المحرر موضوع: وصف  (زيارة 10357 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
وصف
« في: 2011-04-02, 03:36:47 »
بسم الله الرحمن الرحيم ...

وجدت نفسي اليوم قد كبلتي أفكاري إلى أريكة, فمضت ساعة فجر كاملة لم أتحرك فيها من مكاني و لم أفعل شيئا , فقررت أن أطرد تلك الأفكار من سجن عقلي , فأسجلها هنا , على هيئة ,
وصف , مجرد وصف
-----------------------------------------------------------------------



دقات ...
صوت صمت يغلف غرفة المعيشة , يصرخ , يصرخ على هيئة دقات ساعة الحائط البنية , كل شيئ بني اللون , تشارك الساعة دقات أخرى مختلفة الأصوات , منها دقات أصابعي على لوحة المفاتيح و التي صارت تنقر بلا وعي على حروف أبجدية عربية تشاركها الإنجليزية , فتتفادى أصابعي الأرقام و المفاتيح مركزة على الحروف , و صوتها تلك الحروف على لوحة المفاتيح يشبه إيقاع مطر ينهمر  كسيل عرم و لكن ما يلبث أن يمتنع و يصبح كقطر الندى , فيترك ساعة الحائط تصدر صوتها الوحيد , تعلن عن مرور الثواني , صوت الساعه الذي نادرا ما نسمعه في ضجة الحياة العارمة , إننا ننسى في كثير من الوقت أن الوقت أيضا يتحرك و يمر , و بالرغم من وضوح الفرق بين الليل و النهار , إلا أننا لازلنا نتناسى عمدا دقات ساعة الحائط التي لا تتوقف أبدا عن تنبيهنا لأهميه كل ثانية من حياتنا ,
و حين يأتي موعد النوم نبكي ببلاهة و نقول : يا الله , كيف مر كل هذا الوقت , صار الوقت يمر بسرعه و لم يعد في الوقت بركه , لم أفعل اليوم شيئا !

مجانين نحن

نشتكي من قصر الوقت , بينما دقات الساعة تبدو كثيرة كثيرة , و نحن جالسون بلا حراك نستمع لها تدق تك تك تك و نتركها تمضي بحرية دون أن نغتنمها , و لا أحد يسأل نفسه , ما الذي فعلته في الثانية الماضية ؟ إنما تكون أغلب أسئلتنا عن  الأيام الماضية , أو السنة الماضية , أو العمر الذي راح !  ! !

على الأقل دقات الوقت معلنة , و تنبهنا بحرص على مرور الوقت , لكن هناك دقات ثالثة غير دقات لوحة المفاتيح و دقات الساعة , إنها دقات القلب

دقات قلوبنا غريبة , لا نسمعها نحن بالرغم من أنها بداخلنا ,  بالرغم من أنها لا تتوقف عن الدق أبدا طيلة حيانا , و الأغرب أن غيرنا من الأطباء أو حتى الأحباء يستطيعون الإستماع لها ! , لكننا لا نستمع لها إلا في ساعات الرعب أو الخطر , و كأنه يجب أن نخاف حتى نشعر بصوت تلك الدقات عالية لتذكرنا بقيمة الحياة التي وهبها الله لنا , فنتذكر حين نكاد نفقد حياتنا أن لنا قلوب , قلوب لنفقه بها , لنحيا بها , لنشعر بها بالآخر ...
لكن أين هو الآخر في هذا العالم المادي , بل في هذا الزمن , أين موقع الآخر من قلوبنا ؟
صار شعار الحياة البحث عن الأنا , و الأنا فقط
تعلمنا كيف نتجاهل دقات قلوبنا , حتى صرنا نجد روابط الأسرة الواحدة تتفكك , فلا أخ يسأل عن أخيه , و لا أحد يهتم لمصير أحد , نبرر هذا بزحام الحياة , و لكن الحقيقة هي أننا توقفنا منذ مدة عن الإستماع لدقات قلوبنا , فغزت الأحقاد مشاعرنا , لأن لا أحد يستمع لقائد المشاعر النبيل , القلب الذي أودعه الله رحمة ليحث على التراحم بين الناس  فصار الغدر يأتي من أقرب الناس إليك ,
و ترى ذلك الذي وقفت بجانبه بالأمس يعض اليوم يدك بكل غل متناسيا دقات قلبه و دقات ساعة الحائط و دقات لوحة المفاتيح , فكيف نطالب بتوحيد شعب و العائلات ممزقة , و الأخ يغتاب أخيه , و النميمة تنتشر لتنم عن نار في الهشيم تأكل المجتمع, و كيف نطلب بتوحيد المسلمين و قد أخرج الناس الإسلام من قلوبهم و صار مجرد إسم تردده الحناجر بلا فهم ؟! ... كلها طلبات غير منطقية ,

قد قالها سيدنا عمر , قد فهمها رضي الله عنه , نحن قوم أعزنا الله بالإسلام , فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله

لماذا يجب أن نسلك كل دروب الحياة حتى نكتشف أن درب الإسلام هو الذي سيعز كرامتنا و سيعيد لنا قدرتنا على الإستماع إلى قلوبنا , و إلى دقات الساعة و لوحة المفاتيح ؟

إلى وصف آخر ألقاكم على خير إن شاء الله
« آخر تحرير: 2011-04-02, 06:09:17 بواسطة أسيرة الصفحات »
" .
نقطة.  "

جواد

  • زائر
رد: وصف
« رد #1 في: 2011-04-02, 04:36:48 »
اقتباس
نشتكي من قصر الوقت , بينما دقات الساعة تبدو كثيرة كثيرة , و نحن جالسون بلا حراك نستمع لها تدق تك تك تك و نتركها تمضي بحرية دون أن نغتنمها , و لا أحد يسأل نفسه , ما الذي فعلته في الثانية الماضية ؟ إنما تكون أغلب أسئلتنا عن  الأيام الماضية , أو السنة الماضية , أو العمر الذي راح !  ! !

