الساحة الثقافية > :: حكاياتنا الحلوة ::

حكاية امرأة ساحرة

(1/3) > >>

ماما هادية:
حكاية امرأة ساحرة (والأسرار الخفية)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كان يا ما كان في قديم الزمان
في أرض بعيدة.. تسمى بلاد الشام
كان هناك امرأة فاضلة، نشأت في بيت فضل وعلم، وتلقت مبادئ الدين وأخلاقه (عشرون خطاً تحت أخلاقه) منذ نعومة أظفارها..
كان الله تعالى قد أنعم عليها بعقل راجح، وقلب طاهر متسامح، وذكاء ألمعي يندر وجود مثله بين النساء والرجال على السواء. أكملت تعليمها الجامعي، وتخرجت من كلية العلوم، وعملت في التدريس، واستمرت خلال ذلك في تحصيل العلم الشرعي على أيدي أفضل مشايخ بلدها في ذلك الوقت..
كانت هذه المرأة الفاضلة خلال مسيرتها تلك يتفطر قلبها حزنا وأسى على أحوال المسلمين، وهي ترى التعليم الديني يضمحل شيئا فشيئا، والغزو الفكري يتمكن في البلاد وقلوب العباد، وموجات الإلحاد والعلمانية والاشتراكية والشيوعية تغزو العقول والقلوب، وصيحات تحرير المرأة من سيطرة الرجل ومن تحكم الدين قد بدأت تؤتي أكلها، ونشأ جيل من النساء المتبرجات الفاسدات المتمردات على أزواجهن وآبائهن، حتى صارت طائفة كبيرة من بنات المشايخ يتبخترن بالأزياء الغربية الفاضحة، ويتسابقن لينفين عن أنفسهن أي شبهة رجعية أو تخلف (أي تدين)، ولا داع لذكر الأسماء، فلا حاجة بنا لاستغابة الأحياء منهن أو الأموات.. وصارت رؤية امرأة متحجبة أمرا نادرا جدا إلا في جيل الجدات الطاعنات في السن، أو في الأوساط المتخلفة الجاهلة، وصارت ميادين العلم والعمل والحياة العامة حكراً على المتبرجات، ومعظمهن فاسقات... وكانت هؤلاء النساء هن المعلمات والأمهات، (ونعم القدوات)، وفي أيديهن تربية أجيال المستقبل، والمضي بالبلاد والعباد قدما في درب الغواية والضلال..
ناهيك عن الغزو الفكري، المتمثل بالمدارس الأجنبية، والمستشفيات التبشيرية، ورجال الفكر اليساري أو اليميني الذين تبوؤوا أهم المناصب، وبدؤوا ينشرون أفكارهم بمختلف الأساليب، ودخل الإلحاد لمناهج التعليم، فالنشوء والارتقاء والطبيعة الخالقة في العلوم، والقومية والاشتراكية في الأدب والنصوص، وتشويه السيرة والتاريخ الإسلامي في مواد التاريخ..... ولم تبق إلا مادة التربية الدينية بحصتين في الأسبوع، تحاول أن تقاوم لتبقى فقط، لا لتغير ولا لتصحح...

فأين كان الشيوخ والعلماء؟؟؟؟؟

-------------------------------

أين كان الشيوخ والعلماء؟
بعضهم لم يكن بكل أسف بالكفاءة المطلوبة لاستيعاب متغيرات العصر الحديثة ومواكبتها، فانزوى على نفسه وأهله.. ...... وبعضهم شمر عن ساعد الجد والعمل، ولكن جهده كان منصبا على الرجال، وتشتت جهوده بين الكفاح السياسي، والنضال العسكري في قضية فلسطين، والتعليم والدعوة...

وبقي السوس ينخر في قضية المرأة، ويوسع الخرق من خلالها، والمرأة ترفض أي خطبة مفوهة أو دعوة موجهة للعودة للدين، لأنها ببساطة صادرة عن الرجال الذين يريدون إذلالها واستعبادها باسم الدين.. هكذا علموها.. وهكذا حصنوها ضد أي دعوة دينية...

