادي، وتكونت التربة في هذه المنطقة نتيجة لترسيب الأودية القديمة مما يعني أيضاً احتمال وجود مياه جوفية يمكن استخدامها في مشاريع الاستصلاح.

محور الأقصر

 يعد هذا الطريق امتداداً غير محدود للمشاريع السياحية المتميزة فوق الهضبة وغرب وادي النيل بالقرب من أكبر تجمع للآثار المصرية القديمة في الأقصر.

محور كوم أمبو وأسوان

 يعتبر هذا المحور سهلاً واسعاً يمثل مجرى قديما للنيل ولذلك تغطيه تربة خصبة صالحة للزراعة، ولأسباب جيولوجية بدأ مجرى النيل الهجرة شرقاً حتى وصل إلى موقعه الحالي، ولذلك يمكن استخدام المياه الجوفية المُختَزنة منذ قديم الزمن في استصلاح هذا السهل الخصيب، ويربط امتداد الفرع في اتجاه الجنوب الشرقي بينه وبين الطريق الرئيسي ومدينة أسوان، مما يسهل نقل المنتجات المحلية إلى المحافظات الشمالية علاوة على التنمية السياحية عبر تيسير زيارة المواقع السياحية في منطقة أسوان، إضافة إلى ذلك يؤهل الطريق تنمية مطار أسوان للتجارة العالمية.

محور توشكى

يهبط الطريق الرئيسي من الهضبة حيث يجري وصله بعدة أماكن حول منخفض توشكى، وجرى حفر قناة لتوصيل ماء النيل من بحيرة ناصر إلى منخفض توشكى بغرض استصلاح الأراضي المحيطة بالبرك التي تكونت في المنخفض، هذا المشروع يستدعي عدة سبل للنقل السريع إلى المحافظات الشمالية ومنافذ التصدير معاً.

محور بحيرة ناصر

 تمثل بحيرة ناصر موقعاً متميزاً لتنمية الثروة السمكية وصيد الأسماك، خاصة إذا جرى تسهيل نقلها إلى مواقع التكدس السكاني في المحافظات الشمالية. لقد اختيرت هذه المحاور لقربها من مواقع التكدس السكاني وسهولة المرور بها من الناحية الطبوغرافية، هذا ويمكن إضافة محاور أخرى كما في دراسة أعدها متخصصون من وزارة التنمية الاقتصادية، وأفادت بإمكانية ثلاثة محاور إضافية.

 يشتمل ممر التعمير المقترح على شريط سكة حديدية للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسي. تؤهل هذه الوسيلة نقل الناس والبضائع والمنتجات من جنوب مصر حتى ساحل البحر المتوسط لا سيما أن السكة الحديدية الحالية تُعاني من الكهولة. كما لا يصِح إنشاء سكة حديدية جديدة داخل وادي النيل؛ لأن في ذلك تعدياً على الأراضي الزراعية.

تؤهل السكة الحديدية للنقل السريع شحن الأسماك من بحيرة ناصر التي تزخر بالثروة السمكية إلى مواقع التكدس السكاني في شمال وادي النيل. كذلك تُمكّن الوسيلة من الاستخدام الأمثل في الصناعات العديدة كصناعة الألومنيوم في نجع حمادي، فتواجد السكة الحديدية الجديدة سوف يجعل النقل من الميناء إلى المصنع ثم نقل المُنتَج من المصنع إلى السوق يتم في سهولة ويسر وبتكلفة أقل، هذا بالإضافة إلى الحد من الزحام الناتج عن حركة الشاحنات على الطريق الزراعي الحالي.

أنبوب الماء

يلزم توفير الماء الصالح للشرب بطول الممر المقترح فوق هضبة الصحراء الغربية. يُفضل نقل الماء من بحيرة ناصر أو قناة توشكى داخل أنبوب لمنع البخر أو تسرب الماء في الصخور. ويشمل التخطيط لمشاريع التنمية المختلفة على طول الممر استخدام المياه الجوفية في الزراعة والصناعة، ولكن الحاجة إلى الماء للاستخدامات البشرية خلال المراحل الأولي للمشروع تتطلب توفير الأنبوب المذكور.