هي نزع البركة وضعف العزيمة..

اقتباس
لكن أين هو الآخر في هذا العالم المادي , بل في هذا الزمن , أين موقع الآخر من قلوبنا ؟
صار شعار الحياة البحث عن الأنا , و الأنا فقط
تعلمنا كيف نتجاهل دقات قلوبنا , حتى صرنا نجد روابط الأسرة الواحدة تتفكك , فلا أخ يسأل عن أخيه , و لا أحد يهتم لمصير أحد , نبرر هذا بزحام الحياة , و لكن الحقيقة هي أننا توقفنا منذ مدة عن الإستماع لدقات قلوبنا , فغزت الأحقاد مشاعرنا , لأن لا أحد يستمع لقائد المشاعر النبيل , القلب الذي أودعه الله رحمة ليحث على التراحم بين الناس  فصار الغدر يأتي من أقرب الناس إليك ,

لأننا نرفض الحقائق والمصارحة، ونحب التجمل والمواربة،

والحب الحقيقي لا يأتي الا بدرجة مصارحة تختفي فيها الأنا والشعور بالذات، وهذا صعب الى أقصى درجة،

كما أننا دوما ننظر الى أنفسنا ومشاعرنا ولا نقيم لمشاعر اﻵخر حساب، بل يظل الهاجس دوما لم تراعي مشاعري ولم تراعي حالتي وكأنه دوما لا يوجد طرف آخر له من المشاعر والحال ما له.

أعلى درجات الحب هي أعلى درجات الصراحة،
لكن ترى لو جاء الزوج يصارح زوجته يوما بأنه يجد في قلبه ضيقا من صفة فيها، فكيف ستفسر هذا ؟

وترى لو جاء الزوج الى زوجته ليخبرها بان امرأة أخرى وقعت في قلبه وأنه يحتاج منها أن تعينه فكيف سيكون حالها وكيف ستكون ردة فعلها؟

هل حقا ستقدر صراحة زوجها أم ستنقلب من داخلها عليه وتبعد بقلبها عنه.. وهل ستزداد محبتها له أم تنقص ؟
صدقوني يا أخوتي،
ما أسهل الكلام وما أكثر ما نتمنى من أشياء نحن لا نقدر على مواجهتها،

وقد ضربت المثال بزوجين لقرب العلاقة وقوتها .. فما بالنا بعلاقات أبعد من هذه ..
« آخر تحرير: 2011-04-02, 04:38:36 بواسطة جواد »

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: وصف
« رد #2 في: 2011-04-02, 06:09:18 »
ما أقسى كلماتك يا أسيرة أنت وجواد  .
لا إله إلا الله.

غير متصل أم يوسـف

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2878
رد: وصف
« رد #3 في: 2011-04-02, 08:17:07 »
أسيرة الصفحات

كلمات جملية و مؤلمة

ولكن لا تقفي كثيرا أمام حالات الغدر ولا تجعلي الحزن يأخذك طويلا بل أحمدي الله أنه كشف لك الحقيقة ... وجربي التسامح فهو نعمة عظيمة جدا لمن يملكها .


اقتباس
و ترى ذلك الذي وقفت بجانبه بالأمس يعض اليوم يدك بكل غل متناسيا دقات قلبه و دقات ساعة الحائط و دقات لوحة المفاتيح , فكيف نطالب بتوحيد شعب و العائلات ممزقة , و الأخ يغتاب أخيه , و النميمة تنتشر لتنم عن نار في الهشيم تأكل المجتمع, و كيف نطلب بتوحيد المسلمين و قد أخرج الناس الإسلام من قلوبهم و صار مجرد إسم تردده الحناجر بلا فهم ؟! ... كلها طلبات غير منطقية


لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

اقتباس
لكن ترى لو جاء الزوج يصارح زوجته يوما بأنه يجد في قلبه ضيقا من صفة فيها، فكيف ستفسر هذا ؟

أعديها و أحاول التغيير.

اقتباس
وترى لو جاء الزوج الى زوجته ليخبرها بان امرأة أخرى وقعت في قلبه وأنه يحتاج منها أن تعينه فكيف سيكون حالها وكيف ستكون ردة فعلها؟

نهاره أسود ..وطبعا يومه مش حيعدي  ::)smile:

بعيدا عن المزاح أنت تقول أن أعلى درجات الحب هي أعلى درجات الصراحة

والصراحة أنني لا أتحمل  وجود امرأة  غيري في قلب زوجي وربما يكون هنا الحب هو ألا أكون صريحة على الإطلاق حتى أفهم أين المشكلة و ما الطريق لحلها

على أي حال الميثاق الغليظ بين الزوجين تجعل العلاقة بينهما لا تصلح للمقارنة مع أي علاقة أخرى 



كم من مستبد سيحاسب حسابا عسيرا على كل قطرة دم تريقها كلمته: لن أرحل.. وهو راحل شاء أم أبى

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: وصف
« رد #4 في: 2011-04-02, 11:33:22 »

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك يا سلمى

جميلة جدا خاطرتك هذه وتبعث على التأمل والمحاسبة


اقتباس
وترى لو جاء الزوج الى زوجته ليخبرها بان امرأة أخرى وقعت في قلبه وأنه يحتاج منها أن تعينه فكيف سيكون حالها وكيف ستكون ردة فعلها؟

ما تفتأ تدهشني بتطرف أفكارك يا جواد!!!

