أيامنا الحلوة

الساحة الثقافية => :: حكاياتنا الحلوة :: => الموضوع حرر بواسطة: saaleh في 2011-06-03, 16:59:22

العنوان: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2011-06-03, 16:59:22
لا أدري كيف أبدأ... فقد طال عهدنا بالصمت حتى نسينا الكلام..
 
بدأت الثورات... كنت متشائما وفاقداً لكل أمل لأنني متيقن أن الشعب لن يستطيع مواجهة جيوش الظلم...
 ثم كانت المفاجأة.. الجيش ضد الرئيس في تونس... ثم الجيش على الحياد في مصر.... والجيش انقسم انقساما كبيراً في اليمن...
 
لكنني كنت ومازلت متأكداً أن الجيش في سوريا مختلف عن غيره.. ربما هو الأقرب للجيش في السعودية... ولاؤه تام كامل لا خلل فيه... والجيش ليس الجنود... وما كان للجنود وزن أو مكانة في جيوش التاريخ إلا في حقبة فريدة تفلتت من حدود الزمن أيام رسول الله وصحابته... الاعتماد والقيمة هي للضباط ذوي رتب القادة والأمراء أي اعتباراً من رتبة الرائد..

 ربما أعود لهذا في  حينه.. عندما أصل في كلامي لخدمتي في الجيش ثم  للثورة السورية .. لكن ما في قلبي من حديث يطول تراكم حتى طفح كيله..

 حديث قديم طويل بدأ منذ سنوات وبقي قابعاً في مكانه... يلجمه الخوف القديم الذي صار شريكاً للحظات حياتنا التي كادت تنتهي..

كيف مرت الأيام... وأي دور اخترنا لأيامنا المتسارعة... وكيف أجبرتنا الأيام مرات ومرات على احتمال مواقف لا يحتملها أحد... والبقاء واقفين رغم الصخور التي انهالت على رؤوسنا... بل وجدنا أنفسنا مجبرين على النهوض مع كل كبوة... والانطلاق من جديد بخطى مترنحة أحياناً.. قوية ثابتة حيناً... حتى نبقى في مكاننا الذي صنعناه رغم كل المصاعب والمصائب..
 أذكر أنني كتبت مرة عن السجن... منذ سنوات بعيدة.. كان أول صدمة كبيرة تخلل مذاقها المرير في كل خلايا جسدي.. رغم مروري بعدها بلحظات أصعب وأمرّ.. ربما أبدأ بالسجن.. لا أدري... فأنا أنظر لما أرغب في كتابته وكأنه آلاف الصفحات المتناثرة.. وما أصعب ترتيب الصفحات كلما ازداد عددها...
 
بلدي سوريا... ما أغلاها... مدينتي دمشق ما أحلاها... منزلنا وملاعب الصبا... أيام الطفولة لو قدّر الله لنا لاسترجعناها واستزدنا منها....

وحَببَ أوطانَ الرجالِ إليهمو ....... مأربُ قضاها الشبابُ هنالكا
إذا ذكَروا أوطانَهم ذكَرتهمو......... عهودُ الصبا فيها فحنّوا لذلكا
 
أبعدتني عنها الغربة.. ثلاثة وعشرون سنة وبضعة أيام... أكاد أصل لعمري عندما غادرتها مهاجراً للدرس ..
قلت ومازلت أقول إن الذي أخرجني وأخرج الناس هو الظلم.. وإلا لما خرجت...

 يعلم الله أنني خرجت منك يا دمشق كمن يقطع شطر قلبه ويتركه نازفاً.. ولو وجدت فيك مكاناً للعمل أو الدراسة لبقيت عمري.. لكنّ قدر الله أمضى.. وتخريب المجرمين الذين قهروا الناس وخربوا العمل والعلم جعل المكان لغيري.. لا يتسع لوجود أمثالي الذين كان أمامهم اختيارات أحلاها مرّ.. إما البقاء والانخراط في منظومة فاسدة والقبول بأي شيء وأي مستوى وأكل الفُتات مما سيتركه عبيد الظالمين، أو العمل بأي مهنة أخرى أو الهجرة إما للخليج أو للغرب... وكان الغرب لمن يملك بعض المال لكلفته المرتفعة في السنتين الأوليتين..
أصر أبي على ذهابي للغرب فذهبت... ولن أخوض في ظروف الهجرة وكيف مضت... لكنها كانت علقماً..
 تركت مع قلبي في دمشق شطر روحي وفلذة كبدي.. أغلى الناس على قلبي ، وقد رحمني الله فلحقا بي بعد هنيهة ليعيشا غربتي بمرها وحلوها..
 
لماذا أتكلم عن نفسي.. وما أهمية نفسي وما عاشته... فأنا إنما أردت أن أذكر أموراً أخرى .. أموراً اختلجت في نفسي  واستقرت وربما آن لها الأوان أن تخرج

سأبدأ من النهاية التي ربما ستكون بداية لأمر جلل عظيم نعيشه ونكون عليه شهداء يرويه أولادنا لصغارهم بعد عشرات السنين
 
 سأبدأ من النهاية التي هي بداية الثورة.. بداية ثورة في بلدي الحبيب سوريا.. وبداية لألم يعتصر فؤادي  لحظة بعد لحظة ويوماً بعد يوم..
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: بسمة ذياب في 2011-06-03, 18:09:15
كم نحتاج لهذه الشهادات يا دكتور صالح.. إن كان أمثالك لا يكونون في مقدّمة حافظي الذاكرة... وموثّقي التاريخ والشاهدين على العصر فمن يكون إذن !
ها قد آن الأوان، وأزفت ساعة الانعتاق، وأُذن لكلّ من أوذي في حياته ومعاشه وطاله القمع والقهر ومفارقة الأعزّاء وأُخرج من وطنه تعسّفاً...أُذن لهم بأن يعلنوا انتفاضتهم... و أن يصدحوا ب" لا " كبيرة مدوية في وجه كلّ ظالم ... وكلّ متردد خائف...
وإن أولى خطى الحرية وأولى صور الشجاعة أن يحرّر المرء مكنونات قلبه فلا يظلّ الألم دفينا حارقا ...