ربما يلزم المشروع خلال تلك المرحلة أنبوب قطره متر واحد أو متر ونصف. وهذا ليس بكثير لأن ليبيا قد أقامت النهر الصناعي العظيم لنقل الماء العذب من آبار صحرائها في الجنوب إلى مدنها على ساحل البحر المتوسط في أنبوب قطره أربعة أمتار وبطول ٢٠٠٠ كيلومتر. وكما هو الحال في ليبيا، بعد ضخ الماء إلى مستوى الهضبة يتم نقله من الجنوب إلى الشمال بالميل الطبيعي لسطح شمال أفريقيا.

خط الكهرباء

يلزم للمقترح إنشاء خط كهرباء للإنارة والتبريد على طول الطريق الرئيسي، وخاصة لأن مسار الطريق يمر في منطقة صحراوية لا تتواجد فيها متطلبات التنمية الأساسية، خلال المراحل الأولى للمشروع. في نفس الوقت يجب تشجيع مشاريع التنمية العمرانية والزراعية والصناعية والسياحية المُنَظمَة واستخدام مصادر الطاقة المستدامة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

مزايا المشروع

 يلزم لأي مقترح لمشروع تنموي دراسة الآثار الجانبية له خاصة من الناحية البيئية، ولأن المشروع المقترح يقلل من تدهور البيئة في وادي النيل فهذا يعتبر إحدى مزاياه العديدة. الجانب الأساسي الذي يجب دراسته هو الجدوى الاقتصادية للمشروع، أي مدى نجاحه المؤكد من ناحية الاستثمار، وهذا يتم من خلال دراسة جدوى يجريها المختصون بناءً على بيانات حقيقية ومنطقية. أما المزايا والمنافع المنتظرة للمشروع فعديدة، نوجز منها ما يلي:

 - الحد من التعدي على الأراضي الزراعية داخل وادي النيل من قِبَل القطاع الخاص والحكومي معاً.

- فتح مجالات جديدة للعمران بالقرب من أماكن التكدس السكاني.

 - إعداد عدة مناطق لاستصلاح الأراضي غرب الدلتا ووادي النيل.

 - توفير مئات الآلاف من فرص العمل في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والإعمار.

- تنمية مواقع جديدة للسياحة والاستجمام في الصحراء الغربية بالشريط المتاخم للنيل.

 - الإقلال من الزحام في وسائل النقل وتوسيع شبكة الطرق الحالية.

- تأهيل حياة هادئة ومريحة في بيئة نظيفة تسمح للبعض بالإبداع في العمل.

 - ربط منطقة توشكى وشرق العوينات وواحات الوادي الجديد بباقي مناطق الدولة.

- خلق فرص جديدة لصغار المستثمرين للكسب من مشاريع في حقول مختلفة.

- مشاركة شريحة واسعة من الشعب في مشاريع التنمية، مما ينمي الشعور بالولاء والانتماء.

 - فتح آفاق جديدة للعمل والتمتع بثمار الإنجاز في مشروع وطني من الطراز الأول.

 - خلق الأمل لدى شباب مصر، وذلك بتأمين مستقبل أفضل.

 وسيلة الإنجاز


مع أن تنفيذ المقترح الحالي قد نُوقِش في محاضرات عديدة بالجامعات والمؤسسات ومع الحكومة المصرية، لكنه يُعرض كمشروع للقطاع الخاص وذلك لأسباب كثيرة. لقد قدر المختصون تكلفة المشروع بحوالي ٢٤ مليار دولار. وهذه القيمة ليست بالكثير في الوقت الحالي لا سيما أنها تؤمن مستقبل شعب بأكمله وتنقذ مصر من الوضع الاقتصادي المُتردي في هذا الوقت بالذات. وربما تمكن المستثمرون من تأمين المبلغ المطلوب لتنفيذ المشروع عبر بيع الأراضي الصالحة للإعمار على جانبي المحاور العرضية في بداية المشروع، ونحن نعلم أن أسعار أراضي البناء تزداد بسرعة خيالية حالياً.

بطلب من السيد الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء قامت لجنة وزارية برئاسة فايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولي بدراسة جميع آفاق المقترح بناء على دراسة مستفيضة بواسطة أهل الخبرة في المهن المختلفة أثناء السنوات الثلاث الماضية. قام بالدراسة خبراء في مراكز الأبحاث والجامعات لكي يتحقق تقييم المقترح جدياً بواسطة أهل الخبرة والمعرفة في جميع المجالات تحت إشراف وزارة التنمية الاقتصادية. في نظري تلزم أيضا مناقشة مثل هذا المشروع الحيوي في البرلمان لكي يمكن سن القوانين واتخاذ الإجراءات التي تحمي الناس من الروتين الحكومي أو استغلال بعض العاملين في القطاع الخاص.

