المحرر موضوع: خاص جدا  (زيارة 90954 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

Al-Muslim

  • زائر
رد: خاص جدا
« رد #20 في: 2010-12-21, 15:56:37 »
.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خاص جدا
« رد #21 في: 2010-12-21, 19:20:12 »
شكرا على المرور يا مسلم

واحكي يا سلمى... هأنا صابرة
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: خاص جدا
« رد #22 في: 2010-12-27, 07:24:40 »

اقتباس
كذلك قرأت كلمات منذ أيام لإحدى أخواتنا الفاضلات في ذات المعنى، ربما أقسى قليلاً، فدمعت عيناي تأثراً... إن كان من يفني شبابه في الدعوة والتربية يقول هذا، فماذا يقول الشاب المتقاعس المقصر الغافل؟


كلمات المسلم ... وجدت فيها ما يعبر عن ما شُعرت به تجاه كلماتك ماما هادية .  sad:(

لا إله إلا الله.

Al-Muslim

  • زائر
رد: خاص جدا
« رد #23 في: 2010-12-28, 08:07:28 »
حبذا لو تشاركيننا الحديث هناك أختاه، فيكون لك سهم في إحياء تلك الصفحة من جديد، خاصة أن التفاعل من الباقين شبه معدوم!  :emoti_144:

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: خاص جدا
« رد #24 في: 2010-12-28, 08:34:35 »
هناك أخي الفاضل ؟؟؟   :emoti_17:


أشعر هناك بأن لكم لغة حوار خاصة بكم أنتم فقط لا غير ...

وصراحة ..

ليس لدي الشجاعة الكافية للدخول هناك أبداً أبداً ... ولكني استمتع بمتابعتكم والإستفادة منكم في صمت  :emoti_404: .

ما رأيك أخي الفاضل لو تأتي بالدكتور صالح إلى هنا ؟؟
لا إله إلا الله.

Al-Muslim

  • زائر
رد: خاص جدا
« رد #25 في: 2010-12-28, 09:06:12 »
لم كل هذا؟  :emoti_282: الأمر أسهل مما تتصورين. هل تفقدت موضوعك الأثير هناك مؤخراً؟  :emoti_138:

دكتور صالح؟ لم لا؟ :emoti_17:

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: خاص جدا
« رد #26 في: 2010-12-28, 10:04:38 »
لم كل هذا؟  :emoti_282: الأمر أسهل مما تتصورين. هل تفقدت موضوعك الأثير هناك مؤخراً؟  :emoti_138:

دكتور صالح؟ لم لا؟ :emoti_17:




emo (30):


سأرد التحية هنا حتى يأذن الله لي الدخول هناك فستكون أول كلماتي إن شاء الله هي رد تحيتك

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

اذن أخي الفاضل فقد وصلت لسبب ابتعادي عن المكان بالكامل ... هل رأيت الوضع هناك؟  sad:(

اشعر بالحزن كلما تذكرت تلك الأيام  فسبحان مغير الأحوال  ... وكلماتكم في بيتكم هناك تشعرني أكثر بأن الحال اصبح واحد .
« آخر تحرير: 2010-12-28, 10:09:15 بواسطة حلم »
لا إله إلا الله.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خاص جدا
« رد #27 في: 2010-12-28, 10:36:51 »
بالنسبة لي العودة الى هناك مستحيلة  :emoti_404:
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

Al-Muslim

  • زائر
رد: خاص جدا
« رد #28 في: 2010-12-28, 13:06:22 »
الوضع مأساوي!

لا حول ولا قوة إلا بالله.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خاص جدا
« رد #29 في: 2011-01-03, 09:28:37 »
وماذا بعد؟


ضربت السيول جدة العام الماضي، وغرق من غرق، ومات من مات، وتهدم ما تهدم.
حزنا وبكينا وشجبنا
جاءنا شاب قريب لنا يدرس في أمريكا، استمع وابتسم وقال: ستعود السيول بعد عام أو عامين، ويحدث نفس ما حدث الآن، ونجلس جلستنا هذه ونسمع نفس التعليقات، ونمصمص شفاهنا أيضا، ولن يتغير أي شيء
حزنت وقتها كثيرا لتفكيره، فإذا كان هذا تفكير الشباب المتعلم المثقف المبتعث للدراسة، وهذه آماله لوطنه وأمته.. فعلى يد من إذن سيكون التغيير؟
وهاقد مضى عام، وعادت الأمطار، وجرت السيول، وبدأت بعض البيوت تغرق من جديد
الناس تعلمت درسها جيداً هذه المرة ولزمت بيوتها، ومنذ أول زخة للمطر ساد الذعر المدينة، وهرول الجميع للاعتصام بمنازلهم، واجتناب الأنفاق والطرق المنخفضة..
هذا هو التغيير الذي حدث...!!!
بلادنا... العالم الثالث... نعرف الأخطاء.. ننتقدها.. نطالب بالتغيير.. أو نسكت..
ثم ماذا؟
من يحاول أن يتخذ خطوات إيجابية يتم قمعه أو شراؤه أو إرهابه أو إلهاؤه بمعيشته.. ويبقى الفساد مستشريا ومتزايداً... في جميع المجالات والقطاعات..