ها نحن بانتظار البداية يا د. صالح.. فتجربتك ما عادت لك وحدك ...إنها من حقّنا جميعاً ...
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2011-06-03, 18:34:52
نعم يا بسمة وأنتظر معك تجربة أخي الكريم د. صالح

إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: حلم في 2011-06-03, 18:42:23
كل هذا القدر من الحزن والمرارة بداخلكم يا أهل سوريا ؟؟؟!!

نعم الصبح قريب يا سيفتاب  ...قريب ... قريب

أنتظر معكم وبشوق لسماع تجربتك  دكتور صالح .
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2011-06-04, 09:30:57
متابعة

رغم كل الحزن والرعب والأكاذيب المصاحبة للثورات

ورغم رائحة الموت والدماء

لم أستطع التخلص من هذا الشعور الذي يضيء بداخلي ويؤكد لي أن كل ما يحدث هو تمهيد لجولة جديدة شديدة في الصراع بين الحق والباطل سينتصر فيها الحق وستدق أعناق الجبابرة إن شاء الله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله



العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-06-04, 14:01:41
بانتظار ما تكتب دكتور صالح
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2011-06-24, 14:54:06
أعود لأكتب..

مضى على كلماتي التي بدأتها أيام .. لم أستطع فيها أن أخط حرفاً.. وكيف أكتب وأنا أرى دماء أبناء بلدي تسيل من صدورهم ورؤوسهم ... كيف أكتب وفي كل يوم يروي بدمه عشرات من إخوتي تراب الوطن الغالي..

البارحة بضعة عشر شهيداً وقبله بضعة وعشرون  والجمعة سبعة وثلاثون... وقافلة الأبطال تنطلق ولا يعلم نهايتها إلا الله.. نهر من الدماء وسجل من الأسماء ووجوه بهية جميلة شابَة رمت الشباب ولهوه غير عابئة وقدمت الحياة على مذبح الحرية لله وفي الله..

لم أكتب رغم ازدحام الأفكار حتى كأنها أمواج متلاطمة تنتظر على أطراف المسيل لترتمي وتندفع مسرعة تفضح ما حملت منذ عشرات السنين..

 كنت متشائماً.. ومازلت.. وكيف لا أتشاءم وأنا أرى ابن بلدي يرفع البندقية ليقتل أخاه.. كيف يستطيع أحدهم أن يرفع بندقيته ليقتل إنساناً أعزل لم يفعل ما يلام عليه ولم يرتكب جرماً.. عداك عن كونه أخاه .. كيف.....

عرفت ابناً لحافظ الأسد... رافته بصفة عابرة...  ولا أظن أنني بقيت في ذاكرته بعدها.. كنت طفلاً في الثانية عشر من عمري.. في صيف عام 1975  أذهب كل يوم للمدرسة الخاصة في حي أبو رمانه للدرس فالعام التالي هو شهادة الكفاءة وكان من عادة أبي  رحمه الله أن يسجلنا في الدورات الصيفية خاصة قبل سني الشهادات..

بين الحصص رأيت طفلاً في عمري تقريباً.. يدخل الصف وخلفه حارس.. وعند خروجه يبقى الحارس قريباً منه حتى انتهاء الدوام.. بعد عدة أيام اقتربت منه وكلمته فإذا هو باسل الأسد الابن البكر لرئيس الجمهورية.. بقي أسبوعين أو ثلاثة ثم  انقطع عن الحضور وكنا في كل فرصة نسير معاً .. نتكلم على حذر ونضحك كأي طفلين... قابلته بعدها في الثمانين عندما كنت في معسكر الديماس الجامعي  فقد كان لي صديق في خيمته وكان  الوحيد الذي ينام على سرير حديدي وليس على الفراش..  وكان معه حارس خاص...

صار بعدها قائد الحرس الجمهوري ثم مات في حادث سير بعد أن كان يتجهز لوراثة الرئاسة من أبيه. أما بشار فقد اجتمعت به لدقائق في كلية الطب عندما أتى دوري للدخول إلى غرفة جهاز التصوير للهوية الجامعية... فجأة أغلقوا الأبواب ومنعوا الدخول ووجدت نفسي مع ثلاثة طلاب ..  بنتان وبشار وقد علمت أنه هو بعد خروجنا أما البنتان فقد كانتا صديقتين له في الصف....

