المحرر موضوع: حكاية بائع الملوك  (زيارة 27918 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ماما فرح

  • زائر
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #20 في: 2009-05-31, 05:36:58 »

سبحان الله

تربينا على قصص الشاطر حسن وست الحسن وألف ليلة وليلة فكبرنا ونحن نظن أن الدنيا ما هي إلا شاطر وست حسن وشوية عفاريت

بارك الله لك يا هادية على إخراج هذه الكنوز ونفض التراب عنها 

أكملي بارك الله لك وجعله في ميزان حسناتك


غير متصل nader

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 245
  • الجنس: ذكر
  • _ _ ( وربنا الرحمن المستعان على ما يصفون ) _ _
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #21 في: 2009-05-31, 10:03:01 »
ماما هادية

صدقينى الموضوع ده أكتر موضوع نفسى أقراه  ::ooh::

على قمة قائمة المواضيع اللى هاقراها إن شاء الله عز وجل بعد الامتحانات

دعواتكم كده..

وجزاكم الله خيرا

Now I’m alone filled with so much shame

For all the years I caused your pain

If only I could sleep in your arms again

Mother
.. I’m lost without you



You were the sun that brightened my day

Now who’s going to wipe my tears away

If only I knew what I know today

Mother..  I’m lost without you





غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #22 في: 2009-05-31, 10:48:35 »

سبحان الله

تربينا على قصص الشاطر حسن وست الحسن وألف ليلة وليلة فكبرنا ونحن نظن أن الدنيا ما هي إلا شاطر وست حسن وشوية عفاريت

بارك الله لك يا هادية على إخراج هذه الكنوز ونفض التراب عنها  

أكملي بارك الله لك وجعله في ميزان حسناتك



معك حق يا ماما فرح
في تاريخنا قصص أغرب من الخيال، ومع ذلك هي حقيقية وواقعية

أذكر مرة كنا في دورة لتحفيظ القرآن، وتأخرت سيارات البنات، ولم ينصرفن، وبدأ الضجيج والهرج والمرج بينهن، فلم أجد إلا ان أجلس بينهن وأعمل حكواتي

فقلت لهن سأحكي لكنّ قصة
فصحن لا نريد من السيرة او الصحابة... الدورة انتهت
قلت طيب ماذا تردن؟
قلن يردن قصة مضحكة
فقلت لهن سأحكي لكنّ قصة مضحكة ولكن من السيرة

فراق لهن الأمر، فبعدها قلن لي أنهن يردن قصة رعب
فاخترت لهن قصة رعب فيها تشويق واثارة وقصصتها

فواحدة اتشاطرت جدا وطلبت قصة رومانسية

فاخترت لهن قصة رومانسية رائعة أيضا وقصصتها

فدهشن لتنوع الكنوز التي تحويها السيرة
فما بالك لو وسعنا الدائرة الى قصص الفتوح وسير العلماء والقواد والتاريخ الاسلامي؟؟

وعلى ذكر الشاطر حسن

من عامين وأنا أتمنى أن أكتب قصة بعنوان الشاطر حسن
أسأل الله تعالى ان يوفقني يوما لإنجازها

 ::)smile:
« آخر تحرير: 2013-05-14, 17:38:31 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #23 في: 2009-05-31, 10:52:11 »

تابعى والله المعين

شكرا لك يا أزهرية
ياترى لسه متابعانا؟



ماما هادية

صدقينى الموضوع ده أكتر موضوع نفسى أقراه  ::ooh::

على قمة قائمة المواضيع اللى هاقراها إن شاء الله عز وجل بعد الامتحانات

دعواتكم كده..

وجزاكم الله خيرا

طب بس حاسب الحيطة يا نادر.. دي آخر حيطة فاضلة في المنتدى


 ::)smile:

يسعدنا ويشرفنا ان تتابع قصتنا
نسأل الله أن يوفقك في امتحاناتك ويفتح عليك، ويجعلك من الناجحين الفالحين الصالحين

وبانتظارك
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #24 في: 2009-05-31, 13:12:51 »
انقلبت الأدوااااار  :emoti_209:

اعتقد الآن الشيخ ليس له سلطة الأمراء و الوزراء للأسف

متااااااااابعة
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

ماما فرح

  • زائر
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #25 في: 2009-06-01, 16:25:25 »

