المحرر موضوع: القطرات....  (زيارة 19954 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل taib

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 16
القطرات....
« في: 2011-05-25, 09:53:35 »
جميل منظر الماء الرقراق..  ينساب في الجداول متموجاً شفافاً تتراقص خلفه الصور كالمرآة

 جميل منظر قطرات المطر السريعة العجولة.. هابطة كقدر الله في عباده لتصل الأرض.. تداعب الوجنات وتتخلل الشقوق..

 جميل منظر دمعات أخذت طريقاً قديماً بعد أن أذن لها قلب خافق أن تفضح مكنونات خبيئة..

 جميل... أم مؤلم..
منظر دمعات تعالت مع صرخات..

 ومنظر قطرات أخرى حمراء.. خرجت مع جسد مرتجف لتتخضب بها ذرات ورمال غالية..

 جميل أم مؤلم.... ومنذ متى كانت القطرات متساوية في ثمنها...

كم هي غالية

 قطرات الماء.. وقطرات المطر...

 ودموع حرّى..

 وقطرات كثيرة أغلى من الذهب   لونها أحمر كورد الشام ....

 وستأتي قصص عن القطرات..

 نقرؤها تباعاً بإذن الله

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: القطرات....
« رد #1 في: 2011-05-25, 10:07:04 »
بإنتظار البقية .
لا إله إلا الله.

غير متصل إيمان يحيى

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 3597
  • الجنس: أنثى
  • لا يأس مع الحياة
رد: القطرات....
« رد #2 في: 2011-05-25, 10:55:52 »

مرحباً بالصديق الجديد وألف مرحباً بكلماتك الطيبة


غير متصل سلمى أمين

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 2671
  • الجنس: أنثى
  • و مالنا ألّا نتوكل على الله، وقد هدانا سُبلَنا ..
رد: القطرات....
« رد #3 في: 2011-05-25, 11:00:40 »
اهلا بيك ..

أتعلمين ما هو الوطن يا صفيّة ؟

- الوطن هو ألّا يكون هذا كلَّه .. [/

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: القطرات....
« رد #4 في: 2011-05-25, 21:34:01 »
أهلا بكم أخي الكريم
وبانتظار حكاياتك عن القطرات الشامية
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

Al-Muslim

  • زائر
رد: القطرات....
« رد #5 في: 2011-05-26, 08:12:10 »
مرحباً بك أخي. جميلة كلماتك جمال القطر الذي وصفت. أسلوبك يشبه بشكل كبير أسلوب أخ حبيب في الله. تابع بارك الله بك.

غير متصل taib

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 16
رد: القطرات....
« رد #6 في: 2011-05-26, 09:17:29 »
جرت تصرخ باحثة عن ولدها... بضع عشرة سنة.. هي كل سني حياته التي مضت بين المدرسة والبيت..
ولدي أخذوه..
ولدي خطفوه..

لا عليك يا أختي ستجدينه بإذن الله.. كلمات سمعتها من رجل خمسيني يجري هرباً من أزيز الرصاص البعيد الذي أخذ يقترب

أما هي فكانت تلهث إلى الرصاص... وما قيمة الرصاصة إن لم تجد ولدها.. وما قيمة الحياة التي صارت أرخص من ثمن الرصاصة عند المجرمين الذين ملكوا البلاد والعباد..


أحاط بها عدد من الشباب يمنعونها من التقدم..

 نظرت بعيداً فوجدته.. على حافة الرصيف.. رأت طرف حاجبه الذي تحفظه من بين ملايين البشر.. وحوله بقعة حمراء.. تفلتت من الأيدي وجرت إليه.. تبعها الرجال .. حملوا الجسد المضرج وتسارعوا للاختباء خلف الجدار..

 حنت أم جريحة على ولد شهيد...

 أحاطته بذراعيها تشم عبير الشهادة.. وبكت... واختلطت القطرات.... لتصنع ذهباً جدبداً.. ذهباً أعلى من الذهب الأصفر والذهب الأسود..

 وسالت العبرات مع قطرات قانية لترسم على الأرض ذهباً أحمر... هو أغلى ما في الدنيا وأقدس من كل البشر...

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: القطرات....
« رد #7 في: 2011-05-26, 12:48:23 »

كم هي جميلة ومؤلمة تلك القطرات!