هل تريد من الزوجة لتثبت حبها في هذه الحالة أن تعين زوجها في حبه الجديد؟
هل تفهم أصلا كيف تحس المرأة؟ أم أن التفوق الذكوري يسيطر عليك لهذه الدرجة الغريبة؟؟

مثل هذا الزوج استحالة ان يكون محبا لزوجته او لديه ادنى فهم او تقدير لمشاعرها.. وبالتالي لماذا نهتم بكيف ستكون ردة فعلها نحو زوج عديم الاحساس كهذا؟
فلتكن ردة فعلها ما تكون.... فشخص مثله لا يستحق ان نكترث لوقع ردة فعلها عليه

وأنا لا اقول هذا استنكارا لكونه يريد ان يعدد.... بل استنكارا لصراحته الوقحة الخالية من الشعور

هذا مع تسجيل استنكاري ان يحب الرجل وهو متزوج، فهذا لا يحدث الا لممارسات خاطئة في مجتمع مختلط لا يتقيد بضوابط الشريعة
اما ان كان حبه لزوجة اخرى... فينطبق عليه ما قلتُه اعلاه

----------------

ختاما... لعل جزءا كبيرا من المشاكل بين البشر وجفاف العلاقات او ما يعتريها من غيوم يمكن حله لو خف كبر الانسان وغروره، وتعلم ان يقول كلمة بسيطة جدا.. لكنها كبيرة جدا
هي كلمة (آسف)

(آسف)... ليس شرطا ان تعبر عن انني كنت مخطئا فأنا آسف عن ذلك... لأن هذا يتطلب الاعتراف بالخطأ، وهذا يتطلب جدالا ونقاشا لتحديد من كان مخطئا ومن كان مصيبا
لكن (آسف).. لأنني سببت اذى لمشاعر الشخص الاخر... آسف لأن تصرفي آذاه، بغض النظر عن كون تصرفي كان صوابا أو خطأ

كم هو سهل ان نداوي القلوب... وكم يمنعنا الكبر والعناد من هذا.... فنخسر كثيرا من القلوب التي قد نتحسر كثيرا فيما بعد لأننا خسرناها

-------------

دمتم بخير

« آخر تحرير: 2011-04-02, 11:34:56 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
رد: وصف
« رد #5 في: 2011-04-02, 11:56:41 »
جزاكم الله خيرا على تحمل مناقشة أفكاري المتطرفة،

لكنكم لو تخليتم عن لهجة التهكم والهجوم هذه لرأيتم أنني في ردي لم أتحدث عن زوج أحب أخرى، وإنما نتيجة الإختلاط قد يحدث شيئا من وساوس الشيطان،
وأنا لا أتحدث عن زوج لا يغض بصره ولا يراعي محارم الله، وإنما أتحدث عن أناس مرهفي الحس لدرجة سهولة التأثر،

ولو لم يكن الزوج ورعا لانتهز الفرصة بالحلال أو الحرام، ولكن الرجل سيحتاج الى من يبثه ضيق صدره من ذلك الموقف، فلم لا تكون زوجته؟ أليست هي السكن والمودة ؟
أليس هذا برهانا على حبه لها لدرجة أنه يشركها في خلجات نفسه؟ ألا تقدر هي طبيعته كرجل ؟

وسبحان الله قصدت بأن تعينه، أن تعينه على التخلص من هذه الوساوس التي قد تتحول بمرور الوقت الى شحناء لا مباشرة بينهما، فأنا أفترض هنا زوجين وفين متحابين، يحرص كل منهما على اﻵخر وعلى أن يظل قلبه وحبه صافيا لا تشوبه شائبة.
فما الخطأ إذن من هذا؟

ترى لو تأزم الأمر مع  الزوج فباح لصديق له وكتم عن زوجته ثم أخبر ذاك الصديق زوجته ولو سهوا، فلم تتمالك الزوجة نفسها لتخبر زوجة الأخ الاول،

ترى الى أي مدى يمكن ان يتم تضخيم الأمر ومفاقمته ؟

وصحيح، ربما لا أعلم مشاعر النساء لكني أعلم أن ما تحت الرماد أولى بإطفائه لأن الكل بشر ومعظم النار من مستصغر الشرر..

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: وصف
« رد #6 في: 2011-04-02, 13:37:20 »
أنا لا أتهكم أخي الكريم

فمزاجي حاليا أبعد ما يكون عن التهكم أو المزاح

واسمح لي أن اقدم لك نصيحة من واقع خبرة العمر والسنوات
هذا الذي تقوله لا يقرب بين الزوجين، بل يفقد الزوجة الأمان تماما، ويحدث شرخا عميقا جدا في قلبها وفي علاقتها بزوجها

والحل اذا شعر الزوج بمثل ما تقول ان يعالجه في نفسه بنفسه، او يبوح به لأخته أو امه ربما
لكن ابدا ابدا... لا يكون هذا مع الزوجة

ومخطئ انت ان ظننت ان الصراحة المطلقة حل ممتاز لكل الامور ...

