المحرر موضوع: حدوتة جديدة... ويمكرون ويمكر الله  (زيارة 6617 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
ويمكرون ويمكر الله


تسمرت عيناها على شفاه اللجنة في المنصة تنتظر حكمها..... ووضعت يدها على صدرها كأنما لتخفف من سرعة ضربات قلبها، أو لتهدئ تلاحق أنفاسها  اللاهثة..... ولكن دون جدوى.......
لقد انتظرت هذه اللحظة طويلاً..... وكافحت من أجلها كفاحاً شاقاً... وها قد حان أوان الحصاد............

لقد وضعوا كل العراقيل الممكنة وغير الممكنة ليحولوا بينها وبين الحصول على شهادة الدكتوراة هذه...... إذ كيف يسمحون لإنسانة محجبة ملتزمة مثلها أن تحصل عليها؟؟
 إنهم يريدون أن يثبتوا أن الحجاب حجاب للعقل والفكر، وأن المرأة المحجبة إنسانة جاهلة متخلفة قابعة في زوايا النسيان المظلمة، وأن المرأة لا يمكن لها أن تتعلم وتتثقف وترقى سلم التقدم والمدنية إلا بتحررها من حجابها ودينها ..... بل وخلقها أيضاً.

وهاهي الآن تحاول أن تقلب هذه المعايير، وتبطل هذه النظرية، فهل يدعونها تنجو بفعلتها؟؟
إن مجرد قبولها في الدراسات العليا كان معجزة إلهية........ نعم...... لم يكن لديها تفسير لما حصل غير ذلك.......... فقد تقدمت بأوراقها مرات ومرات، ورغم جدارتها وكفاءتها وارتفاع درجاتها كان طلبها يُرفض المرة تلو المرة بأعذار واهية، إلى أن حدث وجاءها القبول مرة............ لم تصدق عينيها........... حتى عميد القبول في الدراسات العليا عندما رآها في أروقة الجامعة تسأل عن بعض المواد التي تحتاجها في بحثها سألها: من الحمار الذي وافق على انتسابك؟؟؟ فأجابته بهدوء: سيادتكم........ فصُعق وأُسقط في يده........ عرفت فيما بعد أن فلانة من المهمين ذوي الواسطات قد تقدمت بطلب في نفس اليوم الذي تقدمت هي فيه، وحصل التباس بين الاسمين، فوافق العميد على طلبها ورفض طلب فلانة....

نعم...... يمكرون........ ويمكر الله........

وجاءها القبول في اللحظة التي أوشكت فيها أن تيأس وتدع الأمر كله........ ولكن تشجيع والديها وأخواتها في الله هو الذي كان يشحنها ويدفعها دوماً للاستمرار. ولم تكن تلك هي العقبة الوحيدة، بل توالت العقبات والعراقيل في طريقها، وإذا بها الباحثة الوحيدة التي تنفق من جيبها الخاص على بحثها وتجاربها، لتتجاوز عقبات الروتين في الصرف والتمويل التي حاولوا أن يضعوها في طريقها. وإذا بأستاذها المشرف لا يقنع بكفاية بحثها فيطالبها بتناول مزيد من الزوايا للموضوع، حتى نتج عن ذلك بحث ضخم، قال فيه الأستاذ الألماني المشارك في الإشراف: لو كنت في ألمانيا لكفاك هذا البحث لنيل أربع شهادات دكتوراة!!..........


ألمانيا............
 كان زملاؤها وزميلاتها يسخرون منها دائماً لأنها اختارت الطريق الصعب، ولم تذهب لألمانيا لمتابعة الدراسة هناك، مع أن عرضاً خاصاً جاءها من كبرى الجامعات الألمانية بعد تقديمها لرسالة الماجستير المميزة، ولكنها رفضت، لأنها ببساطة لا تستطيع الذهاب دون محرم.
ماذا؟؟؟؟ دون محرم!!!! ....... ما هذا التخلف العقلي؟؟ هكذا قال لها زملاؤها، بل وأساتذتها أيضاً: أتتركين الدراسة في ألمانيا من أجل سبب تافه كهذا؟؟....... وهل تظنين يا مسكينة أن شهادة الدكتوراة من بلدك –مهما بذلت فيها من جهد، أو حققت فيها من كشف علمي-  تعادل شهادة اسمها "من جامعات ألمانيا" ؟؟!!......