المرأة............ مربية الأجيال..

هذه المرأة إما أن نبقيها جاهلة قابعة في البيت لحمايتها من الفساد والشرور، وهذا كان قرار غالبية المشايخ في ذلك الوقت، وإما أن تخرج للتعليم في هذه الأجواء المختلطة والموبوءة، فيفسد دينها وعقلها وخلقها...

وعودة لبطلة قصتنا لنرى.....

كيف بدأ تفكيرها في احتراف السحر؟؟


------------------

بداية الفكرة
بطلة قصتنا بما آتاها الله من عقل وحكمة وذكاء، أدركت هذا الواقع المظلم، وسبرته حتى أعمق أغواره، وانطلقت بخطا ثابتة واثقة، تشق ظلمات الضلال بأنوار الهداية والرحمة التي أكرمها الله بها..
رأت بطلة قصتنا أن الإصلاح يجب أن يبدأ من حيث بدأ الفساد... (وداوها بالتي كانت هي الداء)..
فلا بد من إصلاح المرأة
ولا بد من إصلاح التعليم..

وبدأت بالمرأة..
فالمرأة هي الأم ، وهي الزوجة والمعلمة والمربية...إن صلحت صلح المجتمع كله...
فلترد كيد أعداء الدين في نحورهم، ولتقلع عين دنلوب الذي قال: "مدارس البنات في الشرق الأوسط بؤبؤ عيني"، ولئن كانوا أغروا المرأة بالعلم لتخلع رداء التقوى والدين وتنطلق نحو المدنية، فستمد بطلتنا يدها برفق وحكمة لهذه المتعلمة، لتعيد إليها لباس التقوى والحياء، وتعيدها إلى رحاب الله التي تفر منها.. ستحيي من جديد –وبإذن من الله- وبعد عصور متعاقبة من التخلف والجمود  والظلم والظلمات صورة المرأة الطاهرة المتعلمة شقيقة الرجال.........
وبعد أن كانت الطاهرات هن حبيسات الخدور، وكانت المتعلمات والمثقفات بعيدات كل البعد عن الطهارة ... ستتحقق لأول مرة المعادلة الصعبة في هذا العصر، وتوجد المرأة المتعلمة الحرة الطاهرة العفيفة..

مستعينة بالله وحده بدأت............

لكن كيف تبدأ؟؟...

وكيف بدأت ممارستها للسحر


---------------------------------

كيف بدأت ممارستها للسحر
لكن كيف تبدأ؟؟...

هل تبدأ بحلقة علم شرعي؟
أم تبدأ بالدعوة إلى الحجاب؟

حكم الحجاب لم يكن خافيا على أحد، والعلوم الشرعية لم يكن أحد ليرغب بها، فالعقول المبهورة بالعلوم الغربية، المتقزمة أمام الفجوة الثقافية والعلمية الواسعة بينها وبين الغرب، لم تكن لتقبل أن تتلقى أي علم غير العلم العصري..

وقررت أن تبدأ كما بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوته، بربط القلوب بخالقها، بإذكاء جذوة حب الله في هذه القلوب الميتة لتحيا...
ومن هنا بدأت..
بدأت بإلقاء الدروس والمحاضرات في المسجد، وبدأ صيتها يذيع بين الناس، وبدأت النساء تزدحم على مجلسها، فكانت تحدثهن عن نعم الله عز وجل، وفضل الله، وعظمة الله، وجلال الله، وجمال الله.... لتشدو القلوب بحب الله، وتسبح الأرواح بحمد الله...
واستغلت تخصصها في العلوم لتضرب أمثلة علمية كثيرة تفصيلية على بديع صنع الله... في عين الإنسان، ونمو النبات، وحركة الأفلاك... لترجع العقول المبهورة بالاكتشافات العلمية لقوانين الكون، فتجعلها تسجد رغبة ورهبة لخالق هذه القوانين ومبدع أسرارها..