وتخيل انت العكس لتفهم قليلا

تخيل زوجتك في المستقبل، تأتي لتقول لك ان زميلها في العمل وقع في قلبها، وتلتمس منك العون لتنسيها اياه...
خاصة انك بينت أنك  تتكلم عن مشاعر متقلبة.... وضعف بشري... ولا تتكلم عن رغبة في زجة اخرى لنقول اباحه الشرع والطيبعة له لا لها..

بل حتى لو كان للرجل زوجتين لكان الذكاء والحرص على مشاعر كل منهما يوجب عليه الا يحدث الاخرى بما يعانيه مع ضرتها من حب او جفاء او فرح او سرور

سبحان الله

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

Al-Muslim

  • زائر
رد: وصف
« رد #7 في: 2011-04-05, 13:37:27 »
أخي جواد، كلامك العقلي والمنطقي والنظري هو وسام تفتخر به، أتعرف لماذا؟ لأنه يدل على أنك لم تحتك بالنساء ولا تدري عن طبيعتهن شيئاً بعد!

استمع جيداً لنصيحة هادية أخي واعذر طريقتها. وحديثها عن الصراحة هذا ينطبق على أي حديث يتوقع أنه ربما من المحتمل أنه قد يثير شيئاً من غيرتها، فإياك إياك. وحذار من جلسات الصفاء التي تنومك فيها الزوجة مغناطيسياً فتنسحب من لسانك وتذكر لها بعض ذكريات الماضي أو تلمح عن شيء من مواقف الحاضر فيما يخص هذا المجال، إني أعظك أن تكون من الجاهلين.

المرأة أخي قد تكون سيدة المنطق والحكمة وتتفوق في ذلك على كثير من الرجال وتستطيع أن تتفهم وتستوعب كل شيء، إلا مع زوجها! أما ما تراه في المرأة الغربية من تفهم واستيعاب لزوجها في هذه الأمور فمرده لبرود العاطفة عندهم، فإذا ما اشتدت هذه العاطفة وصار الزوج كل شيء في حياة زوجته، انقلب حال الزوجة وصارت حالها كحال زوجاتنا أطال الله بقاءهن.

رزقك الله قريباً زوجة صالحة تبدأ معها رحلة فهم المرأة وطريقة تفكيرها، وهي رحلة ممتعة ومشوقة، لها بداية وليس لها نهاية، مع كل تمنياتي لك ولكل أعزب بالنجاح والتوفيق.

جواد

  • زائر
رد: وصف
« رد #8 في: 2011-04-05, 13:45:45 »
 :blush::

الجهل صعب برضه يا أخي ..

حقا للخبرة ثقلها ..

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: وصف
« رد #9 في: 2011-04-07, 13:33:55 »
قرأت كل ردودكم فبارك الله فيكم ,
أدعو الله تعالى لأهلنا في سوريا بأن ينصرهم الله تعالى على من عاداهم , و ييسر لهم سبيل الرشاد
جزاكم الله خيرا إخوتي و أخواتي في المنتدى ... و إلى وصف جديد
" .
نقطة.  "

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: وصف
« رد #10 في: 2011-04-07, 13:54:29 »
وصف نفس ...



النفس , كلمة بسيطه سهلة , و لكنها في المضمون لغز كبير , أثارت تلك الكلمة جنون الفلاسفة , و حاول الأطباء أن يفتشوا عليها في جسم الإنسان , حتى أن هناك قسم كبير في كلية الطب يسمى الطب النفسي , فالنفس كانت من الأهمية بمكان لأن يتم دراستها و محاولة تشريحها بل و علاجها أيضا ...

لكن الطب النفسي من وجهة نظري هو من أصعب أقسام الطب , هذا لأن الأقسام الأخرى كالجراحة أو طب الأطفال يستطيع المريض أن يشير إلى العضو الذي يتتعبه قلبا كان أم رئة , لكن النفس , أين هي من جسم الإنسان ؟ و هل هي موجودة حقا في داخلنا ...
تساؤلات في علم الغيب
لكن لابد من طرحها

وصف الله سبحانه و تعالى النفس في القرآن الكريم ...
فقال جل في علاه في كتابه العزيز في وصف بعض الأنفس في سورة النساء

وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحّ

و التي جاءت بعد هذه الآية الكريمة

وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ


حيث كان المراد هنا كما قرأت من تفسير علماء الدين , الإصلاح , فهناك أنفس من وصفها أنها شحيحه , و الشح من البخل , هي نفس لا تتنازل بغية إصلاح , و هذا نوع من الأنفس ,

المشكله الكبرى تكمن في أن هناك من لا يقبل الكبر و الغرور في نفسه أن يتنازل عما يعتقده حق له في سبيل الإصلاح بينه و بين أخيه المؤمن و و هي صفة نراها كثيرا للأسف الآن في ذلك الزمان العجيب , الذي نعيبه و العيب فينا كما قال الشاعر , فنرى الإنسان قد رفع أنفه بكل قوته إلى السماء متناسيا أن هذا الأنف سوف يواريه تراب يوم ما , و يكون تحت الثرى , فأين ستذهب نفسه بعد ذلك ؟

