المحرر موضوع: كنا وكانت!  (زيارة 23791 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

أحمد

  • زائر
رد: كنا وكانت!
« رد #40 في: 2009-02-25, 07:06:34 »
كنا، وكانت
- أئمتنا -

- تقديم -

لرغبتي في البدء بالنهاية قوة عارمة، لا أطالع كتابا إلا وأمسك بفهرسه الذي يكون آخر صفحاته، وما أشد ضيقي حين أراه أولا! وكذا حين أفكر في موضوع أمسك نهايته وما آل إليه ثم أتسلسل إليه فصلا فصلا إلى أن أعرف كيف تداعى إلى هذه النهاية، وما هي جذوره التي اعتمد عليها وتفرع عنها، ولم لا ولطيب الثمرة أخذة تلفت الأنظار عن كل ما سواها رغم دقتها وجل أصلها من سوق وأوراق!
هكذا تراءى الأمر لي حين شرعت في بث بعض ما لدي نحو أئمتنا، فوجدتني أبدأ بهذا الرجل!، وسيلاحظ قارئي بشكل عام أني لا أكثر تنميق عبارات المديح، أو تزيين كلمات الثناء، فحسبي أنْ: أولئك آبائي فجئني بمثلهم .. إذا جمعتنا يا(فلان) المجامع. وما كان غرضي حين قصدت هذا العزم أن أمدح أو أثني، فظننا أنهم احتسبوا أجرهم على الله وحده، وهو وحده يوفيهم عطاءهم بغير حساب. إنما بغيتي في ذلك أن أسطر بعضا من مكنون صدري نحوهم، عساي أحظى بصحبتهم يوم البعث.



ماما فرح

  • زائر
رد: كنا وكانت!
« رد #41 في: 2009-02-25, 19:14:21 »

متابعون


أحمد

  • زائر
رد: كنا وكانت!
« رد #42 في: 2009-03-01, 06:27:55 »
كنا، وكانت
أئمتنا

- تقديم جديد -


حال دون إقدامي على كتابة هذه السلسلة حياءٌ بلغ مدى أقعدني عن التدوين عامة، فمهما بلغت من الاعتداد بقلمي وكتاباتي ما بلغت، فخواطر اليوم ليست كأي خواطر، وإن كنت أنتظر قبل ذلك مديح هذا وثناء ذاك، وإن كنت أتأمل أيضا وجه من يقرأ لي، أو أتحسس حروف رده علي، فإنني اليوم أنتظر قبول الله وحده لما أكتب، وأُبعد في تأملي حتى أتمثلني بينهم، وقد اصطف الناس بالمحشر، ودنت الشمس من الرؤوس، ومنّ الكريم بعفوه فقبل الشفاعة الكبرى من حبيب الرحمن محمد صلى الله عليه وسلم، وتنادى الناس بين شافع ومشفع، وتبرأت الأم من ابنها، وفر الولد من أبيه، فأجدُّ سيري نحو مواكب ملائكية يكاد سنا نورها يذهب بالأبصار، فأضع بيد إمام كل موكب منها ما كتبت عنه، وأقف معه متأملا وجهه، متحسسا موضع عينه، ملتمسا جوابه، فلا تنتهي رحلتي بينهم إلا وتتنازعني أيديهم، نزاعا لا لا لغو فيه ولا تأثيم، نزاعا تسعى كل يد فيه لصحبتي إياها إلى منتهى الرضا الإلهي البالغ، ولا منتهى له، أو إلى غاية العطاء الرحماني النافذ، ولا غاية له، فأظل بينهم كفراشة في حقل زهري رائع، لا أكاد أقر فيه على محل واحد!

emo (30):

ماما فرح

  • زائر
رد: كنا وكانت!
« رد #43 في: 2009-03-01, 06:32:04 »

لا حرمك الله منهم ولا حرمهم من شهادة حق منك يوم لا قبول إلا للحق

أكمل بارك الله لك وجزاهم عنك خيراً


غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: كنا وكانت!
« رد #44 في: 2009-03-01, 13:05:27 »
رزقنا الله و اياكم ذاك الكقام الرفيع و لذة النظر الى وجهه الكريم و شعور الرحمة عند وقوفنا في ظله عز و جل يوم لا ظل الا ظله

جزاك الله خيرا اخ احمد
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

أحمد

  • زائر
رد: كنا وكانت!
« رد #45 في: 2009-07-06, 13:03:52 »
كنا، وكانت
أئمتنا
- المرشد العام -

