المحرر موضوع: من الزمن الجميل...  (زيارة 7599 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
من الزمن الجميل...
« في: 2011-10-30, 21:05:00 »
زهرات الهدى...

رام الله، 1999

في رمضان، وفي إذاعة صوت فلسطين، لمّا كانت تذيع ما يُسمع... كنّا... أنا، وأختي، وأختي...
نجلس في الغرفة سوداء الجدران، نضع السماعات على آذاننا الصغيرة، والمايكروفونات أمامنا... والزجاج يسدّ كل المنافذ...
تخفق قلوبنا البيضاء... وترتعش قليلاً أيادينا الصغيرة... ثم ننظر إلى وجوهنا كي نستمدّ لنا منّا قوة نبدأ بها ترنيماتنا... نأخذ نفساً عميقاً... نبتسم... ثم نومئ بالنظرات البريئة لفنيّ الصوتيات أمامنا أن نحن مستعدات... فلنبدأ!

"الصائم الصغيـــــــــــر"....

برنامجنا الأول الذي تبعه "مجلة الطفولة"....

كان يبدأ بأنشودة نرتلها نحنُ... بأصواتنا الرقيقة التي لم تتبلور كثيراً... لكنها كانت جميلة حسنة ناعمة...

أنا يا أصحابي طفل... مؤمنٌ يبغي الصلاح...
ديننا الإسلام يهدي... دائماً نحو الفلاح...
أنا ما زلتُ صغيراً... غير أني أتعلم...
فإذا صرتُ كبيراً... فبعلمٍ أتقدّم...

وأبدأ أنا... أكبرهنّ...
أبدأ بالترحيب بالمستمعين الكرام... واستقبال أسبوع جديد من أسابيع رمضان...
أسبوع نستفرد فيه بالحديث عن موضوع يهمنا نحن معشرَ الصغار... لأقراننا وأترابنا... لمن يسمعنا منهم... ويستمع بقلبه النابض الصغير كقبضة يده...

وتتابع الفقرات...
بين قصص، وأناشيد، وأشعار... وأحاديث وكلمات... وحكم ووقفات...

جمان...
أسحار...
سارة...

نتبادل أطراف الحديث معاً... نسأل ونجيب... نقلد أصواتاً... وننشد... ونلقي...
تردّ إحدانا على الأخرى... ونتشارك في كلماتنا وشعورنا الذي كنا نطلقه مع كلّ كلمة... لعله يصلكم... أصدقاءنا الأطفال...

ثمّ نصل إلى بريد القراء...
نعرض ما قد أرسلوه لنا من مشاركات... ونجيب عن سؤال الحلقة الماضية... ثم نعلن اسم الفائز بجائزة الأسبوع...

تحدثنا في "الصائم الصغير" عن نعمة المطر...
وأنشدنا:
تقاطري... تقاطري... يا غيمتي البعيدة...

وعن الشمس...
يا شمسُ ما أحلاكِ... الله قد أنشاكِ...
في كلّ يوم زرعنا... يخضرّ إذ يلقاكِ...

وعن رمضان...
رمضانُ... رمضانُ... يأتينا كلّ عام...
بالخير وبالبركات... وبأحلى الأيام...

وتحدثنا عن بيوتنا المسلمة...
بيتي بيتي أحلى بيتِ... أقضي فيه أجمل وقتي...
مع إخواني أحيا فيهِ... وأرتبه وأراعيهِ...
بيتي بيتي أحلى بيتِ...

وعن طعامنا:
غذائي منظم لأنيَ مسلم...
صباحاً فطوري... لجسمي ضروري...
وظهراً غدائي أساس غذائي... وقبل العِشاء طعام عَشائي...

وعن الإيمان...
عزي إيماني... لفظي قرآني...
وسلوكي أدبٌ... ربي رباني...

وأنشدنا...
هبي يا ريح الإيمان وكوني إعصارا...
هبي في أرجاء الأرض وذري الأنوارا....

وقلنا:
زمجري زمجري... يا رياح الغضب...
واهتفي آن أنْ يستفيق العرب...