يجيبنا عن ذلك وصف آخر للنفس في القرآن الكريم ,

الآية الجميله التي للأسف لا نكاد نسمعها إلا في المناسبات الحزينه و هي آيه جديره بأن نتذكرها دوما بل في كل يوم

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

ما أجمل هذه النفس , نفس بعيده عن كدر الشح , عن شقاء البحث عن الذات و دهس الآخرين بغية تحقيق تلك الذات , لم يقل الله تعالى النفس المؤمنه , لكنه تعالى قال المطمئنه , كم هو مريح هذا المعنى , الطمئنينة , إنها كلمة سعيده , كثيرا ما أسأل الناس كيف الحال فيقولون بعد زفرة شاقة : نحمده على كل شيئ

و في زفرتهم معنى عدم الإرتياح , و هو في حد مرتاح ؟

نعم

هناك الأنفس المطمئنة , التي مهما تعرضت للمصاعب و المشاكل زادها الله طمأنينة من عنده , فسبحان الله , لكن كيف ... كيف نحصل على هذه النفس المطمئنه ؟
و هل نستطيع تهذيب أنفسنا و تقليمها كما الأشجار فنحولها من الأمر بالسوء و الشح إلى إطمئنان ؟
أم أن نفوسنا خلقت لنا وولدنا بها بنفس أوصافها , فلا تتغير و لا تتبدل

لو كان الوضع هكذا فلما يحاسنا الله تعالى ؟

بل إن أنفسنا كمادة من مواد البناء , نستطيع تشكيلها , و الشيطان ما هو إلا وساوس تحارب لكي تشكل أنفسنا لتبتعد عن الأنفس المطمئنة التي يرضاها لنا الله , فماذا فعلنا نحن لصد هذا الهجوم على أنفسنا التي أودعها الله تعالى لنا ؟
أولو أدركنا أن أنفسنا غالية لهذه الدرجه, لدرجه أن تحاربنا الشياطين عليها , أما كنا لنوليها رعاية أكبر بكثير من رعايتنا لأجسادنا الفانية الرخيصة التي سيواريها التراب يوما ؟

يتبع ... ربما



 


« آخر تحرير: 2011-04-07, 14:05:03 بواسطة أسيرة الصفحات »
" .
نقطة.  "

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
رد: وصف
« رد #11 في: 2011-04-07, 18:06:09 »
:blush::

الجهل صعب برضه يا أخي ..

حقا للخبرة ثقلها ..

عندما قرأت كلماتك الأولى لم أجد فيها ما أعترض عليه كثيرا وخاصة أنني فهمتها كما قصدتها .. ولكني فوجئت بماما هادية تصفها بالأفكار المتطرفة .. وكلام الأخ المسلم في النهاية أقنعني جدا .. يبدو أننا نجهل يا عزيزي الكثير ..

ولكن سؤال غريب وصريح للجميع ..
ألا يعتبر كثير من الناس هذا ذريعة وحجة للاختلاط ؟!
ألا يستنكر الكثير من الناس على الرجل الذي لم يخالط النساء ولا يعرفهن ولا يعرف طبيعة مشاعرهن ؟!
ألا يستنكروا ويصفوا الرجل بـ "الغشيم" .. ويسخروا منه في أي جلسة ؟!
ألا ترفض الكثير من البنات هذا الشاب الذي لم يخالط البنات من قبل ؟!

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: وصف
« رد #12 في: 2011-04-07, 19:06:35 »
emo (30):

بلى.. هناك نوع من الفتيات لا يعجبها الشاب الغشيم وتريد واحدا مدردح

كما ان هناك شباب لا يحبون الفتاة المغلقة والتي يقولون عنها (بورقتها) ويريدون واحدة ...  :emoti_404:

والطيور على أشكالها تقع

لكن الخبرة من الممكن ان يكتسبها الانسان بمنتهى النظافة من المحارم
فالاخ يتعلم من اخته او امه او بنت اخيه الشابة مثلا كيف يعالم خطيبته ومن ثم زوجته، وبم تحس المراة ما يرضيها وما يحزنها
والفتاة تتعلم من ابيها ومن اخوتها.. كذلك من خبرة امها واختها وهكذا

الم تكن الناس تحيا قبل مائة عام حياة طبيعية وسعيدة ومستقرة، دون اختلاط ولا قلة دين؟؟

---------------------

خاطرتك الثانية جميلة يا سلمى..
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: وصف
« رد #13 في: 2011-04-09, 07:18:02 »
ردا على هذا الحوار  بينكم إسمحو لي أن أصف

وصف ... قلب ... وصف عقل



حياتنا , مختبر كبير , موقعه الأرض و حدوده السماوات , نعيش و نحن نظن أننا نفهم أنفسنا , و بعضنا يعيش و هو يظن أنه يفهم الآخر أيضا , مراحل نحياها , تبدأها طفولة فيها جهل عقل و علم قلب , فالعقل يولد ناصع البياض لم تشبه شائبه , لا يدري الفرق بين خطر النار و برد الماء , أما القلب فيكون حين نولد في قمة علمه , يتصرف ببراءة المحبين , يدفعنا لعشق الحياة , للحيوية , للقفز بين الزرع , و للدوران حول الشجيرات , هكذا كنا صغارا , نقتات ببراءة قلوبنا ما تقدمه لنا الحياة , نبتسم و نضحك و نقهقه لأتفه الأسباب , بلا أن تكون لدينا خبره , أي خبره في هذه الحياة