 باسل وبشار.. بشر مثلنا... كيف انقلب الأول إلى رجل جلف قاسٍ سارت الأحاديث تتكلم عن قسوته قبل موته.. وكيف صار الثاني مجرماً يقود سجناً اصطنعه لنفسه يظلم فيه الناس ويقتلهم... وكيف استطاع أن يجعل من شباب عاديين وحوشاً  بأشكال البشر يطلقون النار على الرؤوس والأعناق ويدوسون البرأاء ويبقرون البطون ويسلخون جلود الناس أحياء..
يتغير الناس.. فلا يبقى مما نعرفه شيئاً أو يكاد.. يصبح الطفل رجلاً ثم مصلحاً أميناً أو مجرماً قاتلاً لا يهتم لحق ولا باطل.. لا يهمه إلا أن يرتشف دماء الأطفال ويستلذ بأكل لحومهم

كنت متشائماً وما زلت.. فليس لما نرى أقل القليل من بصيص أمل.... شعب آمن غافل عاش التخريب الممنهج عشرات السنين  حتى سئم الحياة ونبذ الخوف وآخرون قد وضعوا الدم والقتل نصب أعينهم همّهم أن يعيشوا على أشلاء البشر مهما كان ذلك بغيضاً مقيتاً حتى ولو كلف ذلك مئات الآلاف من الأرواح البريئة...
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2011-06-24, 14:57:50
نقلت الصحف أخبار الأثرياء..

بيل غيتس الأول بين الرجال .. السيدة بيتانكورت الأولى بين النساء
ثروتهم بضع عشرات من المليارات كلها على شكل مؤسسات وشركات  في أسواق الأسهم

الأول بين العرب هو الوليد بن طلال .. أما قادة العرب فلا وجود لهم في القائمة..
بدأنا نسمع عن الثروات المخفية في بداية الثورات..
بن علي خمسون ملياراً..
مبارك سبعون..
القذافي مئة وعشرون..

عندما مات باسل الأسد انتشرت شائعة أن أحد البنوك السويسرية طلب من الحكومة السورية استلام مبلغ 3مليارات دولار في حساب عندها باسم باسل
وجدت المبلغ وقتها عظيماً.. وتساءلت عن ثروة ملوك الخليج وباقي القادة. خاصة أن ثروات القادة والسياسيين الغربيين معلنة واضحة حتى إذا وجدت الصحافة مبلغاً باسمه في مكان ما غير معلن انقلب الأمر إلى فضيحة تطيح بهذا السياسي  وحزبه

أما ثروات القادة العرب فهي سر لا يعرفه أحد... لا يجرؤ بنك ولا صحفي على ذكر أسماء السياسيين العرب وثرواتهم

النفط في سوريا  قديم لكنه لم يكن ذا جودة حتى أواخر السبعينيات عندما اكتشفت شركة توتال نفطاً ذا جودة عالية قرب دير الزور.. وانهالت شركات النفط تتسابق للحصول على امتيازات التنقيب
قيل أن الإنتاج بين 500 و900 ألف برميل في اليوم .. لم يدخل في الخزينة من ثمنها قرش واحد
ستة مليارات دولار في السنة من الربح الصافي على أقل التقديرات بعد حسم حصة الشركات  وتكاليف الإستثمار والتسويق والعمولات.. مئتي مليار دولار صافٍ  دون فوائدهم منذ خمسة ثلاثين عاماً..

لم تشبع عيون الناهبين فانقضوا على شركات البلد واستثماراتها فلا بد لكل شركة من أن تكون عليها إتاوة لفلان من الناس يمتلك أسهماً فيها غصباً أو يسجن صاحبها وتغلق شركته
زعيم عصابة جعل البلاد كلها منطقة نفوذه في النهب والسرقة واستغلال الحقوق ونهب الثروات وامتصاص دماء الفقراء ولعق عرقهم وانتزاع لقمتهم .
ليس هذا ما حرق قلبي وأدماه بل أمرٌ أشد وأنكى..  

 
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: أم يوسـف في 2011-06-24, 16:00:53
أخيرا يا د. صالح عاودت الكتابة

أرجوك أكمل
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: جمانـة القدس في 2011-06-24, 17:40:19
متابعة لتفاصيل الكلمات، متابعة لرائحة الماضي فيها، وأنين السنين...
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-06-24, 21:15:49
متابعة
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: حلم في 2011-06-24, 21:19:29
متابعة معكم ، أكمل من فضلك دكتور صالح .
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2011-06-24, 21:45:57

الموت.. كلمة صعبة بل هي الأصعب في قاموس الدنيا.. هي نقيض الحياة..  والحياة هي بوتقة وجود كل حي...
بل إن من رحمة الله بالناس أن جعل الحياة خلائف.. فجعل استمرار الحياة بالتوالد ولم يجعل المخلوقات مستقلة بخلقها وما أظن ذلك إلا لجبر خاطر الأحياء التي ستأتي عليهم لحظة الموت.. فيكون استمرار الحياة في خلفهم عزاء وشعوراً بالبقاء .. وجعل رحمة الآباء وعطفهم  سبباً في استمرار الحياة في خلائفهم..

 الموت.. ومن من الأحياء لا يكرهه ويتمنى ابتعاده.. وهذا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أما المصلح فيتمنى أن يستزيد من الخير .. وأما المسيء فيندم ويتمنى فرصة للإصلاح..

ما أصعب الموت..

أما عملي فهو مدافعة الموت.. بصخب أو هدوء.. وما أتت لحظة الموت مرة أمامي إلا أسفت لها واشتد حزني...
أصبح العلاج صعباً مكلفاً يزداد غلاء يوماً بعد يوم.. وأصبح لبعض الأمراض أدوية تحتاج لخزينة حتى تغطيها..