 ويا حبذا لو بدأ التفكير منذ لحظة الانطلاق بمشاركة أوسع شريحة ممكنة من الناس، فيمكن لكل محافظة مثلا البدء في إعداد قائمة بمشاريع التنمية وأولوياتها بناءً على احتياجاتها الحقيقية وفي ضوء مواردها من العمالة الفنية اللازمة وقدراتها الأخرى، وفي نفس الوقت يجب عدم السماح باستقطاب عمالة أجنبية للعمل في المشروع مهما كانت الأسباب، لأن المصري أو المصرية يمكن تدريبهما للقيام بأي عمل كان وبأعلى مستويات الأداء العالمية.

وكذلك يمكن تشجيع شباب الجامعات من خلال مسابقات لاختيار مشاريع تنمية تُقام في محافظاتهم. حتى طلبة المدارس يمكنهم المشاركة بمسابقات لاختيار أسماء الطرق العرضية والمدن والقري التي سوف تنشأ على جوانبها. مشاركة الشباب مهمة للغاية لأن الهدف من المشروع هو تأمين مستقبلهم عبر إتاحة فرص عمل لا نهائية أمامهم.

 معنى ذلك أن الباب مفتوح على مصراعيه لمشاركة من يود أن يدلو بدلوه، على شرط أن تكون الأفكار المقدمة ليس الغرض منها هو الكسب الشخصي الضيق والمحدود، ولكنها تصب أولاً وأخيراً في الصالح العام. وهكذا تتقدم الدول ويعمل الناس بعزم ونشاط وولاء وانتماء وتزدهر الحياة مرة أخرى في وادي النيل الخالد.

 خاتمة

في عرض سابق لفكرة المشروع ذكرت أن حفيدتي ياسمين (وعمرها ١٠ سنوات) عادت من مدرستها في واشنطن لتخبر أمها أن المُدرِسة ذكرت اسم مصر في أول درس من دروس التاريخ، وأضافت أن المُدرِسة قالت إن التاريخ يعيد نفسه، وسألت أمها هل هذا صحيح؟ فعندما أجابتها الأم بالإيجاب سألت بحماس شديد: هل هذا يعني أن مصر يمكن أن تعود عظيمة مرة أخرى؟

 الإجابة على سؤال هذه الصغيرة، التي تعيش بعيداً ولكنها تحتفظ بذكرى مصر في قلبها وعقلها، تستدعي التفكير الثاقب والعمل الدؤوب في سبيل رفعة هذا البلد الذي يستحق موقعاً متقدماً بين الأمم. فمصر كانت على مدى العصور منبعاً للحضارة والفكر والعلم والثقافة والفن والبناء وحسن الأداء، ولكن بين آونة وأخرى تخبو فيها شعلة الحضارة وينطوي شعب مصر على نفسه وكأنه في غيبوبة لا يعي بما يدور حوله في العالم، ولكن سرعان ما يفيق هذا الشعب العظيم من الغثيان وينتفض بكل حيوية ونشاط لكي تتوهج شعلة الحضارة مرة أخرى في أرض مصر.

 ويمكنني القول إن العرب في كل مكان ينتظرون رفعة مصر لأن في ذلك رفعتهم جميعاً. ولم تكن للعرب مكانة في أي وقت من الزمان إلا في وجود مصر القوية كالعمود الفقري الذي تلتف حوله البلدان العربية جميعاً.

لن تعود مصر دولة عظيمة مرة أخرى إلا إذا تحسنت أوضاعنا الحالية. وبناءً على مزايا ومنافع وهذا المشروع يمكنه أن يوصل مصر إلى الغرض المنشود خلال عقد أو عقدين من الزمان على الأكثر، كما أن من شأنه أن يُخرِج مصر من الوضع الحالي بمآسيه المختلفة، لذلك فإنني مقتنع تماماً بأن المشروع المقترح يمكن أن يعيد الحيوية والإنتاجية لشعب مصر ويؤهل هذا البلد الطيب المعطاء للوصول إلى موقع متميز بين أعظم بلدان العالم مرة أخرى.

ملحوظة :
هذا المشروع ليس بجديد وإنما تم تقديمه في أيام حكومة نظيف ومن الواضح أنه لم يتحقق منه شيئا فعليا ولم يحمل على محمل الجد .. ولكن أحمد شفيق رئيس الوزراء الحالي تعهد بالتنفيذ الكامل لهذا المشروع .. فهل يصدق ؟!


غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
أعدت قراءة المشروع وشعرت بشعور رائع لا يوصف .. هذا أشبه بالحلم الجميل الذي كان من المستحيل أن يتحقق من قبل وتبدو بوادر الأمل لتحقيقه الآن ..

ما أحزنني فعلا هو أن المشروع - حتى لو تم تطبيقه بحذافيره - لن يصل لشرق مصر وعلى أقصى تقدير سيصل للسويس فقط وسيتجاهل الشرقية - الإسماعيلية - بورسعيد - سيناء - البحر الأحمر .. وأظن أننا لكي نحقق تنمية شاملة نحتاج إلى مشروع مماثل في الشرق وخاصة في سيناء التي تتمتع بخصائص فريدة لم يتم استغلالها بعد وفي نفس الوقت بها مشاكل خطيرة لا يمكن حلها إلا بقفزة تنموية حقيقية ومشروع قومي كبير ..

هناك أفكار مبدأية قائمة على تحويل وسط سيناء إلى منطقة صناعية كبرى قائمة على الكثير جدا من المواد الخام التي مازالت تصدر خام كما هي ولا يتم الاستفادة منها أبدا وإقامة مجموعة من الطرق التي تسهل وتسرع حركة النقل .. وزراعة الشريط الساحلي ووادي العريش (وخاصة بعد كميات الطمي الكبيرة التي فاضت بها السيول علينا العام الماضي) ثم إقامة مشروعات إنتاج زراعي كبرى .. وإقامة سوق حرة كبيرة في رفح .. ولا مانع أبدا من استخدام الشواطئ الكبيرة غير المستغلة على البحر الأبيض كمشاريع سياحية ضخمة وخاصة أن هناك شواطئ كثيرة مازالت بكرا ... وربما إقامة ميناء تجاري عالمي ضخم في سيناء لتسهيل عملية التبادل التجاري مع العالم في شرق مصر أو ربط شبكة الطرق بميناء بورسعيد لو كان الأخير يستوعب حجم التداول المتوقع ..

هذه المشاريع ربما تواجهها مشكلة الكثبان الرملية المنتشرة كثيرا في سيناء لذا اختيار المواقع يحتاج لدراسة دقيقة وكذلك نحتاج زراعة غطاء نباتي جيد لكي يوقف زحف الرمال ويثبت الكثبان الرملية ..

مازالت الأفكار مبدأية كما قلت وتحتاج مناقشة ودراسة أعمق وأشمل ..

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
ممدوح حمزة يصف ممر التنمية بـ(المشروع الفاشل).. ويطالب بمناظرة علمية مع فاروق الباز

انتقد المهندس الاستشاري والناشط السياسي الدكتور ممدوح حمزة مشروع "ممر التنمية" الذي يطرحه العالم الدكتور فاروق الباز.. وقال "إن هناك العديد من المآخذ العلمية والهندسية والفنية على المشروع، ولا أرى جدوى اقتصادية من مشروع ممر التنمية الفاشل.. وطالب الباز بالتوقف عن شرح وتسويق المشروع إعلاميًّا قبل دراسته واستقبال الملاحظات بشأنه من العلماء والمتخصصين".
 
وأكد حمزة، في تصريحات صحفية اليوم السبت، استحالة تنفيذ مشروع "ممر التنمية" لأن الهضبة الغربية لنهر النيل مرتفعة عن مستوى سطح النهر، وهي هضبة جيرية لا يمكن أن توجد بها مساحات زراعية تصل إلى مليون فدان، كما يستهدف المشروع، إضافة إلى شح المياه وصعوبة توصيل مياه النيل دون استخدام محطة رفع عملاقة مثل تلك التي تستخدم في مشروع "توشكى".
 
وأعرب الدكتور حمزة عن استعداده لإجراء مناظرة علمية مع الدكتور فاروق الباز حول جدوى مشروع "ممر التنمية"، من الجوانب كافة، ومدى استفادة خطط التنمية والتوزيع الجغرافي في مصر من هذا المشروع.
 
ويقوم مشروع "ممر التنمية" على إنشاء طريق طولي يربط بين شمال مصر وجنوبها فوق الهضبة الغربية لنهر النيل بعيدًا عن ممر النهر بمسافة تتراوح بين 8-10 كيلومترات ليتفادى في طريقه منخفض القطارة، وينحرف شرقًا ثم غربًا لتفادي بحيرة قارون في الفيوم، ويتم ربط هذا الطريق بالوادي من خلال محاور عرضية تربطه بالمدن المصرية المختلفة في الوادي والدلتا.
 