لكن.... لماذا تحولت إلى العمل في خفاء؟؟


----------------------------

في الخفاء..

حدثت في ذلك الوقت بعض الظروف السياسية في البلد، منعت على إثرها جميع الحلقات والدروس في المساجد، وأعلنت المساجد دوراً للعبادة والصلاة فقط، ووجوب قصر العلم والتعلم على مؤسسات الدولة التعليمية الرسمية..

وانقطع هذا الغدير العذب الذي روى بمائه مئات القلوب العطشى...
لكن أين ذهبت مياهه؟

نساء كثيرات ممن أحببنها عرفن ألا سبيل للاجتماع بها ثانية، فشغلتهن أمور الحياة في دوامتها التي لا تنتهي... (وهكذا هي المحن، تغربل الناس وتمحصهم، فلا يبقى إلا الصادق ومن هو أهل لحمل الأمانة)..
وبقيت بعض القلوب الصادقة المخلصة، التي أراد الله بها الخير، تشتاق لها وتبحث عنها وتسأل عن أخبارها، حتى عرفت عنوانها، وبدأن واحدة تلو الأخرى يزرنها في بيتها ويجتمعن بها، وبدأت الحلقات تعود شيئا فشيئا ولكن بصورة خاصة وأعداد قليلة، ونوع من الكتمان خوفا من إغضاب ذوي السلطان...
ومن هنا نشأ الجيل الأول من الداعيات، هذا الجيل البديع الذي ضم باقة من خيرة نساء المجتمع ومختلف شرائحه...
فمن أخت رئيس الجمهورية السابق، إلى فدائية وأخت قيادي فلسطيني علماني، إلى سليلة بيت العلم والدين، إلى بنت الطبقة الكادحة والبيت المتشبع بالأفكار الشيوعية....
هؤلاء وأمثالهن كن الجيل الأول من التلميذات المخلصات الصادقات، وصرن الرعيل الأول من الداعيات...
 


---------------------------

المناهج السرية والكتب الخاصة

كان لا بد لهؤلاء الداعيات من أن يتلقين العلوم الشرعية الأساسية الضرورية لهن كداعيات، وتمت استشارة أساتذة الشريعة في الجامعة لاختيار أفضل الكتب وأسهلها تناولا، واعتمدت للدراسة والتدريس... وبعض الكتب كانت ممنوعة لظروف سياسية، وبعضها غير متوفر، فكان يتم نسخها كتابة باليد أو تلخيصها...
كان جيلا مكافحا فعلا...
في تلك الظروف الحالكة، والتيار السريع الجارف بالاتجاه المضاد للدين، قذفت أولئك المجاهدات بأنفسهن ضد التيار، وسبحن بقوة رهيبة لإنقاذ من يمكن إنقاذه من هذا الخضم الهائل...
وبدأت تتشكل لكل واحدة منهن حلقات إثر حلقات، ويتخرج على أيديهن جيل إثر جيل من الداعيات الصغيرات الشابات..
وبدأ الأمر ينتشر انتشار النار في الهشيم....
أسلوب دعوي متميز: كتاب الله في الصدور، والعبادة المخلصة الصافية لتحليق الأرواح، والعلوم الشرعية الأساسية من فقه وعقيدة وسيرة وتفسير وحديث، مع ثقافة واسعة للرد على الشبهات التي ينشرها الملحدون والعلمانيون والمنصرون والمتأمركون والشيوعيون..
كل هذا مع المحافظة الشديدة على الهدوء والسكينة، والبعد عن الضجيج والأضواء، خوفا من إغضاب ذوي السلطان، وحرصا على تمام الإخلاص.