أما في بلادنا فالموت هو السيد دوماً ولا عزاء للناس إلا القدر والاستسلام له.. فالحياة والموت قدر ولا يطيل العمر وينقصه إلا واهب الحياة..
يدخل المريض المشفى.. لا علاج إلا إن دفع ثمن الدواء.. فلا المشافي العامة ولا الخاصة تمتلك العلاج.. يجب أن يشتريه المريض ويأتي به.. أما أجر الطبيب فهو أهون الشرور لأنه لم يعد يُذكر أمام مئات الآلاف أو الملايين ثمناً لدواء يجب تناوله مدى العمر أو ثمناً لجلسات لا حياة إلا بها وثمن الواحدة يكفي  مصروفاً لعائلة كبيرة أكثر من شهر..

أما الفقير فيتعلق أهله بالأمل.. الدعاء والأمل..أو أي كلمة تخفف من قيمة المرض ... وينتظرون الفرج من الله فإذا مات المريض بكوه وبكوا فقرهم  ثم طووا الجوع على الحاجة وتناسوا بؤساً  يعيشون به كل مطلع شمس وكل مغيب... هذا إذا لم يستدين الأهل أو يبيعوا كل ما بقي في حيلتهم ليؤمنوا ولو القليل من الدواء أو لشيء من الوقت.. بل ربما استراح أهله من هم الحصول على المال فهموم الجوع والفاقة لا يكادون يجدون خلاصاً منها..

لا تأمين للدواء بل حتى الأغنياء لا يضمنون العلاج.. فالأمر لا يتعلق فقط بالثمن.. بل بالفساد المستشري إلى أعماق استيراد الدواء.. فقد يغيب الدواء شهوراً ويستحيل إحضاره حتى بأغلى الأثمان..
استطاع المجرمون أن يقتلوا الناس حتى الأغنياء منهم .. تفننوا في اختلاق طرق القتل المزمن الذي يحوم فوقه الخوف والقلق كل لحظة..

أصبح المريض لا يهدأ له بال حتى يتأكد من تخزين كمية من الدواء تكفي لسنتين أو ثلاث .. ثم يبدأ يقلق عندما لا يبقى من الدواء ما يكفي أكثر من سنة.. ويدخل في القلق التفكير في كيفية تأمين الثمن وهل سيكون دواء غير مغشوش وكم سيدفع ليقبل أحدهم أن يمرر الدواء دون منعه...

 تفننوا  في قتل الناس, وما القتل بالرصاص إلا أسرع الأنواع.. أما المرض في بلادنا فغير مسموح... ممنوع ممنوع.. إذا مرضت فليس لك إلا الخراب أو الدمار أو الموت... الحياة فقط لكبار المسؤولين  لأن لهم الحق في السفر للعلاج في الخارج ومعهم من المال ما يكفي للتكاليف..
سألني أحدهم منذ أيام.. ما الذي ينقمه الناس على هذا الرجل.. قلت له قتل العزل البريئين.. قال لي وهل قتل أقل القليل مما قتل  الأمريكان في فيتنام.. قلت له  أن الأمريكان كانوا مستعدين لقتل العالم في سبيل حفظ حياة أمريكي واحد.. أما أكبر المجرمين فهو الذي يقدم على قتل شعبه - حتى ولو واحد منهم- دون حق...

قتلوا الناس بالبنادق والرصاص.. وقتلوهم قبل ذلك في قطع لقمة عيشهم.. وقتلوهم في منع الدواء والعلاج.. وقتلوهم في منتهى الخسة في إفساد منظومة الصحة حتى صار العلاج  مخططاً جهنمياً يقتل الناس مجرد القلق والخوف من أن لا يتحقق..
أخبرني أحدهم أنه تحمل نفقة مريض في دولة عربية وأخبره أنه سيدفع كل التكاليف مهما كانت.. ثم ما لبث المريض أن مات .. أرسل يسأل عن السبب فقيل له أن الدواء الذي انتهى عنده لم تقم الدولة باستيراده ولم تسمح لأحد بتهريبه فانقطع عنه لأيام فمات..
أي إجرام هذا...
وكيف وصلت درجة السفالة والإفساد إلى اللعب بالحياة.. كيف وصلت حقارة النفوس أن تلعب في أغلى شيء قاطبة.. في الحياة التي خلقها الله معجزة أول فرائض الخليقة الحفاظ عليها...
 
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2011-06-24, 21:58:32
إخوتي وأخواتي

 شكراً لكلماتكم الكريمة وتأكدوا  أنني  أقرأها أولاً بأول  وأحياناً عدة مرات  وهي تسعدني و تجبر خاطري و لكنني أعتذر منكم أنني لن أرد عليها بشكل منفرد وسأتابع ما بدأته من همسات
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2011-06-25, 22:00:27
اعتادت مريضة أن تحضر البيض البلدي من مزرعتها لمن يطلب من الأطباء أو غيره في كل مرة تأتي لجلسة العلاج..

مضى على عادتها سنتين ثم توقفت ، سألتها عن السبب فأخبرتني أن مجموعة الدجاج البيّاض هرمت ولم تعد تبيض وقد اشترت مجموعة أخرى ستصلها بعد أسابيع.. سألتها دون تفكير وهل ستذبحين المجموعة الأولى فإذا بها تغضب وتقول أنا لا أذبح دجاجة أعطتني البيض سنوات يا دكتور..
كانت إجابتها في منتهى الجدية حتى أنني لم أجرؤ على سؤالها ما ذا ستفعل بهم..