فدهشن لتنوع الكنوز التي تحويها السيرة
فما بالك لو وسعنا الداشرة الى قصص الفتوح وسير العلماء والقواد والتاريخ الاسلامي؟؟

وعلى ذكر الشاطر حسن

من عامين وأنا أتمنى أن أكتب قصة بعنوان الشاطر حسن
أسأل الله تعالى ان يوفقني يوما لإنجازها

 ::)smile:

طيب أنهي هذه القصة لتسمعينا ما عندك  :good:

وعن أي شيء تتحدث قصة الشاطر حسن؟ 
:emoti_17:



جواد

  • زائر
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #26 في: 2009-06-04, 01:02:43 »
متابع وفى انتظار المزيد،

بارك الله بكم وجزاكم خيرا كثيرا..


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #27 في: 2009-06-04, 07:51:41 »
ماما فرح، سارة، وجواد
بارك الله بكم وشكرا لمتابعتكم

وإلى حلقة جديدة
::)smile:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #28 في: 2009-06-04, 08:14:33 »
من هو السلطان؟؟




رفض أمراء المماليك واستكبروا، ولم ينفردوا باتخاذ القرار بشأن الشيخ، بل رفعوا الأمر إلى السلطان، فطلب منه الرجوع عن الحكم والفتوى...  ::hit::(عادي، كل العلماء تتراجع عن فتاوها عندما تدرك أنها أخطأت، لا علميا، بل سياسيا، ثم لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)... :emoti_64:

فلم يرجع الشيخ..  :emoti_209:
(دماغ ناشفة، عدم مرونة، افتقار لفقه الواقع)... :emoti_144:
فغضب السلطان نجم الدين  :emoti_25:وقال: هذا ليس من اختصاصه :emoti_25: (يعني بلغة عصرنا ما دخل الدين بالسياسة، الدين لله والوطن للجميع) emot (4):


فثار العز بن عبد السلام لحكم الله تعالى :emoti_6:، (عزة العالم الرباني) وعزل نفسه عن القضاء، وقرر الرحيل من مصر...
 وخرج من القاهرة..
 حاملاً متاعه على حمار، وأهله على حمار..

 :emoti_209:
(يااااااااااااااااااااه قاضي القضاة، ومفتي الدولة، لا يملك من متاع الدنيا إلا حمولة حمار؟؟
.. بالله عليكم... أهؤلاء رجال ونحن رجال؟....
وفعلاً.. متل عنا فرد شكل)





وما إن انتشر الخبر في الشعب والأمة المسلمة حتى أعلنت كلها الوقوف بجانب الحق والشيخ والشرع..
 والتخلي عن الحكام المستبدين..
لقد قالت الأمة كلمتها
 قالت إن بلدا ليس فيها أمثال العز هي بلد لا تستحق أن يعيش فيها المسلم، emo (22):
وقرر الشعب العصيان غير المسلح بالالتحاق بالعز، والخروج من مصر....
فلم يصل العز إلى خارج القاهرة حتى لحقه غالب المسلمين من العلماء والصلحاء والتجار، حتى النساء والصبيان.
( شعب كهذا، يستحق عالما كهذا..
وعالم متجرد نزيه زاهد في الدنيا، لا تساوي كلها في عينه جناح بعوضة، يكتسب بزهده قوة يغلب بها قوة السلطان،
فليست القوة دوما بالسلاح، بل بالصدق والتمسك بالحق)



ورزق الله السلطان بناصح أمين قال له: "أدرك ملكك وإلا ذهب بذهاب الشيخ"   :emoti_257:  
(أي تصبح ملكا بلا شعب، فمن تحكم؟؟)


فركب السلطان بنفسه، ولحق بالشيخ العز واسترضاه، وطيّب قلبه، وطلب منه الرجوع والعودة إلى القاهرة.. :emoti_257:

 فوافق العز على شرط.. emot (3):

أن يتم بيع الامراء بالمناداة عليهم.
:emoti_389: :emoti_389:

فما رأيكم في سلطان كهذا؟  emo (14):
وما رأيكم في عالم كهذا؟ emo (14):
وما رأيكم في شعب كشعب مصر هذا؟ emo (14):

وأيهم يا ترى كان السلطان الحقيقي وسيد الموقف؟ الشعب أم العالم أم الملك؟ :emoti_17:


وماذا كان موقف أمراء المماليك
إنهم أمراء الجيش، وقواد مسلحون، ولهم سلطة وسطوة، ومهابة وعزة...
فهل سيرضخون؟
أم العز بن عبد السلام يقتلون؟ emot (1):
أم على السلطان -الذي خذلهم- ينقلبون؟؟؟

 emo (5):

هذا ما سنراه في الحلقة المقبلة إن شاء الله  emo (6): emo (30):
،
« آخر تحرير: 2009-06-04, 08:19:28 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #29 في: 2009-06-09, 20:41:01 »
 :emoti_133:

هيا بنا نرى موقف الأمراء المماليك، وقادة الجيش، وعلى رأسهم نائب السلطنة
وهؤلاء ليسوا بالقواد الخائرين.. إنهم قواد معارك منصورة ضد الصليبيين..  emo (11):
دحروا فيها الجيوش الصليبية وعادوا مظفرين..

فانتبهوا...


اغتاظ نائب السلطان في مصر غيظا شديدا مما حدث، :emoti_25: لأنه كان من هؤلاء الأمراء المماليك، وموافقة السلطان على شروط الشيخ تعني أن يُباع ويُنادى عليه في السوق كسائر العبيد، فأرسل للعز بالملاطفة، فلم يُفِد فيه.
فانزعج النائب وقال:  :emoti_25: كيف ينادي علينا هذا الشيخ ويبيعنا، ونحن ملوك الأرض؟ والله لأضربنه بسيفي هذا،

وركب في جماعته بنفسه، وجاء إلى بيت الشيخ، والسيف مسلول في يده،  emot (1):فطرق الباب طرقا عنيفا،

فخرج ولد الشيخ "عبد اللطيف"، فرأى من نائب السلطنة ما رأى، فعاد إلى أبيه فزعاً،  emo (5):
وشرح له الحال،
فما اكترث الشيخ لذلك وما تغير،  em12::
وقال: يا ولدي أبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله،
ثم خرج شامخ الرأس، وكانت له هيبة ووقار، :emoti_316:
فكأنه قضاء الله نزل على نائب السلطنة، فحين وقع بصره على النائب، يبست يد النائب، وسقط منها السيف، وأرعدت مفاصله، emo (7):
فبكى، ::cry::
وسأل الشيخ أن يدعو له،
وقال يا سيدي خبِّر، إيش تعمل؟  :emoti_64:
قال: أنادي عليكم وأبيعكم،
قال: ففيم تصرف ثمننا، :emoti_64:
قال: في مصالح المسلمين،
قال فمن يقبضه؟
قال: أنا.

 ::cry::

وأعلن المزاد العام، ووقف العز ينادي على أمراء الدولة واحداً واحداً ويغالي في ثمنهم،
وتدخل الشعب في المزايدة،
حتى إذا ارتفع السعر إلى أقصى غايته، وعجز الأفراد عنه،
قام السلطان نجم الدين بدفع الثمن من ماله الخاص، ليتملك الأمراء الأرقاء،
ثم أعتق رقابهم فصاروا احراراً، واحتفظ بهم قادة.



والله أطبع لكم هذه الكلمات وأنا تارة أضحك، وتارة أبكي... ويبدو أنني سأصاب بالجنون...
لماذا؟
(لك لأنه متل عنا فرررررررررررررد شكل)


وقبض الشيخ العز الثمن، ووضعه في بيت مال المسلمين، ليصرف في شؤونهم العامة ووجوه الخير...

ولهذا لقب الشيخ بسلطان العلماء، وببائع الملوك.


ولا زالت لدينا بقية، من هذه السيرة الزكية
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل الميماس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 479
  • الجنس: ذكر
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #30 في: 2009-06-12, 11:57:30 »
متابع أختي ، والكتابة بالون الاصفر تزيغ العيون (عذراً)
وأين حمص وما تحويه من نزهٍ  :  ونهرها العذب فياضٌ وملآنُ

لاتكتب( إنشاء الله) بل اكتب إن شاء الله

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #31 في: 2009-06-12, 12:24:30 »
متابع أختي ، والكتابة بالون الاصفر تزيغ العيون (عذراً)