يستهدف المشروع استيعاب 20 مليون مواطن مصري وزراعة نحو مليون فدان يتم ريُّها من خلال المياه الجوفية، أما الاستخدامات المنزلية والبلدية فيتم توفير المياه لها من النيل عبر أنبوب يقوم بسحب مياه النهر إلى محطات على طول الطريق.
 
وأوضح الدكتور ممدوح حمزة، أستاذ الهندسة المتفرغ بجامعة حلوان، أن نقل 20 مليون مواطن مصري من الوادي الضيق إلى الأراضي الجديدة حول الطريق هدف غير قابل للتحقيق، ولن يحل مشكلة الوادي، كما لم تستطع المدن الجديدة في 6 أكتوبر والشيخ زايد، وغيرها، اجتذاب أعداد كبيرة من المصريين للانتقال إليها، حلا لمشكلة التكدس السكاني في القاهرة الكبرى.
 
وأشار إلى أن المحاور التي ستربط بين طريق ممر التنمية والمدن في شمال مصر وجنوبها ستخلق مدنًا جديدة حولها تمثل عبئًا على الوادي، ولن تحل مشكلة التكدس السكاني في المدن القديمة، إضافة إلى مساحات الأراضي المنزرعة التي يتم نزعها من الفلاحين لإنشاء الطريق والمحاور، "ناهيك عن فروق المناسيب بالنسبة إلى المياه والتكلفة العالية للمشروع، والتي تصل إلى 24 مليار دولار، أو ما يوازي نحو 180 مليار جنيه مصري".
 
تجدر الإشارة إلى أن الدكتور فاروق الباز أكد أن دور الحكومة في تنفيذ مشروع "ممر التنمية" سيقتصر فقط على سن القوانين لحماية المشروع.. لافتًا إلى أن البنية الأساسية للمشروع تحتاج 450 ألف عامل يتولون حفر الترع أو تسوية الشوارع ورصفها.. مشيرًا إلى أن المشروع يجب أن تتبناه الدولة كسياسة، وألا يقتصر على حكومة بعينها أو وزير بعينه.

غير متصل أم يوسـف

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2878
مرة أخرى هاجم ممدوح حمزة ممر التنمية في برنامج الشعب يريد مع طوني خليفة

برنامج الشعب يريد مع ممدوح حمزة - الحلقة الثامنة
كم من مستبد سيحاسب حسابا عسيرا على كل قطرة دم تريقها كلمته: لن أرحل.. وهو راحل شاء أم أبى

غير متصل أم يوسـف

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2878
الرد على معارضي ممر التنمية
د. فاروق الباز


لكل منا الحق في إبداء الراي وخاصة في الامور التي تخص الناس أو مستقبل الوطن. لذلك أود أن أشرح بعض الحقائق التي غابت عن بعض من عارض مقترح ممر التنميه و ذلك دعماً لشباب الثورة وذويهم من الذين اقتنعوا بالمقترح ويعملون لنشر المعرفه عن أفاقه.

 

اولاً: مشروع الممر ليس للزراعه فقط ولكنه لتوسيع مساحة المعيشه وكل نشاطاتها شاملاً العمران والزراعة والصناعة والتجارة والسياحة وفتح مجالات جديدة لشباب مصر لحياة كريمه  و رحبة في بيئه صالحة تؤهل الابداع والأبتكار.

 

ثانياً: لقد أقترح الممر فوق الهضبه الجيريه المستوية التي تحد غرب وادي النيل لانها مسطحه لا تشقها أوديه عميقة لذلك تصلح لإرساء البنية التحتية شاملا ذلك علي طريق سريع وخط كهرباء وأنبوب ماء لإستخدام الإنسان بالاضافه الي المشاريع المستقبلية لإنتاج الطاقة الشمسية والتوسع أفقيا دون الايذاء بالأراضي الخصبة فى وادي النيل والدلتا.

 

ثالثاً: لم اقترح اطلاقاً الزراعة فوق الهضبه الجيرية غرب وادي النيل. الزراعة مقترحة أن تكون في الرواسب النيلية والأراضي المستوية بين غرب النيل و أسفل شرق الهضبة وكذلك غرب الدلتا.