ولدنا والعالم يعمه الفساد
حلمنا كثيرا أن نكون نحن التغيير المنشود
حاولنا.. جاهدنا.. كافحنا لنغير
استبشرنا ببعض التغيرات الفردية والشخصية التي حصلت وقلنا أول الغيث قطرة
لكن تيارات الفساد كانت تهدم أضعاف أضعاف ما نبني
واستمر النظام العام المهترئ الفاسد يضيق الخناق على كل جهودنا ليحصرها في أضيق نطاق..
نطاق الإصلاح الفردي مقابل الإفساد الجماعي الأممي
لم يتغير شيء في المجتمع ككل.. بل ما زال يسير من سيء إلى أسوأ.. ومن تخلف إلى انحطاط، ومن ظلم إلى قهر، ومن فساد إلى فساد أكبر
والمصلحون خنقت أصواتهم..
فماذا بعد؟
من أين يبدأ التغيير وكيف؟
وهل هناك فرق؟


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل علومجى

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 260
رد: خاص جدا
« رد #30 في: 2011-01-03, 21:24:27 »
احيانا اشعر - حين اتذكر ان الله لايحاسب على النتائج بل على الاخذ بالاسباب - انه لا علينا ان نبالى بالتغيير او بتاخره بل العمل المخلص فقط
لا ادرى ان كان ذلك صواب ام لا ،
ولكن ارتحت من مشقة التفكير فى ..[ماذا بعد؟ ، ومن اين ؟ ، وكيف؟ ، ....]

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: خاص جدا
« رد #31 في: 2011-01-03, 21:38:01 »
احيانا اشعر - حين اتذكر ان الله لايحاسب على النتائج بل على الاخذ بالاسباب - انه لا علينا ان نبالى بالتغيير او بتاخره بل العمل المخلص فقط
لا ادرى ان كان ذلك صواب ام لا ،
ولكن ارتحت من مشقة التفكير فى ..[ماذا بعد؟ ، ومن اين ؟ ، وكيف؟ ، ....]


أتفق معك

 {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً }الكهف6

 {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }الشعراء3


غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خاص جدا
« رد #32 في: 2011-01-04, 00:00:11 »
احيانا اشعر - حين اتذكر ان الله لايحاسب على النتائج بل على الاخذ بالاسباب - انه لا علينا ان نبالى بالتغيير او بتاخره بل العمل المخلص فقط
لا ادرى ان كان ذلك صواب ام لا ،
ولكن ارتحت من مشقة التفكير فى ..[ماذا بعد؟ ، ومن اين ؟ ، وكيف؟ ، ....]


أسعدني مرورك يا علومجي  emo (30):
وأصبت في كلامك

لكن النفس ضعيفة... وجل ما في "خاص جدا" هو تسجيل لأوقات الضعف هذه .... لهذا هو "خاص جدا" وليس عاما  emo (30):
أرجو ألا يسوءكم هذا

ومعك حق يا فرح.... ولكن كما ترين... فحتى النبي صلى الله عليه وسلم مرت عليه أوقات كهذه... وكان بحاجة لتسلية من الرحمن الرحيم

نسأل الله أن يفرج عنا ويقيل عثرتنا ويحيي فينا ما وهن من عزمنا وأن يرزقنا السداد والرشاد
ويصلح لنا البلاد والعباد... فهو وحده القادر على هذا
 
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل علومجى

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 260
رد: خاص جدا
« رد #33 في: 2011-01-04, 05:56:26 »
 emo (30):

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خاص جدا
« رد #34 في: 2011-01-04, 20:23:26 »
أنا الضفدع

يقال أنه لما أوقد نمرود الطاغية ناره العظيمة ليحرق فيها خليل الله إبراهيم عليه السلام، جاءت ضفدع مسرعة وقد ملأت فاها بالماء، لكي تطفئ النار، فكانت تتردد بين الماء والنار محاولة أن تنقذ خليل الله، وكان في المقابل وزغ أخذ ينفث في النار ليؤججها.
ما كان للضفدع أن تطفئ النار ولا كان للوزغ أن يؤججها، بل نفذ قدر الله سبحانه، ولكن كتب لكل منهما جزاؤه بحسب نيته.