-------------------

حجاب جديد... زي مميز!!
بدأ عدد العائدات إلى الله تعالى يزداد، وظهر شكل جديد للمسلمات المحجبات، إنهن لا يلبسن الملاءة التي تلبسها الجدات والنساء الساكنات في الخدور، ولايقبلن بلبس الإشارب العصري الذي يغطي نصف الرأس أو ربعه والتنورة القصيرة التي تغطي الركبة على استحياء -أو لا تغطيها- مع الجوارب الرقيقة التي تفتن أكثر مما تستر...
ولم يكن اللباس المناسب لهن متوفرا في الأسواق.. فتم تأسيس مشغل خاص بهن، يسمى مشغل المحجبات، يزودهن بما يحتجنه من ثياب، وصارت غالبية المحجبات –حتى ممن لاينتمين إليهن- يقصدنه ليجدن فيه بغيتهن من لباس شرعي ساتر وعملي...

وبدأت ظاهرة المحجبة المثقفة الملتزمة الواعية تنتشر وتزداد..
وبدأت الرؤوس تلتفت لهن..
وتبخرت من العقول أوهام اقتران الحجاب بالتخلف والجمود... فهؤلاء المحجبات الجدد هن طبيبات ومهندسات وصيدلانيات ومخبريات وحقوقيات وأستاذات....
فهل حقا الدين ليس أفيون الشعوب؟؟...



---------------------------

الساحرة والأطفال
انتقلت بعد ذلك هذه المرأة الساحرة إلى الهدف الثاني الذي وضعته نصب عينيها من البداية..
قطاع التعليم..
وبدأت تشجع معظم الطالبات للعمل في مجال التدريس...
وتغيرت المعلمات.... وتغير أسلوب التوجيه المبثوث من خلال المادة الدراسية....
ومع اتجاه الدولة لزرع المبادئ الاشتراكية في نفوس الأطفال، بدأ جهد مواز من قبلهن لغرس القرآن الكريم في هذه الصدور الطاهرة لتتحصن به...
وبدأت دورات تحفيظ القرآن للصغار تنتشر رويدا رويدا...
وصار الطفل لا يكمل عامه الخامس عشر إلا وقد ختم كتاب الله...
وازداد الإقبال على هذه الدورات المجانية، التي تشغل أوقات الأطفال في الصيف الطويل الممل، وتمتص طاقتهم... وأقبل عليها مختلف الأهالي من متدينين وغير متدينين...

ثم... وبصعوبة بالغة، استطاعت بطلتنا أن تحصل على ترخيص لتأسيس روضة  للأطفال...
اشتهرت هذه الروضة بسرعة كبيرة في البلد...
فالطفل هناك يتلقى أفضل مستويات التربية والتعليم، وبأحدث الوسائل المتوفرة وأكثرها ابتكارا...
وبدأ الناس يتهافتون على تسجيل أولادهم، بما في ذلك مسؤولو الدولة وغير المتدينين، فلا ضير أن يحفظ الولد أو البنت بضع سور من القرآن ويردد عددا من الأحاديث النبوية، ما دام سيتلقى  تعليما مثاليا بالمقابل!!...

وهكذا... في الوقت الذي أودع فيه معظم الشباب المتدين في المعتقلات، وفر الباقون بدينهم في أرض الله الواسعة، لم يحفظ للبلد دينها إلا هؤلاء النساء الملتزمات، القابضات على دينهن كما يقبض المرء على الجمر...
ولم يوهن في عزمهن قوانين منع الحجاب في المدارس، ولا الاضطهاد وسوء المعاملة في مختلف الأجهزة الحكومية...
وصمدن وصبرن وأكملن المسيرة بهدوء وصمت وثبات...

لكن....
كيف توسعت دائرة السحر ليصبح عالميا..


--------------------------

سحر مستمر
الشباب المسلمون الملتزمون صاروا إما نزيلي المعتقلات، أو منفيين خارج البلاد...
هؤلاء الشباب الفارون بدينهم احتاجوا إلى زوجات صالحات يسكنون إليهن... فمن سترضى بالاغتراب عن وطنها وأهلها لتقترن بشاب ذي مصير مجهول، لا تدري أيعود يوما إلى وطنه أم لا يعود، وهل ينجح في شق طريقه في المغترب أم يفشل؟ وليس له من ميزة سوى أنه ذا خلق ودين؟؟....