كم ترنمنا......
وكم تحدثنا... وما كان أجملنا ونحن صغاراً....
كنا نتحدث العربية بلسان قويّ... ونتذكر مع أصدقائنا المستمعين كلمات رسولنا... نرددها... ونحياها... بقلوبنا الغضة جداً....

ثم كان ينتهي التسجيلُ... فنخرج بوجوه محمرّة من ضغط الغرفة... وابتسامات صغيرة جداً في عمرها... لكنها كبيرة جداً في سعادتها... إذ قد أنجزت تسجيل حلقة كاملة... وأحياناً حلقتين اثنتين...


كان ينتظرنا عند الباب أبي بحضنه الذي يتسعنا مهما كبرنا...
وجدي بعيونه الحالمة وابتساماته الراضية عنا......

كم تحاببنا... وكم أحببنا...

كانوا يسمونا "زهرات الهدى"...
في برنامجنا هذا... وفي عرض فقرات الاحتفالات التي كنا نشارك بها... ننشد ونلقي الشعر والنثر.... نرفع قلوبنا التي حفر فيها الحبّ... عالياً!

ما أجمل العهد القديم... وما ألذ الزمان الأول...
ما أجمل لحظاتنا التي صارت ذكريات تمرّ... فتتحرك معها التنهدات ودمعات العيون......
« آخر تحرير: 2011-10-30, 21:08:13 بواسطة جمانـة القدس »
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: من الزمن الجميل...
« رد #1 في: 2011-10-31, 07:17:45 »
ما أجملها من ذكريات تحرط حقا دمع العيون، وفرح القلب معها بأن هذه نشأة الكثيرين جدا من أبناء فلسطين الحبيبة...

هبي يا ريح الإيمان وكوني إعصارا...
هبي في أرجاء الأرض وذري الأنوارا....
وقلنا:
زمجري زمجري... يا رياح الغضب...
واهتفي آن أنْ يستفيق العرب...


ما أجملها ..... وها قد زمجرت الرياح واستفاق العرب.... وقريبا ستهب رياح الإيمان في كل أرجاء الأرض   emo (30):
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: من الزمن الجميل...
« رد #2 في: 2011-10-31, 09:59:56 »
ذكريات جميلة جدا

هل كان ما تنشدونه من كلمات الوالد؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: من الزمن الجميل...
« رد #3 في: 2011-11-01, 06:13:16 »
فراشتـــــــي...
عسى أن يكون هبوب ريح الإيمان قريباً...

والنشأة هذه ليست نشأة الكثيرين جداً من أهل فلسطين يا أسماء...
بل لقد كنت أشعر معها بالغربة بكل ما لها من معنى!...
وليس هذا تعالياً على أهل فلسطيني ولا تنكراً لهم... بل أقول لك يا أختي إن القليلين جداً هم من ينشؤون تنشئة مسلمة مبنية على قواعد الدين وحدوده الحقة... وهذا ما تلحظينه دون عناء إن دخلت جامعة أو معهداً فلسطينياً وألقيت نظرة واحدة فقط....

الأمل دائمٌ في القلوب... لكنّ أمل قلبي بتحرر فلسطين ما زال بعيداً جداً في وقته... كما كان يقول الدكتور الفاضل صالح....

ماما هادية...
هذه الأناشيد من مجموعات سفير الكثيرة... وأناشيد أطفال لبنان... والروضة المسلمة... ويوميات طفل مسلم... ثمّ بعد فترة قصيرة مجموعات أبي راتب الكثيرة التي لأبي بعضها (سأسأل ربي... وأمضي لدربي... بروحي وقلبي... ولن أستكين.... ومنها: حماة ثورتي... ودرب عزتي... وفجر دعوتي... يا إخوتي... وغيرها)... ومنها مجموعات قديمة لكبار المنشدين... أبي مازن، وأبي دجانة، وأبي الجود، والترمذي... وغيرهم...