علمونا قديما أن ذوي التجارب الحقيقية مهما كانوا للبيان أربابا، وللبلاغة أساطينا، فإنهم متى نشطت هممهم لكتابة شيء عن تجاربهم الخاصة تبعثرت كلماتهم، وشردت أقلامهم، فما استطاع أحد منهم أن يكتب شيئا مما بداخله، وإن فعل، فإن ما يكتبه حينذاك لا يكاد يُرضي مبتدئا أو عاميا، وعلمتني أنا خبرةُ الكتابة وطولُ ممارستها أنها بذل يستوجب الامتلاء أولا، تماما كالآلة تفتقر للطاقة حتى تعمل، ولن أخوض بحر الجمع والتفريق بين هاتين المعلومتين، إذ يبدو عليهما التضاد، فكيف يقال كلما امتزجنا بتجاربنا من داخلٍ عجزنا عن تدوينها، ويقال أيضا إننا بحاجة لمِلء أفئدتنا من هذه التجارب حتى نستطيع الكتابة عنها! لن أقف هنا.. لأن رسالة اليوم لو تمت على وجهها ستكون لغزا أوضحَ ما يكون، وبساطةً في غاية الإلغاز،.. رمزا لا يحتاج لكشف، وكشفا على هيئة رمز! وقل ماشئت - قارئي-  واعجب، وارمني بما تحب من سفه في القول أو عبث في التفكير، فإنني، معرضا عنك، أرى كائنا في دنيا الناس، سوّاه مولاه ببديع صنعه جامعا لما هو أكثر مما ذكرت، مستكملا من المكارم فوق ما يبلغ الناس بأوصافهم، أو يدركون بأحلامهم، ولست على ذلك أعني نبيا مرسلا، أو ملكا مقربا، ولا أغالي فيه غلوَّ المبطلين الذين ألزموا أئمتهم العصمةَ بالعقل أو بالشرع، وإن لازمته هي بالحس والوجدان، ولكن أبدأ معه كما بدأه مولاه جل اسمه، فهو جسدٌ طينيٌّ من عين ما خلق الله تعالى سائرَ ولد آدم عليه السلام، وهو نفسٌ بها من رُوح الله كسائر النفوس التي نفخ فيها الله جل شأنه من رُوحه، وهو مع ذلك عقلٌ يبصر، وقلبٌ يفقه،.. فؤادٌ يحس، ولبٌّ يتدبر، وهو أيضا.. قد أدرك تماما هذه الحقائق وأكثر منها، فما ركب متن العناد، ولا استولى عليه زمام الشطط، فنهض يغالب ببدنه الأنفسَ شفافيةً ورفعةً، واستشرت روحه بجسده حتى طغى نورها الإلهي عليه، حتى تراه فتحسبه سماويا تلبس بجسد ليحيا بين الناس ليس إلا، فإن اقتربت منه فاجأك من حسن تقاسيم بدنه وعنايته به ما يشعرك أنه لا يهتم إلا بحاجاته وقضاء شهواته، وكلما عايشته واقتربت أكثر.. حرت فيه أكثر وأكثر.. أي شيء في دنيا الناس فات هذا الرجل؟ وأي شيء في آخرتهم غاب عنه؟! توشك أن تجزم أنه: لا شيء!
ولنبحر في اتجاه آخر.. فعلى كافة الأصعدة لا أملَ أبدا، فأمته عامة ذليلة مقهورة أغلبها مباح الدم والعرض، وبلده رمز هذا القهر والعناء، وهو شاب لم يمكث بالدنيا ربع قرن بعد، لكن بدنا طاول النفوس شفافية ورفعة لا يكون له إلا نفس لا تدانيها نفس ولا تقاربها روح، وهكذا كان.. فكأنه يقرأ من كتاب القدر، أو كأنه حتى لم ينشغل بقراءته وراح يرسم بإخلاصه في البذل وصدقه في التوكل على مولاه صفحات هذا الكتاب المحفوظ!
إننا لا نغالي، ولا نبالغ، ولا شأن لنا بما يتجاوز حقائق المعاني في شيء، إننا نصف واقعا قد كان وواقعا قد صار، واقعا كان الكل يجزم فيه بألا فائدة ولا جدوى، والشاة عند القصاب تنتظر أجلها، وواقعا صار الكل يرى فيه خيول النصرويسمع صهيلها عن قريب جدا!
إن رجلا تجشمت جوارحه إعادة البناء بعد نقضه، وتحملت روحه ركام الهدم وشظايا البناء، واتقد قلبه وعقله وامتزج فؤاده ولبه لينصهر الحديد، وتتراص الجُدُر، ليظهر البناء بعد ذلك زينة الحي وشامة البيوت، بل ليظهر ولا تقاربه عمارة ولا يجاريه سكن، إن رجلا كذلك مع ما تبصره فيه من رقة شعور، ورباطة جأش، ورجحان عقل، ومتانة فكر، ومع ما تجده لديه من نفس جياشة وعين مدرارة وقلب خاشع ولسان ذاكر، وكل ذرة منه تهتف باسم بارئها صباح مساء، لَيوحى إليه إن أذن الله بوحي، وإلا فهو حسن البنا، حسن أحمد عبد الرحمن البنا، المرشد العام والمؤسس لجماعة الإخوان المسلمين.