و فجأه ننظر إلى المرآه , فنتفاجأ بأن ملابسنا القديمة لم تعد تتسع لنا , و كذلك قلوبنا ما عادت تتسع لكم المعلومات التي يسيطر عليها العقل , العقل الرائع الذي ينهش من كل علوم الحياة كوحش نهم يريد أن يسيطر على كل شيئ ,

هو العقل الذي يدفع بنا إلى العالم الخطر , فيرمينا في المحيط لنغرق في أعماق البحار من أجل دراسة أسنان سمكة القرش ! أو يطلقنا صواريخ تغزو الفضاء لنتوه بين النجوم , أو أسوأ , أن نخترع ما نستطيع أن ندمر به أنفسنا , أو أفضل أن نحيا في رفاهية المياه البارده المثلجه و الميكروويف الساحر

لكننا بمرور الوقت و باعتمادنا على عقولنا فقدنا الثقة بقلوبنا , التي ولدت تعلم الكثير ,
لكن ما هو القلب ؟

إنه الشاعر النابض , لغته دقات  , و غذاؤه ضحكات

يقودنا القلب إلى البحث عن الحب دون أن نشعر , فيجرفنا بالتصوير البطيئ إلى شاطئ ساحر في جزيرة نائية ,  لنقابل شريك الحياة , و هنا يصف القرآن ما بين الزوجين من مشاعر أجمل الوصف في سورة الروم

وَ مِنْ ءَايَتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسكُنُوا إِلَيْهَا وَ جَعَلَ بَيْنَكم مَّوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فى ذَلِك لآيَات لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ

فلنتفكر قليلا عملا بهذه الآيه الكريمة
المودة- الرحمة - السكن , هي مشاعر تلقائية لا يفهمها إلا كل زوجين  صادقين ,  بديهية لا تحتاج إلى خبرة العقل , و لا إلى منطقه , فأحيانا يجب أن نتعلم كيف نفكر بقلوبنا لا بعقولنا حتى نفهم

إن الفتاة التي تبحث عن الفارس الذي قطع السمكه و ذيلها و زعانفها  واهمة إن ظنت أنه سيستطيع أن يفهم طبيعتها أفضل من آخر اتقى حدود الله و ابتعد عن ألاعيب الدنيا

ربما ذلك الشاب الذي ظن نفسه خبيرا بطبيعه المرأه سوف يهديها ما تتمنى منه أن تسمعه
لكن ذلك لن يكون في كل الأوقات نابعا من القلب
و إن الزوجة تستطيع أن تشعر جيدا بالمشاعر المصطنعه التي تهدف الى الترائي و بين المشاعر الصادقه
لأن الزوجة تكون أكثر تحكيما لقلبها من عقلها , و هي تعرف جيدا كيف تميز بين دقات القلب الصادق , و المؤثرات الصوتية الزائفة

و إن كلمة صدق حقيقية من قلب زوج صادق أحب بكثير عند الزوجة من معلقات شعر نابعة من فم زوج لم يشعر حقيقة بها و ربما يستطيع أن يقولها لكل الفتيات , فما الذي يجعلها مميزة إذن ؟

و ما أدراها أن ذلك الرجل لن يقول الكلمات ذاتها لإمرأه أخرى ؟!

 لقد خلق الله تعالى بحكمته و جلاله  بين الزوجين لغة صدق بعيده عن الزيف , لكن الشباب و الفتيات هذه الأيام يفقدون هذه اللغة عندما يلعبون لعبة المشاعر , و تختلط الأمور , و تأتي تلك المدافعه عن حقوق المرأه في التلفاز مرتدية زيها الأسود و نظارتها السميكة واضعه قناعا من مساحيق التجميل تدعي فهم طبيعه الشباب و البنات لتقول أن الخبره بينهما أمر يؤهل لزواج ناجح ... و لو بحثنا لوجدنا أن أغلب الزيجات الفاشلة كان أصحابها من ذوي الصحوبيات ما قبل الزواج

فلا تنخدعو بأفلام التضليل , إنها لا تقود إلا لمزيد من جنون القلوب ,و انكسارها

الخبرة مع القلب تكسره ... أما مع العقل تثريه

أتدرون كيف ؟

قد يكسر شاب قلب فتاة بحجه الخبره التي يحتاجها لفهم طبيعه المرأه

و إن الغصن المكسور لا ينصلح بإزالة ضغط اليد التي كسرته ... أليس كذلك ؟


حينها لن تستطيع الفتاة أن تهدي زوجها إلا قلبا مكسورا فاقد الثقة بكل رجل بل و بكل حب ...

اللعب بالمشاعر كاللعب بالنار , يحرق في كثير من الأحيان , و هو لا يهيئ المرء أبدا لتحمل مثل هذا الألم مرة أخرى

الحياة الزوجيه بعيده بعيده كل البعد عن أفلام السينما و كلمات المطالبات بحقوق المرأه

و إن أراد الإنسان زواجا ناجحا

فليستخر الله أولا

ثم يستفت قلبه ثانيا

ثم يتوكل على الله

و لا يفكر كثيرا في تبعات ما أحله الله له

و ليتذكر المودة و الرحمة التي لن يفهم معناها إلا كل من أنعم الله عليه بنعمه الزواج الصالح باذن الله

 الذي هو نعمة أجمل بمراحل من كل قصص الحب و مغامراته




« آخر تحرير: 2011-04-09, 07:24:24 بواسطة أسيرة الصفحات »
" .
نقطة.  "

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: وصف
« رد #14 في: 2011-04-09, 14:26:43 »
ما شاء الله يا اسيرة

من أين تدفقت كل هذه الحكم؟

بارك الله بك وأسعدك في الدنيا والآخرة
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: وصف
« رد #15 في: 2011-04-10, 06:01:05 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رائعة كلماتك يا أسيرة ... ماشاء الله .