معظم أولئك الزوجات الصالحات كن من بنات هذه الدعوة المباركة...
وهكذا... ودون تخطيط مسبق إلا التدبير الإلهي الحكيم، بدأت الدعوة تنتشر في مختلف البلدان من خلال هؤلاء الفتيات والزوجات الصالحات، فكل واحدة حملت في قلبها حب الله وحب رسوله، وفي عقلها شرع الله ودينه، في ضميرها الوفاء والإخلاص لمن كانت سبب هدايتها وإرشادها لهذا الطريق، فقامت تكمل المسيرة، وحيثما حلت أو ارتحلت كانت توصل هذا القبس المنير لمن حولها، فصار للدعوة تلاميذ في أمريكا وكندا وفرنسا والسعودية والإمارات والكويت ولبنان والأردن.... بل وحتى في اليابان..
ولم تنتشر الدعوة باسم مؤسستها مطلقا، لأن الشابات الداعيات لم يكن يدعين إلى شيختهن، بل إلى الله، وإلى الله وحده...
صحيح أن أساليبهن كانت متشابهة لأنهن جميعا شربن من نفس النبع الصافي الرقراق، ومن عرف إحداهن كان لا بد أن يعرف أن الثانية أختها إن قابلها، لاتحاد الروح والأسلوب والمنهج... لكن لم يكن هذا أمرا مسبق الإعداد مطلقا... فالدعوة لم تكن إلا لله... ولدين الله...

------------------------

هل وصل السحر إلى الاقتصاد والتجارة؟
مع ازدياد عدد المحجبات والمريدات بشكل متوالية هندسية، لم يعد مشغل المحجبات كافيا لتغطية طلباتهن المتزايدة، ورأى كثير من التجار أن من الأربح لهم أن يركبوا هذه الموجة الجديدة، فتحولت كثير من محلات النوفوتيه وبيع الماكياج والعطور، إلى محال لبيع المعاطف الطويلة والخِمارات، وسائر متطلبات الفتاة المحجبة العصرية، التي تريد من ثيابها ألا تشف ولا تصف ولا تكون ذات شهرة ولا زينة في نفسها، وتكون في نفس الوقت عملية، لا تعيق حركتها وهي تجري من الكلية إلى الحلقة إلى البيت إلى مجالات الدعوة المختلفة...
وأسس كثير من الصناعيين مصانع متخصصة لتغطية الطلبات المتزايدة على هذه البضائع...
وتغير وجه البلد التجاري، واصطبغ السوق بصبغة إسلامية فريدة....


---------------------

إشاعات....إشاعات...
وكثرت الإشاعات حول طبيعة هذه الدعوة، والشخصية الخفية لمؤسستها...
قالوا ساحرة..
وقالوا صوفية..
وقالوا باطنية...

وتساءلوا عن سر انتشار هذه الدعوة السريع والكبير...
لم يفسره أحد بأنه نصر من الله مبين لعباد مخلصين مجاهدين..
لم يفسره أحد بقوله تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} أو قوله {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}
بعضهم  قال: دعم خارجي..
وبعضهم قال: فرقة مبتدعة بدعم حكومي..
وبعضهم قال: جماعة سرية لها خلايا خفية، وقيادة غامضة وطقوس وهمية..
وبعضهم أخذ يفتش عن الأخطاء والعثرات ليجمعها ويراكمها ويضعها تحت المجهر لتبدو أكبر بمئات المرات من حقيقتها..
وبعضهم نسبها لهذا الشيخ أو ذاك من مشايخ البلد، وساعدهم في ذلك أدب مؤسِّسة الدعوة وتوقيرها الشديد لجميع الشيوخ والعلماء والدعوات، سواء من ساندها أو حاربها، من مدحها أو هجاها وصد عنها..

كثرت الإشاعات وكثر الكلام..
وزاد في إضرام ناره: أولئك الذين لم يحتملوا وعورة الطريق وتحدياته فتهاووا على جوانبه، فما كان يمكن لهم أن يقولوا قصرت همتنا عن السير، بل اتهموا الدرب والمسيرة..