مرحبا بك أخي الكريم في أسرتنا
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: القطرات....
« رد #8 في: 2011-05-26, 13:03:21 »
كم ام جريحة ستجثو على ركبتيها وتحتضن ابنها الشهيد إلى أن نشم عبير الحرية
وكم أم حرمت من أن تحتضنه وتودعه؟؟؟

تبا لنا ما أجبننا

تبا لنا أي حياة كنا نحياها

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أحمـد

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 709
  • الجنس: ذكر
رد: القطرات....
« رد #9 في: 2011-05-26, 14:17:21 »
لا إله إلا الله!!
وما لهم فيهما من شرك، وما له منهم من ظهير

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: القطرات....
« رد #10 في: 2011-05-26, 17:06:39 »
قطراتك حزينة يا أخي ... وأنا اكتفيت حزن وألم ...

من أيام ثورة مصر وأنا لم ينصلح حالي حتى الآن ...

لا حول ولا قوة إلا بالله

أكمل يا أخي قطراتك من فضلك ...

متابعة إن شاء الله ...

جزاك الله خيراً .
لا إله إلا الله.

غير متصل saaleh

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 67
  • الجنس: ذكر
رد: القطرات....
« رد #11 في: 2011-05-26, 19:10:26 »
ما أغلاها من قطرات

 ربما أضيف عليها بضع قطرات لو سمحت لي يا أخي

غير متصل taib

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 16
رد: القطرات....
« رد #12 في: 2011-05-27, 15:36:31 »
سالت قطرة من لعابه .. فقد نال منه الجوع بعد أن انشغل لساعات..


تبّاً لهؤلاء المجانين الخونة.. أنا وأبي من أطعمهم وسقاهم.. لولانا لما صاروا بشراً في يوم من الأيام...

تباً لهؤلاء الحمير.. بل ليسوا حيوانات.. هم أحقر من الحيوانات.. شغلوني عن الغداء حتى نال مني الجوع..


 تعال هنا يا حمار.. ارتفع صوت الامبراطور المالك بأمره.. تعال بسرعة يا حمار...

 جرى الخادم مسرعاً... نعم سيدي... نعم سيدي..

 اذهب وأحضر الطعام إلى هنا فأنا وأخي مشغولون ولن نأكل في الصالة..

 أمرك سيدي أمرك سيدي.. انصرف الخادم العبد مرتعداً..

 أترى يا أخي... هؤلاء هم الحمير.. أما الذين خرجوا يصرخون كالمجانين فلا يستحقون هذا اللقب.. هم أحقر من أن ننعتهم به..

 معك حق يا كبير.. رد أخوه مؤيداً..

 والآن ماذا سنفعل يا كبير..

 اليوم تركناهم يهتفون ولم نقتل سوى اثنين.. وغداً؟؟؟

 غداً... رد المتألّه المنفوخ... آآآآآه ها هو الطعام...  جوعوني وأنا لا أحتمل الجوع... فمعدتي حساسةفد تؤلمني إن انتظرت دقائق أكثر...
اختطف قطعة اللحم الكبيرة ووضعها في حلقه بشراهة عجيبة رغم نحل جسده الظاهر..

 غداُ؟؟ ولماذا غداً.. رفع سماعة الهاتف وأطلق صوتاً متحشرجاً منكراً.. يا عقيد حسن... ولك ما بتفهم...لسعتهم أمامك.. ولك وين البواريد شو ما بتعرفوا تكبسوا على الزناد...

 ازدرد قطعة اللحم بصوت مقرف.. ولشرهه سالت قطرة من لعابه على حافة فمه..

 وهناك... في الناحية الأخرى.. انطلقت الرصاصات.. لتسيل قطرات أخرى... قطرات لا يهم الذي تسبب فيها إلا أن يزدرد ريقه وأن يفترس الطعام مع الناس...
« آخر تحرير: 2011-06-01, 07:40:39 بواسطة taib »

غير متصل حلم

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1079
رد: القطرات....
« رد #13 في: 2011-05-29, 10:04:35 »
أكمل قطراتك يا أخي من فضلك .
لا إله إلا الله.

Al-Muslim

  • زائر
رد: القطرات....
« رد #14 في: 2011-05-31, 07:56:30 »
 em10::

غير متصل بسمة ذياب

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 345
رد: القطرات....
« رد #15 في: 2011-05-31, 16:08:30 »
يا جماعة الخير ... لو زادت وتيرتها لأصبحت سيولاً ... ولكنها " قطرات " ...
فبلا ما تنقّوا ها !

غير متصل taib

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 16
رد: القطرات....
« رد #16 في: 2011-06-01, 06:54:32 »
رذاذاً تناثرت القطرات..

 سبحان الخلاق الكريم... كانت الأرض يباساً.. تشققت من عطشها الذي اشتد فصيّر النبات هشيما..  سنون مضت... والبذور تنتظر بصبر حتى لكأن الصحراء قدر  لتلك الأرض العطشى التي نسيت أنها كانت بساتين وجناناً يوماً .. نسي صاحب الأرض الذي فقد الأمل... نسي أن أرضه خصبة غنية... نسيها حتى يئس منها...  لكن البذور التي خلقها الله لا تعبد خالقا غيره  تدري أن الحياة والموت بيده وحده.. وأن المزن تجري بأمره.. وأن الرحمة إن نزلت بأرض لا يمسكها مخلوق..

 رذاذ ... واشتمّت الجذور عبق الماء الرطب ثم بدأت قطرات.. ثم قطرات... وارتفعت يد الإنسان اليائس للسماء... فالأمل هناك مع مُجري السحاب... وتلبدت الغيمة فوق الغيمة تحجب أشعة شمس محرقة طقطقت منها الحناجر وجفت منها القلوب...

 تهاطلت القطرات ومع كل قطرة انفرجت الأسارير وارتاحت القسمات.. ثم فجأت شق السماء ضوء يخطف الأبصار وصُمت الآذان بهزيم الرعد.. عندها علمت البذرة النائمة أن ساعة الاستيقاظ حانت وأن ما في الأرض من خير سيخرج ... نبتات صغيرة ستكبر حتى تعود البساتين بعد طول جدب قاتل...

 وهناك تناثرت  القطرات... لونها بلون الورد... وهدرت الحناجر بهدير أعلى من هزيم الرعد... وصرخات الحق قد علت لتطغى على صوت قذائف الظلم وطقطقة البنادف..

 هي قطرات بدأت كرذاذ الخير وازدادت لتصبح كالأمطار لكنها أقوى من السيول .. تجرف طبقات البغي المتراكم عقوداً  لتعود بذرة الخير التي صبرت السنوات قابعة تنتظر... ثم لتنبعث  من جديد تلك الغرسات التي نسيناها حتى منتهى اليأس...

وعادت ابتسامة حزينة تغزو الوجوه المشرقة .. وعلت  جباه لطالما ظنها الباغي لا ترى السماء...
« آخر تحرير: 2011-06-02, 08:48:09 بواسطة taib »

غير متصل taib

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 16
رد: القطرات....
« رد #17 في: 2011-06-01, 09:31:21 »
دمعات كثيرة..

 امسح دموعك... امسح دموعك.. صرخت فيه أمه من بعيد وقد أمسكت الخادمة بيد الطفل ذي السنوات العشر.. وتدافع العبيد يحملون الحقائب للنفاثة الخاصة تنتظر الأم وأطفالها لتنقلهم بعيداً بعيداً حيث الأمن في قصر كبير يقبع في هذا الحي المترف في تلك العاصمة المتخمة القديمة..

 أمي أريد البقاء مع أبي... غرفتي جميلة وفي صالة الألعاب أرى الأبنية البعيدة أسفل الوادي... أمي. القصر هنا أجمل من قصر جدي في لندن.. وازداد صراخ الطفل وسالت دمعاته غزيرة...

 اسكت.. shut up.. صرخت الأم بكلماتها التي رضعتها مع حليب لندن. يجب أن نكون بعيدين.. وجودنا يشغل أباك.. وهو خطر علينا إن حصل مكروه.. ألا تفهم...؟؟

 جلس الولد باكياُ على مقعده الوثير  يتلوى.. ما اعتاد أن يُرفض له أي طلب...


وهناك.... هناك..
تدافعت دمعات ثمينة... ثمينة... من عيني طفل لم يتم أعوامه الثلاثة عشر... وقد اخترقت رصاصة صدره.. وسحله مجرم متوحش له وجه إنسان ليشحطه بعيدا... ثم لتقطعه المدى قطعا قطعاً..

 تناثرت دمعاته مع الصرخات.. ثم جفت القطرات وتوقفت الصرخات والأنفاس.. لتعلن للعالم مولد فجر جديد خطته تلك القطرات الشفافة المالحة التي كتبت تاريخاً هي أغلى منه وأعلى...

أين الثرى من الثريا...

وهل دمعات طفل كعبرات الآخر...

 كلها دمعات... لكن بعضها ألهب براكين زلزلت وجه الأرض وقلبت الصخور فوق رؤوس الطواغيت...
 
« آخر تحرير: 2011-06-01, 09:32:53 بواسطة taib »

Al-Muslim

  • زائر
رد: القطرات....
« رد #18 في: 2011-06-01, 16:51:15 »
رذاذاً تناثرت القطرات..

 سبحان الخلاق الكريم... كانت الأرض يباساً.. تشققت من عطشها الذي اشتد فصيّر النبات هشيما..  سنون مضت... والبذور تنتظر بصبر حتى لكأن الصحراء قدر  لتلك الأرض العطشى التي نسيت أنها كانت بساتين وجناناً يوماً .. نسي صاحب الأرض الذي فقد الأمل... نسي أن أرضه خصبة غنية... نسيها حتى يئس منها...  لكن البذور التي خلقها الله لا تعبد خالقا غيره  تدري أن الحياة والموت بيده وحده.. وأن المزن تجري بأمره.. وأن الرحمة إن نزلت بأرض لا يمسكها مخلوق..

 رذاذ ... واشتمّت الجذور عبق الماء الرطب ثم بدأت قطرات.. ثم قطرات... وارتفعت يد الإنسان اليائس للسماء... فالأمل هناك مع مُجري السحاب... وتلبدت الغيمة فوق الغيمة تحجب أشعة شمس محرقة طقطقت منها الحناجر وجفت منها القلوب...

 تهاطلت القطرات ومع كل قطرة انفرجت الأسارير وارتاحت القسمات.. ثم فجأت شق السماء ضوء يخطف الأبصار وصُمت الآذان بهزيم الرعد.. عندها علمت البذرة النائمة أن ساعة الاستيقاظ حانت وأن ما في الأرض من خير سيخرج ... نبتات صغيرة ستكبر حتى تعود البساتين بعد طول جدب قاتل...

 وهناك تناثرت  القطرات... لونها بلون الورد... وهدرت الحناجر بهدير أعلى من هزيم الرعد... وصرخات الحق قد علت لتطغى على صوت قذائف الظلم وطقطقة البنادف..

 هي قطرات بدأت كرذاذ الخير وازدادت لتصبح كالأمطار لكنها أقوى من السيول .. تجرف طبقات البغي المتراكم عقوداً  لتعود بذرة الخير التي صبرت السنوات قابعة تنتظر... ثم لتنبعث  من جديد تلك الغرسات التي نسيناها حتى منتهى اليأس...

وعادت ابتسامة حزينة تغزوا الوجوه المشرقة .. وعلت  جباه لطالما ظنها الباغي لا ترى السماء...


مقالاتك أخي كالقطرات التي تحدثت عنها، تتساقط على قلوب جففتها الحرقة مما ترى وتسمع وتشاهد، فتحيي فيها الأمل وتبعثها على التفاؤل.

Al-Muslim

  • زائر
رد: القطرات....
« رد #19 في: 2011-06-01, 16:53:01 »
دمعات كثيرة..

 امسح دموعك... امسح دموعك.. صرخت فيه أمه من بعيد وقد أمسكت الخادمة بيد الطفل ذي السنوات العشر.. وتدافع العبيد يحملون الحقائب للنفاثة الخاصة تنتظر الأم وأطفالها لتنقلهم بعيداً بعيداً حيث الأمن في قصر كبير يقبع في هذا الحي المترف في تلك العاصمة المتخمة القديمة..

 أمي أريد البقاء مع أبي... غرفتي جميلة وفي صالة الألعاب أرى الأبنية البعيدة أسفل الوادي... أمي. القصر هنا أجمل من قصر جدي في لندن.. وازداد صراخ الطفل وسالت دمعاته غزيرة...

 اسكت.. shut up.. صرخت الأم بكلماتها التي رضعتها مع حليب لندن. يجب أن نكون بعيدين.. وجودنا يشغل أباك.. وهو خطر علينا إن حصل مكروه.. ألا تفهم...؟؟

 جلس الولد باكياُ على مقعده الوثير  يتلوى.. ما اعتاد أن يُرفض له أي طلب...


وهناك.... هناك..
تدافعت دمعات ثمينة... ثمينة... من عيني طفل لم يتم أعوامه الثلاثة عشر... وقد اخترقت رصاصة صدره.. وسحله مجرم متوحش له وجه إنسان ليشحطه بعيدا... ثم لتقطعه المدى قطعا قطعاً..

 تناثرت دمعاته مع الصرخات.. ثم جفت القطرات وتوقفت الصرخات والأنفاس.. لتعلن للعالم مولد فجر جديد خطته تلك القطرات الشفافة المالحة التي كتبت تاريخاً هي أغلى منه وأعلى...

أين الثرى من الثريا...

وهل دمعات طفل كعبرات الآخر...

 كلها دمعات... لكن بعضها ألهب براكين زلزلت وجه الأرض وقلبت الصخور فوق رؤوس الطواغيت...
 


أرانا الله دمعات تلك الأم وقد حرق الله قلبها وقلب زوجها كما حرقوا قلوب الملايين.