مزارعة بسيطة تمتلك مزرعة فيها الدجاج والبقر والمزروعات تبقى وفية لدجاجها فلا تقتله بعد أن أصبح عاجزاً عن البيض


ملك الحاكم بأمره البلاد والناس واستعبدهم واعتبر كل البلد مزرعته الخاصة.. فيها حيوانات وعبيد وكلها له يقتل ويذبح ويبيع ويشتري  بل إن من يشري نفسه بأغلى الأثمان ويظن نفسه أنقذ جلده وخرج يفاجأ أن صاحب المزرعة لازال يشتريه ويبيعه بالاحتيال والتلاعب والابتزاز والضغط..

ليس في المزرعة إلا الحيوانات  والعبيد.. كلهم مسخر لهوى ومزاج صاحب المزرعة .. هم وأولادهم وأقرباؤهم وجدودهم وأصولهم إلى أعماق التاريخ.. بل إن التاريخ نفسه أصبح ملكاً لصاحب المزرعة يعبث فيه وينسب ما شاء منه لنفسه ويرمي ما شاء منه في حقيبة النسيان.. وليس إلا لبعض العبيد بضع لقيمات تزيد إن قاموا بقهر الباقين..

الويل ثم الويل لمن ينادي بتحرير العبيد.. بل الويل لمن يهمس بفكرة كهذه...  لاحق الحاكم المالك الرقاب والأرواح.. لاحق الأفكار في الرؤوس.. والأحلام في حلكة الليل.. فالويل لليل إن كان فيه أحلام.. ليس لليل حق إلا بالكوابيس.. الأحلام وتوزيعها من حق المتأله الكبير..

عشنا العبودية حتى رضينا بها... وانتقل بنا الحال إلى المطالبة ببعض حقوق الحيوانات..
إن مرٍض الكلبُ يجري صاحبه به ليعالجه.. وإن تثاقلت البقرة أسرع ليعرف كيف سترعى من جديد أما الناس فليس لهم سوى الموت.. العبيد أحط شأناً من الحيوان.. الجلد والتمزيق والبيع والحرق لهم أحياء.. لهم ولأبنائهم وأهليهم...

ما أشد غباؤه... وما أقل حياؤه وما أحط أخلاقه وما أخس نفسه.. لو عنده بعض الشرف أو بعض العقل لحافظ على عبيد المزرعة.. لاعتبرهم حيوانات كما فعلت مريضتي.. لأعطاهم أقل الحقوق .. الحياة .. التنفس لا أكثر.. فقد أعطوه كل شيء.. المال والأرض والأبناء ولقمة العيش...
لم يقابلهم وارث المزرعة اللاهي الغبي إلا بالرصاص وما مزرعته إلا هؤلاء.. فإن فرغت منه خسرها وخسر المال والمنصب..

 ما أشد غباؤه وغباء كل من يقتل.. لا يأتي الدم إلا بالدم... وليس للعبد إن سال دمه إلا أن يثور.. عندها سيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون...
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2011-06-25, 22:57:19
وهل الموت في حقيقته إلا البداية لحياة مديدة ؟؟ وهل الدماء التي تروي أرض سوريا إلا الإيذان بإحيائها بعد موات ؟؟ أليس لصاحب الهم مهما كبر همه إلا رب أكبر ؟ وهل يملك الأرض ومن فيها إلا ربها ورب السماوات الذي يُحدث أمره كيف يشاء ومتى يشاء، فلا يكون إلا ما يشاء .....وهل يُعجز الجبار المنتقم أن يسلط أضعف خلقه على أقوى خلقه؟؟

فصبرا آل سوريا فإن موعدكم خلاص وحرية، ولا تخافوا إن الله معكم .....وحبيب الله صلى الله عليه وسلم  قد حدّث عن تكفل الله بأهل الشام وكفى بحديثه بلسما ويقينا

متابعة
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: أبو الوليد في 2011-06-26, 08:49:34
متابع معكم ...
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: Al-Muslim في 2011-06-26, 10:57:49
كيف تاه عني هذا الموضوع قبل الآن؟ مرحباً بأخي الحبيب. أيها المتشائم المقيم على تشاؤمك ;) ها قد استحال الصمت همساً.. فمتى يتحول صراخاً يخرج من الصدر ما يعتمل فيه من آهات وزفرات؟
(قلت لي عبيد؟ يا محلى العبيد أمام الجراثيم!) تابع أخي همساتك.. وإن مررت بصاحب القطرات فأقرئه السلام ;)
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-06-26, 11:31:05
هل الذنب ذنب السيد المتأله أم ذنب العبيد التي رضيت بالقيود خوفا على حياة؟

لكم جال وثار وتقلب بخاطري وحيرني قصيد عصام العطار وهو يقول:

قيد العبيد من الخنوع وليس من زرد الحديد

حتى فسرته لي ثورة أحرار سوريا
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: أبو دواة في 2011-06-26, 12:11:45
أمس كنتُ في ندوة الدكتور محمّد سليم العوّا الأسبوعيّة...... وتقدّم أحد الحضور بسؤال عن الأزمة في سوريّا..... وكانت المفاجأة أن يقول الدكتور العوّا أن الأمر في سوريّا غامض للغاية....... وفتنة كبيرة...... وأن هناك (ناسًا وعلماء أطهارًا) في صفّ (السيّد بشّار الأسد) و(ناسًا وعلماء أطهارًا) ضدّ نظام (السيّد بشّار الأسد).......