كانت أمي تعدّ لنا الحلقات بمساعدة أبي... تطبع لنا الكلمات كلمة كلمة ونسمع لها ونلقي وننشد قبل التسجيل...
وكان سارة صغيرة جداً... أذكر أنها كانت تبدل أسنانها في ذلك الوقت... وكنا كثيراً ما نضحك لما تقول حديثاً، إذ كانت بدايته هكذا: عن رثول الله ثلى الله عليه وثلّم أنه قال:........
كانت أمي تحرك لها الكلمات حرفاً حرفاً... وتسمعها... وتعيد لها... وتدفعها وتدفعنا....

أحياناً... كانت أمي لا تجد نشيداً ملائماً للموضوع المطروح... (وكان في الحلقة الواحدة خمس مقاطع إنشادية على الأقل)... فكان أبي يسعفها ويكتب لها شعراً... فتلحنه وتعلمنا إياه وننشده :)

النشيد له بصمات في ذاكرتي لا تنسى... كان معيناً قوياً جداً على تربيتنا التي كلما نظرت إليها من طريق أبعد عن عمري الماضي رأيتها متقنة جداً!....

قبل أن ننام... ونحن صغار جداً... كان والديّ يجلسان بيني وبين أختي... يمسك أبي بيدي وأمي تمسك يد أختي... ثم في الليلة التالية يتبادلان...
ونبدأ جلستنا الأسرية الليلة...
نستذكر لهما كل ما نحفظ من سور قرآنية وأشعار وأناشيد...
كان هذا مذ وعيت أنا على الدنيا... أذكره وأنا في الرابعة أو الخامسة من عمري...

وقبل هذا... أذكر هدهدات أبي... كان ينشد لي كلماته:
نامي يا بنتي نامي...
أنتِ زهرة أحلامي...
قولي اللهُ ربّي...
ودرب الهدى دربي...

هذه الكلمات... في ذاكرتي كعبير الورد...
هذه الكلمات قديمة جداً... قدم عقلي.....

وأمي من وراء كلّ هذا كانت لنا حضناً... ما أدفأه!

أحدثكم قريباً كيف كانت تسلينا، ونحن أطفال أرض محتلة، لا نعرف الحدائق والمنتزهات والفسح...
ولم نكن نلتحق بكثير من النشاطات المحلية من مخيمات ودورات للصغار خوفاً من التأثر... فنحن قد كنا مضغاً صغيرة يشكلها الهواء... فكيف بكل العقول العفنة التي كانت رائحتها تلوث ذاك الهواء وتنفثه؟

يتبع إن شاء الله...



« آخر تحرير: 2011-11-01, 10:20:35 بواسطة جمانـة القدس »
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: من الزمن الجميل...
« رد #4 في: 2011-11-01, 12:07:09 »
بالانتظار يا جمان

:)

يبدو ما تتحدثين عنه كأنه حلم جميل

ما شاء الله لا قوة إلا بالله

أليس لكم من اخ ذكر ؟
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: من الزمن الجميل...
« رد #5 في: 2011-11-01, 12:09:10 »
جمانة القدس........

حكايتك تشبه حكاية أمي........ مع اختلاف المضامين....... فأمي غنّت في الطفولة عبر أثير القاهرة...... وكان هذا من قديم جدا في أيّام عبد الناصر....... كانت معها صفاء أبو السعود....... وغنّتا (لصندوق اللعب)...... ولعلّ البرنامج أن يكون (جرّب حظّك) من تقديم طاهر أبو زيد الذي رحل عن عالمنا في العام الماضي.......

ثم غنّت في فتوّتها مع الكورس أغنية (الوطن الأكبر).......

الأسرة الديّنة نعمة كبيرة تستحق الشكر........
« آخر تحرير: 2011-11-01, 12:25:59 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: من الزمن الجميل...
« رد #6 في: 2011-11-04, 00:51:11 »
بالانتظار يا جمان

:)

يبدو ما تتحدثين عنه كأنه حلم جميل

ما شاء الله لا قوة إلا بالله

أليس لكم من اخ ذكر ؟


بلى... المعتصم بالله
وغير المعتصم لي ثلاث أخواتٍ وأختان  emo (30):

جمانة القدس........