غير متصل ازهرية صغيرة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 995
  • الجنس: أنثى
رد: كنا وكانت!
« رد #46 في: 2009-07-12, 09:30:00 »
ربنا يبارك فيك يا احمد

ربنا يخليك لينا انت وكلماتك

اللهم كم عاهدناك بألا نعود.. فما كان منا إلا نقض العهود
وهانحن نعاهدك على ألا نعود، فإن عدنا فعد علينا بالمغفرة يا ودود

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: كنا وكانت!
« رد #47 في: 2011-03-13, 14:39:58 »
كنا، وكانت
- حكاياتنا -

لما نزل نحن؛ بلادنا: بلادنا، وديارنا: ديارنا، ولا يزالوا هم؛ بلادهم، وديارهم، والوصل كان منا، ولم ينبَتّ منهم بعدُ!
والذكريات، بيننا، آخرُ ما تبقى!
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: كنا وكانت!
« رد #48 في: 2011-03-17, 16:29:26 »
بسم الله

أحب أن أفصح عن المشاركة الأخيرة
قليلا، على الأقل!
emo (30):


على أنني في حيرة بأي المشهدين أبدأ، إلا أن رغبة الإفصاح أكبر من الوقوف عند هذه العقبة،.. سأبدأ من البداية!

..كان يتلقف الكلمات منها كما يتلقف الرضيع النهم مهاد أمه،.. ثم كانت أيامُ فطام، أو خصام، أو فصام.. تكررت، وكانت إثرهن رجعات وتوبات وأوبات!

حتى كانت الأخرى .. أوبة، أو توبة، أو رجعة .. لا مهاد فيها، ولا رضاع، ولا يد تهدهد، أو قلب يطمئن ويسكن!

ولم يطب له شيء منها بعدُ

ولم يبق سوى الذكريات
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل محمد عيد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 896
  • الجنس: ذكر
  • ابن الأزهرالحاني
رد: كنا وكانت!
« رد #49 في: 2011-03-17, 17:18:53 »
كنا، وكانت
أئمتنا
- المرشد العام -