جميل كلامك أخ جواد    emo (30):
أسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة الوفية المخلصة ، والتي تحرص عليك وتستمع لك في كل الأوقات  ...



اقتباس
وإنما أتحدث عن أناس مرهفي الحس لدرجة سهولة التأثر،
وسبحان الله قصدت بأن تعينه، أن تعينه على التخلص من هذه الوساوس التي قد تتحول بمرور الوقت الى شحناء لا مباشرة بينهما،
فأنا أفترض هنا زوجين وفين متحابين، يحرص كل منهما على اﻵخر وعلى أن يظل قلبه وحبه صافيا لا تشوبه شائبة.
فما الخطأ إذن من هذا؟

« آخر تحرير: 2011-04-10, 06:31:56 بواسطة حلم »
لا إله إلا الله.

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: وصف
« رد #16 في: 2011-04-18, 04:55:31 »
شغلتني الاحداث الماضية فاعذروني لغيابي و تقصيري
جزاكم الله خيرا على ردكم
و يا ماما هاديه الحبيبه
أسعدك الله و أولادك و بناتك و عائلتك و الشعب السوري يا رب
و هي ليست حكمه و لا شيئ انما انا طالبه في السنه الاولى , :)
" .
نقطة.  "

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: وصف
« رد #17 في: 2011-04-23, 16:44:11 »
وصف غربة



رأيت الغربة أنها

غربة الزمان

فهي  أقوى من غربة المكان ,

غربة النفس

 إنها أقسى

من غربة الأرض ,

 و شعرت بأن غربة العقل أهون من غربة القلب ..

 في العموم نعاني الغربة في الحياة

لماذا ؟

لأن الحياة طريق لا وطن, وسيلة لا غاية , فلا يصح أن نتخذ من الطريق بيتا , و نبني على مشارفه أكواخ صناعيه , إن هذا جدا غريب , و يزيد من الإحساس بالغربة , أما المشي في السبيل و الإندراج في مغامرات الرحله فهو الشيئ الذي يخفف حدة الغربة

هويت هذه الأيام قراءة شعر الإمام الشافعي رحمه الله , فوجدت في شعره ضالتي عن الصداقه بمعانيها , و عن الغدر بأنواعه . . . ثم وجدته مرة يتحدث في شعره عن الغربه .. فرأيته لا يخشاها , و أظنها كانت تخشاه !!!


إذ قال في شعره


............................

ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغتـرب

سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه ... وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب

إني رأيت ركـود الـماء يفســده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب

والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب

والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عـرب

والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه ... والعود في أرضه نوع من الحطب

فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه ... وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب


و قال أيضا :-

سأضرب في طول البلاد وعرضها ... أنال مرادي أو أموت غريبـا

فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ... وإن سلمت كان الرجوع قريبا


------------

دفعني شعره أن أفكر , ما هو المراد الذي سعى إليه هذا الشيخ الجليل ؟ , ذاك المراد الذي  جعل منه دافعا لغربه لم يهبها بل تحداها بكل جرأه , و للحظة تمنيت أن أكون مثله , أقوى من آلام الغربة , أبحث فيها عن فائدة , لا أبكي بسببها كرضيع لا حول له و لا قوة ,

و

فجأه

مضت تلك اللحظة
قتلها مرور الوقت
و عاد قلب
يئن
من
ألمها

ألم
الغربة
.
.
.
.


« آخر تحرير: 2011-04-23, 16:45:43 بواسطة أسيرة الصفحات »
" .
نقطة.  "

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: وصف
« رد #18 في: 2011-04-23, 17:53:45 »
للغربة طعم مر لا يعرفه الا من ذاقه
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: وصف
« رد #19 في: 2011-04-23, 19:39:38 »
تأملاتك رهيبة يا سلمى!
ما شاء الله لا قوة إلا بالله :)

أعجبني وصفك للنفس وللعقل... ما أجمله!


ردا على هذا الحوار  بينكم إسمحو لي أن أصف

وصف ... قلب ... وصف عقل



حياتنا , مختبر كبير , موقعه الأرض و حدوده السماوات , نعيش و نحن نظن أننا نفهم أنفسنا , و بعضنا يعيش و هو يظن أنه يفهم الآخر أيضا , مراحل نحياها , تبدأها طفولة فيها جهل عقل و علم قلب , فالعقل يولد ناصع البياض لم تشبه شائبه , لا يدري الفرق بين خطر النار و برد الماء , أما القلب فيكون حين نولد في قمة علمه , يتصرف ببراءة المحبين , يدفعنا لعشق الحياة , للحيوية , للقفز بين الزرع , و للدوران حول الشجيرات , هكذا كنا صغارا , نقتات ببراءة قلوبنا ما تقدمه لنا الحياة , نبتسم و نضحك و نقهقه لأتفه الأسباب , بلا أن تكون لدينا خبره , أي خبره في هذه الحياة

و فجأه ننظر إلى المرآه , فنتفاجأ بأن ملابسنا القديمة لم تعد تتسع لنا , و كذلك قلوبنا ما عادت تتسع لكم المعلومات التي يسيطر عليها العقل , العقل الرائع الذي ينهش من كل علوم الحياة كوحش نهم يريد أن يسيطر على كل شيئ ,

هو العقل الذي يدفع بنا إلى العالم الخطر , فيرمينا في المحيط لنغرق في أعماق البحار من أجل دراسة أسنان سمكة القرش ! أو يطلقنا صواريخ تغزو الفضاء لنتوه بين النجوم , أو أسوأ , أن نخترع ما نستطيع أن ندمر به أنفسنا , أو أفضل أن نحيا في رفاهية المياه البارده المثلجه و الميكروويف الساحر

لكننا بمرور الوقت و باعتمادنا على عقولنا فقدنا الثقة بقلوبنا , التي ولدت تعلم الكثير ,
لكن ما هو القلب ؟

إنه الشاعر النابض , لغته دقات  , و غذاؤه ضحكات

يقودنا القلب إلى البحث عن الحب دون أن نشعر , فيجرفنا بالتصوير البطيئ إلى شاطئ ساحر في جزيرة نائية ,  لنقابل شريك الحياة , و هنا يصف القرآن ما بين الزوجين من مشاعر أجمل الوصف في سورة الروم

وَ مِنْ ءَايَتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسكُنُوا إِلَيْهَا وَ جَعَلَ بَيْنَكم مَّوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فى ذَلِك لآيَات لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ

فلنتفكر قليلا عملا بهذه الآيه الكريمة
المودة- الرحمة - السكن , هي مشاعر تلقائية لا يفهمها إلا كل زوجين  صادقين ,  بديهية لا تحتاج إلى خبرة العقل , و لا إلى منطقه , فأحيانا يجب أن نتعلم كيف نفكر بقلوبنا لا بعقولنا حتى نفهم

إن الفتاة التي تبحث عن الفارس الذي قطع السمكه و ذيلها و زعانفها  واهمة إن ظنت أنه سيستطيع أن يفهم طبيعتها أفضل من آخر اتقى حدود الله و ابتعد عن ألاعيب الدنيا

ربما ذلك الشاب الذي ظن نفسه خبيرا بطبيعه المرأه سوف يهديها ما تتمنى منه أن تسمعه
لكن ذلك لن يكون في كل الأوقات نابعا من القلب
و إن الزوجة تستطيع أن تشعر جيدا بالمشاعر المصطنعه التي تهدف الى الترائي و بين المشاعر الصادقه
لأن الزوجة تكون أكثر تحكيما لقلبها من عقلها , و هي تعرف جيدا كيف تميز بين دقات القلب الصادق , و المؤثرات الصوتية الزائفة

و إن كلمة صدق حقيقية من قلب زوج صادق أحب بكثير عند الزوجة من معلقات شعر نابعة من فم زوج لم يشعر حقيقة بها و ربما يستطيع أن يقولها لكل الفتيات , فما الذي يجعلها مميزة إذن ؟

و ما أدراها أن ذلك الرجل لن يقول الكلمات ذاتها لإمرأه أخرى ؟!

 لقد خلق الله تعالى بحكمته و جلاله  بين الزوجين لغة صدق بعيده عن الزيف , لكن الشباب و الفتيات هذه الأيام يفقدون هذه اللغة عندما يلعبون لعبة المشاعر , و تختلط الأمور , و تأتي تلك المدافعه عن حقوق المرأه في التلفاز مرتدية زيها الأسود و نظارتها السميكة واضعه قناعا من مساحيق التجميل تدعي فهم طبيعه الشباب و البنات لتقول أن الخبره بينهما أمر يؤهل لزواج ناجح ... و لو بحثنا لوجدنا أن أغلب الزيجات الفاشلة كان أصحابها من ذوي الصحوبيات ما قبل الزواج

فلا تنخدعو بأفلام التضليل , إنها لا تقود إلا لمزيد من جنون القلوب ,و انكسارها

الخبرة مع القلب تكسره ... أما مع العقل تثريه

أتدرون كيف ؟

قد يكسر شاب قلب فتاة بحجه الخبره التي يحتاجها لفهم طبيعه المرأه

و إن الغصن المكسور لا ينصلح بإزالة ضغط اليد التي كسرته ... أليس كذلك ؟


حينها لن تستطيع الفتاة أن تهدي زوجها إلا قلبا مكسورا فاقد الثقة بكل رجل بل و بكل حب ...

اللعب بالمشاعر كاللعب بالنار , يحرق في كثير من الأحيان , و هو لا يهيئ المرء أبدا لتحمل مثل هذا الألم مرة أخرى

الحياة الزوجيه بعيده بعيده كل البعد عن أفلام السينما و كلمات المطالبات بحقوق المرأه

و إن أراد الإنسان زواجا ناجحا

فليستخر الله أولا

ثم يستفت قلبه ثانيا

ثم يتوكل على الله

و لا يفكر كثيرا في تبعات ما أحله الله له

و ليتذكر المودة و الرحمة التي لن يفهم معناها إلا كل من أنعم الله عليه بنعمه الزواج الصالح باذن الله

 الذي هو نعمة أجمل بمراحل من كل قصص الحب و مغامراته






ما أروع هذا التسلسل...
اللهم ارزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى.
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)