عندما أنظر للفساد من حولنا، وأنظر في قدراتي الضعيفة وفي إنجازي الأضعف!!!
ماذا تفعل جهود عاجز، ضعيفة، مكبلة بعشرات الأغلال الاجتماعية والاقتصادية والأسرية والنسوية والجسمانية وحتى الروحية؟
ماذا تفعل إزاء أمة منهارة، وفساد مستشر، وأجيال ضائعة  تتقاذفها أمواج الشهوات والشبهات؟؟

عندها تخور قواي ويخبو عزمي، وأنكمش على نفسي، وأتمنى الموت...
أتمنى ان أخرج من الدنيا بسلام... لا لي ولا علي...


أنا أعلم أن للكون ربا عالما قادرا حكيما قويا عزيزا، إن شاء هدى الناس أجمعين، وأصلح أحوالهم في غمضة عين..
ولكنني مسجونة في نطاق التكليف، وعالم الشهادة..
مأمورة بالجهاد والصبر والمصابرة والمرابطة...
تكاليف أشعر أني أعجز عنها..
 في واقع لا تلوح فيه بوارق أمل..
 ويطفئ بظلامه المدلهم مصابيح الإصلاح التي يضيئها مخلصون من هنا وهناك...

لكن..

 ألا يكفيني عزاء وشرفاً أن أكون مثل تلك الضفدع؟



في ضميري دائماً صوت النبي ............ آمراً جاهد وكابد واتعب


قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (آل عمران 200)


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: خاص جدا
« رد #35 في: 2011-01-06, 20:29:41 »
تصدقي يا ماما هادية وبجد إن عندنا الوضع بدأ يتغير ؟!
يعني مثلا مجري السيل تمت فيه عملية توسعة معقولة جدا وإزالة أي عوائق فيه .. وتم تدعيم أغلب جوانبه بالبناء .. وتجري الآن عملية إقامة "برابخ" ليكون هناك طريقا يمكن أن نمر من فوقه حتى في عز أيام السيول ..

صحيح لم يقام كل شيء بمثالية كما كنا نتمنى ..
وصحيح أنه لم ينتهِ بعد وهناك أحتمالات متجددة كل اسبوع بوقوع سيول من جديد ..
وصحيح أنه اهتم جدا بمدينة العريش وترك قرى وسط سيناء في العراء كما كانت من قبل وأيضا لم يغطي كل مسار السيل في العريش ..

ولكنه يبقى شيء ما نشعر أنه يحدث .. تغير وتطور بسيط للأفضل (في مقابل مئات التغيرات للأسوأ) .. ولكنه يعطينا بذرة أمل جديدة ..

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خاص جدا
« رد #36 في: 2011-01-07, 11:41:26 »
شكرا لمشاركتك يا نووي
ولمرورك الكريم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خاص جدا
« رد #37 في: 2011-01-07, 11:44:02 »
صاحبة البنسيون

هذه تمثيلية تلفزيونية شاهدتها وأنا طفلة، وتأثرت بها كثيرا، مع أنني لم أفهم معانيها في ذلك الوقت، ولكنني كمعظم الأطفال تأثرت ببكاء الممثلات، وبوضع البطلة وحزن البطل، وأن التمثيلية انتهت نهاية غير سعيدة، إذ لم يتزوج أحد من أحد... وتلك –طبعا- كانت النهايات السعيدة الوحيدة التي نعرفها ونترقبها دوما.
الغريب أن قصة هذه التمثيلية بقيت محفورة في وجداني، إلى ان كبرت وتزوجت وصرت أماً، وكبر أبنائي –وتلاميذي أيضاً- وشبوا وانطلقوا في مسالك الحياة المختلفة، ومع انطلاقة كل منهم، كنت أستعيد كل مشاهد التمثيلية وأحاسيسها ومشاعرها كأنني أراها أمامي من جديد.
فهلموا تابعوا معي أحداث القصة، وقد نسيت أسماء الشخصيات، فسأستعيض عنها بأسماء الممثلين الذين شخصوها، فما زلت أذكر وجوههم وتعبيراتهم...