علمونا قديما أن ذوي التجارب الحقيقية مهما كانوا للبيان أربابا، وللبلاغة أساطينا، فإنهم متى نشطت هممهم لكتابة شيء عن تجاربهم الخاصة تبعثرت كلماتهم، وشردت أقلامهم، فما استطاع أحد منهم أن يكتب شيئا مما بداخله، وإن فعل، فإن ما يكتبه حينذاك لا يكاد يُرضي مبتدئا أو عاميا، وعلمتني أنا خبرةُ الكتابة وطولُ ممارستها أنها بذل يستوجب الامتلاء أولا، تماما كالآلة تفتقر للطاقة حتى تعمل، ولن أخوض بحر الجمع والتفريق بين هاتين المعلومتين، إذ يبدو عليهما التضاد، فكيف يقال كلما امتزجنا بتجاربنا من داخلٍ عجزنا عن تدوينها، ويقال أيضا إننا بحاجة لمِلء أفئدتنا من هذه التجارب حتى نستطيع الكتابة عنها! لن أقف هنا.. لأن رسالة اليوم لو تمت على وجهها ستكون لغزا أوضحَ ما يكون، وبساطةً في غاية الإلغاز،.. رمزا لا يحتاج لكشف، وكشفا على هيئة رمز! وقل ماشئت - قارئي-  واعجب، وارمني بما تحب من سفه في القول أو عبث في التفكير، فإنني، معرضا عنك، أرى كائنا في دنيا الناس، سوّاه مولاه ببديع صنعه جامعا لما هو أكثر مما ذكرت، مستكملا من المكارم فوق ما يبلغ الناس بأوصافهم، أو يدركون بأحلامهم، ولست على ذلك أعني نبيا مرسلا، أو ملكا مقربا، ولا أغالي فيه غلوَّ المبطلين الذين ألزموا أئمتهم العصمةَ بالعقل أو بالشرع، وإن لازمته هي بالحس والوجدان، ولكن أبدأ معه كما بدأه مولاه جل اسمه، فهو جسدٌ طينيٌّ من عين ما خلق الله تعالى سائرَ ولد آدم عليه السلام، وهو نفسٌ بها من رُوح الله كسائر النفوس التي نفخ فيها الله جل شأنه من رُوحه، وهو مع ذلك عقلٌ يبصر، وقلبٌ يفقه،.. فؤادٌ يحس، ولبٌّ يتدبر، وهو أيضا.. قد أدرك تماما هذه الحقائق وأكثر منها، فما ركب متن العناد، ولا استولى عليه زمام الشطط، فنهض يغالب ببدنه الأنفسَ شفافيةً ورفعةً، واستشرت روحه بجسده حتى طغى نورها الإلهي عليه، حتى تراه فتحسبه سماويا تلبس بجسد ليحيا بين الناس ليس إلا، فإن اقتربت منه فاجأك من حسن تقاسيم بدنه وعنايته به ما يشعرك أنه لا يهتم إلا بحاجاته وقضاء شهواته، وكلما عايشته واقتربت أكثر.. حرت فيه أكثر وأكثر.. أي شيء في دنيا الناس فات هذا الرجل؟ وأي شيء في آخرتهم غاب عنه؟! توشك أن تجزم أنه: لا شيء!
ولنبحر في اتجاه آخر.. فعلى كافة الأصعدة لا أملَ أبدا، فأمته عامة ذليلة مقهورة أغلبها مباح الدم والعرض، وبلده رمز هذا القهر والعناء، وهو شاب لم يمكث بالدنيا ربع قرن بعد، لكن بدنا طاول النفوس شفافية ورفعة لا يكون له إلا نفس لا تدانيها نفس ولا تقاربها روح، وهكذا كان.. فكأنه يقرأ من كتاب القدر، أو كأنه حتى لم ينشغل بقراءته وراح يرسم بإخلاصه في البذل وصدقه في التوكل على مولاه صفحات هذا الكتاب المحفوظ!
إننا لا نغالي، ولا نبالغ، ولا شأن لنا بما يتجاوز حقائق المعاني في شيء، إننا نصف واقعا قد كان وواقعا قد صار، واقعا كان الكل يجزم فيه بألا فائدة ولا جدوى، والشاة عند القصاب تنتظر أجلها، وواقعا صار الكل يرى فيه خيول النصرويسمع صهيلها عن قريب جدا!
إن رجلا تجشمت جوارحه إعادة البناء بعد نقضه، وتحملت روحه ركام الهدم وشظايا البناء، واتقد قلبه وعقله وامتزج فؤاده ولبه لينصهر الحديد، وتتراص الجُدُر، ليظهر البناء بعد ذلك زينة الحي وشامة البيوت، بل ليظهر ولا تقاربه عمارة ولا يجاريه سكن، إن رجلا كذلك مع ما تبصره فيه من رقة شعور، ورباطة جأش، ورجحان عقل، ومتانة فكر، ومع ما تجده لديه من نفس جياشة وعين مدرارة وقلب خاشع ولسان ذاكر، وكل ذرة منه تهتف باسم بارئها صباح مساء، لَيوحى إليه إن أذن الله بوحي، وإلا فهو حسن البنا، حسن أحمد عبد الرحمن البنا، المرشد العام والمؤسس لجماعة الإخوان المسلمين.



والله يا أخي إن الأنامل لا تستطيع طرق الأحرف لمدح ما قلت ، ولكن القلب يذعن لك بالحب ، ويوقن بأن المتكلم رائع البيان، إلى الأمام دائما ، وبارك الله فيك .
" ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله، وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين "!!


لا أحد.

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: كنا وكانت!
« رد #50 في: 2011-03-17, 17:45:33 »
كنا، وكانت
- حكاياتنا -

لما نزل نحن؛ بلادنا: بلادنا، وديارنا: ديارنا، ولا يزالوا هم؛ بلادهم، وديارهم، والوصل كان منا، ولم ينبَتّ منهم بعدُ!
والذكريات، بيننا، آخرُ ما تبقى!
بسم الله

أحب أن أفصح عن المشاركة الأخيرة
قليلا، على الأقل!
emo (30):


على أنني في حيرة بأي المشهدين أبدأ، إلا أن رغبة الإفصاح أكبر من الوقوف عند هذه العقبة،.. سأبدأ من البداية!