ولم تلتفت المرأة الصالحة لشيء من هذا، إذ ليس لديها ثانية تضيعها في الرد على هذا أو ذاك...
فلها هدف محدد تريد أن تصله قبل أن ينقضي الأجل...
هذا الهدف هو: أن لا يبقى بيت مسلم في بلادنا إلا وهو حي بذكر الله خاضع لشرع الله..
تركتهم يسودون الصفحات والقلوب بالكلام والشائعات... وسطرت بأفعالها صحائف من نور في آلاف القلوب والبيوت..

هذه الدعوة المباركة تضم الآن تحت جناحها أكبر عدد من حافظات كتاب الله بسند متصل عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وأكبر عدد من المدارس الإسلامية..
وعددا كبيرا من المؤلفات العلمية التي أثرت المكتبة الإسلامية وانتزعت ثناء أكابر العلماء..
ومن أحدث إنتاجاتها تأسيس أول مدرسة نسائية لحفظ الحديث الشريف وتخريج حافظات للكتب الستة بإسناد متصل، هذه المدرسة التي ظهرت في إحدى حلقات برنامج "الدنيا بخير"، وأثارت دهشة العالم..

لا شك أنكم عرفتم الآن من هي هذه المرأة الساحرة...
وما أسرار وخفايا سحرها العجيب...

قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ(33) وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ(34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت)

كانت تلك تحية حب ووفاء، ولمسة إكبار وإجلال لواحدة من أعظم الدعاة الذين عرفهم عصرنا، بل وعرفهم تاريخنا أيضا، ولئن استباح بعض المغرورين جنابها، ولاكوا سيرتها بألسنة السوء، فحسبها أن مولاها الواحد الأحد الفرد الصمد الذي كانت دوما وأبدا تعمل مخلصة لوجهه، حسبها أنه عالم بها، مطلع على نيتها وقلبها، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا....
وما ضرها ما يقول الناس...
إنها لتعمل لرب الناس..

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها ، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير"
رواه الترمذي، وصححه الألباني.

فلك يا داعية الخير... ولكل الدعاة المخلصين الصادقين إلى درب الله..
إلى كل من يعلم الناس حب الله
ويرجعهم إلى شرع الله
ويربطهم بحبل الله...
ولا ينتظر منهم جزاء ولا شكورا..

إلى كل هؤلاء أقول:
جزاكم الله عنا كل خير، ورزقنا حبكم، والأدب معكم، وحسن الظن بكم، وحشرنا معكم وتحت لوائكم برفقة حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم...

كتبته: أم عبد الهادي

سلمى أمين:
إما أنها زينب الغزالي " لا اميل لهذا ".. و إما أنها أنتِ ...و أميل لهذا : ))))

من هي؟

بعدها اطيل الرد : ))

يقتلني الفضول

فضلا اخبريني .. ولن أخبر احدا :)

ماما هادية:
زينب الغزالي كات في أرض الشام؟؟

وأما أنا .. فهيهات هيهات

لكنني انا من كتبت القصة ووجهت التحية  emo (30):

زينب الباحثة:
زينب الغزالي مصرية على حد علمي

شوقتينا يا ماما هادية من هي؟؟

أم عبود:
عجبتني قصتك ماما هادية وهي شخصية معروفة في سوريا وقد ظلمت وهضم حقها حين لقبوها بالساحرة ولكن تعزيتها بأحسن وأشرف الخلق محمد بن عبدالله قيل عنه ساحر وكاهن ولا ينقص ذلك من قدرها ولا من علمها وهي قد ملأت قلوب الخلق بحبها ونور القرآن ولم أسمع منها ردا على من شتمها وذلك يدل على علم ورجاحة عقل يندر بين الرجال عدا عن النساء مثله

تصفح

[0] فهرس الرسائل

[#] الصفحة التالية

الذهاب الى النسخة الكاملة