حكايتك تشبه حكاية أمي........ مع اختلاف المضامين....... فأمي غنّت في الطفولة عبر أثير القاهرة...... وكان هذا من قديم جدا في أيّام عبد الناصر....... كانت معها صفاء أبو السعود....... وغنّتا (لصندوق اللعب)...... ولعلّ البرنامج أن يكون (جرّب حظّك) من تقديم طاهر أبو زيد الذي رحل عن عالمنا في العام الماضي.......

ثم غنّت في فتوّتها مع الكورس أغنية (الوطن الأكبر).......

الأسرة الديّنة نعمة كبيرة تستحق الشكر........

"صندوق اللعب" يذكرني بصندوق الدنيا...
مجموعة كبيرة من مجموعات سفير على ما أذكر، فيها أناشيد وقصص ولقطات صوتية رائعة ومربية...

و"الوطن الكبير" يذكرني بالحلم الإسلامي...
أنشودة على نمط أغنية الحلم العربي التي انتشرت مع بداية انتفاضة الأقصى وغناها مجموعة من الفنانين...
كنا قد طلب إلينا فقرة إنشادية في حفل تكريميّ تقيمه جمعية إسلامية لأوائل مدارس إحدى المحافطات، فذهبنا بالحلم الإسلاميّ كي نقدمه... تدربنا... وكنا سعيدات جداً إذ إننا سنقدم شيئاً وليداً... وجديداً جداً...
لكن المفاجأة كانت أن الجمعية دعت فرقة إنشادية رسمية، بدأت وصلتها... بالحلم الإسلامي!
أذكر يومها كيف نظرت أنا وأختي إلى أبي وضحكنا... ثم صعدنا إلى المسرح وأنشدنا نشيداً احتياطياً آخر...
سبحان الله العظيم...

وكثيراً ما تتشابه الحكايات....
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

Al-Muslim

  • زائر
رد: من الزمن الجميل...
« رد #7 في: 2011-11-04, 02:18:59 »
بلى... المعتصم بالله
وغير المعتصم لي ثلاث أخواتٍ وأختان  emo (30):

سلمهم الله. هل هذه أحجية؟

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: من الزمن الجميل...
« رد #8 في: 2011-11-04, 02:26:54 »
بلى... المعتصم بالله
وغير المعتصم لي ثلاث أخواتٍ وأختان  emo (30):

سلمهم الله. هل هذه أحجية؟

لا...
أخ وأختان وأخوات ثلاث...
فهذا أخف وقعاً وأسهل هضماً من أخٍ وخمس أخوات!
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

Al-Muslim

  • زائر
رد: من الزمن الجميل...
« رد #9 في: 2011-11-04, 09:52:14 »
من قال ذلك؟ بل كلاهما خفيف الوقع وسهل الهضم.

غير متصل بسمة ذياب

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 345
رد: من الزمن الجميل...
« رد #10 في: 2011-11-04, 10:32:34 »
بدّي " أدحش " حالي :-) يا الله مهو إلي حجة ! يعني جمانة وكاينة في برنامج أطفال إذاعة رام الله ...طيب أنا وبعض شقيقاتي وزميلات المدرسة كنا مشتركين في برنامج أطفال الإذاعة الأردنية في الثمانينيات. مجموعتنا كانت الأطول صمودا إذ استمررنا لحوالى 3 سنوات حيث نسجل كل يوم خميس لتذاع الحلقة صباح الجمعة التالي...
في البداية كنا نأخذ النصّ للتدرّب عليه قبل يومين، ثم تقدّمنا فكنا نقرأ النص فقط في الباص ونحن متجهين للإذاعة، بعد ذلك ولما صرنا " محترفين :-)" كنا نقرأ مباشرة عالميكروفون وغالبا لا نخطئ فلا ينقطع التسجيل للإعادة.

طيب ملاحظة تاريحية : الإذاعة الأردنية أوّل ما تأسست في الخمسينيات كانت تبثّ من " رام الله " إذ كانت الضفة الغربية تابعة للأردن حتى حرب حزيران 67.