 

توضح الخريطة الجيولوجية الرسمية لمصران هناك مساحات من الأراضي النيلية القديمة الموضحة باللون الاحمر في  شكل "1" ومساحتها 640 ألف فدان. كذلك توضح صور الفضاء ان المساحات من الأراضي المغطاة بالتربة وبعضها مستوي تماما تزيد مساحتهاعن 10 مليون ونصف فدان.هذه المساحة مقترحة للتوسع في الاعماروالتنمية بكل انواعها وهي مبينة باللون الابيض في شكل"1". اذا ما أمكن استصلاح 5%  فقط من هذه المساحة فهي تصل الي 520 ألف  فدان (وغالبا ما يمكن زراعة 20%  من مساحتها الكلية أى أكثر من 2 مليون فدان)  معني هذا ان الأرض النيلية القديمة ( تبعا لخريطة المساحة الجيولوجية) مع 5% من الأراضي المستوية المتاخمة لها تصل الي  1,160,000 فدان  )مليون ومائة وستون ألف فدان) ولذلك ذكرت  ان هناك حوالي مليون فدان علي الأقل علي طول الممر المقترح  تصلح للزراعة.

 

يلزم التوقف عند مساحة الأرض المنبسطة التي يمكن استخدامها في المعيشة والإنماء شرق الهضبة التي تحد وادي النيل وغرب الدلتا وهي عشرة ونصف مليون فدان أي تقريبا ضعف الأراضي المستخدمة حالياً وهي الغرض الاساسي من مقترح ممر التنمية. اذا اتضح  أنه  يمكن زراعة 20%  من مساحتها الكلية هذا يصل إلى أكثر من 2 مليون فدان. السواد الاعظم  من هذه الأرض المستوية والقريبة من أماكن التكدس السكانى الحالى يمكن أن يستخدم في اقامة المدن الجديدة والقري والمصانع والمتاجر والمخازن وما الي ذلك من نشاط تنموي علي مدي مئات السنين مستقبلاً.

 

هذا أمر هام جدا لسببين الأول تبعا لوزارة  الزراعة  هو أن التعدي علي الأراضى الخصبة في وادي النيل و الدلتا يساوي 30,000 فدان سنوياً، وهذا يعني أنه إذا استمر الوضع الحالي علي ما هو علية فسوف تختفي الأراضى الخصبة بعد 183 سنة. و السبب الثاني هو ان الإحصائيات تؤكد أن تعداد السكان الحالي وهو 80 مليون نسمه سوف  يزداد إلى عام 2050 ليصل 140 مليون نسمة أى اضافة 60 مليون فرد اضافة علي التعداد الحالي. لذلك يلزم من الأن أن نفسح الطريق للحد من التعدي علي الأراضي الخصبة وفتح مساحات جديدة لمعيشة الأجيال القادمة.

 

رابعاً: لم ياتي ذكر إستخدام المياه الجوفية فوق الهضبة لا من قريب أو من بعيد. المياة الجوفية المقترح استخدامها هى داخل وادي النيل أي مابين النيل والهضبة. مثلا أثبت الجيولوجى القدير الدكتور البهى عيسوى أثارا لفرع قديم للنيل غرب كوم أمبو . إختار هذه المنطقة لدراسة الدكتوراه أحمد جابر الذى يعد الدكتوراه تحت إشرافى مع زملاء  فى جامعة بور سعيد. وهناك قد  إكتشف مجموعة من هياكل التماسيح 50 كيلومتر غرب النيل, و  توجد تحت المنطقة مياة جوفية أصلها  هو نهر النيل نفسه حيث تنشع المياة في التربة والصخور المسامية حول النهر وتجدد علي الدوام. اثبات ذلك هي المزارع الموجودة حالياً فى المنطقة و عشراث أخرى مثلها تستخدم المياة الجوفية علي طول المسار كما توضحه الصور المكبرة للمواقع المبينة في شكل 2.

 

خامساً:  قيل أن انبوب مياة الشرب يستدعي 10 محطات لرفع المياه علي المحور الطولي. هذا خطاء لأن نقطة بداية الرفع فوق الهضبة هي أعلي نقطة علي الممر لذلك فأن المياه سوف تسير من الجنوب الي الشمال بالضغط الذاتي. كما أن الفارق بين ساحل بحيرة السد العالي ونقطة البدء هي 300 متر وهى ما تتطلب الرفع بالطريقة المثلي هندسياً كما هو مبين في شكل 3.