..كان يتلقف الكلمات منها كما يتلقف الرضيع النهم مهاد أمه،.. ثم كانت أيامُ فطام، أو خصام، أو فصام.. تكررت، وكانت إثرهن رجعات وتوبات وأوبات!

حتى كانت الأخرى .. أوبة، أو توبة، أو رجعة .. لا مهاد فيها، ولا رضاع، ولا يد تهدهد، أو قلب يطمئن ويسكن!

ولم يطب له شيء منها بعدُ

ولم يبق سوى الذكريات


غير أن بكل أزمة فرصة


غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: كنا وكانت!
« رد #51 في: 2011-03-18, 10:01:31 »
بسم الله

كنا، وكانت
أئمتنا
- المرشد العام -

علمونا قديما أن ذوي التجارب الحقيقية مهما كانوا للبيان أربابا، وللبلاغة أساطينا، فإنهم متى نشطت هممهم لكتابة شيء عن تجاربهم الخاصة تبعثرت كلماتهم، وشردت أقلامهم، فما استطاع أحد منهم أن يكتب شيئا مما بداخله، وإن فعل، فإن ما يكتبه حينذاك لا يكاد يُرضي مبتدئا أو عاميا، وعلمتني أنا خبرةُ الكتابة وطولُ ممارستها أنها بذل يستوجب الامتلاء أولا، تماما كالآلة تفتقر للطاقة حتى تعمل، ولن أخوض بحر الجمع والتفريق بين هاتين المعلومتين، إذ يبدو عليهما التضاد، فكيف يقال كلما امتزجنا بتجاربنا من داخلٍ عجزنا عن تدوينها، ويقال أيضا إننا بحاجة لمِلء أفئدتنا من هذه التجارب حتى نستطيع الكتابة عنها! لن أقف هنا.. لأن رسالة اليوم لو تمت على وجهها ستكون لغزا أوضحَ ما يكون، وبساطةً في غاية الإلغاز،.. رمزا لا يحتاج لكشف، وكشفا على هيئة رمز! وقل ماشئت - قارئي-  واعجب، وارمني بما تحب من سفه في القول أو عبث في التفكير، فإنني، معرضا عنك، أرى كائنا في دنيا الناس، سوّاه مولاه ببديع صنعه جامعا لما هو أكثر مما ذكرت، مستكملا من المكارم فوق ما يبلغ الناس بأوصافهم، أو يدركون بأحلامهم، ولست على ذلك أعني نبيا مرسلا، أو ملكا مقربا، ولا أغالي فيه غلوَّ المبطلين الذين ألزموا أئمتهم العصمةَ بالعقل أو بالشرع، وإن لازمته هي بالحس والوجدان، ولكن أبدأ معه كما بدأه مولاه جل اسمه، فهو جسدٌ طينيٌّ من عين ما خلق الله تعالى سائرَ ولد آدم عليه السلام، وهو نفسٌ بها من رُوح الله كسائر النفوس التي نفخ فيها الله جل شأنه من رُوحه، وهو مع ذلك عقلٌ يبصر، وقلبٌ يفقه،.. فؤادٌ يحس، ولبٌّ يتدبر، وهو أيضا.. قد أدرك تماما هذه الحقائق وأكثر منها، فما ركب متن العناد، ولا استولى عليه زمام الشطط، فنهض يغالب ببدنه الأنفسَ شفافيةً ورفعةً، واستشرت روحه بجسده حتى طغى نورها الإلهي عليه، حتى تراه فتحسبه سماويا تلبس بجسد ليحيا بين الناس ليس إلا، فإن اقتربت منه فاجأك من حسن تقاسيم بدنه وعنايته به ما يشعرك أنه لا يهتم إلا بحاجاته وقضاء شهواته، وكلما عايشته واقتربت أكثر.. حرت فيه أكثر وأكثر.. أي شيء في دنيا الناس فات هذا الرجل؟ وأي شيء في آخرتهم غاب عنه؟! توشك أن تجزم أنه: لا شيء!
ولنبحر في اتجاه آخر.. فعلى كافة الأصعدة لا أملَ أبدا، فأمته عامة ذليلة مقهورة أغلبها مباح الدم والعرض، وبلده رمز هذا القهر والعناء، وهو شاب لم يمكث بالدنيا ربع قرن بعد، لكن بدنا طاول النفوس شفافية ورفعة لا يكون له إلا نفس لا تدانيها نفس ولا تقاربها روح، وهكذا كان.. فكأنه يقرأ من كتاب القدر، أو كأنه حتى لم ينشغل بقراءته وراح يرسم بإخلاصه في البذل وصدقه في التوكل على مولاه صفحات هذا الكتاب المحفوظ!
إننا لا نغالي، ولا نبالغ، ولا شأن لنا بما يتجاوز حقائق المعاني في شيء، إننا نصف واقعا قد كان وواقعا قد صار، واقعا كان الكل يجزم فيه بألا فائدة ولا جدوى، والشاة عند القصاب تنتظر أجلها، وواقعا صار الكل يرى فيه خيول النصرويسمع صهيلها عن قريب جدا!
إن رجلا تجشمت جوارحه إعادة البناء بعد نقضه، وتحملت روحه ركام الهدم وشظايا البناء، واتقد قلبه وعقله وامتزج فؤاده ولبه لينصهر الحديد، وتتراص الجُدُر، ليظهر البناء بعد ذلك زينة الحي وشامة البيوت، بل ليظهر ولا تقاربه عمارة ولا يجاريه سكن، إن رجلا كذلك مع ما تبصره فيه من رقة شعور، ورباطة جأش، ورجحان عقل، ومتانة فكر، ومع ما تجده لديه من نفس جياشة وعين مدرارة وقلب خاشع ولسان ذاكر، وكل ذرة منه تهتف باسم بارئها صباح مساء، لَيوحى إليه إن أذن الله بوحي، وإلا فهو حسن البنا، حسن أحمد عبد الرحمن البنا، المرشد العام والمؤسس لجماعة الإخوان المسلمين.