ثم جاءت العقبة الكبرى، حين اكتشفت أثناء بحثها خطأ أسلوب المعايرة الذي اعتمدوه في اليابان، واستخدموه لعدة سنوات.
قال لها أساتذتها المشرفون: من تظنين نفسك لتطعني في اكتشاف ياباني؟؟؟..يا للغرور!!!....
ولكنها أعادت التجارب، وبحثت النظريات والقوانين مرات ومرات........ وثبتت لديها هذه الحقيقة بما لا يدع مجالاً للشك. ولولا دعم الأستاذ الألماني المشارك في الإشراف لوجهة نظرها، ما كانوا سيسمحون لها بإبدائها أو تضمينها بحثَها.

ثم جاءت العقبة النهائية، حين قال لها أستاذها المشرف: اسمعي يا سوسن، فلانة الفلانية، ابنة المسؤول الكبير جداً في الدولة، تقرر أن تكون هي أول من يحصل على شهادة الدكتوراة من جامعتنا بتقدير امتياز......... فإذا أردت الحصول على تقدير امتياز –وأنت تستحقينه بجدارة-  فانتظري حتى تتم مناقشة رسالتها أولاً.
وبناءً عليه، كان عليها أن تنتظر......... ولشهور طويلة.... حتى أنهت الزميلة فلانة رسالتها التافهة الضحلة –وفق رأي كل من حضر المناقشة أو قرأ الرسالة-  وحصلت على أول تقدير امتياز في تاريخ الجامعة.............. وبعدها........ آن لها أن تتقدم هي ببحثها للمناقشة.........
كانت كل هذه الذكريات تتدافع في ذهنها بصورة متلاحقة، كشريط سينمائي سريع، وهي واقفة تنتظر حكم اللجنة وتقديرها لبحثها........


لقد ظلت واقفة أمامهم كالمتهم لأكثر من ساعتين، تدافع عن وجهة نظرها، وتشرح النتائج التي توصلت إليها........... ولم يرحموها......... بل إنهم انهالوا عليها بالأسئلة ، بل وبالاتهامات التي لا تخلو من سخرية أو استهزاء، وكأنها واقفة في قاعة محكمة، لا في قاعة جامعية لمناقشة رسالة علمية.........
لقد انتهى كل ذلك الآن، وآن أوان قطف الثمرة، ترى ماذا ستكون؟؟ ....... ثمرة ناضجة حلوة طرية؟؟ أم ثمرة معطوبة مرة المذاق؟؟؟
ونطق رئيس اللجنة بالحكم..............
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

يا لها من نقطة وقفت عندها يا ماما هادية  :emoti_214:

ونطق رئيس اللجنة بالحكم ..........

ولكن أتعلمين، لا يهمني شخصيا ماذا كان حكم رئيس اللجنة هذا لأنها في نظري قد نالتها باستحقاق.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

يا لها من نقطة وقفت عندها يا ماما هادية  :emoti_214:

ونطق رئيس اللجنة بالحكم ..........

.


ماهذا الارهاب يا سيفتاب؟؟

خلاص خلاص

سأكمل لك الحدوتة ان شاء الله
« آخر تحرير: 2008-01-12, 16:21:15 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر

أي بلد هذه؟
 :emoti_64:


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك

أي بلد هذه؟
 :emoti_64:



مسلمستان يراد تحويلها لعلمانستان
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر

 :emoti_282:
الحمد لله ليست مصرستان

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
ويمكرون ويمكر الله

الجزء الاخير

ونطق رئيس اللجنة بالحكم..............
 تقرر منح الآنسة سوسن... ابنة السيد .... درجة الدكتوراة بتقدير جيد جداً، وعلامة قدرها 85 ...........
يرفع هذا القرار عبر المجالس المختصة إلى مجلس الجامعة لإقراره........
التوقيع: الدكاترة...............

ونزل الخبر كالصاعقة عليها، وأُسقط في يدها.......... تقدير جيد جداً؟؟!!........ بعد كل هذا العناء والكفاح والجهاد والانتظار....... جيد جدا؟؟؟........

وارتفعت الهمهمات من الحضور: هذا ظلم.............. حرام........... تحيز واضح......
....... لو رفعوها علامة واحدة لحصلت على امتياز....

وضجت القاعة بالاعتراض........... وانسحبت اللجنة الموقرة، وتركت الجمهور لسخطه، والباحثة لخيبة أملها، ووالديها لمرارة النتيجة الأليمة.............

علامة واحدة......... علامة واحدة بخِلوا بها عليها، أو تعمدوا حرمانها منها لتتحول نتيجتها من امتياز إلى جيد جداً..