شكرا لمتابعتكم أخي الكريم
والكتابة بالأصفر مقصودة لبعض التعليقات الشاطحة

يمكنك أخي الكريم تظليل الكتابة بوضع المؤشر قبل العبارة، ثم ضغط زر الفأرة الايسر وسحبها فوق الكلام، ثم قراءته بوضوح
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #32 في: 2009-06-13, 10:09:10 »


أردت فقط أن أسجل قراءتي ومتابعتي

أما التعليق .. فلا أجد ما يستحق أن يوضع بجوار سيرة هذا الرجل وهؤلاء الرجال

حقاً رجل .. وحقاً رجال

(لا أقصد بالرجال : الذكور .. بل أقصد الكل رجال ونساء .. فمن ربين أمثال هؤلاء هن من أكابر الرجال )

اللهم اغفر لنا

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #33 في: 2009-06-15, 10:11:57 »
شكرا لمتابعتكم يا جماعة

والآن لنر موقفاً للعز مع وزير السلطان


 ::ok::
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #34 في: 2009-06-15, 10:22:24 »
العز ووزير السلطان


لم تمض سنة على الحادثة السابقة، حتى وصل إلى علم الشيخ أن أستاذ الدار عند السلطان، قد تجرأ على منكر كبير، فبنى فوق أحد مساجد القاهرة طبلخانة، :emoti_209: (أي قاعة لسماع الموسيقى والغناء)، سنة 640 هـ.
وأستاذ الدار منصب يعادل منصب كبير أمناء الملك أو الرئيس (أي السكرتير الأول) ، وهو معين الدين بن شيخ الشيوخ،
وكان يجمع إلى منصبه اختصاصات الوزير وقائد الجيش في المعارك وفتح دمشق، ولكنه كان متحللا عابثا، ومعتدا بقوته ومنصبه.

وما إن ثبت ذلك عند الشيخ -وهو قاضي القضاة- حتى غضب لله تعالى، وأصدر أمره بهدم البناء،  :emoti_291:
ولكنه خشي من الجبن في التنفيذ، أو المعارضة في الهدم، فقام بنفسه، وجمع أولاده والموظفين عنده، وذهب إلى المسجد، وحمل معوله معهم، وقاموا بإزالة المنكر، وهدم البناء المستحدث. ::hit::

ولم يكتف الشيخ بإزالة المنكر، ولكنه أسقط عدالة الوزير، بما يعني عدم قبول روايته وشهادته، (لا تظنوا ذلك أمرا سهلا.. سترون بعد حين)... وعزل نفسه عن القضاء للمرة الثانية في مصر، حتى لا يبقى تحت رحمة السلطان، وتهديده بالعزل، أو غير ذلك.

ولم يجرؤ أحد أن يمس الشيخ العز بسوء، بل تلطف السلطان معه للعودة للقضاء، فرفض.

وحسب الوزير أن الحادثة غيمة صيف، وأنه لن يتأثر رسميا وشعبيا بذلك،
 ولكن الخبر طار في الآفاق، حتى وصل إلى الخليفة في بغداد،
وأخذ صداه في العالم الإسلامي. (الرأي العام العالمي)

قال ابن السبكي: [واتفق أن جهز السلطان الملك الصالح رسولا من عنده إلى الخليفة المستعصم ببغداد،
فلما وصل الرسول إلى الديوان، ووقف بين يدي الخليفة، وأدى الرسالة، خرج إليه وسأله:
-"هل سمعت هذه الرسالة من السلطان؟"
فقال: "لا، ولكن حملنيها عن السلطان معين الدين بن شيخ الشيوخ، أستاذ داره"
فقال الخليفة:" إن المذكور أسقطه ابن عبد السلام، فنحن لا نقبل روايته."

فرجع الرسول إلى السلطان بمصر، حتى شافهه بالرسالة، ثم عاد إلى بغداد وأداها].

وأمضى السلطان عزل العز لنفسه، ولكنه أبقى جميع نوابه من الحكام والقضاة، وولاه تدريس الصالحية بالقاهرة المعزية.