هل في هذا الكلام قدر من الصواب؟
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2011-06-26, 13:21:52
لا ليس فيه شيء من الصواب
ولا يمكن لأي طاهر أن يكون بقلبه مع بشار الأسد.. لكن قد ينحاز له لظنه أن في الانحياز لبشار ونظامه حقنا للدماء أو وأدا للفتنة أو حرصا على الأمن (هذا إذا احسنا الظن به ونفينا عنه صفة النفاق أو الانتفاع أو الجبن والخور والمداهنة)

ولا أدري أي دين هذا الذي يرى الأمن مع الظلم خير من الثورة طلبا للعدل
وهل كان دين الإسلام إلا ثورة على الظلم والظاغوت والطغيان؟
هل يمكن السكوت على نظام يقول أتباعه برضى من النظام وتسجيع (يا ألله حلك حلك.. تقوم ويقعد بشار محلك) أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2011-06-26, 13:23:45

مرحى وتحية... تحية إكبار أكبر من جبال تهامة.. وحب عظيم عظيم يندفع  كنهر النيل من منابعه الغزيرة...
تحية أكبر من أن أقولها... ومن أنا لأقولها...  وكيف للميسور البعيد المحمي المطمئن أن يقترب ممن استنشق الحرية غصباً  عنها.. ممن انتزع الهواء من أعلى طبقات السماء ليجبره على الوصول للأرواح فأحياها...لمن مد يده العظيمة ليكسر قيداً ظن الجلاد الذي لم يزل يضيف عليه القفل بعد القفل أنه لا ينكسر..  كسر القيود العظيمة الني كبلت النفوس والعقول والأرواح والأجساد  كسرها حتى صارت هباء منثوراً...

 تحية لذاك البسيط العظيم.. ذي الأعوام العشرين أو الثلاثين.. ربما ما كادت... يخرج ليمشي بين البنادق وأمطار الرصاص.. حتى استحى منه الرصاص وأكبرته البنادق فصارت تحيد عنه وتسجد عند قدميه...

 تحية لولدي وأخي وابن عمي وصديقي.. لمن تنفس هواء نقياً بعد أن زكمت أنوفنا روائح الفساد والجيف..
تحية لمن عاش... عاش أخيراً وكلنا أموات.. عاش وهو مصمم أن يحيينا جميعاً..

 ما أشجعكم يا أبناء بلدي... الله سورية حرية وبس.. كلمات بدأها هؤلاء الأحياء .. وما كنا نظن أن فينا إلا الموتى.. صرخوا لنعرف أن الحياة إرادة...

إذا الشعب يوماً أراد الحياة.. إذا رجل واحد يوماً أراد الحياة فستستجيب له السماء والأرض وتتحرك من حوله الجبال والأشجار وتردد صدى صوته البلابل والعصافير وتشكر الله له الأسماك والطيور وترفع ذكره الملائكة  وتزهو به الأجيال...
إذا رجل أو امرأة من هؤلاء الأشاوس طلب الحياة أتته صاغرة... إذا طلبوا القمر أتاهم وإذا نظروا للشمس استحيت منهم وإذا أشاروا لنجم سهيل سجد عند أقداهم...
رجال لم يهابوا المعالي فتصاغرت عندهن القمم رجالهم  ونساءهم.. رأيتهم وأراهم في تلكم الصور المهتزة التي أخرجوها من سجن الظالم وحرروها من قيود العبودية مثلما تحرروا وهم في ميدان سلاح الظلام .. رأيتهم في تلك  الصور الحرة كنسيم عليل يأتي من أغصان الغوطة فيداعب القلوب ويبكي العيون
رأيتهم يصرخون من حناجر حرة قوية  رأيت الرعد ينصاع لأمرهم فيخفت حتى تصبح أصواتهم أقوى من هزيمه...

تحية للأحرار الأبطال بين طوابير العبيد .. للأحياء بين جموع الأموات المتفسخة.. للرجال الشجعان الأشاوس بين الجبناء الأذلاء..

تحية لمن رد لي الروح بعد أعوام الموت ورد لي الكلمة بعد عقود الصمت ورد لي العزة بعد دهور الذل.. رد لي الأنفاس بعد اختناق أطبق على الصدور حتى سحقها... رد لي الأمل... الأمل..... بعد يأس كئيب مقيت قاتل  تلاشت في حلقات سجونه وغابت كل بوارق أمل مهما كان بعيداً
 
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: أم يوسـف في 2011-06-26, 14:57:31
صدقت يا د. صالح

هؤلاء لا توجد تحية أوكلمات تفيهم حقهم

من يخرج في الممظاهرات في سوريا يساوي عشرات الرجال في أي مكان آخر
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: أبو دواة في 2011-06-26, 19:51:05
يا دولة الظلم امّحي وبيدي........
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2011-06-29, 09:48:10
أيا دولة الظلم غوري وبيدي    ****** ولا تأملي عودة من جديدِ
تعالت إلى الى النجم صيحة طفلٍ *** تهزّ الثريا لمجدٍ تليدِ
فصيحته هي قصف الرعودِ ****** وصرخته ضربةٌ من حديدِ
تُساقِطُ تحت أناملِ حمزة **** عرشَ الظلام وقيدَ العبيدِ

العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: Al-Muslim في 2011-06-29, 12:11:59
أبيات جميلة. ليتك تراسل أو تشارك في "شبكة شام أدبيات الثورة" على الفيسبوك أو غيره من المواقع أخي، أنت وجميع من يملك مواهب أدبية تمجد هذه الثورة العظيمة. ولا أدري إن كنت تتابع المواضيع الأخرى على المنتدى، حيث نشر موقع أرفلون.نت مقالاً لأختنا أسماء عن الطفل الشهيد. ليت مواهبكم لا تبقى حبيسة صفحات المنتدى.
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2011-06-29, 14:26:53
قرأت العديد من المقالات المنشورة... أدبية أو ثقافية أو سياسية تحليلية.. كل كاتب خط بقلمه فأبدع... ووضع اليد على الجرح ومنبع الداء... وشدتني تحليلاتهم حتى تمنيت لو أجاريها..