(طبعا لا أوافق على تبرج الممثلات أو البيئة الغربية التي تمثل خلفية القصة، فالقصة كان من الواضح انها مترجمة..  ولكن تعنيني القصة التي تأثرت بمعانيها، والأبعاد الإنسانية لها... فأرجو مراعاة ذلك عند المتابعة)

-----------------

رشيد طالب شاب، قصد سمساراً بحثاً عن مسكن جيد مناسب لإمكاناته كطالب متغرب، جاء إلى العاصمة ليتابع دراسته الجامعية فيها. ولأن رشيداً شاب سعيد الحظ –كما أكد السمسار- فإن غرفة في بنسيون السيدة سامية قد فرغت هذا العام، لأن الطالب الذي يشغلها قد تخرج ورحل نهاية العام الدراسي الماضي، والسيدة سامية سيدة رائعة فاضلة طيبة القلب، تعامل الطلاب كأنهم أبناؤها، تسهر على رعايتهم وراحتهم، فاستبشر صاحبنا خيراً وانشرح صدره لذلك الخبر.
سار رشيد مع السمسار إلى البنسيون، وهناك قابلتهم "صباح" شابة مليحة –لكنها عرجاء- هي ابنة السيدة سامية. رحبت صباح بهم، وذهبت لتنادي أمها.
أتت السيدة سامية، ورمقت الشاب بطرف عينها، لكنها لم ترحب به، بل أخذت تملي عليه شروطاً قاسية: لست مسؤولة عن غسيلك ولا عن ثيابك، ولا عن طعامك ولا شرابك، لا أريد أن أرى وجهك في الصالة، تدخل من الباب إلى غرفتك مباشرة، وتخرج منها إلى الباب، لا تستقبل أحداً، فهذا بنسيون وليست تكية... افعل... لا تفعل.... إياك... احذر...
كان رشيد مندهشاً مما بادرته به من غلظة وقسوة، لا تمت بصلة إلى ما بشره به السمسار... ولكنه كان مضطراً، فوافق على كل شروطها..
أخذته الشابة صباح لتريه غرفته، وحاولت أن تعتذر له عن أسلوب أمها، فهي متعبة اليوم ومزاجها سيء.. هز كتفيه وابتسم، وأغلق بابه على نفسه وأخذ يفرغ أمتعته في سكنه الجديد.
في اليوم التالي خرج رشيد من غرفته، فوجد شباباً من سنه أو أكبر قليلاً، جالسين في الصالة يتحدثون ويمرحون كأنهم أسرة واحدة وبادروه بالتعرف عليه وامتداح السيدة سامية صاحبة البنسيون، وتهنئته على حظه العالي الذي أتاح له أن يقيم عندها، فهي كالأم الرؤوم، سترعاه وتحنو عليه، وتوفر له أفضل جو للدراسة وأعظم سلوى عن غربته وافتقاده لأسرته، وكان رشيد يسمع هذا وحدقتا عينيه تتسعان دهشة وعجباً من المفارقة بين ما يصورونه وما رآه...

ويتبع..
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: خاص جدا
« رد #38 في: 2011-01-07, 15:27:54 »
ما لم أقرأه بعد من هذا الموضوع الحساس والصادق والواقعي هو "صاحبة البنسيون"