 

سادساً:  جاء في المعارضه أن الأحتياج الشخصي من المياه دون الزراعة هو 4 مليار متر مكعب. انا لا اعرف ما هو القصد من هذا الكلام. مطالب الناس من المياه في الشرب والطهي والمعيشة علي ضفاف النيل او غربها  واحدة أينما كانوا فلا ذيادة في ذلك إطلاقاً.

 

سابعاً: إستخدم المحور العرضي الموصل الي منتصف الدلتا في طنطا للقول بانه يستدعي نزع الملكية. صاحب هذة المقولة لم يعي أن مسار المحور هو الطريق الأسفلتي الحالي ما بين طنطا وكفر مجاهد ومنه الي طريق اسفلتي حالي يؤدي للخروج من المنطقة الزراعية غربا في اتجاه المحورالطولي. لقد تم تحديد المسار كما هو حال المحاور العرضية الأخرى بمساهمة الدكتورة إيمان غنيم أستاذة الجغرافيا بجامعة طنطا. كان أهم القواعد هو عدم  نزع ملكية اي أراضي و من هنا نؤكد أن ممر التنمية من أهم أغراضة هو الحفاظ علي أراضي مصر الخصبة وبناء المدن والقري والطرق وما اليها خارج الأراضي الخصبة لضمان حياة كريمة لنا وللأجيال المقبله.

 

ثامناً: احد منا فع ممر التنمية هو ربط مشروع توشكي بباقي الوطن بجميع أنواع النقل. توشكي ليس مشروعاً فاشلا ولكنه مشروع لم يكتمل , وربطه بمراكز التكدس السكاني يؤهل نقل الناس إليه ونقل المنتجات منه إلي جميع أنحاء الوطن بسرعة وسهولة وأمان, أى أن ممر التنمية يحيى مشروع توشكى.

 

تاسعاً: السبب الأساسي لأقتراح تمويل المشروع بالاكتتاب المصري العام هو أنه لا بد ان يكون ناجحاً ومربحاً علي المدي الطويل. إذا تم ذلك لا يلزم الحكومة أن تصرف علي جزء منه بل تقنن العمل فيه وتتركه لزمام الناس. هكذا يمكن للحكومة أن تخصص أموال الدولة في المشاريع الوطنية الهامة مثل تنمية سيناء وأي مشاريع أخري في الوادي الجديد او الصحراء الشرقية تلتزم بها الدولة.

 في حقيقة الامر القول بأن تنمية سيناء أولي بدعم الدولة صحيح تماما.  أنا من انصار ذلك منذ ان بدأت في دراسة الصحراء المصرية في منتصف السبعينات. وبالنسبة لسيناء فقد شاركت زملاء بمعهد بحوث الصحراء في دراسة هذا الجزء الغالي من الوطن وصدر كتاب عن هذه الدراسة من المعهد في منتصف التسعينات. واليوم يشاركني الزميل مصطفي بكر الذي يعد الدكتوراة في جامعة الأزهر فى العمل علي تحديد المواقع الصالحة للزراعة بوسط وشمال سيناء وما بها من مياه جوفية وتقيم ما يصلها من أمطار يمكن تخزينها, وسوف يتم نشر تلك النتائج قريباً.

 

 كذلك فكان انماء الوادي الجديد غرضا لدراسة مع الزملاء في قسم الجيولوجيا بجامعة عين شمس منذ البدء في تصوير صحارينا من الفضاء في عهد الرئيس الراحل أنور السادات وقام  المهندس حسب الله الكفراوي بعدة مشاريع مجدية في سبيل إنماء جنوب الوادي ودرب الأربعين. نتج ايضا عن تفسير صور الرادار الحديثة إقتراح تواجد المياة الجوفية في جنوب المحافظة في ما يعرف حالياً بشرق العوينات حيث شاركت الدكتور محمود أبو زيد فى تشجيع استصلاح أراضيها. واليوم يتم اختيار مواقع جديدة شرق وغرب وشمال هذه المنطقة بالتعاون مع مؤسسة " رجوا" حيث ان انتاج القمح بالرش مع استخدام الطاقة الشمسية قد نجح  هناك نجاحا عظيما.

 

 و في الوقت الحالي يعمل معي الزميل محمد عبد الكريم الذي يعد الدكتوراه في جامعة قنا وهو يستخدم الصور الفضائية و المعلومات الحقلية لتحديد الأماكن الصالحة للزراعة في وادي قنا و الأودية المجاورة بالصحراء الشرقية كما ثبت نجاح هذا العمل في وادي كوم امبو من قبل.