---------------------------


ياسلاااااااااااااااااااام

تخيلوا لو أن هذا الوزير العربي الذي تحدث عن الحجاب مرة مسفهاً له ساخرا منه :emoti_6:، أسقط المجمع الفقهي عدالته مثلا، :emoti_6: ثم سافر لدولة إسلامية فلم يقبلوا منه حلا ولا عقدا لأن عدالته مجروحة...
أما كان كل واحد فكر ألف مرة قبل أن يتفلسف ويتشدق ويتمنطق؟؟... :emoti_144:

ترى... هل نحن بحاجة إلى نجم الدين أيوب؟ :emoti_17:
أم بحاجة إلى العز بن عبد السلام؟؟
أم بحاجة لشعب كشعب مصر في ذلك الزمان، يخرج بخروج العالم.. ويعود بعودته؟؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #35 في: 2009-06-15, 10:31:20 »
أظننا بحاجة لرحمة ربنا أولا لنتمكن من استيعاب القصة دون أن تطير عقولنا حسرة على حالنا

 sad:( sad:(

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #36 في: 2009-06-18, 15:46:50 »
العز بن عبد السلام.... والسلطان نفسه هذه المرة


نقل ابن السبكي عن والده عن الشيخ الباجي أحد تلاميذ العز قوله:
"طلع شيخنا عز الدين مرة إلى السلطان نجم الدين أيوب في يوم عيد إلى القلعة، فشاهد العساكر مصطفين بين يديه، ومجلس المملكة، وما السلطان فيه يوم العيد من الأبهة، وقد خرج على قومه في زينته، على عادة سلاطين الديار المصرية، وأخذت الأمراء تقبل الأرض بين يدي السلطان، (يدعون انهم يقبلون الأرض حتى يهربوا من حقيقة أنهم يسجدون لغير الله، ويهرب الملوك من حقيقة أنهم نصبوا انفسهم ليُسجد لهم من دون الله)
فالتفت الشيخ إلى السلطان وناداه:
يا أيوب، ما حجتك عند الله إذا قال لك: ألم أبوئ لك مالك في مصر، ثم تبيح الخمور؟
فقال: هل جرى ذلك؟ (بيستعبط يعني)
فقال: نعم، الحانة الفلانية يباع فيها الخمور، وغيرها من المنكرات، وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة!!
يناديه هكذا بأعلى صوته والعساكر واقفون.
قال: يا سيدي، هذا أنا ما عملته، هذا من زمان أبي. (الملك الذي يسجدون له، يقول للعالم: يا سيدي)
فقال: أنت من الذين يقولون: "إنا وجدنا آباءنا على أمة"؟؟
فرسم السلطان بإبطال تلك الحانة. (أي أصدر مرسوما سلطانيا بإبطالها)

قال الباجي: سألت الشيخ لما جاء من عند السلطان، وقد شاع الخبر: يا سيدي كيف الحال؟ فقال: يا بني رأيته في تلك العظمة، فأردت أن أهينه لئلا تكبر نفسه فتؤذيه.
(يعني ليس هدفه التكبر على أولي الامر، لكن علاجهم وصلاح آخرتهم، وهكذا هي النفوس العظيمة المتصلة بربها، الناس تخشى على دنياها، وهي تخشى على آخرة الناس)

فقلت: يا سيدي أما خفته؟
فقال: والله يا بني استحضرت هيبة الله تعالى، فصار السلطان قدامي كالقط"



وهذا يا إخوتي هو التوحيد الخالص.. وهذه آثاره... وليس تسويد الصفحات في جدالات لا تنتهي... إنه إيمان قلبي ينعكس على السلوك، فلا يرى المرء إلا الله، ولا يخاف إلا الله...

« آخر تحرير: 2009-06-18, 15:51:32 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #37 في: 2009-06-18, 15:54:34 »
مع وعودي الكثيرة  بالعودة هذه الأيام  :blush::...سأعود لهذا الموضوع الذي وددت لو أنني قرأته، بإذن الله سأعود

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #38 في: 2009-06-23, 18:28:19 »

