المحرر موضوع: هل تعرف صاحب البشارة؟ صندوق الدنيا 1  (زيارة 26030 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ


اهتمامه بالجيش والبحرية

وقد تميز عصر السلطان محمد الفاتح بجانب قوة الجيش البشرية وتفوقه العددي، بإنشاءات عسكرية عديدة ومتنوعة، فأقام دور الصناعة العسكرية لسد احتياجات الجيش من الملابس والسروج والدروع ومصانع الذخيرة والأسلحة، وأقام القلاع والحصون في المواقع ذات الأهمية العسكرية، وكانت هناك تشكيلات عسكرية متنوعة في تمام الدقة وحسن التنظيم من فرسان ومشاة ومدفعية وفرق مساعدة، تمد القوات المحاربة بما تحتاجه من وقود وغذاء وعلف للحيوان وإعداد صناديق الذخيرة حتى ميدان القتال، وكان هناك صنف من الجنود يسمى " لغمجية " وظيفته الحفر للألغام وحفر الإنفاق تحت الأرض أثناء محاصرة القلعة المراد فتحها وكذلك السقاؤون كان عليهم تزويد الجنود بالماء ولقد تطورت الجامعة العسكرية في زمن الفاتح وأصبحت تخرج الدفعات المتتالية من المهندسين والأطباء والبيطريين وعلماء الطبيعيات والمساحات، وكانت تمد الجيش بالفنيين المتخصصين وقد أكسب هؤلاء العثمانيين شهرة عريضة في الدقة والنظام.

وبعد فتح القسطنطينية ضوعفت العناية بالسلاح البحري، فلم تمضي إلا مدة من الزمن حتى سيطر الأسطول العثماني على البحرين الأسود والأبيض، ولقد استفاد من الدول التي وصلت إلى مستوى رفيع في صناعة الأساطيل مثل الجمهوريات الإيطالية وبخاصة البندقية وجنوا أكبر الدول البحرية في ذلك الوقت.

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

اهتمامه بالعدل

إن إقامة العدل بين الناس كان من واجبات السلاطين العثمانيين، وكان السلطان محمد شأنه في ذلك شأن من سلف من آبائه - شديد الحرص على إجراء العدالة في أجزاء دولته ولكي يتأكد من هذا الأمر كان يرسل بين الحين والحين إلى بعض رجال الدين من النصارى بالتجوال والتطواف في أنحاء الدولة ويمنحهم مرسوم مكتوب يبين مهمتهم وسلطتهم المطلقة في التنقيب والتحري والاستقصاء لكي يطلعوا كيف تساس أمور الدولة وكيف يجري ميزان العدل بين الناس في المحاكم وقد أعطى هؤلاء المبعوثون الحرية الكاملة في النقد وتسجيل ما يرون ثم يرفعون ذلك كله إلى السلطان.

وقد كانت تقرير هؤلاء المبعوثين النصارى تشيد دائماً بحسن سير المحاكم وإجراء العدل بالحق والدقة بين الناس بدون محاباة أو تمييز، وكان السلطان الفاتح عند خروجه إلى الغزوات يتوقف في بعض الأقاليم وينصب خيامه ليجلس بنفسه للمظالم ويرفع إليه من شاء من الناس شكواه ومظلمته.

وكان على إدراك تام بأن رجال الفقه والشريعة هم أعرف الناس بالعدالة وأبصرهم بمواقعها وأشد الناس حرصاً على أنفاذها وكان يرى أن العلماء في الدولة بمنزلة القلب في البدن، إذا صلحوا صلحت الدولة ولذلك اعتنى الفاتح بالعلم وأهله ويسر سبل العلم على طالبيه وكفاهم مؤونة التعيش والتكسب ليتفرغوا للدرس والتحصيل، وأكرم العلماء ورفع منزلتهم، وقد اعتنى الفاتح بوجه خاص برجال القضاء الذين يتولون الحكم والفصل في أمور الناس فلا يكفي في هؤلاء أن يكونوا من المتضلعين في الفقه والشريعة والاتصاف بالنزاهة والاستقامة وحسب بل لابد إلى جانب ذلك أن يكونوا موضع محبة وتقدير بين الناس، وأن تتكفل الدولة بحوائجهم المادية حتى تسد طرق الإغراء والرشوة، فوسع لهم الفاتح في عيشهم كل التوسعة، وأحاط منصبهم بحالة مهيبة من الحرمة والجلالة والقداسة والحماية.

