الساحة العامة > :: facebook ::

صفحة كوثري العصر

<< < (19/19)

حازرلي أسماء:
بارك الله بعمرهما ورزقك برهما.

نعم يا أحمد من ذاق عرف.. ولقد ذقت منذ عام وثلاثة أشهر فراق أحب الناس إلى قلبي أمي الحبيبة ... هي التي وإن حاولت وصفها فلن تفلح محاولتي...

صعب جدا جدا إلى درجة لا أستطيع فعلا وصفها فراقهما ..
الدنيا في عيني لم تعد شيئا .. السماء لم أعد أراها كما كنت أراها في حياة أمي، ولا الأرض ولا شيء من أشياء الدنيا أصبح بعيني له طعم ...

لم أعد أعرف إلا الحزن .. غشي نفسي وغطى ملامح الحياة فيها إلا من أنفاس بقيت تنبي أنني بين الأحياء ...

لعلك تحسبني أفلحت إذ وصفت... لا والله لا أستطيع وصف حالي بعدها .. حتى بعد شهور عندما حاولوا إخراجي مما صرت إليه بأن يخرجوني من البيت متعللين بقضاء حاجة مثلا ... لم أكن أرى إلا أمي ... وكأن صورتها كانت تلازم كل صورة من صور الشارع ...  !! وكنت أغالب دمعي مغالبة المجاهد لعدوه وأنا أمشي في الشارع، حتى أبوء بالخسران ... فكان خروجي يزيد من حزني إذ حسبوه منقذي منه !

او ربما قلتَ أن هذا مني قلة إيمان... بل والله كان وعيي بالقضاء والقدر وضرورة الرضى موجودا في أعماقي، ولكن ضعف نفسي والهزة، بل الزلزلة العنيفة التي حدثت فيها ظلت مغرقتي في لجّ حزن لم أجد منه فكاكا كاد يأتي على نفسي لولا رحمة ربي ... !!

كانت هي معنى الحياة ... ولم أكن أعلم أنها كانت معناها في كل إحساس مني بالجمال والسعادة ...

وربما تتساءل ... كيف خرجت من ذلك ...
كنت أحسبني لن أخرج منه، حتى تغمدتني رحمة من الله العلي القدير الرحيم الكريم، فعدت أدرج في مدارج الحياة وله الحمد والمنة ولقرآنه سبحانه ولحياة مع سيرة الحبيب المصطفى كانت هي السلوى والذكرى أنه هذا الذي ملأ الدنيا نورا قد مات .. فكيف بنا ... !!

ومازالت رحمها الله ذكراها تملأ كياني، وستظل ... وهي عبق الطهر والحنان والحب الذي ينبعث في نفسي كلما جاء ومر أقل ملمح من ملامح ذِكرها وذكراها ... مازال طيفها الحبيب هو أشواقي كلها ...

أعتذر عما أسهبت، وربما منذ وفاتها اليوم فقط استطعت كتابة شيء عنها... وليته يصف ريحا من طيب أمي.. !!

وربما يا أحمد ما قلتُه سيعزز عندك ما وصلتَ إليه من أنه لا شيء يدفعك للغضب منهما ... بل اشبع منهما ... وتحين كل فرصة لتكون معهما وبقربهما وفي حاجتهما ما استطعت، فهما الأولى ..واخفض لهما جناح الذل من الرحمة  وقل وأقول معك "ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا"

وبارك الله بعمرهما ..

ماما هادية:
بارك الله بك يا أحمد ورزقك بر والديك وأبنائك

جبر الله قلبك يا أسماء وقلب كل فاقد

أحمد عبد ربه:
آسف أني نكأت لك هذا الجرح يا أستاذة أسماء .
أسأل الله أن يرحمها برحمته و أن يسكنها الفردوس الأعلى. اللهم آمين
و أسأل الله أن يغفر لي تقصيري نحووالدي
" رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "

أحمد عبد ربه:
جزاك الله خيرا ماما هادية

حازرلي أسماء:
جزاكما الله كل خير أخواي أحمد وهادية.

تقبل الله منك يا أحمد، ولا تتأسف، هو ليس ما يحتاج أن يُنكأ ليُذكر، بل ذكراها لا تفارقني . بارك الله بك .

ورحم الله المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات..
ولكم سعدتُ اليوم وأنا أتملّى دعوة سيدنا نوح عليه السلام من أعماق أعماق التاريخ الإنساني البعيد وهو يدعو للمؤمنين والمؤمنات ... وعلى رأي صديقتي وقد قالت في الآية : كم نحن محظوظون .. !
"رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ "


تصفح

[0] فهرس الرسائل

[*] الصفحة السابقة

الذهاب الى النسخة الكاملة