إن شا الله يا جمانة نجتمع هناك وبنزور رام الله ...ترى شقيقتي تقيم هناك :-)

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: من الزمن الجميل...
« رد #11 في: 2011-11-20, 11:05:55 »
ما شاء الله لا قوة إلا بالله...
حبيبتي أخيتي... بسمة ذياب :)

إن شاء الله نلتقي في رام الله... هي مدينة لي فيها كثير من الذكريات...
أخبريني لو كنت هناك... لعلي أكون كذلك فنلتقي أنت وأنا وشقيقتك :)
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)

غير متصل جمانـة القدس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 273
  • الجنس: أنثى
  • عدتُ أنا! (ســـما)
رد: من الزمن الجميل...
« رد #12 في: 2011-11-20, 11:06:27 »
صباحات الحبّ...

"صلاة... صلاة... صلاة يا بنياتي صلاة"...

يجوب أبي غرفنا الثلاث... ينادي... ثم ينادي...
"صلاة... صلاة"...
ويعيد الكرة مرة ومرتين وثلاث... حتى نستقبل كلنا اليوم الجديد... بصوت أبي الذي نركنُ إليه مذ كنا في بطن أمّنا... ونظرة أمي التي تسع الكون كلّ الكون... تنادينا... والماء البارد الذي صار دافئاً ينتظرنا للوضوء... وهدوء القلب في عتمة النور.. كي نحيي فيه فجرنا... ونور قلوبنا...

كانت رائحة الحليب المختلط بالنسكافيه أو الشوكو أو العسل تنطلق من مطبخ أمي... كل حسب رغبته... ثم تغلبها رائحة قهوة الصباح تتسلل إلينا... تنعش عيوننا الناعسة... وتقودنا من غرفنا إلى الصالة الكبيرة يزينها أجمل ثنائيّ خلقه الله في كونه... أمي وأبي...

الأصوات كانت مرتبة كذلك...
قرآن ربي... بأصوات شجية يختارها أبي لكبار القراء... وأحبهم إليه الشيخ عبد الباسط والشيخ محمد رفعت...
ثم ابتهالات النقشبنديّ... أيها الناس... إنّ هذا بيانٌ... أرسلته الشريعة السمحاءُ...
ثم أدعية الصباح في قناة المنار... والأناشيد التي تتلوها والطبيعة خلفها... تتزين بها وتجمل...

كان جلسة الصباح هذه من المقررات في كتاب عائلتنا... وما زالت...
تتنوع فيها المشاعر والصور...

ولقد كان أجملها... لقطة تكررت أمامي على مدار عمري كله... لكن البطل كان في كل مرة مختلف...

الصغيرة تجلس بين أبي وأمي... تميل برأسها قليلاً قليلاً... ثم تستند إلى كتف بابا...
تغمض عينيها بهدوء محاولة ألا يلاحظها أحد... ثم تبدأ تحلم أنها شربت كوب الحليب واستعدت للمدرسة وجاء وقت الخروج...
يفسد عليها الحلم صوت يقول: يللا يا بنتي.... الله يرضى عليكي ما بدنا نتأخر ع المدرسة...
فتفتح عينيها لتجد نفسها ما زالت مكانها... تحضنها يد ماما... وتمسك لها كوب الحليب الذي ما زال كاملاً لم تطعمه!...
ربما تبكي... وربما تشربه... وربما تقرر أن تستعد للمدرسة أولاً... ثم تعود لتشربه فتجده بارداً... فتشربه...
أو تبكي...

الطريق إلى المدرسة (ولاحقاً إلى موقف السيارات إلى الجامعة) كان مقرراً آخر...
مكانه سيارة أبي... وموضوعه مأثورات الصباح...
كنا كطلاب صفّ مجتهد... نتلو مع أبي بصوت واحد: مأثورات الصباح...
نبدأها بالاستعاذة والبسلمة... مروراً بالآيات الكريمات المأثورات عن حبيبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... وختاماً بدعاء الرابطة...
كلنا معاً... بصوت واحد...

ثم نصل بعد وجبة صباحية مليئة بالذكر والطاعات... ننزل إلى مدارسنا سريعاً خشية أن نكون قد تأخرنا على الجرس...
ننتصب في الصفّ...
وتبتسم قلوبنا... إذ ما زالت تنبض بكل تلك الجمالات... وبكل ذاك الحبّ...
يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار...
                                                     (النــّـور)