 جلست أكتب فوجدت أنني فارغ الفؤاد سقيم الحجة... لا أملك ذلك السيف اليراع الذي لغيري... لا أملك إلا خطوطاً باهتة ودمعات غالية أحاول أن أرسم بها شيئاً من قليل مما تحمله نفسي من محبة أو أسى...

 وحبيبتي أنت دوماً دمشق... دمشق....
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2011-06-29, 14:38:04
اليتيم...

هل  اليتيم الكسير من فقد أبويه أو أحدهما... أم اليتيم الكسير من فقد حبيباً أثيراً تحطم لفقده الفؤاد وتهاوت جدران العمر...

أم هل هو الشريد الذي كانت تأويه جدران وأبواب ففقد الظلال التي سترته حتى وجد نفسه يتلجى بين الزوايا لا جدار له ولا مأوى...

أما أنا فقد تيتمت يتماُ جديداً.. يتماً عشت ثلاث وعشرون سنة أتحاشاه وأهرب منه... تيتمت عن حبيبة روحي دمشق... وحرمت رؤية أم غالية هي كل رضى ربي أدعوه أن يحفظها ولا أدري كيف سأراها وأين...

بعد أيام تبدأ الإجازة... أيام  محدودة تقررت منذ شهور عديدة... بطاقات السفر محجوزة لدمشق... لكنها أمامي أنظر إليها وكأنني سجين يقتله العطش ينظر للماء الرقراق في كأس لا تصل يده  إليه...
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: أبو دواة في 2011-06-29, 16:58:19
بالعكس يابو إياد........ إنّها هديّة من ربّ العالمين هديّة للبذل هديّة للشهادة.......... ما المانع من الرجوع يا أخي؟ إنّها ساعة للعمل وليست ساعة للاعتزال والخوف........
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: Al-Muslim في 2011-07-03, 09:41:44
أخي لا أنصحك بالسفر أبداً. سأتصل بك قريباً إن شاء الله.
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: أم يوسـف في 2011-07-03, 19:39:35
بالطبع يا أخي لا تسافر

وهانت إن شاء الله
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2022-03-26, 18:37:09
سبحان الله
سنين مضت على هذه الكلمات
نسيتها تماماً كأنني لم أخطها بقلمي

كم هرمنا
وكم هرمت أحزاننا
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: جواد في 2022-03-27, 10:22:40
سبحان الله
سنين مضت على هذه الكلمات
نسيتها تماماً كأنني لم أخطها بقلمي

كم هرمنا
وكم هرمت أحزاننا

هلا ومرحبا أخي د. صالح، كيف حالكم؟ وأين استقر بك الحال؟
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2022-09-26, 20:42:40
سبحان الله
اين نحن من 2011
كيف كنا
وكيف أصبحنا
وهل تعلمنا وفهمنا؟ ام حيرتنا الاحداث وبعثرتنا؟

حياكم الله جميعا
وسقى الله أيامك يا شام

هل تستعاد أيامنا فيك وليالينا؟؟
  :emo:
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2022-10-14, 16:41:35
مضى على هذا الموضوع إحدى عشرة سنة
بدأته مع بدء الثورة والآن انتهت كل الثورلات واختنقت أعظمها التي يكتم أنفاسها ويقضى على آخر جذوة من جمرها الخونة والمجرمون في الشمال السوري ممن اختطف هذا البركان وتاجر بدماء الشهداء
كنت خلالها لاعباً صغيراً وشاهدا على بعض الجوانب ، شهادتي التي قد أخطها تحرق الضلوع وتكوي القلوب وتُدمع العيون ، شهادة على مدى أحد عشر عاماً تعاملت فيها مع عشرات بل مئات الرجال والنساء ورأيت فيها العمل الإغاثي ومررت ببعض مشاهد العمل الثوري واحتككت مع اللاعبين السياسيين ورأيت الكثير من دوائر صنع القرار..