لمحة تاريخية


بعد موت نجم الدين أيوب أثناء معركة المنصورة ضد الجيوش الصليبية للحملة السابعة، أخفت شجرة الدر موته، وبقيت تدير أمور الحكم والمعركة، واستدعت ابنه "توران شاه" من حصن كيفا، بالقرب من الحدود العراقية لكي يعتلي عرش السلطنة.
 ودُحرت الحملة الصليبية بفضل الجيش المصري، (أعاد الله أمجاده وعزه) بقيادة ركن الدين بيبرس.
 وبعدها وصل المعظم توران شاه ابن الصالح نجم الدين أيوب وتسلم مقاليد الحكم وقيادة الجيوش، وتم النصر الساحق على الصليبيين.
 ولكن توران شاه بدأ يدبر للتخلص من شجرة الدر وكبار أمراء المماليك، فتآمروا على قتله، واعتلت شجرة الدر عرش السلطنة، وكانت جارية تركية، أعتقها السلطان ثم تزوجها، ولكن الشعب والخليفة العباسي لم يقبلوا بها لأنها امرأة، فتزوجت من أحد أمراء المماليك الصالحية، وهو عز الدين أيبك، وتنازلت له عن عرش السلطنة بعد ثمانين يوما، وهي تظن أنها ستستطيع مزاولة الملك والسلطان من خلاله، لكنه بدأ ينفرد بالسلكة ويبعدها، ثم قرر أن يتزوج بغيرها. عندها قامت شجرة الدر بقتله بمعاونة بعض الموالين لها من المماليك. 

وكان سيف الدين قطز، أكبر مماليك أيبك، فلما قَتلت شجرةُ الدر أيبك،  قام قطز وأعوانه باعتقالها وتسليمها لضرتها أم علي، التي قتلتها رميا بالقباقيب في الحمام، (والتي احتفلت بقتل شجرة الدر، فصنعت حلوى "أم علي" المشهورة في مصر، ووزعتها على الناس... أكلة لذيذة، لكن تاريخها مصبوغ بالدم والقباقيب)

وصار ابن عز الدين أيبك ، وهو صبي في الخامسة عشرة من عمره، واسمه نور الدين علي، هو السلطان، وصار قطز وصيا عليه ونائب السلطان.


كان هذا تمهيداً للموقف التالي الذي سيكون بين السلطان المظفر قطز، وبين سلطان العلماء العز بن عبد السلام
 

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: حكاية بائع الملوك
« رد #39 في: 2009-06-26, 11:58:57 »
العز والسلطان سيف الدين قطز

عندما كان الشيخ بمصر عام 657 هـ ، تقدم التتار بعد سقوط بغداد إلى بلاد الشام، واستولوا على بعض مدنها ليواصلوا الطريق إلى مصر، وكان على عرش مصر شاب صغير، هو ابن عز الدين أيبك، والمدعو نور الدين علي.

ولما تفاقم الخطر التتري، بعث صاحب حلب والشام الملك الناصر يطلب النجدة على قتال الكفار، فجمع قطز العلماء والاعيان، والفقهاء والقضاة، لمشاورتهم في الامر لمواجهة التتار، وحضر الشيخ العز، وعمره ثمانون سنة، وطرحت المشكلة في استيلاء هولاكو على البلاد، وأن بيت المال خال من الاموال، والسلطان صغير السن، وأفاضوا في الحديث، وكان الاعتماد على ما يقوله ابن عبد السلام..

وسكت الأمراء والقضاة والعلماء، ولم يجرؤ أحد على الاعتراض على عزم الملك الجديد "قطز" فرض الضرائب على الشعب دون الأمراء وبيت السلطان، وهنا ظهرت نصيحة العز الجريئة والحازمة:
فأفتى بخلع السلطان الصغير، وجواز تعيين ملك قوي مكانه، وهو قطز، ثم أفتى بخصوص الضرائب فقال:

: إذا طرق العدو بلاد الإسلام، وجب على العالم قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، (كما يفتي أي مفت رسمي.. أليس كذلك؟؟... لكننننننن.... )
بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء من السلاح والسروج الذهبية والفضية، والكبابيس المزركشة ، وأسقاط السيوف والفضة وغير ذلك، وأن تبيعوا مالكم من الحوائص الذهبية والآلات النفيسة، ويقتصر كل الجند على سلاحه ومركوبه، ويتساووا هم والعامة، وأما أخذ الاموال من العامة مع بقايا في أيدي الجند من الاموال والآلات الفاخرة فلا".

بعد ذلك كانت معركة عين جالوت الحاسمة، التي كسرت شوكة التتارـ ورفع فيها سيف الدين قطز شعار    {{{{وااااااااااااااإسلامااااااااااه}}}}




 emo (11): emo (11):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*