وسارعت إليها أختها في الله مهدئة من روعها: لا يهمك يا سوسن......... أنت تعلمين أنك أخذت الشهادة غصباً عن عينهم، ووالله لو استطاعوا لما منحوك حتى شهادة البكالوريوس، فلا تحزني.......... المهم أنك أصبحت منذ هذه اللحظة دكتورة........ فالحمد لله، ومبارك لك.
حاولت أن ترسم ابتسامة على وجهها المحزون، وأن تمنع الدموع من النفور من عينيها، وجاءها والدها مهنئاً: لا تهتمي يا حبيبتي، فعندما تكتبين لقب دكتورة على لافتة مختبرك  لن يسأل الناس عن التقدير............. المهم أنك حصلت عليها، ولن يضيع الله عملك.

وغالبت أمها أحزانها، وحبست دموعها في مقلتيها، وجاءت لتهنئتها وتنبهها إلى واجب الضيافة والاهتمام بتحية ضيوفها الذين حضروا المناقشة، ووجوب إكرامهم........

ومضت الأيام كئيبة حزينة........ وآن أوان استلام الشهادة من الجامعة......... وذهبت لإحضارها....
طلب الموظف هويتها ليتحقق من شخصيتها، قبل أن يبدأ بملء وثيقة الشهادة بخطه الجميل بموجب نص قرار اللجنة............ وإذا به يرفع حاجبيه مندهشاً............ كيف يعطونك علامة 85 وتقدير جيد جداً؟؟

قالت له بأسى عميق: نصيبي.

قال ببساطة: لقد أخطأت اللجنة........... لعلهم ظنوا أن 85 هي أعلى علامات الجيد جداً، ولكن الحقيقة أنها أدنى درجات الامتياز......... انظري...........
وأراها اللائحة: 85 فما فوق: امتياز.

نظرت إليه بدهشة ممزوجة بأمل وفرح ويأس وحسرة ومشاعر متناقضة......... ماذا تعني؟؟
لا أدري.......... قال الموظف....... سأراجع رئيسي لأتأكد، أنثبت التقدير حسب العلامة، أم العلامة حسب التقدير؟؟؟

وجاءه الجواب: بل العلامة هي المرجع..........

ونقشت كلمات "تقدير امتياز" في شهادتها.......... ونقشت في قلبها وعقلها........
ولمعت أمام ناظريها كلمات الآية الكريمة....

{ويمكرون....... ويمكر الله........ والله خير الماكرين}
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
اقتباس
تقرر منح الآنسة سوسن... ابنة السيد .... درجة الدكتوراة بتقدير جيد جداً، وعلامة قدرها 85 ...........

لكن 85% تساوي ممتازًا....... أليس كذلك ؟؟؟

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
ويمكرون ويمكر الله

الجزء الاخير


قال ببساطة: لقد أخطأت اللجنة........... لعلهم ظنوا أن 85 هي أعلى علامات الجيد جداً، ولكن الحقيقة أنها أدنى درجات الامتياز......... انظري...........
وأراها اللائحة: 85 فما فوق: امتياز.

نظرت إليه بدهشة ممزوجة بأمل وفرح ويأس وحسرة ومشاعر متناقضة......... ماذا تعني؟؟
لا أدري.......... قال الموظف....... سأراجع رئيسي لأتأكد، أنثبت التقدير حسب العلامة، أم العلامة حسب التقدير؟؟؟

وجاءه الجواب: بل العلامة هي المرجع..........

ونقشت كلمات "تقدير امتياز" في شهادتها.

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
 emo (8):

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: حدوتة جديدة... ويمكرون ويمكر الله
« رد #10 في: 2011-10-30, 12:50:39 »
قصة مؤثرة جدا لم أنتبه لها من قبل

الحمد لله الذي يدافع عن عباده المؤمنين، تبدو واقعية، وصاحبتها مجاهدة  emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: حدوتة جديدة... ويمكرون ويمكر الله
« رد #11 في: 2011-10-30, 16:26:54 »
 ::happy: الحمد لله.. لسبب أو لآخر هذه القصة رفعت معنوياتي وأدخلت السرور لقلبي.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين  ::happy:
هل هي حقيقية ماما هادية؟

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حدوتة جديدة... ويمكرون ويمكر الله
« رد #12 في: 2011-10-30, 17:49:01 »
نعم يا زينب... القصة حقيقية وحدثت لاحدى قريباتي
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*