وتحدثنا كتب التاريخ: أن أحد غلمان محمد الفاتح ظهر منه بعض الفساد بأدرنة فأرسل إليه القاضي بعض الخدم لمنعه فلم يمتنع، فركب إليه القاضي بنفسه فاعتدى عليه الغلام وضربه ضرباً شديداً فما أن سمع السلطان الفاتح بذلك حتى أخذه الغضب واستطار به  وأمر بقتل ذلك الغلام لتحقيره نائب الشريعة. وتشفع الوزراء للغلام لدى السلطان الفاتح فلم يقبل شفاعتهم فالتمسوا من المولى محي الدين محمد أن يصلح هذا الأمر لدى السلطان، ولكن الفاتح أعرض عنه ورد كلامه فقال له المولى محي الدين: إن النائب (أي القاضي) بقيامه عن مجلس القضاء بسبب الغضب سقط عن رتبة القضاء فلم يكن هو عند الضرب قاضياً فلم يلزم تحقير الشرع حتى يحل قتله (قتل الغلام) فسكت السلطان محمد خان. ثم جاء الغلام إلى قسطنطينية فأتى به الوزراء إلى السلطان محمد خان لتقبيل يده شكراً للعفو عنه. فأحضر السلطان محمد خان عصاً كبيرة فضربه بنفسه ضرباً شديداً حتى مرض الغلام أربعة أشهر فعالجوه فبرئ ثم صار ذلك الغلام وزيراً للسلطان بايزيد خان واسمه داود باشا. وكان يدعو للسلطان محمد خان ويقول: إن رشدي هذا ما حصل إلا من ضربه. أما القاضي المرتشي فلم يكن له عند الفاتح من جزاء غير القتل.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في المداخلة التالية، أضع لكم وصية الفاتح لابنه، أرجو أن تقرؤوها بعناية وعمق شديدين، فوالله كل جملة فيها تحتاج لبلورتها في عشارت الصفحات.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

وصية السلطان محمد الفاتح لابنه

هذه وصية محمد الفاتح لابنه وهو على فراش الموت والتي تعبر أصدق التعبير عن منهجه في الحياة، وقيمه ومبادئه التي آمن بها والتي يتمنى من خلفائه من بعده أن يسيروا عليها:

"ها أنذا أموت، ولكني غير آسف لأني تارك خلفاً مثلك. كن عادلاً صالحاً رحيماً، وابسط على الرعية حمايتك بدون تمييز، واعمل على نشر الدين الإسلامي، فإن هذا هو واجب الملوك على الأرض، قدم الاهتمام بأمر الدين على كل شيء، ولا تفتر في المواظبة عليه، ولا تستخدم الأشخاص الذين لا يهتمون بأمر الدين، ولا يجتنبون الكبائر وينغمسون في الفحش، وجانب البدع المفسدة، وباعد الذين يحرضونك عليها وسع رقعة البلاد بالجهاد واحرس أموال بيت المال من أن تتبدد، إياك أن تمد يدك إلى مال أحد من رعيتك إلا بحق الإسلام، واضمن للمعوزين قوتهم، وابذل إكرامك للمستحقين.

وبما أن العلماء هم بمثابة القوة المبثوثة في جسم الدولة، فعظم جانبهم وشجعهم، وإذا سمعت بأحد منهم في بلد آخر فاستقدمه إليك وأكرمه بالمال.

حذار حذار لا يغرنك المال ولا الجند، وإياك أن تبعد أهل الشريعة عن بابك، وإياك أن تميل إلى أي عمل يخالف أحكام الشريعة، فان الدين غايتنا، والهداية منهجنا وبذلك انتصرنا.

خذ مني هذه العبرة: حضرت هذه البلاد كنملة صغيرة، فأعطاني الله تعالى هذه النعم الجليلة، فالزم مسلكي، وأحذ حذوي، واعمل على تعزيز هذا الدين وتوقير أهله ولا تصرف أموال الدولة في ترف أو لهو، وأكثر من قدر اللزوم فإن ذلك من أعظم أسباب الهلاك."

