مسافرة عبر الزمن

[ماما فرح]

وأنا أهم بكتابة هذه الخاطرة تذكرت عنوان موضوع أخينا أحمد " أنا سأسافر بالأمس و أصل العام الماضي  "

فعلا هذا ما يحدث لي تماماً كلما جلست إلى هذه العجوز بارك الله في عمرها ورزقها حسن العمل وحسن الخاتمة

عجوز تخطت السبعين منذ عدة سنوات على أقل تقدير .. تزوج الأبناء وصار الأحفاد شباباً ..

سعيدة بما مضى من حياتها وسعيدة بأبنائها وراضية عنهم كل الرضا ..

تتعجب كثيراً من صخب الصغار والجلبة التي يحدثونها فالأولى بهم الجلوس في أدب وهدوء..

وتتعجب أكثر من الشباب بل والكبار - من في سني - عندما يجلسون إلى هذه الشاشة العجيبة ويبحرون في هذه الشبكة العجيبة - الإنترنت -

- حتى أمكم تدخل الانترنت؟

هكذا قالت لابنتي عندما استأذنتها في لحظات لأغلق حسابي  الذي تركته مفتوحاً عندما ذهبت للترحيب بها ..


كلما جلست إليها - أنا أو غيري - بدأت في سرد الحكايات بلا توقف..

تبدأ حكايتها وبعد دقائق أشعر أني قد انسخلت من عالمي وانتقلت لعصر آخر في زمن آخر كنت فيه صفراً في عالم الوجود..

تحكي وتحكي وتحكي وأغوص في بحار زمن آخر وأعيش كل تفصيلة صغيرة فيه حتى أظن أني كنت جزءاً منه فعلا ..

ليست المرة الأولى التي أجلس فيها إلى أحد الكبار استمع لحكاياته ولكنها مختلفة ..

الآخرون يحكون موقفاً أو اثنين من باب التندر على زمننا أو تذكر الماضي الذي ولى

ولكن هي تحكي بلا توقف وتنتقل من حكاية إلى أخرى إلى ثالثة حسبما تأخذها كلمة من حكاية فتذكرها بحكاية أخرى.. وهكذا بلا توقف فأشعر بأن دوامة الحكايات قد التقمتني وسحبتني إلى بحار زمانها وأنسلخ تماماً من يومي وحاضري

سافرت عبر الزمن فعلا 

ألا نفعل ذلك أحياناً مع قراءة كتاب تاريخ أو قصة؟

ألا ننسلخ تماماً من عالمنا ونسافر عبر الزمن إلى هناك .. إلى عالم الكاتب الذي سحبنا بكلماته إليه؟

كنت كذلك في زمان مضى .. عندما كنت أقرأ بهدوء

اليوم أقفز فوق الكلمات قفزاً لأنهي القراءة سريعاً لضيق الوقت فأضيع من الكلمات أكثر مما ألتقط ..

الوحيدة التي لا يمكنني القفز فوق كلماتها وإنهاء المهمة سريعاً هي هذه العجوز

تجبرني - تقديراً لها لا قسراً - على الجلوس والاستماع طالما هي تتحدث ولا أستطيع الخروج من شرنقة الحكاية قبل أن تصير فراشة مكتملة

وتنتهي الزيارة وأودعها عند الباب وأعود ............... إلى زمني 

 

[ريحان المسك]

جميل , حلوة بدال ما نستخدم الطيارة نستخدم عقلنا , يا جماعة تخيلوا ان نحنا نقدر نسافر بعقلنا , بمعنى انا عاوزة أروح استراليا

أغمض عيني

اتمنى بعقلي 

اقول بلساني (عاوزة اروح استراليا )

افرقع بأصابيعي

اقول (انطلقققققققق )

و اكون بنص استراليا

يا عيني 

انا ايضا تأتيني لحظات كثيرة اسافر فيها الى عالم ولى عندما اتمعن في القراءة

و خصوصا في روايات المغامرات

لكن لم يمر علي احد تكلم معي كثيرا للأسف

و لكن اكثر ما انسى به نفسي و احلق , هو عندما أسمع قصة يوسف عليه السلام

مهما سمعتها لا امل منها , بل اتخيل الأحداث و اتمنى من كل قلبي ان ارى سيدنا يوسف عليه السلام