هذا الموضوع الذي اكتشفته اليوم، كلماته تضرب على أوتار حساسة جدا جدا عندي.... جل ما كتبت أشعر به بقوة، وأعايشه بقوة، وأرى أنه الواقع الذي لا هروب منه، وأنه الواقع الذي لا مفر من الاعتراف به ....ولكن يجب أن يكون اعتراف العازمين على تحديه، لا اعتراق المتعللين به للقعود، طبعا لا أعنيك ماما هادية الحبيبة، ولا أعني أحدا وإنما أوجه هذه الكلمات لنفسي قبل أي منكم ....
هكذا أعترف بهذه المرارة، وهكذا أعيش لحظات الضعف التي تعتريني حينما تأسرني وتحيط بي، ولكن في الوقت ذاته، كما كتبت أعلاه هكذا أعلن التحدي أمامها، وحتى هذا التحدي ليس عن علم عندي ولا عن قوة مني وإنما من الله تعالى الذي ندعوه في لحظات الضعف هذه أن يمدنا بالقوة من عنده، فيستجيب لنا، وأحيانا كثيرة بعد الاستجابة ننسى أن نتفكر في روعتها وروعة عملها فينا في غمرة عودة الروح المتحدية بين جوانحنا وانقلابنا من ضعفاء حزانى إلى أقوياء نعلن التحدي .... ننسى التفكر في استجابة المولى لدعواتنا في ساعات الوهن والضعف، وعمل الله سبحانه هو الذي قد قلبنا من حال إلى غير حال ....
كم يحاط المؤمن بالأشواك في دعوته إلى الله تعالى،كم هو جميل تذكره أن ذاك العذاب الذي يلقاه، وذاك الألم ثمن سلعة الله الغالية كم تسلو نفسه الضعيفة حينما يذكره الله بالجزاء.... كم تحلو الدنيا حينما لا نرى كل خطوة فيها رؤية مجردة، بل نرى فعل الله في كل خطوة، ويد الله في كل أمر... كم تحلو الدنيا بتذكرنا أن الله العظيم يكلؤنا برحمته، ويختبرنا، ويمتحننا، حينها، حين نتذكر أن كل ما يحيط بنا من مفارقات، ومما يؤلم من مظاهر ومن تفرق صَحْب الأمس عنا، وإخلافهم وعدهم، ومن تبدل عزم من كنا نحسبهم أولي عزم وهمة، ومن تذبذب من كان يوما ينوي خيرا للأمة، حتى إذا وقع بين مخالب الدنيا وبهرجها، استطاب المقام، واستطاب العضّ وكأنه النسيم الذي يطبع على وجنتيه القُبَل العليلة...!

نعم....قد ينفض من حولك من كان يوما حولك....وقد رأينا ذلك....قد يتبدل من عاهد الله يوما وكان من جنده، فينقلب جنديا من جنود الدنيا، قد يندر من يستمع إليك، وقد يندر جدا جدا من يرعيك سمعه وقلبه ويشعر شعورك ويتألم ألمك، ويتحرق حرقتك... ورغم كل ذلك يحتاج العمل منا صبرا وعزما وتحديا لكل واقع مؤلم.....

لا تحقرنّ من المعروف شيئا....لأن ما قد نعده صغيرا يكون وعاء البركة وينتج خيرا قد لا نعلم عنه شيئا، بينما هو قد نتج، وكثير مما بدا كبيرا لم يكن منه شيء لافتقاره الإخلاص والصدق والإتقان .
خلاصة ما أريد قوله، أن العمل يحتاج من أهله صبرا وإصرارا وعزما رغم كل ما يبدو من محبطات ....وإني يا ماما هادية بقولي هذا أخاطب نفسي بصوت الكلمات المكنوبة، ولا أدعي بطولة، فإن كل ما قلتِ من مشاعر صادقة ولحظات ضعف عشتها أنا الأخرى، ولم أكن في كل مرة أخرج منها إلا برحمة من الله  وحده ....ومازال الدرب أمامنا ....ومازالت الآلام مادام في العمر بقية....

وأذكر للشيخ الغزالي رحمة الله عليه كلمات، يقول: لا نحسب أننا بخروجنا من امتحان قد انتهى الأمر وإنما المؤمن في دائرة امتحانات كلما انتهى أحدها بدأ الآخر .
وتمر بالخاطر سيرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، فإذا العالم قبل مجيئه ظلام في ظلام، ظلام في ظلام ....إذا العالم كله في أحلك مرحلة من ظلامه...لتعلن تباشير الصباح حلول الفجر المحمدي المنير.....

وكذلك هذه الظلمة .....ليست سرمدية....بل سيأتي الفرج والله، ولكن لنعمل وإن بالقليل القليل، المهم أن نعلم من حولنا وجوب الثبات على المبادئ الصحيحة  وإن عدها كل العالم من حولنا تشبثا بالجنون .وإن عدها أذكياء اليوم غباء صُراحا،وأنّه لا حِول عنها لبهرج  الكثير المشبوه .
 
أسأل الله سبحانه ألا يجعلني من الذين يقولون ما لا يفعلون.

جزاك الله  عنا كل خير يا ماما هادية يا حبيبة emo (30):
« آخر تحرير: 2011-01-07, 21:28:55 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خاص جدا
« رد #39 في: 2011-01-07, 22:04:05 »
جزاك الله خيرا يا أسماء الحبيبة

كلماتك تشد من عزمي وتمسح على قلبي

بورك لي فيك
  emo (30):
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*