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل محمد أنصاري

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 89
  • اللهم ارزقنا الإخلاص
هل قال هذا الكلام الذى يوزن بميزان من ذهب و هو فى فراش الموت؟ و من هو ابنه؟ هل له نصيب من الشهرة؟
"إن لم تَزِدْ شيئا على الدنيا، كنتَ أنت زائدًا عليها"

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

نعم يا محمد، أرأيت مثل هذا الرجل! لله دره

ابنه هو بايزيد الثاني وهو أكبر أبنائه وقد ثامن السلاطين تولى الحكم بعد أبيه عرف عنه أنه كان يؤلف الشعر، ويؤلف الموسيقى ويتقن فن الخط العربي.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

تمارا

  • زائر
ما شاء الله!
رحمه الله تعالى وغفر له ورضي عنه وأرضاه.
..

إنما لم تعجبني مسألة "توريث السلطة" هذه للولد، وها نحن نرى تبعاتها.. فهي باتت سنة سيئة كما يبدو !

كما أنني -في فصول سبقت من العرض- لم أحب مطلقاً ذلك التعظيم والتبجيل للحاكم -أي حاكم- من قبيل مخاطبته بسلطاني العظيم، وما إلى ذلك من تقبيل يد لأهل السلطان، فهل هذه كانت عادة عثمانية أو عادة مستوردة من ملوك الغرب.. وهل هذا طال جميع ملوك وحكام المسلمين، أقصد متى بدأ يا ترى ؟!
قطعاً لم يكن هذا التعظيم "الملوكي" في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين.


غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

بالنسبة للتوريث يا تمرتنا الحبيبة، لم تكن هناك ثمة آليات متوفرة للانتخاب في ذلك الوقت المبكر، جميع الدول التي عرفها التاريخ حتى ذلك الوقت كانت تحكم بالتوريث

ولما كان مجتمع المسلمين محدودا وقيادته في المدينة، أمكن الاختيار بالشورى، لكن لما اتسعت رقعة الدولة لم يعد ذلك عمليا، وصارت كل منطقة تنتخب زعيما، ودبت الفرقة والمنازعات واحتدمت الفتن، ولم تهدأ إلا عندما استقر نظام التوريث.

فعلينا ن ننظر للامور بمنظار ذلك العصر وملابساته لا بمنظارنا المعاصر حيث ابتدع الناس آليات معقدة ومطورة للانتخابات الحرة (وياريتها بتطبق)
  

أما تقبيل يد السلطان فهي عادة تركية تدل على الاحترام والتوقير فقط، مثل تقبيل يد الأم والآب. واستمرت تلك العادة إلى الآن بين المتدينين والعلمانيين لا فرق. ففي المسلسلات التركية المعاصرة على مافيها من بلاوي، نلاحظ محافظتهم على هذه العادة.

أما مخاطبته بسلطاني العظيم فأعتقد يقصد منها الإعجاب والاحترام الذي كان يستحقه فهو سلطان وعظيم بالفعل.

في رأيي الشخصي مرحبا بالسلطنة والتوريث إذا كان سيولي علينا أمثال هذا السلطان العظيم.




وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ



وفاة السلطان محمد الفاتح وأثرها على الغرب والشرق

في شهر الربيع من عام 886هـ - 1481م غادر السلطان الفاتح القسطنطينية إلى آسيا الصغرى، حيث كان قد أُعد في اسكدار جيش آخر كبير. وكان السلطان محمد الفاتح قبل خروجه من اسطنبول قد أصابته وعكة صحية إلا أنه لم يهتم بذلك لشدة حبه للجهاد وشوقه الدائم للغزو وخرج بقيادة جيشه بنفسه، وقد كان من عادته أن يجد في خوض غمار المعارك شفاء لما يلم به من أمراض، إلا أن المرض تضاعف عليه هذه المرة وثقلت وطأته بعد وصوله إلى اسكدار فطلب أطباءه. غير أن القضاء حم به فلم ينفع فيه تطبيب ولا دواء، ومات السلطان الفاتح وسط جيشه العرمرم يوم الخميس الرابع من ربيع الأول 886هـ (3 مايو 1481م) وهو في الثانية والخمسين من عمره بعد أن حكم نيفاً وثلاثين عاماً.

وبعد أن ذاع نبأ الوفاة في الشرق والغرب، أحدث دوياً هائلاً اهتزت له النصرانية والإسلام، أما النصرانية فقد غمرها الفرح والابتهاج والبشرى وأقام النصارى في رودس صلوات الشكر على نجاتهم من هذا العدو المخيف، وكانت جيوش الدولة العثمانية قد وصلت إلى جنوب إيطاليا لفتح كل ايطاليا وضمها للدولة العثمانية إلا أن خبر الوفاة وصلهم فانتاب الجنود هم شديد وحزن عميق واضطر العثمانيون في الدخول لمفاوضات مع ملك نابولي لينسحبوا آمنين على حياتهم وأمتعتهم وعتادهم وتمّ الاتفاق على ذلك إلا أن النصارى لم يفوا بما تعهدوا واعتقلوا بعض الجنود الذين كانوا في المؤخرة وصفدوهم بالحديد.

وعندما وصل خبر وفاة السلطان إلى روما ابتهج البابا وأمر بفتح الكنائس وأقيمت فيها الصلوات والاحتفالات، وسارت المواكب العامة تجوب الشوارع والطرقات وهي تنشد أناشيد النصر والفرح بين طلقات المدافع وظلت هذه الاحتفالات والمهرجانات قائمة في روما طيلة ثلاثة أيام، لقد تخلصت النصرانية بوفاة محمد الفاتح من أعظم خطر كان يهددها.

لم يكن أحد يعلم شيئاً عن الجهة التي كان سيذهب إليها السلطان الفاتح بجيشه، وذهبت ظنون الناس في ذلك مذاهب شتى. فهل كان يقصد رودس ليفتح هذه الجزيرة التي امتنعت على قائده مسيح باشا؟ أم كان يتأهب للحاق بجيشه الظافر في جنوبي إيطاليا ويزحف بنفسه بعد ذلك إلى روما وشمالي إيطاليا ففرنسا وإسبانيا؟
لقد ظل ذلك سراً طواه الفاتح في صدره ولم يبح به لأحد ثم طواه الموت بعد ذلك.

لقد كان من عادة الفاتح أن يحتفظ بالجهة التي يقصدها ويتكتم أشد التكتم ويترك أعداءه في غفلة وحيرة من أمرهم، لا يدري أحدهم متى تنزل عليه الضربة القادمة ثم يتبع هذا التكتم الشديد بالسرعة الخاطفة في التنفيذ فلا يدع لعدوه مجالاً للتأهب والاستعداد، وذات مرّة سأله أحد القضاة أين تقصد بجيوشك فأجابه الفاتح: "لو أن شعرة في لحيتي عرفت ذلك لنتفتها وقذفت بها في النار ... ".

كان من أهداف الفاتح أن يمضي بفتوحات الإسلام من جنوب إيطاليا إلى أقصاها في الشمال ويستمر في فتوحاته بعد ذلك إلى فرنسا وأسبانيا وما وراءها من الدول والشعوب والأمم.
لقد تأثر المسلمون في العالم الإسلامي لوفاة محمد الفاتح وحزنوا عليه حزناً عميقاً وبكاه المسلمون في جميع أقطار المعمورة، لقد بهرتهم انتصاراته، وأعاد إليهم سيرة المجاهدين الأوائل من السلف الصالح. 

قال عن وفاته عبد الحي بن العماد الحنبلي في وفيات سنة ست وثمانين وثمانمائة: ( .. كان من أعظم سلاطين بني عثمان وهو الملك الفاضل النبيل العظيم الجليل أعظم الملوك جهاداً وأقواهم إقداما واجتهاداً وأثبتهم جأشاً وقواداً وأكثرهم توكلاً على الله واعتماداً وهو الذي أسس ملك بني عثمان وقنن لهم قوانين صارت كالأطواق في أجياد الزمان وله مناقب جميلة ومزايا فاضلة جليلة وآثار باقية في صفحات الليالي والأيام ومآثر لا يمحوها تعاقب السنين والأعوام وغزوات كسر بها أصلاب الصلبان والأصنام من أعظمها أنه فتح القسطنطينية الكبرى وساق إليها السفن تجري رخاءً براً وبحراً هجم عليها بجنوده وأبطاله وأقدم عليها بخيوله ورجاله وحاصرها خمسين يوماً أشد الحصار وضيق على من فيها من الكفار الفجار وسل على أهلها سيف الله المسلول وتدرع بدرع الله الحصين المسبول ودق باب النصر والتأييد ، ومن قرع باباً ولج وثبت على متن الصبر إلى أن أتاه الله تعالى بالفرج ونزلت عليه ملائكة الله القريب الرقيب بالنصر العزيز من الله تعالى والفتح القريب ففتح اسطنبول في اليوم الحادي والخمسين من أيام محاصرته وهو يوم الأربعاء العشرين من جمادي الآخرة سنة سبع وخمسين وثمانمائة وصلى في أكبر كنائس النصارى صلاة الجمعة وهي أيا صوفيا وهي قبة تسامى قبة السماء وتحاكي في الاستحكام قبب الأهرام ولا وهت ولا وهت كبراً ولا هرماً وقد أسس في اسطنبول للعلم أساساً راسخاً لا يخشى على شمسه الأفول وبنى مدارس كالجفان لها ثمانية أبواب سهلة الدخول وقنن بها قوانين تطابق المعقول والمنقول فجزاه الله خيراً عن الطلاب ومنحه بها أجراً وأكبر ثواب فإنه جعل لهم أيام الطلب ما يسد فاقتهم ويكون به من خمار الفقر إفاقتهم وجعل بعد ذلك مراتب يترقون إليها ويصعدون بالتمكن والاعتبار عليها إلى أن يصلوا إلى سعادة الدنيا ويتوسلون بها أيضاً إلى سعادة العقبى وأنه رحمه الله تعالى استجلب العلماء الكبار من أقصى الديار وأنعم إليهم وعطف بإحسانه إليهم كمولانا علي القوشجي والفاضل الطوسي والعالم الكوراني وغيرهم من علماء الإسلام وفضلاء الأنام فصارت اسطنبول بهم أم الدنيا ومعدن الفخار والعليا واجتمع فيها أهل الكمال من كل فن، فعلماؤها إلى الآن أعظم علماء الإسلام وأهل حرفها أدق الفطناء في الأنام وأرباب دولتها هم أهل السعادة العظام فللمرحوم المقدس قلادة منن لا تحصى في أعناق المسلمين لاسيما العلماء الأكرمين).

فرحمة الله ومغفرته ورضوانه على السلطان محمد الفاتح وأعلى ذكره في المصلحين.

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

والآن، وبعد عرفنا النذر اليسير من أعمال محمد الفاتح،  أضع لكم رابط الفيلم الكرتوني الرائع عنه بعد رفعه على موقعنا. وهو مقسم على جزئين.


لاتفوتكم مشاهدته.

حجم  كل جزء حوالي 40 ميجا.


الجزء الأول

http://ayamnal7lwa.net/magazine/mohamadelfath1.zip



الجزء الثاني


http://ayamnal7lwa.net/magazine/mohamadelfath2.zip




ملحوظة تم تعديل الروابط بنسخة أقل حجما
« آخر تحرير: 2009-11-11, 12:38:39 بواسطة سيفتاب »
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ


تم بحمد الله
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

أحمد

  • زائر
أعجني الموضوع جدا وإن لم أقرأ تفاصيله بعد كلمة كلمة

لكن استوقفني هذا الكلام الجانبي

ما شاء الله!
رحمه الله تعالى وغفر له ورضي عنه وأرضاه.
..

إنما لم تعجبني مسألة "توريث السلطة" هذه للولد، وها نحن نرى تبعاتها.. فهي باتت سنة سيئة كما يبدو !

كما أنني -في فصول سبقت من العرض- لم أحب مطلقاً ذلك التعظيم والتبجيل للحاكم -أي حاكم- من قبيل مخاطبته بسلطاني العظيم، وما إلى ذلك من تقبيل يد لأهل السلطان، فهل هذه كانت عادة عثمانية أو عادة مستوردة من ملوك الغرب.. وهل هذا طال جميع ملوك وحكام المسلمين، أقصد متى بدأ يا ترى ؟!
قطعاً لم يكن هذا التعظيم "الملوكي" في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين.




بالنسبة للتوريث يا تمرتنا الحبيبة، لم تكن هناك ثمة آليات متوفرة للانتخاب في ذلك الوقت المبكر، جميع الدول التي عرفها التاريخ حتى ذلك الوقت كانت تحكم بالتوريث

ولما كان مجتمع المسلمين محدودا وقيادته في المدينة، أمكن الاختيار بالشورى، لكن لما اتسعت رقعة الدولة لم يعد ذلك عمليا، وصارت كل منطقة تنتخب زعيما، ودبت الفرقة والمنازعات واحتدمت الفتن، ولم تهدأ إلا عندما استقر نظام التوريث.

فعلينا ن ننظر للامور بمنظار ذلك العصر وملابساته لا بمنظارنا المعاصر حيث ابتدع الناس آليات معقدة ومطورة للانتخابات الحرة (وياريتها بتطبق)
  

أما تقبيل يد السلطان فهي عادة تركية تدل على الاحترام والتوقير فقط، مثل تقبيل يد الأم والآب. واستمرت تلك العادة إلى الآن بين المتدينين والعلمانيين لا فرق. ففي المسلسلات التركية المعاصرة على مافيها من بلاوي، نلاحظ محافظتهم على هذه العادة.

أما مخاطبته بسلطاني العظيم فأعتقد يقصد منها الإعجاب والاحترام الذي كان يستحقه فهو سلطان وعظيم بالفعل.

في رأيي الشخصي مرحبا بالسلطنة والتوريث إذا كان سيولي علينا أمثال هذا السلطان العظيم.







تقبيل اليد مستحب في ثلاثة مواضع:

الأبوين - العالم العامل  - الامام العادل

والتوريث - بلا مجاملة - افة الحكم بعد عهدالراشدين رضي الله عنهم.. وقد ذكره النبي صلىالله عليه وسلم بانه يكون ملكاعضوضا وهو وان جلب اخيارا اتقياء نفعوا الاسلام والمسلمين الا انه في اغلب الاحيان كان يتم بطريق غير شرعية .. ولا يرفع حرمة العمل خيرية عمل آخر

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

جزاك الله خيرا يا أحمد على الإضافة القيمة.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
:emoti_133:

أقرأ الموضوع منذ فترة و لا أعلق . :emoti_64:
لكني رأيت أن التنكر لعظيم فضل الله عليك بطرحك لهذا الموضوع يا أمي الكريمة لكي أستفيد منه هذه الاستفادة العظيمة لهو من الكفر بالنعم ..
فالله الحمد حمداً كثيراً .. ::happy: و جزاكم الله عني كل خير . ::ok::

بصراحة لم أكن أعلم عن محمد الفاتح سوى اسمه  و البلد التي فتحها  :blush:: ... لكني الآن بفضل الله علمت الكثير
emo (30):[/font][/size][/color][/color]
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
حرمة العمل؟؟  :emoti_17:

أعتقد في الحكم على حرمة العمل نظر

ونظر كبير أيضا  :emoti_17:

فلو كان حراما ما سكت عنه أعلام الأمة وفيهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قبلوه
بل أول من ورث كان صحابيا، وصحابيا جليلا رضي الله عنه وأرضاه...

هناك فرق بين المكروه وخلاف الأولى وبين الحرام

أليس كذلك؟؟
  :emoti_17:

أصل الكلام لما يجي من منتسبي الازهر لازم الواحد يدقق فيه

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

أكرمك الله ولرضى عنك وأرضاك يا أبا بكر

وهذا هو المطلوب تماما، أن نعرف من هم هؤلاء الشخصيات العظيمة في الإسلام ونسلتهم العبر من مواقفهم ونفهم لم كانت دولة الإسلام في أشد ازدهارها أيامهم ولم أصبح حالها على ما هي الآن.


أحمد، استلقى وعدك ورد على ماما هادية، أنا ماليش دعوة  :emoti_282:
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

تمارا

  • زائر
 :emoti_428:

جزاك الله عنا كل خير يا أبلة سيفتاب  sm::))( وجعل المولى عز وجل كل حرف وكل نقطة في ميزان أعمالك يوم الحساب، آمين يا رب العالمين.

وأنا كنت مثل أبي بكر  :blush:: والحمد لله رب العالمين.

وإن شاء الله في أقرب فرصة نشاهد الفيلم..  :emoti_282:

طيب، ناخد راحتنا في النقاش.. الآن، ممكن يا أبلة ؟  sm::))(
..

هل لاحظتم تلك "الحدة الإندفاعية" في شخصية السلطان رحمة الله عليه ؟!
طوال العرض كنت أفكر في ملامح شخصية الفاتح التي كنت أرسمها في خيالي من قبل.. والملامح التي رأيتها هنا!
لاحظت كيف نميل إلى رسم صورة مثالية وهمية "للأبطال".. أقرب للملائكية منها للبشرية، سبحان الله! ولعل هذا أحد الأسباب التي تعيق ظهور نماذج نهضوية في عصرنا..!

رغم التربية الروحية والأخلاقية التي تلقاها الفاتح، بقيت هذه السمة ( الحدة الاندفاعية )! وظل عالقاً في ذهني رفض شيخه إدخاله الخلوة، لما قد يحصل من زهد في الاندفاعية وميل نحو الرقة والتأمل والركون! ف"كل ميسر لما خلق له".. والفاتح أراده الله تعالى للجهاد.. للقتال.. للفتح.. وهذا يتطلب بالضرورة سمة اندفاعية فيها ما فيها من الخشونة والإقدام! فكان لا بد أن يكون فيه ما فيه من الحدة والإندفاع.. سبحان العليم الحكيم.. سبحانه!

هذا تحليلي.. ما رأيكم أنتم ؟    


ماما هادية، تقصدين علي رضي الله عنه وأرضاه  ؟!
« آخر تحرير: 2009-10-19, 22:28:33 بواسطة تمرة »

تمارا

  • زائر
:emoti_428:

لاحظت كيف نميل إلى رسم صورة مثالية وهمية "للأبطال".. أقرب للملائكية منها للبشرية، سبحان الله! ولعل هذا أحد الأسباب التي تعيق ظهور نماذج نهضوية في عصرنا..!

 


معلش.. اتركوني أرد على نفسي  ::what::

بل حتى الملائكة، رغم كمال الطاعة لله تعالى في جبلتهم إلا أنهم مختلفين في سماتهم بحسب وظائفهم.. فمنهم الغلاظ الشداد ( ملائكة العذاب )، والذين يكره النظر إليهم من غلظتهم، بحسب المهمة التي أوكلت إليهم!
فليسوا جميعاً كما صورت لنا الديانات الباطلة بأنهم "ظراف" الشكل يقومون بأعمال "ظريفة"، بل أصبح تشبيه إنسان بأنه "ملائكي" الطبع أو الشكل يعني في عرفنا ظريف وهادئ وجميل وعذب! .. لفت نظري إلى هذه النقطة شيخ فاضل.

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
جزانا الله وإياك يا تمرتنا

أيوة كده حلوة سماع الكلام ده من الأبلة  :emoti_282:

طبعا ممكن

أعتقد بالفعل بصحة تحليلك، فكل عبد يسخره الله في مهمة عظيمة ينعم عليه بما تتطلبه تلك المهمة ولا يكون أن تكون نفس صفات شخصية الزاهدالعابد منطبقة في شخصية القائد العسكري المؤمن مثلا، بالطبع تجمع بينهم صفات عديدة أخرى من إيمان وتوكل وإخلاص وخلافه، ولكن تتميز كل شخصية بما يسره الله لها لأداء ما اختاره الله له.


أعتقد يا تمرة هادية تقصد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

تمارا

  • زائر
 sm::))(


آه يزيد بن معاوية رضي الله عنهما وأرضاهما.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يوصي بالخلافة للحسن رضوان الله عليه!

.. ولكن، وإن قام صحابي بعمل ما.. هذا لا يعني أنه صحيح! فالزلل وارد، واقتراف صحابي لعمل فيه حرمانية دون أن يقصد وارد أيضاً! وهذا لا يعني أني أرى أن توريث الحكم فيه حرمانية، إذ لا علم لي بهذه المسألة بعد، ولكن لي تحفظ شخصي عليها، وعلينا أن نسمع تفاصيل ما حصل آنذاك، لنفهم الباعث على التوريث، فتلك الفترة كانت حرجة، وفيها ما فيها من الفتن.

إنما.. يوجد فرق بين الحكم الشرعي المأخوذ من النص القرآني الكريم أو الحديث الصحيح وبين ما هو قرار سياسي لشخص، الأخير لا يتحمل الدين تبعاته، لا سيما إن جر أخطاء من حيث المبدأ لا من حيث التطبيق، والله أعلم.
« آخر تحرير: 2009-10-19, 23:19:22 بواسطة تمرة »