 

 معنى هذا أننا لم نغفل عن سيناء أو الوادى الجديد أو الصحراء الشرقية. كل صحارى مصر تستدعى الدراسة وخاصة لغرض التنمية. تستدعي هذه الأماكن دعم الدولة لما يتم فيها من مشاريع. لذلك اقترحت الهيئة الغيرحكومية لتحقيق ممر التنمية اذا ما ثبتت جدواه الإقتصادية كمشروع مربح علي المدي الطويل. هذا و تكلفتة تفوق ما تستطيع الدولة الأنفاق عليه حالياً لذلك يكون دور الحكومه هو تقنين العمل في كل مرافقه حتي نضمن العمل المتميز السريع والمجدي بشفافية والحفاط علي حقوق كل من شارك في دعمه مالياً ولكي يصب في نهاية المطاف في الخير للمواطنين.

 

عاشراً: مقترح ممر التنمية خضع للدراسة بواسطة 41 خبير متخصص تحت إشراف الدكتور محمد فتحي صقر بوزارة التخطيط. هذه الدراسة هي التي خرج منها تقدير التكلفة الاجمالية 23.7 مليار دولار. بناء علي هذه الدراسة تنظر الحكومة حاليا في الاعلان عن دراسة جدوي تفصيلية من هيئة غير حكومية للتأكد من صحة الدراسة قبل إتخاذ القرار فيه.

 

هذا واعتقد ان الاعتراضات فى وسائل الآعلام مؤخرا قد نبعت من عدم معرفة بتفاصيل المشروع كما ورد فى كتابى أو مقالاتى عنه. اعلم أيضا ان ما سلف لن يحد من الكلام ضد المشروع. وهذا وارد لأن أي شئ في الدنيا نجد ان هناك من يعضدده ومن يخالفه وفي بعض الأختلاف فائدة إذا ما نتج عنه تصحيح المسار.

 



« آخر تحرير: 2011-08-17, 18:46:53 بواسطة أم يوسـف »
كم من مستبد سيحاسب حسابا عسيرا على كل قطرة دم تريقها كلمته: لن أرحل.. وهو راحل شاء أم أبى

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
لم نكن نعرف من قبل ممدوح حمزة جيدا .. أما الآن فقد عرفنا ما هو وما توجهاته وتطلعاته وأسلوبه ...
ألم يكن هو ذلك الرجل الذ اعتصم في التحرير بعد 8 يوليو وكتب ورقة بها عشرات الاسماء كوزراء وعلى رأسها اسمه كرئيس اللوزراء ثم قال الشعب يريدني رئيسا للوزراء ؟!!!!!!!

غير متصل أحمد سامي

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1258
  • حائط برلين لم يهدم عندنا حتى الان يعيش داخلنا
هذه المرة الخلاف معتبر لأنه مبني على اساس علمي و لا يمت بالسياسة حتى لو كان هذا في الظاهر فقط و ان هناك نوايا داخل الديكتاتور الذي يكمن داخل ممدوح حمزة .

و هذا لأن حمزة لا يقل في المكانة العلمية عن الباز و موضوع ممر التنمية هذا يحتاج الى اكثر من متخصص في الهندسة و الجيلوجيا للبت فيه .

أما انا فعرفت حمزة سنة 2004 عندما قبضوا عليه في انجلترا بتهمة التخطيط لإغتيال عدد من الشخصيات الكبيرة في مصر مثل صفوت الشريف و زكريا عزمي و فتحي سرور.

و لا يزال هذا الموضوع الكبير جدا غامض حتى الان و هو نفسه لا يتكلم على هذا الموضوع بشكل مباشر و يفسر لنا اي شئ. فغالبا هو مظلوم فيه .

و بالنسبة للمشروع هناك فعلا من يؤمن بأن مياه وادي الريان في الفيوم تمتد تحت الأرض كمياه جوفية حتى ليبيا  لكن تحتاج الى الحفر و تضييق الممرات التي تجري فيها المياه لكي تصبح نهرا كبيرا .
‏{‏لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ()إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا‏}‏

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
لو كان هذا فعلا نقاشا عليميا حقيقيا لكان مكانه في الغرف المغلقة وفي الدراسات العلمية المعتبرة وليس في وسائل الإعلام بغرض التأثير على الرأي العام والشهرة وكسب النقاط السياسية ..