كوارث
مجازر
وجرائم
وأسوؤها تلك الصدمات وخيبات الأمل ممن عملت معهم أحياناَ لسنوات وكنت لا أشك أبداً بصدقهم ثم رأيت أن عملهم كشف عن وجه قبيح فيه المصلحة والتحزب والاستفادة للنفس أو للقريب حتى أنني أحياناً أكذب نفسي فأقول ربما هو خطأ أو انزلاق عابر لكنني أكتشف أنه واقع وربما كان العمل من اليوم الأول قائماً على نفاق عميق وكذب متخفي للوصول لتلك الغاية أو ذاك المطلب الشخصي حتى لو  كان على حساب  الفقراء والعاجزين
بدأت صفحتى بحماس وتفاؤل وربما أتابع فيها مع الخيبة المريرة والصور الفظيعة
ربما أتابع وربما أترك ذاك السجل ليغيب في أعماق النسيان في مكان عابت فيه لعشرات السنين ذكريات أليمة أليمة

العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2022-10-14, 16:42:22
سبحان الله
اين نحن من 2011
كيف كنا
وكيف أصبحنا
وهل تعلمنا وفهمنا؟ ام حيرتنا الاحداث وبعثرتنا؟

حياكم الله جميعا
وسقى الله أيامك يا شام

هل تستعاد أيامنا فيك وليالينا؟؟
  :emo:
الحمد لله بارك الله بكم يا أخي
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: saaleh في 2022-10-14, 16:43:10
مضى على هذا الموضوع إحدى عشرة سنة
بدأته مع بدء الثورة والآن انتهت كل الثورلات واختنقت أعظمها التي يكتم أنفاسها ويقضى على آخر جذوة من جمرها الخونة والمجرمون في الشمال السوري ممن اختطف هذا البركان وتاجر بدماء الشهداء
كنت خلالها لاعباً صغيراً وشاهدا على بعض الجوانب ، شهادتي التي قد أخطها تحرق الضلوع وتكوي القلوب وتُدمع العيون ، شهادة على مدى أحد عشر عاماً تعاملت فيها مع عشرات بل مئات الرجال والنساء ورأيت فيها العمل الإغاثي ومررت ببعض مشاهد العمل الثوري واحتككت مع اللاعبين السياسيين ورأيت الكثير من دوائر صنع القرار..

كوارث
مجازر
وجرائم
وأسوؤها تلك الصدمات وخيبات الأمل ممن عملت معهم أحياناَ لسنوات وكنت لا أشك أبداً بصدقهم ثم رأيت أن عملهم كشف عن وجه قبيح فيه المصلحة والتحزب والاستفادة للنفس أو للقريب حتى أنني أحياناً أكذب نفسي فأقول ربما هو خطأ أو انزلاق عابر لكنني أكتشف أنه واقع وربما كان العمل من اليوم الأول قائماً على نفاق عميق وكذب متخفي للوصول لتلك الغاية أو ذاك المطلب الشخصي حتى لو  كان على حساب  الفقراء والعاجزين
بدأت صفحتى بحماس وتفاؤل وربما أتابع فيها مع الخيبة المريرة والصور الفظيعة
ربما أتابع وربما أترك ذاك السجل ليغيب في أعماق النسيان في مكان عابت فيه لعشرات السنين ذكريات أليمة أليمة



لا
لم يتعلم أحد للأسف يا أختي الفاضلة
ربما يكون الخير بعد جيل أو جيلين
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: جواد في 2022-10-15, 06:52:05
مضى على هذا الموضوع إحدى عشرة سنة
بدأته مع بدء الثورة والآن انتهت كل الثورلات واختنقت أعظمها التي يكتم أنفاسها ويقضى على آخر جذوة من جمرها الخونة والمجرمون في الشمال السوري ممن اختطف هذا البركان وتاجر بدماء الشهداء
كنت خلالها لاعباً صغيراً وشاهدا على بعض الجوانب ، شهادتي التي قد أخطها تحرق الضلوع وتكوي القلوب وتُدمع العيون ، شهادة على مدى أحد عشر عاماً تعاملت فيها مع عشرات بل مئات الرجال والنساء ورأيت فيها العمل الإغاثي ومررت ببعض مشاهد العمل الثوري واحتككت مع اللاعبين السياسيين ورأيت الكثير من دوائر صنع القرار..

كوارث
مجازر
وجرائم
وأسوؤها تلك الصدمات وخيبات الأمل ممن عملت معهم أحياناَ لسنوات وكنت لا أشك أبداً بصدقهم ثم رأيت أن عملهم كشف عن وجه قبيح فيه المصلحة والتحزب والاستفادة للنفس أو للقريب حتى أنني أحياناً أكذب نفسي فأقول ربما هو خطأ أو انزلاق عابر لكنني أكتشف أنه واقع وربما كان العمل من اليوم الأول قائماً على نفاق عميق وكذب متخفي للوصول لتلك الغاية أو ذاك المطلب الشخصي حتى لو  كان على حساب  الفقراء والعاجزين
بدأت صفحتى بحماس وتفاؤل وربما أتابع فيها مع الخيبة المريرة والصور الفظيعة
ربما أتابع وربما أترك ذاك السجل ليغيب في أعماق النسيان في مكان عابت فيه لعشرات السنين ذكريات أليمة أليمة


إنا لله وإنا إليه راجعون..

أليس من واجبنا تجاه أبنائنا أن نخبرهم عما حدث فعلا؟ فالتاريخ سيتم تزييفه كما تم من قبل مع أحداث أخرى كتب روايتها المجرم ليلمع وجهه ويخفي جرائمه!

وما الفائدة من الأخطاء إن لم نتعلم منها ونعلم من بعدنا فلا تعاد الكرة ولا تضيع أعمار الأجيال في حلقات مفرغة مكررة..
العنوان: رد: همسات السنين....
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2022-11-20, 16:15:14
نعم
لا بد من كتابة الشهادات والمشاهدات
لتستفيد منها الأجيال القادمة
سواء نشرت، او خفيت ونشرها من بعدنا

ولله الأمر من قبل ومن بعد
اكتب أخي الفاضل.. ومنكم نستفيد