والله يا أخي إن الأنامل لا تستطيع طرق الأحرف لمدح ما قلت ، ولكن القلب يذعن لك بالحب ، ويوقن بأن المتكلم رائع البيان، إلى الأمام دائما ، وبارك الله فيك .

أحبك الله تعالى الذي أحببتني فيه

وربنا يجبر بخاطرك  :emoti_282:
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: كنا وكانت!
« رد #52 في: 2011-03-18, 10:02:03 »
بسم الله

كنا، وكانت
- حكاياتنا -

لما نزل نحن؛ بلادنا: بلادنا، وديارنا: ديارنا، ولا يزالوا هم؛ بلادهم، وديارهم، والوصل كان منا، ولم ينبَتّ منهم بعدُ!
والذكريات، بيننا، آخرُ ما تبقى!
بسم الله

أحب أن أفصح عن المشاركة الأخيرة
قليلا، على الأقل!
emo (30):


على أنني في حيرة بأي المشهدين أبدأ، إلا أن رغبة الإفصاح أكبر من الوقوف عند هذه العقبة،.. سأبدأ من البداية!

..كان يتلقف الكلمات منها كما يتلقف الرضيع النهم مهاد أمه،.. ثم كانت أيامُ فطام، أو خصام، أو فصام.. تكررت، وكانت إثرهن رجعات وتوبات وأوبات!

حتى كانت الأخرى .. أوبة، أو توبة، أو رجعة .. لا مهاد فيها، ولا رضاع، ولا يد تهدهد، أو قلب يطمئن ويسكن!

ولم يطب له شيء منها بعدُ

ولم يبق سوى الذكريات


غير أن بكل أزمة فرصة



لم أفهم
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: كنا وكانت!
« رد #53 في: 2011-03-18, 10:49:01 »
قصدت أننا مهما اشتدت بنا الأزمات فلن نعدم فرصة للإنقاذ واستعادة السعادة المفقودة

إن لم تتغير الظروف فلنتغير نحن لنناسب الظروف

بمعنى : إن لم يكن ما تحب فأحبب ما هو كائن

ما لم يخالف شرعاً أو عرفاً أو مروءة
« آخر تحرير: 2011-03-18, 10:52:18 بواسطة ماما فرح »

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: كنا وكانت!
« رد #54 في: 2011-03-18, 11:10:39 »
بسم الله

قصدت أننا مهما اشتدت بنا الأزمات فلن نعدم فرصة للإنقاذ واستعادة السعادة المفقودة

إن لم تتغير الظروف فلنتغير نحن لنناسب الظروف

بمعنى : إن لم يكن ما تحب فأحبب ما هو كائن

ما لم يخالف شرعاً أو عرفاً أو مروءة

 emo (30):

نعم جزاكم الله خيرا
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير